مشاهدة النسخة كاملة : إني عاجزة
A-B-F 02-08-2008, 10:37 PM بسم الله الرحمن الرحيم
كنت سارحة مع افكاري عندما أطلق القطار صفارة طويلة بدت كأنها من حلق مارد عملاق، منبهة أن الوقت قد حان ليغادر المحطة ، نظرت من النافذة التي كنت أجلس ملاصقة لها أتابع حركة الركاب والباعة على الرصيف ، والقطار يتحرك ببطء والمودعون يلوحون لذويهم واقاربهم ، وترامى الى سمعي بعض كلمات الوداع مثل مع السلامة ، طمأنونا بمجرد وصولكم ، كونوا على اتصال .. الخ ، ولكن القطار كان اصم لا يعير انتباهه لمثل هذه الكلمات وأخذ يزيد من سرعته تدريجيا مخترقا أما مه السكون والطريق الطويل الذي يبدو كأنه بلا نهاية.
بمفردي كنت أجلس على مقعد رقم 5 في عربة رقم 6 من قطار الاسكندرية عندما دونت الكلمات السابقة في كشكول أحمله معي في أي مكان أسافر إليه وذلك على سبيل المقدمة لقصة حلمت كثيرا في الماضي أن أكتبها ولكنني لم أنجح.
كان أبي لم يجد حجزا في القطار الا لأرقام المقاعد {40،41،42،43،5} أي أربعة مقاعد متتابعة والخامس بعيدا عنهم ، وخيرني أن أجلس بجوار أمي وأخي وأختي أو أجلس بمفردي ، الا انه كان متأكدا أنني سأفضل الجلوس على المقعد رقم 5 خاصة أن الكرسي قريب من الباب وبهذا لن أضطر للسير مسافة كبيرة تتفحصني عيون المسافرين اذا أردت الذهاب للحمام وذلك لشدة خجلي وشعوري بالارتباك عندما أرتاد مكانا لأول مرة.
بعد دقائق قامت أمي من مكانها وجلست بجواري ، ثم ربتت على يدي برفق وهي تنظر إلي في حنان زائد ، كثيرا ما كنت أضيق به وقالت :
المسافة طويلة لمدينة الاسكندرية يا ابنتي ، هل ستقضين كل هذا الوقت وحيدة؟؟
رفعت عيني من على طرف حذائي ثم أمسكت أحد كتب الاديبة زرقاء اليمامة ولوحت لأمي به من دون أن أنبس ، فربتت على يدي مرة أخرى وقالت :
على العموم الكتاب خير صديق.
واستطردت أنا في اقتضاب :
خاصة اذا كان لكاتبتي المفضلة زرقاء اليمامة.
وللحديث بقية
Hamset_Etab 02-08-2008, 10:43 PM روووووووووووووعه والاسلوب حلوه اوى (بصراحه اكتر حاجه عجبانى)
منتظره الباقى ان شاء الله
A-B-F 02-08-2008, 11:03 PM وقامت أمي وعدت لوحدتي ، ولكن تركت داخلي سؤالاظل يتردد: ما الذي يدعوني للخجل والانطواء ؟؟ وما سر عدم ثقتي بنفسي ، واحساسي أنني أقل ممن حولي ؟؟ هل بسبب هذه.. وهنا قاطع تفكيري صوت رقيق تفيض من حروفه ثقة بالنفس.
هل هذا مقعد6 في عربة رقم6 ؟
كان صوت سيدة انيقة ترتدي فستانا مزركشا، وتضع على عينيها نظارة سوداء ، وتحمل في يمناها حقيبة سفر ، وتعلق في كتفها اليسرى حقيبة يد صغيرة ، هززت رأسي بالايجاب، ولكنها بدت لم ترني فأعادت علي السؤال بصوت اعلى:
هل هذا مقعد رقم 6؟ النظارة السوداء التي على عينيها واعادتها للسؤال على الرغم من أنني أجبتها بهزة من رأسي أكدا لي أنها كفيفة ، فكررت اجابتي في تردد :
نعم مقعد 6 في عربة 6.
رفعت السيدة حقيبة سفرها ووضعتها على شبكة الامتعة العلوية بعد ان شبت على قدميها وأفسحت مكانا لحقيبتها وسط الحقائب دون أن تصدر منها اشارة تنبئ أنها لا ترى ، ابتسمت ابتسامة ودودة عريضة ملأت صفحة وجهها الجميل الدقيق جعلتني اشعر انني قابلتها من قبل،وقالت وهي تجلس بجواري وكأنها تعرفني من زمن بعيد:
انني معتادة على السفر بالقطار ولكنني هذه المرة أسأت تقدير رقم عربة القطار ،فركبت في عربة رقم5، ولما تنبهتلخطئي كان القطار قد تحرك فسرت خلال عربة 5 حتى وصلت لعربة 6.
وضعت بعض الكتب التي كانت تمسكها في يدها في الشبكة التي في ظهر المقعد الذي أمامها ثم التفتت الي وقالت:
في الرحلة يكون الرفيق أهم من الطريق ثم مدت يدها لي لتصافحني وكأنها تعرفني منذ زمن بعيد وأكملت في ود صادق : اسمي منار ، وأنت ما اسمك؟؟
تمتمت في خجل بصوت منخفض: اسمي.........
شعرت ببعض الضيق لأنها ستقطع علي وحدتي ةتأملي في صمت ، ثم أدرت وجهي أنظر للمزارع الخضراء التي بدأ القطار يمر من خلالها ، ولما وجدت مني هذا الاعراض واصراري أن أبقى صامتة أخرجت من حقيبة يدها كتابا صفحاته منقوش عليها حروف بارزة بطريقة برايل وأخذت تجري بأصابعها على الاسطر بسرعة أدهشتني..
أصابع للرؤية.. جارتي كانت تقرأ بأصابعها ، ورحت أتأملها وأتأمل ابتسامتها العريضة التي لا تفارق وجهها الجميل .
و للحديث بقية
A-B-F 02-08-2008, 11:06 PM روووووووووووووعه والاسلوب حلوه اوى (بصراحه اكتر حاجه عجبانى)
منتظره الباقى ان شاء الله
شكرا لمرورك الكريم
بارك الله فيك
the_guilty 02-08-2008, 11:16 PM شكرا جزيلا على الموضوع عامة وطريقة السرد المميزة
وفى انتظار جديدك
A-B-F 02-08-2008, 11:25 PM بعد قليل مالت على أذني وهمست في ود:
متأسفة ، لا حظت أنك تؤثرين الصمت وتميلين الى العزلة فانشغلت عنك بصديق آخر للطريق ، الكتاب.
وجدت نفسي مندفعة للكلام معها ، فقلت ببعض الخجل:
في الحقيقة أنا أيضا أحب القراءة ، وأرى في الكتاب صديقا لطيفا لرحلاتي الطويلة.
هذا حسن ولكن لم كل هذا الخجل الذي استشعره في كلماتك؟؟
أجبت بعد فترة قصيرة :
في الحقيقة كثيرا ما اشعر به عندما أرتاد مكانا لأول مرة أو عندما أتعرف باناس جدد.
ولم؟؟
جلت ببصري في المكان لأتأكد أنه ليس هناك من يستمع اليها ثم قلت في تردد:
أشعر أحيانا أن الناس تتغامز علي ساخرة.
هذا احساس خاطئ يا....، أنت لست أقل من أي أحد ليتغامز عليك ساخرا، وان فعل يكون مخطئا.
وجدت نفسي من دون أن أدري مندفعة اندفاعا لاكشف لها عن نفسي ، فقلت وكلماتي مازالت مرتبكة:
هناك شئ لا تستطيعين أن تريه في.
شئ لا استطيع أن أراه فيك؟؟
عفوا أنا آسفة ، أقصد أنا لا اعرف كيف اعبر لك.....
تخونني الكلمات.
فمالت على اذني وهمست بصوت خافت:
هل تقصدين ذلك الجهاز المثبت في رجلك اليمنى
فاجأني ردها فقلت مسرعة:
الجهاز المثبت في قدمي وكيف عرفت؟؟
كيف عرفت...وهل تظنين يا جارتي العزيزة اننا لا نرى الا بأعيننا فقط، لقد تشاركنا مقعدين متلاصقين لاكثر من ساعة ومن دون قصد منا تلامست ساقانا فعرفت بأمر ذلك الجهاز الذي يحيط بساقك ليساعدك على المشي.
