مشاهدة النسخة كاملة : دعوى بطلان حديث ( العين حق )


abomokhtar
22-08-2014, 03:02 PM
دعوى بطلان حديث

( العين حق )


مضمون الشبهة:
يدعي بعض أعداء السنة النبوية بطلان حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه الشيخان، والذي جاء فيه: «العين حق» وزاد مسلم: «ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين».

ويستدلون على ذلك بأن هذا الحديث يخالف العقل، فكيف تعمل العين من بعد، حتى تعل وتسقم؟ فلا يمكن أن يصيب شخص شخصا آخر بغير اتصال أو ملامسة، ولا يمكن أن يؤثر في الحس المادي إلا حس مادي مثله نراه ونبصره بأعيننا.

رامين من وراء ذلك إلى إنكار هذا الحديث برواياته، تمهيداً للطعن في السنة جميعها.

وجوه إبطال الشبهة:
1- أن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «العين حق» صحيح في أعلى درجات الصحة، فقد اتفق الشيخان على صحته، فضلا عن تعدد طرق الحديث وتنوعها، ووروده في أغلب كتب الحديث بأسانيد صحيحة، علاوة على تصريح القرآن الكريم بذلك، وكذلك الأحاديث الشريفة في التأكيد على ما للعين من تأثير واضح على الأشياء والأجسام الأخرى دون ملامسة أو اتصال.

2- لقد جاء العلم الحديث بما توصل إليه من نظريات وأساليب علمية حديثة، وبما قام به من تجارب علمية في هذا الشأن، فأثبت أن العين لها قدرة عظيمة على التأثير في طبائع الأشياء والأشخاص مما يؤكد صدق نبوة المصطفى صلى الله عليه وسلم.

3- لقد كثرت الوقائع المشاهدة أمام أعيننا في كل زمان ومكان، بما لا يدع مجالا للشك أن للعين تأثيرا لا ينكر في تغير طبائع الأشياء، كما أن اختلاف الناس وتغير أحوالهم وتفاوت طبائعهم ليدل على أنهم يختلفون أيضا في الإضرار بأعينهم أو عدم الإضرار، ولا ينبغي لمن لا يملك الشيء أن ينكر وجود الشيء لدى من يملكه.

التفصيل:
أولا. حديث «العين حق» حديث صحيح في أعلى درجات الصحة سندا، وتأثير العين أمر ثابت بالقرآن والسنة وإجماع الأمم والملل:
إن ما يدعيه بعض المغرضين من أعداء سنة البشير النذير؛ من أن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العين حق» حديث باطل لا يصح؛ لأنه - في زعمهم - يخالف العقل؛ فلا يقبل العقل أن يصيب شخص شخصا آخر بغير اتصال أو ملامسة، ولا أن يؤثر في الحسي المادي إلا حسي مادي مثله، نراه ونبصره بأعيننا، فلذلك فهم يتساءلون: كيف تعمل العين من بعد، حتى تعل وتسقم؟.

وفي الحقيقة كل هذا كلام باطل، ولا أساس له من الصحة؛ فحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي ينكرونه هو حديث ثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقينا؛ فقد رواه الشيخان، واتفقا على صحته، فقد رواه البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «العين حق، ونهى عن الوشم». صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الطب، باب: العين حق، (10/ 213)، رقم (5740).

ومعنى العين: "نظر باستحسان مشوب بحسد من خبيث الطبع يحصل للمنظور منه ضرر". فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1986م، (10/ 210).

وروى مسلم بنفس الطريق - أيضا - عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «العين حق». صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: السلام، باب: الطب والمرض والرقى، (8/ 3307)، رقم (5597).

وأخرج الإمام مسلم أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا». صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب السلام، باب: الطب والمرض والرقى، (8/ 3307)، رقم (5598).

وللحديث شواهد أخرى كثيرة، وبطرق متعددة.
فالحديث صحيح سندا ولا غبار عليه، وهو في أعلى درجات الصحة، فقد رواه الشيخان، وروي من طرق كثيرة في أغلب كتب الحديث؛ مما يؤكد صحة نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

أما من حيث المتن؛ فالحديث معناه صحيح ومستقيم، ولا مطعن في متنه على الإطلاق، فالعين حق: أي لها تأثير لا ينكر في الأشخاص والأشياء الأخرى، شهد بذلك القرآن الكريم، وتواترت الأحاديث النبوية الشريفة في بيان ذلك.

