abomokhtar
22-08-2014, 02:53 PM
السؤال
♦ ملخص السؤال:
فتاة تشعُر بالإحباط، ويائسة مِن حياتها، وترى الحياة غير مُنْصِفَة للمرأة، فلا تفرح بالأشياء التي عادهً تفرَحُ بها الفتاةُ، ولم تستطع تحقيق حلمها في هذه الحياة.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إلى الأستاذة الرائعة والقديرة/ عائشة الحكمي - حفظها الله تعالى - سؤالي:
أشعُر بالإحباط جدًّا، ويائسة من حياتي، وأرى أن الحياةَ غير مُنْصِفَة للمرأة، فلم أَعُدْ أفرح بالأشياء التي عادهً تفرَحُ بها الفتاةُ، طموحي الكبيرُ الذي أُريده لم يتحقَّقْ، أخشى أن يأتيَ عليَّ يومٌ أُصبح فيه كالصحراء القاحلة بسبب قسوة مِن حولي، وعدم إنصافِهم، فكيف السبيلُ إلى أن أكونَ قويَّةً نفسيًّا مِن داخلي؟
وللعلم فأنا فتاةٌ محافظةٌ على صلواتي، وأسعى حاليًّا إلى حِفْظ القرآن الكريم، وأسأل الله أن يمنحني الثبات.
الجواب
بسم الله الموفِّق للصواب
وهو المستعان
سلامٌ عليك يا غالية، سلامٌ كأنفاس الأحباب وأخلاقك العذاب، وبعدُ:
فكلُّ حلمٍ عَظُمَ أو صَغُرَ فهو في حدِّ الإمكان، ما دمنا نُؤمن بقدرة الله القائل سبحانه ﴿ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النساء: 32]، وفضلُ الله ربنا لا يغيض، وقدرتُه تعالى غيرُ قاصرةٍ، وقد وصَّانا خيرُ القادة بأن نُكْثِرَ مِن الأمنيات؛ فقال - عليه أفضل الصلاة والسلام -: ((إذا تمنى أحدُكم فلْيُكْثِر، فإنما يسأل ربه))؛ [صححه الألباني]؛ وندعو في هذا السبيل ببلوغ أعظم الأمنيات الفردوس الأعلى؛ ((فإذا سألتم اللهَ فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، أراه فوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة))؛ فلا حرج إذًا في الطُّموح وإن شق بُلوغه، ولا ملامة على المتمنِّي والله قادرٌ على تحقيق أمنياته، غير أنَّ مِن الحكمة في بعض الأحيان أن نُرجئَ بعض الأماني الكبار، ونُقَدِّمَ عليها بعض الأماني الصغار التي يسْهُل تحقيقها بمجهودٍ أقل، وبفُرَص أكبر؛ كي تكونَ هي نفسها مسالك ممهّدة لبلوغ الأماني الكبار إن كانتْ في حياتنا وأقدارنا بعضُ المعوّقات التي تحول دون بلوغها.
ثم علينا بعد ذلك أن نُحَدِّدَ تلك المعوقات: المال؟ أحد أفراد الأسرة؟ نظرة المجتمع القاصرة؟ عدم الكفاءة الذاتية؟ ومتى ما وقفنا على العائق الأكبر، وعرفنا الأسلوب الأمثل للتعامل معه، أصبح في الإمكان تحقيق هذه الأحلام بتوفيق الله - عز وجل - ولو بعد حينٍ.
وأما القوةُ النفسيةُ فمنبعُها الأول: قوةُ الإيمان بالله - عز وجل - والرِّضا بحُسن اختياره، وأنه - سبحانه وتعالى - هو مَن يُعْطِي الخير بِفَضْلِه، وهو الذي يصْرِف الشرَّ عنا بحكمته، والمنبعُ الثاني: قوة النفس، والمَقْدِرة على رُكوب الصعاب، والطأطأة للمِحَن، وثبات العزمات في الأزمات.
أُؤمن بالبدائل ونفعِها، وأقف لأجْلِ ذلك في صفّ العمل التطوُّعي حين تنعدم الوظيفةُ الملائمةُ، وتَقِلّ فُرَص العمل، وأؤيد التسجيل في دورات تطوير الذات، حين يَصْعُب دفع مبالغ الدراسة والدبلومات، وأُشَجِّع على الالتحاق بالدراسة عن بُعد، حين تَصْعُب الدراسة المنتظمة، واقتحام التجارب الجديدة وقطع الخطوات الصغيرة حين يَصْعُب الوصولُ إلى الهدف الأكبر والأسمى، وكلُّ ما نحتاجه في سبيل ذلك أن نستمرَّ في التحرُّك؛ لأنَّ الجمودَ يُؤَخِّر، وأن نتجدد فكرًا وأسلوبَ حياة؛ لأن الروتين يُثَبِّط، وأن نُثابر حتى نصلَ، وأن نصبرَ حتى نقطفَ الثمر، وأن ندَع الشكوى ولومَ القدر والمجتمع والظروف، مؤمنين بالله ثم بأنفسنا وبقدراتنا الداخلية على تخطي التحديات والعقبات، وتجاهل المثبِّطين والمحبطين، ولسوف يُحقق اللهُ الآمال العظيمةَ، ويُرينا حكمةَ تأخيرها، ونحن مُطمئنون بقضائه وقدَرِه.
وعسى اللهُ بِمَنِّه وكرمه أن ينظرَ في طموحاتك نظرًا يُغَيِّر به حالك، ويصلح به بالك عاجلاً غير آجل، اللهم آمين
والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب
♦ ملخص السؤال:
فتاة تشعُر بالإحباط، ويائسة مِن حياتها، وترى الحياة غير مُنْصِفَة للمرأة، فلا تفرح بالأشياء التي عادهً تفرَحُ بها الفتاةُ، ولم تستطع تحقيق حلمها في هذه الحياة.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إلى الأستاذة الرائعة والقديرة/ عائشة الحكمي - حفظها الله تعالى - سؤالي:
أشعُر بالإحباط جدًّا، ويائسة من حياتي، وأرى أن الحياةَ غير مُنْصِفَة للمرأة، فلم أَعُدْ أفرح بالأشياء التي عادهً تفرَحُ بها الفتاةُ، طموحي الكبيرُ الذي أُريده لم يتحقَّقْ، أخشى أن يأتيَ عليَّ يومٌ أُصبح فيه كالصحراء القاحلة بسبب قسوة مِن حولي، وعدم إنصافِهم، فكيف السبيلُ إلى أن أكونَ قويَّةً نفسيًّا مِن داخلي؟
وللعلم فأنا فتاةٌ محافظةٌ على صلواتي، وأسعى حاليًّا إلى حِفْظ القرآن الكريم، وأسأل الله أن يمنحني الثبات.
الجواب
بسم الله الموفِّق للصواب
وهو المستعان
سلامٌ عليك يا غالية، سلامٌ كأنفاس الأحباب وأخلاقك العذاب، وبعدُ:
فكلُّ حلمٍ عَظُمَ أو صَغُرَ فهو في حدِّ الإمكان، ما دمنا نُؤمن بقدرة الله القائل سبحانه ﴿ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النساء: 32]، وفضلُ الله ربنا لا يغيض، وقدرتُه تعالى غيرُ قاصرةٍ، وقد وصَّانا خيرُ القادة بأن نُكْثِرَ مِن الأمنيات؛ فقال - عليه أفضل الصلاة والسلام -: ((إذا تمنى أحدُكم فلْيُكْثِر، فإنما يسأل ربه))؛ [صححه الألباني]؛ وندعو في هذا السبيل ببلوغ أعظم الأمنيات الفردوس الأعلى؛ ((فإذا سألتم اللهَ فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، أراه فوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة))؛ فلا حرج إذًا في الطُّموح وإن شق بُلوغه، ولا ملامة على المتمنِّي والله قادرٌ على تحقيق أمنياته، غير أنَّ مِن الحكمة في بعض الأحيان أن نُرجئَ بعض الأماني الكبار، ونُقَدِّمَ عليها بعض الأماني الصغار التي يسْهُل تحقيقها بمجهودٍ أقل، وبفُرَص أكبر؛ كي تكونَ هي نفسها مسالك ممهّدة لبلوغ الأماني الكبار إن كانتْ في حياتنا وأقدارنا بعضُ المعوّقات التي تحول دون بلوغها.
ثم علينا بعد ذلك أن نُحَدِّدَ تلك المعوقات: المال؟ أحد أفراد الأسرة؟ نظرة المجتمع القاصرة؟ عدم الكفاءة الذاتية؟ ومتى ما وقفنا على العائق الأكبر، وعرفنا الأسلوب الأمثل للتعامل معه، أصبح في الإمكان تحقيق هذه الأحلام بتوفيق الله - عز وجل - ولو بعد حينٍ.
وأما القوةُ النفسيةُ فمنبعُها الأول: قوةُ الإيمان بالله - عز وجل - والرِّضا بحُسن اختياره، وأنه - سبحانه وتعالى - هو مَن يُعْطِي الخير بِفَضْلِه، وهو الذي يصْرِف الشرَّ عنا بحكمته، والمنبعُ الثاني: قوة النفس، والمَقْدِرة على رُكوب الصعاب، والطأطأة للمِحَن، وثبات العزمات في الأزمات.
أُؤمن بالبدائل ونفعِها، وأقف لأجْلِ ذلك في صفّ العمل التطوُّعي حين تنعدم الوظيفةُ الملائمةُ، وتَقِلّ فُرَص العمل، وأؤيد التسجيل في دورات تطوير الذات، حين يَصْعُب دفع مبالغ الدراسة والدبلومات، وأُشَجِّع على الالتحاق بالدراسة عن بُعد، حين تَصْعُب الدراسة المنتظمة، واقتحام التجارب الجديدة وقطع الخطوات الصغيرة حين يَصْعُب الوصولُ إلى الهدف الأكبر والأسمى، وكلُّ ما نحتاجه في سبيل ذلك أن نستمرَّ في التحرُّك؛ لأنَّ الجمودَ يُؤَخِّر، وأن نتجدد فكرًا وأسلوبَ حياة؛ لأن الروتين يُثَبِّط، وأن نُثابر حتى نصلَ، وأن نصبرَ حتى نقطفَ الثمر، وأن ندَع الشكوى ولومَ القدر والمجتمع والظروف، مؤمنين بالله ثم بأنفسنا وبقدراتنا الداخلية على تخطي التحديات والعقبات، وتجاهل المثبِّطين والمحبطين، ولسوف يُحقق اللهُ الآمال العظيمةَ، ويُرينا حكمةَ تأخيرها، ونحن مُطمئنون بقضائه وقدَرِه.
وعسى اللهُ بِمَنِّه وكرمه أن ينظرَ في طموحاتك نظرًا يُغَيِّر به حالك، ويصلح به بالك عاجلاً غير آجل، اللهم آمين
والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب