مشاهدة النسخة كاملة : الـحـفــــاظ الـكـبــــار


Mr. Hatem Ahmed
27-04-2014, 11:37 AM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


بِحَمْدِ الله اَبْتَدِئ وإِيَّاه أَسْتَعِين وأَسْتَهْدِي، فَهُوَ وَلِيّ عِصمَتِي مِن الزَّلَل، فِي القَوْل والعَمَل، ووَلِيّ تَوْفِيقِي، لاَ شَرَيك لَه، ولاَ حَوْل ولاَ قُوَّة إِلّا بِهِ. الحَمْدُ للَّهِ رَبّ العَالَمِين، جَامِع الأَوَّلِين والآخِرِين لِيَوْم الفَصْل والدِّين، حَمْداً يُوجِب رِضَاهُ، ويَقْتَضِي المَزِيد مِن فَضْلِهِ ونَعمَاهُ، وصَلَّى اللهُ وسَلَّم عَلَى رَسُولِنَا مُحَمَّد نَبِيّ الرَّحمَة، وهَادِي الأُمَّة، وخَاتَم النُّبُوة، وعَلَى آلِهِ وصَحَابَتِهِ أَجْمَعِين.
وبَـعـــــد،،،
فَهَذِهٍ تَرَاجِم ثَمِيِنَة فِي ذِكْر أَسْمَاء أَعْلَام حَمَلَة الْآثَار النَّبَوِيَّة، الذَّين اِشْتَهَروا بَيْن النَّاس بِعلْم الحَدِيث فِي جَمِيع العُصُور والأَزْمَان، تُبَصِّر الطَّالِب النَّبِيه، وتُذَكِّر الْمُحدِّث الْمُفِيد، مُقَدِّمًا مَنْ حَفِظَ مِنْهُم عَن رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَر مِن الآخَر وذَلِك إِذَا كَانُوا فِي زَمَانٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ طِبْقاً لِأَقْدَمِيّة وَفِيَّاتِهِم مِن لَدُن الصَّحَابَة رَضْيَ اللهُ عَنْهُم فَمْن بَعدهُم مِن التَّابِعين. سَائِلاً المَوْلَى سُبْحَانَه وتَعَالَى أَنْ يَجعَل هَذَا العَمَل خَالِصاً لِوَجْهِهِ الكَرِيم، وأنْ يَنْفَعنا بِهِ وإِيَّاكُم، وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ أَجْمَعِين.

كَتَبَـه/ حَاتِم أَحْمَد مُحَمَّد

Mr. Hatem Ahmed
27-04-2014, 11:42 AM
(1) أَبُـــو هُـــرَيْـــرَةَ الـــدَّوْسِـــيُّ


هُـــــو: عَبْدُ الرَّحْمَن بْن صَخْرٍ الدَّوْسِيُّ اليَمَانِيُّ، الإِمَامُ، المُجْتَهِدُ، سَيِّدُ الحُفَّاظ الأَثْبَات.كَانَ مِن حُفَّاظ الصَّحَابَة المُوَاظِبِين عَلَى صُحبَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُل وَقْت.

وسَبَب كُنْيَتُهُ: فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ رَافِع قَالَ: قُلْتُ لأَبِي هُرَيْرَةَ: لِمَ كَنَّوْكَ أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: "كُنْتُ أَرْعَى غَنَمَ أَهْلِي، فَكَانَتْ لِي هُرَيْرَةٌ صَغِيرَةٌ فَكُنْتُ أَضَعُهَا بِاللَّيْلِ فِي شَجَرَةٍ، فَإِذَا كَانَ النَّهَارُ ذَهَبْتُ بِهَا مَعِي فَلَعِبْتُ بِهَا فَكَنَّوْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ". أَخَرَجَهُ التِّرمِذِيُّ (5/ 3840) بِسَنَدٍ حَسَن.

كَانَ أَبُوهُرَيْرَةَأَحْفَظَ الصَّحَابَةِ لِأَخْبَارِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآثَارِهِ، رَوَى خَمْسَة آلاَف وثَلاَثمائة وأَربَعٍ وسَبْعِين حَدِيثاً (5374).

أَسْلَمَ أَيَّام خَيْبَر فِي سَنَة سَبْع مِن الهِجرَة، قَدِمَ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ، فَشَهِدَ فَتْحَهَا وَلَمْ يُسْهِمْ لَهُ، وَلَمْ يَشْتَغِلْ بِالصَّفقِ فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَا بِغَرْسِ الْوَلَدِ، وَقَطْعِ الْأَعْذَاقِ، لَزِمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَربَع سِنِينَ مُخَتَارًا لِلْعَدَمِ وَالْإِمْلَاقِ، فَكَانَ يَشْهَدُ إِذَا غَابُوا، وَيَحْفَظُ إِذَا نَسُوا، بَسَطَ نَمِرَتَهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى فَرَغَ فِيهَا مِنْ حَدِيثِهِ، فَجَمَعَهَا إِلَى صَدْرِهِ، فِصَارَ لِلْعُلُومِ وَاعِيًا، وَمِنَ الْهُمُومِ خَالِيًا، فَفِي الصَّحِيحَيْن عَنْهُ، قَالَ: "إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الحَدِيثَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاللَّهُ المَوْعِدُ إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا، أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِلْءِ بَطْنِي، وَكَانَ المُهَاجِرُونَ يَشْغَلُهُم الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ، وَكَانَتِ الأَنْصَارُ يَشْغَلُهُمُ القِيَامُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ، فَشَهِدْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، وَقَالَ: «مَنْ يَبْسُطْ رِدَاءَهُ حَتَّى أَقْضِيَ مَقَالَتِي، ثُمَّ يَقْبِضْهُ، فَلَنْ يَنْسَى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي». فَبَسَطْتُ بُرْدَةً كَانَتْ عَلَيَّ، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالحَقِّ مَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ". البُخَاريّ (9/ 7354) ومُسْلِم (4/ 2492)

روى عن: النَّبِيّ (صَلَّى اللهُ عَلَيه وَسَلّم) الكَثِير الطَّيِّب، وَعَن: أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق وَعُمَرَ بْنِ الخَطَّاب وَأُسَامَةَ بْن زَيْد وَالفَضْلِ بْن العَبَّاس وأُبَيٍّ بْن كَعْبٍ.

وحَدَّثَ عَنْهُ: خَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ، فَبَلَغَ عَدَدُ أَصْحَابِهِ ثَمَانِ مائَةٍ (800)، فَمِن الصَّحَابَة (رَضيَ اللهُ عَنْهُم): عَبْدُ اللهِ بْن عَبَّاسٍ، وعَبْدُ اللهِ بْن عُمَرَ وَأَنَسُ بنُ مَالِكٍ وَوَاثِلَةُ بنُ الأَسْقَعِوَجَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ.
وَمِن التَّابِعِين (رَحِمَهُم اللهُ): اِبْنُه المُحَرَّر، وسَعِيْد بْن المُسَيِّب وَالقَاسِمُ بنُ مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الصِّدِّيق وَسَالِم بْن عَبْد الله بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبوَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ بْن العَوَّام وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَوْف وعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُوْدٍ وعَامِرُ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ وحَفْصُ بنُ عَاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ هُرْمُزَ الأَعْرَج وَمُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ وسَعِيْدٌ المَقْبُرِيُّ وَنَافِعٌ العُمَرِيُّ وَطَاوُوْس اليَمَانِيُّ وَعَامِرٌ الشَّعْبِيُّ وَهَمَّامُ بنُ مُنَبِّهٍ وَشَقِيْقُ بنُ سَلَمَةَ وسُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ وَأَبُو إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيُّ وَأَبُو صَالِحٍ السَّمَّان وَأَبُو العَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وغَيْرُهُم الكَثِير.

صِـفَـتُـــهُ: كَانَ رَجُلاً آدَم (أَسْمَر)، بَعِيْدَ مَا بَيْنَ المَنْكِبَيْن، أَفْرَقَ الثَّنِيَّتَيْن (مُقدمة الأَسْنَان)، ذَا ضَفِيْرَتَيْن، وكَانَ مِن أَصْحَاب الصُّفَّة (وهِي: مَوْضِع فِي مَسْجِد النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّم فِي المَدِينَة يَكُون فِيهَا فُقَرَاء المُهَاجِرِين، ومَن لاَ مَنْزِل لَه مِنْهُم، وأَهْلُهَا مَنْسُوبُون إِلَيْهَا)، فَقِيراً ذَاقَ جُوعاً وفَاقَة شَدِيدَة، ثُمَّ بَعد النَّبِي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) صَلُحَ حَالُهُ وكَثُرَ مَالُهُ، وكَانَ كَثِير التَّعَبُّد والذِّكْر، كَانَ يُسَبِّح فِي اليَوْم اِثنَي عَشر أَلْف تَسْبِيحَة. وَلِيَ إِمْرَة المَدِينَة ونَابَ أَيضاً عَن مَروَان بِن الحَكَم فِي إِمْرَتِهَا، وكَانَت فِيِه دُعَابَة.

- قال عَنْهُ طَلْحَةُ بْن عُبَيْد الله "أَحَدُ العَشَرَة المُبَشَّرِين": لاَ شَكَّ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مَا لَمْ نَسْمَع.
-وقال أُبَيِّ بْنِ كَعْب: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ جَرِيئًا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ لَا نَسْأَلُهُ عَنْهَا.
- وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنِ عُمَرَ: أَبُو هُرَيْرَةَ خَيْرٌ مِنِّي وَأَعْلَم،وكَانَ أَلْزَمَنَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْلَمُنَا بِحَدِيثهِ.


-تُوُفِّيَ أَبُو هُرَيْرَةَسَنَة ثَمَانٍ وخَمْسِين (58 هـ)، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وسَبْعِين (78) سَنَة. وَقَد كَانَ دَعَا: "اللَّهُمَّ لاَ تُدرِكْنِي سَنَة سِتِّين". (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)

Mr. Hatem Ahmed
27-04-2014, 11:45 AM
(2) عَـبْـــدُ اللهِ بْـنُ عُـمَـــــرَ


هُـــــو: عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ بنِ نُفَيْلٍ بْنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ رِيَاحِ بنِ قُرْطِ بنِ رَزَاحِ بنِ عَدِيِّ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ، الإِمَامُ، القُدْوَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيُّ، العَدَوِيُّ، المَكِّيُّ، ثُمَّ المَدَنِيُّ، الحَافِظ الكَبِير، العَالِم النِحْرِير، الزَّاهِد العَابِد المُجَاهِد التَّقِيّ النَّقِيّ السَّخِيّ الوَرِع، أَحَد الأَعْلاَم فِي العِلْم والعَمَل، وكَانَ مِن أَعلَم النَّاس بِمَنَاسِك الحَجّ.

كَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِمَنْ يَصلُح للخِلاَفة، تَرَك المُنَازَعة فِي الخِلاَفة، مَعَ كَثْرة مَيل أَهل الشَّام إِلَيه ومَحَبَّتهم لَه. وقَد أَرَادَه أَمِيرُ المُؤمِنين عُثْمَان بْن عَفَّان عَلَى القَضَاء فَامْتَنَع، وأَرَادَه أُمِيرُ المُؤمِنِين عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب عَلَى وِلاَية الشَّام فَرَفَض.

أَسْلَمَ ابنُ عُمَرَ وَهُو صَغِيْر، ثُمَّ هَاجَرَ مَعَ أَبِيْهِ وأُمِّه، وَاسْتُصْغِرَ يَوْمَ أُحُد، فَأَوَّلُ غَزَوَاتِهِ الخَنْدَق وشَهِد المَشَاهِد بَعدَهَا، وَهُوَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَة،وشَهِد اليَرْمُوك والقَادِسِيّة وجَلُولاَء ومَا بَيْنَهُما مِن وَقَائِع الفُرس، وشَهِد فَتْح مَصْر وقَدَم العِرَاق والشَّام.

صِـفَـتُـــهُ: كَانَ وَسِيطَ القَامَة، جَسِيْماً، لَهُ شَعْر غَزِير يَضْرِبُ مَنْكِبَيْه، وكَانَ جَوَاداً سَخِيّاً مِعطَاءً، فَرُبَّمَا فَرَّق فِي المَجْلِسِ الوَاحِد ثَلاَثِين أَلْفاً، ثُمَّ يَأْتِي عَلَيْهِ شَهْرٌ فَأَكْثَر مَا يَأْكُلُ مُزْعَةَ لَحْم، وَمَا مَاتَ حَتَّى أَعتقَ أَلْفَ إِنْسَان، أَوْ أَزْيَد. أَثْنَى عَلَيْه النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّم ووَصَفَه بالصَلاَح حَيْث قَالَ: «إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ».البخاري (3/ 3531) ومسلم (4/ 2478).

وكَانَ رَضْيَ اللهُ عَنْه إِذَا سَمِعَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيْثاً لاَ يَزِيْد فِيِهِ وَلاَ يَنقُص، وَلَمْ يَكُن أَحَد فِي ذَلِك مِثْلَه، رَوَى أَلْفَيْن وَسِتّمائَة وَثَلاَثِين حَدِيْثاً (2630)، وكَانَ فَقِيهاً ثَبْتاً مُفْتِياً لاَ يُشَق لَه غُبَارٌ، مَكَثَ سِتِّيْنَ سَنَةً يُفْتِي النَّاسَ، تَقْدُم عَلَيْه وُفُود النَّاس مِن أَقْطَـار الأَرض.

رَوَى ابْنُ عُمَر عِلْماً كَثِيْراً نَافِعاً عَـــن: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ: أَبِيْـهِ، وَأَبِي بَكْر الصِّدِّيق وَعُثْمَانَ بْن عَفَّان وَعَلِيّ بْن أَبِي طَالِب، وَبِلاَل بْن رَبَاح، وَصُهَيْب الرُّومِيّ، وَزَيْد بْن ثَابِت، وَزَيْد بْن الخَطَّاب عَمِّه، وَسَعْد بْن أَبِي وَقَّاص، وَعَبْدُ اللهِ بْن مَسْعُوْد.

رَوَى عَنْـــهُ: أَبْنَاءُهُ سَالِم (وَكَان رَاوِيَته) وحَمْزَة وَزَيْد وَبِلاَل وعَبْدُ اللهِ وعُبَيْد اللهِ، وَابْنُ أَخِيْه حَفْص بنُ عَاصِم، وأَحْفَادُهُ مُحَمَّد وأَبُو بَكْر وعَبْدُ اللهِ. وَحُمَيْد بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَوْف وَالقَاسِم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الصِّدِّيق وَأَبُو سَلَمَة بْن عَبْدِ الرَّحْمَن بْن عَوْف وَمُصْعَب بْن سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص وَأَبُو بُرْدَةَ بْن أَبِي مُوْسَى الأَشْعَريّ وَأَنَس بْن سِيْرِيْن وَجُبَيْر بْن نُفَيْر وَحَبِيْب بْن أَبِي ثَابِتوَسَعِيْد بْن جُبَيْر وَسَعِيْد بْن المُسَيِّب وَسُلَيْمَان بْن يَسَار وَطَاوُوْس اليَمَانِيّ وَعَامِر بْن سَعْد وَعَبْدُ اللهِ بْن دِيْنَار وَصَفْوَان بْن مُحْرِزوَعُرْوَة بْن الزُّبَيْر وَعَطَاء بْن أَبِي رَبَاحوَمُجَاهِد بْن جَبْر وَمُحَمَّد بْن سِيْرِيْنَ وَمَسْرُوْق بْن الأجَدَع وَنَافِع مَوْلاَهُوَأَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ، وغَيْرُهُم الكَثِير.

قَـالُـــوا عَـنْـــهُ:
- قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُوْد: إِنَّ مِنْ أَمْلَكِ شَبَابِ قُرَيْشٍ لِنَفْسهِ عَنِ الدُّنْيَا عَبْد اللهِ بنَ عُمَر.
- وقَالَ جَابِر بْن عَبد الله: مَا مِنَّا أَحَد أَدرَك الدُّنيَا إِلاَّ مَالَت بِه ومَالَ بِهَا إِلاَّ ابْن عُمَر.
- وقَالَت أُمُّ المُؤمِنين عَائِشَة: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَلْزَمَ لِلأَمْرِ الأَوَّلِ مِنِ ابْنِ عُمَر.
- وقَالَ سَعِيد بْن المُسَيِّب: لَوْ شَهِدْتُ لأَحَدٍ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّة، لَشَهِدْتُ لابْنِ عُمَر.
- وقَالَ مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب: كَانَ ابْنُ عُمَرَ خَيْرَ هَذِهِ الأُمَّة.
- وقَالَ مَرْوَان بْن الحَكَم: هُو سَيِّدُ العَرَب.
- وقَالَ ابْنُ شِهَاب الزُّهْرِيّ: لاَ نَعدِل بِرَأْيِه أَحَداً.
- وَقَالَ عَبدُ الله بْن مُحَيْرِيز: وَاللهِ، إِنْ كُنْتُ أَعُدّ بَقَاء اِبْن عُمَر أَمَاناً لِأَهْل الأَرضِ.

وَفَـاتُـــهُ: تُوُفِّيَ ابْنُ عُمَر سَنَةَ أَربَعٍ وَسَبْعِيْنَ (74 هــ) بِمَكَّةَ المُكَرَّمَة. وَقَد بَلَغَ سَبْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً (87). فَرَضِيَ اللهُ عَنِ ابْنِ عُمَر، وَأَيْنَ مِثْل ابْنِ عُمَر فِي دِيْنِهِ، وَوَرَعِهِ، وَعِلمِهِ، وزُهْدِهِ، وَخَوْفِهِ، مِنْ رَجُلٍ تُعرَضُ عَلَيْهِ الخِلاَفَةُ، فَيَأبَاهَا، وَالقَضَاءُ مِنْ مِثْلِ عُثْمَانَ، فَيردُّهُ، وَنِيَابَةُ الشَّامِ لِعَلِيٍّ، فِيْهربُ مِنْهُ؟!

Mr. Hatem Ahmed
27-04-2014, 11:49 AM
(3) أَنَــسُ بـنُ مَــالِــــك


هُـــــوَ: أَنَسُ بنُ مَالِكِ بنِ النَّضْرِ بنِ ضَمْضَمٍ بْنِ زَيْدِ بنِ حَرَامِ بنِ جُنْدُبِ بنِ عَامِرِ بنِ غَنْمِ بنِ عَدِيِّ بنِ النَّجَّارِ، أَبُو حَمْزَةَ الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، النَّجَّارِيُّ، المَدَنِيُّ، الإِمَامُ، المُفْتِي، المُقْرِئُ، المُحَدِّثُ، المُعَمَّر، رَاوِيَةُ الإِسْلاَمِ، خَادِمُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتِلْمِيذُهُ، وَآخِرُ أَصْحَابِهِ مَوْتاً بِالبَصرَة، صَحِبَ أَنَسٌ نَبِيَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَمَّ الصُّحْبَةِ، وَلاَزَمَهُ أَكْمَلَ المُلاَزَمَةِ مُنْذُ هَاجَرَ وَإِلَى أَنْ مَاتَ، وَغَزَا مَعَهُ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وشَهِدَ بَدراً، لَـهُ عَن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْفَان وَمائَتَان وَسِتَّةٌ وَثَمَانُوْنَ حَدِيثاً (2286).

مَوْلِدُهُ: وُلِد أَنَسٌ قَبْلَ عَامِ الهِجْرَةِ بِعَشْرِ سِنِين، وخَدَمَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْر سِنِين، وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَثْرَةِ الْمَالِ وَالْوَلَدِ حَيْث قَالَ: (اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ). قَالَ أَنَس: فَوَاللهِ إِنَّ مَالِي لَكَثِيْرٌ، وَإِنَّ وَلَدِي وَوَلَدَ وَلَدِي يَتَعَادُّونَ عَلَى نَحْوٍ مِنْ مائَةٍ اليَوْمَ. رَوَاه مُسْلِم (4/ 2481)

رَوَى عَـــنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِلْماً جَمّاً، وَعَــنْ: أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق وَعُمَرَ بْنِ الخَطَّاب وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّان، وَمُعَاذ بْنِ جَبَل، وَأُسَيْدِ بْنِ الحُضَيْرِ، وعُبَادَة بْنِ الصَّامِتِ، وَأَبِي ذَرٍّ الغِفَارِيّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ الدَّوسِيّ، وغَيْرِهِم.

رَوَى عَـنْـــهُ: خَلْق عَظِيم، مِنْهُم: الحَسَن البَصرِيّ وَمُحَمَّد بْنُ سِيْرِيْن وَعَامِر الشَّعْبِيّ وَمَكْحُوْل الشَّامِيّ وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ وَمُحَمَّد بْن شِهَاب الزُّهْرِيُّ، وَقَتَادَة بْن دِعَامَة وَمُحَمَّد بْن المُنْكَدِر وَإِسْحَاقُ بْن عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَة وَعَبْدُ العَزِيْزِ بْن صُهَيْب وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيّ وَحُمَيْدٌ الطَّوِيْل وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وغَيْرِهِم الكَثِير.

قَالَ عَنْهُ أَبُو هُرَيْرَة رَضيَ اللهُ عَنْهُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَشبَهَ بِصَلاَةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِ أَنَس.

وَفَـاتُـــهُ: مَاتَ أَنَس سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْن (93 هـ) بالبَصرَة، وكَانَ عُمُرُه مائَةً وَثَلاَثَ سِنِيْن (103). رَضيَ اللهُ عَنْهُ

Mr. Hatem Ahmed
27-04-2014, 11:52 AM
(4) أُمُّ المُـؤمِنِيْــن/ عَـائِـشَــــةُ بِـنْـتُ أَبِـــي بَـكْـــــر

هِـــيَ: عَائِشَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ عَامِرِ بنِ عَمْرِو بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ تَيْمِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ القُرَشِيَّةُ، التَّيْمِيَّةُ، المَكِّيَّةُ، أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ، زَوجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَفْقَهُ نِسَاءِ الأُمَّةِ عَلَى الإِطْلاَقِ، الصِّدِّيْقَةُ الحَسِيبَة النَّسِيبَة الأَدِيبَة الزَّكِيَّة التَّقِيّة السَّخِيَّة، حَبِيْبَةُ حَبِيْبِ اللهِ، المُبَرَّأَةُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ.

مَـوْلِـدُهَـــا: وُلِدَت عَائِشَةُ بَعد مَبْعَث رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأربَع أَو خَمْس سَنَوات، أَيْ قَبْل الهِجَرَة بِتِسع سِنِين.

هَاجَرَ بِعَائِشَةَ أَبَوَاهَا، وَتَزَوَّجَهَا نَبِيُّ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَم قَبْلَ مُهَاجَرِهِ بَعْدَ وَفَاةِ الصِّدِّيْقَةِ الكُبْرَى خَدِيْجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ الهِجْرَةِ بِبِضْعَةَ عَشَرَ شَهْراً، وَدَخَلَ بِهَا فِي شَوَّالٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ مِن الهِجْرَةِ (2 هـ)، بُعَيْد غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَهِيَ ابْنَةُ تِسْع سَنَوَات (9).

كَانَت ،رَضيَ اللهُ عَنْهَا، بَيْضَاءَ جَمِيْلَةً، لَمْ يَتَزَوَّج النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكْراً غَيْرَهَا، وَلاَ أَحَبَّ امْرَأَةً حُبَّهَا، وَلاَ يُعْلَم فِي أُمَّتِنَا امْرَأَةً أَعْلَمَ مِنْهَا، رَوَت عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْفَيْن وَمائَتَيْن وَعَشْرَة أَحَادِيْث (2210).

رَوَتْ عَـــنْ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِلْماً كَثِيْراً، طَيِّباً، مُبَارَكاً فِيْهِ، وَعَـــنْ: أَبِيْهَا، وَعَنْ: عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب، وَسَعْد بْنِ أَبي وقَّاص، وغَيْرِهم.

حَدَّثَ عَنْهَا: الأَسْوَدُ بنُ يَزِيْد وجُبَيْرُ بنُ نُفَيْر وحَمْزَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَر وخُبَيْبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْر وزِرُّ بنُ حُبَيْش وسَالِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَر وَأَبُو عُبَيْدَةَ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّب وَسُلَيْمَانُ بنُ يَسَار وطَاوُوْسٌ بْن كَيْسَان وعَامِرُ بنُ سَعْد بْنِ أَبي وقَّاص وعَامِر بْن شَرَاحِيل الشَّعْبِيّ وَعبَّادُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْر، وعُرْوَةُ بْن الزُّبَيْر، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي مُلَيْكَة، وَابْن أَخِيْهَا: القَاسِمُ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بْن عُتْبَة بْن مَسْعُود وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاح وَعِكْرِمَةُ القُرَشِيّ وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْن بنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وَمُجَاهِد بْن جَبْر وَمُحَمَّدُ بنْ سِيْرِيْن وَمَسْرُوْق بْن الأَجْدَع وَنَافِعٌ العُمَرِيُّ، وخَلْق كَثِير.

- قَالَ عَنْهَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ، كَفَضْلِ الثَّرِيْدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ). البُخَارِيّ (5/ 3770) ومُسْلِم (4/ 2446)
- وقَالَ أَبُو مُوْسَى الأَشْعَرِيّ: مَا أَشْكَلَ عَلَيْنَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيْثٌ قَطُّ، فَسَأَلْنَا عَائِشَةَ إِلاَّ وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْهُ عِلْماً.
- وقَالَ عُروَة بْن الزُّبَير: مَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ كَانَ أَعْلَمَ بِآيَةٍ أُنْزِلَتْ، وَلاَ بِفَرِيْضَةٍ، وَلاَ بِسُنَّةٍ، وَلاَ بِشِعْرٍ، وَلاَ أَرْوَى لَهُ، وَلاَ بِيَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ العَرَبِ، وَلاَ بِنَسَبٍ، وَلاَ بِقَضَاءٍ، وَلاَ طِبٍّ مِنْ عَائِشَة.
- وقَالَ مَسْرُوْق: وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَكَابِرَ يَسْأَلُوْنَهَا عَنِ الفَرَائِضِ.
- وقَالَ عَطَاء بْن أَبِي رَبَاح: كَانَتْ عَائِشَةُ أَفْقَهَ النَّاسِ، وَأَعْلَمَهُمْ، وَأَحَسَنَ النَّاسِ رَأْياً فِي العَامَّةِ.
- وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ: لَوْ جُمِعَ عِلْمُ النَّاسِ كُلِّهِمْ، وَأُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، لَكَانَتْ عَائِشَةُ أَوْسَعُهُمْ عِلْماً.

وَفَـاتُهَـــا: تُوُفِّيَتْ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَة فِي لَيْلَةِ السَّابِعَة عَشْرَة مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ (57 هـ) وصَلَّى عَلَيْهاأَبُو هُرَيْرَةَ، ودُفِنَتْ بِالبَقِيْعِ، ولَهَا سِتَّة وَسِتُّوْنَ سَنَة (66). رَضيَ اللهُ عَنْهَا وأَرضَاهَا

Mr. Hatem Ahmed
27-04-2014, 11:55 AM
(5) عَبْـــدُ اللهِ بـنُ عَـبَّــــاس


هُـــوَ: عَبْدُ اللهِ بنُ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ بنُ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبِ بنِ فِهْرٍ القُرَشِيُّ، الهَاشِمِيُّ، المَكِّيُّ، الإِمَام العَلَم، شَيْخ الإِسْلاَم، حَبْرُ الأُمَّة، وَفَقِيْهُ العَصْر، وَإِمَامُ التَّفْسِيْر، كَانَ يُسَمَّى البَحْر لِكَثْرَةِ عِلْمِهِ، وهُوَ ابْنُ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

مَوْلِـدُهُ: وُلِدَ ابْنُ عَبَّاسٍ بَمَكَّة المُكَرَّمَة قَبْل الهِجرَة بِثَلاثِ سَنَوَات.