هذه هي الحقيقة، نتيجة حادث سيارة اصبت في قدمي اليمنى باعاقة... أنا عاجزة
وللحديث بقية
A-B-F 02-08-2008, 11:29 PM شكرا جزيلا على الموضوع عامة وطريقة السرد المميزة
وفى انتظار جديدك
شكرا لمرورك الكريم
بارك الله فيك
A-B-F 02-08-2008, 11:54 PM اعاقة ، عاجزة.... لا ترددي مثل هذه الكلمات ، هل لمجرد أن يصاب الانسان في قدمه او اي عضو آخر يصف نفسه بانه معاق ، العجز الحقيقي هو ان نشعر داخلنا بقصور يعوقنا ان نعيش أسوياء ، فأنا مثلا كفيفة البصر ولكنني أستطيع أن أرى بخيالي ما تعجز عيناي أن تراه ، فقداننا لاحد اعضاء جسدنا قد يكون قضبانا نسجن انفسنا وراءها ، وقد تكون اجنحة تحلق بنا في سماوات رحبة واسعة، في الوقت الذي يكون فيه غيرنا أسرى محبوسين داخل قيود أجسادهم العفية، لقد خلق الله في داخل كل واحد منا موهبة عليه أن يكتشفها، أعيدي التطلع لنفسك واكتشفي موهبتك.
شجعني كلامها كثيرا ، ودبت في روح جديدة، فقلت بعد أن زال عني بعض الخجل:
أنا أحب القراءة ولي بعض المحاولات المتواضعة في كتابة القصة ، ولكن في الحقيقة كل مرة كنت ابدأ ولا أنهي ما اكتب.
ابتسمت مشجعة وقالت:
جميل ، يسعدني أن أقرأ ما كتبت ان لم يكن لديك مانع.
وقرأت عليها ما كتبت منذ نحو ساعة، وما ان انتهيت من القراءة حتى صاحت في اعجاب:
اسلوبك رائع حقا، اذا نميت موهبتك هذه ستكونين في المستقبل كتبة ممتازة
رددت كحالمة:
هل لي ان احلم ان اكون مثل الكاتبة المشهورة زرقاء اليمامة...
عادت لها روحها البشوشة وضحكت بصوت عال :
زرقاء اليمامة...
أعرف ان اسمها قديم مثير للضحك ، لكنني اعجب كثيرا بوصفها للاماكن والاشخاص، واشعر وانا اقرأ قصصها كأنها ترى بعين مائة شخص.
وللحديث بقية
أحمد2025 03-08-2008, 01:43 AM ينهار أبيض
بجد موضوع تحفة
الله عليكى
COoL HEaRT 03-08-2008, 03:18 AM اه من احسن المواضيع اللى شفتها ياريت تكملى فى انتظارك
بورسعيدى 03-08-2008, 04:11 AM القصة شكلها جميلة جدا
ومش مجرد قرأة فقط
لا... دى فيها دروس كبيرة
واول درس لاحظتة ان الاعاقة لا يجب ان تكون قضبان نسجن انفسنا بداخلة
والثانى هو ان نبحث فى داخلنا عن مواهبنا
فلكل انسان موهبة
ولكن المهم ان نكتشف تلك الموهبة
وتتوالى الدروس والعبر ما كاتبتنا الجميلة ..................
معذرة انا لا اعرف اسمك ,,,,
وياترى هى كام حلقة ؟؟
منتظرين البقية
A-B-F 03-08-2008, 08:32 PM ينهار أبيض
بجد موضوع تحفة
الله عليكى
شكرا لمرورك الكريم
بارك الله فيك
A-B-F 03-08-2008, 08:33 PM اه من احسن المواضيع اللى شفتها ياريت تكملى فى انتظارك
شكرا لمرورك الكريم
بارك الله فيك
سأكملها الان باذن الله
A-B-F 03-08-2008, 08:36 PM القصة شكلها جميلة جدا
ومش مجرد قرأة فقط
لا... دى فيها دروس كبيرة
واول درس لاحظتة ان الاعاقة لا يجب ان تكون قضبان نسجن انفسنا بداخلة
والثانى هو ان نبحث فى داخلنا عن مواهبنا
فلكل انسان موهبة
ولكن المهم ان نكتشف تلك الموهبة
وتتوالى الدروس والعبر ما كاتبتنا الجميلة ..................
