abomokhtar
06-08-2014, 06:49 AM
السؤال
♦ ملخص السؤال:
فتاة تعرفت إلى شابٍّ عن طريق الإنترنت، أحبَّتْه بجنونٍ، طلب منها الزواج، لكنها فوجئتْ بأنه متزوج، ويريدها زوجة ثانية، وتسأل: كيف تقنع أهلها بالموافقة عليه؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعرَّفتُ إلى شابٍّ عن طريق الإنترنت، قمَّة في الأدب والأخلاق والاحترام، أحببتُه بجنونٍ، وإذا أرسلتُ له رسالةً ولم يردَّ عليها أبكي وأحزن!
طلب مني الزواجَ، وطلب مُقابلة أهلي ليطلب منهم يدي، لكن فوجئتُ بأنه مُتزوِّج وليس لديه أولاد، ويريدني كزوجةٍ ثانية!
أهلي لن يُوافقوا بالزواج الثاني، أشيروا عليَّ كيف أقنع أهلي بالموافقة عليه؟ علمًا بأنه صاحب دين وأدب، واحترام وأخلاق؟
وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
يُسعدنا انضمامكِ إلى شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن يُسخِّرَنا ويستخدمنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين.
كما أودُّ أنْ أحيي ما لمستُه فيكِ مِن رغبةٍ واضحة في الارتباط بشخصٍ يكون الخلق والدين سماته ومميزاته، وكذلك توجُّهك لاستشارة المختصِّين في مُشكلتك، دون انتهاج التخبُّط أو غيره.
عزيزتي، لأنَّ قصْدَنا مِن تقديم الاستشارات هو تلمُّس مصلحة ونفع المستشير؛ فإني أتمنى ألا يضيقَ صدرُك مِن بعض الأسئلة التي سأطرحها عليكِ، راجية منك التفكير بها مليًّا بعقلانيَّة، ودون تأثُّر بالعاطفة؛ ليكون تفكيرُك فيها وفي إجاباتها بمثابة الأسس التي تعتمدين عليها في اتخاذك القرار المناسب بهذا الشأن.
فقد وصفتِ الشابَّ الذي تعرَّفتِ عليه بحُسن الخلُق والدين، وهو ما جعلكِ تتعلقين به، ولكن هل يليق بصاحب تلك السمات أن يُخفِي أمرهُ على الفتاة التي بنى معها عَلاقة عاطفية عبر الإنترنت، وتركَها تتعلَّق به حتى يصلَ حبها له إلى درجة الجنون، ليخبرها بعد هذه المرحلة بأنه متزوِّج؟!
وأرجو - يا عزيزتي - ألا تفهمي سؤالي هذا على أنه طعن فيما وصفتِ به هذا الشابَّ - والعياذ بالله تعالى - ولكن ما قصدتُه أن هناك أمورًا كثيرة يُمكن لأيِّ إنسان إخفاؤها عن الطرف الآخر، إذا علم أنها ستهز صورته، وأنَّ هناك أمورًا يتعمَّد إظهارها طالما أنها تحسِّن صورته، وتوصله إلى مُرادِه، وهذا الأمرُ طبعًا ينسحب على الشابِّ والفتاة؛ ولذلك فإنَّ الزواج الناجم عن معرفة الإنترنت يحتاج إلى النظرِ والتريُّث كثيرًا؛ لهذا السبب وكثير غيره!
كما أنَّ "الإنترنت" نفسه، قد يتحوَّل إلى عامل قلقٍ، وشعور بعدم الاستقرار لدى الزوجَين، حين يجلس أحدُهما أمامه، فيثير الشكوك بأن الأمر قد يتكرَّر مع شخص آخر، وإلى ما تجرُّه مثل تلك الهواجس.
أمَّا عنْ أهلكِ يا عزيزتي، فإنَّ رفضَهم لهذا الشابِّ بسبب زواجه مِن زوجة لا تنجب، قد يكون مُبررًا لأحد أقربائكم أو معارفكم مِن ذوي التأثير أن يُناقِشَهم فيه، لكن هل تعتقدين أنهم إذا عَرَفوا وسيلة معرفته بكِ، أنه سيكون هناك مجالٌ لأي أحد أن يتدخلَ لإقناع أهلكِ؟!
ولذلك أتمنى منكِ - يا عزيزتي - أن تفكِّري مليًّا في هذه الأسئلة، وتحاولي أن تبحثي عن إجاباتها في نفسك أولًا، ثم اعرضيها على هذا الشابِّ لتسمعي منه، بعد أن أبدى حُسن نيته في الارتباط بكِ شرعًا.
فهذه المناقَشات ستُعطيك فُرصةً للتعرُّف على جوانبَ قريبةٍ مِنْ شخصيته الحقيقيَّة، وأسلوب تفكيره، إذا كان استماعُك بعيدًا عن العاطِفة.
ولا يفوتني أن أذكِّركِ بأهمية صلاة الاستخارة في مِثْل هذه الحالة وفي غيرها، والتضرُّع إلى الله تعالى أن يقدرَ لكما ما فيه الخير.
وأخيرًا، أختم بالدُّعاء إلى الله تعالى أن يُصلِح شأنكِ كله، ويحفظكِ، وينفعَ بكِ، وسنكون سُعداء بسماع طيب أخباركِ مجددًا.
♦ ملخص السؤال:
فتاة تعرفت إلى شابٍّ عن طريق الإنترنت، أحبَّتْه بجنونٍ، طلب منها الزواج، لكنها فوجئتْ بأنه متزوج، ويريدها زوجة ثانية، وتسأل: كيف تقنع أهلها بالموافقة عليه؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعرَّفتُ إلى شابٍّ عن طريق الإنترنت، قمَّة في الأدب والأخلاق والاحترام، أحببتُه بجنونٍ، وإذا أرسلتُ له رسالةً ولم يردَّ عليها أبكي وأحزن!
طلب مني الزواجَ، وطلب مُقابلة أهلي ليطلب منهم يدي، لكن فوجئتُ بأنه مُتزوِّج وليس لديه أولاد، ويريدني كزوجةٍ ثانية!
أهلي لن يُوافقوا بالزواج الثاني، أشيروا عليَّ كيف أقنع أهلي بالموافقة عليه؟ علمًا بأنه صاحب دين وأدب، واحترام وأخلاق؟
وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
يُسعدنا انضمامكِ إلى شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن يُسخِّرَنا ويستخدمنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين.
كما أودُّ أنْ أحيي ما لمستُه فيكِ مِن رغبةٍ واضحة في الارتباط بشخصٍ يكون الخلق والدين سماته ومميزاته، وكذلك توجُّهك لاستشارة المختصِّين في مُشكلتك، دون انتهاج التخبُّط أو غيره.
عزيزتي، لأنَّ قصْدَنا مِن تقديم الاستشارات هو تلمُّس مصلحة ونفع المستشير؛ فإني أتمنى ألا يضيقَ صدرُك مِن بعض الأسئلة التي سأطرحها عليكِ، راجية منك التفكير بها مليًّا بعقلانيَّة، ودون تأثُّر بالعاطفة؛ ليكون تفكيرُك فيها وفي إجاباتها بمثابة الأسس التي تعتمدين عليها في اتخاذك القرار المناسب بهذا الشأن.
فقد وصفتِ الشابَّ الذي تعرَّفتِ عليه بحُسن الخلُق والدين، وهو ما جعلكِ تتعلقين به، ولكن هل يليق بصاحب تلك السمات أن يُخفِي أمرهُ على الفتاة التي بنى معها عَلاقة عاطفية عبر الإنترنت، وتركَها تتعلَّق به حتى يصلَ حبها له إلى درجة الجنون، ليخبرها بعد هذه المرحلة بأنه متزوِّج؟!
وأرجو - يا عزيزتي - ألا تفهمي سؤالي هذا على أنه طعن فيما وصفتِ به هذا الشابَّ - والعياذ بالله تعالى - ولكن ما قصدتُه أن هناك أمورًا كثيرة يُمكن لأيِّ إنسان إخفاؤها عن الطرف الآخر، إذا علم أنها ستهز صورته، وأنَّ هناك أمورًا يتعمَّد إظهارها طالما أنها تحسِّن صورته، وتوصله إلى مُرادِه، وهذا الأمرُ طبعًا ينسحب على الشابِّ والفتاة؛ ولذلك فإنَّ الزواج الناجم عن معرفة الإنترنت يحتاج إلى النظرِ والتريُّث كثيرًا؛ لهذا السبب وكثير غيره!
كما أنَّ "الإنترنت" نفسه، قد يتحوَّل إلى عامل قلقٍ، وشعور بعدم الاستقرار لدى الزوجَين، حين يجلس أحدُهما أمامه، فيثير الشكوك بأن الأمر قد يتكرَّر مع شخص آخر، وإلى ما تجرُّه مثل تلك الهواجس.
أمَّا عنْ أهلكِ يا عزيزتي، فإنَّ رفضَهم لهذا الشابِّ بسبب زواجه مِن زوجة لا تنجب، قد يكون مُبررًا لأحد أقربائكم أو معارفكم مِن ذوي التأثير أن يُناقِشَهم فيه، لكن هل تعتقدين أنهم إذا عَرَفوا وسيلة معرفته بكِ، أنه سيكون هناك مجالٌ لأي أحد أن يتدخلَ لإقناع أهلكِ؟!
ولذلك أتمنى منكِ - يا عزيزتي - أن تفكِّري مليًّا في هذه الأسئلة، وتحاولي أن تبحثي عن إجاباتها في نفسك أولًا، ثم اعرضيها على هذا الشابِّ لتسمعي منه، بعد أن أبدى حُسن نيته في الارتباط بكِ شرعًا.
فهذه المناقَشات ستُعطيك فُرصةً للتعرُّف على جوانبَ قريبةٍ مِنْ شخصيته الحقيقيَّة، وأسلوب تفكيره، إذا كان استماعُك بعيدًا عن العاطِفة.
ولا يفوتني أن أذكِّركِ بأهمية صلاة الاستخارة في مِثْل هذه الحالة وفي غيرها، والتضرُّع إلى الله تعالى أن يقدرَ لكما ما فيه الخير.
وأخيرًا، أختم بالدُّعاء إلى الله تعالى أن يُصلِح شأنكِ كله، ويحفظكِ، وينفعَ بكِ، وسنكون سُعداء بسماع طيب أخباركِ مجددًا.