وَأُمُّـهُ؛ هِـيَ: أُمُّ الفَضْل لُبَابَة بِنْت الحَارِث الهِلاَلِيَّة، أُخْت أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ مَيْمُوْنَة الهِلاَلِيَّة.

صِفَتُــهُ: كَانَ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ وَسِيماً، جَمِيْلاً، مَدِيدَ القَامَةِ، مَهِيباً، كَامِلَ العَقْلِ، ذَكِيَّ النَّفْسِ. مَسَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَه وَدَعَا لَه بِالحِكْمَةِ وأَنْ يَزِيدَهُ اللهُ فَهْماً وَعِلْماً، حَيث قَالَ: (اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ تَأْوِيْلَ القُرْآنِ).

فَفَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ النَّاسَ بِعِلْمِ مَا سَبَقَ، وَفِقْهٍ فِيمَا احتِيجَ إِلَيْهِ مِنْ رَأْيِهِ، وَحِلْمٍ، وَنَسَبٍ، وَمَا رَأَىَ النَّاسُ أَحَداً أَعْلَمَ بِمَا سَبَقَهُ مِنْ حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلاَ بِقَضَاءِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ مِنْهُ، وَلاَ أَعْلَمَ بِمَا مَضَى، وَلاَ أَثقَبَ رَأْياً فِيمَا احتِيجَ إِلَيْهِ مِنْهُ، وكَانَ قَد غَزَا إِفْرِيْقِيَةَ، ودَخَلَ مِصْر، وَرَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِهَا خَمْسَة عَشَر إِنسَاناً.

رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ عَن رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْفاً وَسِتّمَائَة وَسِتّينَ حَدِيثاً (1660).

رَوَى عَنْ: النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِلْماً غَزِيراً نَافِعاً، وَعَنْ: عُمَر بْن الخَطَّاب وَعَلِيٍّ بْن أَبِي طَالِب وَمُعَاذ بْن جَبَل وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْف وَأَبِي ذَرٍّ الغِفَاريّ وَأُبَيِّ بنِ كَعْب وَزَيْدِ بنِ ثَابِت.

رَوَى عَنْهُ: ابْنُه؛ عَلِيّ، وَابْنُ أَخِيْهِ؛ عَبْدُ اللهِ بنُ مَعْبَد. وَمَوَالِيهِ؛ عِكْرِمَة وَمِقْسَم وَكُرَيْب. وَعُرْوَة بْن الزُّبَيْرِ بْن العَوَّام وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بْن عُتْبَة وَطَاوُوْس بْن كَيْسَان وجَابِر بْن زَيْد الأَزْدِيّ وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بْن عَلَيّ بْن أَبِي طَالِب وَسَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِدُ بنُ جَبْرٍ وَالقَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ بْن أَبِي بَكْرٍ وَأَبُو رَجَاءٍ العُطَارِدِيّ وَأَبُو العَالِيَةِ الرِّياحِيّ وَعُبَيْدُ بنُ عُمَيْر اللَّيْثِيّ وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ وَعَامِر الشَّعْبِيّ وَالحَسَنُ البَصرِيّ وَمُحَمَّد بْنُ سِيْرِيْن ونَصْرُ بنُ عِمْرَانَ الضُّبَعِيّ وَحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، وأُمَم غَيْرهم.

قَـالُـــوا عَـنْـــهُ:
- قَالَ عُمَرُ بْن الخَطَّاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لاَ يَلُوْمَنِّي أَحَدٌ عَلَى حُبِّ ابْنِ عَبَّاس، ذَلِكَ فَتَى الكُهُول، لَهُ لِسَانٌ سَؤُول، وَقَلْبٌ عَقُوْل.
- وقَالَ سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْضَرَ فَهْماً، وَلاَ أَلَبَّ لُبّاً، وَلاَ أَكْثَرَ عِلماً، وَلاَ أَوسعَ حِلماً مِنِ ابْنِ عَبَّاس.
- وقَالَ طَلْحَةَ بنَ عُبَيْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَقَدْ أُعْطِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَهْماً، وَعِلْماً.
- وقَالَ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْد رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: نِعْمَ تَرْجُمَانُ القُرْآنِ ابْنُ عَبَّاس.
- وقَالَ أُبَيّ بنِ كَعْب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ابْنُ عَبَّاس حَبْر هَذِهِ الأُمَّة.
- وقَالَ مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ابْنُ عَبَّاسٍ أَفْقَهُ مَنْ مَاتَ وَمَنْ عَاش.
- وقَالَ فِيِه حَسَّانٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:

إِذَا مَا ابْنُ عَبَّاسٍ بَدَا لَكَ وَجْهُهُ....رَأَيْتَ لَهُ فِي كُلِّ أَقْوَالِهِ فَضْلاَ
إِذَا قَالَ لَمْ يَتْرُكْ مَقَالاً لِقَائِلٍ......بِمُنْتَظَمَاتٍ لاَ تَرَى بَيْنَهَا فَصْلاَ
كَفَى وَشَفَى مَا فِي النُّفُوْسِ.......فَلَمْ يَدَعْ لِذِي أَرَبٍ فِي القَوْلِ جِدّاً وَلاَ هَزْلاَ
سَمَوْتَ إِلَى العَلْيَا بِغَيْرِ مَشَقَّةٍ.....فَنِلْتَ ذُرَاهَا لاَ دَنِيّاً وَلاَ وَغْلاَ
خُلِقْتَ حَلِيْفاً لِلمُرُوْءةِ وَالنَّدَى....بَلِيْجاً وَلَمْ تُخْلَقْ كَهَاماً وَلاَ خَبْلاَ


وَفَـاتُـــه: مَاتَ ابْنُ عَبَّاس بِالطَّائِف سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ (68 هـ)، وقَد عَاشَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ سَنَةً (71)، وكَانَ قَد كُفَّ بَصَرُهُ فِي آخِر حَيَاتِهِ. رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأَرضَاه

Mr. Hatem Ahmed
29-04-2014, 01:12 AM
(6) جَـــابِـــــــرُ بـْنُ عَـبْـــــدِ اللهِ


هُـــــوَ: جَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ حَرَامٍ بْنِ ثَعْلَبَةَ بنِ حَرَامِ بنِ كَعْبِ بنِ غَنْمِ بنِ كَعْبِ بنِ سَلِمَةَ السَّلِمِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، السَّلِمِيُّ، المَدَنِيُّ، شَيْخُ الإِسْلاَم، الإِمَامُ الكَبِيْر، الفَقِيْهُ المُجْتَهِد، الحَافِظُ العَلاَّمَة، صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ولِأَبِيِهِ صُحْبَة. مِنْ أَهْلِ بَيْعَةِ الرُّضْوَانِ، شَهِدَ العَقَبَة الأُولَى والثَّانِيَة، وَكَانَ مُفْتِي المَدِيْنَةِ فِي زَمَانِهِ، كَانَت لَهُ حَلَقَة فِي المَسْجِد النَّبَوِيّ يُؤْخَذ عَنْهُ العِلْم.

غَزَا جَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْع عَشْرَةَ غَزْوَةٍ (19)،ولَمْ يَشْهَد بَدراً ولاَ أُحُداً، كَانَ يمنَعُه أَبُوهُ مِن أَجْلِ أَخَوَاتِهِ البَنَات، فَلَمَّا اسْتُشْهِدَ أَبُوهُ فِي غَزْوَة أُحُد، لَم يَتَخَلَّف عَن غَزْوَة، فَأَوَّل مَشَاهِده الخَنْدَق. وقَدِمَ مِصْر، فَرَوى عَنْهُ أَهْلُها نَحْو عَشْرة أَحَادِيث. اسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْساً وَعِشْرِيْنَ مَرَّةً.

رَوَى عِلْماً كَثِيْراً عَـــن: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَلَغَ أَلْفاً وَخَمْسَمائَةٍ وَأَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً (1540). وَعَـن: أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق وعُمَرَ بْن الخَطَّاب وَعَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وَالزُّبَيْرِ بْن العَوَّام وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْن الجَرَّاح وَمُعَاذِ بنِ جَبَل، وغَيرِهِم.


حَـدَّثَ عَنْـــهُ: سَعِيد بْن المُسَيِّب وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاح وَسَالِمُ بنُ أَبِي الجَعْد وَالحَسَنُ البَصْرِيّ وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وَأَبُو جَعْفَرٍ البَاقِر وَمُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِر وَمُجَاهِد بْن جَبْر وعَامِر الشَّعْبِيّ وَرَجَاءُ بنُ حَيْوَة وَمُحَارِبُ بنُ دِثَار وَطَاوُوْس بْن كَيْسَان، وَخَلْقٌ كَثِير جِداً.

وَفَـاتُـــهُ: مَاتَ جَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ (78هــ)، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَة (94)، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَبَانُ بنُ عُثْمَان بْن عَفَّان، وَكَانَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ فِي آخِر حَيَاتِهِ، رَضْيَ اللهُ عَنْه.

Mr. Hatem Ahmed
29-04-2014, 01:16 AM
(7) أَبُـــو سَـعِـيْـــــد الـخُـــــدْرِيُّ


هُـــــوَ: سَعْدُ بنُ مَالِكِ بنِ سِنَانِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عُبَيْدِ بنِ الأَبْجَرِ بنِ عَوْفِ بنِ الحَارِثِ بنِ الخَزْرَج الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، المَدَنِيُّ، شَيْخُ الإِسْلاَم، الإِمَامُ، المُجَاهِدُ، مُفْتِي المَدِيْنَةِ، صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ولِأَبِيِهِ صُحْبَة أَيْضاً.

مَـوْلِـــــدُه: وُلِدَ أَبُو سَعِيْد قَبْل الهِجرَة بِعَشْر سِنِين (10). وعُرِضَ يَوْم أُحُدٍ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهُوَ ابْنُ ثَلاَث عَشَرَة سَنَة (13)، فَرَدّه الرَّسُوْلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لِصِغَرِ سِنِّه، ثُمَّ غَزَا مَعَهُ بَعد ذَلِك اثْنَتَيْ عَشَرَة غَزْوَة (12). كَانَ مِن العُلَمَاء الفُضَلاَء العُقَلاَء النُّجَبَاء، ومِن الفُقَهَاءِ المُجْتَهِدِيْنَ، ومِن الحُفَّاظ المُكْثِرِين.

رَوَى عَـــنْ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أَلْفَاً وَمائَةً وَسَبْعِيْنَ حَدِيْثاً (1170). وَعَـنْ: أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق وَعُمَرَ بْن الخَطَّاب، وَطَائِفَةٍ.

رَوَى عَنْهُ جَمْعٌ غَفِيرٌ، فَمِنَ الصَّحَابَةِ: جَابِرُ بْنُ عَبْدِ الله وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَر وَزَيْدُ بْنُ ثَابِت وَأَنَسُ بْنُ مَالِك وَعَبْدُ اللهِ عَبَّاس، وَعَبْدُ اللهِ الزُّبَيْر، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ.

وَمِنَ التَّابِعِينَ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ وَعَامِرُ بنُ سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص وَنَافِعٌ العُمَرِيُّ وَأَبُو نَضْرَةَ العَبْدِيُّ وَأَبُو صَالِحٍ السَّمَّان وَعَطَاءُ بنُ يَسَار وأَبُو جَعفَر البَاقِر وَسَعِيْدُ بنُ جُبَيْر وَالحَسَنُ البَصْرِيُّ، وأُمَمٌ غَيْرُهم.

مِـن أَقْـوَالِـــــهِ: "عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ، فَإِنَّهُ رَأْسُ كُلِّ شَيْءٍ، وَعَلَيْكَ بِالجِهَادِ، فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَةُ الإِسْلاَمِ، وَعَلَيْكَ بِذِكْرِ اللهِ وَتِلاَوَةِ القُرْآنِ، فَإِنَّهُ رُوْحُكَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ، وَذِكْرُكَ فِي أَهْلِ الأَرْضِ، وَعَلَيْكَ بِالصَّمْتِ إِلاَّ فِي حَقٍّ، فَإِنَّكَ تَغْلِبُ الشَّيْطَانَ".

وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ أَبُو سَعِيْدٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ (74 هـ)، وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً (94)؛ رَضْيَ اللهُ عَنْه

Mr. Hatem Ahmed
01-05-2014, 01:14 AM
(8) عَـبْـــدُ اللهِ بـنُ مَـسْـعُــــــــوْدِ


هُـــــوَ: عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ غَافِلِ بنِ حَبِيْب بْنِ شَمْخِ بنِ فَارِ بنِ مَخْزُوْمِ بنِ صَاهِلَةَ بنِ كَاهِلِ بنِ الحَارِثِ بنِ تَمِيْمِ بنِ سَعْدِ بنِ هُذَيْلِ بنِ مُدْرَكَةَ بنِ إِلْيَاسِ بنِ مُضَرَ بنِ نِزَار، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الهُذَلِيُّ، المَكِّيُّ، المُهَاجِرِيُّ، البَدْرِيُّ. الإِمَامُ الحَبْرُ، فَقِيْهُ الأُمَّةِ، شَيْخُ الإِسْلاَم، كَانَ مِنَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْن، وَمِنَ النُّجَبَاءِ العَالِمِيْن، شَهِدَ بَدْراً، وَهَاجَرَ الهِجْرَتَيْن، وَكَانَ يُعْرَفُ بِأُمِّهِ، فَيُقَالُ لَهُ: ابْنُ أُمِّ عَبْد. قَالَ لَه النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّكَ غُلَيِّم مُعَلَّم).

صِفَتُـــه: كَانَ ،رَضْيَ اللهُ عَنه، نَحِيْفاً، قَصِيْراً، شَدِيْدَ الأُدْمَةِ (السُّمْرة)، وهُو أَوَّلُ مَنْ جَهَرَ بِالقُرْآنِ بِمَكَّةَ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقَد آخَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَه وبَيْن الزُّبَيْر بْن العَوَّام. وأَخَذَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِيْنَ سُوْرَة، مَا نَازَعَهُ فِيْهَا بَشَر.

رَوَى عَـــن: النَّبِي عِلْماً كَثِيْراً، بَلَغَ تِسْعمَائة وخَمْساً وعِشْرين حَدِيثاً (925). وعَن عُمَر بْن الخَطَّاب وسَعد بْن مُعَاذ الأَنْصَاري وصَفْوَان بْن عَسَّال المُرَادِي.

وحَـدَّثَ عَـنْـــهُ: أَبُو مُوْسَى الأَشْعَريّ، وَأَبُو هُرَيْرَة، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَعِمْرَانُ بنُ حُصَيْن، وَجَابِر بْن عَبْد الله، وَأَنَس بْن مَالِك، وغَيْرِهِم مِنَ الصَّحَابَةِ، رَضْيَ اللهُ عَنهُم.
وَمِن التَّابِعِين: وَلَدَاهُ؛ أَبُو عُبَيْدَة وعَبْدُ الرَّحْمَن. وعَلْقَمَة والأَسْوَد وَمَسْرُوْق وعبَيْدَة وقَيْسُ بنُ أَبِي حَازِم وزِرُّ بنُ حُبَيْش والرَّبِيْعُ بنُ خُثَيْم وطَارِقُ بنُ شِهَاب وأَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ، وخَلْقٌ كَثِيْرٌ جِداً.

- قَال عَنه رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَرِجْلُ عَبْدِ اللهِ أَثْقَلُ فِي المِيْزَانِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ أُحُدٍ).
- وقَال عَنه عُمَر بْن الخَطَّاب: كُنَيْفٌ (وِعَاء) مُلِئَ عِلْماً.
- وقال عَنه عَلِيٍّ بْن أَبِي طَالِب: قَرَأَ القُرْآنَ، وَأَحَلَّ حَلاَلَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، فَقِيْهٌ فِي الدِّيْنِ، عَالِمٌ بِالسُّنَّةِ.
- وقَالَ عَنه حُذَيْفَة بْن اليَمَان: إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ هَدْياً وَقَضَاءً وَخُطْبَةً بِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حِيْنِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ، إِلَى أَنْ يَرْجِعَ، لَعَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدٍ، وَلَقَدْ عَلِمَ المُتَهَجِّدُوْنَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ مِنْ أَقْرَبِهِم عِنْدَ اللهِ وَسِيْلَةً يَوْمَ القِيَامَةِ.
- وقَالَ عَنه أَبُو مَسْعُوْدٍ الأَنْصَارِيُّ: وَاللهِ مَا أَعْلَمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَكَ أَحَداً أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللهِ مِنْ ابْنِ مَسْعُوْد.

مِـن أَقْــوَالِـــــهِ:
- قَال ابْنُ مَسْعُـود رَضْيَ اللهُ عَنه: ارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ تَكُنْ مِنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَاجْتَنِبْ المَحَارِمَ تَكُنْ مِنْ أَوْرَعِ النَّاسِ، وَأَدِّ مَا افْتُرِضَ عَلَيْك تَكُنْ مِنْ أَعْبَدِ النَّاس.
- وقَال: مَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ أَضَرَّ بِالدُّنْيَا، وَمَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا أَضَرَّ بِالآخِرَةِ، يَا قَوْم، فَأَضِرُّوا بِالفَانِي لِلْبَاقِي.
- وقَال: إِنَّكُم فِي مَمَرِّ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فِي آجَالٍ مَنْقُوْصَةٍ، وَأَعْمَالٍ مَحْفُوْظَةٍ، وَالمَوْتُ يَأْتِي بَغْتَةً، مَنْ زَرَعَ خَيْراً يُوْشِكُ أَنْ يَحْصُدَ رَغْبَةً، وَمَنْ زَرَعَ شَرّاً يُوْشِكُ أَنْ يَحْصُدَ نَدَامَةً، وَلكُلِّ زَارِعٍ مِثْلُ مَا زَرَعَ، لاَ يُسْبَقُ بَطِيْءٌ بِحَظِّهِ، وَلاَ يُدْرِكُ حَرِيْصٌ مَا لَمْ يُقَدَّرْ لَهُ، فَمَنْ أُعْطِيَ خَيْراً فَاللهُ أَعْطَاهُ، وَمَنْ وُقِيَ شَرّاً فَاللهُ وَقَاهُ، المُتَّقُوْنَ سَادَةٌ، وَالفُقَهَاءُ قَادَةٌ، وَمُجَالَسَتُهُم زِيَادَةٌ.
- وقَال: جَاهِدُوا المُنَافِقِيْنَ بِأَيْدِيْكُم، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيْعُوا فَبِأَلْسِنَتِكُم، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيْعُوا إِلاَّ أَنْ تَكْفَهِرُّوا فِي وُجُوْهِهِم، فَافْعَلُوا.

وَفَاتُـــــه: مَاتَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ بِالمَدِيْنَة، وَدُفِنَ بِالبَقِيْع سَنَةَ اثْنَتَيْن وثَلاَثِيْن (32 هـ)؛ رَضْيَ اللهُ عَنهُ.

Mr. Hatem Ahmed
01-05-2014, 01:41 AM
(9) عَـبْـــدُ اللهِ بـنُ عَـمْـــــرِو بـنِ الـعَـــــاصِ


هُـــــوَ: عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ بنِ وَائِلٍ بْنِ هَاشِمِ بنِ سُعَيْدِ بنِ سَعْدِ بنِ سَهْمِ بنِ عَمْرِو بنِ هُصَيْصِ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ أَبُو مُحَمَّدٍ السَّهْمِيُّ القُرَشِيُّ. شَيْخُ الإِسْلاَمِ، الإِمَامُ الحَبْرُ، السَّيِّدُ العَابِدُ، صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْنُ صَاحِبِهِ.

مَـوْلِـــــدُه: وُلِدَ قَبْل الهِجْرَة بِتِسْع سَنَوَات، وَلَيْسَ أَبُوْهُ أَكْبَرَ مِنْهُ إِلاَّ بِإِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً!! وَقَدْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللهِ قَبْلَ أَبِيْهِ.

لَهُ مَنَاقِبُ، وَفَضَائِلُ، وَمَقَامٌ رَاسِخٌ فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ، حَمَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِلْماً جَمّاً، يَبْلُغُ مَا أَسْنَد: سَبْعُ مائَةِ حَدِيْث (700). وَكَتَبَ الكَثِيْرَ بِإِذْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرْخِيْصِهِ لَهُ فِي الكِتَابَةِ.

وَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللهِ عَـــنْ: أَبِي بَكْرٍ الصديق وَعُمَرَ بن الخطاب وَمُعَاذ بْن جَبَل وَسُرَاقَةَ بنِ مَالِك، وَأَبِيْهِ؛ عَمْرٍو، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْف وَأَبِي الدَّرْدَاء، وَطَائِفَة.
وَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللهِ أَيْضاً عَنْ أَهْلِ الكِتَابِ، وَأَدْمَنَ النَّظَرَ فِي كُتُبِهِم، وَاعْتَنَى بِذَلِك.


حَدَّثَ عَنْـــهُ: حَفِيْدُهُ شُعَيْبُ بنُ مُحَمَّد، فَأَكْثَرَ عَنْهُ، وَخَدَمَهُ، وَلَزِمَهُ، وَتَرَبَّى فِي حَجْرِهِ، لأَنَّ أَبَاهُ مُحَمَّداً مَاتَ فِي حَيَاةِ وَالِدِهِ عَبْدِ اللهِ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً: جُبَيْرُ بنُ نُفَيْر وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّب وَعُرْوَةُ بْن الزُّبَيْر وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَن وَزِرُّ بنُ حُبَيْش وَحُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْف وَأَبُو بُرْدَةَ بنُ أَبِي مُوْسَى الأَشْعَريّ وَطَاوُوْس بْن كَيْسَان وَعَامِر الشَّعْبِيّ وَعَطَاء بْن أَبِي رَبَاح، وَالقَاسِمُ بْن مُحَمَّد، وَمُجَاهِد بْن جَبْر وَالحَسَنُ البَصْرِيّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ صَفْوَانَ بنِ أُمَيَّة وَعَطَاءُ بنُ يَسَار وَمَسْرُوْقُ بنُ الأَجْدَع، وَوَهْبُ بنُ مُنَبِّه، وغَيْرُهم الكَثِير.

- قَالَ عَنْهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (نِعْمَ أَهْلُ البَيْتِ: عَبْدُاللهِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ، وَأُمُّ عَبْدِ اللهِ).

- وقال عَنْهُ أبو هُرَيْرَةَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ حَدِيْثاً مِنِّي، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ يَكْتُبُ وَلاَ أَكْتُبُ.

وَفَـــاتُـــــه: مَاتَ عَبْدُ اللهِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْن (63 هــ)؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

Mr. Hatem Ahmed
04-05-2014, 01:43 AM
(10) أَبُـــــو إِدْرِيْـــــس الـخَـــوْلاَنِـــــيُّ


هُـــــوَ: عَائِذُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ بنِ عَائِذِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ الخَوْلاَنِيُّ، الإَمَام العَلَم، قَاضِي دِمَشْق، وَعَالِمُهَا وَوَاعِظُهَا، مِن كِبَار التَّابِعِين وفُضَلاَئِهِم.

مَـوْلِـــــدُه: وُلِدَ أَبُو إِدْرِيْس عَامَ الفَتْحِ سَنَة ثَمَان (8 هــ)، وكَانَ مِن عُبَّاد أَهْل الشَّام وقُرَّائِهِم.

رَوَى عَـــنْ: ابْنِ عَبَّاسٍ وأَبِي هُرَيْرَة ومُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفْيَان وأَبِي ذَرٍّ الغِفَاريّ وأَبِي الدَّرْدَاء وحُذَيْفَةَ بْن اليَمَان وأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيّ وشَدَّادِ بنِ أَوْس وعُبَادَةَ بنِ الصَّامِت وَعَوْفِ بنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيّ وَعُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ الجُهَنِيّ وَالمُغِيْرَةِ بنِ شُعْبَة، وغَيْرِهِم.

حَدَّثَ عَنْـــهُ: الأَسْوَدُ بنُ هِلاَل المُحَارِبِيُّ ومَكْحُوْل الشَّامِيّ وابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيّ وعَبْدُ اللهِ بْن عَامِرٍ اليَحْصُبِيّ ويَحْيَى بنُ يَحْيَى الغَسَّانِيُّ وعَطَاءُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ وأَبُو قِلاَبَةَ الجَرْمِيّ ومُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ الرَّحَبِيُّ، وغَيْرُهُم الكَثِير.

- قَالَ عَنْه مَكْحُوْل الشَّامِيّ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو إِدْرِيْس بِدِمَشْق سَنَةَ ثَمَانِيْنَ (80 هـــ)، وقَد بَلَغَ اثْنَتَيْن وَسَبْعِيْن سَنَة (72)، رَحِمَهُ اللهُ.

....رولا....
04-05-2014, 09:31 PM
جزاك الله خيرا وبارك الله بحضرتك
مستر حاتم ديما مواضيع حضرتك
متميزة وقيمه
خالص الشكر والتقدير

مستر محمد سلام
05-05-2014, 01:01 AM
شكراااااااااااااااااااااا جزيلا لحضرتك استاذ حاتم

Mr. Hatem Ahmed
05-05-2014, 01:28 AM
جزاك الله خيرا وبارك الله بحضرتك
مستر حاتم ديما مواضيع حضرتك
متميزة وقيمه
خالص الشكر والتقدير


دايماً منوراني في مواضيعي أ/ رولا

ودايماً يسعدني مرورك الجميل جداً

Mr. Hatem Ahmed
05-05-2014, 01:30 AM
شكراااااااااااااااااااااا جزيلا لحضرتك استاذ حاتم


شرفني وأسعدني مرور حضرتك أ/ محمد

Mr. Hatem Ahmed
05-05-2014, 01:32 AM
(12) جُـبَـيْـــــرُ بـْن نُـفَـيْـــــرِ الـحَـضْــــرَمِـــــيُّ


هُـــــوَ: جُبَيْرُ بنُ نُفَيْرِ بنِ مَالِكِ بنِ عَامِرٍ الحَضْرَمِيُّ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِمْصِيُّ، الإِمَامُ الحَافِظ المُخَضْرَم المُعَمَّر، عَالِم أَهْل الشَّام، أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْيَمَنِ وَلَمْ يَرَهُ، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةِ فَأَدْرَكَ أَبَا بَكْر وَعُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، ولَم يَروِي عَنْهُما شَيْئاً، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى الشَّامِ فَسَكَنَ حِمْصًا وبِهَا مَات. ولِأَبِيِه نُفَيْر صُحبَة.

