مشاهدة النسخة كاملة : للخاسر في الانتخابات الرئاسية فرصة!


لافانيا
12-05-2014, 04:48 PM
للخاسر في الانتخابات الرئاسية فرصة!

http://asset1.skynewsarabia.com/web/images/2014/05/09/659776/598/337/1-659776.PNG
أحمد عبد التواب










الجمعة 09 مايو, 2014 - 14:14 بتوقیت أبوظبي
أحمد عبد التواب - صحيفة "التحرير"

سوف ينجو الخاسر في هذه الانتخابات الرئاسية من محنة رئاسة مصر في مرحلة شديدة الصعوبة، ربما تكون الأكثر تعقيداً في العصر الحديث، تراكمت فيها المشاكل فوق بعضها البعض.

وبات من العسير أن يحدث توافق عام على ترتيب أولوياتها، وأصبح من اللازم قبل البدء في الأخذ بالحلول العملية.وبالتوازي مع عمليات الانطلاق، أن تجرى معالجة الأجواء العامة المحيطة التي تخنق قوة الدفع، بعد أن استشرى تكالبُ طبقات وفئات الشعب المختلفة، واشتعل سعار المكسب السريع، كل يسعى لتحقيق أكبر منفعة بالشدّ إلى ناحيته وبالدفع ناحية الآخرين، ونفد صبر الجميع، وتبددت طاقةُ تحَمُّلِ المخالِف في الرأي والمتعارِض في المصلحة، وتراجعت إلى حد مخيف الرغبة في العمل المنتج، وتأججت كراهية الفقراء لسفه الأغنياء، وازداد نفور الأغنياء من طلبات وتطلعات الفقراء، وتوارت الخشية من القانون، وتفاقمت الأنانية حتى بات الحزينُ يفرض حزنَه والسعيدُ سعادتَه على الآخرين، وتدهور الذوق العام بعد طول جوار مع القمامة، وعمّت البلادة بسبب استمرار التعرض للضجيج والضوضاء، واستسهل الكثيرون أن يرفعوا أصواتهم بالاحتجاج وبالمزيد من المطالِب حتى مما يعرفون استحالة تحققه، وعرف الناس الطريق إلى الميادين، وأصبحوا على يقين من خبرتهم القريبة أن أقصى ما عليهم هو أن يصمدوا لأيام معدودة حتى تتهاوى قلاع السلطة!
ولأول مرة، انحدرت البلاد إلى درك رفع فيه الإرهابُ السلاحَ المتطورَ في مواجهة رموز قوة الدولة، دون اكتراث بوقوع ال***ى الأبرياء من عابري السبيل، وكانت الصدمة في ظهور أسلحة حديثة مضادة للطائرات، تصل إلى يد الإرهابيين في سابقة تاريخية، وينجحون في إصابة بعض أهدافهم بما يُثبت أنهم حصلوا على تدريبات حديثة، وبما يؤكد أن هناك قوى فاعلة مؤثرة لديها أسبابها وخططها لتدفع بسخاء في شراء السلاح، ولترفع المهارات، حتى يتمكن الإرهاب من إيذاء مصر والمصريين!
وكشفت بعض الدول، وبشكل رسمي علني، عن عداء أصيل لأي نجاح مما هو مفروض على الرئيس القادم أن يحققه تلبية لرغبات وتطلعات الشعب، حتى صار إرضاءُ هذه الدول مشروطاً بإحباط الشعب! فيما يبدو أنها القاعدة التي تبناها مبارك والتزم بتطبيقها علّها تمد في حكمه وتبقيه في نسله، ولكن أثبتت الوقائع أن نوال رضا الخارج لم يصمد أمام ثورة الشعب!
وليس أمام الرئيس القادم إلا أن يصوّب خطأ اختيار مبارك، بأن يلتزم بالسعي لإرضاء الشعب، ثم عليه أن يتوقع أن تجيئ المعارَضة له من الخارج، في وقت ليس من السهل التنبؤ بما ستكون عليه طبيعتها ومداها!
وعلى الرئيس القادم أن يُرَتِّب بيتَه من الداخل من اليوم الأول، وأن ينتبه إلى مراوغات فلول مبارك وخلايا الإخوان سعياً للعودة، وأن لا يؤجِّل مهمة اكتشاف ومحاسبة كبار المسؤولين وأذنابهم الذين يتفننون من مواقع مختلفة فيما يعرقل تحقيق أهداف الثورة وفيما يُخرِّب العلاقات بين الشعب وأجهزة الدولة! بعضهم يتعمد أن تظل المشاكل مشتعلة بين الشعب وهيئة الشرطة، باستمرار جريمة ال***** وامتهان كرامة المواطنين على أيدي بعض رجال الشرطة!
لم يرضَ هؤلاء عن مبادرة شباب الشرطة الذين نأوا بأنفسهم عن التورط في أن يدعموا الحُكم بالباطل على حساب الشعب، عندما أعلنوا عن رفضهم لأية أوامر تصدر لهم للتصدي للمتظاهرين السلميين في 30 يونيو، ووقفوا يومها في حماية الحشود بالملايين التي لبّت نداء التمرد، ووزعوا المياه والمرطبات في الجو شديد الحرارة، وكانت الفرحة متبادَلة بين المواطنين وشرطتهم، وأخذ الطرفان بعضهما البعض بالأحضان، وكان هذا إنجازاً من الصعب تخيل تحققه بهذه السرعة، وكان يُفتَرَض أن تتمسك به قيادات الشرطة وتبني عليه علاقة صحية مستقرة قائمة على احترام القانون والدستور والالتزام بشعار «الشرطة في خدمة الشعب»، ولكن، وللغرابة ودون تفسير، سرعان ما عاد ال***** والامتهان يُطلّ من جديد! فهل يمكن أن يتصور الرئيس القادم أن هذه أخطاء عن طريق السهو؟! وإنْ كانت كذلك، ألا يتطلب الأمر عزل ومحاكمة من يسهو في اقتراف مثل هذه الجرائم؟!
ثم إنه سيظل من صلاحيات الرئيس القادم أن يشارك مع الحكومة في التشريع، حتى تنتهي المرحلة الانتقالية بانتخاب مجلس النواب، وعليه أن يُعالِج على وجه السرعة أسباب الأخطاء الجسام التي وقعت في الأشهر الماضية، بإصدار مثل قانون التظاهر ومثل القانون المعروف بتقييد الطعن على العقود! وعليه أن يعتمد في مسؤولية التشريع على كفاءات ممن ينتمون لأفكار الثورة، حتى إذا لم يكونوا شاركوا في أعمالها، وعليه أن يُنَحِّي جانباً هذه النوعية من الخبراء الذين يعملون على تحطيم الثورة، ويستهزئون بشعاراتها وبإرادة الشعب!
كل هذه المهام هي مجرد تهيئة للمناخ الذي لا يمكن بدونه أن ينجح أي مسعى لتحقيق أهداف الثورة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، بما يتفرع عنها من تلبية احتياجات الجماهير التي خرجت من أجل توفير الطعام والشراب والسكن والتعليم والصحة والأمن والإعلام الحر والثقافة والفن والترفيه والرياضة..إلخ إلخ
ومن ناحية أخرى، فسوف يتخفف من يخسر انتخابات الرئاسة القادمة من كل هذه المسؤوليات، وغيرها كثير، بل سيكون حاله أفضل في المعارضة، يتابع وينتقد ويطرح البدائل، كما ستبقى له فرصة ثانية، أفضل بكثير، في الانتخابات التي تستحق بعد أربع سنوات على الأكثر.




http://www.skynewsarabia.com/web/article/659777/%D9%84%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B3%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D 8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D9%94%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D 8%A9-%D9%81%D8%B1%D8%B5%D8%A9