أما من القرآن نذكر ما يأتي:
قوله تعالى: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ [الفلق: 1 - 5]، حيث أمر الله بالاستعاذة من شر الحاسد والعائن.

قوله تعالى على لسان يعقوب - عليه السلام - موصيا بنيه: ﴿ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [يوسف: 67].

وقد ذكر الطبري في تفسير هذه الآية: وذكر أنه قال ذلك لهم؛ لأنهم كانوا رجالا لهم جمال وهيأة، فخاف عليهم العين إذا دخلوا جماعة من طريق واحد، وهم ولد رجل واحد، فأمرهم أن يفترقوا في الدخول إليها". جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ابن جرير الطبري، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1420هـ/ 2000م، (16/ 165).

وقال القرطبي - رحمه الله - في تفسيرها: "لما عزموا على الخروج خشي عليهم العين، فأمرهم ألا يدخلوا مصر من باب واحد، وكانت مصر لها أربعة أبواب، وإنما خاف عليهم العين؛ لكونهم أحد عشر رجلا لرجل واحد، وكانوا أهل جمال وكمال وبسطة، قاله ابن عباس، والضحاك، وقتادة وغيرهم". الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1405هـ/ 1985م، (9/ 226).

وقوله تعالى: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا ﴾ [الكهف: 39].

قال القرطبي: "وروي أن من قال أربعا أمن من أربع: من قال هذه أمن من العين.... صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الطب، باب: العين حق، (10/ 213)، رقم (5740).

وقوله: ﴿ وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ﴾ [القلم: 51].

قال القرطبي في تفسيرها: "أخبر بشدة عداوتهم للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأرادوا أن يصيبوه بالعين؛ فنظر إليه قوم من قريش، وقالوا: ما رأينا مثله ولا مثل حججه. وقيل: كانت العين في بني أسد، حتى إن البقرة السمينة، أو الناقة السمينة تمر بأحدهم فيعاينها، ثم يقول: يا جارية، خذي المكتل والدرهم فأتينا بلحم هذه الناقة، فما تبرح حتى تقع للموت فتنحر.

وقال الكلبي: كان رجل من العرب يمكث لا يأكل شيئا يومين أو ثلاثة، ثم يرفع جانب الخباء فتمر به الإبل أو الغنم، فيقول: لم أر كاليوم إبلا ولا غنما أحسن من هذه! فما تذهب إلا قليلا حتى تسقط منها طائفة هالكة.

فسأل الكفار هذا الرجل أن يصيب لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالعين فأجابهم، فلما مر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنشد:
قد كان قومك يحسبونك سيدا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وأخال أنك سيد معيون http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



فعصم الله - عز وجل - نبيه - صلى الله عليه وسلم- ونزلت: ﴿ وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ﴾ [القلم: 51].

وذكر نحوه الماوردي، وأن العرب كانت إذا أراد أحدهم أن يصيب أحدا - يعني في نفسه وماله - تجوع ثلاثة أيام، ثم يتعرض لنفسه وماله، فيقول: تالله ما رأيت أقوى منه، ولا أشجع، ولا أكثر منه، ولا أحسن، فيصيبه بعينه فيهلك هو وماله، فأنزل الله تعالى هذه الآية. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1405هـ/ 1985م، (18/ 254، 255).

أما من السنة:
فالأدلة على حقيقة العين وتأثيرها، وكيفية الترقي والاسترقاء منها كثيرة جدا، تصل إلى حد التواتر؛ منها:
ما جاء في صحيح البخاري عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «أمرني النبي صلى الله عليه وسلم - أو أمر - أن يسترقى من العين». صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الطب، باب: رقية العين، (10/ 210)، رقم (5738).

وفي صحيح مسلم عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: «كان إذا اشتكى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رقاه جبريل قال: باسم الله يبريك، ومن كل داء يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد، وشر كل ذي عين». صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: السلام، باب: الطب والمرض والرقي، (8/ 3307)، رقم (5595).

جاء في "فتح الباري": قوله: «فلو كان شيء سابق القدر لسبقته العين» إشارة إلى الرد على من زعم من المتصوفة أن قوله: «العين حق» يريد به القدر: أي العين التي تجري منها الأحكام، فإن عين الشيء حقيقته؛ والمعنى أن الذي يصيب من الضرر بالعادة عند نظر الناظر؛ إنما هو بقدر الله السابق لا بشيء يحدثه الناظر في المنظور، ووجه الرد أن الحديث ظاهر في المغايرة بين القدر وبين العين، وإن كنا نعتقد أن العين من جملة المقدور، لكن ظاهره إثبات العين التي تصيب، إما بما جعل الله تعالى فيها من ذلك، وأودعه إياها، وإما بإجراء العادة بحدوث الضرر عند تحديد النظر، وإنما جرى الحديث مجرى المبالغة في إثبات العين، لا أنه يمكن أن يرد القدر شيء؛ إذ القدر عبارة عن سابق علم الله، وهو لا راد لأمره. أشار إلى ذلك القرطبي، وحاصله: لو فرض أن شيئا له قوة بحيث يسبق القدر لكان العين، لكنها لا تسبق، فكيف غيرها؟!.فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1986م، (10/ 214).

قال النووي "ومذهب أهل السنة أن العين إنما تفسد وتهلك عند نظر العائن بفعل الله تعالى، أجرى الله - سبحانه وتعالى - العادة أن يخلق الضرر عند مقابلة هذا الشخص لشخص آخر، وما يتعلق بعلم الفقه، فإن الشرع ورد بالوضوء لهذا الأمر في حديث سهل بن حنيف لما أصيب بالعين عند اغتساله، فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عائنه أن يتوضأ". شرح صحيح مسلم، النووي، تحقيق: عادل عبد الموجود وعلي معوض، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة، ط2، 1422هـ/ 2001م، (8/ 3309).

ثانيا. كثرة الوقائع المشاهدة في كل زمان ومكان مما يثبت تأثير العين الذي لا ينكر.
كثيرة هي تلك الوقائع والمشاهد التي تؤكد حقيقة العين، وظهور أثرها في الأشياء والأجسام، مما يصدق على صحة الأحاديث الواردة في هذا الباب، وقد شرح هذه الوقائع والمشاهد كما رآها أو سمعها كثير من العلماء مثل ابن القيم وابن حجر وابن قتيبة.

ويرد ابن القيم على من أنكر العين، ويقول: "فأبطلت طائفة ممن قل نصيبهم من السمع والعقل أمر العين، وقالوا: إنما ذلك أوهام لا حقيقة لها، وهؤلاء من أجهل الناس بالسمع والعقل، ومن أغلظهم حجابا، وأكثفهم طباعا، وأبعدهم عن معرفة الأرواح والنفوس، وصفاتها وأفعالها وتأثيراتها، وعقلاء الأمم على اختلاف مللهم ونحلهم لا تدفع أمر العين، ولا تنكره، وإن اختلفوا في سببه، وجهة تأثير العين.