حَـدَّثَ عَـــنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ وعَبْد الله بِن عُمَر بْن الخَطَّاب وعَبْد الله بْن عَمْرو بْن العَاص وعَائِشَة أُمّ المُؤمِنِين والمِقْدَاد بْن الأَسْود وأَبِي ذَرٍّ الغِفَارِي وأَبِي الدَّرْدَاء وعُبَادَةَ بنِ الصَّامِت ومُعَاوِيَة بْن أَبِى سُفْيَان وخَالِد بْن الوَلِيد وأَبِي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيُّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم.

رَوَى عَنْـــــهُ: وَلَدُهُ؛ عَبْدُ الرَّحْمَن، ومَكْحُوْل الشَّامِيّ وخَالِدُ بنُ مَعْدَان وشُرَيْح بْن عُبَيْد وزَيْد بْن أَرطَاة الفَزَارِيّ وحَبِيب بْن عُبَيد الرَّحَبِيّ وحُدَيْرُ بنُ كُرَيْب ورَبِيْعَةُ بنُ يَزِيْد وشُرَحْبِيْلُ بنُ مُسْلِم وسُلَيْمُ بنُ عَامِر والوَلِيد بْن عَبْد الرَّحمَن الحِمْصِيّ وصَفْوَان بْن عَمْرو الحِمْصِيّ، وَآخَرُوْن.

وَفَاتُـــــه: مَاتَ جُبَيْرُ بنُ نُفَيْر سَنَةَ ثَمَانِينَ (80 هـــ).

Mr. Hatem Ahmed
10-05-2014, 12:23 AM
(13) أُمُّ الـــــدَّرْدَاءِ الـصُّـــغْـــــــرَى


هِـــــيَ: هُجَيْمَةُ الأَوْصَابِيَّةُ الحِمْيَرِيَّةُ الدِّمَشْقِيَّةُ، السَّيِّدَةُ، العَالِمَةُ، الحَافِظَة، الفَقِيْهَة، المُعَمَّرة. زَوْج أَبِي الدَّرْدَاء، وقَرَأَت عَلَيْهِ القُرْآنَ وتَعَلَّمَت مِنْه، وعَاشَتْ بَعدَه بِكَثِير، وَاشَتَهَرَتْ بِالعِلْمِ وَالزُّهْد.

رَوَتْ عِلْماً جَمّاً عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ وسَلْمَانَ الفَارِسِيِّ وَعَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَة.

حَدَّثَ عَنْهَا: جُبَيْرُ بنُ نُفَيْر وأَبُو قِلاَبَةَ الجَرْمِيّ وسَالِمُ بنُ أَبِي الجَعْد ورَجَاءُ بنُ حَيْوَة ويُوْنُسُ بنُ مَيْسَرَة ومَكْحُوْل الشَّامِيّ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي المُهَاجِرِ وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَج، وغَيْرِهُم الكَثِير.

وكَانَت أُمُّ الدَّرْدَاءِ مُعَظَّمَة عِنْد بَنِي أُمَيَّة، فَكَانَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ (الخَلِيفَة) كَثِيْراً مَا يَجْلِسُ إِلَيْهَا فِي مُؤَخَّرِ المَسْجِدِ بِدِمَشْقَ، يَسْمَع مِنْها العِلْم. وخَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ بْن أَبِي سُفْيَان، فَرَفَضَتْ، وفاءًا لِزَوْجِهَا الأَوَّل.

مِن كَلاَمِهَـا: أَفْضَلُ العِلْم المَعرِفَة.

وَفَاتُهُـــــا: مَاتَت أُمُّ الدَّرْدَاءِ فِي دِمَشْقٍ سَنَة إِحْدَى وثَمَانِيْنَ (81 هــ).

Mr. Ali 1
10-05-2014, 02:03 AM
فكرة أخري رائعة أستاذ / حاتم

جزاك الله خيراً وبارك فيك .

خالص تحياتي

Mr. Hatem Ahmed
10-05-2014, 05:40 AM
أسعدني وشرفني مرورك أ/ علي

الأستاذة ام فيصل
12-05-2014, 01:18 AM
عمل رائع ومجهود كبير يستحق الثناء
جزاك الله خيرا وبارك الله بحضرتك
تحياتي وتقديري

Mr. Hatem Ahmed
12-05-2014, 02:29 PM
دائماً يسعدني ويشرفني مرورِك أستاذتنا الفاضلة

Mr. Hatem Ahmed
14-05-2014, 01:31 AM
(14) أَبُـــو وَائِـــــلٍ الأَسَـــــــدِيُّ


هُـــــوَ: شَقِيْقُ بنُ سَلَمَةَ الأَسَدِيُّ الكُوْفِيُّ، الإِمَامُ الكَبِيْرُ، المُخَضْرَمُ المَعَمَّرُ، أَدْرَكَ زَمَانَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَرَهُ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ، تَعَلَّمَ القُرْآنَ فِي شَهْرَيْنِ، وكَانَ مَنْ أَعْلَم أَهْلِ الكُوْفَةِ بِحَدِيْثِ ابْنِ مَسْعُوْد، ومَا سَبَّ إِنْسَاناً قَطُّ، وَلاَ بَهِيْمَةً!!

حَـدَّثَ عَـــنْ: عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب وعُثْمَانَ بْنِ عَفَّان وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِر ومُعَاذِ بْنِ جَبَل وابْنِ مَسْعُوْدٍ وأَبِي الدَّرْدَاءِ وأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ وحُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَان وَعَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِين، وخَبَّاب بْنِ الأَرَتّ وأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ بْن حَارِثَة وَأَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم.

حَـدَّثَ عَـنْـــهُ: عَمْرُو بنُ مُرَّة وحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِت وَالحَكَمُ بنُ عُتَيْبَة وحَمَّاد الفَقِيْهُ وعَبْدَةُ بنُ أَبِي لُبَابَة وعَاصِمُ بنُ بَهْدَلَة وأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ ونُعَيْمُ بنُ أَبِي هِنْد ومَنْصُوْر بْن المُعتَمِر والأَعْمَشُ وعَطَاءُ بنُ السَّائِب، وخَلْقٌ كَثِيْر.

- قَالَ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ مَعِيْن: أَبُو وَائِلٍ ثِقَةٌ، لاَ يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ.

- وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، كَثِيْرَ الحَدِيْث.

وَفَاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو وَائِلٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ (82 هـــ).

Mr. Hatem Ahmed
19-05-2014, 01:39 PM
(15) زِرُّ بْـــنُ حُـبَـيْـــــــش


هُـــــوَ: زِرُّ بنُ حُبَيْشِ بْنِ حُبَاشَةَ بْنِ أَوْسٍ الأَسَدِيُّ أَبُو مَرْيَمَ الكُوْفِيُّ، الإِمَامُ، الفَقِيه، المُقْرِئُ، الحَافِظُ، المُعَمَّر، المُخَضْرَم، أَدْرَكَ أَيَّامَ الجَاهِلِيَّةِ. قَرَأَ القُرآن عَلَى: عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِب وعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُوْد، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وكَانَ زِرٌّ مِنْ أَعْرَبِ النَّاسِ، كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَسْأَلُهُ عَنِ الْعَرَبِيَّة.

حَــدَّثَ عَـــنْ: عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب وعُثْمَانَ بْنِ عَفَّان وعَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِب وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف وسَعِيْدِ بنِ زَيْد وأُبَيِّ بْنِ كَعْب وعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُوْد وعَمَّار بْنِ يَاسِر وحُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَان وعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ وأَبِي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ وصَفْوَانَ بنِ عَسَّالٍ وعَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِين.

رَوَى عَنْـــهُ: إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ وحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِت وزُبَيْدٌ بْن الحَارِث اليَامِيُّ وطَلْحَةُ بنُ مُصَرِّف وعَامِرُ بنُ شَرَاحِيْلَ الشَّعْبِيُّ وعَلْقَمَةُ بنُ مَرْثَد وعِيْسَى بنُ عَاصِم الأَسَدِيُّ وعِيْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، وأَبُو رَزِيْنٍ مَسْعُوْدُ بنُ مَالِك، وغَيْرُهُم.


وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ زِرُّ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ (83 هـــ)، ولَهُ عِشْرُوْنَ وَمائَةُ سَنَة (120)؛ رَحِمَهُ اللهُ.

Mr. Hatem Ahmed
19-05-2014, 01:42 PM
(16) أَبُـــو عُـثْـمَـــــــانَ الـــنَّــــهْـــــــــدِيُّ


هُـــــوَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلٍّ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيٍّ البَصْرِيُّ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، المُخَضْرَمُ، المُعَمَّرُ، أَدْرَكَ الجَاهِلِيَّةَ وَالإِسْلاَمَ، أَسْلَمَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَرَهُ، ولَزِمَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَصَحِبَهُ اثْنَيْ عَشَرَ سَنَةً، وكَانَ كَثِيرَ الْعِبَادَةِ، حَجَّ واعتَمَرَ سِتِّيْنَ مَرَّةً.

حَـدَّثَ عَـــنْ: عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب وعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب وسَعْدِ بِنِ أَبِي وَقَّاص وعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُوْد وأُبَيِّ بْنِ كَعْب وَبِلاَل بْنِ رَبَاح وَسَلْمَانَ الفَارِسِيِّ وحُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَان وأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ وأُسَامَةَ بْنِ زَيْد وسَعِيْدِ بنِ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْل وأَبِي هُرَيْرَة وابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم.

وَكَانَ مِنْ سَادَةِ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ ومِن العُبَّاد المُجَاهِدِين، غَزَا فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب وبَعْدَهَا غَزَوَاتٍ، فَقْد شَهِدَ وَقْعَةَ اليَرْمُوْكِ والقَادِسِيَّةَ وجَلُوْلاَءَ ونَهَاوَنْدَ وأَذْرَبِيْجَانَ، وغَيْرِهَا.

حَـدَّثَ عَنْـــهُ: قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَة وعَاصِمٌ الأَحْوَل وحُمَيْدٌ الطَّوِيْل وسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ ودَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْد ويَزِيدُ بْن حُمَيْد الضُبَعِيّ ولاَحِقُ بْن حُمَيْد بْن سَعِيد وحَبِيبُ بْن الشَّهِيد الأَزْدِيّ وَخَالِدٌ الحَذَّاءُ وَعِمْرَانُ بنُ حُدَيْر ويَحيِى بْن مَيْمُون الضَّبِيّ وسَعِيْدُ بنُ إِيَاسٍ الجُرَيْرِيُّ، وغَيْرُهُم الكَثِير.

وَفَــاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو عُثْمَان سَنَة خَمْسٍ وتِسْعِين (95 هـــ) وقَد بَلَغَ مائَةً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً (130)؛ رَحِمَهُ اللهُ.

الاستاذ2011
22-05-2014, 10:09 AM
هذا هو الجهد الذى لابد ان يشكر عليه

Mr. Hatem Ahmed
22-05-2014, 10:08 PM
جزاكَ اللهُ خيراً على مرورك الكريم

Mr. Hatem Ahmed
22-05-2014, 10:12 PM
(17) أَبُـــــو صَـــالِـــــحٍ الـسَّـمَّـــــــان


هُـــــوَ: ذَكْوَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ جُوَيْرِيَةَ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، كَانَ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ بِالمَدِيْنَةِ، وَكَانَ يَجْلِبُ الزَّيْتَ وَالسَّمْنَ مِن المَدِينَةِ إِلَى الكُوْفَةِ؛ لِذَلِكَ سُمِّيَ بِالسَّمَّان، لاَزَمَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، مُدَّةً طَوِيلَةً فَكَانَ مِن أَثْبَتِ أَصْحَابِهِ فِي الحَدِيثِ.

سَـمِـــعَ مِـــنْ: سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاص وعَائِشَةَ أُمِّ المُؤِمِنِين، وأَبِي هُرَيْرَة وعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاس وَأَبِي سَعِيْد الخُدْرِيِّ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَان وجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم.

حَــدَّثَ عَـنْـــهُ: أَوْلاَدُهُ؛ سُهَيْلُ وصَالِح وعَبْد اللهِ. والأَعْمَشُ وزَيْدُ بنُ أَسْلَمَ وبُكَيْرُ بنُ الأَشَجِّ وعَبْدُ اللهِ بنُ دِيْنَار والزُّهْرِيُّ ويَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ وحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِت ورَجَاءُ بنُ حَيْوَةَ الكِنْدِيُّ وسَلَمَةُ بنُ دِيْنَارٍ المَدِيْنِيُّ والحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ وعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ وعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ المَكِّيُّ وأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.

- قَالَ عَنْهُ الإِمَامُ أَحْمَد: ثِقَةٌ ثِقَةٌ، مِنْ أَجَلِّ النَّاسِ وَأَوْثَقِهِم.
- وقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيُّ: ثِقَةٌ، يُحْتَجُّ بِحَدِيْثِهِ.
- وقَالَ ابْنُ سَعد: ثِقَةٌ، كَثِير الحَدِيث.

وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ أَبُو صَالِح بِالمَدِينَةِ سَنَةَ إِحْدَى ومِائَةٍ (101 هــ).

Mr. Hatem Ahmed
24-05-2014, 10:29 AM
(18) رِبْـــعِـــــيُّ بْـــنُ حِــــــــــرَاش


هُـــــوَ: رِبْعِيُّ بنُ حِرَاشِ بنِ جَحْشِ بنِ عَمْرٍو العَبْسِيُّ أَبُو مَرْيَمَ الغَطَفَانِيُّ ثُمَّ الكُوْفِيُّ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، المُعَمَّرُ، مُجْمَع عَلَى ثِقَتِهِ وحِفْظِهِ وإِتْقَانِهِ، وكَانَ مِن عُبَّادِ أَهْلِ الكُوفَةِ وصَالِحِيهِم.

سَـمِـع مِـــن: عُمَرَ بنِ الخَطَّاب وعَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِب وأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ وأَبِي مَسْعُوْدٍ البَدْرِيِّ وحُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَان وعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُود وأَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ وعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الجُهَنِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم.

حَـدَّثَ عَـنْـــهُ: أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ ومَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِر وعَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْر ونُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْد ومُحَمَّد بن الْمُنْتَشِر بْن الأَجْدَع وحُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَن، وَآخَرُوْن.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ رِبْعِيٌّ سَنَة إِحدَى ومِائَة (101 هــ)، رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.

Mr. Hatem Ahmed
26-05-2014, 10:29 AM
(19) الـــشَّـــعْـــبِـــــــــــــيُّ


هُــــــوَ: عَامِرُ بنُ شَرَاحِيْلَ بْنِ عَبْدِ بْنِ ذِي كِبَارٍ الهَمْدَانِيُّ اليَمِنِيُّ الأَصْل، أَبُو عَمْرٍو الكُوفِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، الفَقِيهُ، القَاضِيُّ، عَلاَّمَةُ العَصْرِ. أَدرَكَ خَمْسَ مِائَةٍ (500) مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورَوَى عَن خَمْسِينَ ومِائَة (150) مِنْهُم، ورَأَى عَلِيَّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَصَلَّى خَلْفَهُ.
وسَمِعَ مِنْ عِدَّةٍ مِنْ كُبَرَاءِ الصَّحَابَةِ، مِنْهُم: سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ وسَعِيْدِ بْنِ زَيْدٍ بنِ عَمْرٍو وزَيْدِ بنِ أَرْقَمَ وأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ وأُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَة وأَبِي مَسْعُوْدٍ البَدْرِيِّ وأَبِي هُرَيْرَةَ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وعَبْدِ اللهِ عَبَّاسٍ وعَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ وعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو بنِ العَاصِ وأَنَسِ بنِ مَالِكٍ وجَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ وعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الطَّائِيِّ وجَابِرِ بنِ سَمُرَةَ وعِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ والمُغِيْرَةِ بنِ شُعْبَةَ وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ وكَعْبِ بنِ عُجْرَةَ وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَمُرَةَ وسَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ والنُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ والبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ وَبُرَيْدَةَ بنِ الحُصَيْبِ وعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى وَعَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ الأَنْصَارِيِّ، وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبْزَى والمِقْدَامِ بن مَعْدِ يْكَرِبَ وعَوْفِ بنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وعَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، ومَيْمُوْنَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وأُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، رَضْيَ اللهُ عَنْهُم.

مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ الشَّعْبِيُّ بِالْكُوفَةِ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ (17 هــ). وكَانَ ضَئِيْلاً، نَحِيْفاً، وُلِدَ هُوَ وَأَخٌ لَهُ تَوْءَماً، وكَانَ يُضْرَبُ بِحفِظِهِ المَثَلُ، لَم يُحَدِّثُه أَحَدٌ بِحَدِيثٍ إِلاَّ حَفِظَهُ مِن أَوَّلِ مَرَّة!! ووَلِيَ قَضَاءَ الكُوفَةِ فِي خِلاَفَةِ عُمَر بْن عَبْد العَزِيز.

وكَانَت فِيِهِ دُعَابَـة:

- فَفِي يَوْمٍ... لَقِيَهُ رَجُلٌ أَحوَلٌ، وَمَعَ الشَّعْبِيّ امْرَأَة تَمْشِي، فَقَالَ الرَّجُل: أَيُّكُمَا الشَّعْبِيُّ؟
فَقَالَ: هَذِهِ، وأَشَارَ إِلَى المَرأَة!!

- وفِي مَرَّةٍ... أَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَا اسْمُ امْرَأَةِ إِبْلِيْسَ؟
فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: ذَاكَ عُرْسٌ مَا شَهِدْتُهُ!!

- قَالَ عَنْهُ مَكْحُوْلٍ الشَّامِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنَ الشَّعْبِيِّ.

- وقَالَ دَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ: مَا جَالَسْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنَ الشَّعْبِيِّ.

- وقَالَ أَبُو حَصِيْنٍ الأَسَدِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ كَانَ أَفْقَهَ مِنَ الشَّعْبِيِّ.

- وقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: الشَّعْبِيُّ عالِمُ النَّاسِ فِي زَمَانِهِ.

رَوَى عَـنْـــهُ: الحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ وحَمَّاد بْنُ أَبِي سُلَيْمَان ومَكْحُوْلٌ الشَّامِيُّ وأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ ودَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ وأَبُو حَنِيْفَةَ النُّعمَان وإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ وعَاصِمٌ الأَحْوَلُ ومَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الغُدَانِيُّ وعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ ومُغِيْرَةُ بنُ مِقْسَمٍ ومُحَمَّدُ بنُ سُوْقَةَ ويُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاق وابْنُ أَبِي لَيْلَى وعِيْسَى بنُ أَبِي عِيْسَى الحَنَّاطُ وعَبْدُ اللهِ بنُ عَيَّاشٍ المَنْتُوْفُ وأَبُو بَكْرٍ الهُذَلِيُّ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم.

مِـن كَـلاَمِـــهِ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: إِنَّمَا كَانَ يَطْلُبُ هَذَا العِلْمَ مَنِ اجْتَمَعَتْ فِيْهِ خَصْلَتَانِ: العَقْلُ وَالنُّسْكُ، فَإِنْ كَانَ عَاقِلاً، وَلَمْ يَكُنْ نَاسِكاً، قَالَ: هَذَا أَمْرٌ لاَ يَنَالُهُ إِلاَّ النُّسَّاكُ، فَلَنْ أَطْلُبَهُ. وَإِنْ كَانَ نَاسِكاً، وَلَمْ يَكُنْ عَاقِلاً، وقَالَ: هَذَا أَمْرٌ لاَ يَنَالُهُ إِلاَّ العُقَلاَءُ، فَلَنْ أَطْلُبَهُ.

- وقَالَ: لاَ أَدْرِي: نِصْفُ العِلْمِ.

- وقَالَ: مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْد نَبِيِّهَا، إِلاَّ ظَهَرُ أَهْلُ بَاطِلِهَا عَلَى أَهْلِ حَقِّهَا.

- وقَالَ: حُبُّ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَمَعْرِفَةُ فَضْلِهِمَا مِنَ السُّنَّة.

- وقَالَ مَا كُذِبَ عَلَى أَحَدٍ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ مَا كُذِبَ عَلَى عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ الشَّعْبِيُّ بِالْكُوفَةِ سَنَة أَرْبَعٍ ومِائَةٍ (104 هــ)، وقَد بَلَغَ سَبْعاً وثَمَانِيْنَ سَنَةً (87)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

Mr. Hatem Ahmed
01-06-2014, 11:54 PM
(20) أَبُـــــو قِـــــلاَبَـــــــــةَ الـــجَـــــرْمِـــــــــيُّ


هُـــــــوَ: عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بنِ نَاتِلِ بنِ مَالِكٍ الجَرْمِيُّ، البَصْرِيُّ، الإِمَامُ الحَافِظُ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلاَمِ، وكَانَ مِن عُبَّادِ التَّابِعِينَ وزُهَّادِهِم، هَرَبَ مِن البَصْرَةِ مَخَافَةَ أَن يَلِيَ القَضَاءَ، فَرَحِلَ إِلَى الشَّامِ ومَكَثَ بِهَا إِلَى أَنْ مَاتَ، وكَانَ طَلاَّبَةَ لِلْعِلْمِ، ذَهَبَ مَرَّةً إِلَى الْمَدِينَةِ مِنْ أَجْلِ حَدِيثٍ يَسْمَعُهُ مِن أَحَدِ الرُّوَاةِ.

حَــدَّثَ عَـــنْ: أَنَس بنِ مَالِكٍ وثَابِتِ بنِ الضَّحَّاكِ ومَالِكِ بنِ الحُوَيْرِثِ وسَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ وعَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ وعَنْبَسَةَ بنِ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ وأَبِي هُرَيْرَةَ ومُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفْيَان وعَمْرِو بنِ سَلِمَةَ الجَرْمِيِّ والنُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ، وعَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِين، رَضْيَ اللهُ عَنْهُم.

وحَــدَّثَ عَــنْـــهُ: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ ويَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ ودَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ وثَابِتٌ البُنَانِيُّ وقَتَادَةُ بْنُ دِعَامَة وعَاصِمٌ الأَحْوَلُ وعَمْرُو بنُ مَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ وعِمْرَانُ بنُ حُدَيْرٍ والمُثَنَّى بنُ سَعِيْدٍ وغَيْلاَنُ بنُ جَرِيْرٍ ومَيْمُوْنُ القَنَّادُ وخَالِدٌ الحَذَّاءُ وحَسَّانُ بنُ عَطِيَّةَ وأَبُو عَامِرٍ الخَزَّارُ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.

- قَالَ عَنْهُ أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيِّ: كَانَ -وَاللهِ- مِنَ الفُقَهَاءِ ذَوِي الأَلْبَابِ.

- وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ.

مِن أَقْــوَالِـــهِ:
- قَالَ أَبُو قِلاَبَةَ: إِذَا حَدَّثْتَ الرَّجُلَ بِالسُّنَّةِ، فَقَالَ: "دَعْنَا مِنْ هَذَا وَهَاتِ كِتَابَ اللهِ"، فَاعْلَمْ أَنَّهُ ضَالٌّ.
- وقَالَ: أَغْنَى النَّاسِ: الَّذِي يَرْضَى بِمَا يُؤْتَى.
- وقَالَ: أَعْلَمُ النَّاسِ: الَّذِي يَزْدَادُ مِنْ عِلْمِ النَّاسِ إِلَى عِلْمِهِ.
- وقَالَ: مَا وَجَدْتُ مَثَلَ القَاضِي العَالِمِ إِلاَّ مَثَلَ رَجُلٍ وَقَعَ فِي بَحْرٍ، فَمَا عَسَى أَنْ يَسْبَحَ حَتَّى يَغْرَقَ .
- وقَالَ: لاَ تُجَالِسُوا أَهْلَ الأَهْوَاءِ، وَلاَ تُحَادِثُوْهُم، فَإِنِّي لاَ آمَنُ أَنْ يَغْمُرُوْكُم فِي ضَلاَلَتِهِم، أَوْ يُلْبِسُوا عَلَيْكُم مَا كُنْتُم تَعْرِفُوْنَ.
- وقَالَ: لَيْسَ شَيْءٌ أَطْيَبَ مِنَ الرُّوْحِ، مَا انْتُزِعَ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَنْتَنَ.

وَفَــاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو قِلاَبَةَ بِالشَّامِ سَنَةَ أَرْبَعٍ ومِائَةٍ (104 هــ)، وَقَدْ ذَهَبَتْ يَدَاهُ وَرِجْلاَهُ وَبَصَرُهُ فِي آخِر حَيَاتِهِ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ حَامِدٌ شَاكِرٌ؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

Mr. Hatem Ahmed
02-06-2014, 07:23 AM
(21) أَبُـــو رَجَــــــــــاءٍ الــعُــطَـــــــــارِدِيُّ


هُـــــــوَ: عِمْرَانُ بنُ مِلْحَانَ التَّمِيْمِيُّ، البَصْرِيُّ. الإِمَامُ الكَبِيْرُ المُعَمَّرُ، مِنْ كِبَارِ المُخَضْرَمِيْنَ أَدْرَكَ الجَاهِلِيَّةَ

أَسْلَمَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ، ولَمْ يَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهُوَ مِن كِبَارِ التَّابِعِينَ.

وكَانَ عَابِداً، كَثِيْرَ الصَّلاَةِ وتِلاَوَةِ القُرْآنِ، وقَد رَأَى أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيْق.

حَـــدَّثَ عَـــن: عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب وعُثْمَانَ بْنِ عَفَّان وعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ وأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ وعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وسَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ ، وأُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم.

وحَــدَّثَ عَـنْـــهُ: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ وعَبْدُ اللهِ بنُ عَوْنِ وعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ وسَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ وسَلْمُ بنُ زَرِيْرٍ وصَخْرُ بنُ جُوَيْرِيَةَ ومَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو رَجَاءٍ سَنَةَ خَمْسٍ ومِائَـة (105 هــ)، وقَد عَاشَ أَزْيَدَ مِنْ مِائَةٍ وعِشْرِيْنَ سَنَةً.

Mr. Hatem Ahmed
08-06-2014, 11:52 PM
(22) الأَعــْـــــــــــــرَج


هُـــــــوَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ هُرْمُزَ، أَبُو دَاوُدَ المَدَنِيُّ. الإِمَامُ الحَافِظُ، الحُجَّةُ الثَّبْتُ، مِن كِبَارِ تَلاَمِذَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ ومِن أَثْبَتِهِم فِيهِ، وكَانَ مِن أَعْلَمِ النَّاسِ بِأَنْسَابِ قُرَيْشٍ، وكَانَ يَكْتُبُ المَصَاحِفَ.

سَمِعَ الحَدِيثَ مِن: أَبَي هُرَيْرَةَ وأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ وعَبْدَ اللهِ بْنِ مَالِكِ بنِ بُحَيْنَةَ، وَطَائِفَةً.

وحَـدَّثَ عَـنْــهُ: الزُّهْرِيُّ وأَبُو الزِّنَادِ وصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ ويَحْيَى بْنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَآخَرُوْنَ.

وَفَـاتَـــــهُ: سَافَرَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ إِلَى مِصْرَ، ومَاتَ مُرَابِطاً بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وذَلِكَ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ ومِائَـةٍ (117 هــ).

