عزتى في دينى
30-05-2014, 07:40 PM
تعرَّف على نفسكِ من كتابِ الله؛ وتعلَّم كيف ترتقي بها (":
مقال بقلم : د. فوز كردي
يروي الأحنف بن قيس كان جالسًا يومًا مُتفكّرًا قوله تعالى :
{ لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ } سورة الأنبياء : 10
فمرَّ بقوله تعالى يصِف أناسًا :
{ كَانُواْ قَلِيلاً مّن اللّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ *
وَفِيَ أَمْوَالِهِمْ حَقّ لّلسّآئِلِ وَالْمَحْرُومِ } سورة الذاريات : 17 – 19
فلم يجد نفسه معهم ، فتابع يلتمس ذكره ..
وتلا قوله تعالى : { الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ
وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } سورة آل عمران : 134
ومضى يفتِّش في : { وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ
وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } سورة الحشر : 9
وبين من ذكرهم القرآن : { وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ
وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } سورة الشورى : 37
فدمَعت عينه وقال : اللهم لست أعرف نفسي في هؤلاء :"
ثم أخذ يقرأ فمرَّ بقومٍ وُصِفوا بـ
{ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ } سورة الصافات : 35
وقوم يُقال لهم : { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ *
وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ } سورة المدثر : 42 - 44
فقال : الَّلهُم إنِّي أبرأ إليك من هؤلاء :"
ولمَّا تلا قوله تعالى : { وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا
وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } سورة التوبة : 102
فقال: أنا من هؤلاء، هذا ذكري :"
وكان له -يرحمه الله- ماله من الإحسان والعمل الصالح وحسن الخلق ؛
ولكنهم أُناس أخذوا منهج تزكية النَّفس من كتابِ الله وعلِمُوا أنَّه خطاب الله إليهم ؛
فأقبلوا عليه مُتدبِّرين مُستهدين .
وهكذا من يعيش مع القرآن ، ويعلم أن القرآن خطاب الله إليه ورحمته به .
فلنعرض أنفسنا على القرآن ونلتمس فيه ذكرنا ، ولننظر إلى أصناف الناس
مُتذكِّرين أن الدَّار دار عمل .
فلنُشمِّر ونجتهد لنرتقي في الدَّرجات ؛ فمهما قصَّرنا وفرَّطنا فالحمد لله
أنَّنا ما نزال أحياء :" ويد الله مبسوطتان ليتُوب المُسِيء ويُقبل المُعرض .
لنقرأ ونتدبَّر ونعمل (""":
لنكُون من الَّذين إذا ذُكر المخلصون كنَّا منهم، وإذا ذُكر الصَّائمون كنَّا منهم ،
وكذا مع المُتصدقين ومع القائمين ، وفي ركب الدُّعاة والمُصلحين ،
ومع البارِّين الودودين ، وفي حِلَق العلم ومجالس الخير من الحاضرين ..
لنا من كُلِّ معرُوف نصِيب وفي كُلِّ خير سهم .
يُظلِّل أعمالنا قلب خاشع داع مُخبت، ونفس لوَّامة ، وهمَّة عالية، ورجاء عظيم :"
والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ()
بقلم : د. فوز كردي
مقال بقلم : د. فوز كردي
يروي الأحنف بن قيس كان جالسًا يومًا مُتفكّرًا قوله تعالى :
{ لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ } سورة الأنبياء : 10
فمرَّ بقوله تعالى يصِف أناسًا :
{ كَانُواْ قَلِيلاً مّن اللّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ *
وَفِيَ أَمْوَالِهِمْ حَقّ لّلسّآئِلِ وَالْمَحْرُومِ } سورة الذاريات : 17 – 19
فلم يجد نفسه معهم ، فتابع يلتمس ذكره ..
وتلا قوله تعالى : { الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ
وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } سورة آل عمران : 134
ومضى يفتِّش في : { وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ
وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } سورة الحشر : 9
وبين من ذكرهم القرآن : { وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ
وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } سورة الشورى : 37
فدمَعت عينه وقال : اللهم لست أعرف نفسي في هؤلاء :"
ثم أخذ يقرأ فمرَّ بقومٍ وُصِفوا بـ
{ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ } سورة الصافات : 35
وقوم يُقال لهم : { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ *
وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ } سورة المدثر : 42 - 44
فقال : الَّلهُم إنِّي أبرأ إليك من هؤلاء :"
ولمَّا تلا قوله تعالى : { وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا
وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } سورة التوبة : 102
فقال: أنا من هؤلاء، هذا ذكري :"
وكان له -يرحمه الله- ماله من الإحسان والعمل الصالح وحسن الخلق ؛
ولكنهم أُناس أخذوا منهج تزكية النَّفس من كتابِ الله وعلِمُوا أنَّه خطاب الله إليهم ؛
فأقبلوا عليه مُتدبِّرين مُستهدين .
وهكذا من يعيش مع القرآن ، ويعلم أن القرآن خطاب الله إليه ورحمته به .
فلنعرض أنفسنا على القرآن ونلتمس فيه ذكرنا ، ولننظر إلى أصناف الناس
مُتذكِّرين أن الدَّار دار عمل .
فلنُشمِّر ونجتهد لنرتقي في الدَّرجات ؛ فمهما قصَّرنا وفرَّطنا فالحمد لله
أنَّنا ما نزال أحياء :" ويد الله مبسوطتان ليتُوب المُسِيء ويُقبل المُعرض .
لنقرأ ونتدبَّر ونعمل (""":
لنكُون من الَّذين إذا ذُكر المخلصون كنَّا منهم، وإذا ذُكر الصَّائمون كنَّا منهم ،
وكذا مع المُتصدقين ومع القائمين ، وفي ركب الدُّعاة والمُصلحين ،
ومع البارِّين الودودين ، وفي حِلَق العلم ومجالس الخير من الحاضرين ..
لنا من كُلِّ معرُوف نصِيب وفي كُلِّ خير سهم .
يُظلِّل أعمالنا قلب خاشع داع مُخبت، ونفس لوَّامة ، وهمَّة عالية، ورجاء عظيم :"
والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ()
بقلم : د. فوز كردي