ثم قال ابن القيم أيضا: "ولا ريب أن الله - سبحانه وتعالى - خلق في الأجسام والأرواح قوى وطبائع مختلفة، وجعل في كثير منها خواص وكيفيات مؤثرة، ولا يمكن لعاقل إنكار تأثير الأرواح في الأجسام؛ فإنه أمر مشاهد محسوس، وأنت ترى الوجه يحمر حمرة شديدة إذا نظر إليه من يحتشمه ويستحي منه، ويصفر صفرة شديدة عند نظر من يخافه إليه، وقد شاهد الناس من يسقم من النظر وتضعف قواه، وهذا كله بواسطة تأثير الأرواح، ولشدة ارتباطها بالعين ينسب الفعل إليها، وليست هي الفاعلة؛ وإنما التأثير للروح، والأرواح مختلفة في طبائعها وقواها وكيفياتها وخواصها، فروح الحاسد مؤذية للمحسود أذى بينا؛ ولهذا أمر الله - سبحانه وتعالى - رسوله أن يستعيذ به من شره. وتأثير الحاسد في أذى المحسود أمر لا ينكره إلا من هو خارج عن حقيقة الإنسانية، وهو أصل الإصابة بالعين؛ فإن النفس الخبيثة الحاسدة تتكيف بكيفية خبيثة، وتقابل المحسود، فتؤثر فيه بتلك الخاصية، وأشبه الأشياء بهذا الأفعى، فإن السم كامن فيها بالقوة، فإذا قابلت عدوها، انبعثت منها قوة غضبية، وتكيفت بكيفية خبيثة مؤذية، فمنها ما تشتد كيفيتها وتقوى حتى تؤثر في إسقاط الجنين، ومنها ما تؤثر في طمس البصر، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأبتر (ثعبان مقطوع الذنب)، وذي الطفيتين (هي أفعى يكون على ظهرها خطان أسودان.) من الحيات: «إنهما يطمسان البصر، ويستسقطان الحبل». صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: بدء الخلق، باب: قوله تعالى:) وبث فيها من كل دابة (، (6/ 399)، رقم (3297).

وذكر أيضا: "والتأثير غير موقوف على الاتصالات الجسمية، كما يظنه من قل علمه ومعرفته بالطبيعة والشريعة، بل التأثير يكون تارة بالاتصال، وتارة بالمقابلة، وتارة بالرؤية، وتارة بتوجه الروح نحو من يؤثر فيه، وتارة بالأدعية والرقى والتعوذات، وتارة بالوهم والتخيل، ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية، بل قد يكون أعمى، فيوصف له الشيء فتؤثر نفسه فيه وإن لم يره، وكثير من العائنين يؤثر في المعين بالوصف من غير رؤية، وقد قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:) وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر( سورة القلم:51). زاد المعاد في هدي خير العباد، ابن القيم، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وعبد القادر الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط8، 1405 هـ/ 1985م، (4/ 165: 167).

ثالثا. العلم الحديث والتجربة المشاهدة تثبت أن للعين قوة خارقة في التأثير في الآخرين دون اتصال أو ملامسة.
إنه ليس صحيحا ما زعمه هؤلاء المغرضون من أن أحاديث تأثير العين مردودة؛ بحجة أنها تخالف العلم، وما هي إلا خرافة؛ لأنه لا يمكن أن يصيب الشخص شخصا آخر بغير اتصال وملامسة، وشق عليهم أن يصدقوا أن العين تؤثر من بعد، حتى تعل وتسقم.

فقد أثبت العلم الحديث صدق ما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- بشأن قدرة العين الخارقة في التأثير في الآخرين.

فتحت عنوان: (من شر حاسد إذا حسد) كتب الأستاذ فراس نور الحق - مدير موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة - يقول:
" تقول الكاتبة والباحثة الإنجليزية والصحفية التي جمعت أخطر دراسات في مجال الطاقة (لين ماكتاجارات) في كتابها: "البحث عن سر قوة الكون": "لقد كشف العلم الحديث أن للعين قوى خارقة، كما أظهرت الدراسات أن هذه القدرات ليست حكرا على أحد، أو خاصية يتمتع بها أناس متميزون عن غيرهم، بل هي موجودة في معظم البشر، وأقل البشر شريطة أن يدرك قدراته، ويعرف الطرق لاستخدامها". العين والقدرات الخارقة، د. محمد السقا، مقال بموقع: اسم الله.

وقد أوردت هذه الباحثة عدة شواهد ونماذج توفرت فيهم هذه الخاصية، فقالت: "ولعل أعجب القدرات على اختراق المادة بالنفس، امتلكها الشاب (ماثيو مانينغ) من قرية (لينتون) قرب مدينة كامبردج، فقد كان باستطاعته طوي الملاعق والسكاكين وتغيير شكلها بمجرد النظر، وكان ينظر إلى عقارب الساعة فيوقفها عن الحركة، ويستطيع إيقاف التيار الكهربائي... وثبتت لديه القدرة على التأثير في سريان الدم في الأوعية والشرايين، وكذلك التأثير على مرض السرطان.