Mr. Hatem Ahmed
13-06-2014, 01:31 AM
(23) قَـــتَـــــــــــــادَةُ الـــسَّــــــدُوْسِـــــــــــيُّ


هُـــــــوَ: قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ بْنِ قَتَادَةَ بْنِ عَزِيْزٍ السَّدُوْسِيُّ، أَبُو الخَطَّابِ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ الكَبِيرِ، حَافِظُ العَصْرِ.

يُضْرَبُ بِحِفْظِهِ المثلُ؛ إِذْ كَانَ لاَ يَسْمَعُ شَيْئاً إِلاَّ حَفِظَه مِن أَوَّلِ مَرَّةٍ!!

وكَانَ أَيْضاً رَأْساً فِي العَرَبِيَّةِ، وأَيَّامِ العَرَبِ، وأَنسَابِهَا.

مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ فِي سَنَةِ سِتِّيْنَ (60 هــ). وكَانَ مِن كِبَارِ تَلاَمِذَةِ الحَسَنَ البَصْرِيِّ، جَالَسَهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، ولَمْ يَكُنْ يَقُولُ فِي العِلْمِ شَيْئاً بِرَأْيِهِ؛ وكَانَ عَابِداً، كَانَ يَخْتِمُ القُرْآنَ الكَرِيمَ فِي سَبْعٍ لَيَالٍ، وإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ، خَتمَ فِي كُلِّ ثَلاَثٍ، فَإِذَا جَاءَ العَشرُ الأَوَاخِر، خَتَمَ كُلَّ لَيْلَةٍ.

رَوَى الحَدِيثَ عَـــنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ وعَبْدِ اللهِ بنِ سَرْجِسَ وَأَبِي الطُّفَيْلِ اللَّيْثِيِّ، رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُم. وعَـــنْ: سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ والشَّعْبِيِّ وعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ وأَبِي الشَّعْثَاءِ الأزْدِيِّ وعِكْرِمَةَ القُرَشِيِّ ومُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ والحَسَنِ البَصْرِيِّ وأَبِي العَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ وصَفْوَانَ بنِ مُحْرِزٍ وأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وبَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيِّ وحُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ وعَبْدِ اللهِ بنِ شَقِيْقٍ.

ورَوَى عَنْهُ أَئِمَّةُ الإِسْلاَمِ: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ والأَعمَشُ وأَبُو حَنِيفَةَ النُّعمَانَ وسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ وشُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاجِ وهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ والأَوْزَاعِيُّ ومَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ وَجَرِيْرُ بْنُ حَازِمٍ وحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَأَبُو عَوَانَةَ اليَشْكُرِيُّ ومِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ وسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ورَوْحُ بْنُ القَاسِمِ العَنْبَرِيُّ وعَمْرُو بْنُ الحَارِثِ المِصْرِيُّ؛ وَأُمَمٌ سِوَاهُم.

قَـــالُـــــواْ عَـــنْـــــــهُ:

- قال سَعِيْدُ بْنُ المُسَيِّبِ: مَا أَتَانِي عِرَاقِيٌّ أَحْفَظُ مِنْ قَتَادَةَ.

- وقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ: قَتَادَةُ؛ مِنْ أَحْفَظِ النَّاسِ.

- وقَالَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: وهَلْ كَانَ فِي الدُّنْيَا مِثْلُ قَتَادَةَ؟!

- وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ قَتَادَةُ أَحْفَظَ أَهْلِ البَصْرَةِ.

مِـن أَقْوَالِــــهِ:

- قَالَ قَتَادَةُ: يُسْتَحَبُّ أَلَّا تَقْرَأَ أَحَادِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا عَلَى طُهُورٍ.

- وقَالَ: الحِفظُ فِي الصِّغَرِ كَالنَّقشِ فِي الحَجَرِ.

- وقَالَ: بَابٌ مِنَ العِلْمِ يَحفَظُه الرَّجُلُ لِصَلاَحِ نَفْسِه وصَلاَحِ مَنْ بَعْدَهُ، أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ حَوْلٍ.

- وقَالَ: إِيَّاكُم والتَكَلُّفَ والتَنَطُّعَ والغُلُوَّ والإِعجَابَ بِالأَنْفُسِ، تَوَاضَعُوا للهِ، لَعَلَّ اللهَ يَرْفَعُكُم.

- وقَالَ: مَنْ قَلَّ طَعَامُهُ؛ فَهِمَ وأَفْهَمَ وَصَفَا وَرَقَّ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ قَتَادَةُ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ ومِائَـةٍ (117 هــ)، ولَهُ سَبْعٌ وخَمْسُونَ سَنَـة (57).

Mr. Hatem Ahmed
13-06-2014, 07:40 PM
(24) ثَـــابِـــــــتُ الـــبُــــــنَـــــــانِـــــــــــيُّ


هُـــــــوَ: ثَابِتُ بْنُ أَسْلَمَ البُنَانِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، الكَبِيرُ، مِن كِبَارِ تَلاَمِذَةِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ لاَزَمَهُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً.

وكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ العِلْمِ وَالعَمَلِ؛ مِنْ تَابِعِي أَهْلِ البَصْرَةِ، وَزُهَّادِهِم، وَمُحَدِّثِيْهِم الثِّقَات.

حَـــدَّثَ عَـــنْ: عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وأَنَسِ بنِ مَالِكٍ وعَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ وعَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ المُزَنِيِّ وَأَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُم.

وحَـــدَّثَ عَـنْـــهُ: شُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاج وحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ ويُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ وحَبِيْبُ بنُ الشَّهِيْدِ ودَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ وعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ العُمَرَيِّ وحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ وحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ وَأَبُو عَوَانَةَ اليَشْكُرِيِّ ومَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ وجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ الأَزْدِيُّ وسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.

قَـــالُـــــواْ عَـــنْـــــــهُ:

- قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ لِلْخَيْرِ أَهْلاً، وَإِنَّ ثَابِتاً هَذَا مِنْ مَفَاتِيْحِ الخَيْرِ.

- وقَالَ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ: ثَبَّتَ فِي الحَدِيْثِ، مِنَ الثِّقَاتِ المَأْمُوْنِيْنَ، صَحِيْحَ الحَدِيْثِ.

- وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: أَثْبَتُ أَصْحَابِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ: الزُّهْرِيُّ، ثُمَّ ثَابِتٌ، ثُمَّ قَتَادَةُ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ ثَابِتٌ سَنَةَ ثَلاَثٍ وعِشْرِيْنَ ومِائَةٍ (123 هــ).

Mr. Hatem Ahmed
15-06-2014, 04:59 AM
(25) الـــــــزُّهْــــــــــــــــــــــــــرِيُّ


هُـــــــوَ: مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بنِ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بنِ كِلاَبِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ الزُّهْرِيُّ القُرَشِيُّ، أَبُو بَكْرٍ المَدَنِيُّ. الإِمَامُ، العَلَمُ، الثَّبْتُ، الحُجَّةُ، حَافِظُ زَمَانِه، يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الحِفْظِ؛ حَفِظَ القُرآنَ الكَرِيمَ فِي ثَمَانِيْنَ لَيْلَةً!!!

وهُوَ أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ العِلْمَ وَكَتَبَهُ، ومِن كِبَارِ تَلاَمِذَةِ سَعِيْدِ بْنِ المُسَيِّبِ، جَالَسَه ثَمَانِيَ سَنَوَاتٍ.

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ (56 هــ).

رَوَى عَـــنْ: عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وأَنَسِ بنِ مَالِكٍ وكَثِيْرِ بنِ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وسَهْلِ بنِ سَعْدٍ وعَامِرُ بنُ وَاثِلَةَ اللَّيْثِيُّ والسَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ ومَحْمُوْدِ بنِ الرَّبِيْعِ وَمَحْمُوْدِ بنِ لَبِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَزْهَرَ؛ رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُم. وعَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ رَبِيْعَةَ ومَالِكِ بنِ أَوْسِ بنِ الحَدَثَانِ وسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ وعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ وسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ والقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وعُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ وأَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ وعُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ وخَارِجَةَ بنِ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ وأَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ وأَبَانِ بنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّان وعَامِرِ بنِ سَعْدٍ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ومُحَمَّدِ بنِ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ ومُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ وعَبْدِ اللهِ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ وعَلْقَمَةَ بنِ وَقَّاصٍ وأَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ وقَبِيْصَةَ بنِ ذُؤَيْبٍ.

وحَـدَّثَ عَـنْـهُ أَئِـمَّـةُ الإِسْـلاَمِ: عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ وعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ وعَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ وقَتَادَةُ بنُ دِعَامَةَ وزَيْدُ بنُ أَسْلَمَ ومَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ وأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ ويَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ وَأَبُو الزِّنَادِ وصَالِحُ بنُ كَيْسَانَ وعُقَيْلُ بنُ خَالِدٍ وَبَكْرُ بنُ وَائِلٍ وعَمْرُو بنُ الحَارِثِ وابْنُ جُرَيْجٍ وعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المَاجِشُوْنِ ومَعْمَرُ بنُ رَاشِدٍ والأَوْزَاعِيُّ وشُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ ومَالِكُ بنُ أَنَسٍ واللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ وسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ وابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وابْنُ إِسْحَاقَ وهُشَيْمُ بنُ بَشِيْرٍ وسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم.

قَـــالُـــــواْ عَـــنْـــــــهُ:

- قَالَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: مَا سَاقَ الحَدِيْثَ أَحَدٌ مِثْلَ الزُّهْرِيِّ.

- وقَالَ مَكْحُوْلٌ الشَّامِيُّ: الزُّهْرِيُّ أَعْلَمُ النَّاسِ.

- وقَالَ أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنَ الزُّهْرِيِّ.

- وقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: مَا كَانَ إِلاَّ بَحْراً فِي العِلْمِ.

- وقَالَ رَبِيْعَةُ الرَّأْيُ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَداً بَلَغَ مِنَ العِلْمِ مَا بَلَغَ الزُّهْرِيُّ.

- وقَالَ سُفْيَانٌ الثَّوْرِيُّ: كَانَ الزُّهْرِيُّ أَعْلَمَ أَهْلِ المَدِيْنَةِ.

- وقَالَ مَالِكٌ: الزُّهْرِيُّ، مَا لَهُ فِي النَّاسِ نَظِيْرٌ.

- وقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: مَا رَأَيْتُ عَالِماً قَطُّ أَجْمَعَ مِن الزُّهْرِيُّ.

- وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: الزُّهْرِيُّ أَحْسَنُ النَّاسِ حَدِيْثاً، وَأَجْوَدُ النَّاسِ إِسْنَاداً.

مِـن أَقْـوَالِــــهِ:

- قَالَ الزُّهْرِيِّ: الاِعتِصَامُ بِالسُّنَّةِ نَجَاةٌ.

- وقَالَ: أَمِرُّوا أَحَادِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا جَاءتْ.

- وقَالَ: إِنَّمَا يُذْهِبُ العِلْمَ النِّسْيَانُ، وَتَرْكُ المُذَاكرَةِ.

- وقَالَ: إِذَا طَالَ المَجْلِسُ، كَانَ لِلشَّيْطَانِ فِيْهِ نَصِيْبٌ.

- وقَالَ: لاَ يُرضِي النَّاسَ قَوْلُ عَالِمٍ لاَ يَعْمَلُ، ولاَ عَمَلُ عَامِلٍ لاَ يَعْلَمُ.

- وقَالَ الزُّهْرِيُّ: ثَلاَثٌ إِذَا كُنَّ فِي القَاضِي، فَلَيْسَ بِقَاضٍ: إِذَا كَرِهَ المَلاَمَ، وأَحَبَّ المَحَامِدَ، وكَرِهَ العَزْلَ.

- وقَالَ: العَمَائِمُ تِيْجَانُ العَرَبِ، والاِضطِجَاعُ فِي المَسْجِدِ رِبَاطُ المُؤْمِنِيْنَ.

- وقَالَ: الحَافِظُ لاَ يُوْلدُ إِلاَّ فِي كُلِّ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً مَرَّةً.

وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ أَربَعٍ وعِشْرِيْنَ ومِائَةٍ (124 هــ)، وهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وسِتِّينَ سَنَـةً (68)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

Mr. Hatem Ahmed
27-06-2014, 06:04 AM
(26) أَبُـــو إِسْـــــحَـــــــاقَ الــسَّـــــبِـــــيْــــعِــــــــيُّ


هُـــــــوَ: عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيٍّ الهَمْدَانِيُّ، الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُعَمَّرُ، شَيْخُ الكُوْفَةِ، وعَالِمُهَا، ومُحَدِّثُهَا.

سَمِعَ مِنْ ثَمَانِيَةٍ وثَلاَثِيْنَ صَحَابِيّاً.

وكَانَ عَابِداً، يَقْرَأُ القُرْآنَ الكَرِيمَ فِي كُلِّ ثَلاَثِ لَيَالٍ.

وكَانَ كَثِيرَ الصَّلاَةِ بِاللَّيْلِ .. فَكَانَ يَقْرَأُ البَقَرَةَ فِي رَكْعَةٍ، وكَانَ مُوَاظِباً عَلَى الصُوْمِ، فَكَانَ يَصُومُ الأَشْهُرَ الحُرمَ، وثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، والاِثْنَيْن والخَمِيْس؛ وكُفَّ بَصَرُهُ فِي آخِرِ عُمُرُهِ.

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِـدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وثَلاَثِينَ (33 هــ).

وكَانَ طَلاَّبَةً لِلْعِلْمِ، كَبِيْرَ القَدْرِ؛ مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ، ومِنْ جِلَّةِ التَّابِعِيْنَ.

لَقِيَ أَبُو إِسْحَاقَ مِنَ الصَّحَابَةِ: عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وابْنَ عَبَّاسٍ وابْنَ عُمَرَ ومُعَاوِيَةَ بنَ أَبِي سُفْيَانَ وجَابِرَ بنَ سَمُرَةَ والنُّعْمَانَ بنَ بَشِيْرٍ وجَرِيْرَ بنَ عَبْدِ اللهِ وأُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ ورَافِعَ بنَ خَدِيْجٍ والمِسْوَرَ بنَ مَخْرَمَةَ وَسَلَمَةَ بنَ قَيْسٍ الأَشْجَعِيَّ وسُرَاقَةَ بنَ مَالِكٍ وعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبْزَى، ولَمْ يَروِي عَنْهُم فِي الحَدِيثِ شَيْئاً؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم.

فَرَوَى الحَدِيثَ عَنْ: عَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ الطَّائِيِّ والبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ وزَيْدِ بنِ أَرْقَمَ وعَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ وأَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ وسُلَيْمَانَ بنِ صُرَدٍ وعُمَارَةَ بنِ رُوَيْبَةَ الثَّقَفِيِّ وعَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ الأَنْصَارِيِّ وعَمْرِو بنِ الحَارِثِ الخُزَاعِيِّ، وَغَيْرِهِم مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومِن كِبَارِ التَّابِعِين: عَلْقَمَةَ بنِ قَيْسٍ ومَسْرُوْقِ بنِ الأَجْدَعِ وعَمْرِو بنِ شُرَحْبِيْلَ الشَّعبٍيِّ وعُمَرَ بنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيِّ وعَبِيْدَةَ بنِ عَمْرٍو السَّلْمَانِيِّ وعَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُوْدٍ وعَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ الأَوْدِيِّ وصِلَةَ بنِ زُفَرَ العَبْسِيِّ وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبْزَى الخُزَاعِيِّ وأَبِي الأَحْوَصِ عَوْفِ بنِ مَالِكٍ وشُرَيْحٍ القَاضِي وأَبِي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ الهُذَلِيِّ وَالأَسْوَدِ بنِ هِلاَلٍ المُحَارِبِيِّ؛ وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ مِنْ كُبَرَاءِ التَّابِعِيْنَ.

وحَـدَّثَ عَـنْـهُ: وَلَدُه؛ يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وحَفِيْدُه؛ إِسْرَائِيْلُ. ومَنْصُوْرُ بْنُ المُعْتَمِر والأَعمَشُ وزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ وزَكَرِيَّا بنُ أَبِي زَائِدَةَ ومِسْعَرُ كِداَمٍ وسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ومَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ وشُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ وزَائِدَةُ بنُ قُدَامَةَ وإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ والمَسْعُوْدِيُّ والحُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ وَالحَسَنُ بنُ صَالِحِ بنِ حَيٍّ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ والجَرَّاحُ بنُ مَلِيْحٍ وجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ وحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ وفِطْرُ بنُ خَلِيْفَةَ ووَرْقَاءُ بنُ عُمَرَاليَشْكُرِيُّ ورَقَبَةُ بنُ مَصْقَلَةَ العَبْدِيُّ وأَبُو خَيْثَمَةَ الجُعْفِيُّ وأَبُو عَوَانَةَ اليَشْكُرِيُّ وَشَرِيْكٌ القَاضِي وسَلاَّمُ بنُ سُلَيْمٍ وسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.

- قَالَ جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ: كَانَ يُقَالُ: مَنْ جَالَسَ أَبَا إِسْحَاقَ، فَقَد جَالَسَ عَلِيّاً بْنَ أبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

- وقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: حَفِظَ العِلْمَ عَلَى الأُمَّةِ سِتَّةٌ:
فَلأَهْلِ الكُوْفَةِ: أَبُو إِسْحَاقَ، والأَعْمَشُ.
ولأَهْلِ البَصْرَةِ: قَتَادَةُ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ.
ولأَهْلِ المَدِيْنَةِ: الزُّهْرِيُّ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو إِسْحَاقَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وعِشْرِيْنَ ومِائَةٍ (127 هــ)، وقَد عَاشَ أَربَعاً وتِسْعِيْنَ سَنَةً (94)؛ رَحِمَهُ اللهُ.

Mr. Hatem Ahmed
29-06-2014, 05:39 AM
(27) عَــبْــــدُ اللهِ بْـــنُ دِيْــنَـــــــارٍ الـمَــدَنِـــــــيُّ


هُـــــــوَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ دِيْنَارٍ العَدَوِيُّ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَدَنِيُّ. الإِمَامُ الحَافِظُ، الحُجَّةُ الثَّبتُ.

سَمِعَ الحَدِيثَ مِن: عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُمَا؛ وسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانَ ومُحَمَّد بْنِ أُسَامَة بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَة والزُّهْرِىِّ وسَلْمَان الأَغَرّ والنُّعمَان بْن أَبِي عَيَّاشٍ.

وحَدَّثَ عَنْهُ أَئِمَّةُ الإِسْلاَمِ: شُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاج وسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وأَبُو حَنِيفَةَ النُّعمَان وعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ العَدَوِيُّ ومَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ واللَّيْثُ بْنُ سَعْدِ ووَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ وسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ التَّيْمِيُّ وإِسْمَاعِيْلُ بْنُ جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيُّ والحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيّ وعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ اللهِ المَاجَشُوْنُ ومُوْسَى بنُ عُقْبَةَ الأَسَدِيُّ ويَحْيَى بنُ سَعِيْدِ الأَنْصَارِيُّ ويَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الهَادِ وإِبْرَاهِيْمُ بْنُ طَهْمَانَ الهَرَوِيُّ؛ وغَيْرُهُم الكَثِير.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وعِشْرِيْنَ ومِائَةٍ (127 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ.

Mr. Hatem Ahmed
29-06-2014, 06:39 AM
(28) يَـحـــيَـــــى بْـنُ أَبِـــي كَـــثِـــــيْـــــــــــرٍ


هُـــــــوَ: يَحْيَى بْنُ صَالِحٌ بْنِ المُتَوَكِّلِ الطَّائِيُّ، أَبُو نَصرٍ اليَمَامِيُّ. الإِمَامُ الحَافِظُ، أَحَدُ الأَعلاَمِ

كَانَ طَلاَّبَةً لِلْعِلْمِ، حُجَّةً، أَقَامَ بِالمَدِيْنَةِ عَشْرَ سِنِيْنَ فِي طَلَبِ العِلْمِ؛ وكَانَ مِنَ العُبَّادِ الزُّهَادِ، فَكَانَ إِذَا حَضَرَ جَنَازَةً، لَمْ يَتَعَشَّ تِلْكَ اللَّيلَةَ، وَلاَ يُكَلِّمُه أَحَدٌ.

ورَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ولَم يَروِي عَنْهُ شَيْئاً.

رَوَى الحَدِيثَ عَنْ: أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍالهِلاَلِيِّ وعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاح القُرَشِيُّ وعِكْرِمَةَ القُرَشِيِّ وإِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيِّ ونَافِعٍ المَدَنِيِّ والأَعرَجِ وأَبِي جَعفَرٍ البَاقِر وعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ وأَبِي قِلاَبَةَ الجَرمِيِّ وبَعجَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ الجُهَنِيِّ وهِلاَلِ بنِ أَبِي مَيْمُوْنَةَ وزَيد بْن سَلاَّم بْن أَبي سَلاَّم الدِّمَشقيّ ومُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ، وغَيْرِهِم.

ورَوَى عَـنْـهُ: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ وشُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ ومَعمَرٌ بنُ رَاشِدٍ والأَوْزَاعِيُّ وهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيِّ وحَربُ بنُ شَدَّادٍ وعِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ وشَيْبَانُ النَّحْوِيُّ وهَمَّامُ بنُ يَحْيَى وجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ وحَجَّاجُ الصَّوَّافُ، وغَيْرُهُم الكَثِير.

قَـــالُـــــواْ عَـــنْـــــــهُ:

- قَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ: مَا بَقِيَ عَلَى وَجهِ الأَرضِ مِثلُ يَحيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ.

- وقَالَ شُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ: يَحيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ أَحسَنُ حَدِيْثاً مِنَ الزُّهْرِيِّ.

- وقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ، يُعَدُّ مَعَ الزُّهْرِيِّ ويَحيَى بنِ سَعِيْدٍ؛ وإِذَا خَالَفَه الزُّهْرِيُّ، فَالقَولُ قَوْلُ يَحْيَى.

- وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: هُوَ إِمَامٌ، لاَ يَروِي إِلاَّ عَنْ ثِقَةٍ، وقَد نَالَتهُ مِحنَةٌ، وضُرِبَ لِكَلاَمِه فِي وُلاَةِ الجَوْرِ.

ومِـن أَقْوَالِــــهِ:

- لاَ يُسْتَطَاعُ العِلْمُ بِرَاحَةِ الجَسَدِ.

- إِذَا رَأَيْتَ المُبْتَدِعَ فِي طَرِيْقٍ، فَخُذ فِي غَيْرِهِ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وعِشْرِيْنَ ومِائَةٍ (129 هــ).

Mr. Hatem Ahmed
14-07-2014, 02:19 AM
(29) ابْـــنُ الــمُـــنْـــكَــــــــــــــدِر


هُـــــــوَ: مُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الهُدَيْرِ التَّيْمِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، العَابِدُ القُدوَةُ، مِنْ سَادَاتِ التَّابِعِينَ

كَانَ غَايَةً فِي الإِتقَانِ والحِفظِ والزُّهْدِ، ثَبْتاً، حُجَّةً؛ ومِنْ سَادَاتِ القُرَّاءِ، وكَانَ لَا يَتَمَالَكُ البُكَاءَ إِذَا قَرَأَ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ بِضعٍ وثَلاَثِينَ مِن الهِجرَةِ.

وحَدَّثَ عَنِ: أَبِي هُرَيْرَةَ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ وعَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍوَأَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ؛ وعَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ وأُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ التَّيْمِيَّة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم. ومِن كِبَارِ التَّابِعِينَ: سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ ومَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ ومَالِكِ بنِ أَوْسِ بنِ الحَدَثَانِ والقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وعُروَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ وعَامِرِ بنِ سَعدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ ومُحَمَّدِ بْنِ كَعبٍ القُرَظِيُّ وأَبِي بُردَةَ بنِ أَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ وأَبِي صَالِحٍ السَّمَّان.

وحَدَّثَ عَـنْـهُ أَئِمَّةُ الإِسْلاَمِ: الزُّهْرِيُّ وعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ وهِشَامُ بنُ عُروَةَ وشُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاج وسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ومُوْسَى بنُ عُقبَةَ ويَحيَى بنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ وابْنُ جُرَيْجٍ ومَعمَر بْن رَاشِد وَأَبُو حَنِيْفَةَ ومَالِكٌ وابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وأَبُو عَوَانَةَ اليَشْكُرِيُّ وجَعْفَرٌ الصَّادِقُ ورَوْحُ بنُ القَاسِمِ وشُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ والأَوْزَاعِيُّ وعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المَاجِشُوْنِ وسُفْيَانُ بْن عُيَيْنَة وعَمْرُو بنُ الحَارِثِ؛ وخَلْقٌ كَثِيْرٌ.

قَـــالُــــــواْ عَــنْـــهُ:

- قَالَ سُفيَانُ بن عُيَيْنَةَ: كَانَ مِن مَعَادِنِ الصِّدقِ.
- وقَالَ مَالِكٌ: كَانَ ابْنُ المُنْكَدِرِ سَيِّدَ القُرَّاءِ.

مِـن أَقْوَالِــــهِ:

- قَالَ: إِنَّ اللهَ يَحفَظُ العَبْدَ المُؤْمِنَ فِي وَلَدِهِ ووَلَدِ وَلَدِه، ويَحفَظُه فِي دُوَيرَتِه ودُوَيرَاتٍ حَوْلَه، فَمَا يَزَالُونَ فِي حِفْظٍ مَا كَانَ بَيْنَ ظَهْرَانِيْهِم.

- وقَالَ: نِعمَ العَونُ عَلَى تَقوَى اللهِ الغِنَى.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ ابْنُ المُنْكَدِرِ سَنَةَ ثَلاَثِينَ ومِائَةٍ (130 هــ)، وعَاشَ أَزْيَد مِن تِسْعِينَ سَنَةً؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

Mr. Hatem Ahmed
18-07-2014, 11:22 AM
(30) مَـــنْـــصُـــــــور بْـــنُ الـــمُـــعـــتَـــمِــــــــــر


هُـــــــوَ: مَنْصُوْرُ بْنُ المُعْتَمِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبِيْعَةَ، أَبُو عَتَّابٍ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الكُوفِيُّ. الإِمَامُ الحَافِظُ، الثَّبْتُ الحُجَّةُ، أَحَدُ الأَعلاَمِ.

كَانَ صَاحِبَ حِفْظٍ وإِتقَانٍ وخَيْرٍ وتَعَبُّدٍ، صَامَ أَربَعِيْنَ سَنَةً، وقَامَ لَيْلَهَا!

ومَا كَتَبَ حَدِيْثاً قَطُّ، إِنَّمَا كَانَ يَحفَظُ!

وعُرِضَ عَلَيْهِ القَضَاءُ فَرَفَضَهُ، بَعدَمَا حُبِسَ فِيهِ شَهْراً!

رَوَى عَـــنْ: إِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ وأَبِي وَائِلٍ الأَسَدِيِّ وعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ والحَسَن البَصْرِيِّ وسَعِيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ ومُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ ونَافِعٍ العَدَوِيِّ والشَّعْبِيِّ والحَكَم بْنِ عُتَيْبَةَ الكِنْدِيِّ ورِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشِ الغَطَفَانِيِّ وطَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفِ اليَامِيِّ وعَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الهَادِ وخَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَذْحِجِيِّ؛ وغَيْرِهِم.

