modym2020
27-04-2014, 11:50 PM
لماذا فشلت الثورات العربية في إفراز "قيادة"؟
د. خالد حنفي علي
بالرغم مما اتسمت به الثورات العربية من العفوية، واللاإنذار،والاتساع للمطالب،والتجاوز في الوسائل الاحتجاجية للقوي التقليدية،فإن تلك المميزات انقلبت إلي"نقيصة متعددة الأوجه" في مراحل ما بعد التغيير، لاسيما أن ضعف وجود قيادات،سواء فردية أو مؤسسية،لها قدرة علي الارتباط بالجماهير، خلف تعثرا انتقاليا تجلي فيغياب التوافق علي أولويات وأهداف مرحلة ما بعد الثورة
إذ إنه من اليسير إسقاط النظام بقوة الجماهير الغاضبة والمفاجئة في الشارع، ولكن من الصعب بناء نظام جديد عادل يرضي عنه الناس، بدون قيادة لها القدرة علي حشد وتعبئة موارد المجتمع باتجاه تحقيق أهدافه
وبالتالي، فلم تستطع المجتمعات في المنطقة، التي استعادت بعضا من قوتها، تحقيق أهداف الثورات، حيث انقسمت الحركات الاحتجاجية المعبرة عن الشارع علي نفسها، كما لم تستطع الدولة في المقابل استعادة قوتها المفقودة بفعل تآكل أدواتها الأمنية والتنموية وتراجع ثقة المجتمع في قدرتها علي النهوض به وبين هذا وذاك، سعت القوي التقليدية للتماهي مع حركة الشارع، ومتطلباتها، بل والقفز عليها، واستغلالها لاستعادة مواقعها عبر قدرتها علي صياغة تحالفات سلطوية
وعلي ذلك، باتت العناوين العريضة للتفاعلات السياسية داخل دول الثورات، خاصة مصر، وتونس، وليبيا تتراوح وبدرجات متفاوتة، حسب خصوصية البيئات السياسية والمجتمعية، ما بين التعثر، وعدم الاستقرار، والاستقطاب، بل وسريان حالة من الغضب المجتمعي من الأداء الإقصائي والاستئثاري لبعض القوي السياسية، كما حدث في مصر، عندما خرجت الجماهير إلي الشارع في مصر لتسقط حكم جماعة الإخوان في الـ30من يونيو، وفي تونس لتجبر حركة النهضة علي تقديم تنازلات للمعارضة المدنية
فرغم أن قوة سياسية تقليدية، كجماعة الإخوان المسلمين،* سعت لقيادة المجتمع المصري بعد الثورة،عبر فوز مرشحها(د .محمد مرسي) في انتخابات الرئاسة المصرية، فإن الطبيعة الانغلاقية للجماعة ذاتها، وتجاوزها للحدود الوطنية، وتأسيس مشروعها الديني علي أنها تملك استثناء عن بقية المجتمع،كل ذلك أضعف الثقة العامة فيها، فضلا عن ازدواجية القيادة نفسها إذ كان المصريون أمام رئيس منتخب يخضع لدائرة غير رسمية نتاج الطبيعة الأيديولوجية للتنظيم التي تحتم الطاعة للمرشد العام في التوجهات الأيديولوجية والسياسية
وبات السؤال المعقد
كيف يمكن لجماعة دينية أن تقود مجتمعا، وهي ترفض دخول أفراده في تنظيمها، أو تنظر لهم باستعلاء لعدم امتلاكهم المواصفات الدينية من وجهة نظرها، بما ينافي أحد العناصر الأساسية في مفهوم القيادة، والتي تقوم علي نظرة الجماهير للقيادة علي أنها ممثلة لها، ومعبرة عن طموحاتها وهويتها؟
ولعل فشل قيادة الإخوان،واهتزاز مشاريع الإسلام السياسي الصاعد بعد الثورات، علاوة علي تعثر الحركات الثورية وتفتتها، وتراجع زخمها، إضافة إلي تردي الحالة المجتمعية والاقتصادية، دفع المصريين، علي سبيل المثال، بعد30يونيو للتشبث بالمؤسسة العسكرية كملاذ أخير لحل"أزمة قيادة " مجتمع في مرحلة ما بعد التغيير....
لمتابعة الموضوع بالكامل (http://www.siyassa.org.eg/NewsContent/3/134/3665/من-المجلة/ملحق-إتجاهات-نظرية/بلا-رأس-.aspx)
د. خالد حنفي علي
بالرغم مما اتسمت به الثورات العربية من العفوية، واللاإنذار،والاتساع للمطالب،والتجاوز في الوسائل الاحتجاجية للقوي التقليدية،فإن تلك المميزات انقلبت إلي"نقيصة متعددة الأوجه" في مراحل ما بعد التغيير، لاسيما أن ضعف وجود قيادات،سواء فردية أو مؤسسية،لها قدرة علي الارتباط بالجماهير، خلف تعثرا انتقاليا تجلي فيغياب التوافق علي أولويات وأهداف مرحلة ما بعد الثورة
إذ إنه من اليسير إسقاط النظام بقوة الجماهير الغاضبة والمفاجئة في الشارع، ولكن من الصعب بناء نظام جديد عادل يرضي عنه الناس، بدون قيادة لها القدرة علي حشد وتعبئة موارد المجتمع باتجاه تحقيق أهدافه
وبالتالي، فلم تستطع المجتمعات في المنطقة، التي استعادت بعضا من قوتها، تحقيق أهداف الثورات، حيث انقسمت الحركات الاحتجاجية المعبرة عن الشارع علي نفسها، كما لم تستطع الدولة في المقابل استعادة قوتها المفقودة بفعل تآكل أدواتها الأمنية والتنموية وتراجع ثقة المجتمع في قدرتها علي النهوض به وبين هذا وذاك، سعت القوي التقليدية للتماهي مع حركة الشارع، ومتطلباتها، بل والقفز عليها، واستغلالها لاستعادة مواقعها عبر قدرتها علي صياغة تحالفات سلطوية
وعلي ذلك، باتت العناوين العريضة للتفاعلات السياسية داخل دول الثورات، خاصة مصر، وتونس، وليبيا تتراوح وبدرجات متفاوتة، حسب خصوصية البيئات السياسية والمجتمعية، ما بين التعثر، وعدم الاستقرار، والاستقطاب، بل وسريان حالة من الغضب المجتمعي من الأداء الإقصائي والاستئثاري لبعض القوي السياسية، كما حدث في مصر، عندما خرجت الجماهير إلي الشارع في مصر لتسقط حكم جماعة الإخوان في الـ30من يونيو، وفي تونس لتجبر حركة النهضة علي تقديم تنازلات للمعارضة المدنية
فرغم أن قوة سياسية تقليدية، كجماعة الإخوان المسلمين،* سعت لقيادة المجتمع المصري بعد الثورة،عبر فوز مرشحها(د .محمد مرسي) في انتخابات الرئاسة المصرية، فإن الطبيعة الانغلاقية للجماعة ذاتها، وتجاوزها للحدود الوطنية، وتأسيس مشروعها الديني علي أنها تملك استثناء عن بقية المجتمع،كل ذلك أضعف الثقة العامة فيها، فضلا عن ازدواجية القيادة نفسها إذ كان المصريون أمام رئيس منتخب يخضع لدائرة غير رسمية نتاج الطبيعة الأيديولوجية للتنظيم التي تحتم الطاعة للمرشد العام في التوجهات الأيديولوجية والسياسية
وبات السؤال المعقد
كيف يمكن لجماعة دينية أن تقود مجتمعا، وهي ترفض دخول أفراده في تنظيمها، أو تنظر لهم باستعلاء لعدم امتلاكهم المواصفات الدينية من وجهة نظرها، بما ينافي أحد العناصر الأساسية في مفهوم القيادة، والتي تقوم علي نظرة الجماهير للقيادة علي أنها ممثلة لها، ومعبرة عن طموحاتها وهويتها؟
ولعل فشل قيادة الإخوان،واهتزاز مشاريع الإسلام السياسي الصاعد بعد الثورات، علاوة علي تعثر الحركات الثورية وتفتتها، وتراجع زخمها، إضافة إلي تردي الحالة المجتمعية والاقتصادية، دفع المصريين، علي سبيل المثال، بعد30يونيو للتشبث بالمؤسسة العسكرية كملاذ أخير لحل"أزمة قيادة " مجتمع في مرحلة ما بعد التغيير....
لمتابعة الموضوع بالكامل (http://www.siyassa.org.eg/NewsContent/3/134/3665/من-المجلة/ملحق-إتجاهات-نظرية/بلا-رأس-.aspx)