فالكون_2
18-05-2014, 07:52 AM
«جرائم السيسى»!! عبد العظيم درويش
لم يكن «خصوم» السيسى و«أعداؤه» فى حاجة إلى ظهوره على «عجلته» وسط الشارع بين المواطنين مرتدياً بدلة رياضية «تريننج سوت» ليشنوا عليه حملة انتقادات وتشكيك فى النوايا، فهو -حتى قبل 30 يونيو- كان محوراً لـ«سهام» الجميع مؤيداً كان أو معارضاً.. فخصوم «الإخوان» وأعداؤهم كانوا يرونه «إخوانياً» بزعم أنه جرى اختياره فى عهد «المعزول» وزيراً للدفاع قائداً عاماً للقوات المسلحة.. أما «الإخوان» والمتعاطفون معهم فقد كانوا يشكون فى مدى «ولائه» للتنظيم ومكتب إرشاده ومندوبهم لدى «قصر الاتحادية الجمهورى»!! باختصار ظل «الفريق أول» -وقتها- هدفاً لـ«رصاصات» التشكيك من جانب «الإخوان وأنصارهم» من ناحية، وطلقات ما يمكن اعتبارها «نيراناً صديقة» لأعدائهم من ناحية أخرى!!
وبمجرد أن جرؤ «المواطن» عبدالفتاح سعيد حسين خليل السيسى «المرشح المحتمل» لرئاسة الجمهورية -بعد أن نزع «بدلته العسكرية»- على الاستعانة بـ«تقليد غربى» فى تقديم نفسه لجماهير الناخبين -ربما تعويضاً عن لقاءاته الجماهيرية العامة من خلال المؤتمرات الشعبية التى تمنعه مؤامرات «الإرهابية» من عقدها- حتى انفجر «بركان الانتقادات».. «ترينج بأكثر من 5 آلاف جنيه، وعجلة ثمنها 40 ألف جنيه»، أرقام أشعلت صفحات التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» ومن قبلها «هاشتاج» يفتقد أدنى القواعد الأخلاقية ومعايير الأدب!
الانتقاد الوحيد الذى أراه عقلانياً ويمكن توجيهه لهذا التصرف هو أنه اخترق قواعد «الأمن الشخصى» للمرشح المحتمل، فهو يدرك جيدا -بحكم رئاسته السابقة لجهاز الاستخبارات العسكرية- أنه هدف لـ«فوهات بنادق الإرهابيين وسياراتهم المفخخة وأحزمتهم الناسفة»، وأن حياته هى فاتورة انحيازه للإرادة الشعبية فى إزاحة «الاحتلال الإخوانى» وخضوعه لرغبتها فى تقدمه لقيادة مصر من داخل قصر الرئاسة.
ظهور «المرشح المحتمل» وسط الناخبين لم يكن جريمته الأولى، فيكفيه ما أبداه من اعتراضات على ممارسات «المعزول»، وهى الاعتراضات التى بدأت بوادرها بعد أقل من 6 أشهر على «إسكان المعزول» قصر الاتحادية الجمهورى ووضحت مخططات الإخوان ومنهجهم فى الإقصاء وإعمال مبدأ إعادة الفرز، فدعا وزير الدفاع يوم 12 ديسمبر من العام 2012 مختلف الأحزاب والقوى السياسية إلى «حوار» على مائدة غداء وافق عليها «المعزول» ثم سرعان ما رفضها عندما تلقى تعليمات الجماعة من كهف المقطم «مكتب الإرشاد» الذى أيقن أعضاؤه أنهم أمام مسئول وطنى لا يقبل أن «يُثنى أو يُطوى» وأنه حريص على الحفاظ على الوطن الذى لا يعنى شيئاً أمام الجماعة باعتباره مجرد جزء أو «ولاية» فى مشروعهم الوهمى «إحياء الخلافة الإسلامية»!!
بعد نحو 6 أشهر أخرى وتحديداً يوم 26 يونيو -أى قبل ثورة 30 يونيو- وأثناء إلقاء «المعزول» كلمته أمام الأهل والعشيرة بدا واضحاً أن السيسى قد عقد أمره على إنقاذ البلاد على الرغم من محاولات إخفائه ملامح الغضب من على وجهه الذى بدا من خلال ما نقلته كاميرات التليفزيون غير معبّر عما يدور فى داخله وهو ما يسميه الغرب «بوكر فيس»!
