نهي نوير خميس
26-05-2014, 09:36 AM
كل الإعتذار للأستاذ الدكتور/أحمد لطفي السيد رحمه الله
فلقد قال قديما "الإختلاف في الرأي لايفسد للود قضية"
أعتذر لأن العكس أصبح صحيحا في مجتمعنا هذا في وقتنا هذا
أصبح إختلافي مع الآخر هو أكبر وسيلة لفساد الود بيننا
للأسف أصبح هناك مرض متفشي في مجتمعنا
وهو ديكتارتورية الرأي
من ليس معي فهو ضدي وعدوي
لم يعد الآخر يتقبل الرأي المعارض له بسهولة
وأنا في هذا السياق لا أقصد سياسيا فقط بل في كل أحوالنا
الإختلاف بين الزوج والزوجة في الرأي قد يؤدي بهما إلي الطلاق
الإختلاف بين زملاء العمل في الأراء يؤدي إلي الكراهية والقطيعة بينهما
حتي الأخوة معا في نفس الأسرة الإختلاف بينهما في الرأي قد يؤدي بهما إلي قطع الصلة بينهما وبالتالي قطع الرحم
عندما أتأمل حال مجتمعنا بهذا الشكل أصاب بالحزن الشديد
وأتمني أن يعود بنا الزمان إلي الوراء كثيرا في عصور تقبل الآخر بصدر رحب
ولنا في رسول الله أسوة حسنة فبالرغم من أنه رسول الله وحبيب الله كان يتقبل رأي الصحابة وخاصة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
التسامح وتقبل الآخر من أساسيات إستقرار أي مجتمع
وأتذكر قول الإمام الشافعي" رأيي صواب يحتمل الخطأ،ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب !!
Mr. Ali 1
26-05-2014, 11:04 AM
سبق لي أن تحدثت عن الرأي عدة مرات .
ليس كل ما يخرج من الفم سواء قولاً أو كتابة هو من قبيل الرأي .
فحينما اتخذ العلماء والفقهاء مقولة ( رأيي صواب يحتمل الخطأ , ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ) كان لديهم علم يستندون عليه في تكوين أرائهم ( أدلة تكوين هذه الأراء ) , وليس مجرد كلام مرسل أو اتباع للأهواء . وهذا خلط يقع فيه الكثيرين ظناً منهم أن ما يقولونه هو رأيهم .
حتي العلم الذي يستند إليه الشخص عند تكوين رأيه ( الأدلة ) قد يكون علم صحيح وقد يكون علم فاسد . فإن كان ما يستند إليه علم فاسد , فرأيه رأي فاسد لا يُعتد به . وإن كان ما يستند إليه علم صحيح ولكنه استشهد به في غير موضعه الصحيح , فرأيه يكون خطأ . أما إن كان استشهاده بعلم صحيح وفي الموضع الصحيح , فهذا هو الرأي السديد .
وصاحب الرأي ذو العقل الرشيد هو من ينظر للأمور من عدة زوايا مختلفة وليس من زاوية واحدة فقط .
وعلي صاحب الرأي أن ينظر لما يستند عليه عند تكوين رأيه حتي يعلم إن كان علي الثبات والصواب أم علي باطل وضلال .
- لا يجب عليّ أن أتقبل الرأي الأخر ولا حتي أقيم له وزن أو اعتبار ( علي الدوام ) طالما أن هذا الرأي فاسد وتم بيان فساده . والرسول صل الله عليه وسلم وصحابته الكرام لم يتقبلوا أي أراء فاسدة أبداً . كفار قريش كانوا يجادلون رسول الله صل الله عليه وسلم في شأن الأصنام وفي غيرها , فهل تقبل منهم رأيهم ؟!
هذه أقوال تصدر عن جهل وعن هوي متبع لا يؤخذ بها ولا يقام لها أي اعتبار مطلقاً .
- بعد وفاة رسول الله صل الله عليه وسلم أشار عمر بن الخطاب علي أبو بكر رضي الله عنهما بأن ينزع أسامة بن زيد عن قيادة الجيش ( الذي ولاه عليه صل الله عليه وسلم قبل وفاته ) وكانت حجة عمر بأن أسامة صغير السن وبأنه يوجد من هو أكبر منه سناً وخبير بالحروب . فماذا كان جواب أبو بكر علي عمر ؟
قال له : ثكلتك أمك وعدمتك يا بن الخطاب . أيستعمله رسول الله صل الله عليه وسلم وأنزعه أنا ؟!
فهل تقبل أبو بكر رأي عمر ؟! وهل غضب عمر بن الخطاب أو أساء أبو بكر لعمر ؟!!
مثال أخر :
شاع في المدينة أن أبو حنيفة يقول في الدين برأيه وبالقياس ويترك أحاديث رسول الله صل الله عليه وسلم . فلما قدم إلي المدينة , قابله الإمام محمد الباقر وأسمعه كلاماً شديداً متهماً إياه بأنه قد بدل دين جده ( صل الله عليه وسلم ) وبأنه يأخذ بالقياس ويترك الأحاديث النبوية الشريفة . فما كان من أبو حنيفة إلا أنه هدأ من غضب الإمام محمد الباقر وطلب منه أن يجلس وسأله عن ثلاث :
السؤال الأول: "أيهما أضعف، الرجل أم المرأة؟"
فقال محمد الباقر: "المرأة أضعف" - بدنيا المرأة أضعف-.
قال: "في دين جدك صل الله عليه وسلم أيهما أقل من الآخر، ميراث الرجل أم ميراث المرأة؟" قال له: "المرأة نصف الرجل".
فقال: "فلو كنت أعمل بالرأي وأترك حديث جدك ودين جدك لقلت المرأة أضعف فتستحق ضعف ما يستحق الرجل. لكني لم أقل ذلك لأن حديث النبي مُقَدَّم عندي على رأيي".
السؤال الثاني: "أيهما أعظم عند الله، الصلاة أم الصيام؟"
فقال: "الصلاة".
فقال: "يا إمام، المرأة بعد رمضان يفوتها صلاة وصيام. بما أمرها جدك صل الله عليه وسلم أن تقضي الصلاة أم الصيام؟"
قال: "الصيام".
فقال: "فلو كنت أجتهد برأيي وأترك حديث النبي لقلت الصلاة أفضل، فتقضي الصلاة ولا تقضي الصيام. لكني لم أفعل ذلك. قلت كما قال جدك، تعيد الصيام ولا تعيد الصلاة". يتكلم أبو حنيفة هنا بالعقل ولكن بتواضع.
السؤال الثالث: قال: "يا إمام، أيهما أكثر نجاسة، البول أم النُطفَة؟"
فقال: "في دين جدي، البول أنجس".
فقال: "يا إمام، لو كنت آخذ بالرأي وأجتهد وأترك حديث النبي لقلت البول نغتسل منه والنُطفَة نتوضأ منها..." لأن البول أنجس "...لكني قلت كما قال جدك "البول نتوضأ منه والنُطفَة نغتسل منها" فلم أُغَيِّر بالرأي يا إمام، وإنما فعلت ما فعلت يا إمام لأن العراق كل يوم الناس تكون في جديد، فأردت أن أحمل الناس لدين جدك".
فقام محمد الباقر وقَبِّل رأس أبي حنيفة.
هنا درس في أن الرأي يجب أن يكون مستنداً علي علم صحيح في الموضع الصحيح , وليس وفقاً لهوي متبع أو حتي وفقاً لعلم صحيح ولكن ليس في الموضع الصحيح ( استشهاد خاطيء ) .
فماذا لو وجدنا في زماننا هذا من يقول بأن المرأة يجب أن ترث مثل الرجل ( بدعوي المساواة أو بغيرها ) ثم يتم بيان رأي المولي عز وجل في هذا الأمر , ولكنه يصر علي ما هو عليه من رأيه الفاسد ( وقد حدث هذا بالفعل ) . فهل مثل هذا الرأي يتم احترامه ؟!! لا والله لا يُحترم ولا يقام له أي وزن أو اعتبار .
- الخلاف بين المختلفين في الرأي ينشأ ويشتد حينما يخرج النقاش بينهما عن الموضوعية ويريد كل منهما ( أو أحدهما ) أن ينال من شخص الأخر . فهنا يخرج الحوار والنقاش من الرأي إلي التعرض لذات الشخص وامتهانه والتطاول عليه . وقد أمرنا المولي عز وجل بأن نجادل بالتي هي أحسن ( هذا أمره سبحانه وتعالي لرسوله صل الله عليه وسلم مع الكفار . فما بالنا بجدالنا مع بعضنا البعض ؟! ) والجدال بالتي هي أحسن لا تعني أبداً أن أتقبل رأي الأخر وهو واضح لي بأنه رأي فاسد , بل أبين له فساد ما يقول به دون أن أتطرق لذاته ( أجعل جدالي معه حول الرأي فقط ) .
- لو علمنا كيف يكون الرأي وتفكرنا فيه قبل أن نقول به أو نكتبه وما نستند عليه من أدلة تؤيد وتدعم هذا الرأي , وأن نتناقش بموضوعية حول هذا الرأي نفسه ولا نتعداه , لتجنبنا الكثير جداً من الخلافات . وأهم أمر هو أن نجعل المبدأ هو اتباع الحق والصواب فقط سواء كان هذا مع ما أقول به أو مع ما يقول به غيري .
شكراً علي هذا الموضوع .