معذرة انا لا اعرف اسمك ,,,,
وياترى هى كام حلقة ؟؟
منتظرين البقية
شكرا لمرورك الكريم
القصة فعلا عجباني جدا علشان كدا حبيت اشوف رأيكم فيها فنقلتها
لانها تعتبر عبر لا قصة
معك حق استاذي الاعاقة اعاقة الفكر لا العضو
يتبقى بها جزء بسيط جدا وباذن الله سأكملها
شكرا لمرورك الكريم
بارك الله فيك
A-B-F 03-08-2008, 08:45 PM استمرارك في القراءة والكتابة سيجعلك يوما مثلها ، بل ربما أحسن منها.
وهل يعقل أن أسوي نفسي بانسان سوي، ليس به عاهة أو .............
وقاطعتني بسرعة:
لا تعودي لمثل هذا الكلام ، واستطردت كأنها تراني : أرى أنك مازلت غير مقتنعة بكلامي ، اذن لا مفر من كشف الحقيقة.
أشارت الى نفسها وابتسامتها البشوشة لا تفارقها وقالت :
في بداية معرفتنا عرفتك بنفسي أن اسمي منار ، ومنار هو الاسم الحقيقي للا سم المستعار الذي أوقع به على قصصي التي اكتبها وهو زرقاء اليمامة .
نظرت اليها طويلا وقد عقدت المفاجأة لساني ، ثم رددت اسمها كمسحورة :
حضرتك زرقاء اليمامة.
ثم لم أدر بنفسي الا أنا وهي ننفجر بالضحك مقهقهتين من دون حرج من نظرات الناس من حولنا ، ومن دون أن أشعر بأي خجل أو خوف.
انتهت
A-B-F 03-08-2008, 08:51 PM شكرا لكم على المرور
والقصة للكاتب <ماجد جورج >بعنوان <مقعد 6 في عربة 6>
بمجلة العربي الصغيرلشهر أغسطس عام 2008
لكني احببت وضع ذلك العنوان
والبطلة تدعى هدى لكني ايضا أخفيت اسمها لأزيد من التشويق
وودت وضعها في الركن العام لاني اراها عبر أكثر منه قصة ولا اعلم ما قسمها
ودمتم بكل خير
ومنتظرة ردودكم والعبر التي تعلمناها
في أمان الله
A-B-F 03-08-2008, 09:01 PM شكرا لمرورك الكريم
ولكني اريد ان اعرف ما استفدتيه منها
بارك الله فيك
في رعاية الله
بورسعيدى 04-08-2008, 01:47 AM يعنى السيدة طلعت هى زرقاء اليمامه ؟؟؟
والله مفاجأة كبيرة
شكرا جدا لك
أحمد2025 04-08-2008, 02:19 AM عارفة لو نفهم معنى القصة دى
حياتنا هتتغير كتير قوى
شكرا جزيلا على القصة الرائعة
angelkity 04-08-2008, 02:42 AM قصة رائعة فعلا
واجمل ما فيها انها بتعلم الواحد كتير اوى
واننا لازم نعمل حجات كتيرة طالما احنا فى نعمة و سالمين
وان الاعاقة دى جوة الواحد مش من براه
وشكرا جدا ليكى حبيبتى
A-B-F 04-08-2008, 04:00 AM يعنى السيدة طلعت هى زرقاء اليمامه ؟؟؟
والله مفاجأة كبيرة
شكرا جدا لك
بالطبع
فعلا فاجأني ذلك كثيرا عندما قرأتها
شكرا لمرورك الكريم
في امان الله
A-B-F 04-08-2008, 04:04 AM عارفة لو نفهم معنى القصة دى
حياتنا هتتغير كتير قوى
شكرا جزيلا على القصة الرائعة
فعلا حياتنا ستتغير للافضل
شكرا لمرورك الكريم
في امان الله
A-B-F 04-08-2008, 04:06 AM قصة رائعة فعلا
واجمل ما فيها انها بتعلم الواحد كتير اوى
واننا لازم نعمل حجات كتيرة طالما احنا فى نعمة و سالمين
وان الاعاقة دى جوة الواحد مش من براه
وشكرا جدا ليكى حبيبتى
فعلا كل انسان ميسر لما خلق له
معك حق الاعاقة ليست باعاقة الاعضاء
شكرا لمرورك الكريم
في امان الله
|