فى 30 يونيو الماضى وعندما خرجت الجماهير إلى جميع ميادين مصر أمهل السيسى «مندوب الجماعة بالقصر الجمهورى» 48 ساعة لمحاولة إنقاذ البلاد مما هى مقدمة عليه من خلال الاستجابة لإرادة الشعب وإجراء انتخابات مبكرة، ولكن «الأخير» لم يستجب، فكان على «السيسى» أن يخوض المعركة من أجل الحفاظ على الوطن وأعلن «وثيقة الشعب» مساء 3 يوليو الماضى ليواجه مخططات جماعة إرهابية ومناصريها بالخارج للانقضاض على الوطن.
«جرائم السيسى» تبلورت عندما دعا يوم 26 من نفس الشهر الجماهير إلى إصدار أمر له بالتصدى للمحاولات الإرهابية التى تسعى لتدمير الوطن فعاد ملايين المواطنين إلى شوارع وميادين مصر لتكتمل فى النهاية «جرائمه العديدة» بالخضوع لإرادة الشعب والتقدم للترشح لرئاسة الجمهورية.
على كل حال، نحن مقبلون على انتخابات رئاسية مغايرة تماماً فى ظروفها وطبيعتها عن سابقتها التى جرت فى العام 2012، إذ تأتى بعد تجربة مريرة خضع لها المواطن لمدة عام اكتسب خلاله خبرة واضحة فى التمييز ما بين ما هو حقيقى وما هو مزيف.. وإذا كانت مقدمات الانتخابات تحمل فى طياتها ما يمكن تسميته «الابتزاز السياسى المبكر» فإننى واثق من أن المواطنين سيختارون فى النهاية من هو قادر على العمل وليس الادعاء، وسيقفون بجانب من اختبرت المصاعب والأزمات مقدرته، من نجح فى اجتياز كل العقبات، من أقسم على الحماية وخضع لقسمه، من تعهد بالإنجاز وأوفى بعهده، من أشهد العالم على إرادة وتصميم «المصرى» على فرض سيادته على كل حبّة رمل فى نطاق وطن اختارت صفحات أطلس الجغرافيا تسميته «مصر» بعد أن صبغته باللون الأخضر.. وباختصار، سيختار الشعب من كانت كل جرائمه هى «الانحياز» للوطن والمواطن.
http://www.elwatannews.com/news/details/454580
لم يكن «خصوم» السيسى و«أعداؤه» فى حاجة إلى ظهوره على «عجلته» وسط الشارع بين المواطنين مرتدياً بدلة رياضية «تريننج سوت» ليشنوا عليه حملة انتقادات وتشكيك فى النوايا، فهو -حتى قبل 30 يونيو- كان محوراً لـ«سهام» الجميع مؤيداً كان أو معارضاً.. فخصوم «الإخوان» وأعداؤهم كانوا يرونه «إخوانياً» بزعم أنه جرى اختياره فى عهد «المعزول» وزيراً للدفاع قائداً عاماً للقوات المسلحة.. أما «الإخوان» والمتعاطفون معهم فقد كانوا يشكون فى مدى «ولائه» للتنظيم ومكتب إرشاده ومندوبهم لدى «قصر الاتحادية الجمهورى»!! باختصار ظل «الفريق أول» -وقتها- هدفاً لـ«رصاصات» التشكيك من جانب «الإخوان وأنصارهم» من ناحية، وطلقات ما يمكن اعتبارها «نيراناً صديقة» لأعدائهم من ناحية أخرى!!
وبمجرد أن جرؤ «المواطن» عبدالفتاح سعيد حسين خليل السيسى «المرشح المحتمل» لرئاسة الجمهورية -بعد أن نزع «بدلته العسكرية»- على الاستعانة بـ«تقليد غربى» فى تقديم نفسه لجماهير الناخبين -ربما تعويضاً عن لقاءاته الجماهيرية العامة من خلال المؤتمرات الشعبية التى تمنعه مؤامرات «الإرهابية» من عقدها- حتى انفجر «بركان الانتقادات».. «ترينج بأكثر من 5 آلاف جنيه، وعجلة ثمنها 40 ألف جنيه»، أرقام أشعلت صفحات التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» ومن قبلها «هاشتاج» يفتقد أدنى القواعد الأخلاقية ومعايير الأدب!