وحَدَّثَ عَنْهُ خَلْقٌ كَثِيْرٌ، مِنْهُم: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ وسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ وسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ -وهُم مِنْ أَقرَانِهِ-؛ وشُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاج وسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وشَرِيْكٌ القَاضِي ومَعْمَرُ بنُ رَاشِدٍ وإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَدْهَمَ والفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ والحَسَنُ بنُ صَالِحِ بنِ حَيٍّ وزَائِدَةُ بنُ قُدَامَةَ ووُهَيْبُ بنُ خَالِدٍ وأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ والقَاسِمُ بنُ مَعْنٍ المَسْعُوْدِيُّ وأَبُو عَوَانَةَ اليَشْكُرِيِّ وجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمَيْدِ ومُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ وسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ.

قَـــالُــــــواْ عَــنْـــهُ:

- قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: كُنْتُ لاَ أُحَدِّثُ الأَعْمَشَ عَنْ أَحَدٍ إِلاَّ رَدَّه، فَإِذَا قُلْتُ: مَنْصُوْرٌ، سَكَتَ.

- وقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ: مَنْصُوْرٌ؛ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ.

- وقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: لَمْ يَكُنْ بِالكُوْفَةِ أَحَدٌ أَحْفَظَ مِنْ مَنْصُوْرٍ.

- وقَالَ عَلِيُّ بْنُ المَدِيْنِيِّ: إِذَا حَدَّثكَ عَنْ مَنْصُوْرٍ ثِقَةٌ، فَقَدْ مَلأتَ يَدَيْكَ، لاَ تُرِيْدُ غَيْرَه.

- وقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: كَانَ مَنْصُوْرٌ أَثْبَتَ أَهْلِ الكُوْفَةِ، لاَ يَخْتَلِفُ فِيْهِ أَحَدٌ، صَالِحٌ، مُتَعَبِّدٌ.

- وقَالَ ابْنُ سَعدٍ: كانَ ثِقَةً مَأْمُونًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ رَفِيعًا عَالِيًا.

- وقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: هُوَ أَحَدُ مُتَّقِي مَشَايِخِ الكُوْفِيِّينَ ونُسَّاكِهِم.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ اثِنْتَيْنِ وثَلاَثِيْنَ ومِائَةٍ (132 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ.

Mr. Hatem Ahmed
27-07-2014, 10:16 AM
(31) أَبُـــــو حَــــــــــــــــازِم


هُـــــــوَ: سَلَمَةُ بنُ دِيْنَارٍ المَخْزُوْمِيُّ، أَبُو حَازِمٍ المَدِيْنِيُّ الأَعرَجُ. الإِمَامُ الحَافِظُ، القُدْوَةُ، العَابِدُ، الزَّاهِدُ، الوَاعِظُ، شَيْخُ المَدِيْنَةِ النَّبَويَّةِ.

وأَخَـــذَ الـعِـلْـــمَ مِـــن: سَهْلِ بنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه؛ وهُوَ رَاوِيَتُهُ. ومِن كِبَارِ التَّابِعِينَ: أَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ وزَيْنِ العَابِدِيْنَ وسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ وأَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍوعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ وعَوْن بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ وعَطَاءِ بنِ يَسَارٍ المَدَنِيِّ وعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ وعُبَيْدِ اللهِ بنِ مِقْسَمٍ ومُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ وأَبِي صَالِحٍ السَّمَّان، وأُمِّ الدَّرْدَاءِ الصُّغْرَى.

وكَانَ مِن عُبَّادِ أَهْلِ المَدِينَة وزُهَّادِهِم، الَّذِينَ يُضْرَبُ بِهِمُ المَثَلُ فِي التَّقَشُّف ولُزُومِ الوَرَعِ الخَفِيّ والتَّخَلِي بِالعِبَادَةِ ورَفْضِ النَّاسِ ومَا هُم فِيهِ؛ ومِن حُفَّاظِ الحَدِيثِ، فَأَحَادِيثُهُ فِي دَوَاوِين السُّنَّةِ كُلِّهَا.

رَوَى عَـنْـــهُ: ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ ويَزِيْدُ بنِ الهَادِ وعُمَارَةُ بنُ غَزِيَّةَ وزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ وسُّفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ العُمَرَيُّ وحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ وحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ ومَالِكٌ وسُّفْيَانُ بنُ عَيَيْنَةَ والدَّرَاوَرْدِيُّ وعُمَرُ بنُ عَلِيٍّ المُقَدَّمِيُّ وعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَبِي حَازِمٍ، وخَلْقٌ سِوَاهُم.

قَـــالُــــــواْ عَــنْـــهُ:

- قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً، الحِكْمَةُ أَقْرَبُ إِلَى فِيْهِ مِنْ أَبِي حَازِمٍ.

- وقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: ثِقَةٌ، لَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ مِثْلُهُ.

مِـن أَقْوَالِــــهِ:

- قَالَ أَبُو حَازِمٍ: لَيْسَ لِلمُلُوكِ صَدِيْقٌ، ولاَ لِلحَسُودِ رَاحَةٌ.

- وقَالَ: لاَ تَكُوْنُ عَالِماً حَتَّى يَكُوْنَ فِيْكَ ثَلاَثُ خِصَالٍ: لاَ تَبغِ عَلَى مَنْ فَوْقَكَ، وَلاَ تَحقِرْ مَنْ دُوْنكَ، وَلاَ تَأخُذْ عَلَى عِلْمِكَ دُنْيَا.

- وقَالَ: مَا أَحببتَ أَنْ يَكُوْنَ مَعَكَ فِي الآخِرَةِ، فَاترُكْهُ اليَوْمَ.

- وقَالَ: يَسِيْرُ الدُّنْيَا يُشغِلُ عَنْ كَثِيْرِ الآخِرَةِ.

- وقَالَ: انْظُرِ الَّذِي يُصلِحُكَ فَاعملْ بِهِ، وَإِنْ كَانَ فَسَاداً لِلنَّاسِ، وَانظُرِ الَّذِي يُفسِدُكَ فَدَعْهُ، وَإِنْ كَانَ صَلاَحاً لِلنَّاسِ.

- وقَالَ: شَيْئَانِ إِذَا عَمِلتَ بِهِمَا، أَصبتَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ: تَحمِلُ مَا تَكرَهُ إِذَا أَحَبَّهُ اللهُ، وَتتركُ مَا تُحبُّ إِذَا كَرِهَهُ اللهُ.

- وقَالَ: نِعمَةُ اللهِ فِيْمَا زَوَى عَنِّي مِنَ الدُّنْيَا، أَعظَمُ مِنْ نِعمَتِهِ فِيْمَا أَعطَانِي مِنْهَا، لأَنِّي رَأَيْتُهُ أَعطَاهَا قَوْماً فَهَلكُوا.

- وقَالَ: لاَ تُعَادِيَنَّ رَجُلاً، وَلاَ تُنَاصِبنَّهُ حَتَّى تَنْظُرَ إِلَى سَرِيْرتِهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ، فَإِنْ يَكُنْ لَهُ سَرِيْرَةٌ حَسَنَةٌ، فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ
لِيَخذِلَهُ بِعَدَاوتِكَ، وَإِنْ كَانَتْ لَهُ سَرِيْرَةٌ رَدِيئَةٌ، فَقَد كَفَاكَ مَسَاوِئَهُ، وَلَوْ أَرَدتَ أَنْ تَعمَلَ بِهِ أَكْثَرَ مِنْ مَعَاصِي اللهِ، لَمْ تَقْدِر.

- وقَالَ: مَا إِبْلِيْسُ..؟! لَقَدْ عُصِيَ فَمَا ضَرَّ، وَلَقَد أُطِيْعَ فَمَا نَفعَ.

- وقَالَ: مَا الدُّنْيَا..؟! مَا مَضَى مِنْهَا، فَحُلُمٌ، وَمَا بَقِيَ مِنْهَا، فَأَمَانِي.

- وقَالَ: السَّيِّئُ الخُلُقِ أَشْقَى النَّاسِ بِهِ نَفْسُهُ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ، هِيَ مِنْهُ فِي بَلاَءٍ، ثُمَّ زَوْجَتُهُ، ثُمَّ وَلَدُهُ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَدخُلُ بَيْتَهُ، وَإِنَّهُم لَفِي سُرُوْرٍ، فَيَسْمَعُوْنَ صَوْتَهُ، فَيَنفِرُوْنَ عَنْهُ فَرَقاً مِنْهُ، وَحَتَّى إِنَّ دَابَّتَهُ تَحِيْدُ مِمَّا يَرمِيهَا بِالحِجَارَةِ، وَإِنَّ كَلْبَهُ لَيَرَاهُ فَيَنْزُو عَلَى الجِدَارِ، حَتَّى إِنَّ قِطَّهُ لَيَفِرُّ مِنْهُ.

- وقَالَ: وَجَدتُ الدُّنْيَا شَيْئَيْنِ: فَشَيْئاً هُوَ لِي، وَشَيْئاً لِغَيْرِي، فَأَمَّا مَا كَانَ لِغَيْرِي، فَلَوْ طَلبتُهُ بِحِيْلَةِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَمْ أَصِلْ إِلَيْهِ، فَيُمنعُ رِزْقُ غَيْرِي مِنِّي، كَمَا يُمْنَعُ رِزقِي مِنْ غَيْرِي.

- وقَالَ: كُلُّ عَملٍ تَكرَهُ مِنْ أَجلِهِ المَوْتَ، فَاترُكْهُ، ثُمَّ لاَ يَضرُّكَ مَتَى مِتَّ.

- وقَالَ: لاَ يُحسِنُ عَبْدٌ فِيْمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ، إِلاَ أَحسَنَ اللهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ العِبَادِ، وَلاَ يُعوِّرُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ، إِلاَّ عَوَّرَ فِيْمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ العِبَادِ، لَمُصَانَعَةُ وَجْهٍ وَاحِدٍ أَيسرُ مِنْ مُصَانَعَةِ الوُجُوْهِ كُلِّهَا، إِنَّكَ إِذَا صَانَعْتَهُ مَالتِ الوُجُوْهُ كُلُّهَا إِلَيْكَ، وَإِذَا اسْتفسَدْتَ مَا بَيْنَهُ، شَنِئَتْكَ الوُجُوْهُ كُلُّهَا.

- وقَالَ: اكْتُمْ حَسنَاتِكَ كَمَا تَكتُمُ سَيِّئَاتِكَ.

- وقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعملُ السَّيِّئَةَ، مَا عَمِلَ حَسَنَةً قَطُّ أَنْفَعَ لَهُ مِنْهَا، وَكَذَا فِي الحَسَنَةِ.

- وقَالَ: إِنَّ خَيْرَ الأُمَرَاءِ مَنْ أَحَبَّ العُلَمَاءَ، وَإِنْ شَرَّ العُلَمَاءِ مَنْ أَحَبَّ الأُمَرَاءَ.

- وقَالَ: إِذَا رَأَيْتَ رَبَّكَ يُتَابعُ نِعمَةً عَلَيْكَ وأَنْتَ تَعصِيْهِ، فَاحذَرهُ، وَإِذَا أَحببْتَ أَخاً فِي اللهِ، فَأَقِلَّ مُخَالَطَتَهُ فِي دُنْيَاهُ.

- وقَالَ: يَسِيرُ الدُّنْيَا يَشْغَلُ عَنْ كَثِيرِ الْآخِرَةِ، وَإِنَّكَ تَجِدُ الرَّجُلَ يَشْغَلُ نَفْسَهُ بِهَمِّ غَيْرِهِ، حَتَّى لَهُوَ أَشَدُّ اهْتِمَامًا مِنْ صَاحِبِ الْهَمِّ بِهَمِّ نَفْسِهِ.

- وقَالَ: إِذَا عَزَمَ العَبْدُ عَلَى تَرْكِ الآثَامِ أَتَتْهُ الْفُتُوحُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ.

- وقَالَ:كُلُّ نِعْمَةٍ لَا تُقَرِّبُ مِنَ اللَّهِ فَهِيَ بَلِيَّةٌ، وَيَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ أَشَدَّ حِفْظًا لِلِسَانِهِ مِنْهُ لِمَوْضِعِ قَدَمَيْهِ.

- وقَالَ: قَاتِلْ هَوَاكَ أَشَدَّ مَا يُقَاتِلُكَ عَدُوُّكَ.

- وقَالَ: لَا تُرِيدُ أَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَتُوبَ، وَلَا تَتُوبُ حَتَّى تَمُوتَ، وَإِنْ مِتَّ لَمْ تُرْفَعِ الْأَسْوَاقُ لِمَوْتِكَ، إِنَّ شَأْنَكَ صَغِيرٌ فَاعرِفْ نَفْسَكَ.

عِـــزَّةُ نَـــفْــــسِـــــهِ

بَعَثَ إِلَيْهِ الاَمِيرُ سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الأُمَوِيُّ رَجُلاً لِيَأْتِيهِ؛ فقال أَبُو حَازِمٍ لِمَن أَرسَلَهُ: مَا لِي إِلَيْهِ حَاجَةٌ، فَإِنْ كَانَت لَهُ حَاجَةٌ فَلْيَأْتِنِي!!

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ أَربَعِينَ ومِائَةٍ (140 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

....رولا....
30-07-2014, 11:53 PM
http://img.el-wlid.com/imgcache/2014/03/811313.gif (http://forum.el-wlid.com/t1768.html)

Mr. Hatem Ahmed
01-08-2014, 06:14 AM
http://img.el-wlid.com/imgcache/2014/03/811313.gif (http://forum.el-wlid.com/t1768.html)




شكراً لمرور حضرتِك

Mr. Hatem Ahmed
01-08-2014, 06:16 AM
(32) دَاوُدُ بْـــنُ أَبِـــي هِـــنْـــــــد


هُـــــــوَ: دَاوُدُ بْنُ دِيْنَارُ بْنُ عُذَافِرٍ الخُرَاسَانِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ البَصرِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، العَابِدُ، الثِّقَةُ، المُتْقِنُ.

حَـــدَّثَ عَـــنْ: سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ وأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وعَامِرٍ الشَّعْبِيِّومُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ والحَسَن البَصْرِيِّ وبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيِّ وأَبِي نَضْرَةَ العَبْدِيُّ وأَبِي العَالِيَةَ الرِّيَاحِيِّ وأَبِي قِلاَبَةَ الجَرمِيِّ ومَكْحُولٍ الشَّامِيِّ؛ وغَيْرِهِم.

- ورَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ولَم يروِ عَنْهُ شَيْئاً.

- وكَانَ مِن أَهْلِ العِلْمِ والوَرَعِ والفَضْلِ والعِبَادَةِ؛ فَقَد صَامَ أَربَعِيْنَ سَنَةً!!

- وأُصِيبَ بِالطَّاعُون، ولَكِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ شَفَاهُ مِنْهُ.

- وكَانَ فَقِيهاً.

وحَـــدَّثَ عَـنْـهُ مِـن أَئِـمَّـةِ الإِسْـلاَمِ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وشُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاجِ وحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ وهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ وابْنُ عُلَيَّةَ وابْنُ جُرَيْجٍ ويَحْيَى القَطَّانُ ويَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ وبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ ويَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ وحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ وعَبْدُ اللهِ بْنِ إِدرِيس ووُهَيْبُ بنُ خَالِدِ وأبو مُعَاوِيَةَ الضَّرِير والمُعتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وخَلْقٌ كَثِيرُ جِدّاً.

قَـــالُــــــواْ عَــنْـــهُ:

- قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: هُوَ مِن حُفَّاظِ البَصْرِيينَ.

- وقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفْقَهَ مِنْ دَاوُدَ.

- وقَالَ يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ: كَانَ دَاوُدُ مُفْتِيَ أَهْلِ البَصْرَةِ.

- وقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: عَجباً لأَهْلِ البَصْرَةِ، يَسْأَلُوْنَ عُثْمَانَ البَتِّيَّ، وَعِنْدَهُم دَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ.

- وقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ دَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ.

- وقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ دَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ..؟!
فَقَالَ: مِثْلُ دَاوُدَ يُسْأَلُ عَنْهُ؟ دَاوُدُ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ.

مِـن أَقْوَالِــــهِ:

- قَالَ دَاوُدُ: ثِنْتَانِ لَوْ لَمْ تَكُوْنَا لَمْ يَنْتَفِعِ النَّاسُ بِدُنْيَاهم: المَوْتُ، وَالأَرْضُ تنشفُ النَّدَى.

- وقَالَ: إِنَّكَ إِذَا أَخَذْتَ بِالَّذِي اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ لَمْ يَضُرَّكَ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ، وَإِنَّ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ هُوَ الَّذِي نُهُوا عَنْهُ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ أَربَعِيْنَ ومِائَةٍ (140 هــ).

Mr. Hatem Ahmed
02-08-2014, 05:06 PM
(33) أَبُـــو إِسْـــحَـــــاقَ الــشَّـــيْــــبَــــانِـــــيُّ


هُـــــــوَ: سُلَيْمَانُ بْنُ فَيْرُوْزَ الشَّيْبَانِيُّ، أَبُو إِسْحَاقَ الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ الحَافِظُ، الحُجَّةُ الثَّبْتُ.

- ورَأَى عَبْدَ اللهِ بنَ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وسَمِعَ مِنْهُ ورَوَى عَنْهُ.

وحَـــدَّثَ عَـــنْ كِــبَـــارِ الــتَّـــابِــعِـــيْـــــنَ: يُسِيْرِ بنِ عَمْرٍو الكُوْفِيُّ وزِرِّ بنِ حُبَيْشٍ وعَبْدِ اللهِ بنِ شَدَّادِ بنِ الهَادِ وَأَبِي بُرْدَةَ بن أبي موسى الأشعري والشَّعْبِيِّ وعَبْدِ الرَّحمَنِ بنِ يَزِيْدَ النَّخَعِيِّ وعِكْرِمَةَ القُرَشِيِّ وسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ومُحَارِب بْنِ دِثَارِ وأَبِي الزِّنَادِ؛ وطَائِفَةٍ.

- وكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ؛ مُتَّفَقٌ عَلَى إِمَامَتِهِ وجَلاَلَتِهِ وثِقَتِهِ؛ وحَدِيثُهُ فِي دَوَاوِينِ السُّنَّةِ كُلِّهَا.

حَـــدَّثَ عَــنْـــهُ مِــن الأَئِــمِّـــة: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ وعَاصِمٌ الأَحْوَلُ -وهُمَا مِنْ طَبَقَتِهِ- وشُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاجِ وسُفْيَانُ الثَّوْرِيِّ ومِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ وإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ وجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ وسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وزَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ والفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ وهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ وأَبُو عَوَانَةَ اليَشْكُرِيُّ وحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ وأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ وخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الوَاسِطِيُّ وعَبْدُ اللهِ بْنِ إِدرِيسَ وأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ وأَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرِ؛ وخَلْقٌ سِوَاهُم.

قَـــالُــــــواْ عَــنْـــهُ:

- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَهْلٌ أَنْ لاَ نَدَعَ لَهُ شَيْئاً. (يَعنِي مِن أَحَادِيثِهِ)

- وقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ، حُجَّةٌ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ أَربَعِيْنَ ومِائَةٍ (140 هــ).

Mr. Hatem Ahmed
03-08-2014, 05:43 AM
(34) عَـــاصِـــــمٌ الأَحـــــــوَلُ


هُـــــــوَ: عَاصِمُ بنُ سُلَيْمَانَ، أَبُو عَبْدِ الرَّحمَنِ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ الحَافِظُ، مُحَدِّثُ البَصْرَةِ، وقَاضِي المَدَائِنِ.

رَوَى عَـــنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ سَرْجِسَ، وأَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. ومِـنْ كِـبَـارِ الـتَّـابِـعِـيـنَ: أَبِي العَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ وعَبْدِ اللهِ بنِ شَقِيْقٍ العُقَيْلِيِّ وأَبِي قِلاَبَةَ الجَرمِيِّ والشَّعْبِيِّ وأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ والحَسَنِ البَصْرِيِّ ومُحَمَّدِ بْنِ سِيْرِيْنَ ولَاحِقِ بنِ حُمَيْدٍ والنَّضْرِ بنِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ وأَبِي نَضْرَةَ العَبْدِيِّ وبَكْرٍ المُزَنِيِّ، وَمُعَاذَةَ العَدَوِيَّةَ، وحَفْصَةَ بِنْتِ سِيْرِيْنَ؛ وغَيْرِهِم.

- وكَانَ مِنَ الحُفَّاظِ المَعدُوْدِيْنَ، ومِن عُبَّادِ أهْلِ البَصْرَةِ وزُهَّادِهِم.

رَوَى عَـنْـــهُ الأَئِـمَّـــةُ: شُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاجِ وسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وشَرِيْكٌ القَاضِيُّ ومَعمَرُ بْنُ رَاشِدٍ وَهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ وسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ والحَسَنُ بنُ حَيٍّ وحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ وحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وابْنُ عُلَيَّةَ وجَرِيْرُ بْنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ وزُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ وأَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرُ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ومَروَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ويَزِيْدُ بْنُ هَارُوْنَ وعَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.

ثَـنَــاءُ الـعُـلَـمَــاءِ عَـلَـيْــهِ:

- قَالَ شُعبَةُ بْنُ الحَجَّاجِ: عَاصِمٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ قَتَادَةَ فِي أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ؛ لأَنَّهُ أَحْفَظَهُمَا.

- قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: حُفَّاظُ البَصْرَةِ ثَلاَثَةٌ: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وعَاصِمٌ الأَحوَلُ، ودَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ.

- وقَالَ عَبْدُ الرَّحمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: كَانَ مِنْ حُفَّاظِ أَصْحَابِه.

- وقَالَ ابنُ حَنْبَلٍ وابْنُ مَعِيْنٍ وابنُ المَدِيْنِيِّ وأَبُو زُرعَةَ وابْنُ عَمَّارٍ وابْنُ سَعدٍ والعِجْلِيُّ والبَزَّارُ وابْنُ حِبَّانٍ وابْنُ حَجَرٍ: ثِــقَـــةٌ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وأَربَعِيْنَ ومِائَةٍ (142 هــ).

Mr. Hatem Ahmed
11-09-2014, 01:31 AM
(35) حُــمَــيْـــــدٌ الــطَّـــوِيْــــــل


هُـــــوَ: حُمَيْدُ بنُ تَيْرَوَيْه الخُزاعِيُّ، أَبُو عُبَيدَة البَصْرِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ؛ الثِّقَةُ.

مَــوْلِـــدُه: وُلِدَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وسِتِّيْنَ (68 هــ).

سَمِـعَ الحَدِيثَ مِـن: الحَسَن البَصْرِيِّ وعِكْرِمَةَ القُرَشِيِّ ومُوْسَى بنِ أَنَسٍ وبَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ وعَبْدِ اللهِ بنِ شَقِيْقٍ العُقَيْلِيِّ وثَابِتٍ البُنَانِيِّ وابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ ويُوْسُفَ بنَ مَاهَكَ، وطَائِفَةٍ سِوَاهُم.

وسَمِعَ مِنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ ،رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَربَعَةً وعِشْرِيْنَ حَدِيْثاً.

- لَم يَكُنْ حُمَيْدٌ بِطَوِيْلٍ، ولَكِنْ كَانَ طَوِيْلَ اليَدَيْنِ، وكَانَ قَصِيْراً، ولَكِنْ كَانَ لَهُ جَارٌ يُقَالَ لَهُ: حُمَيْدٌ القَصِيْرُ. فَقِيْلَ: حُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ؛ لِيُعرَفَ مِنَ الآخَرِ!

- وكَانَ مُصْلِحَ أَهْلِ البَصْرَةِ.

- وكَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ، ومَعْرِفَةٍ، وصِدْقٍ، وصَلاَحٍ.

- وكَانَ مِن كِبَارِ تَلاَمِذَةِ الحَسَن البَصْرِيِّ.

- وكَانَ مِن كِبَارِ أَصْحَابِ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، ومِن أَثْبَتِ النَّاسِ فِيهِ؛ لَم يَدَع لَهُ عِلْماً إِلاَّ وَعَاهُ، وسَمِعَهُ مِنْهُ.

رَوَى عَنْـهُ الحَدِيثَ: شُعبَةُ بنُ الحَجَّاجِ وابْنُ جُرَيْجٍ وابْنُ المُبَارَكِ وعَاصِمُ بنُ بَهْدَلَةَ، والسُّفْيَانَانِ، والحَمَّادَانِ، ومَالِكٌ والنَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ وهُشَيْمُ بنُ بشير ووُهَيْبُ بن خالد ويَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ ويَحيَى القَطَّانُ وأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ وخَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ وزَائِدَةُ بن قدامة ويَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ ومَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ ومُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ وزُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ وبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ وعَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ،، وخَلْقٌ كَثِيْرٌ.

وَفَـــاتُـــــهُ: مَاتَ حُمَيْدٌ وهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، سنَةَ ثَلاَثٍ وأَربَعِيْنَ (143 هــ)، ولَهُ خَمْسٌ وسَبْعُونَ سَنَةً (75)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

Mr. Hatem Ahmed
13-09-2014, 12:27 AM
(36) سُــلَــيْــمَـــــــانُ الــتَّــيْـــمِـــــــيُّ


هُـــــوَ: سُلَيْمَانُ بْنُ طَرخَانَ أَبُو المُعْتَمِرِ التَّيْمِيُّ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، العَابِدُ، القُدوَةُ، المُعَمَّرُ.

- رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ورَوَى عَنْـهُ.

- وكَانَ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ البَصْرَةِ، ومِنَ العُبَّادِ المُجْتَهِدِيْنَ... مَكَثَ أَربَعِيْنَ سَنَةً يَصُوْمُ يَوْماً ويُفْطِرُ يَوْماً، ويُصَلِّي صَلاَةَ الفَجْرِ بِوُضُوْءِ العِشَاءِ!!!

- ولَمْ تَمَرَّ سَاعَةٌ قَطُّ عَلَيْهِ إِلاَّ تَصَدَّقَ بِشَيْءٍ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.

- وكَانَ يُسَبِّحُ بَعْدَ العَصْرِ إِلَى المَغْرِبِ.

- وكَانَ مُقَدَّماً فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ.

- مُتَّفَقٌ عَلَى تَوْثِيقِهِ وعَدَالَتِهِ.

- وحَدِيْثُـهُ فِي دَوَاوِينِ السُّنَّةِ كُلِّهَا.

أَخَـذَ الـحَـدِيـثَ مِـن: أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، وطَاوُوْسِ بنِ كَيْسَانَ، وَأَبِي مِجْلَزٍ البَصْرِيِّ، ويَحْيَى بنِ يَعْمَرَ، وبَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيِّ، والحَسَنِ البَصْرِيِّ، وأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ، وثَابِتٍ البُنَانِيِّ، وقَتَادَةَ بنِ دِعَامَةَ، ويَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيْرِ، وطَلْقِ بنِ حَبِيْبٍ، ورَقَبَةَ بنِ مَصْقَلَةَ، وأَبِي نَضْرَةَ العَبْدِيِّ، وأَبِي المِنْهَالِ البَصْرِيِّ.

وحَـدَّثَ عَـنْــهُ أَئِـمَّــةُ الإِسْــلاَمِ: ابْنُهُ؛ المُعْتَمِر. وشُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ، وسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، ويَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ، وهُشَيْمُ بنُ بَشِيرٍ، وسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ويَحيَى بنُ سَعيدٍ القَطَّانُ، وابْنُ عُلَيَّةَ، وعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، وإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، وجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وزُهَيْرٌ الجُعْفِيُّ، ومَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ، ويَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وابْنُ فُضَيْلٍ، وأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ؛، وخَلْقٌ سِوَاهُم.

قَــالُـــواْ عَــنْـــهُ:

- قَالَ شُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَصدَقَ مِنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ؛ كَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ.

- وقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: حُفَّاظُ البَصْرِيِّينَ ثَلاَثَةٌ: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، ودَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ.

- وقَالَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: مَا أَتَيْنَا سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ فِي سَاعَةٍ يُطَاعُ اللهُ فِيْهَا إِلاَّ وَجَدْنَاهُ مُطِيْعاً، وَكُنَّا نَرَى أَنَّهُ لاَ يُحسِنُ يَعْصِي اللهَ.

- وقَالَ يَحيَى بنُ سَعيدٍ القَطَّانُ: مَا جَلَستُ إِلَى أَحَدٍ أَخَوْفَ للهِ مِنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ.

مِـــن أَقْــــوَالِـــــهِ:

- قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: لَوْ أَخَذتَ بِرُخصَةِ كُلِّ عَالِمٍ، اجْتَمَعَ فِيْكَ الشَّرُّ كُلُّهُ.

- وقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ، فَيُصبِحُ وعَلَيْهِ مَذَلَّتُهُ.

وَفَـــاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ بِالبَصْرَةِ، فِي ذِي القَعْدَةِ، سنَةَ ثَلاَثٍ وأَربَعِيْنَ ومِائَةٍ (143 هــ)، وهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وتِسْعِيْنَ سَنَةً (97)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

Mr. Hatem Ahmed
15-09-2014, 05:35 AM
(37) الـــــعُـــــــمَــــــــــــرِيُّ


هُـــــوَ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ حَفْصِ بنِ عَاصِمٍ بْنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ العَدَوِيُّ القُرَشِيُّ ثُمَّ العُمَرِيُّ، المَدَنِيُّ، أَبُو عُثْمَانَ. الإِمَامُ الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، الفَقِيهُ، الثَّبْتُ الحُجَّةُ.

- رَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ولاَ تُعرَفُ لَهُ رِوَايَةٌ عَنْهُ.

- ولَحِقَ أُمَّ خَالِدٍ بِنْتَ خَالِدٍ الصَّحَابِيَّةَ، وسَمِعَ مِنْهَا.

- وكَانَ مِنْ سَادَاتِ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، وأَشرَافِ قُرَيْشٍ فَضْلاً، وعِلماً، وعِبَادَةً، وشَرفاً، وحِفظاً، واتِّفَاقاً.

- وكَانَ الزُّهْرِيُّ يُقَدِّمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَقْرَانِهِ.

- مُتَّفَقٌ عَلَى تَوْثِيقِهِ وعَدَالَتِهِ وجَلاَلَتِهِ وإِمَامَتِهِ.

- وحَدِيثُهُ فِي دَوَاوِينِ السُّنَّةِ كُلِّهَا.

أَخَــذَ الـحَـدِيــثَ والـفِـقْــهَ مِـــنْ: سَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، والقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي بَكْرٍ، ونَافِعٍ العُمَرِيُّ، وسَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ، وعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، والزُّهْرِيِّ، ووَهْبِ بنِ كَيْسَانَ، وعَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ العَدَوِيِّ، وعَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، وأَبِي بَكْرِ بنِ سَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وابْنُ المُنْكَدِر، وثَابِتٍ البُنَانِيِّ، وأَبِي الزِّنَادِ، وسُمَيٍّ القُرَشِيِّ، وزَيْدِ بنِ أَسْلَمِ العَدَوِيِّ، وَسَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ المَكِّيِّ، وكُرَيْبٍ القُرَشِيِّ؛، وغَيْرِهِم.

وأَخَـــذَ مِـنْـــهُ الـعِـلْـــمَ أَئِـمَّـــةُ الإِسْـــلاَمِ: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، ويَحيَى بنُ سَعِيْدِ الأَنْصَارِيُّ، وشُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ، وعَبْدُ المَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ، وسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، ومَعْمَرُ بنُ رَاشِدٍ، وحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَدهَمَ، وهِشَامُ بنُ حَسَّانٍ القُرْدُوْسِيُّ، ورَوْحُ بنُ القَاسِمِ التَّمِيْمِيُّ، ووُهَيْبُ بنُ خَالِدِ الكَرَابِيْسِيُّ، وزَائِدَةُ بنُ قُدَامَةَ، وعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، وسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ، وعَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ، وعَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ، وهُشَيْمُ بنُ بَشِيْرِ، والفُضَيْلُ بنُ عِيَاضِ، ويَحيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، وسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، واللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، وزُهَيْر بنُ مُعَاوِيَةَ الجُعْفِيُّ، وبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ الرَّقَاشِيُّ، ويَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، وأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيّ، وجَرِيْرُ بنُ حَازِمِ، وأَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرُ، وعَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، وجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وحَمَّادُ بنُ أُسَامَةَ، والمُعتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، ويَحيَى بنُ زَكَرِيَّا بنِ أَبِي زَائِدَةَ، وخَالِدُ بنُ الحَارِثِ الهُجَيْمِيُّ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيْسَ، وعَبْدَةُ بنُ سُلَيْمَانَ الكِلاَبِيُّ، والفَضْلُ بنُ مُوْسَى السِّيْنَانِيُّ، ومُحَمَّدُ بنُ بِشْرِ العَبْدِيُّ، والفَضْلُ بنُ دُكَيْنٍ، وعَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ هَمَّامٍ؛، وأُمَمٌ سِوَاهُم.

ثَـنَـــاءُ الـعُـلَـمَـــاءِ عَـلَـيْـــهِ:

- قَالَ مَالِكٌ: كُنَّا عِنْدَ الزُّهْرِيِّ، وَمَعَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، فَأَخَذَ الكِتَابَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَقَرَأَ.
فَقَالَ: انْتسِبْ.
قَالَ: أَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ يَسَارٍ.
قَالَ: ضَعِ الكِتَابَ مِنْ يَدِكَ.
قَالَ: فَأَخَذَه مَالِكٌ، فَقَالَ: انْتسِبْ.
قَالَ: أَنَا مَالِكُ بنُ أَنَسٍ الأَصْبَحِيُّ.
فَقَالَ: ضَعِ الكِتَابَ.
فَأَخَذَه عُبَيْدُ اللهِ، فَقَالَ: انْتسِبْ.
قَالَ: أَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ حَفْصِ بنِ عَاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ.
قَالَ: اقْرَأْ. فَجَمِيْعُ مَا سَمِعَ أَهْلُ المَدِيْنَةِ يَوْمَئِذٍ بقِرَاءةِ عُبَيْدِ اللهِ.

- وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنْ: مَالِكٍ، وَأَيُّوْبَ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، أَيُّهُم أَثْبَتُ فِي نَافِعٍ؟
قَالَ: عُبَيْدُ اللهِ أَثبتُهم، وأَحْفَظُهم، وأَكْثَرُهم رِوَايَةً.

- وقَالَ يَحيَى بنُ مَعِيْنٍ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ: الذَّهَبُ المُشَبَّكُ بِالدُّرِّ.

- وقَالَ أَحمَدُ بنُ صَالِحٍ: عُبَيْدُ اللهِ فِي نَافِعٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَالِكٍ.

وَفَـــاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وأَربَعِيْنَ ومِائَةٍ (147 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

Mr. Hatem Ahmed
28-10-2014, 01:40 PM
(38) هِـــشَـــــامُ بْـــنُ حَـــسَّـــــــان


هُـــــوَ: هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ القُرْدُوْسِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَزْدِيُّ ثَمَّ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ الحَافِظُ، العَابِدُ البَكَّاءُ، مُحَدِّثُ البَصْرَةِ.

- رَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ولَم يَروِ عَنْهُ شَيْئاً.

- وكَانَ عِنْدَه أَلفَ حَدِيْثٍ حَسَنٍ، لَيْسَت عِنْدَ غَيْرِه.

وحَـــدَّثَ عَـــنْ: الحَسَنِ البَصْرِيِّ، وابْنِ سِيْرِيْنَ، وأُخْتِهِ؛ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيْرِيْنَ، وأَبِي مِجْلَزٍ، وعِكْرِمَةَ، وعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وأَنَسِ بنِ سِيْرِيْنَ، وأَبِي مَعْشَرٍ زِيَادِ بنِ كُلَيْبٍ، وحُمَيْدِ بنِ هِلاَلٍ، وقَيْسِ بنِ سَعْدٍ، ويَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وأَيُّوْبَ بنِ مُوْسَى القُرَشِيِّ، وعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صُهَيْبٍ.

حَـــدَّثَ عَــنْـــهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، وشُعْبَةُ، وسُفْيَانُ، وإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ، وزَائِدَةُ، والحَمَّادَانِ، وفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ، وهُشَيْمٌ، ومُعْتَمِرٌ، وابْنُ عُيَيْنَةَ، وابْنُ عُلَيَّةَ، وجَرِيْرٌ، وحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، وأَبُو أُسَامَةَ، ويَحْيَى القَطَّانُ، ويَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وغُنْدَرٌ، وَالنَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ بَكْرٍ البُرْسَانِيُّ، ورَوْحٌ، وَالأَسْوَدُ بنُ عَامِرٍ، وَعُثْمَانُ بنُ عُمَرَ بنِ فَارِسٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وعَبْدُ اللهِ بنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، ومَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، ووَهْبُ بنُ جَرِيْرٍ، وسَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ، وعُثْمَانُ بنُ الهَيْثَمِ المُؤَذِّنُ؛، وخَلْقٌ كَثِيْرٌ.

قَــالُـــوا عَــنْـــهُ:

- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيْرِيْن: هِشَامٌ مِنَّا أَهْلَ البَيْتِ.

- وقَالَ سَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ: مَا كَانَ أَحَدٌ أَحْفَظَ مِنْ هِشَامٍ.

- وقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: أَنْبَأَنَا أَيُّوْبُ، وهِشَامٌ، وحَسبُكَ بِهِشَامٍ.

- وقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ أَعلَمَ النَّاسِ بِحَدِيثِ الحَسَنِ، وكَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ لاَ يَخْتَارُ عَلَيْهِ أَحَداً فِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِين.

- وقَالَ عَلِيُّ بْنُ المَدِيْنِيِّ: هِشَامٌ ثَبْتٌ؛ وكَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَكبَارُ أَصْحَابِنَا، يُثبِتُوْنَهُ.

- وقَالَ العِجلِيُّ: هِشَامٌ: بَصْرِيٌّ، ثِقَةٌ، حَسَنُ الحَدِيْثِ.

- وقَالَ ابْنُ سَعدٍ: كَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ.

- وقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مِن الحُفَّاظِ الأَثْبَاتِ.

وَفَــاتُـــــهُ: مَاتَ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِن شَهْرِ صَفَرٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وأَربَعِيْنَ ومِائَةٍ (148 هــ).

prof_maher mohamed
01-03-2015, 11:57 AM
جزاك الله خيرا

Mr. Hatem Ahmed
02-03-2015, 02:03 AM
جزاك الله خيرا


بارك الله فيك

Mr. Hatem Ahmed
02-03-2015, 02:05 AM
(39) الأَعْــــمَــــــــش


هُـــوَ: سُلَيْمَانُ بنُ مِهْرَانَ الكَاهِلِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ، الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، شَيْخُ المُقْرِئِيْنَ والمُحَدِّثِيْنَ.

مَوْلِدُهُ: وُلدَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ (61 هــ). وكَانَ عَزِيْزَ النَّفسِ، قَنُوعاً، عَسِراً؛ حَافِظاً ثَبْتاً، فَقَد كَتَبَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانَ وَحدَهُ أَلْفَ حَدِيْثٍ؛ وكَانَ مُقْرِئاً حُجَّةً، فَهُوَ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَربَعَةِ الَّذِينَ وَرَاءَ القُرَّاءِ العَشَرَةِ.

وقَد رَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ، وعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى، وحَكَى عَنْهُمَا، إِلاَّ أَنَّهُ لَم يَسْمَع مِنْهُمَا شَيْئاً؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ مَعَ إِمَامَتِه كَانَ مُدَلِّساً.

قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى: زَيْدِ بنِ وَهْبٍ، وزِرِّ بنِ حُبَيْشٍ، وإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ، ويَحْيَى بنِ وَثَّابٍ.

وعَرضَهُ عَلَى: أَبِي العَالِيَةَ الرِّيَاحِيِّ، وعَلَى مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، وعَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ.

وقَرَأَ عَلَيْهِ القُرْآنَ: حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، وزَائِدَةُ بنُ قُدَامَةَ؛، وغَيْرُهُمَا.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: كَانَ الأَعْمَشُ يَعرِضُ القُرْآنَ، فَيُمسِكُوْنَ عَلَيْهِ المَصَاحِفَ، فَلاَ يُخطِئُ فِي حَرفٍ.

وكَانَ لاَ يُحَدِّثُ إِلاَّ قَلِيْلاً، شَدِيداً عَلَى أَصْحَابِ الحَدِيثِ...؛

- قَالَ وَكِيْعٌ: جَاؤُوا إِلَى الأَعْمَشِ يَوْماً، فَخَرَجَ، وَقَالَ: لَوْلاَ أَنَّ فِي مَنْزِلِي مَنْ هُوَ أَبغَضُ إِلَيَّ مِنْكُم، مَا خَرَجتُ إِلَيْكُم.

- وقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: كَانَ الأَعْمَشُ إِذَا حَدَّثَ ثَلاَثَةَ أَحَادِيْثَ، قَالَ: قَدْ جَاءكُم السَّيلُ.

- وقَالَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ: أَرْسَلَ الأَمِيْرُ عِيْسَى بنُ مُوْسَى إِلَى الأَعْمَشِ بِأَلفِ دِرْهَمٍ وَصَحِيْفَةٍ، لِيَكتُبَ فِيْهَا حَدِيْثاً.
فَكَتَبَ فِيْهَا: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، وَوَجَّهَ بِهَا إِلَيْهِ.
فَبَعَثَ إِلَيْهِ: ظَنَنْتَ أَنِّي لاَ أُحْسِنُ كِتَابَ اللهِ؟
فَبَعَثَ إِلَيْهِ: أَظَنَنتَ أَنِّي أَبِيْعُ الحَدِيْثَ؟

- وقَالَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ أَيْضاً: خَرَجنَا فِي جِنَازَةٍ، ورَجُل يَقُودُه، فَلَمَّا رَجَعنَا، عَدَلَ بِهِ، فَلَمَّا أَصْحَرَ، قَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ؟ أَنْتَ فِي جَبَّانَةِ كَذَا، ولاَ أَرُدُّكَ حَتَّى تَملأَ أَلوَاحِي حَدِيْثاً.
قَالَ: اكْتُب.
فَلَمَّا مَلأَ الأَلوَاحَ، رَدَّهُ.
فَلَمَّا دَخَلَ الكُوْفَةَ، دَفعَ أَلوَاحَه لإِنْسَانٍ، فَلَمَّا أَنِ انْتَهَى الأَعْمَشُ إِلَى بَابِه، تَعَلَّق بِهِ، وقَالَ: خُذُوا الأَلوَاحَ مِنَ الفَاسِقِ.
فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! قَد فَاتَ.
فَلَمَّا أَيِسَ مِنْهُ، قَالَ: كُلُّ مَا حَدَّثْتُك بِهِ كَذِبٌ.
قَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِاللهِ مِنْ أَنْ تَكذِبَ.

- وقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ: سَأَلْتُ الأَعْمَشَ عَنْ حَدِيْثٍ، فَقَالَ: لاَ أُجِيْبُكَ إِلَى الأَضْحَى!!!

- وقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ أَيْضاً: قُلْتُ لِلأَعْمَشِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! مَا يَمْنَعُكَ مِنْ أَخْذِ شَعرِكَ؟
قَالَ: كَثْرَةُ فُضُولِ الحَجَّامِيْنَ.
قُلْتُ: فَأَنَا أَجِيئُكَ بِحَجَّامٍ لاَ يُكَلِّمُكَ حَتَّى تَفرَغَ.
فَأَتَيْتُ جُنَيْداً الحَجَّامَ، وكَانَ مُحَدِّثاً، فَأَوصَيتُه، فَقَالَ: نَعَم.
فَلَمَّا أَخَذَ نِصْفَ شَعرِه، قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! كَيْفَ حَدِيْثُ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ فِي المُسْتَحَاضَةِ؟
فَصَاحَ صَيْحَةً، وقَامَ يَعدُو، وبَقِيَ نِصْفُ شَعرِه بَعدَ شَهْرٍ غَيْرَ مَجزُوزٍ!!

- وقَالَ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ: كُنَّا عِنْدَ الأَعْمَشِ، فَسَأَلُوْهُ عَنْ حَدِيْثٍ، فَقَالَ لابْنِ المُخْتَارِ: تَرَى أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ؟
فَغَمَّضَ عَيْنَيْهِ، وقَالَ: مَا أَرَى أَحَداً يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، فَحَدِّثْ بِهِ.

- وقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ المُلاَئِيُّ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُوْلُ لأَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرَ: أَمَّا أَنْتَ، فَقَد رَبَطتَ رَأْسَ كَبشِكَ. (يَعْنِي: وَعَى عَنْهُ عِلْماً جَمّاً).

أَخَذَ الأَعْمَشُ الحَدِيثَ مِنْ: أَبِي وَائِلٍ الأَسَدِيِّ، وزَيْدِ بنِ وَهْبٍ، وأَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، وإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ، وسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، ومُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، وزِرِّ بنِ حُبَيْشٍ، وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، والوَلِيْدِ بنِ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ، وسَالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، وعَبْدِ اللهِ بنِ مُرَّةَ الهَمْدَانِيِّ، وعُمَارَةَ بنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، وقَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ، وأَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ، وأَبِي العَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، وثَابِتِ بنِ عُبَيْدٍ، وحَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، وذَرِّ بنِ عَبْدِ اللهِ، وزِيَادِ بنِ الحُصَيْنِ، وسَعِيْدِ بنِ عُبَيْدَةَ، والشَّعْبِيِّ، والمِنْهَالِ بنِ عَمْرٍو، وعَمْرِو بنِ مُرَّةَ، ويَحْيَى بنِ وَثَّابٍ؛، وخَلْقٍ كَثِيْرٍ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِيْنَ.

وأَخَذَ مِنْهُ الحَدِيثَ أَئِمَّةُ الإِسْلاَمِ: الحَكَمُ بنُ عُتَيْبَةَ، وأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، وحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، وعَاصِمُ بنُ أَبِي النَّجُوْدِ، وأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وزَيْدُ بنُ أَسْلَمَ، وصَفْوَانُ بنُ سُلَيْمٍ، وسُهَيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ، وأَبَانُ بنُ تَغْلِبَ، وخَالِدٌ الحَذَّاءُ، وسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وأَبُو حَنِيْفَةَ -وَهُمْ كُلُّهُم مِنْ أَقْرَانِهِ- والأَوْزَاعِيُّ، وسَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، وابْنُ إِسْحَاقَ، وشُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاحِ، ومَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَشَيْبَانُ، وجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، وزَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، وجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وأَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، وعَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ، وعَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ، ووَكِيْعٌ الجَرَّاحُ، وأَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ، وسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وإِسْحَاقُ بنُ يُوْسُفَ الأَزْرَقُ، وعَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ، ويَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، ويُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، والخُرَيْبِيُّ، وعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وأَبُو نُعَيْمٍ الفَضْلُ بنُ دُكَيْنٍ؛، وخَلْقٌ كَثِيْرٌ.

ثَــنَـــاءُ الأَئِــمَّـــةِ الــعُـــلَـــمَــــاءِ عَــلَــيْــــهِ:

- قَالَ الأَعْمَشُ: كُنْتُ آتِي مُجَاهِداً، فَيَقُوْلُ: لَوْ كُنْت أُطِيْقُ المَشْيَ، لَجِئْتُكَ.

- وقَالَ هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ: مَا رَأَيْتُ بِالكُوْفَةِ أَحَداً أَقرَأَ لِكِتَابِ اللهِ وَلاَ أَجْوَدَ حَدِيْثاً مِنَ الأَعْمَشِ.

- وقَالَ زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ: مَا أَدْرَكتُ أَحَداً أَعقَلَ مِنَ الأَعْمَشِ.

- وقَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: أَتَيْتُ الأَعمَشَ، فَقَالَ: جَاءَنِي رَجْلٌ فَقَالَ: جَالَسْتُ الزُّهْرِيَّ، فَذَكَرتُكَ لَهُ. فَقَالَ: أَمَعَكَ مِن حَدِيثِهِ شَيْءٌ...؟!

- وقَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ الأَعْمَشُ أَقْرَأَهُم لِكِتَابِ اللهِ، وأَحْفَظَهُم لِلْحَدِيْثِ، وَأَعْلَمَهُم بِالفَرَائِضِ.

- وقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: كَانَ مِنَ النُّسَّاكِ، وَكَانَ مُحَافِظاً عَلَى الصَّلاَةِ فِي جَمَاعَةٍ، وعَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ، وهُوَ عَلاَّمَةُ الإِسْلاَمِ.

- وقَالَ وَكِيْعُ بنُ الجَرَّاحِ: كَانَ الأَعْمَشُ قَرِيْباً مِنْ سَبْعِيْنَ سَنَةً لَمْ تَفُتْهُ التَّكْبِيْرَةُ الأُوْلَى.

- وقَالَ القَاسِمَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَا أَحَدٌ أَعْلَمُ بِحَدِيْثِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ مِنَ الأَعْمَشِ.

- وقَالَ عَبْدُ اللهِ الخُرَيْبِيُّ: مَا خَلَّفَ الأَعْمَشُ أَعَبْدَ مِنْهُ.

- وقَالَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ: لَمْ نَرَ نَحْنُ مِثْلَ الأَعْمَشِ، وَمَا رَأَيْتُ الأَغْنِيَاءَ عِنْدَ أَحَدٍ أَحقَرَ مِنْهُم عِنْدَه مَعَ فَقرِه وَحَاجَتِه.

- وقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ: كُنَّا نُسَمِّي الأَعْمَشَ سَيِّدَ المُحَدِّثِيْنَ.

- وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَبُو إِسْحَاقَ والأَعْمَشُ رَجُلا أَهْلِ الكُوْفَةِ.

- وقَالَ يَحيَى بْنُ مَعِيْنٍ: الأَعْمَشُ ثِقَةٌ.

- وقَالَ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ: كَانَ يُسَمَّى الْمُصَحِّفُ مِنْ صِدْقِهِ.

- وقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ.

- وقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: الأَعْمَشُ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، كَانَ مُحَدِّثَ الكُوْفَةِ فِي زَمَانِهِ؛ وَكَانَ يُقْرِئُ القُرْآنَ، وَهُوَ رَأْسٌ فِيْهِ، وَكَانَ فَصِيْحاً.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامٌ حَافِظٌ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ؛ وكَانَ رَأْساً فِي العِلْمِ النَّافِعِ والعَمَلِ الصَّالِحِ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ حَافِظٌ عَارِفٌ بِالقِرَاءَاتِ، وَرِعٌ.

وكَانَ الأَعْمَشُ مَعَ جَلالَتِهِ فِي العِلْمِ والفَضْلِ صَاحِبَ مُلَحٍ وَمُزَاحٍ:

- سَأَلَهُ يَوْماً دَاوُدُ الْحَائِكُ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ فِي الصَّلاةِ خَلْفَ الْحَائِكِ؟ فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهَا عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ.
قِيلَ: فَمَا تَقُولُ فِي شَهَادَةِ الْحَائِكِ؟
قَالَ: تُقْبَلُ مَعَ عَدْلَيْنِ!!

- وقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ: جَاءَ رَجُلٌ نَبِيْلٌ، كَبِيْرُ اللِّحْيَةِ إِلَى الأَعْمَشِ، فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ خَفِيْفَةٍ فِي الصَّلاَةِ.
فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا الأَعْمَشُ، فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَيْهِ، لِحْيَتُه تَحْتملُ حِفْظَ أَرْبَعَةِ آلاَفِ حَدِيْثٍ، وَمَسَألتُه مَسْأَلَةُ صِبْيَانِ الكُتَّابِ.

- قَالَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ: أَتَى الأَعْمَشَ أَضْيَافٌ، فَأَخرَجَ إِلَيْهِم رَغِيْفَيْنِ، فَأَكَلُوْهُمَا.
فَدَخَلَ، فَأَخرَجَ لَهُم نِصْفَ حَبلِ قَتٍّ، فَوَضَعَهُ عَلَى الخِوَانِ، وَقَالَ: أَكَلتُم قُوتَ عِيَالِي، فَهَذَا قُوتُ شَاتِي، فَكُلُوْهُ.

- وَقِيْلَ: إِنَّ الأَعْمَشَ كَانَ لَهُ وَلدٌ مُغفَّلٌ، فَقَالَ لَهُ: اذْهَبْ، فَاشترِ لَنَا حَبلاً لِلْغَسِيْلِ.
فَقَالَ: يَا أَبَةِ! طُوْلُ كَمْ؟
قَالَ: عَشْرَةُ أَذرُعٍ.
قَالَ: فِي عَرضِ كَمْ؟
قَالَ: فِي عَرضِ مُصِيْبَتِي فِيْكَ.

ومِــن أَقْــوَالِــــهِ:

- آيَةُ التَّقَبُّلِ الوَسوسَةُ؛ لأَنَّ أَهْلَ الكِتَابَيْنِ لاَ يَدرُوْنَ مَا الوَسوسَةُ؛ وَذَلِكَ لأَنَّ أَعْمَالَهم لاَ تَصعدُ إِلَى السَّمَاءِ.

- وقَالَ: كُلَّمَا ازْدَدنَا عِلْماً ازْدَدنَا جَهْلاً.

وَفَــاتُـــهُ: مَاتَ الأَعْمَشُ بِالكُوْفَةِ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وأَربَعِيْنَ ومِائَةٍ (148 هــ)، وهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وثَمَانِيْنَ سَنَةً (87 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

Mr. Hatem Ahmed
02-07-2015, 05:21 AM
(40) مِــسْـــعَــــــرُ بـــنُ كِـــــــدَامٍ


هُـــــوَ: مِسْعَرُ بنُ كِدَامِ بنِ ظُهَيْرِ بنِ عُبَيْدَةَ بنِ الحَارِثِ الهِلاَلِيُّ، أَبُو سَلَمَةَ الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ، الحُجَّةُ، شَيْخُ العِرَاقِ.

