abomokhtar
20-07-2014, 10:32 PM
بالقرآن اهتديت
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، الذي أنعم علينا بالإسلام والإيمان، وخصنا بالصيام والقيام، ويسر لنا سبل الدخول إلى الجنان، والنجاة من النيران، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، حبيبنا وقدوتنا وشفيعنا يوم الحساب.
بعد الإفطار تَعرض قنواتُنا مجموعة من البرامج التي أقل ما يمكن أن نقول عنها: إنها تافهة تفسد على الناس صيامهم، وحلاوة إيمانهم، بفكاهة سمجة، ومسلسلات تافهة، و"كاميرا خفية" مروِّعة، وفي نفس الوقت تعرض بعض القنوات الملتزمة برامج مفيدة، ومن هذه البرامج التي شدت انتباهي، وتابعتها بشغف: برنامج: "بالقرآن اهتديت"، الذي يحكي قصص اعتناق بعض الغربيين للإسلام، وعلاقة هدايتهم بالقرآن، وكيف زلزلت بعض آياته قلوبهم، وهزت كيانهم.
فهذا تأثَّر بقوله تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ * وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﴾ [الأنبياء: 30، 31].
وآخر بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 164].
وأخرى بقوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ [هود: 102].
وأنت تستمع لحكاياتهم المؤثِّرة لا تشعر إلا والدموع تذرف، والجلود تقشعر، والأبدان ترتعش... فتشعر حينئذٍ بنعمة الإيمان التي غفل عنها كثير من المسلمين اليوم، ولم يتذوقوا حلاوتها مع الأسف الشديد.
ومن الاستنتاجات التي خرجتُ بها من هذا البرنامج القيم ما يلي:
• أن القرآن هو محور حياتنا ودعوتنا، وأنه سر حياة قلوبنا؛ برفعنا له نُرفع، وبهجرنا له ننحط.
• أن الالتزام عن علم واقتناع، وإعمال العقل، وطرح السؤال - غير الالتزام بالوارثة وعن جهل، وهذا هو سر كلمة "اقرأ".
• التزام هؤلاء يعني اصطباغ حياتهم بصبغة الإسلام في كل صغيرة وكبيرة؛ الحلال حلال، والحرام حرام، بدون التواء ولا بحث عن مبررات وأعذار، وأن الضرورات تبيح المحظورات.
• نكران الذات، والاهتمام بأمور الأمة؛ كتعليم الجاهلين، وهداية الضالين، ومساعدة المحرومين، وإغاثة المنكوبين.
• التراحم، والكرم، وحسن معاملة الآخر، والابتسامة في وجوه الناس: من أهم أسباب جذب الآخرين للإسلام.
• عدم الاغترار بحياة الغربيين، والانخداع ببريق حضارتهم اللامع؛ فوراء هذا الزخرف خواء روحي، وكآبة ومخدرات ومعاناة.
• بمجرد نطق الشهادة ينشرح الصدر، وتنتعش القلوب، وتدب الحياة في العروق، وبأول سجدة لله تنحط جبال الهموم والغموم، وتنزل السكينة والطمأنينة.
• المؤمن الحق يبدأ يومه بالقرآن، ويختمه بالقرآن؛ قراءة وتدبرًا وعملاً بأحكامه.
وأخيرًا وبعد مشاهدة الذين قبلهم الله عنده واعتنقوا الإسلام والتزموا به قلبًا وقالبًا، شعرت بالدونية والاحتقار، وأنا أتعلم منهم أشياء كثيرة، واكتشفت أن هناك غشاوةً على قلوبنا وأعيننا تحول دون فهمنا للإسلام فهمًا صحيحًا يجعلنا خير أمة أُخرجت للناس، فلسان حال هؤلاء يقول: بالقرآن اهتديت، ولسان حالنا يقول: بالوراثة اهتديت!
فاللهم نوِّر عقولنا بالعلم، وقلوبنا بالقرآن، واشرح صدورنا بالإيمان، واهدنا واهد بنا واجعلنا سببًا لمن اهتدى، اللهم آمين.
محمد عزيز القصطالي (http://www.alukah.net/authors/view/sharia/8811/)
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، الذي أنعم علينا بالإسلام والإيمان، وخصنا بالصيام والقيام، ويسر لنا سبل الدخول إلى الجنان، والنجاة من النيران، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، حبيبنا وقدوتنا وشفيعنا يوم الحساب.
بعد الإفطار تَعرض قنواتُنا مجموعة من البرامج التي أقل ما يمكن أن نقول عنها: إنها تافهة تفسد على الناس صيامهم، وحلاوة إيمانهم، بفكاهة سمجة، ومسلسلات تافهة، و"كاميرا خفية" مروِّعة، وفي نفس الوقت تعرض بعض القنوات الملتزمة برامج مفيدة، ومن هذه البرامج التي شدت انتباهي، وتابعتها بشغف: برنامج: "بالقرآن اهتديت"، الذي يحكي قصص اعتناق بعض الغربيين للإسلام، وعلاقة هدايتهم بالقرآن، وكيف زلزلت بعض آياته قلوبهم، وهزت كيانهم.
فهذا تأثَّر بقوله تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ * وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﴾ [الأنبياء: 30، 31].
وآخر بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 164].
وأخرى بقوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ [هود: 102].
وأنت تستمع لحكاياتهم المؤثِّرة لا تشعر إلا والدموع تذرف، والجلود تقشعر، والأبدان ترتعش... فتشعر حينئذٍ بنعمة الإيمان التي غفل عنها كثير من المسلمين اليوم، ولم يتذوقوا حلاوتها مع الأسف الشديد.
ومن الاستنتاجات التي خرجتُ بها من هذا البرنامج القيم ما يلي:
• أن القرآن هو محور حياتنا ودعوتنا، وأنه سر حياة قلوبنا؛ برفعنا له نُرفع، وبهجرنا له ننحط.
• أن الالتزام عن علم واقتناع، وإعمال العقل، وطرح السؤال - غير الالتزام بالوارثة وعن جهل، وهذا هو سر كلمة "اقرأ".
• التزام هؤلاء يعني اصطباغ حياتهم بصبغة الإسلام في كل صغيرة وكبيرة؛ الحلال حلال، والحرام حرام، بدون التواء ولا بحث عن مبررات وأعذار، وأن الضرورات تبيح المحظورات.
• نكران الذات، والاهتمام بأمور الأمة؛ كتعليم الجاهلين، وهداية الضالين، ومساعدة المحرومين، وإغاثة المنكوبين.
• التراحم، والكرم، وحسن معاملة الآخر، والابتسامة في وجوه الناس: من أهم أسباب جذب الآخرين للإسلام.
• عدم الاغترار بحياة الغربيين، والانخداع ببريق حضارتهم اللامع؛ فوراء هذا الزخرف خواء روحي، وكآبة ومخدرات ومعاناة.
• بمجرد نطق الشهادة ينشرح الصدر، وتنتعش القلوب، وتدب الحياة في العروق، وبأول سجدة لله تنحط جبال الهموم والغموم، وتنزل السكينة والطمأنينة.
• المؤمن الحق يبدأ يومه بالقرآن، ويختمه بالقرآن؛ قراءة وتدبرًا وعملاً بأحكامه.
وأخيرًا وبعد مشاهدة الذين قبلهم الله عنده واعتنقوا الإسلام والتزموا به قلبًا وقالبًا، شعرت بالدونية والاحتقار، وأنا أتعلم منهم أشياء كثيرة، واكتشفت أن هناك غشاوةً على قلوبنا وأعيننا تحول دون فهمنا للإسلام فهمًا صحيحًا يجعلنا خير أمة أُخرجت للناس، فلسان حال هؤلاء يقول: بالقرآن اهتديت، ولسان حالنا يقول: بالوراثة اهتديت!
فاللهم نوِّر عقولنا بالعلم، وقلوبنا بالقرآن، واشرح صدورنا بالإيمان، واهدنا واهد بنا واجعلنا سببًا لمن اهتدى، اللهم آمين.
محمد عزيز القصطالي (http://www.alukah.net/authors/view/sharia/8811/)