مشاهدة النسخة كاملة : موقف من مواقف سرعة بديهة الإمام أبو حنيفة


حمدى حسام
02-06-2014, 11:23 PM
لتأدية مناسك الحج وقابل هناك الإمام محمد الباقر- وهو من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم- فرآه الإمام محمد الباقر هناك ووجه له كلاما في منتهى الشدة فقال له: "أنت الذي غَيَّرت دين جدي فقَدَّمت القياس على أحاديث جدي؟ - و"قَدَّمت القياس" أي تقيس بالرأي-.
فقال أبو حنيفة: "ما فعلتُ".
قال الإمام محمد الباقر: "بل فعلتَ".
فقال أبو حنيفة: "يا إمام، هلا جلست حيث تحب حتى أجلس حيث أحب؟" فجلس الإمام محمد الباقر على ما يشبه الكرسي أو الأريكة، فجاء أبو حنيفة وقال له: "أنت جلست حيث تحب وأنا أجلس على الأرض حيث أحب أن أكون بين يديك".
وقال له أبو حنيفة: "إنما فعلت ذلك لأن مقامك عندي كمقام جدك عند أصحابه صلى الله عليه وسلم. فقد بدأ معه أبو حنيفة هكذا حتى قبل أن يشرح له وجهه نظره، فقد قال له الإمام محمد الباقر: "أنت الذي غَيَّرت دين جدي!"، فكأنما يقول له أبو حنيفة في أول رد عليه: "انظر لجلستي وطريقتي معك تعرف منها أنني لم أغيّر دين جدك".

ثم جلس كلاهما أمام بعضهما البعض وقال أبو حنيفة: "يا إمام، أنت تقول أنني غَيَّرت دين جدك بالقياس بالرأي وتركت حديثه".
قال: "نعم، فعلت".
فقال: "يا إمام، أسألك ثلاثة أسئلة..."
السؤال الأول: "أيهما أضعف، الرجل أم المرأة؟"
فقال محمد الباقر: "المرأة أضعف" - بدنيا المرأة أضعف-.
قال: "في دين جدك صلى الله عليه وسلم أيهما أقل من الآخر، ميراث الرجل أم ميراث المرأة؟" قال له: "المرأة نصف الرجل".
فقال: "فلو كنت أعمل بالرأي وأترك حديث جدك ودين جدك لقلت المرأة أضعف فتستحق ضعف ما يستحق الرجل. لكني لم أقل ذلك لأن حديث النبي مُقَدَّم عندي على رأيي".

السؤال الثاني: "أيهما أعظم عند الله، الصلاة أم الصيام؟"
فقال: "الصلاة".
فقال: "يا إمام، المرأة بعد رمضان يفوتها صلاة وصيام. بما أمرها جدك صلى الله عليه وسلم أن تقضي الصلاة أم الصيام؟"
قال: "الصيام".
فقال: "فلو كنت أجتهد برأيي وأترك حديث النبي لقلت الصلاة أفضل، فتقضي الصلاة ولا تقضي الصيام. لكني لم أفعل ذلك. قلت كما قال جدك، تعيد الصيام ولا تعيد الصلاة". يتكلم أبو حنيفة هنا بالعقل ولكن بتواضع.

السؤال الثالث: قال: "يا إمام، أيهما أكثر نجاسة، البول أم النُطفَة؟" - "النُطفَة" أي التي يأتي منها الولد عندما يجامع الرجل زوجته-.
فقال: "في دين جدي، البول أنجس".
فقال: "يا إمام، لو كنت آخذ بالرأي وأجتهد وأترك حديث النبي لقلت البول نغتسل منه والنُطفَة نتوضأ منها..." لأن البول أنجس "...لكني قلت كما قال جدك "البول نتوضأ منه والنُطفَة نغتسل منها" فلم أُغَيِّر بالرأي يا إمام، وإنما فعلت ما فعلت يا إمام لأن العراق كل يوم الناس تكون في جديد، فأردت أن أحمل الناس لدين جدك".
فقام محمد الباقر وقَبِّل رأس أبي حنيفة. لم يتصارع أبو حنيفة أيها الناس، أو يقول له مثل: "أنك تقول أنني غَيَّرت دين جدك! لا لم أُغََيِّر به!"، "بل غَيَّرت به!"، "إذًا فليكن، غَيَّرت به ومن يعجبه هذا فليكن كذلك، ومن لا يعجبه فلا يعجبه..." ونبدأ في الصراع. ولكن أبو حنيفة هنا استخدم المنطق العقلي

عزتى في دينى
02-07-2014, 10:03 PM
بارك الله فيك

amineunited
06-11-2014, 04:54 PM
شكرا اخي العزيز جميل جدا