خالص تحياتي
callayax
26-05-2014, 09:52 PM
الف شكر الاخت الفاضلة نهى خميس على هذا الموضوع
المشكلة اننا تنقصنا ثقافة الحوار وملكة الاقناع
اريج الليل
27-05-2014, 07:12 PM
الاختلاف في الراي في مصر يفسد في الود قضية
دي حاجة اكيييييييييدة دون شك
هنا لم يحترم احد راي احد سوي القليلون
مش عارفة هل هو عدم احترام للراي ام تعصب ذائد عن اللزوم
يجعله يرفض اي راي
موضوع جميل جدا
جزاكي الله خيرا
نهي نوير خميس
02-06-2014, 02:20 PM
الف شكر الاخت الفاضلة نهى خميس على هذا الموضوع
المشكلة اننا تنقصنا ثقافة الحوار وملكة الاقناع
بالفعل أستاذ محمد ثقافة الحوار وتقبل الرأي الآخر أصبحت نادرة إلا من رحم ربي
ولو ناقشنا مع الآخر قد لايتقبل المعارضة في أوقات كثيرة
تقبل تحياتي
نهي نوير خميس
02-06-2014, 02:21 PM
الاختلاف في الراي في مصر يفسد في الود قضية
دي حاجة اكيييييييييدة دون شك
هنا لم يحترم احد راي احد سوي القليلون
مش عارفة هل هو عدم احترام للراي ام تعصب ذائد عن اللزوم
يجعله يرفض اي راي
موضوع جميل جدا
جزاكي الله خيرا
التعصب بالفعل والنظرة الأحادية قد يكون السبب الرئيسي في ذلك
شكرا لمرورك الكريم
محمد أبو السلاطين
20-06-2014, 07:47 AM
لم نعلم أولادنا فى البيوت أن لك رأى يحترم ، لم نعلم أولادنا فى المدارس أن لك رأى لابد من احترامه حتى لو بدا تافهاً لم نزرع الثقة فى نفوس طلابنا كى يبدعوا ويفكروا فقط احفظ ولا تناقش ، حتى الرأى يلقنه المعلم للطالب ، تعلمنا السلبية والانهزامية فقدنا أهم معانى الإنسانية لم يعد الصغير يحترم الكبير ، وضاعت النخوة فنجد الشباب يجلسون فى المركبات يتامزحون بألفاظ نابية بينما تقف النساء دون شعور أدنى بالخجل . تلك القيم ضاعت لفقدان الجيل القدوة من آباء لا يعرفون سوى اللهاث على جمع المال متناسين دورهم فى التربية الرشيدة وأمهات اهتمت بعملها الوظيفى وتناست دورها فى تنشئة أبنائها ومن معلم همه الأول جمع المال ، ومن إعلام لا يغرس قيم والإخلاق الفاضلة ويهدف فى الأساس للربح المادى ،لذلك جميعا افتقدنا لغة الحوار لأننا ببساطة لم نتعلمها تتحدث بها أفواهنا ولا تصدقها عقولنا ،والدليل حوارات النخبة على شاشات التلفاز التى تبدأ باحترام الضيفين لأراء كل منهما وينتهى بالسباب والشتائم وإلقاء المياه وقد يصل فى بعض الأحيان بالتشابك بالأيدى
النهاية كلنا نحتاج أن نتعلم معنى ثقافة الاختلاف وشكراً
نهي نوير خميس
20-06-2014, 04:58 PM
لم نعلم أولادنا فى البيوت أن لك رأى يحترم ، لم نعلم أولادنا فى المدارس أن لك رأى لابد من احترامه حتى لو بدا تافهاً لم نزرع الثقة فى نفوس طلابنا كى يبدعوا ويفكروا فقط احفظ ولا تناقش ، حتى الرأى يلقنه المعلم للطالب ، تعلمنا السلبية والانهزامية فقدنا أهم معانى الإنسانية لم يعد الصغير يحترم الكبير ، وضاعت النخوة فنجد الشباب يجلسون فى المركبات يتامزحون بألفاظ نابية بينما تقف النساء دون شعور أدنى بالخجل . تلك القيم ضاعت لفقدان الجيل القدوة من آباء لا يعرفون سوى اللهاث على جمع المال متناسين دورهم فى التربية الرشيدة وأمهات اهتمت بعملها الوظيفى وتناست دورها فى تنشئة أبنائها ومن معلم همه الأول جمع المال ، ومن إعلام لا يغرس قيم والإخلاق الفاضلة ويهدف فى الأساس للربح المادى ،لذلك جميعا افتقدنا لغة الحوار لأننا ببساطة لم نتعلمها تتحدث بها أفواهنا ولا تصدقها عقولنا ،والدليل حوارات النخبة على شاشات التلفاز التى تبدأ باحترام الضيفين لأراء كل منهما وينتهى بالسباب والشتائم وإلقاء المياه وقد يصل فى بعض الأحيان بالتشابك بالأيدى
النهاية كلنا نحتاج أن نتعلم معنى ثقافة الاختلاف وشكراً
بالفعل أتفق معك أ/محمد
رأيك في محلة شكرا علي مرورك الكريم