رَوَى عَــنْ: عَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، وَعَمْرِو بنِ مُرَّةَ، وَالحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ، وَثَابِتِ بنِ عُبَيْدٍ، وقَتَادَةَ بنِ دِعَامَةَ، وحَبِيبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، وسَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وزِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ، وسَعِيْدِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، ومُحَمَّدِ بنِ جُحَادَةَ، ومُحَمَّدِ بنِ سُوْقَةَ، ومُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمِ بنِ شِهَابٍ، ومُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وقَيْسِ بنِ مُسْلِمٍ، ووَبْرَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُسْلِيِّ، وإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُنْتَشِرِ، وأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ، وزَيْدٍ العَمِّيِّ، وعُبَيْدِ اللهِ بنِ القِبْطِيِّةِ، ومُحَارِبِ بنِ دِثَارٍ، وَعَلِيِّ بنِ الأَقْمَرِ، ومَعْبَدِ بنِ خَالِدٍ، ويَزِيْدَ الفَقِيْرِ؛، وغَيْرِهِم.

ورَوَى عَــنْـــهُ: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ -أَحَدُ شُيُوْخِهِ-؛ وسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، ويَحْيَى القَطَّانُ، وابْنُ نُمَيْرٍ، وشُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ، والخُرَيْبِيُّ، ووَكِيْعٌ، وأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ومُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ، ويَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وابْنُ المُبَارَكِ، ومُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ، وَيَحْيَى بنُ آدَمَ، وَخَلاَّدُ بنُ يَحْيَى؛، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.

ثَــنَـــاءُ الأَئِــمَّـــةِ عَــلَـــيْــــهِ:

- قَالَ الأَعْمَشُ: شَكُّهُ كَيَقِيْنِ غَيْرِهِ.
- وقَالَ وَكِيْعٌ: شَكُّ مِسْعَرٍ كَيَقِيْنِ غَيْرِهِ.
- وقَالَ مَعْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الهُذَلِيُّ: مَا رَأَيتُ مِسْعَراً فِي يَوْمٍ إِلاَّ وَهُوَ أَفْضَلُ مِنَ اليَوْمِ الَّذِي كَانَ بِالأَمْسِ.
- وقَالَ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ العِرَاقِ أَفْضَلُ مِنْ ذَاكَ السِّخْتِيَانِيِّ أَيُّوْبَ، وَذَاكَ الرُّؤَاسِيِّ مِسْعَرٍ.
- وقَالَ شُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ: كُنَّا نُسَمِّي مِسْعَراً: المُصْحَفَ. يَعْنِي مِنْ إِتْقَانِهِ.
- وقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَثْبَتَ مِنْ مِسْعَرٍ.
- وقَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: مِسْعَرٌ أَفْضَلُ مَنْ رَأَيت.
- وقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ:
مَنْ كَانَ مُلْتَمِساً جَلِيْساً صَالِحاً ... فَلْيَأْتِ حَلْقَةَ مِسْعَرِ بنِ كِدَامِ
فِيْهَا السَّكِيْنَةُ وَالوَقَارُ، وَأَهْلُهَا ... أَهْلُ العَفَافِ وَعِلْيَةُ الأَقْوَامِ

- وقَالَ يَعْلَى بنُ عُبَيْدٍ: كَانَ مِسْعَرٌ قَد جَمَعَ العِلْمَ والوَرَعَ.
- وقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ الخُرَيْبِيِّ: مَا مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وقَد أُخِذَ عَلَيْهِ، إِلاَّ مِسْعَرٌ.
- وقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ المُلاَئِيُّ: مِسْعَرٌ أَثْبَتُ، ثُمَّ سُفْيَانُ، ثُمَّ شُعْبَةُ.
- وقَالَ يَحيَى بنُ مَعِينٍ، وأَحمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وأَبُو زُرعَةَ الرَّازِيُّ: ثِّقَةٌ.
- وقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ.
- وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: مِسْعَرٌ أَتقَنُ مِنْ سُفْيَانَ، وأَجْوَدُ حَدِيْثاً، وأَعْلَى إِسْنَاداً؛ وهُوَ أَتقَنُ مِنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ.
- وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ ثَبْتًا فِي الحَدِيثِ، مُتْقِنًا.
- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: أَحَدُ الأَعْلاَمِ.
- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ.

ومِــن أَقْـوَالِـــهِ:
- قَالَ مِسْعَرٌ: الإِيْمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ.
- وقَالَ: مَنْ أَبْغَضَنِي، جَعَلَهُ اللهُ مُحَدِّثاً.
- وقَالَ: مَنْ صَبَرَ عَلَى الخَلِّ وَالبَقْلِ، لَمْ يُسْتَعَبْدْ.
- وقَالَ مَرَّةً لِرَجُلٍ رَأَى عَلَيْهِ ثِيَاباً جَيِّدَةً: لَيْسَ هَذَا مِنْ آلَةِ طَلَبِ الحَدِيْثِ، وَكَانَ طَالِبَ حَدِيْثٍ.
- وقَالَ: مَنْ طَلَبَ الحَدِيْثَ لِنَفْسِهِ، فَقَدِ اكْتَفَى، وَمَنْ طَلَبَهُ لِلنَّاسِ، فَلْيُبَالِغْ.
- وقَالَ: إِنَّ هَذَا الحَدِيْثَ يَصُدُّكُم عَنْ ذِكْرِ اللهِ، وَعَنِ الصَّلاَةِ، فَهَلْ أَنْتُم مُنْتَهُوْنَ؟!
- وأَوْصَى وَلَدَهُ كِدَامًا، فَقَالَ:
إِنِّيْ مَنَحْتُكَ يَا كِدَامُ نَصِيْحَتِي ... فَاسْمَعْ مَقَالَ أَبٍ عَلَيْكَ شَفِيْقِ
أَمَّا المُزَاحَةُ وَالمِرَاءُ، فَدَعْهُمَا ... خُلُقَانِ لاَ أَرْضَاهُمَا لِصَدِيْقِ
إِنِّيْ بَلَوْتُهُمَا فَلَمْ أَحْمَدْهُمَا ... لِمُجَاوِرٍ جَاراً وَلاَ لِرَفِيْقِ
وَالجَهْلُ يُزْرِي بِالفَتَى فِي قَوْمِهِ ... وَعُرُوْقُهُ فِي النَّاسِ أَيُّ عُرُوْقِ


وَفَــاتُـــهُ: تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وخَمْسِيْنَ ومِائَةٍ (153 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

Mr. Hatem Ahmed
10-07-2015, 06:00 AM
(41) هِــشَـــامٌ الــدَّسْــتُـــــوَائِـــــيُّ


هُـــوَ: هِشَامُ بنُ سَنْبَرٍ البَصْرِيُّ، أَبُو بَكْرٍ الرَّبَعِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، الثَّبْتُ، المُتْقِنُ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ.

كَانَ هِشَامٌ أَرْوَى النَّاسِ عَنْ ثَلاَثَةٍ: قَتَادَةَ، وحَمَّادِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، ويَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ؛ ثَبْتًا مُتْقِناً، لِدَرَجَةِ أَنَّ يَحْيَى القَطَّانَ كَانَ إِذَا سَمِعَ الحَدِيْثَ مِنْهُ، لاَ يُبَالِي أَنْ لاَ يَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِه.

حَــدَّثَ عَـــنْ: أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، ويَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وقَتَادَةَ، والقَاسِمِ بنِ أَبِي بَزَّةَ، وحَمَّادٍ الفَقِيْهِ، وشُعَيْبِ بنِ الحَبْحَابِ، والقَاسِمِ بنِ عَوْفٍ، ومَطَرٍ الوَرَّاقِ، وعَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ، وعَامِرٍ الأَحْوَلِ، وعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي نَجِيْحٍ، ويُوْنُسَ الإِسْكَافِ، وأَبِيالزُّبَيْرِ المَكِيِّ، وأَبِي عِصَامٍ البَصْرِيِّ، وعَلِيِّ بنِ الحَكَمِ، وبُدَيْلِ بنِ مَيْسَرَةَ.

وحَــدَّثَ عَــنْـــهُ: ابْنَاهُ: مُعَاذٌ وعَبْدُ اللهِ؛ وشُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ، وابْنُ المُبَارَكِ، ويَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، وعَبْدُ الوَارِثِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، وابْنُ عُلَيَّةَ، ويَحْيَى القَطَّانُ، ووَكِيْعٌ، وغُنْدَرٌ، ومُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَدِيٍّ، وبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، وإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ، وَمَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَأَبُو عُمَرَ الحَوْضِيُّ، وَشَاذُ بنُ فَيَّاضٍ، وعَفَّانُ بنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ المُلاَئِيُّ، وَمُعَاذُ بنُ فَضَالَةَ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوْذَكِيُّ، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَأَبُو الوَلِيْدِ؛، وخَلْقٌ كَثِيْرٌ.

قَــالُـــواْ عَــنْـــهُ:

- قَالَ يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ: سَمِعْتُ أَيُّوْبَ يَأمُرُنَا بِهِشَامِ بنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، وَيَحُثُّ عَلَى الأَخْذِ عَنْهُ.
- وقَالَ شُعْبَةُ: مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَقُوْلُ إِنَّهُ طَلَبَ الحَدِيْثَ يُرِيْدُ بِهِ اللهَ، إِلاَّ هِشَاماً؛ وكَانَ أَحْفَظَ مِنِّي عَنْ قَتَادَةَ.
- وقَالَ وَكِيْعٌ: كَانَ ثَبْتاً.
- وقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: هِشَامٌ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيثِ.
- وقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قَدِمْتُ البَصْرَةَ فَلَمْ أَرَ بِهَا أَفْضَلَ مِن هِشَامِ الدَّسْتُوَائِيِّ، وحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ.
- وقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: هُوَ ثَبْتٌ.
- وقَالَ الجَوْزَجَانِيُّ: كَانَ مِن أَثْبَتِ النَّاسِ.
- وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا رَأَيْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَحُثُّ عَلَى أَحَدٍ، إِلاَّ عَلَى هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ. وَسَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ والدَّسْتُوَائِيِّ: أَيُّهُمَا أَثْبَتُ فِي يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ؟ فَقَالَ: الدَّسْتُوَائِيُّ، لاَ تَسْأَلْ عَنْهُ أَحَداً، مَا أَرَى النَّاسَ يَرْوُونَ عَنْ أَحَدٍ أَثْبَتَ مِنْهُ، مِثْلَه عَسَى، أَمَّا أَثْبَتُ مِنْهُ، فَلاَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: وسَأَلْتُ عَلِيّاً: مَنْ أَثْبَتُ أَصْحَابِ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ؟ قَالَ: هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، ثُمَّ حُسَيْنٌ المُعَلِّمُ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَحَجَّاجٌ الصَّوَّافُ؛ فَإِذَا سَمِعْتَ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ يَحْيَى، فَلاَ تُرِدْ بَدَلاً.
- وقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ فِي الحَدِيْثِ.
- وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً فِي الحَدِيْثِ، حُجَّةً.
- وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: ثِقَةٌ؛ كَانَ مِنَ المُتْقِنِينَ.
- وقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: شُعبَةُ وهِشَامٌ هُمَا أَثْبَتُ وأَحْفَظُ مَنْ رَوَى عَن قَتَادَةَ.
- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامٌ، مِن كِبَارِ الحُفَّاظِ.
- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ.

ومِــن كَــلاَمِـــهِ:

- قَالَ هِشَامٌ: لَيْتَنَا نَنْجُو مِنْ هَذَا الحَدِيْثِ كَفَافاً، لاَ لَنَا ولاَ عَلَيْنَا.
- وقَالَ: عَجِبْتُ لِلْعَالِمِ كَيْفَ يَضْحَكُ؟!
- وقَالَ: وَاللهِ مَا أَسْتَطِيْعُ أَنْ أَقُوْلَ إِنِّي ذَهَبتُ يَوْماً قَطُّ أَطْلُبُ الحَدِيْثَ، أُرِيْدُ بِهِ وَجْهَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.

وَفَــاتُـــهُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وخَمْسِيْنَ ومِائَةٍ (153 هـــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

Mr. Hatem Ahmed
23-07-2015, 05:54 PM
(42) مَـــعْـــــمَـــــــرٌ


هُـــــوَ: مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، أَبُو عُرْوَةَ الأَزْدِيُّ، البَصْرِيُّ، نَزِيْلُ اليَمَنِ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، الصَّادِقُ، العَالِمُ.

مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وتِسْعِيْنَ (96 هــ).

- شَهِدَ جَنَازَةَ الحَسَنِ البَصْرِيِّ، وطَلَبَ العِلْمَ وهُوَ حَدَثٌ.

- وكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، مَعَ الصِّدْقِ، والتَّحَرِّي، والوَرَعِ، والجَلاَلَةِ، وحُسْنِ التَّصْنِيْفِ.

- وجُمِعَ لَهُ مِنَ الإِسْنَادِ مَا لَمْ يُجْمَعْ لأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ؛ فَقَد حَدَّثَ عَن: أَيُّوْبَ وقَتَادَةَ بِالبَصْرَةِ، وأَبِي إِسْحَاقَ والأَعْمَشَ بِالكُوْفَةِ، والزُّهْرِيِّ وعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ بِالحِجَازِ، ويَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيْرٍ.

- ومَعَ كَوْنِ مَعْمَرٍ ثِقَةً، ثَبْتاً، فَلَهُ أَوهَامٌ مَعْرُوفةٌ -احْتُمِلَت لَهُ فِي سَعَةِ مَا أَتْقَنَ-؛ لاَ سِيَّمَا لَمَّا قَدِمَ البَصْرَةَ لِزِيَارَةِ أُمِّهِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ كُتُبُه، فَحَدَّثَ مِنْ حِفْظِه، فَوَقَعَ لِلْبَصْرِيِّيْنَ عَنْهُ أَغَالِيْطُ. وحَدِيْثُ هِشَامٍ وعَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْهُ أَصَحُّ؛ لأَنَّهُمَا أَخَذَا عَنْهُ مِنْ كُتُبِهِ.

حَـــدَّثَ عَــنْ: قَتَادَةَ، والزُّهْرِيِّ، وعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وهَمَّامِ بنِ مُنَبِّهٍ، وأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ، ومُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ القُرَشِيِّ، وعَبْدِ اللهِ بنِ طَاوُوْسٍ، ومَطَرٍ الوَرَّاقِ، وسِمَاكِ بنِ الفَضْلِ، وإِسْمَاعِيْلَ بنِ أُمَيَّةَ، وعَبْدِ الكَرِيْمِ الجَزَرِيِّ، وعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وثَابِتٍ البُنَانِيِّ، وعَاصِمِ بنِ أَبِي النَّجُوْدِ، ويَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، ومَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وزِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ، ومُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ؛، وطَبَقَتِهِم.

وحَـــدَّثَ عَــنْـــهُ: أَيُّوْبُ، وأَبُو إِسْحَاقَ، وعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، وطَائِفَةٌ مِنْ شُيُوْخِهِ. وسَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، والسُّفْيَانَانِ، وابْنُ المُبَارَكِ، ويَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، وغُنْدَرٌ، وابْنُ عُلَيَّةَ، وعَبْدُ الأَعْلَى بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وهِشَامُ بنُ يُوْسُفَ، وأَبُو سُفْيَانَ مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدٍ، ومَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ، ورَبَاحُ بنُ زَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو الوَاقِدِيُّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ هَمَّامٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ الصَّنْعَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ ثَوْرٍ؛، وخَلْقٌ سِوَاهُم.

قَــالُـــواْ عَــنْـــهُ:

- قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: عَلَيْكُم بِمَعْمَرٍ، فَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ فِي زَمَانِهِ أَعْلَمُ مِنْهُ.

- وقَالَ هِشَامُ بنُ يُوْسُفَ الصَّنْعَانِيُّ: أَقَامَ مَعْمَرٌ عِنْدَنَا عِشْرِيْنَ سَنَةً، مَا رَأَيْنَا لَهُ كِتَاباً. (يَعْنِي: كَانَ يُحَدِّثُهُم مِنْ حِفْظِهِ).

- وقَالَ مَالِكٌ: نِعْمَ الرَّجُلُ كَانَ مَعْمَرٌ.

- وقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاق: كَتَبْتُ عَنْ مَعْمَرٍ عَشْرَةَ آلاَفِ حَدِيثٍ.

- وقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: نَظَرْتُ فِي الأُصُوْلِ مِنَ الحَدِيْثِ، فَإِذَا هِيَ عِنْدَ سِتَّةٍ مِمَّنْ مَضَى: مِنْ أَهْلِ المَدِيْنَةِ: الزُّهْرِيُّ. وَمِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ. وَمِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ: قَتَادَةُ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ. وَمِنْ أَهْلِ الكُوْفَةِ: أَبُو إِسْحَاقَ، وَالأَعْمَشُ. ثُمَّ نَظَرْتُ، فَإِذَا حَدِيْثُ هَؤُلاَءِ السِّتَّةِ يَصِيْرُ إِلَى أَحَدَ عَشَرَ رَجُلاً: سَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، وحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وشُعْبَةَ، والثَّوْرِيِّ، وابْنِ جُرَيْجٍ، وأَبِي عَوَانَةَ، ومَالِكٍ، وابْنِ عُيَيْنَةَ، وهُشَيْمٍ، ومَعْمَرِ بنِ رَاشِدٍ، والأَوْزَاعِيِّ.

- وقَالَ أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ: مَعْمَرٌ مِنْ أَصْدَقِ النَّاسِ.

- وقَالَ يَحيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ مِن أَثْبَتِهِم فِي الزُّهْرِيِّ.

- وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ يُضَمُّ إِلَى مَعْمَرٍ أَحَدٌ إِلاَّ وَجْدَتَّهُ فَوْقَهُ.

- وقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، رَجُلٌ صَالِحٌ.

- وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ مَعْمَرٌ رَجُلاً لَهُ حِلْمٌ ومُرُوءَةٌ ونُبْلٌ فِي نَفْسِهِ.

- وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مِنَ الفُقَهَاءِ المُتْقِنِينَ والحُفَّاظِ المُتَوَرِّعِينَ.

- وقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ؛ لاَ أَعْلَمُ أَحَدًا أَنْبَلَ رِجَالاً مِنْهُ.

- وقَالَ الخَلِيلِيُّ: عَالِمٌ كَبِيرٌ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: أَحَدُ الأَعْلاَمِ الثِّقَاتِ.

وَفَــاتُـــهُ: مَاتَ مَعْمَرٌ فِي سَنَةِ أَربَعٍ وخَمْسِيْنَ ومِائَةٍ (154 هـــ)، وقَد عَاشَ ثَمَانِياً وخَمْسِيْنَ سَنَةً (58)، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

Mr. Hatem Ahmed
06-09-2015, 03:50 AM
(43) سَــعِـــيْـــــدُ بْـــنُ أَبــِـي عَـــرُوْبَـــــــةَ


هُـــــوَ: سَعِيْدُ بْنُ مِهْرَانَ العَدَوِيُّ، أَبُو النَّضْرِ اليَشْكُرِيُّ، البَصْرِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، عَالِمُ أَهْلِ البَصْرَةِ، وأَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ السُّنَنَ النَّبَوِيَّةَ.

وُلِدَ فِي حَيَاةِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ ولاَ يُعْرَفُ لَهُ تَارِيخٌ مُحَدَّدٌ.

وكَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ، مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ فِي قَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ، إِلاَّ أَنَّهُ تَغَيَّرَ حِفْظُهُ لَمَّا شَاخَ واخْتَلَطَ؛ وكَانَ مِنَ المُدَلِّسِيْنَ.

حَـــدَّثَ عَـــنْ: الحَسَنِ البَصْرِيِّ، ومُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، وأَبِي رَجَاءٍ العُطَارِدِيِّ، والنَّضْرِ بنِ أَنَسٍ، وقَتَادَةَ، وأَبِي نَضْرَةَ العَبْدِيِّ، ومَطَرٍ الوَرَّاقِ، وعَبْدِ اللهِ الدَّانَاجِ؛، وغَيْرِهِم.

وحَــــدَّثَ عَــنْـــهُ الأَئِــمَّـــةُ: شُعْبَةُ، والثَّوْرِيُّ، ويَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، ورَوْحُ بنُ عُبَادَةَ، والنَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ، وبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، وإِسْمَاعِيْلُ بنُ عُلَيَّةَ، ويَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، وخَالِدُ بنُ الحَارِثِ، ومُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ، وأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ، وسَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ، وعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَطَاءٍ الخَفَّافُ -رَاوِي كُتُبِهِ- ومُحَمَّدُ بنُ بَكْرٍ البُرْسَانِيُّ، ويَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، ومُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ؛، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.

مِــنْ أَقْــوَالِـــهِ:

- قَالَ سَعِيْدَ بنَ أَبِي عَرُوْبَةَ: مَنْ لَمْ يَسْمَعِ الاخْتِلاَفَ، فَلاَ تَعُدَّهُ عَالِماً.
- وقَالَ: مَنْ سَبَّ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، افْتَقَرَ.

أَقْـــوَالُ الأَئِــمَّـــةِ عَــنْـــهُ:

- قَالَ أَبُو عَوَانَةَ اليَشْكُرِيُّ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أَحَدٌ أَحْفَظُ مِنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ.
- وقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: كَانَ سَعِيْدٌ أَحْفَظَ أَصْحَابِ قَتَادَةَ.
- وقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: لَمْ يَكُنْ لِسَعِيْدٍ كِتَابٌ، إِنَّمَا كَانَ يَحْفَظُ ذَلِكَ كُلَّهُ.
- وقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ، ويَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، والنَّسَائِيُّ، والعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ.
- وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الحَدِيثِ، ثُمَّ اخْتَلَطَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ.
- وقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ.
- وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: ثِقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَختَلِطَ، وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِحَدِيْثِ قَتَادَةَ.
- وقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مِنَ الثِّقَاتِ، وَلَهُ أَصْنَافٌ كَثِيْرَةٌ، وحَدَّثَ عَنْهُ الأَئِمَّةُ، فَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَبْلَ الإِخْتِلاَطِ فَإِنَّ ذَلِكَ صَحِيحٌ حُجَّةٌ، وَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ فِي الاخْتِلاَطِ، فَلاَ يُعتَمَدُ عَلَيْهِ. وَأَرْوَاهُم عَنْهُ: عَبْدُ الأَعْلَى الشَّامِيُّ، ثُمَّ شُعَيْبُ بنُ إِسْحَاقَ، وَعَبْدَةُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَطَاءٍ. وأَثبَتُهُم فِيْهِ: يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ.
- وقَالَ البَزَّارُ: يُحَدِّثُ عَن جَمَاعَةٍ لَم يَسْمَع مِنْهُم، فِإذَا قَالَ: سَمِعتُ، وحَدَّثَنَا.. كَانَ مَأْمُونًا عَلَى مَا قَالَ.
- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: أَحَدُ الأَعْلاَمِ، إِمَامٌ، حَافِظٌ، عَالِمُ أَهْلِ البَصْرَةِ؛ أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ السُّنَنَ النَّبَوِيَّةَ.
- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، حَافِظٌ، لَهُ تَصَانِيفٌ، كَثِيرُ التَّدلِيسِ، واخَتْلَطَ، وكَانَ مِن أَثْبَتِ النَّاسِ فِي قَتَادَةَ.

وَفَــاتُـــهُ: مَاتَ ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وخَمْسِيْنَ ومِائَةٍ (156 هــ)، وهُوَ فِي عَشْرِ الثَّمَانِيْنَ؛ رَحِمَهُ اللهُ.

ShadyEhab
29-11-2015, 08:43 PM
شكرا وجزاك الله خير على الموضوع

Mr. Hatem Ahmed
21-03-2016, 02:08 AM
شكرا وجزاك الله خيرًا على الموضوع

بارك الله فيك.

دّقْـــةُ قْـــلِـــبّـ
22-03-2016, 10:19 PM
جزاك ربي الفردوس الاعلي وجعله الله في ميزان حسنات حضرتك ^^

Mr. Hatem Ahmed
23-03-2016, 05:10 AM
جزاك ربي الفردوس الاعلي وجعله الله في ميزان حسنات حضرتك ^^

ولكِ بمثل ما دعوتِ

جزاكِ الله خيرًا وبارك فيكِ

Mr. Hatem Ahmed
04-05-2016, 02:35 PM
(44) شُــعْـــبَـــــــةُ بْــــنُ الــحَـــــجَّـــــــــاجِ



هُـــــوَ: شُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ بنِ الوَرْدِ الأَزْدِيُّ، الوَاسِطِيُّ، أَبُو بِسْطَامَ العَتَكِيُّ. الإِمَامُ الكَبِيْرُ، الحَافِظُ النِّحْرِيْرُ، النَّاقِدُ البَصِيْرُ، عَالِمُ أَهْلِ البَصْرَةِ، وشَيْخُهَا، أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ.

مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ شُعْبَةُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وثَمَانِينَ مِنَ الهِجْرَةِ (82 هـــ).

سَكَنَ البَصْرَةَ مِنَ الصِّغَرِ، ورَأَى الحَسَنَ البَصْرِيَّ وابْنَ سِيرِيْنَ، وأَخَذَ عَنْهُمَا مَسَائِلَ.

- وكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، لاَ يَتَقَدَّمُهُ أَحَدٌ فِي الحَدِيْثِ فِي زَمَانِهِ.

- وكَانَ إِمَاماً، ثَبْتاً، حُجَّةً، نَاقِداً، جِهْبِذاً، صَالِحاً، زَاهِداً، قَانِعاً بِالقُوتِ، رَأْساً فِي العِلْمِ والعَمَلِ، مُنْقَطِعَ القَرِيْنِ، وهُوَ أَوَّلُ مَنْ جَرَّحَ وعَدَّلَ.

- أَجْمَعَ الأَئِمَّةُ عَلَى إِمَامَتِهِ فِي الحَدِيْثِ وجَلاَلَتِهِ وتَحَرِّيهِ وإِتْقَانِهِ.

أَخَــذَ الـحَـدِيْــثَ مِــنْ: أَنَسِ بنِ سِيْرِيْنَ، وإِسْمَاعِيْلَ بنِ رَجَاءٍ، وسَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، وجَامِعِ بنِ شَدَّادٍ، وسَعِيْدِ بنِ أَبِي سَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ، وجَبَلَةَ بنِ سُحَيْمٍ، والحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ، وعَمْرِو بنِ مُرَّةَ، وزُبَيْدِ بنِ الحَارِثِ اليَامِيِّ، وقَتَادَةَ بنِ دِعَامَةَ، ومُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ، وأَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، وعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، ويَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وعُبَيْدِ بنِ الحَسَنِ، وعَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، وطَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، والمِنْهَالِ بنِ عَمْرٍو، وسَعِيْدِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، وسِمَاكِ بنِ الوَلِيْدِ، وأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، ومَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ؛، وخَلْقٍ كَثِيْرٍ سِوَاهُم.

وأَخَــذَ مِـنْــهُ الـحَـدِيْــثَ: عَالَمٌ عَظِيْمٌ مِنْ مَشَايِخِهِ وأَقْرَانِهِ وأَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ، وانتَشَرَ حَدِيْثُهُ فِي الآفَاقِ ... فَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وسَعِيْدٌ الجُرَيْرِيُّ، ومَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ، ومَطَرٌ الوَرَّاقُ، ومَنْصُوْرُ بنُ زَاذَانَ -وهَؤُلاَءِ هُم مِن شُيُوْخِهِ- وابْنُ إِسْحَاقَ، وأَبَانُ بنُ تَغْلِبَ، وسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ، وإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ، وأَبُو حَمْزَةَ مُحَمَّدُ بنُ مَيْمُوْنٍ السُّكَّرِيُّ، وزَائِدَةُ بنُ قُدَامَةَ، وزُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، وعَلِيُّ بنُ حَمْزَةَ الكِسَائِيُّ، وعَبْدُ السَّلاَمِ بنُ حَرْبٍ، وإِسْمَاعِيْلُ بنُ عُلَيَّةَ، وعَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، وعَبَّادُ بنُ عَبَّادٍ، وعَبَّادُ بنُ العَوَّامِ، وعَبْدُ الأَعْلَى بنُ عَبْدِ الأَعْلَى السَّامِيُّ، وعُبَيْدُ اللهِ الأَشْجَعِيُّ، ومُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ، وعَبْدَةُ بنُ سُلَيْمَانَ، وأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، وأَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرُ، ومُحَمَّدُ بنُ سَوَاءٍ، ومُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ، ومُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ الوَاسِطِيُّ، وأَحْمَدُ بنُ بَشِيْرٍ، وَبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، وخَالِدُ بنُ الحَارِثِ، وخَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الطَّحَّانُ، وبِشْرُ بنُ السَّرِيِّ، وبِشْرُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وبَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ، والحَمَّادَانِ، وزَافِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، وأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، وسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وشَرِيْكٌ القَاضِي، وعَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ، وعَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ الخُرَيْبِيُّ، ويَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وأَبُو عُبَيْدَةَ عَبْدُ الوَاحِدِ الحَدَّادُ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ المُحَارِبِيُّ، وعَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ، وعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، ومُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، ومُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ، ومُعَاذُ بنُ هِشَامٍ، وأَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّى، ومُعَاوِيَةُ بنُ هِشَامٍ القَصَّارُ، ومُصْعَبُ بنُ سَلاَّمٍ، ومُصْعَبُ بنُ المِقْدَامِ، والمُعَافَى بنُ عِمْرَانَ، ومِسْكِيْنُ بنُ بُكَيْرٍ، ومَخْلَدُ بنُ يَزِيْدَ، ووَرْقَاءُ، ووَكِيْعُ بنُ الجَرَّاحٍ، وهُشَيْمُ بنُ بَشِيْرٍ، والنَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ، والخَلِيْفَةُ/ هَارُوْنُ الرَّشِيْدُ، ويَحْيَى بنُ أَبِي زَائِدَةَ، ويَحْيَى بنُ سُلَيْمٍ، ويَحْيَى بنُ حَمْزَةَ القَاضِي، ويَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، ويَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، ويُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، وَالقَاضِي أَبُو يُوْسُفَ، ويَعْقُوْبُ الحَضْرَمِيُّ، وأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ومُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَدِيٍّ، وآدَمُ بنُ أَبِي إِيَاسٍ، وأُمَيَّةُ بنُ خَالِدٍ، ومُحَمَّدُ بنُ عَرْعَرَةَ، وأَسْوَدُ بنُ عَامِرٍ، وأَسَدُ بنُ مُوْسَى، وعَفَّانُ، وأَبُو جَابِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، وأَبُو عَامِرٍ عَبْدُ المَلِكِ العَقَدِيُّ، ومُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ العَبْدِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، والقَعْنَبِيُّ، وأَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ، وبَكْرُ بنُ بَكَّارٍ، وَبَدَلُ بنُ المُحَبَّرِ، وَبَهْزُ بنُ أَسَدٍ، وَالحَسَنُ بنُ مُوْسَى الأَشَيْبُ، وحَفْصُ بنُ عُمَرَ الحَوْضِيُّ، وحَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ، وحَجَّاجُ بنُ نُصَيْرٍ، وحَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ، والحَكَمُ بنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو النُّعْمَانِ، وَحَرَمِيُّ بنُ عُمَارَةَ، وحَبَّانُ بنُ هِلاَلٍ، وحَسَّانُ بنُ حَسَّانٍ البَصْرِيُّ، وخَلَفُ بنُ الوَلِيْدِ، ووَهْبُ بنُ جَرِيْرٍ، ورَوْحُ بنُ عُبَادَةَ، والرَّبِيْعُ بنُ يَحْيَى الأُشْنَانِيُّ، ومُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وسَعْدُ بنُ الرَّبِيْعِ أَبُو زَيْدٍ الهَرَوِيُّ، وسَعِيْدُ بنُ أَوْسٍ أَبُو زَيْدٍ اللُّغَوِيُّ، وشُعَيْثُ بنُ مُحْرِزٍ، وشَاذُ بنُ فَيَّاضٍ، وأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ، وعَبْدُ اللهِ بنُ خَيْرَانَ، وأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِئُ، وعَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ عَبْدَانُ، وعَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءَ الغُدَانِيُّ، وعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ العَتَكِيُّ، وعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وعَبْدُ المَلِكِ الأَصْمَعِيُّ، وعَبْدُ السَّلاَمِ بنُ مُطَهِّرٍ، وعُثْمَانُ بنُ عُمَرَ بنِ فَارِسٍ، وعَلِيُّ بنُ قَادِمٍ، وعَلِيُّ بنُ حَفْصٍ المَدَائِنِيُّ، وعَمْرُو بنُ حَكَّامٍ، وعَمْرُو بنُ عَاصِمٍ الكِلاَبِيُّ، وعَمْرُو بنُ مَرْزُوْقٍ، وعَاصِمُ بنُ عَلِيٍّ، وعِصَامُ بنُ يُوْسُفَ البَلْخِيُّ، وأَبُو نُعَيْمٍ المُلاَئِيُّ، وقُرَّةُ بنُ حَبِيْبٍ، ومُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ التَّبُوْذَكِيُّ، ومُوْسَى بنُ مَسْعُوْدٍ النَّهْدِيُّ، ومُظَفَّرُ بنُ مُدْرِكٍ الحَافِظُ، ويَحْيَى بنُ آدَمَ، ويَحْيَى بنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ويَحْيَى بنُ كَثِيْرٍ أَبُو غَسَّانَ، ويَحْيَى بنُ عَبْدِ رَبِّهُ، وعَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، وشَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ حِكَايَةً؛، وأُمَمٌ سِوَاهُم.

ومِنْ جَلاَلتِهِ قَدْ رَوَى: مَالِكٌ الإِمَامُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْهُ، وَهَذَا قَلَّ أَنْ عَمِلَهُ مَالِكٌ!

ثَـنَـــاءُ الأَئِــمَّــــةِ الـعُـلَـمَـــاءِ عَـلَـيْـــهِ:

- كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَخضَعُ لَهُ، ويُجِلُّهُ، ويَقُوْلُ: شُعْبَةُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ.

- وقَالَ سَلْمُ بنُ قُتَيْبَةَ: أَتَيْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ أُسْتَاذُنَا شُعْبَةُ؟!

- وقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ أَيُّوْبُ: الآنَ يَقْدَمُ عَلَيْكُم رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ وَاسِطَ، يُقَالُ لَهُ: شُعْبَةُ، هُوَ فَارِسٌ فِي الحَدِيْثِ، فَإِذَا قَدِمَ، فَخُذُوا عَنْهُ. قَالَ حَمَّادٌ: فَلَمَّا قَدِمَ، أَخَذْنَا عَنْهُ.

- وكَانَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ إِذَا حَدَّثَ عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّخْمُ عَنِ الضِّخَامِ ... شُعْبَةُ الخَيْرِ أَبُو بِسْطَامِ.

- وقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: إِذَا خَالَفَنِي شُعْبَةُ فِي حَدِيْثٍ، صِرْتُ إِلَيْهِ.

- وقَالَ أَبُو حَنِيْفَةَ النُّعْمَانُ: نِعْمَ حَشْوُ المِصْرِ هُوَ.

- وقَالَ الشَّافِعِيُّ: لَوْلاَ شُعْبَةُ، لَمَا عُرِفَ الحَدِيْثُ بِالعِرَاقِ.

- وقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: سَمِعْتُ مِنْ شُعْبَةَ سَبْعَةَ آلاَفِ حَدِيْثٍ، وَسَمِعَ مِنْهُ غُنْدَرٌ سَبْعَةَ آلاَفٍ.

- وقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ: مَا رَأَيتُ أَحَداً قَطُّ أَحْسَنَ حَدِيْثاً مِنْ شُعْبَةَ؛ وكَانَ مِنْ أَرَقِّ النَّاسِ، يُعطِي السَّائِلَ مَا أَمْكَنَهُ؛ لاَ يَعْدِلُ شُعْبَةَ عِنْدِي أَحَدٌ.

- وقَالَ أَبُو بَحْرٍ البَكْرَاوِيُّ: مَا رَأَيتُ أَحَداً أَعبَدَ للهِ مِنْ شُعْبَةَ، لَقَدْ عَبَدَ اللهَ حَتَّى جَفَّ جِلْدُهُ عَلَى عَظْمِهِ واسْوَدَّ.

- وقَالَ سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ: شُعْبَةُ سَيِّدُ المُحَدِّثِيْنَ.

- وقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: شُعْبَةُ أَثْبَتُ مِنَ الأَعْمَشِ فِي الحَكَمِ، وشُعْبَةُ أَحْسَنُ حَدِيْثاً مِنَ الثَّوْرِيِّ؛ وكَانَ شُعْبَةُ أُمَّةً وَحْدَهُ فِي هَذَا الشَّأْنِ.

- وقَالَ عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ مُطَهِّرٍ: مَا رَأَيتُ أَحَداً أَمْعَنَ فِي العِبَادَةِ مِنْ شُعْبَةَ.

- وقَالَ أَبُو قَطَنٍ: كَانَتْ ثِيَابُ شُعْبَةَ كَالتُّرَابِ، وكَانَ كَثِيْرَ الصَّلاَةِ، سَخِيّاً.

- وقَالَ الأَصْمَعِيُّ: لَمْ نَرَ قَطُّ أَعْلَمَ مِنْ شُعْبَةَ بِالشِّعْرِ.

- وقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيُّ: مَا رَأَيتُ أَحَداً أَكْثَرَ تَقَشُّفاً مِنْ شُعْبَةَ.

- وقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: شُعْبَةُ إِمَامُ المُتَّقِيْنَ.

- وقَالَ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ: هَلِ العُلَمَاءُ إِلاَّ شُعْبَةٌ مِنْ شُعْبَةَ؟!

- وقَالَ عَفَّانُ: كَانَ شُعْبَةُ مِنَ العُبَّادِ.

- وكَانَ يَقُولُ يَعْقُوْبُ الحَضْرَمِيُّ إذا حَدَّثَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ الخَيْرِ أَبُو بِسْطَامَ الضَّخْمُ.

- وقَالَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ: مَا رَأَيتُ أَرحَمَ بِمِسْكِيْنٍ مِنْ شُعْبَةَ.

- وقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ: شُعْبَةُ قُبَّانُ المُحَدِّثِينَ، ولَوْ اسْتَقْبَلْتُ مِن أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا لَزِمْتُ غَيْرَهُ.

- وقَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ: كَانَ شُعْبَةُ إِذَا حَكَّ جِسْمَهُ انْتَثَرَ مِنْهُ التُّرَابُ، وكَانَ سَخِيّاً، كَثِيْرَ الصَّلاَةِ.

- وقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا أَحْسَنُ حَدِيْثًا مِنْ شُعْبَةَ ومَالِكٍ.

- وقَالَ النَّسَائِيُّ: الأُمَنَاءُ عَلَى حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ثَلاَثَةٌ: شُعْبَةُ بْنُ الحَجَّاجِ، ومَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، ويَحَيْى بْنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ.

- وقال ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، مَأْمُوْنًا، ثَبْتًا، حُجَّةً، صَاحِبَ حَدِيْثٍ.

- وقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ في الحَدِيْثِ.

- وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِن سَادَاتِ أَهْلِ زَمَانِهِ حِفْظًا وإِتْقَانًا ووَرَعًا وفَضْلاً، وهُوَ أَوَّلُ مَنْ فَتَّشَ بِالعِرَاقِ عَنْ أَمْرِ المُحَدِّثِينَ، وجَانَبَ الضُّعَفَاءِ والمَتْرُوكِيْنَ، وصَارَ عَلَمًا يُقْتَدَى بِهِ، وتَبَعَهُ عَلَيْهِ بَعْدَهُ أَهْلُ العِرَاقِ؛ وكَانَ مِمَنْ عَنِيَ بِعِلْمِ السُّنَنِ وسَعَى فِي طَلَبِهَا، ووَاظَبَ عَلَى دَرْسِهَا، ودَاوَمَ عَلَى الرِّحْلَةِ فِيْهَا وعَرَجَ عَلَى الأَقْوِيَاءِ مِنَ الثِّقَاتِ وجَرَحَ الضُّعَفَاءِ فِي الرِّوَايَاتِ.

- وقَالَ الحَاكِمُ: شُعْبَةُ إِمَامُ الأَئِمَّةِ بِالبَصْرَةِ فِي مَعْرِفَةِ الحَدِيْثِ.

- وقال أَبُو بَكْرٍ بْنُ مَنْجُوَيْهِ: كَانَ مِن سَادَاتِ أَهْلِ زَمَانِهِ حِفْظًا وإِتْقَانًا ووَرَعًا وفَضْلاً، وهُوَ أَوَّلُ مَنْ فَتَّشَ بِالعِرَاقِ عَنْ أَمْرِ المُحَدِّثِينَ، وجَانَبَ الضُّعَفَاءِ والمَتْرُوكِيْنَ، وصَارَ عَلَمًا يُقْتَدَى بِهِ، وتَبَعَهُ عَلَيْهِ بَعْدَهُ أَهْلُ العِرَاقِ.

- وقَالَ النَّوَوِيُّ: الإِمَامُ المَشْهُورُ، مِن تَابِعِي التَّابِعِينَ، وأَعْلاَمِ المُحَدِّثِينَ، وكِبَارِ المُحَقِّقِينَ.

- وقَالَ العَلاَئِيُّ: أَحَدُ الأَئِمَّةِ.

- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ، ثَبْتٌ، حُجَّةٌ.

- وقَالَ الصَّفَدِيُّ: الحَافِظُ الكَبِيرُ، عَالِمُ أَهْلِ البَصْرَةِ فِي زَمَانِهِ، بَلْ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ فِي الحَدِيثِ.

- وقَالَ ابْنُ كَثِيْرٍ: شَيْخُ المُحَدِّثِينَ.

- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، حَافِظٌ، مُتْقِنٌ.

- وقَالَ السُّيُوطِيُّ: الحَافِظُ العَلَمُ، أَحَدُ أَئِمَّةِ الإِسْلَامِ.

وَرَعُـــهُ وزُهْـــدُهُ:

- قَالَ قُرَادٌ أَبُو نُوْحٍ: رَأَى عَلَيَّ شُعْبَةُ قَمِيْصاً، فَقَالَ: بِكَمِ اشْتَرَيتَ هَذَا؟ فَقُلْتُ: بِثَمَانِيَةِ دَرَاهِمَ. فَقَالَ لِي: وَيْحَكَ! أَمَا تَتَّقِي اللهَ؟! أَلاَ اشْتَرَيتَ قَمِيْصاً بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ، وَتَصَدَّقْتَ بِأَرْبَعَةٍ، كَانَ خَيْراً لَكَ؟ قُلْتُ: يَا أَبَا بِسْطَامَ! إِنَّا مَعَ قَوْمٍ نَتَجَمَّلُ لَهُم. قَالَ: أَيْش نَتَجَمَّلُ لَهُم؟!

كَـرَمُــهُ ورَأْفَـتُــهُ بِـالـفُـقَــرَاءِ والـمُـحْـتَـاجِـيْـــنَ:

- وَهَبَ الخَلِيْفَةُ المَهْدِيُّ لِشُعْبَةَ ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَقَسَّمَهَا عَلَى الفُقَرَاءِ!

- وقَالَ مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: كَانَ شُعْبَةُ إِذَا قَامَ سَائِلٌ فِي مَجْلِسِهِ، لاَ يُحَدِّثُ حَتَّى يُعْطَى أَوْ يُضْمَنَ لَهُ.

- وقَالَ عَفَّانُ، سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: لَوْلاَ حَوَائِجُ لَنَا إِلَيْكُم، مَا جَلَسْتُ لَكُم. قَالَ عَفَّانُ: كَانَ حَوَائِجُهُ: يَسْأَلُ لِجِيْرَانِهِ الفُقَرَاءِ.

- وقَالَ عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ: أَتَى شُعْبَةَ شَيْخٌ مِن جِيْرَانِهِ مُحْتَاجٌ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ لَهُ شُعْبَةُ: لَيْسَ عِنْدِي شَيٌء. فَذَهَبَ الشَّيْخُ لِيَنْصَرِفَ، فَقَالَ لَهُ شُعْبَةُ: اذْهَبْ فَخُذْ حِمَارِي، فَهُوَ لَكَ. فَقَالَ: لاَ أُرِيْدُ حِمَارِكَ. قَالَ: اذْهَبْ فَخُذْهُ. فَذَهَبَ فَأَخَذَهُ، فَمَرَّ بِهِ عَلَى مَجَالِسِ أَصْحَابِنَا فَاشْتَرَاهُ أَحَدُهُم بِخَمْسَةِ دَرَاهِمٍ، فَأَهْدَاهُ إِلَى شُعْبَةَ.

- وقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: كُنَّا عِنْدَ شُعْبَةَ، فَجَاءَ سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ يَبْكِي، وقَالَ: مَاتَ حِمَارِي، وَذَهَبت مِنِّي الجُمُعَةُ، وَذهَبَتْ حَوَائِجِي. قَالَ: بِكَمْ أَخَذْتَه؟ قَالَ: بِثَلاَثَةِ دَنَانِيْرَ. قَالَ شُعْبَةُ: فَعِنْدِي ثَلاَثَةُ دَنَانِيْرَ، وَاللهِ مَا أَملِكُ غَيْرَهَا. ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَيْهِ.

- وقَالَ أَبُو دَاوُدَ أَيْضًا: كُنَّا عِنْدَ شُعْبَةَ نَكْتُبُ مَا يُمْلِي، فَسَأَلَ سَائِلٌ، فَقَالَ شُعْبَةُ: تَصَدَّقُوا، فَلَمْ يَتَصَدَّقْ أَحَدٌ. فَقَالَ: تَصَدَّقُوا، فَإِنَّ أَبَا إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَعْقِلٍ، عَنْ عَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ). قَالَ: فَلَمْ يَتَصَدَّقْ أَحَدٌ. فَقَالَ: تَصَدَّقُوا، فَإِنَّ عَمْرَو بنَ مُرَّةَ حَدَّثَنِي، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا، فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ). فَلَمْ يَتَصَدَّقْ أَحَدٌ. فَقَالَ: تَصَدَّقُوا، فَإِنَّ مُحِلاًّ الضَّبِّيَّ حَدَّثَنِي، عَنْ عَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اسْتَتِرُوا مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا، فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ). فَلَمْ يَتَصدَّقْ أَحَدٌ. فَقَالَ: قُوْمُوا عَنِّي، فَوَاللهِ لاَ حَدَّثْتُكُم ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ. ثُمَّ دَخَلَ مَنْزِلَهُ، فَأَخْرَجَ عَجِيناً، فَأَعْطَاهُ السَّائِلَ، فَقَالَ: خُذْ هَذَا، فَإِنَّهُ طَعَامُنَا اليَوْمَ.

دِقَّــتُـــهُ وشِــدَّةُ تـَحَــرِّيـــهِ فِــي الـحَـدِيْــثِ:

- قَالَ شُعْبَةُ: مَا أَعْلَمُ أَحَداً فَتَّشَ الحَدِيْثَ كَتَفْتِيشِي، وَقَفْتُ عَلَى أَنَّ ثَلاَثَةَ أَرْبَاعِهِ كَذِبٌ!

- وقَالَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: جَاءَ شُعْبَةُ إِلَى حُمَيْدٍ، فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيْثٍ لأَنَسٍ، فَحَدَّثَهُ بِهِ. فَقَالَ لَهُ شُعْبَة: سَمِعْتَه مِنْ أَنَسٍ؟ قَالَ: فِيْمَا أَحْسِبُ. فَقَالَ شُعْبَةُ بِيَدِهِ هَكَذَا، وأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ: لاَ أُرِيْدُهُ. ثُمَّ وَلَّى. فَلَمَّا ذَهَبَ، قَالَ حُمَيْدٌ: سَمِعْتُهُ مِنْ أَنَسٍ كَذَا وكَذَا مرَّةً، ولَكِنْ شَدَّدَ عَلَيَّ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَدِّدَ عَلَيْهِ.

- وقَالَ أَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيُّ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنْ حَدِيْثٍ، فَقَالَ: واللهِ لاَ حَدَّثْتُكَ بِهِ. قُلْتُ: وَلِمَ؟! قَالَ: لأَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ إِلاَّ مَرَّةً.

- وقَالَ الشَّافِعِيُّ: كَانَ شُعْبَةُ يَجِيْءُ إِلَى الرَّجُلِ الَّذِي لَيْسَ أَهْلاً لِلْحَدِيْثِ فَيَقُوْلُ: "لاَ تُحدِّثْ، وإِلاَّ اسْتَعْدَيتُ عَلَيْكَ السُّلْطَانَ".

ومِــن أَقْــوَالِــــهِ:

- قَالَ شُعْبَةُ: كُلُّ مَنْ كَتَبتُ عَنْهُ حَدِيْثاً، فَأَنَا لَهُ عَبْدٌ.

- وقَالَ لِأَصْحَابِ الحَدِيثِ: يَا قَوْمُ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ كُلَّمَا تَقَدَّمْتُمْ فِي الحَدِيثِ تَأَخَّرْتُمْ فِي القُرْآنِ.

- وقَالَ: كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ فِي الحَدِيْثِ "سَمِعْتُ"، فَهُوَ خَلٌّ وَبَقْلٌ. (أَيْ: لاَقِيْمَةَلَهُ، ولاَيُسَاوِي شَيْئًا؛ فَالإِمَامُ كَانَ أَشَدَّ النَّاسِ إِنْكَارًا لِلتَّدلِيْسٍ)

- وقَالَ: لأَنْ أَزْنِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُدَلِّسَ. (وهَذَا مَحْمُوْلٌ عَلَى المُبَالَغَةِ والزَّجْرِ، والصَّحِيْحُ: التَّفْصِيْلُ فِي أَمْرِ المُدَلِّسِ بَيْنَ مَا صَرَّحَ فِيْهِ بِالسَّمَاعِ فَيُقْبَلُ، وبَيْنَ مَا أَتَى فِيْهِ بِلَفْظٍ مُحَتَمَلٌ فَيُرَدُّ)

- وقَالَ: تَعَلَّمُواْ العَرَبِيَّةَ فَإِنَّهَا تَزِيْدُ فِي العَقْلِ.

- وقَالَ: مَنْ ذَهَبْنَا إِلَى أَبِيْهِ، فَأَكْرَمَنَا، فَجَاءنَا ابْنُهُ، أَكْرَمنَاهُ، وَمَنْ أَتَيْنَاهُ، فَأَهَانَنَا، أَتَانَا ابْنُهُ، أَهَنَّاهُ.

- وقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ: كُنْتُ يَوْماً بِبَابِ شُعْبَةَ، وكَانَ المَسْجِدُ مَلأً، فَخَرَجَ شُعْبَةُ، فَاتَّكَأَ عَلَيَّ، وقَالَ: يَا سُلَيْمَانُ! تُرَى هَؤُلاَءِ كُلُّهُم يَخْرُجُوْنَ مُحَدِّثِيْنَ؟! قُلْتُ: لاَ. قَالَ: صَدَقْتَ، ولاَ خَمْسَةٌ، يَكْتُبُ أَحَدُهُم فِي صِغَرِهِ، ثُمَّ إِذَا كَبِرَ تَرَكَهُ، أَوْ يَشتغِلُ بِالفَسَادِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثُمَّ نَظَرْتُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَمَا خَرَجَ مِنْهُم خَمْسَةٌ!

وَفَــاتُــــهُ: اتَّفَقُوا عَلَى وَفَاةِ شُعْبَةَ بِالبَصْرَةِ، فِي شَهْرِ رَجَبٍ، سَنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَةٍ (160 هـــ)، وقَد بَلَغَ ثَمَانيًّا وسَبْعِيْنَ سَنَةً (78)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

- قَالَ عَبْدُ القُدُّوْسِ بنُ مُحَمَّدٍ الحَبْحَابِيُّ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: لَمَّا مَاتَ شُعْبَةُ، أُرِيتُهُ بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، وهُوَ آخذٌ بِيَدِ مِسْعَرِ بنِ كِدَامٍ، وعَلَيْهِمَا قَمِيْصَا نُوْرٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا بِسْطَامَ! مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَر لِي. قُلْتُ: بِمَاذَا؟! قَالَ: بِصِدْقِي فِي رِوَايَةِ الحَدِيْثِ، ونَشْرِي لَهُ، وأَدَائِي الأَمَانَةَ فِيْهِ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُوْلُ:

حَبَانِي إِلَهِي فِي الجِنَانِ بِقُبَّةٍ ... لَهَا أَلْفُ بَابٍ مِنْ لُجَيْنٍ وَجَوْهَرُ
شَرَابِي رَحِيْقٌ فِي الجِنَانِ وَحِلْيَتِي ... مِنَ الذَّهَبِ الإِبْرِيْزِ وَالتَّاجُ أَزْهَرُ
وَنَقْلِي لِثَامُ الحُورِ وَاللهُ خَصَّنِي ... بِقَصْرٍ عَقِيْقٍ، تُرْبَةُ القَصْرِ عَنْبَرُ
وَقَالَ لِيَ الرَّحْمَنُ: يَا شُعْبَةُ الَّذِي ... تَبَحَّرَ فِي جَمْعِ العُلُوْمِ فَأَكْثَرُ
تَنَعَّمْ بِقُرْبِي إِنَّنِي عَنْكَ رَاضِي ... وَعَنْ عَبْدِيَ القَوَّامِ بِاللَّيْلِ مِسْعَرُ
كَفَى مِسْعَراً عِزّاً بِأَنْ سَيَزُوْرُنِي ... فَأَكْشِفُ حُجْبِي ثُمَّ أُدْنِيْهِ يَنْظُرُ


- وقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ: كُنْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، إِذْ جَاءَهُ مَوْتُ شُعْبَةَ، فَقَالَ: مَاتَ الحَدِيْثُ.

عبدالرازق العربى
14-05-2016, 07:46 AM
بارك الله فيكم

Mr. Hatem Ahmed
14-05-2016, 02:26 PM
بارك الله فيكم

جزاكم الله خيراً

أحمد هاشم الزيدي
10-07-2016, 07:20 PM
موضوعات حضرتك مستر حاتم فوق الرائعه حقاً
جعل الله هذه الاعمال خالصه لوجه الكريم وجعلها في ميزان حسانتك يوم القيامة باذن الله تعالي

Mr. Hatem Ahmed
10-07-2016, 07:41 PM
موضوعات حضرتك مستر حاتم فوق الرائعه حقاً
جعل الله هذه الاعمال خالصه لوجه الكريم وجعلها في ميزان حسانتك يوم القيامة باذن الله تعالى




ربنا يخليك ويبارك في حضرتك أستاذ الحبيب أستاذ/ أحمد

أسعدني وشرّفني مرور حضرتك الجميل وكلماتك الأجمل

جزاك الله خيراً وبارك فيك وأحسن إليك وأثابك