الانتقاد الوحيد الذى أراه عقلانياً ويمكن توجيهه لهذا التصرف هو أنه اخترق قواعد «الأمن الشخصى» للمرشح المحتمل، فهو يدرك جيدا -بحكم رئاسته السابقة لجهاز الاستخبارات العسكرية- أنه هدف لـ«فوهات بنادق الإرهابيين وسياراتهم المفخخة وأحزمتهم الناسفة»، وأن حياته هى فاتورة انحيازه للإرادة الشعبية فى إزاحة «الاحتلال الإخوانى» وخضوعه لرغبتها فى تقدمه لقيادة مصر من داخل قصر الرئاسة.
ظهور «المرشح المحتمل» وسط الناخبين لم يكن جريمته الأولى، فيكفيه ما أبداه من اعتراضات على ممارسات «المعزول»، وهى الاعتراضات التى بدأت بوادرها بعد أقل من 6 أشهر على «إسكان المعزول» قصر الاتحادية الجمهورى ووضحت مخططات الإخوان ومنهجهم فى الإقصاء وإعمال مبدأ إعادة الفرز، فدعا وزير الدفاع يوم 12 ديسمبر من العام 2012 مختلف الأحزاب والقوى السياسية إلى «حوار» على مائدة غداء وافق عليها «المعزول» ثم سرعان ما رفضها عندما تلقى تعليمات الجماعة من كهف المقطم «مكتب الإرشاد» الذى أيقن أعضاؤه أنهم أمام مسئول وطنى لا يقبل أن «يُثنى أو يُطوى» وأنه حريص على الحفاظ على الوطن الذى لا يعنى شيئاً أمام الجماعة باعتباره مجرد جزء أو «ولاية» فى مشروعهم الوهمى «إحياء الخلافة الإسلامية»!!
بعد نحو 6 أشهر أخرى وتحديداً يوم 26 يونيو -أى قبل ثورة 30 يونيو- وأثناء إلقاء «المعزول» كلمته أمام الأهل والعشيرة بدا واضحاً أن السيسى قد عقد أمره على إنقاذ البلاد على الرغم من محاولات إخفائه ملامح الغضب من على وجهه الذى بدا من خلال ما نقلته كاميرات التليفزيون غير معبّر عما يدور فى داخله وهو ما يسميه الغرب «بوكر فيس»!
فى 30 يونيو الماضى وعندما خرجت الجماهير إلى جميع ميادين مصر أمهل السيسى «مندوب الجماعة بالقصر الجمهورى» 48 ساعة لمحاولة إنقاذ البلاد مما هى مقدمة عليه من خلال الاستجابة لإرادة الشعب وإجراء انتخابات مبكرة، ولكن «الأخير» لم يستجب، فكان على «السيسى» أن يخوض المعركة من أجل الحفاظ على الوطن وأعلن «وثيقة الشعب» مساء 3 يوليو الماضى ليواجه مخططات جماعة إرهابية ومناصريها بالخارج للانقضاض على الوطن.
«جرائم السيسى» تبلورت عندما دعا يوم 26 من نفس الشهر الجماهير إلى إصدار أمر له بالتصدى للمحاولات الإرهابية التى تسعى لتدمير الوطن فعاد ملايين المواطنين إلى شوارع وميادين مصر لتكتمل فى النهاية «جرائمه العديدة» بالخضوع لإرادة الشعب والتقدم للترشح لرئاسة الجمهورية.
على كل حال، نحن مقبلون على انتخابات رئاسية مغايرة تماماً فى ظروفها وطبيعتها عن سابقتها التى جرت فى العام 2012، إذ تأتى بعد تجربة مريرة خضع لها المواطن لمدة عام اكتسب خلاله خبرة واضحة فى التمييز ما بين ما هو حقيقى وما هو مزيف.. وإذا كانت مقدمات الانتخابات تحمل فى طياتها ما يمكن تسميته «الابتزاز السياسى المبكر» فإننى واثق من أن المواطنين سيختارون فى النهاية من هو قادر على العمل وليس الادعاء، وسيقفون بجانب من اختبرت المصاعب والأزمات مقدرته، من نجح فى اجتياز كل العقبات، من أقسم على الحماية وخضع لقسمه، من تعهد بالإنجاز وأوفى بعهده، من أشهد العالم على إرادة وتصميم «المصرى» على فرض سيادته على كل حبّة رمل فى نطاق وطن اختارت صفحات أطلس الجغرافيا تسميته «مصر» بعد أن صبغته باللون الأخضر.. وباختصار، سيختار الشعب من كانت كل جرائمه هى «الانحياز» للوطن والمواطن.
http://www.elwatannews.com/news/details/454580