ويعرف عن نابليون بونابرت أنه كان ذو نظرة (حسد ثاقبة) فقد عرف عنه أنه إذا ثبت نظره على خصمه سبب له متاعب كبيرة، وإذا نظر بنظرته الحاسدة إلى شيء ما حطم ذلك الشيء، ولم يكن بياض عينيه أبيض، بل كان لونه صفراويا.

أما أكثر هذه الحالات غرابة، وأكثرها مصداقية، وذات توثيق علمي، هي التجربة التي أجريت على (نيليا ميخايلوفا) التي كانت باستطاعتها، وبمجرد النظر من على بعد ستة أقدام أن تفصل بياض البيضة عن صفارها، مستخدمة في ذلك مقدرتها الخاصة جدا في تحريك الأجسام المادية عن بعد ودون أن تقربها.

وقد أجريت هذه التجربة وسط حشد من العلماء بجامعة ليننجراد، وباستخدام آلات التصوير لتسجيل الحدث لحظة بلحظة، وباستعمال العديد من الأجهزة التي تقيس الضغط والنبض، وأنواع الإشعاعات التي تسود المخ أثناء التجربة، وقد نجحت السيدة نيليا في فصل صفار البيضة عن بياضها خلال نصف ساعة، وقد كشفت الملاحظة وأجهزة القياس على جسد السيدة نيليا عن الآتي:
♦ نشاط غير منتظم في القلب مع زيادة النبض (240).
♦ ارتفاع شديد في نسبة السكر.
♦ فقدت رطلين من وزنها.
♦ خرجت من التجربة تعاني من الضعف بشكل عام.
♦ أصيبت بما يشبه فقدان البصر المؤقت.
♦ تعاني من آلام شديدة في الأطراف.
♦ وظلت لعدة أيام بعد التجربة غير قادرة على النوم.
♦ فقدت قدرتها على التذوق.

ولقد كان اكتشاف حالة السيدة (نيليا) بفضل العالم البيولوجي (إدوارد فاموف)، الأستاذ بجامعة موسكو - الذي أعد دراسات على قدراتها، وذلك باستخدام عيدان الثقاب التي تستطيع (نيليا) تحريكها بتمرير يدها عليها، وهي مبعثرة على طاولة، ثم باستخدام لوح زجاجي بين يديها وبين عيدان الثقاب.

فمن أخبر محمدا -صلى الله عليه وسلم- قبل ألف وأربعمائة سنة عن الطاقة التي تولدها العين؟... إنه الله خالق الكون رب العالمين. "من شر حاسد إذا حسد"، مقال بموقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، فراس نور الحق، نقلا عن: العين والقدرات الخارقة، د. محمد السقا، مقال بموقع: اسم الله.

الخلاصة:
♦ إن حديث «العين حق» صحيح في أعلى درجات الصحة؛ فقد رواه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما، كما ورد في كثير من كتب السنة الأخرى بطرق متواترة صحيحة مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

♦ لقد كثرت آيات القرآن الكريم، وتواترت الأحاديث النبوية الشريفة في نفس معنى الحديث، بأن العين حق، ولها قدرة عظيمة لا تنكر في التأثير في طبائع الأشياء والأجسام الأخرى من بعد دون اتصال أو ملامسة، حتى إنها لتعل الإنسان وتسقمه.

♦ ما من أمة من الأمم إلا وأدركت ما للعين من هذه الخاصية الخارقة، ولم نجد أمة من الأمم، أو ملة من الملل أنكرت ذلك أو شكت فيه.

♦ إن الواقع المشاهد أمام أعيننا في كل زمان ومكان ليثبت بما لا يدع مجالا للشك أن العين لها قدرة خارقة على التأثير في الأشخاص والأشياء الأخرى، وقد جاء العلم الحديث بما أوتي من وسائل حديثة، ونظريات ليؤكد صدق ما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من خلال التجارب العلمية، من أنه اتضح بما لا يدع مجالا للشك أن للعين القدرة على التأثير في المعين - بإذن الله - حتى إنها لتغير طبائع الأشياء، وتعل وتمرض الشخص الآخر. موقع بيان الإسلام.






د. محمد السقا عيد (http://www.alukah.net/authors/view/sharia/189/)

hi all
06-09-2014, 10:35 PM
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد