مشاهدة النسخة كاملة : ♥♥.. فــــي الحـــلال .. ♥♥ [مسلسل]


مسلمة متفائلة
24-08-2014, 08:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مسلسل مفيد جدًا وعجبني لأختنا/ رقية طه ..

قولت أشارككم بيه، هنزل الحلقات وتابعوني ..

من غير ما أتكلم عنه كتير .. متأكدة إنه هيعجبكم إن شاء الله =)


https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/10577102_661796543912678_7370583522246377018_n.png ?oh=04ce1e91ce1a78ed6f1e9ff978af87b5&oe=546D9F35&__gda__=1415742953_8fe47d7ff02ef03ae26f0c60634f908 e

مسلمة متفائلة
24-08-2014, 08:59 PM
الحلقه الأولى


https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/10577102_661796543912678_7370583522246377018_n.png ?oh=04ce1e91ce1a78ed6f1e9ff978af87b5&oe=546D9F35&__gda__=1415742953_8fe47d7ff02ef03ae26f0c60634f908 e


في كافيتريا كلية الهندسه يجلس إسلام وصديقه محمد

إسلام بهدوء :

- عرفتها من ع النت

زفر محمد بضيق قائلا:

- - نعــــــم !! وهو إحنا من الناس دي برضو يا إسلام ؟ !!

- يابني إصبر هفهمك ، انا بتكلم معاها عادي خالص والله ومش بنقول حاجه حرام ، كله كلام عام كـ تعارف يعني

محمد بلوم :

- بس مش إحنا اللي نلعب ببنات الناس يا إسلام !!

رفع حاجبه متعجبا وقال :
-
- - وهو حد قالك إني بلعب بيها ،، عيييب يا محمد أخوك راجل برضو ،، كل الحكاية بس إني لازم اتعرف عليها كويس قبل ما أتقدملها

محمد بتعجب :
-
- - تتقدملها ؟!!

- أيووه يابني امال انا بقول إيه من الصبح ،، البنت اللي هتجوزها لازم أكون عارف دماغها وتفكيرها كويس ، علشان كده قلت اتعرف عليها الأول ع النت وأفهم دماغها بعدين أروح اتقدملها إن شاء الله

- طيب وإنت عرفت إزاي بقي إن دي ممكن تكون مناسبه ليك ؟!!

إبتسم إسلام قائلا :
-
- - بصراحه كده هي كانت معانا فـ جروب ( نقاشات حره ) وباين عليها دماغها حلوه وكمان باين عليها محترمه

نظر إليه بتعجب قائلا :
-
- - باين عليها امممم طب وهي لو كانت محترمه كانت هترضي تتكلم معاك كده ؟!!

إنتفض إسلام من مكانه وضرب الطاولة بقوه وهو يقول :

- محــــــــــــمد انا مسمحلكش ، يا تتكلم عنها عدل يأما تسكت ، فــــــــاهم

محمد بضيق :
-
- خلاص يا عم إنت حر ، يلـا علشان المحاضره قربت تبدأ .

________________________

وفي المبني المقابل أمام قاعه 23 بكلية التربيه تجلس سلمي وصديقاتيها ،

نظرت سلمي إلي صديقاتيها بضيق قائله :
-
- - يا جدعان انا مش فاهمه حاجه من البوتري ده هو انا بفهم شعر عربي لما هفهم شعر إنجليزي ، انا كان مالي ومال قسم إنجليزي بس ياربي ، ماكان قدامي أقسام تانيه كنت دخلتها وخلاص

ضحكت هند ضحكة عاليه وقالت :
-
- - يابنتي هو إنتي كل ما تطلعي من المحاضره دي بالذات تعملي كده ، انا بصراحه مكنتش بحبها فـ الاول بس الدكتور حببني فيها

سلمي بضيق :
-
- الدكتور حببك فيها !! يا شيخه حرام عليكي ده علطول يشتم ويهزأ فينا وكرهني في الماده وفي الجامعه كلها ، ربنا يعدينا منها علي خييييير

تنهدت فاطمه بدلع قائله :
-
- - بس شوفي راجل إزاي شخصيه وقوه وشياكه بجد جنتــــــل آخر حاجه ، يا بنتي دي بنات الجامعه كلها هيموتوا عليه .

سلمي بنفاذ صبر :
-
- - بت إنتــــــي وهي إمشوا من قدااااااااامي حالا وإلا هفجركم ، جايين إنتوا علشان تدرسوا ولا تتفرجوا علي الدكاتره
-
- ثم أردفت بإبتسامه كبيره :
-
- عيال عاوزة الضرب

هند بإستهزاء :
-
- - لأ عاقله يا بت

سلمي بضحكة مرتفعه :
-
- - هششش يلا من هنا علشان هنرش ماية ، هروح انا بقي علشان لو إتأخرت بابا هيظبطني ،، يلـــا أشوفكم بكره بإذن الله , مع السلامه

عادت سلمي إلي منزلها ، فنادت عليها اختها
-
- - سلمـــي تعالي بسرعه المسلسل لسه بادئ أهو ،، كويس لحقتي نفسك

سلمي بسعاده :
-
- - قششششطه جدااااااااا ، هروح أدخل شنطتي الاوضه وآجي حــــالا

وإثناء عودة سلمي قالت لاختها ولاء بصوت هادئ :

- والله يا بت يا ولاء الواحد عاوز يبطل المسلسلات دي !! ويا سلاااااام بقي لو نبطل الأغاني كمااااااان الله بجد كفايه بقي الذنوب اللي عندنا

رفعت ولاء حاجبها وقالت بحنق :
-
- - يا ستي إنتي هتعملي فيها ست الشيخه !! يا تتفرجي يا تمشي علشان متبوظيش الحلقه عليا !!

سلمي بضيق :
-
- - خلاص هتفرج
-
- وأكملت بإبتسامه :
-
- - قوليلي بقي حصل إيه من الأول

_______________

خرج إسلام ومحمد من المحاضره

نظر محمد إلي الأرض وهو يقول :

- إسلـــام معلش انا اسف ،، مكنش قصدي أتكلم علي البنت اللي معرفش إسمها دي كده ، وفعلا مكنش يحق لي اني أظلمها وأقول عليها حاجه وحشه من وراها ، بس انا بصراحه مش مقتنع بجواز النت ده وشايف اني لازم لما آجي اخطب واحده اخدها من بيت أهلها وأتعرف عليها عندهم علشان كل حاجه تبقي فـ النور ، بس عموما دي أراء برضو معلش متزعلش مني

إسلام بإبتسامه :
-
- - اولا إسمها ساره ، ثانيا انت عارف إني مش بعرف أزعل منك لأنك أغلي صديق عندي ، ثالثا بقي انا هوريلك إن وجهة نظرك دي غلط والأيام بيننا ،قشطه ؟

محمد بسعاده :
-
- - قشطه جداااااا ^^

نظر إسلام أمامه فإذا به يري شيئا لم يعجبه فقال بضيق :
-
- - يييييييييييي شوف مين جاي علينا

فاروق بإبتسامه خفيفه :
-
- - السلام عليكم

إسلام بإبتسامه مصطنعه :
-
- - وعليكم السلام

محمد بسعاده :
-
- - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نظر لهم فاروق للحظات ثم بدأ حديثه :
-
- - ازيكم يا شباب عاملين إيه ؟ كويس إني شوفتكم والله كنت عاوز أقولكم علي الندوه اللي هتتعمل بكره فـ الجامعه يمكن تحبوا تيجوا يعني

محمد بإبتسامه كبيره :
-
- - مـــاشي قول

شرد إسلام عنهم قليلا وأخد يحدث نفسه :
-
- - هو كل ما يشوف خلقتنا الواد ده يقولنا علي ندوه دينيه ، وأكيد ندواته كلها بقي هتكون شيوخ كبار وهيقعدوا يتكلموا كالعاده وإحنا مش فاهمين حاجه وفي الآخر ننام زي كل مره !

.. قطع فاروق إسلام من شروده وهو يسألة :

- هاه يا إسلام وإنت مقولتليش ،، تحب تعرف أكتر عن الندوه ؟

إسلام بإبتسامه مصطنعه :
-
- - إتفضل

بدأ فاروق حديثه عن الندوه قائلا :
-
- - إسم الندوه ( احبك ولكن لن أصارحك ) وبتتكلم عن ..

قاطعه إسلام متعجبا .. !

- إسمها إيه ؟!!!

فاروق بتعجب :
-
- - احبك ولكن لن أصارحك

رفع إسلام حاجبه وقال بصوت ساخر :
-
- - ندوه دينيه وإسمها كده إزاي يعني ؟!! انت بتهرج صح ؟

فاروق بإبتسامه هادئه :
-
- - طيب بص انا مش هتكلم عنها , إنت هتيجي تشوف بنفسك ينفع ولا لأ , مستنيكم بكره الساعه 11:30 في قاعه المناسبات ، يلا بقي هسيبكم علشان ألحق ابلغ باقي الناس

نظر إسلام لمحمد بتعجب وقال :
-
- - صاحبك بيضحك علينا يا عم !! بيقولنا أي حاجه وخلاص علشان يجر رجلينا ونروح ، بس الحركات دي مش بتخيل عليا ، هو أكيد بيعمل كده علشان يبان قدام الناس انه شاطر بقي وبيعرف يقنع الناس بالحضور وحاجات كده !!

محمد بضيق :
-
- - فاروق مش بيكذب ابدااااا يا إسلام ، هو صاحبي من زمان وانا عارفه كويس ، عموما نروح بكره ونشوف ، تمام ؟

أومأ برأسه موافقا وقال :
-
- - ماشي مش هنخسر حاجه ،، نروح وخلاص ولو طلعت ممله نمشي وانا متأكد من كده ، اصلا فاروق صاحبك ده انا مش بطيقه بصراحه وبحس إن أي حاجه من ناحيته ممله !!

محمد بحزن :
-
- - يابني لييييييه حرام عليك !!! ده محترم جدااااا ما شاء الله عليه

إسلام بضحكة ساخره :
-
- - ياعم تحس إنه واد ملزق كده ومعقد وغريب
-
- ثم أردف ببراءة مصطنعه :
-
- خلاص بقي انا مش عاوز أتكلم علي حد , والنهارده من بكره مش كتير ،، هنشوف !

___________________________

تابعونا

مسلمة متفائلة
26-08-2014, 09:05 AM
الحلقه الثانية :


https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/10577102_661796543912678_7370583522246377018_n.png ?oh=04ce1e91ce1a78ed6f1e9ff978af87b5&oe=546D9F35&__gda__=1415742953_8fe47d7ff02ef03ae26f0c60634f908 e


ظل إسلام حائرا طوال اليوم ، هل يمكن أن تكون هناك ندوه دينيه بهذا الإسم ؟ ام ان فاروق يكذب عليهم ليجبرهم علي الحضور ؟!! أخد يفكر قليلا ثم تذكر فجأة ان اخته هند معه في الجامعه ومن الممكن ان تكون قد سمعت بهذه الندوه من قبل ، فقرر أن يذهب ليسألها ..

أخد إسلام ينقر علي باب غرفة إخته بسرعه وهو يقول :

- بت ياهند إفتحي الباب

قالت بطريقه مضحكة :

- حــــاضر يا عم عبده ،، هجيب كيس الزبالة وجايه حــــــالا

ضحك بشده ولكنه سرعان ما رفع حاجبه وهو يقول :

- الزباله دي هأكلهالك إن شاء الله ، بس مش وقته دلوقتي ، انا جاي ف حاجه أهم ..

هند وهي مازالت تضحك :
-
- إنجزززززز وقتي ثمين

إسلام بجديه :

- إنتي سمعتي ان في ندوه هتتعمل بكره عندنا فـ هندسه إسمها ( أحبك ولكن لن اصارحك ) ؟
-
- ثم أردف قائلا :

- أصل في واحد قالي عليها وانا بصراحه مش مصدق إن في ندوه دينيه إسمها كده !!

حركت هند رأسها بتفهم وهي تقول :

- أيوه كانت سلمي قالتلي عليها إمبارح ، يمكن نيجي نحضرها إحنا كمان

حاول إسلام أن يمرح قليلا مع اخته وقال :

- سلمي مين ؟

قالت ببراءة :

- سلمي جارتنا يا عم اللي معايا فـ القسم

إسلام بضحكة عاليه :

- القصيره دي اللي كانت بتلعب معانا ف الشارع زمان ؟

هند بإبتسامه :

- أيوه هي دي

- ثم نظرت علي الجانب الآخر وكأنها تذكرت شيئا وعادت إليه بنظرها وهي تقول بتعجب :

- ثانيه ثانيه ، إنت مالك أصلا ؟!! إنت سيبت الندوه ومسكت فـ سلمي

ثم ضحكت مره اخري وهي تقول :

- هاه عندك أسئله تاني ولا تتفضل من غير مطرود ؟

إسلام بإبتسامه :

- خلاص يا ستي شكرا

وسرعان ما تحولت هذه الإبتسامه إلي ضحكة شريره وهو يقول :

- اتخمدي بقي ، وما تنسيش تشربي اللبن وتغسلي سنانك قبل ما تنامي علشان السوسه الوحشه متجيش فـ بؤك

ضربته هند علي كتفه وقالت :

- اللـــــــه يرحمك يا بابا ،، لو كان لسه عايش كان زمانه خنقك دلوقتي ، عيل ظريف

إستدار ليعود إلي غرفته وهو يقول :

- الله يرحمه ، يلا تصبحي علي سوسه

حاولت الإمساك به ولكنها لم تلحقه فنادت عليه قائله :

- إستنـــــــــي يا واد هنا

ثم أخدت تحرك رأسها يمينا ويسارا وهي تقول بإبتسامه كبيره :

- جرررري الخواف

___________________________

وفي اليوم التالي نظر إسلام لصديقه محمد وهو يقول :

- يلــا يا عم الساعه بقت 11:15 يادوب نلحق نحجز مكان ف الندوه دي قبل ما كل الكراسي تتملي

محمد بتعجب وسعاده :

- غريبه !! مش إسلام اللي يكون مستعجل كده علي ندوه دينيه يعني !

إسلام بثقه :

- علشان بس أأكدلك بس إن صاحبك ده بيضحك علينا !

محمد :

- هنشوووووووف ،، هيا بناااااا

وبدأت الندوه :

كانت تتحدث عن الحب الحلال ،، وكيف يجب علي الإنسان أن يظل محافظا علي قلبه نظيف وخالي من أي جرح وهو علي يقين ان الله سوف يعوضه خيرا علي هذا الصبر ،، ولأن القلوب ليست بأيدينا ومن الممكن ان يحدث تعلق بأحد أفراد الطرف الآخر في أي وقت ، فيجب علي الإنسان ان يغض بصره دائما ويحاول بقدر المستطاع ان يبتعد عن أي مكان به إختلاط حفاظا علي قلبه والعهد الذي اخده علي نفسه ،، وحتي إذا أحس بأي مشاعر تجاه الطرف الآخر رغما عنه ، فلابد أن يوجه هذه المشاعر في طريقها الشرعي ،، إما عن طريق التقدم للخطبه إذا كانت الظروف مناسبه لكلا من الطرفين ،، او عن طريق الدعاء بأن ييسر الله الأمور إذا كان الخير في هذه الزيجه ,, وبالطبع لابد أن تظل هذه المشاعر في قلبه فقط ولا يحاول أبدااا إظهار أي شئ منها للطرف الآخر ، فهو من المفترض أن يحافظ عليها حتي من نفسه ويكون علي يقين إنه إذا كان بها الخير له سيجعلها الله من نصيبه , والأفضل ان يدعو الله دائما أن يثبته ويحفظ له قلبه ولا يعلقه بأحد سواه

وإنتهت الندوه وخرج إسلام ومحمد :

محمد بضحكة واثقه :

- إيه رأيك بقي يا عم ؟ طلع مش كذاب أهو

إسلام مؤيدا :

- لأ بصراحه الله ينور ،، كلام جـــامد آخر حاجه ،، يعني بصراحه عجبتني الفكره بتاع الندوه وحاجه جديده كده وعلي عكس ما كنت أتوقع تماما ،، أي نعم انا مش هقدر أنفذ حاجه من اللي إتقال بس برضو حلوه

محمد بإبتسامة رضا :

- طيب الحمد لله ،، لأ بصراحه الداعيه ده إسلوبه حلو كده ويخليك عاوز تفضل قاعد تسمعه طول اليوم ، مش زي الناس اللي تقفلك من أول 5 دقايق دي ، وبصراحه انا خلاص عجبني الكلام وقررت أنفذه

إسلام بتعجب :

- هتعمل إيه يعني ؟

محمد وهو يتذكر كلام الداعيه :

- حبيت فكرة ان زوجتي تبقي اول حب فـ حياتي وبإذن الله هفضل محافظ علي قلبي لحد ما أقابلها ، لأن المشاعر وقتها هتكون طازة ومش مستهلكه ، مش حابب انا اني اتعرف علي دي ودي وفي الآخر اروح أتجوز واحده تانيه خـــــالص !!

واكمل بإبتسامه كبيره :

- خليني كده مؤدب ومحترم علشان ربنا يرزقني بواحده مؤدبه زيي

إسلام مؤيدا :

- مــــاشي يا باشا ربنا معاك ويـاريت بجد الناس كلها زي الداعيه ده كان الواحد حضر علطول ، انا بصراحه بخاف من الناس الملتزمين دول , بحس إنهم مش عايشين أصلا ومش بيضحكوا كده ومملين زي فاروق كده , بس لو في حاجه تانيه كده علي نفس النظام هكون أول الموجودين إن شاء الله

محمد بضيق :

- يـــــاض حرام عليك بقي سيب فاروق فـ حاله !! والله لو عرفته عن قرب هتحبه جداااااا

نظر إسلام أمامه فإذا به يري فاروق فنظر إلي محمد بضيق وقال بصوت منخفض :

- يييييي أهو جه تاني

فاروق بإبتسامه :

- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أجاب محمد وإسلام :
-
- - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

فاروق بتساؤل :

- هاه قولولي بقي رأيكم فـ الندوه

رد إسلام مبتسما :

- حلوه جميله

ثم قال متعجبا :
-
- بس هو إنتوا بجد بتعرفوا تحبوا زينا كده ؟!! يعني مش إنتوا بتقولوا إن الحب ده حرام ؟!!

ضحك فاروق ضحكة عـــاليه وهو يقول :

- لأ طبعا مين قال كده ؟!! لو الحب حرام مكانش ربنا خلق لنا قلب ،، صح ولا إيه ؟!!

إسلام بعدم إقتناع :

- صح ، بس إنتوا اللي بتقولوا كده ؟!!

فاروق بتفهم :

- يا إسلام إفهم ،، الحب نفسه عمره ما كان حرام ،، اللي بيحصل الأيام دي بإسم الحب هو ده اللي حرام ، الناس اللي بيقولوا إحنا مرتبطين وبنحب بعض وبيسمحوا لنفسهم يعملوا حاجات كتتتتير حرام وكل ده بإسم الحب هو ده اللي حرام ،، يعني هما اللي شوهوا المعني الجميل ده مش إحنا !!

إسلام بتعجب :

- امممم جايز !

فاروق :

- عموما يا سيدي الحديث له بقيه ،، بس معلش مضطر أمشي دلوقتي علشان محاضرتي هتبدأ ، نكمل بعدين إن شاء الله

- ماشي , مع السلامه

محمد :

- هاه إقتنعت ولا إيه النظام ؟

إسلام بضحكة شريره :

- لأ برضو , مش عارف ليه مش بصدقه الواد ده , بحس إنه بيحاول بيبن نفسه كويس ومش معقد ولا حاجه وإن احنا اللي غلط ، مع إن احنا عايشين عادي اهو زي كل الناس وحالنا أحسن من ناس كتير الحمد لله وهو اللي مكبر الموضوع ، يلا ربنا يهدينا ..

______________________

وفي المساء كانت سلمي تجلس علي الحاسب الخاص بها , وبالتحديد علي موقع الفيس بوك

إبتسمت سلمي فجأة وقالت لنفسها :

- إيه حكايتك يا ست حفصه ،، كل شويه تدخليني جروبات كده ، انتي مش بتزهقي ولا إيه ؟!! وكمان إشمعني انا بالذات يعني رغم إننا أصلا متكلمناش قبل كده خااالص ؟!! هههههههههه تلاقيها فاضيه وعمالة تدخل كل الناس اللي عندها

لما نشوف مدخلاني في إيه النهارده كمان !!

جروب هنعيشها صح // اممم حلو الإسم ،، لما ندخل نتفرج بقي

وبعد مرور ساعة أو أكثر ..

نقرت ولاء علي باب الغرفه ، فقالت سلمي :

- إدخلي يا بنتي الباب مفتوح

- بتعملي إيه يا حجة

سلمي بسعاده :

- تعالي بصي كده ،، واحده معرفهاش دخلتني في جروب جديد ،، بس بجد حاجه فخيمه يعني

نظرت ولاء إلي شاشة الحاسوب ثم أعادت النظر إلي سلمي قائله :

- فخيمه إزاي يعني ؟!!

نظرت إليها سلمي بحماس وقالت :

- ناس كده يا بنتي تحسي إن عقلهم نضيف كده وعايشين لهدف معين وبيساعدوا بعض يقربوا من ربنا ، عجبني الجو بصراحه ، وكمان الجروب كبير جداااا وفيه تفاعل ، ده انا قاعده من بدري ومش ملاحقه أقرا إيه ولا إيه ؟

ولاء بفضول :

- وريني كده ..

نظرت ولاء إلي شاشه الحاسوب ، ولكن يبدو أنها رأت مالا يسرها ، فقالت بضيق :

- يييييييي لأ يا ست شكرا ، انا هروح أكمل اللي ورايا ، بلاش تقعدي معاهم كتير بدل ما يأثروا عليكي !

سلمي بضحكة عاليه :

- ياعيني ده إتصدم ، خلاص إمشي بقي من هنا وخدي الباب فـ إيدك

إنتهت ولاء من أعمالها وعادت لغرفتها لتنام ،، ولكنها وجدت سلمي مازالت جالسه علي الحاسب الخاص بها بعدما يقرب من 3 ساعات ، فتنهدت قائله :

- يلـــا يا سلمي انا خلصت اللي ورايا ،، إقفلي الكمبيوتر بقي وإطفي النور علشان نعرف ننام

.. نظرت ولاء الي شاشه الكمبيوتر بدهشه ثم أكملت قائله :

- لالالالالا مش معقوله إنتي أعده ده كله ع الجروب ده ؟!!

سلمي بضحكة متعجبه :

- تصدقي بالله ؟ انا حاسه ان حياتي كلها غلــــــط ، يأما هم اللي مزودينها شويه بقي !

ولاء بعدم إهتمام :

- يا ستي قولتلك سيبك من الناس دي هيعقدوكي فـ عيشتك ، ويلا بقي علشان لازم انام عندي مدرسه الصبح

إبتسمت سلمي قائله :

- حاضر حاضر ، بس إستني في حاجه مهمه لازم أعملها الأول .

.................................................. .......

تابعونا

مادوكا
29-08-2014, 10:01 AM
بصراحة موضوع في منتهي الروعة والجمال

ومتابعةمع حضرتك ان شاء الله

جزاكي الله كل خير

مسلمة متفائلة
29-08-2014, 02:49 PM
بصراحة موضوع في منتهي الروعة والجمال

ومتابعةمع حضرتك ان شاء الله

جزاكي الله كل خير


ومرورك هنا أسعدني بجد =)

جزانا الله وإياكِ وتسعدني متابعتك ~

مسلمة متفائلة
29-08-2014, 02:55 PM
الحلقه الثالثة :

https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/10577102_661796543912678_7370583522246377018_n.png ?oh=04ce1e91ce1a78ed6f1e9ff978af87b5&oe=546D9F35&__gda__=1415742953_8fe47d7ff02ef03ae26f0c60634f908 e

قررت سلمي أن ترسل رسالة لـ حفصه لتشكرها علي الجروب وتسألها بعض الأسئلة ،،

فكان محتوي الرسالة :

السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
اولا كنت عاوزة أشكرك علي الجروب بتاع هنعيشها صح اللي انتي دخلتيهوني ده
ومعلش كنت عاوزة أسالك علي حاجه ،،
هم الناس اللي في الجروب دول حقيقيين زينا ؟!! مش عارفه حاسه اني مستغرباهم شويه !
يعني بلاقي بوستاتهم إسلوبها حلو جدااا وبتشدك وفي نفس الوقت بحس انهم معقدين الدنيا
سعات أحس انهم صح وسعات أحس انهم مكبرين المواضيع زياده عن اللزوم ،

هو بصي انا بيني وبينك كده بنت عاديه يعني زي كل البنات ،، مش عارفه اذا كانت حياتي كده صح ولا غلط
لأن كل اللي حواليا زيي كده ،، لكن دايما بحس ان ليا دور في الحياة ،، بس مش عارفه هو إيه !!
يعني بحس اني مش بعمل كل اللي عليا فـ الدنيا ،، رغم اني بحاول قدر الإمكان اجتهد فـ كليتي اللي هي بالنسبالي الهدف الأساسي ف حياتي ،،

عاوزاكي تقوليلي : هل انا ليا دور ف الحياة غير دراستي حاليا ؟ مع العلم اني في 2 كلية تربيه انجلش ومش مخطوبه ولا أي حاجه ،، يعني متفرغه للدراسه بس ،، فـ هل ده كافي ؟ ولا في حاجات تانيه لازم تتعمل ؟

معلش انا أسفه جداااااا لو طولت عليكي ،، بس انا من ساعة ما دخلت الجروب وانا حسيت انكم ناس مختلفين عننا ،، وحسيت بـ راحه لما قعدت أقرأ في الجروب شويه ،، بس لو كلامكم وبوستاتكم دي صح ، معني كده ان حيااااتي كلها غلط بقي ومعني كده برضو إني مش عندي أي هدف ف الحياه غير دراستي وإن ده غلط ؟!!

بصي مش عارفه بقي انا محتاره وكان لازم اكلمك ،، انا عارفه اننا متكلمناش قبل كده ،، بس يـــــاريت بلاش تهملي الرساله

أخر سؤال بقي : هو إنتوا معقدين ولا عندكم إسنان زينا ؟

ههههههه اوعي تعملي بلوك ،، انا قولت أهو

يلا هستني الرد ،، مع السلامه

... وأغلقت سلمي الحاسب وذهبت للنوم

______________________

وفي اليوم التالي :

يجلس إسلام مع صديقه محمد في كافيتريا الجامعه كالعاده ،

قال إسلام بحرج :

- محمد انا هقولك علي حاجه بس خليك هادي ،، مــــاشي ؟

نظر محمد إلي إسلام نظره عميقه وقال بترقب :

- طالما قولت خليك هادي يبقي إنت عامل مصيبه ؟!! قول لما نشوف أخرتها معاك

بهت وجه إسلام وقال بهدوء :

- انا كلمت ساره إمبارح

محمد متعجبا :

- طيب وإيه الجديد ؟

نظر إليه بحزن وقال :

- انا طلبت منها صورتها وهي وافقت وشوفتها ، وبصراحه طلعت أحلي بكتتتير مما كنت أتخيل ولاقيتني غصب عني بقولها كلام مكانش ينفع يتقال

إحمر وجه محمد ونظر إلي إسلام بغضب شديد ولم يتحدث ،،

إسلام محاولا تهدئه الموقف :

- يا محمد ماهو مكنش ينفع أبقي بكلمها بقالي 6 شهور ولحد دلوقتي معرفش شكلها !!

نظر إليه محمد بغضب شديد وقال في لوم :

- يــــــــــــاسلام !!! وكمان بتكلمها من 6 شهور !! الله الله !! وإيه كمان ؟!!!!

نظر إسلام إلي الارض وقال بصوت منخفض :

- بص هو انا من ساعة ما بدأت أكلمها وانا عاوز أقولك لأني مش متعود أخبي عليك حاجه ،، بس كنت عارف انك هتدايق لو عرفت ...

قاطعه محمد :

- اه ولما لقيت انك بدأت تتجرجر في الحرام قلت تقولي علشان أشوفلك حل !! والله فيك الخير

حاول إسلام تهدئه الموقف قدر المستطاع فقال بهدوء :

- يا محمد خلاص بقي إهدي طيب ،، انا مش وحش كده وانت عارف بس بقولك غصب عني ،، وانا مش عاوز اللي حصل ده يتكرر تاني علشان كده بقولك تشوفلي حل

محمد بنظره غاضبه :

- ترضي علي اختك كده ؟!!

قال إسلام بضجر :

- يا محمد خلاص بقي هو كل شويه تقولي اختك اختك !!

أعاد كلامه قائلا :

- بسأل سؤال ،، ترضي حد يعمل مع اختك كده ؟!!

- بصراحه لأ ،، بس الموضوع مختلف ،، انا فعلا هتجوز ساره

محمد :

- وهتتجوزها إمتي بقي ؟

نظر إلي محمد بسعاده وقال :

- بعد ما اتخرج وأشتغل إن شاء الله

أسند ظهره إلي مقعده وقال :

- اااه يعني علي الأقل بعد سنه ونص !! ده لو أصلا لقيت شغل علطول بعد ما اتخرجت

إسلام بعدم فهم :

- طيب اعمل إيه طيب ؟

لم يهتم محمد لكلامه وأكمل قائلا :

- وطبعا هتفضل تتكلم معاها لحد ما تيجي تتقدم لها ؟

- أكيييد طبعا

ضحك ضحكة ساخره وقال :

- عاوز تكلمها سنتين بحالهم مش غير ما يحصل تجاوزات ؟! تبقي بتضحك علي نفسك يا إسلام ، لما شوف من 6 شهور وعملت إيه ، أمال هيحصل إيه بقي بعد السنتين دول ؟!!

نظر لمحمد بضيق وهو يقول :

- يا محمد هو انا بكلمك علشان تشوفلي حل ولا علشان تعقدهالي زياده

تنهد محمد بعمق وقال :

- منا مش عارف أقولك إيه والله ،، انا اه بعمل ذنوب كتير بس يمكن ييجي عليا يوم وأقرب من ربنا وأتوب وربنا يغفر لي ،، إنما حاجه زي كده مستحيل أعملها لأني عندي اخوات بنات ياعم واخاف عليهم ، عموما هو انا عندي حل وحيد وعارف انه مش هيعجبك ،، انت لـازم تحاول تنسحب من الموضوع ده بهدوء وتبعد عنها خااااالص وتأكد إن لو ليك نصيب فيها هتتجوزها حتي لو حصل إيه ، ولو مش ليك نصيب برضو مش هتتجوزها حتي لو قعدت تكلمها لحد ما تتخرج زي ما بتقول ..

رفع إسلام حاجبه وقال بتعجب :

- اااايه يابني اللي انتي بتقوله ده ؟!! مش هينفع طبعا ، عاوزها تقول عليا بكذب عليها ده كله ؟!! خلاص بقي انا هحاول اخد بالي من كلامي معاها وخلاص ..

محمد بتفهم :

- طيب خلاص ،، بس حاول برضو تقلل كلامك معاها شويه ،، ولو لقيت نفسك في أي وقت هتقول أي حاجه حرام تاني يبقي اقفل الكمبيوتر بسرعه وكأن النت فصل ،، امممم رغم ان كلامكم كله تقريبا حرام

إسلام بضجر :

- يا راااااااجل !! كلامنا كله حرام !! حتي لو كلام عادي ؟!! هنفتي بقي

محمد بإنسحاب :

- يا عم معرفش ،، انا بقول تقريبا ،، بس برضو إبقي إسأل شيخ وإتأكد

اللــــــــــــه أكبر اللــــــــــه أكبر .. اللــــــه أكبر اللـــــــــه أكبر

أحس محمد بالإرتياح عندما سمع صوت الأذان ، فقال في هدوء منهيا هذا الحوار :

- بقولك إيه ما تقوم بينا نصلي الظهر وندعي ربنا يعدي الموضوع ده علي خير

إسلام بإبتسامه :

- ماشي بس يلا بسرعه نجيب أي حاجه ناكلها لاني ماكلتش أي حاجه من الصبح وبعدها نروح نصلي

محمد :

- مــاشي

... وبعد الفطار نظر إسلام في ساعته فوجدها أصبحت 12:30 فذهبوا سريعا الي المحاضره ، وبالطبع لم يصلوا الظهر !

______________________

وعلي الجانب الآخر بكلية التربيه تجلس سلمي وصديقاتيها هند وفاطمه ،

نظرت لهن سلمي للحظات وقالت بترقب :

- يا عيال انا هسألكم سؤال وردوا بـ جديه مره واحده في حياتكم بقي ماااااشي ؟

أجابوها بالموافقه فأكملت قائله :

- إيه رأيكم في الحياه اللي إحنا عايشينها دي ؟

- ممله !

- جداااااااااا

سلمي بتساؤل :

- يعني انتوا مش مبسوطين من حياتكم دي ؟ رغم انكم بتعملوا كل اللي انتوا عاوزينه ؟!

هند :

- علي يدك أهو ،، بنقعد في الجامعه لحد العصر ونروح ننام شويه ونقوم نقعد ع الفيس وننام تاني علشان الجامعه ،، إيه الجديد يعني ؟!!

فاطمه :

- يا بنتي الملل ده بقي صديقنا الصدوق ،، عااادي يعني ده حال كل الناس

شعرت سلمي بالسعاده مما سمعته وقالت بحماس :

- طيب ما تيجوا نكسر الروتين ده ونغير حياتنا شويه ، يعني نخلي عندنا أهداف جديده ننظم يومنا شويه نعمل اااااي حاجه بقي .

هند :

- إيدينا علي كتفك ،، عندك أفكار ؟

سلمي بإبتسامه :

- حـــاليا لأ ،، بس إستنوا عليا يوم ولا اتنين كده وهقولكم علي اللي فـ دماغي ،، بس أهم حاجه ان فكرة التغيير دي انتوا موافقين عليها صح ؟

- يااااااااااريت

- موافقين جداااا طبعا

سلمي وقدر شعرت بالإنتصار وقالت بحماس شديد :

- قشششطه جدا ، أيون كده هم دول الصحاب اللي بجد، بحبكم يا عيال وربنا
__________________

.. كانت سلمي تجلس في الميكروباص أثناء عودتها إلي المنزل وأخدت تحدث نفسها :

- إيه يا ست سلمي مالك إتحمستي كده ليه ؟ معقوله كام بوست يأثروا فيكي اوي كده ؟ لأ بس بصراحه كلامهم عقلاني جدااا وإحساس الراحه اللي هم بيقولوا عليه ده باين عليه حلو وانا عاوزه أجربه .

ثم نظرت للجانب الآخر وأكملت قائله :

- طيب وفيها إيه لما أبدأ أغير من نفسي وأكون أحسن من كده ؟ مش انا دايما بقول اني لازم أكون مميزه عن كل البنات واني مش عاوزة أكون عايشه زي ما كل الناس عايشه وخلاص !! أكييييييد انا مش مخلوقه علشان كده ومش هسمح لنفسي ان حياتي تكون روتينيه زي كل الناس .

اممممم عموما لما أروح هشوف حفصه دي ردت عليا ولا لسه ،، ومن إسلوبها هعرف اذا كانوا هم فعلا اللي صح , ولا معقدين زي ما دايما بسمع عنهم

________

... دخلت سلمي إلي المنزل وذهبت مسرعه لتفتح الحاسب الخاص بها ،، حتي من دون أن تلقي التحيه علي اختها او تمزح معها كالعاده

فتحت سلمي الحساب الخاص بها علي موقع الفيس بوك وعندما وجدت رسالة إزدادت ضربات قلبها بشده

وبالطبع كانت الرسالة من حفصه ،، فتحت الرسالة وبدأت تقرأ فيها وإبتسامتها تتسع أكثر وأكثر حتي كادت تصل إلي اذنيها

.................................................. ......

تابعونا

مسلمة متفائلة
02-09-2014, 08:13 PM
الحلقه الرابعة:

https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/10577102_661796543912678_7370583522246377018_n.png ?oh=04ce1e91ce1a78ed6f1e9ff978af87b5&oe=546D9F35&__gda__=1415742953_8fe47d7ff02ef03ae26f0c60634f908 e



فتحت سلمي الحساب الخاص بها علي موقع الفيس بوك وعندما وجدت رسالة إزدادت ضربات قلبها بشده ،،

وبالطبع كانت الرسالة من حفصه ،، فتحت الرسالة وبدأت تقرأ فيها وإبتسامتها تتسع أكثر وأكثر حتي كادت تصل إلي اذنيها

كان محتوي الرسالة كـ الآتي :

_____________

حفصه :

- ههههههههههههههههههههههههه فطستيني من الضحك وربنا ،، اه يا ستي عندنا سنان وبنعرف نضحك ونألش ونهزر ونعمل كل حاجه ،، إحنا جامدين اووووي يا بنتي ،، بس كل حاجه في مكانها المناسب بتكون أحلي

ومش هعمل بلوك متخافيش أصلا فرحتيني برسالتك جدااااا

..علي فكره انتي مش عاوزه إجابه لسؤالك لأن انتي عارفه الإجابه كويس طبعا الدراسه هدف مهم جدااا ف الحياه ، بس ما ينفعش يكون هو هدفنا الوحيد ، ما ينفعش نكون عايشين بس علشان نذاكر وننجح وبعدين نتخرج ونشتغل وخلاص ..

وإحنا والله مش مكبرين المواضيع ولا حاجه ، إحنا بس بنحاول نعيش حياتنا صح وبنحاول دايما نكون من الناس اللي ربنا راضي عنهم والرسول يوم القيامه هيكون فخور بيهم

وعلي فكره مفيش أي تناقض بين الحاجتين ،، قد تكوني انتي قابلتي نماذج لملتزمين فاهمين الإلتزام غلط وعلطول مكشرين كده ومش تحبي تتكلمي معاهم ، علشان كده خوفتي منهم ، لكن إحنا في فريق هنعيشها صح هدفنا إننا نفهم الناس معني الإلتزام الصح وإن الملتزم ده ممكن يعمل كـــــــــــــــــل حاجه بيتمناها لكن بدون ما يغضب ربنا

علشان كده يا ستي قررنا نساعد بعض ونكون ملتزمين بجد وبرضو هنعيش حياتنا زي ما إحنا عاوزينها
-
ولو مش مصدقه إنه ينفع الـ 2 مع بعض ، جربي وشوفي هينفع ولا لأ

إيه رأيك ؟

___________________

قرأت سلمي الرسالة مرارا وتكرارا وهي في غاية السعاده ،، لا تعرف لماذا ولكنها كانت سعيده فقط

ثم أرسلت رسالة آخري لـ حفصه وكان محتواها :

- اللــــــه كلامك مريح اووووووي ، شكلنا كده لسه بيننا كلام كتتتتير ،، هكلمك بكره إن شاء الله علشان مش هينفع أفتح النهارده تاني

إستنيني هااه

... أرسلت سلمي الرسالة وأغلقت الحاسب ، ذهبت لتبدل ملابسها لتتناول الغداء مع اسرتها

______________

وفي المساء إتصل إسلام بصديقه محمد :

- الــــو ، ازيك يا محمد

- الحمد لله تمام

- بقولك إيه : إنت معاك المذكره بتاع دكتور عبد الرحمن ؟ أصلي نسيت أصورها

- اه معايا ،، خلاص بكره هجيبهالك إن شاء الله

- ماااشي شكرااااا ، معلش لو قلقتك من النوم ولا حاجه

إبتسم محمد قائلا :
-
- - ياعم ما انت علطول بتقلقني ،، يعني هي جات علي النهارده ، بس أصلا انا لسه منمتش ،، قاعد بتفرج علي برنامج وبعدين هنام إن شاء الله

إسلام بمرح :
-
- - برنامج إيه ده ؟ يمكن آجي اتفرج معاك

- برنامج ديني كده

- ههههههههههههه ما شاء الله ما شاء الله ربنا يهديك يابني

رفع محمد حاجبه وقال :
-
- - عيل رخم وربنا ،، ما تسيبني ف حالي ياعم يمكن ربنا يهديني وأتغير بقي

إسلام :
-
- - خلاص يا شيخ محمد كمل ياخويا كمل ، بس انا مستغرب يعني إشمعني النهارده ؟

- عااااادي كنت بقلب ولقيته والكلام شدني ، المهم طير إنت بقي علشان الفاصل قرب يخلص وانا عاوز أتفرج ..

إسلام مازحا:
-
- - ماشي يا بطه اتفرجي

ضحك محمد ضحكة عاليه وأكمل قائلا :
-
- - والله مانا عارف إيه اللي مصبرني عليك ده كله ، لولا إني بحبك كان زماني خنقتك دلوقتي ، إمشي بقي ورايا برنامج ، ومـــــــــــاتكلمش سااااااااااره ماااااااااشي ؟ رووووح نام علطووووووول علشان محاضره الساعه 8 متروحش عليك .

إسلام بإبتسامه متعجبه :
-
- - زي ما تكون بتقرأ أفكاري ،، خلاص مش هكلمها ،، كفايه اللي حصل إمبارح بقي ، يلا مع السلامه

- سلــــــــام

__________________________

وفي اليوم التالي في الجامعه :

قابل إسلام محمد بـ وجه ضاحك كالعاده وقال مازحا :
-
- - بطتي الحلوه اللي كانت بتتفرج علي برنامج ديني جات يا ناااااس

ضربه علي كتفه وتذكر البرنامج فقال بسعاده :
-
- - بس ياااااض ، والله برنامج تحــــــفه

إسلام بتساؤل :
-
- - كان بيتكلم عن إيه بقي ؟

نظر إليه محمد متعجبا وقال :
-
- - إشمعني ؟ بتفكر تتغير ولا حاجه ؟

- يمكن !

كاد محمد أن يقفز من مكانه وقال بسعاده بالغه :
-
- - بجــــد والله ؟!

تنهد إسلام بملل قائلا :
-
- - ياعم قووووول وخلصني ..

محمد :
-
- - كان يا سيدي بيحكي مواقف حصلت في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابه ، وأد إيه الرسول تعب اووووي عقبال ما نشر الدين الإسلامي ، وإن الشباب دلوقتي سايبين الدين ده وكـــــل تفاصيل الحياة اللي بيشملها ، وبيجروا ورا شوية موضات متخلفه وعاجبهم اووووي الحال اللي هم فيه ده ، ولو حد فكر يتمسك بالدين ده الكل بيضحك عليه ويفتكره قديم ورجعي ومعقد !!

بس عارف ؟ كلامهم كان عاجبني اووووووي ، رغم اني حسيت ساعتها اني وحش اووي وإني مش هينفع أعيش كده كتتير
-
- وأكمل بحزن :
-
- - نفسي تساعدني يا إسلام ونشجع بعض ونبدأ بقي نفهم ديننا شويه

نظر إليه إسلام بإبتسامه خفيفه وقال :
-
- - يابني ما إحنا حلوين اوي اهو والحمد لله يعني لا بنشرب سجاير ولا مخدرات ولا بنعاكس بنات ولا بنروح أماكن مش كويسه ولا حــــاجه ، إحنا احسن من ناس كتتتير الحمد لله ..

محمد بعد إقتناع :
-
- - بس ده مش كفايه يا إسلام ،، معتقدش ااااابدا أن دي الحياة اللي المفروض نعيشها ، اه إحنا مش بشعين اوي كده زي ما انت بتقول ، بس برضو لسه مبقيناش حلوين

بجد واللـــــــه نفسي تشجعني ، مره واااحده من نفسي يا عم ، منا دايما معاك علي الحلوه والمره

اخذ إسلام يستمع إلي الكلام وهو مازال غير مقتنع وقال :
-
- - ماهي المشكله اني مش مقتنع أصلا !! بحب حياتي كده وراضي بيها ، وبعدين ياعم ربنا يطول عمرنا ونبقي أحسن مع الوقت

تنهد محمد بفقدان أمل ولم يتحدث
-
- نظر إليه إسلام فوجده علي هذه الحاله فأحب أن يضيف جوا من المرح وقال :
-
- - طيب بقولك إيه ؟ ما تخلي احـــــم الواد فاروق يشجعك

ثم قال مازحا :

- مش عارف إزاي هطيقك لو بقيت زيه

نظر محمد للجانب الآخر وقال بحزن :
-
- - ماهي المشكله ان فاروق مش قريب مني زيك ، اه هو جاري وصاحبي وبحبه برضو ، بس علاقتي بيك انت أقوي وبحب أقضي معاك انت وقت أكتر

- حبيبي يابو صلاح

رفع محمد حاجبه وقال بتحدي :
-
- - بص يا أنا يا إنت ، وأكييييد في يوم هقنعك ، وهتتغير يعني هتتغير، تقريبا البرنامج اللي بكلمك عنه دي جاي الأربعاء الجاي ، هبقي أكلمك بقي في ميعاده وأخليك تشوف حلقه منه وبعدين تقرر
-
- ثم أنهي الموضوع وقال مازحا :

- مش هتعزمني علي حاجه بقي

إسلام :
-
- - ماشي يلا ، والحساب عليك
____________________________

وفي مساء هذا اليوم :

فتحت سلمي حساب الفيس بوك الخاص بها ونظرت نظره سريعه علي قائمة الأصدقاء المتصلين حاليا فوجدت حفصه من بينهم فـ سرت كثيرا ، وبعثت لها رسالة :

سلمي : انتــــــي موجووووده ، الحمد لله

حفصه بإبتسامه :
-
- - كنت مستنياكي أثلــــــا

- بجد ؟ ليه ؟
-
- مش عارفه !! كنتي جايه علي بالي طول اليوم وقلت أكيد هتكلميني النهارده زي ما قولتي

- حبيبتي ربنا يخليــــكي ^^ قوليلي بقي هو انا حياتي كلها غلط فعلا ؟

- احــــــم أيون

إتسعت عينا سلمي وقالت بتعجب :
-
- - معقووووووووله

فقالت حفصه:
-
- - ههههههههههههههه لأ مش اوي كده ، إنتي بس عاوزه تظبطي شويه حاجات وهتبقي 100%

سلمي :
-
- - طيب أبدأ منين ؟ وكمان سعات بحس اني خايفه وبرضو مسيطره عليا فكره إن الالتزام ده يعني تعقيد وبخاف منها اوووي بصراحه ..

- طبيعي تحسي بكده لأن الموضوع جديد عليكي ، بس إنتي بلاش تضغطي علي نفسك ، يعني براحه خالص عليها ، إبدأي غيري حاجه حاجه ، لأنك لو حاولتي تعملي كل حاجه في نفس الوقت هتحسي بالتعقيد اللي بتقولي عليه وهيكون صعب عليكي ..

سلمي بتساؤل :
-
- - طيب أبدأ منين برضو مش عارفه ؟

- بصي انا هقولك علي الطريقه اللي انا اتغيرت بيها بس متضحكيش هااااااااا

- هههههههههههههههههه ماشي

حفصه :
-
- - بصي انا البوستات بتاع الفريق هي كانت السبب في تغييري بصراحه ، كنت بقرأ البوست منهم وأقول لنفسي طيب وانا معملش الحاجه الفلانيه دي ليه ؟ لو حاجه سهله شويه بنفذها فوووورا ، ولو تقيله بفكر فيها فتره كده وبعدين أنفذها ، او اطنشها فـ الوقت ده وبعدين أنفذها لما أكون مستعده

بصي جربي الطريقه دي ولو منفعتش معاكي نشوف غيرها ، اووووكشن ؟

- امممم ماشي هحاول

- بس علي شرط ،، كــــل ما تفكري تغيري حاجه في نفسك حتي لو كانت بسيطه تيجي تقوليلي مــــاشي ، حابه أكون متابعه إلتزامك خطوه بـ خطوه ، وانا واثقه انك هتقدري

ثقه حفصه جعلت سلمي في غاية السعاده وقالت بحماس :
-
- - حــــــــاتر ، هروح ع الجروب بقي

________________

وبعد نص ساعه :

أرسلت سلمي رسالة لـ حفصه وكان محتواها :

- حفصصصصصه انا أخدت قرار اني هبطل حاجه معينه

- هههههههههههههههه أوام ؟! ما شاء الله ، قررتي إيه بقي ؟

-------------------------------------------------------------

ياتري إيه القرار ؟ وإيه حكاية إسلام ده بقي ؟

Pro Saher Abdel-Aziz
02-09-2014, 10:25 PM
روعة روعة روعة
الاسلوب اكتر من رائع عرض الاحداث جميل جدا الفكرة نفسها تستحق الحديث عنها بشكل كبير جدا فعلا
موضوع هايل

مسلمة متفائلة
03-09-2014, 08:42 AM
روعة روعة روعة
الاسلوب اكتر من رائع عرض الاحداث جميل جدا الفكرة نفسها تستحق الحديث عنها بشكل كبير جدا فعلا
موضوع هايل

شكرًا لحضرتك على المرور
أنا قولت أسيب القصة تحكي عن نفسها ..
وتسعدني متابعتكم .. جزاكم الله خيرًا

مسلمة متفائلة
03-09-2014, 08:50 AM
الحلقة الخامسة :

https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/10577102_661796543912678_7370583522246377018_n.png ?oh=04ce1e91ce1a78ed6f1e9ff978af87b5&oe=546D9F35&__gda__=1415742953_8fe47d7ff02ef03ae26f0c60634f908 e


أرسلت سلمي رسالة لـ حفصه وكان محتواها :

- حفصصصصصه انا أخدت قرار اني هبطل حاجه معينه

- هههههههههههههههه أوام ؟! ما شاء الله ، قررتي إيه بقي ؟

سلمي بحماس :

- أنا قررت اني مش هحط صورة بروفايل تاني عليها بنت بشعرها

- هههههههههههههههههههههههههههههه

سلمي بيأس :
-
- - بتضحكي ليه ؟ علشان حاجه عبيطه صح ؟

حفصه :
-
- - ههههههههههه لأ بالعكس والله ، انا مبسوووطه جدااا إنك بدأتي ، وبعدين مفيش حاجه إسمها حاجه صغيره وعبيطه ، أي حاجه غلط بنعملها حتي لو كانت صغيره فهي بتشيلنا ذنب وإحنا في غني عن الذنب ده صح ؟ وكل ما ذنوبك تقل كل ما هتقربي من ربنا أكتر

علشان كده اوووووعي تستصغري أي حاجه ، وعلي فكره لازم تبدأي الأول بالحاجات البسيطه خالص دي و واحده واحده إبدأي كبريها شويه

بس قوليلي بقي إشمعني صوره البروفايل يعني ؟

- يا ستي لقيت ان صورة البنت الممثله دي ممكن ولد يبص عليها وانا اخد ذنبها ، طب وعلي إيه هو انا ناقصه ؟!! ما الصور الحلوه كتير وبعدين الموضوع بسيط ومش صعب يعني وفي نفس الوقت بيخفف من ذنوبي شويه

قراااااار رقم 1 تم بنجاح يا فنـــــــــــــدم

حفصه :
-
- - هههههههههه حبيبتي يا سلمي ، ربنا يجعلك من أقرب الناس إليه ، يلا يا باشا مستنيه قرار رقم 2 بقي ، ولو انا مش موجوده إبعتيلي الرسالة ولما أفتح هكلمك اوكشن ؟

إبتسمت سلمي وقالت :
-
- - مـــــاشي

_______________________________

وفي اليوم التالي في كافيتريا كلية الهندسه ، كان محمد يجلس علي أحد المقاعد ويرتشف العصير الخاص به في هدوء ، نظر إسلام إليه في صمت لمده طويله ولكن قرر أن يقطع هذا الصمت فهمس قائلا :

- محمد .... انا كلمت ساره إمبارح

إتنبه محمد ونظر إليه وهو رافع حاجبه وقال :

- محمد عاوز يشد فـ شعره ،، عملت اااااايه تاني ؟!!

طأطأ رأسه وقال بخجل :

- بص هو انا كنت بكلمها عادي ومفيش حاجه ، وكنا بنضحك ونهزر ونتخيل مستقبلنا وعيالنا وكده يعني ،، بس لما قفلت معاها وبدأت أقرأ المحادثه تاني ضميري أنبني اوووي لأني برضو فـ نص الكلام قلت حاجات مكنش ينفع تتقال

محمد بضيق :
-
- - حاجات إزاي يعني ؟

إسلام وهو مازال ينظر إلي الأرض :
-
- - قعدت أقولها انتي إزاي كــــــده ، واني هخليها أسعد إنسانه في الدنيا وبحبها بقي وحاجات كده

نظر إليه محمد بضيق شديد قائلا :
-
- - يــــــــــــــارب صبرني ،، والله ما عارف أقولك إيه ،، حاسس اني عاوز أمد إيدي بس ، يـــــارب استرها علي اخواتي واخوات المسلمين جميعاااا

إسلام محاولا تهدئة صديقه :
-
- - طيب بص طيب ،، مش هي هتبقي مراتي ؟ فيها إيه لو عرفتها اني بحبها بقي ؟

محمد بنفاذ صبر :
-
- - مرااااااتك منين فهمني ؟ هو انت تعرف علم الغيب ؟!!! مش يمكن ربنا كاتبلك واحده تانيه من نصيبك ؟ هيكون إيه موقفك ساعتها بقي هاااااااااه

هز رأسه نفيا وقال بعدم إقتناع :
-
- - ياعم لأ إن شاء الله مش هتجوز غيرها

- مــــــاشي ده كلامك حاليا ،، بس برضو لو ربنا مش رايد دي تكون مراتك يبقي مش هتتجوزها حتي لو عملت ايه ! وبعدين حتي لو هي هتكون مراتك زي ما بتقول : مش من حقك تقولها الكلام ده خاااااااااالص إلا بعد الجواز ،، أقولك إيه تاني بس !!

إسلام بغضب :
-
- - يا محمد طب بهدوء طيب ، انا مش عارف الموضوع ده بالذات بيعصبك كده ليه ؟!!

محمد محاولا التوضيح :
-
- - علشان انا عندي اخواااااات بناااااات يا إسلام وبخاف عليهم جداااااااا ومؤمن جدااا إن كما تدين تدان ،، كمان صعبان عليا الذنوب اللي عمالين تشيلوها دي ،، وانا عارف ان الإنسان ممكن يضعف علشان كده بقولك بطــــــــل تتكلم معاها خاااااالص أحسن ،، وياعم أبقي كلمها لما نتخرج علشان تاخد رقم والدها ،، إنما كده لأ بجد حرااام عليك

تنهد قائلا :
-
- - مش عارف بقي ربنا يسترها علي هند وعلي بناتنا كلهم

ربت علي كتفه وقال بهدوء :
-
- - يا إسلام انا والله بقول كده من خوفي عليك ، انت عارف انا بحبك ااااد إيه ؟ يمكن بحبك أكتر من نفسي اصلا ، ومش حابب أشوفك كده ، كفااااايه بقي يابني ، هنفوق إمتي بس ؟

إسلام بإبتسامه خفيفه :
-
- - ربنا يهدينا

صوب محمد نظره تجاهه ورفع حاجبه وقال محذرا :
-
- - بص علشان تكون فااااااهم ، لو جيت قولتلي حصل حاجه تاني انا هضربك ، انا قولت أهو ،، وساعتها ممكن أغصب عليك وأخليك تفصل النت بقي ، أيوه ماهو مش انا اللي أسيب صاحبي يغرق وانا موجود

إتسعت إبتسامه إسلام وهو ينظر إلي صديقه بسعاده قائلا :
-
- - ربنا يخليك ليا يا محمد ،، مش عارف من غيرك كنت هعمل إيه ؟

رفع محمد حاجبه وقال بغرور مصطنع :
-
- - والله يابني ولا انا متخيل العالم من غيري ، هيييييح بقي ، هي طيبه قلبي دي اللي مودياني فـ داهيه

إسلام :
-
- - ماهي طيبه قلبك دي اللي بتخليني بحبك وربنا ، حبيبي يابو صلاح وربنا ، ربنا يجمعنا سوا فـ الجنه

إنتبه محمد فجأة وقال :
-
- - ااااايه ده هو انا سمعت صح ؟ كرر كده اللي قولته تاني

إسلام ببراءة مصطنعه:

- حبيبي يابو صلاح

أومأ برأسه يمينا ويسارا وقال :
-
- - ياعم لأ دي عارفها ، انا عاوز التانيه

قال إسلام مازحا :
-
- - شكلك بدأت تأثر عليا ياض ، ربنا يستر عليا بقي

محمد وقد ظهر علي وجهه الإنتصار:
-
- - هع هع وأخييييييرا بدأ تأثيري عليك يبان ، اااااااااحمدك يــــــارب ، ولسسسسه ،، هو انا ورايا حاجه ، انا هوريك إسلام فـ المستقبل هيكون عامل إزاي ؟

إسلام مازحا:
-
- - حد ينقذني من الواد ده يا جدعان ، اني أغرق اغرق اغرق

نظر إليه محمد بطرف عينه وقال :
-
- - ثئييييييييييل ، قوم هاتلي كانز ياعم خليني اهدي أعصابي

- عاوز كام واحده ؟

- واحده أكييييد !!

إسلام بضحكة عاليه :
-
- - يبقي إسمها كاااااان يابو جهل ، كانز دي جمع يا بطه

محمد بملل :
-
- - وربنا رخـــــــم ، هات اللي تجيبه وخلصني ، الدكتور مش بيدخل حد بعده يااااااض

إسلام بإبتسامه:
-
- - مــــــــاشي أمري لله

____________________

هيا بنا لنلقي نظره علي كلية التربيه ،

سلمي بحماس شديد :
-
- - يا عيااااااال ، انا قررت أعمل ثوره علي نفسي وأتغير

هند بإستهزاء :
-
- - هيهيهيهيهيهي ومالو ياختي مش عيب

فاطمه :
-
- - وهتعملي إيه بقي ؟ هتطيري ولا هتمشي ع المايه ؟

ظهرت ملامح الغضب علي وجهها وقالت :
-
- - انتوا بتهرجوا ؟!!! مكنتش متوقعه منكم رد الفعل ده خالص

هند :
-
- - ههههههههه بنهزر يا بنتي ،، قوليلنا قررتي إيه ؟

سلمي بحماس :
-
- - قررت أحاول أظبط حياتي واعيد ترتيبها وأعيش صــــح بقي ، يعني من الآخر هحاول أكون ملتزمة

فاطمه بعدم فهم :
-
- - ملتزمة ؟! أشمعني ؟

سلمي وقد ظهرت ملامح السعاده علي وجهها :
-
- - في واحده عرفتها حببتني في الإلتزام اووووووي وحسيت كده اني بطييير وانا بقرأ الرسايل بتاعتها ، كمان لما أخدت قرار التغيير حسيت اني فرحانه اوووووووي وان حياتي بقي ليها معني كده ، بصوا هو الإحساس اللي انا حاسه بيه دلوقتي ده مش هينفع يتوصف ، هو بس بيتحس

هند :
-
- - أيـــه ياعم الكلام الكبير ده

سلمي :
-
- - علي فكره إنتوا وعدتوني انكم هتتغيروا معايا ، صح ولا ااايه ؟

فاطمه بتعجب :
-
- - بس إحنا كنا متوقعين الموضوع غير كده خااااااالص
-
- ثم اردفت قائله :
-
- - بس مش مشكله فهمينا أكتر ^^

تنهدت سلمي وقالت بحماس :
-
- - بصوا انا هبقي أدخلكم الجروب وانتوا تشوفوا بنفسكم ، بس عموما انا اول قرار أخدته اني مش هحط صورة بنت بشعرها بروفايل ااااااااابداااااااا

كادت هند أن تصطدم بالأرض من كثره الضحك وقالت بإستهزاء :
-
- - يا راجل هو ده الإلتزام بقي ؟!! ده إسمه تعقيد وهيافه حضرتك ، سايبين الحاجات المهمه فـ الحياه وماسكين في قشور ؟!!

ظهرت ملامح خيبة الأمل علي وجه سلمي وقالت :
-
- - انا عارفه انها حاجه عبيطه وصغيره ، بس إيه المشكله لما أبدأ واحده واحده ، أي خطوه هاخدها هتنفعني حتي لو كانت صغيره ، هبـــــدأ بأي حاجه حتي لو كانت قشور ، المهم مفضلش واقفه مكاني كده ! مش إنتوا معايا ولا إيه ؟ كنا متفقين سوا علي فكره !!

نظرت هند للجانب الآخر وقالت بعدم رضا :
-
- - لأ يا ستي شكرااا ، الواحد لما يحب يتغير بيتغير من جوه مش بيمسك في الهيافات دي !!

سلمي :
-
- - وإنتي يا فاطمه ؟

فاطمه :
-
- - انا مع هند برضو ، انتي كده بتضحكي علي نفسك يا سلمي !

سلمي وقد زادها رفضهما إصرارا فقالت وهي ترفع حاجبها :
-
- - امممممم طيب تمام ، هنشوف سلمي دي هتكون عامله إزاي في يوم من الأيام ، وهل فعلا القشور دي هتكون بدايه كويسه لواحده زيي ولا المفروض أبدأ من الصعب الاول ، مع إني أصلا لو بدأت من الصعب هخاف ومش هكمل ، عموما مش مشكله وحتي لو انتوا مش هتساعدوني فأكييييييد ربنا هيساعدني ويقويني ، يلـــا انا ماشيه ، سلام
-
- يابنتي طب والمحاضره الأخيره ؟

سلمي :
-
- - مش مهم ، سلام !

_________________

وأثناء عودتها للمنزل أخدت تفكر في كل ماحدث وتتساءل ،، هل هي علي حق أم هما ؟

رغم ان كلامهما كان به بعض السخريه إلا انه زادها ثقه وتمسك بمبدأها

ووجدت نفسها تقول بكل ثقه : أنــــا هثبتلكم أن كلامي صح ، وهبدأ في طريقي حتي لو الكل إتريق ، مش هيهمني حد طــــــالما عندي هدف ، وهوصــــــله بإذن الله هوصله

والأيام بيننا بقي ، يـــــاربي قويني وزيدني قوه

-----------------------------------------------

تابعونا

مسلمة متفائلة
03-09-2014, 08:55 AM
الحلقه السادسة :



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/10577102_661796543912678_7370583522246377018_n.png ?oh=04ce1e91ce1a78ed6f1e9ff978af87b5&oe=546D9F35&__gda__=1415742953_8fe47d7ff02ef03ae26f0c60634f908 e

في كافيتريا كلية الهندسه ،

محمد بحماس شديد :

- أبوسلم ، النهارده الأربعــــاء ، مش بيفكرك اليوم ده بـ حاجه ؟

إسلام محاولا إستفزاز محمد :
-
- - اه ان بكره الخميس وبعده الجمعه هيهيهيهيهيهي

رفع حاجبه قائلا :
-
- - لأ يا ظريف مش كده ، البرنامج الديني اللي كنت بقولك عليه هييجي النهارده

- يييييييييي هو إنت لسه فاكر ؟

محمد بثقه :
-
- - هاهااااي طبعا يا حلو ، انا خلاص أخدت القرار ، وهتتغير يعني هتتغير

إسلام :
-
- - ده انت مُصر بقي ؟!!

- طبعااااااا

إسلام بتعجب :
-
- - يابني انا مش قادر أفهمك ، عندك إصرار غريب بجد ،،بس أحب أقولك أني هتعبك جداااا ، براحتك بقي

محمد بتحدي :
-
- - أيوووووون انا مُصر ، وهنشوف مين اللي هيستسلم للتاني فـ النهايه ، واوعدك ان أنا اللي هكسب ، لأن انا اللي صح

- هاهاهاهاهاهاهاع, هنشووووووف

محمد محاولا التأكيد عليه :
-
- - هتصل بيك بقي في الميعاد بتاعه ، وبعد ما نشوف الحلقه هنتناقش فيها ، اووووكشن ؟

- كمااااااااان !! لأ يا عم خلاص مش هرد عليك

محمد :
-
- - عــــــارف ان مردتش هتلاقيني جايلك بكره وفاضحك فـ الكلية كلها ، هقولهم إنك سرقت مني المذكرات بتاع د عبد الرحمن

إسلام بإستنكار :
-
- - خلاص خلاص هرد ،، برستيجي ميسمحليش أنهم يعرفوا حاجه زي كده

- ههههههههههههههههه ماشي

______________________

وفي المساء :

جلست سلمي علي موقع الفيس بوك لتتحدث مع حفصه وتقص عليها ماحدث اليوم ،

سلمي :
-
- - حفصه إنتي موجوده ؟

وبعد ربع ساعه :

- حفصه انتي فييييين ؟ عاوزاكي ضروري

- معلش يا سلمي قومت أعمل حاجه وسيبت الموبايل مفتوح ، خييييير ؟ مالك زعلانه ليه ؟

سلمي بإحساس غريب :
-
- - عندي إحباط داخل جواه تحدي

حفصه بعدم فهم :
-
- - بمعني ؟!!

- فاكره لما قولتلك اني كلمت صحباتي علي فكرة التغيير دي وهما قالوا أنهم موافقين وكده ؟ كلمتهم النهارده والبدايه مش مشجعه بالمره !

حفصه بحزن :
-
- - ليييه حصل إيه ؟

- يا ستي قولتلهم .... ( وأخدت سلمي تقص عليها ماحدث )

حفصه بتفهم :
-
- - امممم خلاص مش مشكله ، انا معاكي أهو ومش هسيبك ابدا إن شاء الله ، إبدأي انتي لوحدك وحاولي معاهم واحده واحده

سلمي بيأس :
-
- - مكنتش عاوزة كده ، كمان اتدايقت جدااااااا لما اتريقوا عليا وحسوا اني كده بهرج معاهم واني مش جاده فـ الموضوع ، رغم اني متأكده ان انا اللي صح ، ومتفائله خييير وإن أكيييد مع الوقت الحاجات البسيطه دي هتكبر ، صح ولا إيه ؟

حفصه بإبتسامه :
-
- - صح طبعـــــــا ، أي إنسان بيفكر إنه يتغير أو يلتزم بمعني أصح ، طبيعي جدااااا هيلاقي صعوبات كتير وناس بتستخف باللي هو بيعمله ، بس عارفه ؟ لما يبدأ التغيير ده يبان عليكي هتلاقي الناس بعد كده في عيلتك وكليتك بيتخذوكي قدوه ليهم ، ساعتها بس هتحسي ان انتي كنتي صح وإن الحاجات البسيطه دي كبرت وكبرت لحد ما بقت سلمي الملتزمة بجد وهم كلهم هتلاقيهم لسه وافقين مكانهم

تنهدت بأريحيه وقالت :
-
- - كلامك بيريحني علي فكره ، كمان انا من النوع اللي دماغي نشفه اوووووي في الحق ، ولو أخدت قرار بنفذه حتي لو الكل وقف ضدي ، ربنا يستر بقي

حفصه بإبتسامه :
-
- - ربنا يريح قلبك ، يلا بقي هتقوليلي علي القرار رقم 2 إمتي ؟

سلمي بحماس :
-
- - ااااول ما أخده هقولك

حفصه :
-
- - ماثي

____________________________

وفي الساعه الثامنه مساءا بالتحديد ،، كان إسلام نائما عندما رن هاتفه المحمول

هاااااوم ، إيه القلق ده بس ! مش قادر بقي مش مهم !

اووووف بقي ، يااااااااااااااااااهند

هند ( من الخارج ) :
-
- - أيــــوه جايه أهو ،، ثواني

- تعالي شوفي البتاع اللي عمال يرن ده علشان مش قادر أقوم

- حــاضر حـــــاضر

- يـــــابنتي بسررررررعه زهقت منه

- أيوووه جيت أهو ،، ده محمد اللي بيرن

- عاوز إيه يا محمد دلوقتي بس ؟!!

- طيب خد رد وشوف عاوز إيه !

- مش قـــــادر بجد ،، عينيا بتقفل لوحدها

- يابني لحسن يكون عاوزك فـ حاجه مهمه !

- إستني كده ،، هو النهارده الأربعاء صح ؟

- اها .. إشمعني ؟

- ااااااه يبقي بيتصل علشان يقولي علي البرنامج الديني !

- برنامج ديني ؟!! إشمعني ؟

- يا ستي مش مهم بقي ،، خلاص خلاص سيبي الموبايل وامشي

- مــــاشي براحتك

- ييييييي ده بيرن تاني ،، بقولك إيه إقفلي الموبايل واطلعي وخدي الباب فـ إيدك

- يابني عيب كده ، لحسن يزعل !

- خلاص إعملي الموبايل صامت او خديه معاكي بره ، مش وقت برامج دلوقتي انا نايم علي نفسي أصلا

- خلاص هخليه معايا بره يمكن حد من أهلنا يتصل ولا حاجه ، عاوز حاجه تاني

- لأ شكرا

________________________

مازالت سلمي جالسه تتابع جروب هنعيشها صح وتبحث عن الخطوه القادمه في التغيير ،، كانت تشعر براحه شديده وهي واحده من أفراد هذا المجتمع ، مجتمع نقي ، راقي وبه روحانيات عــــاليه ، حقــــا كانت سعيده أنها أصبحت واحده من أبناء هذا الجروب ،

كــانت مندهشه من هذه السرعه في إتخاذ هذا القرار بالتحديد ، هل من الممكن أن يكون الله قد بعث لها حفصه لتدلها علي هذا الجروب كـ رسالة من الله لها لتتقرب منه ؟ ام انها هي التي كانت بحاجه ماسه إلي التغيير ووجدت راحتها في هذا المجتمع الراقي ؟

لــا تعلم شئ سوي انها تريد أن ترتقي بنفسها فقط , وحتي لو واجهت الكثير من الصعاب ، فـ هي مؤمنه بالفكره ولن تتخلي عنها مهما حدث

وكـــــانت تسأل الله دائما ان يدلها علي الطريق الصواب ، وإن يكون ما تفعله حاليا بداية جيده في طريق إرتقائها من إنسانه كـ كل البشر إلي انسانه قدوة

________________

وفي صباح اليوم التالي :

إسلام ( لنفسه ) :

- غريبه ؟! ده الواد محمد عمره ما فوت محاضره !! وكمان قافل موبايله !! ههههههههههههههههههه تلاقيه زعلان مني بسبب الموقف اللي عملته فيه إمبارح ، بس هو عارف اني لما بكون نايم ببقي ميت ، أكيييد هعرف اصالحه زي كل مره ، يــــارب يرد بس

إقترب منه صديقه شادي قائلا :
-
- - واقف لوحدك ليه يا إسلام ؟

إسلام بإبتسامه خفيفه :
-
- - مستني محمد ، أصله لسه مجاش ، باين عليه كان سهران وراحت عليه نومه

شادي :
-
- - ههههههههههههه يمكن ، طيب تعالي أقف معانا بدل ما انت لوحدك كده

.. كان إسلام واقفا مع أصدقائه يتحدث ويمزح معهم ، عندما اتاه احد الأفراد وأمسك بـ كتفه من الخلف ، إستدار إسلام ليري من هذا وإذا به يري فاروق فقال متعجبا !!

- فـــــاروق !!

نظر إليه فاروق بغضب شديد وقال :
-
- - : تصدق بالله ؟ إنت أحقر أنسان شوفته فـ حياتي

-----------------------------------------

إزاي فاروق يقول كده لإسلام ؟! وايه ممكن يكون حصل علشان يكلمه بالطريقه دي ؟

تـــــــابعونا =)

لمى القماش
03-09-2014, 07:03 PM
ماهو اكيد محمد جراله حاجة
ده تخمينى ^__^

مسلمة متفائلة
03-09-2014, 09:30 PM
ماهو اكيد محمد جراله حاجة
ده تخمينى ^__^

امممم تخمينك صح
بس يا ترى جراله إيه ؟؟
تابعي معانا =)

مسلمة متفائلة
03-09-2014, 09:36 PM
الحلقه السابعة :

https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/10577102_661796543912678_7370583522246377018_n.png ?oh=04ce1e91ce1a78ed6f1e9ff978af87b5&oe=546D9F35&__gda__=1415742953_8fe47d7ff02ef03ae26f0c60634f908 e


.. كان إسلام واقفا مع أصدقائه يتحدث ويمزح معهم ، عندما اتاه احد الأفراد وأمسك بـ كتفه من الخلف ، إستدار إسلام ليري من هذا وإذا به يري فاروق فقال متعجبا !!

- فـــــاروق !!

نظر إليه فاروق بغضب شديد وقال :

- تصدق بالله ؟ إنت أحقر أنسان شوفته فـ حياتي

تعجب إسلام من كلام فاروق وذلك لأن هذه أول مره يحدثه بهذه اللهجه فقال :

- نعــــــم !! إنت بتقولي انا كده ؟!!!!

فاروق بعصبيه :

- اه بقولك انت كده ، لولا بس اني بخاف من ربنا وماسك لساني كان زماني قلت حاجات تانيه كتير

رفع حاجبه وقال بصوت مرتفع:

- أيــــــه يا عم إنت حد كلمك ؟!!

رمقه نظره ساخره وقال :

- محدش كلمني عندك حق !! بعد إذنك يامحترم !!

أمسك إسلام يده ليوقفه وقال بصرامه :

- إستني هنا مش تفهمني بتقول كده ليـــــه ؟!! ولا انت جاي ترمي بلاك ع الناس وخلاص !!

أفلت يده من إسلام بعصبيه وقال بحنق :

- سيــــب إيدي واوعي من وشي ، إنسان مقرف

غادر فاروق ومازال إسلام متعجبا ،، وأخد يحدث نفسه : هل اصيب هذا الفتي بالجنون ؟ وكيف لي ان اتركه يغادر هكذا بعد كل ما قاله !!

حسنا يا فاروق ، فلأيام بيننا

_________________

لنلقي نظره علي كلية التربيه ،

سلمي بسعاده بالغه :

- أنا مبسووووطه اوووي يا عيال ، حاسه اني طــــايره بجد

فاطمه :

- ما تفرحينا معاكي يـــاست

سلمي بحماس :

- من ساعة ما عرفت الجروب ده وانا كل يـــوم أدخل وأفضل لازقه عليه لحد ما يزعقولي فـ البيت ، بجد ببقي فرحــانه اوووي وانا بقرأ كلامهم ، عارفين إحساس اني ابقي مرتاحه وأحس إخيييرا إني لقيت نفسي ؟

ثم نظرت إلي السماء وقالت :

- يــــــارب قويني وقربني منك أكتر

هند بتعجب :

- كــــــل ده علشان غيرتي صورة البروفايل ؟

ضحكت سلمي بصوت مرتفع وقالت :

- يا بت لأ طبعا مش كده ، انا حاسه اني مبقيتش أنا ، مش عارفه إيه اللي بيحصلي ، بس كل اللي أعرفه اني بقيت مبسوووووطه وبس

هند :

مـــاشي يا ستي ربنا يفرحك دايما

__________________

وفي المساء :

أرسلت سلمي رسالة لـ حفصه وكان محتواها ،،

......

سلمي :

- حفصه حفصه حفصصصصصصصصه

انا فرحــانه اوووي جداااااا خاااااالص

بصي انا أخدت قرار 2 و 3 و 4 هييييح بقي

بصي يا ستي ،، أولا كده يعني

قرار رقم 2 : اني مش هكلم ولاد فـ الجامعه خــــالص إلا للضروره القصوي ، وتقريبا أصلا مش هيكون في ضروره بيني وبين أي ولد ،، يبقي مش هكلمهم خالص ههههههههههههه ، وأصلا انا كنت بعمل كده علطول بس دلوقتي النيه بتاعتي إتغيرت

الأول كنت مش بكلمهم علشان عادي يعني عندي صحباتي يبقي هكلم ولاد ليه ؟ إنما دلوقتي اخدت نيه الحفاظ علي قلبي وعدم الإختلاط ومساعده اخواتي الشباب بقي وحاجات كده

قرار رقم 3 : هحاول أبطل الأغاني ، اممممم بصي هو يعني مش هعرف دلوقتي ، بس عموما هحمل شويه أناشيد كده للناس اللي قولتوا عليهم زي محمد عباس وماهر زين وأحمد سعيد وكده ، ومع الوقت أحاول اتعود علي الإناشيد وأبطل أغاني خـــالص

قرار رقم 4 : إني خلـاص خلـــاص بإذن الله هبطل مسلسلات خــــالص ، هو بس المسلسل اللي شغال دلوقتي فاضل فيه حلقتين ويخلص ، هشوفهم ااااخر حاجه بقي معلش ، وبعد كده مش هعلق نفسي بأي واحد جديد تاني

هـــــاه إيه رأيك بقي ؟ أنفع أبقي تلميذة شاطره ولا لا ؟ وهل المعدل اللي ماشيه بيه ده حلو ولا لا ؟ ومعلش انا مش قادره أبطل المسلسل والأغاني حـــالا ، بس اختك برضو قويه وبإذن الله بسرعه جدااااا هاجي أقولك بطلتهم تماما

يلــــا سلام بقي

....

.. إنتهت سلمي من كتابة الرسالة ، ثم وجدت ولاء اختها اتت إليها ،

ولاء بتساؤل :

- بتعملي إيه ؟

سلمي بسعاده :

- كنت ببعت رسالة لـ حفصه

- حفصه دي اللي هي بتاعة الجروب ؟

- أهــــا

ولاء بتعجب :

- ليه بقي ؟

أطلقت سلمي ضحكة عاليه ثم رفعت حاجبها وأجابت :

- مالك في إيه يا بنتي ؟!! هو تحقيق ولا إيه ؟ وبعدين ده انا اختك الكبيره ، يعني المفروض انا اللي أعمل كده مش إنتي!!

ولاء بعدم إهتمام :

- يا بنتي عادي مش تحقيق ولا حاجه ،، خلاص مش مهم

- عادي يا ستي هقولك ، وانا هخبي عليكي ليه يعني ، كنت بقولها آخر خطوات التغيير واني قررت أبطل أغاني ومسلسلات وأي تعامل مع الشباب إلا لو في ضروره

ولاء بضيق :

- إنتي متأكده من الطريق اللي انتي ماشيه فيه ده ؟!! انا حاسه انها بتعملك غسيل مخ !! هتبقي معقده زيهم ولا إيه ؟!!

مازالت سلمي محتفظه بإبتسامتها وحاولت إقناع ولاء بوجهة نظرها قائله :

- ولـــاء يا حبيبتي يا صغنونه يا عبيطه إنتي ، بلــاش تصدري حكم علي حد غير لما تعرفي وجهة نظره الأول كويس وتفهميها ، وبعدين قولي قرارك براحتك ، وطالما اللي انا بعمله ده هيقربني من ربنا ، يبقي هــــــو ده الصح بعينه ومش ممكن يكون تعقيد زي ما بتقولي ، عموما لو لاقيتيني إتغيرت وبقيت معقده ساعتها هيكون ليكي كلام تاني ، قششششششطه ؟

ولاء بعدم إقتناع :

- إنتي حره ،، ربنا يهديكي

سلمي مازحه :

- إدعي من قلبك بس هـــاه ، مش تريقه

ولاء :

- ماشي ربنا يهدينا جميعا ،، هروح انا بقي أكمل المسلسل

ذهبت ولاء وأخدت سلمي تحدث نفسها :

- دورك لسه جاي معايا يا ولاء ، مش هسمح إن اختي الوحيده تكون عايشه كده وخلـــاص !! بس أبدأ مع نفسي الأول وبعدين أحاول معاكي ربنا يقدرني ، حاسه اني داخله علي مسئوليه كبيـــــره ، ربنا يستر

_________________

وفي منزل إسلام :

إستيقظ إسلام من نومه مناديا علي اخته :

- هنـــــــــد ,, يـــــاهند

- أيووه جايه ،، هاه عاوز إيه ؟

إسلام متسائلا :

- هي الساعه كام دلوقتي ؟

- 7 ونص تقريبا

- ده بليل ولا الصبح ؟

- ههههههههههههههههههه ركز يابني ، بليل طبعا

إسلام بضيق :

- طيب ليه سبتيني نايم ده كله ؟

هند متعجبه :

- ما إنت مقولتش إنك عاوز تصحي أصلا !!

- خلـــاص مش مشكله

- عاوز حاجه تاني ولا أمشي ؟

نظر إليها فجاة وكأنه تذكر شيئا فقال :

- اه صحيح هو محمد متصلش ؟

- لـــأ

إسلام :

- خلاص بقي انا هخطف رجلي لحد بيته أشوف ماله

وأكمل متعجبا :

- مكنتش أعرف انه هيزعل اوي كده !!

هند بإبتسامه :

- مــاشي اللي يعجبك

...

إرتدي إسلام ملابسه وذهب إلي منزل محمد ، وعندما وصل إلي بداية الشارع الذي يسكن به محمد ، نظــر فإذا به يري شيئا غريبا جعله يفكر ماذا سيفعل الآن ..

Only Forward
04-09-2014, 09:25 PM
بجد مسلسل جميل اوووى

متابعاكى من اول حلقة بس بكسل ارد و الله

يلا حطى خمس حلقات كده كل يوم مش واحدة

تقبلى مرورى

مسلمة متفائلة
04-09-2014, 09:55 PM
بجد مسلسل جميل اوووى

متابعاكى من اول حلقة بس بكسل ارد و الله

يلا حطى خمس حلقات كده كل يوم مش واحدة

تقبلى مرورى

خمسة :) بتعجبني الناس المتحمسة =)
هنزل الحلقات بإذن الله
وشكرًا لمتابعتك اللي بتفرحني دايمًا :")

مسلمة متفائلة
04-09-2014, 10:03 PM
الحلقه الثامنة :


https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/10577102_661796543912678_7370583522246377018_n.png ?oh=04ce1e91ce1a78ed6f1e9ff978af87b5&oe=546D9F35&__gda__=1415742953_8fe47d7ff02ef03ae26f0c60634f908 e


ارتدي إسلام ملابسه وذهب إلي منزل محمد ، وعندما وصل إلي بداية الشارع الذي يسكن به محمد ، نظــر فإذا به يري شيئا غريبا جعله يفكر ماذا سيفعل الآن ..

أخد يحدث نفسه :

- لـــا إله إلا الله ، طيب ده انا كده مش هعرف أعدي ، خلاص بقي ألف من الناحيه التانيه وخلاص

وقبل أن يتحرك من مكانه تذكر قائلا :

- يييييي دي الناحيه التانيه دي عند بيت فاروق ، ااااوف بقي ، بس هو أصلا إيه اللي هيوقفه فـ الشارع !! وانا لما أقابل محمد هخليه يتصرف مع صاحبه ده ويشوف ااايه اللي هو عمله معايا الصبح ده !!!

إستدار إسلام ليتجه إلي الشارع المجاور ومنه يذهب إلي الجهه المقابله من شارع محمد ، تحرك بخطوات سريعه وعندما إقترب من منزل محمد وجد فاروق امامه

نظر إسلام إليه بضيق وقال محدثا نفسه :
-
- - ييييي ده شافني ، اوووف بقي
-
حرك فاروق رأسه صعودا وهبوطا وقال بضيق :
-
- - انت جيت أخيييرا يا أستاذ ، والله فيك الخير

إسلام بضجر :
-
- - فيييه إيه يا عم !! هو إنت كل ما تشوف خلقتي تقرفني !! وبعدين إنت عمرك ما كنت بتتكلم معايا كده إيه اللي حصلك ؟

نظر إليه بعينين مفتوحتين وقال بغضب :
-
- - علـــــشان انا مش طايقك ،، ولولا إن انا ماسك نفسي كان زماني عملت حاجه تزعلك

إسلام بإبتسامه مستفزه :
-
- - فهمني بس ، هو إنت جرالك حاجه ؟ محتاج دكتور نفسي طيب ؟!!

فاروق بعصبيه :
-
- - إستغفرك ربي وأتوب إليييييييييييييييك

إسلام محاولا إنهاء هذا الحوار :
-
- - عموما أنا طالع لمحمد وهخليه يشوف تصرفه معاك ، انا ده كله ساكتلك علشان مزعلهوش مني لأني عارف إنه بيعزك !!

فاروق بنظره لوم :
-
- - محمد !! ودلوقتي إفتكرت محمد !! ماكان من الاول يا استاذ

إسلام وقد إرتفع صوته من كثره الغضب :
-
- - يـــــاعم في إيــــه ؟!! كل ده علشان برنامج ديني يعني !! خلاص تتعوض إيــــــه المشكله ؟!!

فاروق :
-
- - برنامج ديني ؟!! عامل نفسك عبيط ومش فاهم هـــاه !!

إسلام بعدم فهم :
-
- - خلــاص فهمني يا فكيك !!

___________

هيا بنا لنعود ليوم الأربعاء ، الساعه الثامنه مساءا ولكن هذه المره في منزل محمد

محمد مناديا بصعوبه :
-
- - ااااااااااااه ن ن نهي

اتت اخته مسرعه وقالت بفزع :
-
- - محمد مااااااااالك

نظر إليها في ضعف محاولا الكلام :
-
- - م م مش قادر ا ا اخد نفسي ، هاتي م مايه ب بس بسرعه ااااااااه

نهي وقد ظهر علي وجهها علامات الإضطراب :
-
- - حــاضر حـــاضر
-
- أحضرت إليه كوبا من الماء ولكنها وجدته علي نفس الحالة فنادت علي والدتها مسرعه :

- ألحقيني يا مــــــــــــامـــــــــــا

الأم :
-
- - اييييه يا بنتي في إيه ؟

نهي بخوف :
-
- - محمد مش قادر ياخد نفسه يا ماما ، انا خاااايفه اوووووووي ، أعمل إيه دلوقتي طيب ؟

أجابها بضعف :
-
- - ات ات اتصلي ب ب بإ س سلام

نهي :
-
- - حـــاضر حـــــاضر

وبعد 3 محاولات

كادت أن تقذف الهاتف من يدها وقالت بعصبيه :
-
- - اوووووووووف مش راضي يرد ، اعمل اااااايه طيب ؟!! انا حاسه ان عقلي إتشل عن التفكييييييير

محمد بإبتسامه متعبه :
-
- - ت ت تلقاه ف فك فاكرني بك بكلم بكلمه ع ع علشان البر بر برنامج الد دي يني ،، خ خ خل خلاص مت متح متحاوليش ت ت تاني

الأم بلهفه :
-
- - إتصلي بأبوكي طيييييييب
-
- ونظرت إلي السماء قائله بصوت مرتفع :
-
- - يــــــــــارب يـــــــــارب

أجابتها نهي رفضا :
-
- - بابا علشان ييجي مش أقل من ساعتييييين ،، اعمـــــــــل إيه ولا أتصل بميييييييين ؟ انا مش عارفه أعمــــــل أي حاجه

محمد :
-
- - ات ت تص لي ب ف فر فاروق ط يب

- حــــاضر حـــالا ،، يـــــــارب

نهي :
-
- - السلام عليكم ، أيـــــوه يا استاذ فاروق ، انا اخت محمد ، بعد إذن حضرتك تعالي حـــالا

فاروق بتعجب :
-
- - خيييير في حاجه ؟

كادت أن تبكي فحاولت التماسك قائله :
-
- - محمد تعبان قوووي ومش قادر ياخد نفسه ، بعد إذنك هات الإسعاف وتعالي بسسسسرعه

فاروق بخوف :
-
- - حــــــاضر جــــاي حــــالا

أســــرع فاروق إلي منزل محمد حتي من دون أن يرتدي ملابس الخروج ، ضرب الباب بسرعه شديده ، ارتدت نهي حجابها وفتحت

أشارت بيديها علي غرفه محمد قائله :
-
- - أتفضل هو جـــوه

تعجب فاروق عندنا رأي محمد علي هذه الحالة وذلك لأنه دائما يراه مشرق الوجه واسع الإبتسامه فقال في خوف :
-
- - مـــــالك يا محمد فيييك إيه ؟

محمد بضعف :
-
- - ااااااه م مش مش ق ق قد قادر ات ات ات اتنفس

فاروق محاولا تهدئته :
-
- - طيب خلاص ارتاح دلوقتي ومتتكلمش ، أنا خلاص أتصلت بالإسعاف وهما جايين حــــالا ، معلش إستحمل

لم تتحمل نهي ان تري أخيها بهذا الشكل أكثر من ذلك فأخذت عيناها تنهمر بالدموع ، فنظر إليها محمد في حزن قائلا :
-
- - متع متعي متعيطيش ي ن نهي ، ان نا هب قي ك ك كويس إن ش شاء الله

نظرت إليه بإبتسامه مصطنعه وقالت :
-
- - حــاضر حـــاضر ، إرتاح إنت بس دلوقتي ومتتكلمش

أخد فاروق ينقر علي الطاولة بعصبيه وهو يقول :
-
- - اووووووووف اتأخروا كده ليييييييييييييييييه ، يــــارب بقي

أحس محمد انه من الممكن أن تتأخر الإسعاف أكثر من ذلك ، فنظر إلي فاروق وهمس قائلا :
-
- ط ط طيب فاروق اس اس معني ه ه هقولك حاجه م مه مهمه

فاروق بإبتسامه مصطنعه :
-
- - معلش يا محمد مش وقته ، إرتاح إنت دلوقتي ونتكلم بعدين

محمد بإصرار:
-
- - مع مع لش ح ح حاجه م م همه ،، ع عش عشان مش ع ع عار عارف ه هع عيش تاني و و ول لا ا ا ايه

مسح علي رأسه برفق قائلا :
-
- - بعد الشر علييك يا محمد ، هما جايين حــالا متخفش

محمد مكملا :
-
- - ب ب بص انا ه ه هوصيك إنك ت ت تاخد بالك م من إس إس سلام ،، ب ب بالله ع عليك يا ف فاروق ما تسيبه إلا لـم لم لما ي ي يكون ق قريب من ربنا ،، ا ا انا ك ك كن كان نفسي ن نتغير س سو سوا ب ب بس يمكن ربنا م مش رايد ،، ق ق قوله ان اني ض ض ضيعت عمري ك ك كله وانا عايش غ غ غلط ،، مش عاوزة هو ك ك كمان يع يع يعمل كده ،، قو قوله يدعيلي وخد بالك م م منه مــ مـــــاشي ؟ قوله إني كنت بحبه ا ا اوووي وكان نفسي يكون احس احس احسن من كده ،، ق ق قوله كح كح اااااااااااااااه ،، خ خل خليه ي ي يبقي زيك م م ماشي ؟ وخد بالك من أبويا وم م من نهي وعلياء و امي ،، م م متنساش يا فاروق ،، دي وصيتي لي لي ليك بقي ،، و و و اوعوا تنسوا تدع ع عولي وتقو و ولوا ل ربنا اني ك ك كنت ناوي أبقي ك كويس ب ب بس مل مل ملحقتش

أومأ برأسه موافقا وقال برفق :
-
- - حـــــاضر حـــــاضر والله ، كل اللي انتي عاوزه هعمله ، بس إرتاح انت دلوقتي عقبال ما الإسعاف تيجي ، انا مش عــــــارف أتأخروا ليه هما كمـــــــــــان

محمد بهمس :
-
- - ا ا ا اش اشهد ا ان لا إله ا ا إلا الله واشهد ا ان م م محمد ر رسول ا ال الله

مرت اللحظات وكأنها ساعات وأخد الجميع ينظر إلي السماء ويدعو الله ان تأتي الإسعاف بأقصي سرعه

إنتبه فاروق علي صوتا في الشارع فنظر إلي والده محمد قائلا :
-
- - انا سامع صوت فـ الشارع ، بعد إذن حضرتك هبص من البلكونه يمكن الإسعاف تكون جات

نظر فاروق للشارع فإذا به يري عربه الإسعاف قد وصلت أخيـــــرا ، أبتسم إبتسامه صغيره وهو يقول : الحـــمد للــــــه

عادت فاروق مبتسما ونظر إلي محمد قائلا :

- خلــــاص يا محمد عربيه الإسعاف وصلت الحمد لله ، معلش إستحمل ، 5 دقايق ونكون في المستشفي إن شاء الله

- حاول أن يرفعه من مكانه ولكنه لم يرد فقال بفزع :
-
- يلــا يا محمد معايـــــا ، محمد !! يــــا محمد

محمد رد عليــــــا ، محمد الإسعاف جـــــات , محمد رد عليــــــــا ، محمـــــــد محمـــــــد
-
- وأخذ يحرك جسده بشده وهو يصرخ :

- محمد يلـــــا خلاص هنروح المستشفي ، إنت مش بترد لييييييييييه

خلاص والله جات برا أهي ، يا محمد رررررررررررد عليــــــا بقي

إنت مش بترد ليييييييييه هااااااااااااه ، رد عليا يا محمد ارجوووووووووووووووك ، يا محمد رررررررررررد

- وأخذ يحرك رأسه يمينا ويسارا محاولا تكذيب ما يراه :
-
- بالله عليك ما تقول إنك موتت ، لالالالالا إنت كويس أهو, رد عليـــا بقي أرجوووووووووك, محمد علشان خاطري رد عليـــــــا , طيب بص قوووم وانا اوعدك هنغير إسلام سواااا

إنت مش بترد لييييه ؟!! إنت اغمي عليك صح ؟ أيووووه أيووووه أكيد اغمي عليك

اغمي عليك هااااااااه ،

بس النبض وقف ، يعني أيـــــــــــه وقف ؟ يعني خلاص كده !!

محمد رد عليـــــا بقي ،، بالله عليك رررررررررد
-
- وأخذ يصرخ بأعلي صوته :
-
يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــارب
-
سقطت الام علي الارض من أثر الصدمه وأخدت تصرخ بششششده علي ولدها الوحيد, أما عن نهى فـ هي إلي الآن غير مستوعبه ما حدث وتنظر للمشهد فقط ولا تتحدث !!
________________



ثانيه ثانيه !! هو محمد مات ؟

ولا دي مجرد حالة تعب عاديه ؟

طيب هو إيه سبب تعبه المفاجئ ده أصلا ؟

وهل الإسعاف هتلحق تعمل حاجه ولا كده خلـاص ؟

طيب ورد فعل إسلام إيه لما يعرف اللي حصل ده ؟

كــل ده هنعرفه الحلقة الجاية بإذن الله =)

لمى القماش
04-09-2014, 10:29 PM
معلش بقى
انا عملت حركة ندالة وقرأتها ع الفيس
بس بجد
تحففففففففففففففة جداااااااااااااااااا

مسلمة متفائلة
05-09-2014, 11:24 PM
معلش بقى
انا عملت حركة ندالة وقرأتها ع الفيس
بس بجد
تحففففففففففففففة جداااااااااااااااااا


مخبيش عليكي يا لمى أنا كمان عملت نفس الحركة مع المنتدى اللي كنت بتابعها عليه ^^
مش مشكلة أهم شيء الناس تستفيــد، كملي للآخر بقى ..

مسلمة متفائلة
05-09-2014, 11:27 PM
الحلقه التاسعه :

https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/10577102_661796543912678_7370583522246377018_n.png ?oh=04ce1e91ce1a78ed6f1e9ff978af87b5&oe=546D9F35&__gda__=1415742953_8fe47d7ff02ef03ae26f0c60634f908 e

ذهب فـــاروق إلي باب المنزل وأخذ يصرخ بأعلي صوته :

- حــــــــد يلحقني بسررررعه ، النبض وقف وانا مش عارف أعمل إيـــــــــــــه

صعد رجال الإسعاف بسرعه وحملوا محمد وذهبوا به إلي المستشفي ، أخبر فاروق والدة محمد أن تتصل بوالده ليأتي إليهم في المستشفي ، وذهب هو معهم في عربه الإسعاف

________________

إستلمت حفصه رسالة سلمي وقامت بالرد عليها ، وكان محتوي الرسالة :

- حبيبتي يا سلمي ربنا يبارك فيكي ، أيـــوه كده بقي ياعم ، وعلي فكره طالما حطيتي رجلك علي اول الطريق هتلاقيكي مع الوقت بتقربي من ربنا أكتر وتسيبي حاجات كتير غلط بتعمليها علشان رضا ربنا ، انا وثقت فيكي وعارفه إنك أدها .

___________

حمـل رجال الإسعاف محمد وأدخلوه إلي غرفة العمليات وجلس فاروق بالخارج يدعو الله ان ينجي صاحبه .

وبعدما يقرب من الـنصف ساعة خرجت الممرضه مسرعه نحو غرفة ما ، فنادي عليها فاروق قائلا :

- يا استاذة لو سمحتي طمنيني عليه

وقبل ان تختفي من أمام نظره جاوبته بحزن :

- ادعيله

عادت الممرضه بسرعه أكبر من المره السابقه ودخلت إلي غرفة العمليات مره اخري ولكن سرعان ماخرج الطبيب وتبدو علي وجهة ملامح الحزن والغضب معا ، لم يلتفت إلي فاروق ولكن سار في طريقه فأمسك فاروق بيده من الخلف وقال بلهفه :

- يا دكتور بعد إذنك طمني ، هو محدش عاوز يقولي حاجه ليه ؟!!

أفلت يده بغضب ونظر إليه بحنق قائلا :

- جايين تجيبوه دلوقتي بعد إيه ؟!!

نظر له بعدم فهم وقال :

- مش فاهم يا دكتور !

أكمل بغضب :

- إزاي تسيب أخوك الفتره دي كلها بيعاني من ضيق التنفس ومحدش يفكر حتي إنه يوديه المستشفي يشوف ماله !!

تعجب من كلام الطبيب فهو لا يعلم شيئا فقال بلهفه :

- يا دكتور الله يخليك فهمني انا مش فاهم حاجه ، وكمان انا صاحبه مش اخوه وهو والده راجل كبير ف السن واخواته كلهم بنات وانا معرفش حاجه عن اللي حضرتك بتقوله ده

ربت علي كتفه وقال بأسي :

- صاحبك جاله ضيق تنفس مفاجئ وكان لازم يتحط بسرعه تحت جهاز التنفس الصناعي لأن حالته كانت متأخره ، بس للأسف وصل هنا متأخر وإحنا عملنا كل اللي نقدر عليه بس دي إرادة ربنا

لم يكن يريد أن يصدق ما يسمعه فقال بعدم إستيعاب :

- يعني إيه ؟

نظر إلي الأرض وقال بهدوء :

- البقاء لله

وقعت الكلمة علي مسمع فاروق كالصاعقه ، ارتمي علي اول كرسي بجواره وهو لا يصدق ما سمعه ، نظر إلي السماء بضع دقائق بدون ان يتفوه بأي حرف ثم نهض من مكانه ذاهبا إلي غرفة الطبيب وقال بجديه :

- ممكن حضرتك تقولي إيه الاجراءات اللي المفروض نعملها علشان نخرجه من هنا ؟

نظر إليه الطبيب بدهشه ، فمن دقائق كان منهارا تماما ولكن ماذا حدث له الآن ومن أين اتي بكل هذه القوه

انتشله فاروق من شروده قائلا :

متستغربش يا دكتور .. انا لازم أبقي أقوي من كده كمان .. محمد والده كبير في السن وانا لازم أقف جنبه في الوقت ده .. ممكن بقي حضرتك تقولي مطلوب مننا إيه دلوقتي بالظبط ؟

_________________

ظهرت ملامح الرعب علي وجه إسلام وقال بصوت حــاد :

- إنت بتقول إيه ؟ إنت بتتكلم بجد ؟!!

حاول فاروق الإحتفاظ بدموعه في عينيه ولكنه لم يستطع فقال بصراخ :

- بقولك محمد مات قدام عيني .. عـــارف يعني إيه مات قدام عيني ؟ عارف يعني إيه اخر حاجه يقولهالي تبقي خلي بالك من إسلام وخليه يقرب من ربنا ؟ عارف يعني إيه كان نفسه يكون أحسن من كده بس انت كنت دايما بتتريق عليه وكنت السبب في انه فضل واقف مكانه ومتقدمش خطوه من ساعة ما عرفك ؟

طيب عارف يعني إيه هو دلوقتي ميت ؟ يعني بيتحاسب هـــاه ؟ عارف يعني إيه بيتحاسب ؟

بجد انا مش متخيل إنت إزاي يجيلك عين تيجي هنــا تاني بعد كل اللي حصل ده ؟!!

نظر للجانب الآخر وقال هامسا :

كان نفسي أكون قريب منه قبل ما يموت يمكن كنت أقدر اساعده يقرب من ربنا شويه ، يمكن كنت أكتشف مرضه واقنعه يروح للدكتور ويهتم بصحته شويه ، كان نفسي في حاجات كتير اووووي بس خلاص مبقاش ينفع . هو بس دلوقتي محتاج دعائنا وربنا يرحمه برحمته

ثم عاود النظر لإسلام وقال بعصبيه :

ممكن بقي مشوفش وشك قدامي تــــاني ؟ ولا دي كمان صعبه ؟ وعلي فكره عمري ما هسامحك ولا هعفيك من المسئولية .. لأنك أكيد كنت بتشوفه تعبان قدامك وعمرك ما فكرت تسألة مالك ؟ وعمري ما هنسي انه كان ممكن يكون أفضل لولا إنه عنده صاحب زيك .. إتفضل من قدامي يا استاذ مش عاوزين نشوفك في الشارع هنا تاني

قال إسلام بصوت مختنق من كثرة البكاء :

- يا فاروق انا والله العظيم ما اعرف أي حــاجه من اللي انت بتقوله ده ؟ بالله عليك قولي انك بتكدب وان ده محصلش وانا اوعدك والله هعمل كل حاجه هو عاوزها ..

حاول التسامك قائلا :

- يا ريت كنت بعرف اكدب يا إسلام .. يلا إتفضل من هنا بعد إذنك لاني تعبت ومبقيتش قادر استحمل ولا كلمه زياده وخصوصا منــك

إلتفت إسلام خلفه وعاود النظر إلي فاروق قائلا بصوت متقطع :

- يعني إيه ؟!!! يعني الصيوان اللي ورا ده بتاع محمد ؟ يعني خلاص كده مش هشوفه تانــــي ؟!!

قال بنفاذ صبر :

- والله إنت ممكن تروح تتأكد بنفسك .. بعد إذنك يا استاذ

ثم تركه وذهب بعيدا .

وقف إسلام بضع دقائق يترجي قدماه ان تحملانه ليذهب إلي منتصف الشارع حيث يقف والد محمد ، مرت اللحظات من بين منزل فاروق إلي منزل محمد وكأنها ساعات بل سنين يحاول فيها إسلام إستيعاب كل ما حدث ، يحاول الإقتناع بأن محمد قد مات بالفعل وإنه لن يراه ثانية ، يحاول معرفة كيف سيعيش بمرارة الذنب الذي وضعه فاروق علي عاتقه ، يحاول إستيعاب كل ما حدث ولكنه لا يستطيع .

أحس فجأة بأحد يلمس كفه وإذا به يري والد محمد غارقا في البكاء ويسلم عليه بحراره ويأخذه في حضنه .. ظل في حضنه بضع لحظات ومن ثم انتفض قائلا :

- عمي هو محمد مات فعلا ؟

إرتمي الأب علي الكرسي خلفه وهو يقول بصوت متقطع :

- راح عند اللي أحسن مني ومنك

إمتلأت عيناه بالدموع وحاول الكلام ولكنه لم يستطع . ظل جالسا بجوار والد محمد بعض الوقت قد يكون دقيقه او ساعه او عدة ساعات ، لا يعلم شيئا ، كل ما يعلمه هو أنه لا يشعر بشئ سوي المراره

ظل هكذا طويلا حتي وجد شخصا يربت علي كتفه قائلا :

- البقاء لله يا استاذ ، معلش بنستأذن حضرتك تطلع ترتاح علشان هنشيل الكراسي

نظر حوله فإذا به لايري احدا سواه فقام في هدوء وذهب بدون ان يتفوه بأي كلمة .

عــاد إلي منزله بعد منتصف الليل وفتح الباب بهدوء فإذا به يري والدته واخته في إنتظاره ،

قالت هند بلهفه :

- إيـــــه يا إسلام انت بتهزر ؟!! سهران ده كله بره بتعمل إيه ؟!!

قال بعدم إهتمام :

- خلاص جيت أهو

ثم ذهب إلي غرفته وأغلق الباب وراءه ، ولكن هند لازالت تريد إن تعرف لماذا تأخر كل هذا الوقت وخصوصا لأنه غير معتاد علي ذلك لانه يعرف انه المسئول الوحيد عن والدته وعنها لذلك لايجب ان يتركهما وحدهما

ذهبت إلي غرفته وطرقت الباب ولكنه لم يفتح ، فتحت وقالت بعصبيه :

- يعني إيه خلاص جيت أهو ؟ إحنا قلقنا عليك جدا يا إسلام خوفنا لاقدر الله يكون حصلك حاجه ؟ وقافل موبايلك ليه كمان ؟

وضع غطاء السرير فوق رأسه وقال بحده :

- إمشي يا هند

أزاحت الغطاء عن وجهه وقالت بغضب :

- لأ مش همشي إلا لما تقولي إتأخرت لييه كده ؟ وبعدين انت بتكلمني بلا مبالاه ليه كده ؟ حصل إيه يعني ؟ هو انا عملتلك حاجه ؟

نهض من مكانه وهو ثائر وأخد يصرخ قائلا :

- عاوزه تعرفي حصل إيه ؟ هــــــاه ؟ أقولك يا ستي .. محمد صاحبي مـــــات وانا كنت السبب في موته ، فاكره لما رن عليا وانا معبرتوش ؟ ساعتها كان بيموت وانــا اول واحد إتصل بيه ، أصله كان فاكرني صاحب بجد وهلحقه !!

طيب عارفه ان والده اول ماشافني اخدني بالحضن جـــامد ، أصله فاكرني زي ابنه وبيقولي انت من ريحة الغالي .. مسكين الراجل ميعرفش ان ابنه كان ممكن يكون أحسن من كده بكتيــــر لو مكنش عنده صاحب ندل زيي ، ميعرفش ان ابنه دلوقتي بيتحاسب والله أعلم هو دلوقتي مرتاح ولا لأ ؟ ميعرفش اني لما كنت بشوف محمد تعبان كان اخري أقوله مالك وأجيبله مايه وعصير ، حتي مهانش عليا أضغط عليه وأقوله نروح لدكتور نشوف مالك !!

كنت عارف انه طـــول عمره بيكره الدكاتره بس عمري ما فكرت انه ممكن يموت بسبب مرضه ، عمري ما فكرت ان صديق عمــــري يروح مني بسرعه كده وفي لمح البصر !!

كان دايما يقولي عاوزين نلحق نقرب من ربنا قبل ما نموت وانا كنت بضحك عليه وأقوله ياعم إحنا لسه قدامنا العمر طويل ، مكنتش اعرف انه كان قدامه يوم واحد ويموت ..

إتسعت عينا هند وأخذت تحرك رأسها بعدم تصديق قائله :

- إنت بتقـول إيــ

قاطعها إسلام بحده وأردف قائلا :

- عارفه أخر حاجه قالها إيه قبل ما يموت ؟ قالهم خلوا بالكم من إسلام وخلوه يقرب من ربنا علشان مش عاوزه يموت زيي ؟ عارفه يعني إيه يوصيهم عليا قبل ما يوصيهم علي أهله ؟ دلوقتي بس عرفت قيمة انه كان دايما يقولي انه بيحبني أكتر من نفسه

اخذ يتنفس بصعوبه وهو يقول بصوت متقطع :

ااااااااااااه أقول إيه ولا إيه بس ؟ أطـــلعي يا هند دلوقتي وسيبوني في حـالي ومحدش يدخل عليــــا تـــــاني مفهوووووووم

حاولت هند تهدئته ولكنها لم تستطع فذهبت للخارج وأغلقت الباب خلفها والدموع في عينيها

_____________

اخذ إسلام ينظر إلي سقف الغرفه لساعات بدون أن يتفوه بأي حرف ، كانت دموعه تتساقط كالسيل ، رجع بذاكرته للخلف وأخد يتذكر وفاة والده وكيف ساعده محمد علي إجتياز هذه المحنه

كـان يري الموقف أمامه وكأنه حدث بالأمس .. عندنا علم إسلام بوفاة والده كان بالصف الثاني الثانوي ، لم يكن يعلم ماذا يفعل وهو في مثل هذا السن الصغير فما كان منه إلا انه اتصل بأقرب صديق له

وقال بصوت متقطع من كثره البكـــاء :

- محمد الحقنــي يا محمد أبويا مــــات مــــات

إنتفض من مكانه وقال بقلق :

- بتقول إيـــه يا إسلام ؟!

أخد يصرخ بشده :

- محمد انا حاسس إني هموووت إلحقني بســـرعه

قال في توتر :

- حـــاضر جاي حااالا أهو ، خلي بالك من نفسك

تذكر عندما أخده محمد في حضنه وأخد يربت علي كتفه وهو يقول بجديه :

- إسلــام إنت راجل البيت دلوقتي ولازم تكون أقوي من كده ، وانا جنبك أهو وعمري ما هسيبك

ثم أومأ برأسه مؤكدا :

- انا من دلوقتي راجل البيت معاك ، ومفيش حاجه اختك ولا مامتك هتحتاجها إلا وهتكون موجوده بإذن الله ، يلــا إمسح دموعك وروح هدي مامتك وأختك وحسسهم إن ليهم ظهر وسند

قال إسلام والدموع بين عينيه :

- يا محمد انا ثانوية عامه ومسئولية الدراسه لوحدها صعبه عليــا ، هعمل إيه بس ولا هشيل مسئوليتهم إزاي ؟!! انا حاسس إني اتكسرت ومش هرجع تاني

نظر إليه بصرامه وقال بصوت قوي :

- هنعمل الـإثنين يا إسلام بإذن الله ، هندخل هندسه زي ما بنحلم دايما وبرضو هنكون رجالة ونشيل أهلنا علي راسنا بإذن الله ، انا جنبك أهو متقلقش

تذكر عندما كان يتصل به يوميا ويسأله : هل تحتاجون شيئا ؟ تذكر عندما كان يتصل به ويقول أنا قادم الآن فماذا أحضر معي ؟

تذكر عندما وقف بجانبه ولم يتركه للحزن والإحباط وأخد يذاكر له كل ما فاته ويذكره دوما بحلمهم وبإن والده سيكون فخورا به إذا إلتحق بكلية الهندسه كما تمني .

تذكر كيف كان محمد الاب الثاني له وإنه لم يتركة لحظة ، وفي مقابل ذلك عندما شعر محمد بالتعب وفكر في الإتصال بأقرب صديق له لم يلق منه ردا وكان التأخير هو السبب في وفاته

أخذ يضرب الفراش بقــوه رهيبه وهو ثائر تماما ، أخذ يلوم نفسه بقوه علي ضياع صديقه منه ، أخذ يتذكر مواقف كثيره حدثت بينهما وكان بين الغضب والضحك والبكاء والألم حتي شعر بالتعب وذهب في النوم
--------------------------------------------------------

السؤال هنا : هل لازم الحاجه تضيع مننا علشان نحس بقيمتها ؟

هل لازم نندم وقت لا ينفع الندم ؟

هل حد مستعد للموت ؟ ولا كله بيقول انا لسه في عز شبابي ؟

يـــــاتري محمد هيكون مصيره إيه ؟ اه كان جواه خير بس متحركش ؟

هل لازم نبقي زيه ولا نبدأ نفوق بقي ؟!!

مسلمة متفائلة
05-09-2014, 11:32 PM
الحلقه العاشرة :

https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/10577102_661796543912678_7370583522246377018_n.png ?oh=04ce1e91ce1a78ed6f1e9ff978af87b5&oe=546D9F35&__gda__=1415742953_8fe47d7ff02ef03ae26f0c60634f908 e

إستيقظ إسلام من نومه فوجد نفسه قد نام وهو جالس وبالفعل لم يدخل عليه أحد كما طلب ، فتح باب غرفته وذهب إلي الخارج فوجد والدته تجلس وتقرأ القرآن ، نظر لها بإبتسامه خفيفه فأحست بوجوده فجاءت مسرعه

مسحت علي شعره بحنان وقالت بهدوء :

- البقاء لله يا إسلام ، عامل إيه دلوقتي ؟

رد بإبتسامه خفيفه :

- الحمد لله يا أمي

قالت بحماس :

- عارف كنت بعمل إيه دلوقتي ؟

نظر إلي المصحف وقال بتعجب :

- اه بتقرأي قرآن

فقالت بسعاده :

- أيوه منا أعده بقرأ قرآن دلوقتي وهدعي لمحمد صاحبك كتيــــر اوووي بإذن الله

إنشرح صدره وشعر بسعاده بالغه وقال بإهتمام :

- ربنا يخليكي يــا أمي

ثم أردف بتساؤل :

- هو انا ينفع أعمله حاجه تنفعه دلوقتي بعد ما مات ؟

ربتت علي كتفه وقالت بإبتسامه :

- أيــــوه طبعا يا حبيبتي ، كان في حديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم بيقول : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " رواة مسلم

يعني إنت ممكن تطلع صدقه عنه ، او لو كان بيقولك أي معلومه مفيده نفذها وفيد بيها الناس وكمان دايما خليك فاكره بدعائك

نظر لها بإمتنان وقال :

- ماشي يا امي شكرا

تركها وذهب إلي غرفته ، جلس علي فراشه ولكنه سرعان ما تذكر إنه لم يصلي الفجر كعادة كل يوم ، ولكن اليوم أحس برغبه ملحه في أداء الصلاة فذهب وتوضأ وصلي ثم جلس علي فراشه مره آخري يردد :

تطلع صدقه عنه
معلومه مفيده نفذها
خليك فاكره بدعائك

_______________________

أمسكت سلمي بهاتفها ونظرت إليه بفرحه ثم ذهبت وأغلقت باب الغرفه وأخدت تغني بصوت مرتفع :

احساسك لما ايديك بتمد لخير .. اول ما تشوف الفرحة فى عين الغير ..
وكأنك فى السما طاير فوق اعلى من الطير .. وكفاية يكون ربنا عنك راضى وفرحاااان

وحلمنا فى قلبنا جوانا الخير يزيد ... حتى النجوم لو فى السما عمرها ما تكون بعييييد

خليك زى ما ربنا عايزك يلاقيك ... لو تسعد غيرك يكبر فيه الحب وفيك
وتكون فوق زى نجوم السما اه ويعليك ... خلينا نكبر اجمل شئ جوا الانسان

وأخدت تردد بحماس شديد حتي إرتفع صوتها فدخلت عليها ولاء وقالت بصراخ :

- أيـــــــه يا بنتي بتصوووتي كده ليــــــه ؟ صوتك واصل لآخر الشارع

إنتبهت سلمي وقالت بإحراج :

- معلش مأخدتش بالي ، أصلي لسه منزلاها جديد وعجبتني اوي

نظرت لها بعدم فهم قائله :

- هي إيه دي ؟

قالت بسعاده بالغه :

- دي انشوده جديده كده لقيتها علي النت لمنشد إسمه محمد عباس كانت حفصه قالتلي عليه ، بس تحفه اوووي يا بت يا ألاء بإذن الله هنزل كل الأناشيد بتاعته

ثم أردفت بإبتسامه كبيره :

- وكمان نزلتها من غير موسيقي

شعرت ولاء بالغضب وقالت بصوت ساخر :

- يعني تبطلي أغاني وتسمعي أناشيد ونقول ماشي ، لكن تقوليلي كمان من غير موسيقي وبتاع !! ليه يعني هو حرام ؟!! يعني حتي لو اغنيه دينيه وفيها موسيقي هتدخلك النار يعني !! إيه التفكير الغريب ده

تنهدت سلمي بعمق وقالت بهدوء :

- يا بنتي انا مقولتش حرام ولا هتدخلوا النار ولا الكلام ده ، كل الحكاية إني سمعت حديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم بيقول : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف " رواة البخاري وبصراحه خوفت بقي أكون من الناس دول فقررت أكون في السليم

ثم أردفت بأريحيه قائله :

- وبعدين يا ستي انا كده مرتاحه جداااا وحاسه اني مش بعمل حاجه غلط ، إدعيلي بقي ربنا يهديني ويقربني منه أكتر ، بجد حاسه الأيام دي براحه نفسيه كده غريــبه

نظرت إليها للحظات وقالت بتساؤل :

- تفتكري يا بت يا ولاء يكون ربنا راضي عني وهداني للطريق الصح علشان كده انا مرتاحه ؟

نظرت ولاء بإبتسامه :

- مش عارفه ؟ يمكن !

إبتسمت سلمي وقالت بضحكة مستفزة :

- بت يا ولاء انا عارفه إنك اقتنعتي وخلاص مش هتسمعي اغاني تاني ، هاه بقي تحبي أنزلك كام نشيد معايا ؟!

تركتها ولاء وذهبت وهي تقول :

- دي لسعت باين !!

أغلقت سلمي باب الغرفه وأخذت تنشد كما كانت تفعل ، ولكن بصوت أقل

_____________________

قامت سلمي بتحميل بعض الأناشيد الدينيه ثم فتحت الحساب الخاص بها علي موقع الفيس بوك ، لم تكن حفصه موجوده في ذلك الوقت فأخذت تتصفح كعادتها حتي وصلتها رسالة مفاجئة :

- بتعملي إيه بقي من غيري ؟:D

أطلقت سلمي ضحكة عاليه وكتبت :

- هههههههه إنتي جيتي إمتي يا بنتي ؟

يا بنتي إحنا موجودين في كل وقت وكل مكان -

- ليـــه يعني سوبر مان مثلا ؟

- هههههه أحسن طبعا ،، احم احم اللهم زدني تواضعا ،، المهم أخبارك إيه ؟

- أخباري حلوه وبتسلم عليكي مبدأيا كده المسلسل خلص الحمد لله وهحاول مشوفش غيره تاني ، وحملت شوية أناشيد كده للناس اللي قولتيلي عليهم دول وأهي ماشيه الحمد لله

- أيــوه بقي بقي بقي حاسه يا بت يا سلمي إني هدخل الجنه بسببك

تعجبت سلمي قليلا وفكرت بضع لحظات وكتبت بتردد :

- بسببي أنا ؟!! إزاي ؟

- أصل انا دايما ببعت جروبات دينيه للبنات اللي عندي وبنصحهم وبكتبلهم بوستات وكده ، لكن مكنتش بلاقي أي تفاعل معايا ، سعات كتير كان بيجيلي إحباط وأقول خلاص بقي ماهم مش راضيين يقرأوا هعمل إيه يعني ، بس كنت برجع أفتكر الحديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم اللي بيقول فيه :

" لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم " متفق عليه

" من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا " اخرجه مسلم

وكمان أفتكر الآيه دي " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ "

وأقعد أقول لنفسي اوعي تيأسي ، مش يمكن بنت تكون محتاجه نصيحتك وبسبب كلمة منك حياتها كلها تتغير ، مش يمكن كلمة منك تقوليها لواحده فيهم تكون سبب في دخولك الجنه

لحد بقي يا ستي لما لقيتك بعتالي إنك عاوزة تتغيري وكده ففرحت اوووووي بقي إن اخيرا تعبي جه بفايده وبإذن الله زي ما إتجمعنا في الدنيا علي طاعه ربنا نتجمع فـ الجنه كمان

- يــــاه يا حفصه إنتي بجد جميله اوووي ربنا يجازيكي خير

- وإياكي يـــــارب

- طيب بصي صحيح كنت عاوزة أسألك علي حاجه مهمه

- إتفضل أباشا

- بصي هو انا دايما مش بصلي الظهر في الكلية بس لما بروح بصليه ، هو كده عادي ؟

- طيب ومش بتصليه ليه ؟!!

- ماهو انا مش هينفع أصلي ببنطلون

- بنطـلوون كمـــــــان ، لالا أنا كده هضرب وربنــــا ، طيب قوليلي هو إنتي شايفه إيه ؟

- يعني إيه ؟

- بصي ع السؤال اللي فوق ده وجاوبي إنتي يعني شايفه إنك لما تروحي عند ربنا هتقدري تقوليله يارب انا كنت بضيع الظهر علطول علشان لابسه بنطلون ؟ تفتكري دي هتبقي إجابه مقنعه

- اممم مش عارفه بقي

قالت بعناد :

- لأ عارفه

تنهدت سلمي بعمق وقالت بتردد :

- طيب أعمل إيه ؟!

- عندك جيب ؟

- اه عندي 2 بس والباقي بنطلونات ، بس بصراحه مش بحبهم وبحس إنهم بيلخموني

- طيب ممكن علشان ربنا يرضي عننا نعمل تجربه صغننه لإسبوع واحد بس ؟

- شو هاي التجربه ؟

- ههههههههههههههه كده تبقي موافقه بصي يا ستي إنتي الإسبوع الجاي فـ الجامعه إنزلي من بيتك متوضيه وإلبسي طقم واسع كده وجيبه واسعه من الـ 2 اللي عندك ، وإنزلي وإنتي في نيتك إنك هترضي ربنا وإنك مش عاوزه حاجه من الدنيا غير رضاه عنك وإدعي إنه يثبتك ويحببك في اللبس ده ومترجعيش للبنطلونات تاني

- إيه ده يا بنتي ، يعني هرمي اللبس اللي عندي كله وكل ما اروح الجامعه هروح بالجيبتين دول ؟!!

- يا ستي وهو حد قالك إرميهم إعملي اللي بقولك عليه بس وبعدين هنشوف هنعمل فيهم إيه ؟ أوكشن ؟

- ماشي

- وعد هاه ؟

- عييييب ، سلمي مش بترجع في كلمتها أبــــــدا نجرب إسبوع مش هنخسر حاجه

- مــاشي يابو صلاح همشي انا بقي ، عاوز حاجه يا حاج ؟

- شكـــرا يا حاج رمضان ، إبقي سلملي ع العيال

أغلقت حفصه الهاتف الخاص بها وجلست سلمي تفكر فيما دار بينهما ، تنهدت بعمق وقالت بعنـــاد :

- نجــــرب وإحنا هنخسر إيه يعني ، مش يمكن أرتاح ويروح تأنيب الضمير اللي عندي ده

____________________

وفي المساء إرتدي إسلام ملابسه وفتح باب الشقه وكاد أن يخرج لولا سماعه صوت والدته :

- إسلــام رايح فين ؟!

إلتفت إليها قائلا :

- رايح عند محمد

لمعت عيناها بالدموع وربتت علي كتفه قائله :

- بس محمد مات يا إسلام !

زفر بضيق :

- عـــارف يا أمي عــــارف متخافيش لسه متجننتش !! انا رايح عنده البيت أشوف لو محتاجين حاجه يعني ، وما تنسيش هو وقف معايا أد إيه يوم وفاة بابا

إبتسمت قائله :

- وهو حد ينسي برضو اللي عمله معانا ، ربنا يرحمه برحمته

- ماشي يا أمي عايزه حاجه إجيبها معايا ؟

- تيجي بالسلامه يا حبيبي

_____________

وصل إلي الشارع الذي يقطن به محمد ونظر إليه بحزن :

تذكر كيف كان يأتي معه دائما إلي هنا ، تذكر صدمته عندما سمع بخبر الوفاه ، تذكر نظرات فاروق الغاضبه والساخطه عليه ، تذكر والده وهو يأخذه بـ حضنه لأنه أعز صديق لولده ، تذكر جلوسه لوقت طويل جدا وهو غير مستوعب ماحدث ، أخذ يتذكر الكثير من الأشياء ولكنه استفاق من شروده علي شئ صغير يمسك ببنطاله فنظر فإذا به يري طفلا صغيره يجذبه من البنطال .

نظر إليه إسلام متعجبا ، فتبسم الطفل قائلا :

- حمو ممكن تفتحلي دي ؟

نظر إليه إسلام بإبتسامه وأمسك كيس المقرمشات وقام بفتحه قائلا :

- إتفضل يا حبيبي

نظر له الطفل بإمتنان وأطلق قبله في الهواء وذهب مسرعا وهو يقول :

- ثكلن يا حمو

تبسم إسلام وأكمل طريقه ..

صعد درجات السلم بصعوبه شديده ووقف أمام الباب للحظات ثم وضع يده علي الباب وأخذ ينقر بهدوء

فتح الأب الباب وقال بإبتسامه هادئه :

- إتفضل يا إسلام يابني

تنهد إسلام قائله :

- ربنا يخليك يا عمي ، أسف اني جيت من غير ميعاد بس حبيت أسألكم إذا كنتوا محتاجين حاجه انا موجود ، حضرتك عارف محمد كان بالنسبالي إيه وطبعا انا زي إبنك برضو

ثم أردف بإبتسامه :

صح ولا إيه ؟

إبتسم الاب قائلا :

- طبعا يا بني ربنا يبارك فيك ، بس الحقيقه فاروق مش مخليني محتاج حاجه ودايما معايا الحمد لله وبيجيلنا في اليوم أكتر من مره ربنا يبارك فيكم جميعــا

- طيب يا عمي لو إحتجت أي حاجه كلمني وانا أجي لحضرتك فورااا ، وإعتبرني برد أي حاجه من جمايل محمد عليا

- بإذن الله يا بني ، إتفضل ادخل طيب

- ربنا يبارك في عمر حضرتك ، بعد إذنك

_____________

نزل درجات السلم بحزن ووقف امام المنزل وهو يقول بضيق :

- حتي دي كمان عملتها يا فاروق ، أكتر وقت كانوا محتاجيني فيه لاقوك إنت بدالي ، حقيقي انا مستحقش اني أكون " صديق " أصلا

نظر أمامه فإذا به يراه مره آخري :

يا تري ماذا سيحدث بينهما ؟

غدا سنعرف إن شاء الله
-------------------------------------------------------------

ياتري إسلام هيكون مصيره إيه بعد اللي حصل ده ؟

وهل سلمي هتقدر تكمل طريقها ولا هتلاقي صعوبات بتواجهها ؟

هنعرف ده في الحلقات الجايه بإذن الله

مستر محمد سلام
06-09-2014, 02:27 AM
جزاكِ اللهُ خيراً

مسلمة متفائلة
08-09-2014, 08:43 PM
جزاكِ اللهُ خيراً

وإيّاكم بارك الله فيكم على المرور

مسلمة متفائلة
08-09-2014, 08:48 PM
الحلقة الحادية عشر :


https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/10577102_661796543912678_7370583522246377018_n.png ?oh=04ce1e91ce1a78ed6f1e9ff978af87b5&oe=546D9F35&__gda__=1415742953_8fe47d7ff02ef03ae26f0c60634f908 e


نزل درجات السلم بحزن ووقف امام المنزل وهو يقول بضيق :

- حتي دي كمان عملتها يا فاروق ، أكتر وقت كانوا محتاجيني فيه لاقوك إنت بدالي ، حقيقي انا مستحقش اني أكون " صديق " أصلا

نظر أمامه فإذا به يراه مره آخري ، ألتفت للجانب الآخر سريعا وأخذ يفكر ماذا يفعل ؟ هل يذهب ويحدثه ام يرحل بهدوء ؟

ولكنه سرعان ما شعر بالحزن عندما تذكر كلمات فاروق الآخيره :

" ممكن بقي مشوفش وشك قدامي تــــاني ؟ ولا دي كمان صعبه ؟ وعلي فكره عمري ما هسامحك ولا هعفيك من المسئولية "

تنهد بحزن وألقي علي فاروق نظره آخيره قبل الرحيل ولكن من سوء حظه ان فاروق شاهده ولكنه نظر إليه بعدم إهتمام وذهب بعيدا .. شعر إسلام بالإحراج وأسرع الخطي كي يختفي من هذا الشارع حتي لا يراه ثانيه ..

عـــاد إلي منزله في صمت ودخل غرفته وإستلقي علي فراشه ونظر للسقف كــالعاده وأخذ يتذكر أيامه مع محمد

_____________

وفي صباح اليوم التالي ذهبت سلمي للجامعه وهي ترتدي الجيب كما وعدت حفصه وأيضا كانت علي وضوء لكي تصلي الظهر هناك كما اتفقا

تقدمت سلمي من صديقاتيها وقالت بفرحه :

- يا عيــال إيه رأيكم فـ الطقم ده حلو ؟

اومأت هند برأسها موافقه وقالت بإبتسامه :

- حـلو يا سلمي الف مبروووك عليكي

ثم تابعت فاطمه :

- حلو أسلمي ،، بس الجيبه دي مش بتشنكلك ؟!

نظرت إليهما سلمي بسعاده وقالت :

- لأ ده مش طقم جديد ،، هو كان عندي بس مكنتش بلبسه يعني

ثم نظرت لفاطمه وقالت بمزاح :

- لأ مش بتشنكلني ياختي

وكادت أن تخرج لسانها لولا انها تذكرت انها في الجامعه ومن الممكن أن يلحظها أحد

جلسن يتحدثن قليلا حتي أذن الظهر ، نهضت سلمي من مكانها وقالت بحماس :

- يا بنات أنا رايحه أصلي ، هتيجوا معايا ؟

قالت هند بإحراج وتردد :

- مش هينفع علشان مش متوضيه ، هصليه لما أروح بقي إن شاء الله

لم تنظر سلمي لـ فاطمه لأنها كانت متوقعه إجابتها ، فلم تهتم وذهبت بمفردها لأداء الصلاة وقبل أن تغادر قالت بسعاده :

- هصلي وأجي علطووول يا عيـــال ، اوعي تتحركوا من هنا

أومأن برأسهن موافقتان ، ذهبت سلمي وجلسا للتحدث فقالت فاطمه بتعجب :

- مش حاسه إن سلمي متغيره شويه اليومين دول ؟!

نظرت لها بعدم إهتمام وقالت :

- عادي

شعرت فاطمه بالإنزعاج من الرد الغير مبالي فقالت بغضب :

- يعني إيه عادي يا هند ؟!! هي مش صحبتك برضو ولا إيه ؟ يعني لازم تهتمي لأمورها

تعجبت هند قائله :

- طيب وهو انا عملت إيه يدل علي إني مش مهتمه بيها ؟! البنت حبت تحسن من نفسها شويه إيه المشكله ؟ ربنا يهديها

تنفست فاطمه مرارا وقالت بضيق :

- يعني إنتي مش حاسه انها بقت غريبه اليومين دول ومش قريبه مننا زي الاول ؟

أومأت رأسها نفيا وقالت موضحه :

- كل الحكاية يا ستي إنها بقي ليها إهتمامات تانيه ، وكل ما تكلمنا في الحاجات بتاعتها دي إحنا ناخد الموضوع بهزار وتريقه ، فبقت تعمل اللي هي عاوزاه حتي لو إحنا مش موافقين

قالت فاطمه بعدم إقتناع :

- يعني إنتي شايفه أن ده عادي ؟

هند بإبتسامه :

- اه طبعــا عادي ، دي حياتها وهي حره فيها ، زي ما إحنا بنعمل اللي إحنا عاوزينه هي كمان من حقها تعيش حياتها براحتها ، وسواء انا مع التغيير ده او لأ برضو ميحقليش اني اتدخل في حياتها الشخصيه

كادت فاطمه ان تتحدث لولا ان قاطعتها هند وتابعت :

- كمان يا ستي متقلقيش سلمي بتحبنا جـــدا ومستحيل تتغير علينا

تنهدت فاطمه بعدم رضا وقالت :

- جــايز !

وبعد 10 دقائق تقريبا عادت سلمي وعلي وجهها ملامح السعاده فقالت لهما بحماس :

- جيـــت

أطلقت هند ضحكة عاليه وقالت ساخره :

- أراجـــــل ! جيتي والله ؟ مش معقوووله

ضربتها سلمي علي كتفها وقالت بمزاح :

- بس يا به

إبتسمت فاطمه لهذا المشهد وقالت :

- إيه سر السعاده دي كلها يا حجه سلمي ، فرحينا معاكي

تنهدت سلمي بـ راحه وقالت بسعاده :

- حاسه اني مرتاحه وانا مصليه الفرض اللي عليا فـ وقته ، دلوقتي بقي هعمل كل اللي انا عاوزاه فـ الجامعه من غير تأنيب ضمير

ابتسمت هند ولم تتحدث وكذلك فاطمه

__________________________

مر إسبوع كـــامل وإسلام علي نفس الحاله ، لا يخرج من غرفته إلا إذا ذهب لشراء طلبات المنزل ويدخل مره آخري ويغلق الباب خلفه ، لم يذهب إلي الجامعه منذ وفاة صديقه محمد لانه لا يستطيع ان يذهب هناك بدونه ، لا يستطيع تحمل مشاهدة كل الأماكن الذي كان يجلس بها محمد معه ، لا يستطيع رؤية الطاولة التي كان يفضلها محمد منذ أول يوم في الجامعه وكان يجلس بها كل يوم بلا إستثناء ، لا يستطيع رؤية صديق آخر يجلس بجواره في المدرج ، لا يستطيع تخيل أي شئ بدون محمد لذلك إكتفي بوجوده فـ المنزل مع أحلامه

كادت والدته ان ينفطر قلبها علي ولدها الوحيد وعلي الحاله التي تراه عليها منذ وفاة صديقه ولكنها لم تكن تستطع التحدث إليه لأنها تعلم مكانه محمد في قلبه ، قررت ان تستجمع شجاعتها وطرقت عليه الباب بخفه فسمعته يقول بصوت خفيض :

- نعم ، عاوزه حاجه يا هند ؟

فتحت باب الغرفه وأطلت برأسها مبتسمه وقالت :

- دي انا يا حبيبي ، ينفع ادخل

نهض إسلام من فراشه وجلس علي حافته وقال محاولا تصنع الإبتسامه :

- طبعا يا أمي اتفضلي

جلست بجواره علي حافة الفراش ومسحت علي شعره بحنان ونظرت له بعينين لامعتين وقالت :

- هتفضل علي الحال ده كتير يا إسلام ؟

تنهد بحزن وقال في تأثر :

- مكنتش أعرف إني بحبه اووووي كده يا امي ، عمري ما كنت اتخيل انه ممكن يختفي من حياتي فجأة كده ، ده انا كنت حاسس انه كل حــاجه ليـــا في الدنيا ، كان الأب والاخ والصديق وكل حــاجه ، لحد دلوقتي مش مصدق اني مش هشوفه تاني ، خلاص مبقيتش حاسس إن حياتي ليها معني وبقيت كاره كـــل حـــــــاجه

ثم تنهد مره آخري قائلا :

- الحمد لله

تحركت دمعه في عينها ولكنها حاولت الإحتفاظ بها كي لا تزيد من ألم ابنها وربتت علي كتفه قائله :

- لو الحزن ده يابني هيرجع اللي راح كنت هقولك احزن وعيط وكسر الدنيــــا كلهـــا ، بس خلاص ده قدر ربنا وإحنا لازم نرضي بيه

ثم نظرت إليه بإبتسامه رضا وقالت :

- فاكر يا إسلام لما أبوك مات ؟ كنت إنت ساعتها في 2 ثانوي وهند في 3 إعدادي ، ساعتها انا حسيت اني اتكسرت بمعني الكلمة ومبقاش ليا ظهر ولا سند خلاص ، حسيت اني خايفه من مسئوليتكم واني مش هقدر أشيلها لوحدي ..

بس لما قعدت أفكر مع نفسي لقيت ان ربنا رحيم اوووي ومفيش حاجه بتحصلنا غير لما يكون لينا الخير فيها وكمان طالما ربنا كتب الحاجه دي يبقي إحنا لازم نرضي ونصبر ، ماهي الجنه مش ببلاش برضو

ثم مسحت علي شعره مره آخري وقالت بسعاده :

- وأديك أهو كبرت وبقيت مهندس اد الدنيـــا وأختك الحمد لله دخلت تربيه إنجليزي وعرفت اربيكم لوحدي اهو ، قصدي ربنا ساعدني واعطاني القوه والصبر واتحملت كل حاجه علشان أشوفكم كده وعلشان أحقق اللي ابوك كان بيحلم بيه دايما

علشان كده يابني الحياه مبتقفش علي حد ، ولو الميت ده غالي علينا فعلــا يبقي نعمل اللي يفيده فـ قبره مش نقعد نزعل ونعيط وخلاص

نهضت الأم من مكانها وهمت بالخروج لكي تفسح له المجال للتفكير في كل ماقيل وإعاده ترتيب حياته مره آخري

جلس إسلام يفكر في كلام والدته وكلماتها الأخيره تتردد علي اذنيه مره تلو الآخري :

" لو الميت ده غالي علينا فعلــا يبقي نعمل اللي يفيده فـ قبره مش نقعد نزعل ونعيط وخلاص "

أخذ نفس عميق وهو يسمح علي شعره عده مرات وتنهد قائلا للفراغ :

- يعني إنت ممكن تكون محتاجلي دلوقتي يا محمد ؟ حاضر يا محمد هحاول أعمل كل اللي انت نفسك فيه بس إنت إدعيلي

انتبه لما يقول فضحك بسخريه قائلا :

- قصدي انا اللي هدعيلك !

____________________

مر الإسبوع علي سلمي وقد صلت الظهر في مسجد الجامعه في كل يوم من أيام هذا الإسبوع كما انها لم ترتدي البنطال في أي يوم من أيام هذا الاسبوع أيضا كما وعدت حفصه

وحان الوقت المنتظر ، تقرير نهاية الإسبوع .. جلست سلمي علي حاسبها وبعثت برسالة لحفصه :

- إنتي موجوده ؟

- أيــون بس عامله اوف لاين كالعاده

- هههههههه اه منا إتعودت علي كده ، المهم جيبالك التقرير بتاع الإسبوع

- ههههههههههههههه ماشي قولي

أرسلت سلمي وجه ضاحك بأسنان ناصعه البياض وتابعته بكلمه :

- لبست وصليت

تعجبت حفصه وقالت :

- ده اللي هو إزاي يعني ؟!

- إيــــه يا بنتي إنتي نسيتي ولا إيه ؟

- معلش يا بنتي العيال وأبوهم مطلعين عيني

إتسعت عينا سلمي وقالت بتعجب :

- إيــــه ده هو إنتي متجوزة وعندك عيال كمان ؟ صحيح انا إزاي متعرفتش عليكي ده كله

أطلقت حفصه ضحكه عاليــه وقالت :

- بهزر معاكي يا بنتي ، انا لسه مخطوبه ، المهم بقي إيه حكاية لبست وصليت دي ؟ معلش نسيت انا اسفه

مطت سلمي شفتاها وقالت بلوم :

- مش إنتي قولتيلي من إسبوع اني ألبس جيبات وأصلي الظهر فـ مسجد الكلية وانا وعدتك اني هحاول أعمل كده ؟ اهو جيت أقولك الأخبار بس باين عليكي نسيتي

أحست حفصه بالإحراج فقالت محاوله إمتصاص حزن سلمي :

- اااه صحيح ، قوليلي بقي عملتي إيه ؟ معلش والله مشغوله شويه اليومين دول فنسيت ، معلث معلث

- كنت بقولك يا ستي إني طول الإسبوع التزمت بالصلاة فـ مسجد الكلية وكمان ملبستش بنطلون خــالص ، أقولك كمان علي سر خطيــــر ؟

قالت حفصه بحماس :

- قولي قولي

تنهدت سلمي بسعاده وقالت :

- انا قررت اني مش هسيب أي صلاة في الجامعه تاني وكمان قررت أبطل بنطلونات خـــالص بقي واللي يحصل يحصل ، وبإذن الله أكون أد القرار ده .. عموما هو كده كده الإمتحانات قربت وبعدين السنه هتخلص وعلي السنه الجديده هجيب لبس جديد إن شاء الله ،، فهحاول بقي أقضي الكام إسبوع دول بالجيبتين اللي عندي لحد ما اجيب جديد بإذن الله

ثم نظرت للسماء عبر نافذة غرفتها المفتوحه وقالت بحماس :

- مش مهم أي حـــاجه ، المهم إنك ترضي عني يا ربي

كادت حفصه ان تقفز من الفرحه وقالت بسعاده بالغه :

- الف مبرووووك يا سلمي ، قرار في محله وفي وقته المناسب , فرحتيني واللــــه وشيلتني عني شويه من همومي ، ربنا يثبتك يا حبيبتي ويرضي عنك

- هموم إيه خير ؟ وكمان انا متعرفتش عليكي فعلا ومعرفش إنتي أد إيه لحد دلوقتي تصوري ؟

- ههههههههههه بس انا عارفه انتي اد إيه بقي عموما يا ستي انا في سنه رابعه كلية سياسه وإقتصاد ومخطوبه وبإذن الله فرحي بعد الإمتحانات علطول ، هـــــانت ^^

- ماشاء الله والف الف مبروووووك ربنا يسعدك ، اومال مهمومه ليه بس ؟

- مفيش يا ستي خطيبي مُصر اننا نسافر نشتغل برا وانا مش عايزه وفي شويه مشاكل كده ، ربنا يلهمنا الصواب ويفعل لنا الصالح ، متشغليش بالك إنتي وخدي بالك من نفسك بس

- يـــارب يفك كربك يا حفصه ويتمملك علي خير بإذن الله

- آمين يـــارب

___________________

أنهت سلمي المحادثه مع حفصه وأغلقت حاسبها ، ذهبت لدولابها وقامت بفتحه وإنتقاء بعض الملابس منه لإعاده ترتيبها وإخراج الغير مناسب منها فأخذت تفكر بصوت مرتفع :

- امممم إنت مش هينفع تتلبس برا تاني ، أخرك في البيت ياحــلو ، في بنطلون محترم يرضي علي نفسه إنه يكون ضيق كده ؟ هــــــــاه ؟!!

وألقت به علي الفراش ونظرت لأخيه القابع في الدولاب وأخرجته :

- أما إنت بقي بصراحه خساره أبوظك في البيت ، خليك بقي ما اتجوز أهو تنفع برضو

ثم أطلقت ضحكه عاليه وهي تخرج الثالت وقالت :

- ههههههههاي بس إنت بقي حكايتك حكاية ، بقولك إيه إنت اخرك تبقي قماشه للمطبخ أصلا ، انا أعرف يا اخويا كنت بلبسك إزاي ؟!! تعالي جبت اخواتك يا حلــــو

وأخذت تنظر إلي بعض البديهات والفيستات وتلقي بهم علي الفراش أيضا ، ثم نظرت للدولاب فجأة قائله :

- هههههههههه يا حلاوه ، ده الدولاب بقي أبيض

تنهدت بعمق وقالت في حسم :

- سلمي وبعديــــن ، إحنا قولنا رضا ربنا أهم يعني رضا ربنا اهم ، هلبس اللي هينفع عندي ويرضي ربنا وبعد الإمتحانات أجيب جديد إن شاء الله ، فهمتي يا أنا ؟

دخلت ولاء الغرفه فجأة فصدمت من هذه الفوضي فقالت بصراخ :

- أيـــــــه يا سلمي ده حرام عليكي بهدلتي الاوضه وانا لسه مرتباها ، رجعي كل حاجه مكانها بقي اوووف

إبتسمت سلمي بهدوء وقالت :

- ماشي يا حجة حـــاضر ، إصبري عليا بس

ولاء :

- طلعتي الهدوم دي كلها ليه كده ؟

سلمي ببراءة مصطنعه :

- هرميهم

رفعت ولاء حاجبها وقالت في حنق :

- إزاي يعني ؟!

- يعني خلاص قررت مش هلبس ضيق تاني ، والهدوم دي كلها مترضيش ربنا وانا مش هلبسها تاني

قالت ولاء بتأفف :
- وهو اللي يرضي ربنا يعني إنك ترمي الهدوم دي وإحنا دافعين فيها فلوس

- متخافيش يا ولاء مش هرميهم في الزباله أكيد !! أنا بس هلبسهم في مكانهم المناسب وبعدين بقي انا اخدت قرار ومش عاوزه أرجع فيه ، يأما تساعديني يأما متعترضيش علي الحاجات الصح اللي بعملها

ثم ارتمت علي الفراش وقالت بضجر :

- مش كل ما أعمل حاجه صح تقعدوا تأنبوا فيا وتتريقوا عليــــا ،، انا زهقــــــــــــــت

شعرت ولاء بالغضب من كلماتها فقالت وهي تغادر الغرفه :

- إنتي حره !

تنهدت سلمي بحزن وقالت بهمس :

- حتي إنتي يا ولاء ! يلــا إمري لله هكمل طريقي لوحدي ، ربنا يخليكي ليــــا يا حفصه وتفضلي تشجعيني دايما

_____________________

جلس إسلام يفكر في كلام والدته لساعات حتي أخذ قرار مـــا ، بدل ملابسه ونزل من منزله متجها إلي منزل فاروق ، إقترب من باب شقة فاروق ولكنه لم يستطع الطرق علي الباب بسهوله ،

أخذت يده تقترب من الباب وتبتعد مره آخري وتكرر هذا الوضع اكثر من مره حتي إستجمع شجاعته وقام بطرق الباب طرقات خفيفه ، سمع فاروق يقترب من الباب شيئا فشيئا وهو يقول :

- ميــــن ؟

تنحنح إسلام وإستجمع قواه وقال بصوت خفيض :

- أنا إسلام يا فاروق

ثم نزل من علي السلم بضع درجات ، قام فاروق بفتح باب منزله ونظر لإسلام متعجبا ولم يتحدث

إبتلع إسلام ريقه وقال بصوت متقطع :

- إزيك يا فاروق ؟

لم يلتفت له فاروق ورد بسرعه :

- الحمد لله

ساد الصمت للحظات حتي قطعه إسلام مره آخري

- كنت عاوز منك طلب يا فاروق

لم ينظر له فاروق ولم يتحدث فأكمل إسلام بتوتر :

- فاروق ممكن تساعدني أكون زي ما محمد كان عاوز ؟ عاوز اقرب من ربنا وأبقي عايش صح زي ما كان دايما بيقولي بس مش عارف أعمل إيه وأبدأ منين ؟

لم يتأثر فاروق ورد بصلابه :

- إسلام هو انا مش هقولتلك إني مش عاوز أشوفك تاني ؟

صُدم إسلام من هذا الرد القاسي وشعر وكأن شخص ما سكب عليه أكوابا من المياه المثلجه في ليالي الشتاء البارده فما كان منه إلا ان ينظر إلي فاروق بتعجب ولا يتحدث

احس فاروق بصعوبه كلماته فقال مفسرا :

- بص يا إسلام انا مش قادر انسي المنظر اللي انا شوفته يوم وفاة محمد ومش قادر أسامحك ولا انسي انك كنت السبب الأساسي في بعده عن ربنا وموته علي الحاله دي علشان كده مش عايز أشوفك تاني وده أفضل ليا وليك

وقال مؤكدا :

- بجد

كانت كلمات فاروق حاده للغايه مما جعل إسلام يرجع للخلف بضع خطوات مستعدا للنزول وهو يقول بحزن عميق :

- ماشي يا فاروق شكرا

وتنهد قائلا بحزن اكبر :

- بس ما تنساش اني جيت في يوم وطلبت منك انك تاخد بإيدي للجنه وانت رفضت تساعدني ، يعني إنت دلوقتي عملت زي ما انا عملت مع محمد بالظبط ، مش فارقه كتير

ألتف بوجهه إلي درجات السلم وأخذ ينزلها ببطء وهو يقول :

- بعد إذنك يا صاحب صاحبي

كــــان يتوقع ان يعود إليه فاروق ويعتذر ولكنه وجده دخل إلي منزلة وأغلق الباب وراءه وكأن شيئا لم يكن !
-----------------------------------------------------

هل فاروق علي حق ؟

هل حزنه علي محمد يكون سبب مقنع يخليه يعمل كده ؟

طيب وبعد الصدمه اللي إسلام أخدها دي هل هيقدر يكمل طريقه ؟ ولا هيجيله حاله إحباط ؟

طيب وسلمي هتقدر تكمل طريقها فعلا ؟ ولا الصعوبات هتكون أقوي منها ؟

هنعرف كل ده في الحلقات الجايه إن شاء الله

مسلمة متفائلة
08-09-2014, 08:50 PM
الحلقة الثانية عشر :

https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/10577102_661796543912678_7370583522246377018_n.png ?oh=04ce1e91ce1a78ed6f1e9ff978af87b5&oe=546D9F35&__gda__=1415742953_8fe47d7ff02ef03ae26f0c60634f908 e


عـــاد إسلام إلي منزله والحزن يملأ قلبه ، دخل غرفته وجلس علي حافة الفراش لبعض الوقت ، لم يكن يتوقع هذا الرد القاسي من فاروق ، كان يعتقد انه سيجد الحل عنده ، كان يتوقع ان يستطيع فاروق ان يريح قلبه ويساعده علي التخلص من مرارة الذنب التي تلاحقه ولكن حدث العكس تماما ، بل ان حزنه إزداد أكثر وأكثر .

نهض من فراشه محاولا تغيير حالته ، ذهب إلي الحاسب الخاص به وقام بفتح حسابه علي موقع الفيس بوك ، وجد العديد من رسائل ومنشورات التعزيه ، ووجد أيضا 37 رسالة من ســـاره

لم يستطع أن يقرأهم لأن حالته لم تكن تسمح بذلك ، ولكن بعث لها رسالة لتطمئن عليه :

- ازيك يا ساره ؟ معلش مكنتش بفتح الأيام اللي فاتت دي علشان صديق عمري توفي ونفسيتي تعبانه ومش قادر أكلم حد ، انا قولت أطمنك بس ، متقلقيش عليا وإدعيلي

كـانت سارة تجلس علي حاسبها في هذا الوقت ، وعندما وجدت رسالة من إسلام كادت ان تقفز من الفرحه وقالت بلهفه :

- أخيييرا يا إسلام رديت ، قلقتني عليك اوووي ، ربنا يرحم صاحبك ، شد حيلك وطمني عليك

- انا الحمد لله كويس ..

- طيب صاحبك ده مات إزاي وحصل إيه طمني ؟

- معلش مش قادر أتكلم دلوقتي خالص ، انا قولت بس أطمنك عليا ، مع السلامه

وقبل ان تتحدث مره آخري وجدته قد أغلق الموقع ، تنهدت بغضب وأغلقت حاسبها أيضا

_______________

وفي صباح اليوم التالي دخلت والده إسلام لإيقاظه من النوم فوجدته مستيقظا ، تبسمت بحنان وقالت :

- مش ناوي تروح الجامعه برضو يا إسلام ؟

تنهد بعدم إهتمام :

- مش مهم !

جذبته والدته من قميصه بشده وقالت بحزم :

- لأ هتروح

ثم أخذت تصرخ في وجهه قائله :

- فــوق لنفسك كده وقوم يلـــا شوف مستقبلك الإمتحانات قربت ، هتضيع نفسك بإيديك وفي الآخر صاحبك مش هيستفاد حاجه برضو

ضحك إسلام بسخريه وقال :

- مستقبلي !! طيب ماهو محمد مستقبله ضاع برضو ؟!

تنهدت وقالت بصوت حاد :

- صاحبك مستقبله مضاعش ولا حاجه ، ده قدره ومكتوب عند ربنا ، وانا قولتلك قبل كده لو عايز تساعده بجد تعمل إيه وانت مسمعتش الكلام ، يبقي بلاش بقي تعيش دور الحزين وتناملي في السرير بالإيام زي الولايا

شعر إسلام بالغضب الشديد ولكنه حاول انتقاء كلماته لانه يتحدث مع والدته فقال :

- يعني إنتي شايفه اني بعيش الدور ؟ شايفه ان فرحان في موته وعامل نفسي زعلان يعني ؟ ماشي يا امي شكرا

تنفست بعمق وهدأت قليلا وقالت :

- انا عارفه انك زعلان عليه فعلا وان محمد مكانش أي صاحب ، محمد كان زي ابني برضو ، كان يعتبر اخوك وانا عارفه ده كله ، بس اللي انت بتعمله فـ نفسك ده مش هيرجع حاجه

ثم نظرت له بإبتسامه وقالت :

- طول عمركم كنتوا بتتمنوا تكونوا مهندسين أد الدنيــا صح ؟ صاحبك مات بس انت لسه عايش يبقي المفروض تحققله حلمه وتبقي انت المهندس اللي بيشتغل بضمير ويخدم بلده فعلا زي ما كنتوا بتتمنوا

ظهرت ملامح الحزن علي وجهه وقال بتأثر :

وصاحبي برضو كان بيتمني اننا نكون أحسن من كده ، كان بيتمني اننا نقرب من ربنا شويه ونعيش عدل بدل الإستهتار اللي كنا فيه ده ، ومات قبل ما يلحق يعمل حاجه

ثم قال بإستنكار :

- أحققله حلمه ده كمان إزاي بقي ؟!!

ابتسمت قائله :

- تحققله حلمه إنك تكون أنسان بجد بيتقي ربنا ، تعمل بنصايحه اللي كان دايما بيقولهالك علشان الثواب يوصله ، تدعيله ، تطلع صدقه عنه ، تعمله أي حاجه تنفعه وهو ميت , فهمت ؟

حاول الإبتسام ولكنه لم يستطلع فقال :

- فهمت

أمسكته من كفيه وقالت بحماس :

- طيب يلـــا

نظر لما متعجبا وقال :

- يلا فين ؟!!

قالت بإصرار :

- هتروح الجامعه دلوقتي

أفلت يديه منها بهدوء وقال :

- مش دلوقتي ، بعدين

إزداد إصرارها وصرخت به :

- انا قولت هتروح دلوقتي يعني هتروح دلوقتي ، مش هسمحلك تضيع تعبي وتعب أبوك كل السنين دي ، هتيجي علي أخر سنتين وتضيع ؟ لأ يا بابا إنســـــي ،، يلـــا قوم فز

- يا أمي خلاص سيبيني في حالي دلوقتي طيب وانا هروح الإسبوع الجاي

- لأ دلوقتي ، إخلص

- لا حول ولا قوة إلا بالله ، يا امي طيب بكره طيب ، انا مش طايق نفسي والله

- قولت هتقوم دلوقتي

تنهد بضيق وقال مستسلما :

- طيب

إرتدي ملابسه وذهب إلي الجامعه ، كانت الساعه الواحده ظهرا ولم يكن يعرف هل مازالت المحاضرات مستمره ام انتهت في ذلك اليوم ، أخذ يتجول في كليته حتي وجد بعض من أصدقائه يأتون إليه ويأخذونه بالأحضان ويقومون بمواساته ، أخذ يحدث نفسه بـ قرف :

- ال وفاكرينك أعز صديق ليه وجايين يواسوك كمان ؟!! والله إنت ما تستاهل تكون صاحب أصلا

أخذ شادي يربت علي كتفه بحنان ويقول :

- طبعا إنت عارف ان الإمتحانات قربت ، والإسبوع اللي فات ده أخدنا المقرر والملغي ، فأنا بإذن الله هقعد معاك في الوقت اللي يعجبك ونعلم سوا علي اللي هييجي في الإمتحانات ، وشد حيلك يا بطل وخليك قوي كده ، ربنا يريح قلبك

نظر له بإمتنان وقال :

- ربنا يخليك يا شادي ، ماشي بإذن الله بس بعدين علشان دلوقتي مش قادر

- اللي يريحك ، انا موجود وفي الخدمه دايما

- هو في محاضرات النهارده تاني ؟

- لأ أخر محاضره لسه خارجين منها حـــالا ، تعالي بكره بقي علي السكشن بتاع 9 الصبح علشان بعده هنطلع علي المكتبه نجيب منها شويه مذكرات مهمين كده

- ماشي يا شادي بإذن الله ، بعد إذنك

غادر إسلام الكلية وعاد للمنزل ، سألته والدته عما فعل فقص عليها ماحدث وذهب لغرفته لينام ثانيه

______________

وفي كلية التربيه خرجت سلمي مع صديقاتيها من أخر محاضرة لهن في ذلك اليوم ، جلست تتحدث معهما قليلا بخصوص ماحدث هذا الإسبوع ومايجب أن يفعلونه للخروج بأفضل نتيجه من إمتحانات آخر العام .

تنهدت سلمي قائله :

- وبكده يا حلوه إنتي وهي عرفنا كل المقرر علينا والمفروض بقي نذاكر ،، السؤال هنا بقي : هنذاكر الحاجات الغريبه دي إزاي ؟

إبتسمت هند بمرح وقالت :

- زي ما عملنا السنه اللي فاتت بالظبط ،، هنقعد نقرأ فـ الحاجات الغريبه دي ونحفظهم صم ونروح نكبهم فـ الإمتحان وخلاص

فقالت سلمي بضيق :

- بس انا مش مقتنعه بالحكايه دي يا هند ، يعني إحنا كده مش بنستفيد حاجه من كل اللي بناخده ده

هند :

- هو ده نظام التعليم في بلدنا يا سلمي ومفيش عندنا حل تاني

رفعت سلمي حاجبها وقالت بحماس :

- لأ أكييد في حل ، وانا بإذن الله هوصله

ثم جذبتهما من ذراعيهما وقالت :

- يلا نروح بقي يا عيال كده هنتأخر

______________

قرر إسلام مواصله الدراسه في الجامعه كي يجتاز فترة الإمتحانات بسلام ، كان كالآله يذهب ويعود بلا روح ، يستيقظ في الصباح الباكر ويذهب إلي الجامعه لحضور المحاضرات ويجلس مابين المحاضرات وحيدا لا يريد التحدث مع أحد ولا يريد ان يراه أحد ، يجلس في مكان لم يجمعه بمحمد كي لا تزيد جراحه ، يعود لمنزلة فيذهب للنوم .

يستيقظ ويظل جالسا أمام كتبه ومذكراته يذاكر بعض الوقت ويتذكر محمد وذكرياته في الوقت الآخر وظل هكذا حتي نهاية فترة الإمتحانات

أما عن سلمي فهي أيضا قد إنشغلت بمذاكرتها وإمتحاناتها وحفصه أيضا ولم يتحدثا مع بعضهما البعض إلا قليلا

____________

وإنتهت الإمتحانات وعاد كل إلي حياته ، أخذت سلمي تستعد لخطوتها القادمه في التغيير ، بينما إسلام كان يقضي معظم يومه في النوم هروبا من واقعه المؤلم وذكرياته مع محمد التي تلاحقه دائما وتجعله يكره ذاته ويكره كل يوم كان يقابل فيه إحسان محمد بإساءة حتي ضاع منه .

جلست سلمي تحدث حفصه ولأول مره بعد إنتهاء الإمتحانات وفقالت بحماس وسعاده :

- هيييييح بقي خلصت إمتحانات وفضيتلك يا حجه ، خلاص مبقاش في أي حاجه تشغلني من مواصله طريقي

إبتسمت حفصه وأجابت بنفس الطريقه :

- هييييح بقي وانا خلصت إمتحانات واتشغلتلك

تعجبت سلمي وقالت :

- يعني إيه ؟

- مش انا قولتلك يا بنتي إن فرحي بعد الإمتحانات ؟

- هو إتحدد خلاص ؟ طيب انتي كنت بتقولي حصل مشاكل مع خطيبك ، قوليلي وصلتوا لإيه ؟

إبتسمت حفصه بسعاده وقالت :

- اه يا ستي اتحدد ، بعد 3 أسابيع إن شاء الله

ثم تنهدت بحزن قائله :

- إضطريت اوافق اني أسافر مع خطيبي الإمارات ، انا مكنتش عاوزه أقولك علشان متزعليش وقلت أستني لما تخلصي إمتحانات بقي

شعرت سلمي بالسعاده البالغه وقالت بحماس :

- الف مليووووون مبرووووووك يا حفصه ، فرحت اوووووي والله ، وبعدين عادي يا ستي هبقي أكلمك وإنتي هناك ، ربنا يسعدك

لم تكن تريد ان تكسر فرحتها ولكن لابد ان تخبرها ولا يوجد حل آخر ، ترددت للحظات ثم كتبت :

- سلمي ... انا مش هيكون عندي نت هناك

انتفضت سلمي من مكانها وقالت بخوف :

- ليـــه يا حفصه ؟ يعني إيه ؟ انا كده مش هكلمك تاني ؟

- للأسف يا سلمي مش هينفع يكون عندنا نت في الاول كده لظروف ما عند خطيبي ، بس انا برضو واثقه فيكي وعارفه انك هتعرفي تكملي طريقك لوحدك

كادت ان تسقط دمعه من عين سلمي وقالت بحزن :

- يا حفصه انا إتعودت عليكي خلاص ، وانتي السبب في كل الخطوات اللي انا اخدتها في حياتي دي .. أعمل إيه من غيرك بس ؟

- بصي يا سلمي .. إسمعي الكلمتين اللي هقولهوملك دول وحطيهم حلقه فـ ودنك واوعي تنسيهم أبدا

" اللي معاه القرآن والدعاء مش هيكون محتاج لأي إنسان ، هما دول سلاحك اللي هتقوي بيهم نفسك "

تنهدت سلمي بحزن وكتبت :

- مش فاهمه ؟

- من خلال معرفتي بيكي الفتره دي لقيت إنك أنسانه بسم الله ما شاء الله قويه وقادره علي نفسك ، بس كنتي محتاجه حد يشجعك تكوني افضل وإنتي بالفعل بدأتي فـ الطريق ده ،، لكن مهما حصل ومهما كانت العواقب اوعي تقفي او توقفي تقدمك ده علي شخص ، يعني انا هروح .. لكن سلمي هتفضل موجوده ولازم تكمل طريقها ..
إبدأي إقرأي في الجروب من جديد وحددي خطواتك بنفسك ، لما تحسي انك تعبتي ومش قادره تكملي طريقك إستخدمي سلاحك .. معاكي الدعاء والقرآن

إفتحي المصحف وانتي بتقولي لـ ربنا يـــارب إبعتلي رسالة ،، إبدأي دوري كل يوم علي رسالة من ربنا ليكي لحد ما توصليلها ،، إدعي كتير اوووي ربنا يقويكي ويثبتك ،، اوعي يا سلمي تستسلمي للشيطان اووعي حد يضايقك بكلمتين ويخليكي ترجعي عن هدفك

معاكي قرآنك ودعاءك يا سلمي فاهماني ؟ معاكي سلاحك يا سلمي اوعي تتخلي عنه .

تسللت الدموع من عيني سلمي دون ان تشعر بهم ، كتبت كلمات الوداع لـ حفصه :

- حــاضر يا حفصه هحاول ، هتوحشيني

- يا بنتي انا معاكي أهو ، لسه فاضل 3 أسابيع متقلقيش إدعيلي بس ربنا يصلح حالي وييسرلي أموري . وبإذن الله اول ما الظروف تتظبط هفتح الفيس وأكلمك بس الله أعلم ده هيكون بعد أد إيه !

- بدعيلك دايما والله من غير ما تقولي

- آخر حاجه بقي يا بطـــــل زي ما كنتي بتبعتيلي كل خطواتك وانا موجوده ، إفضلي إعملي كده برضو حتي وانا مش موجوده .. ممكن ؟

- كنت هعمل كده أصلا من غير ما تقولي ، لأن حتي لو انتي مشيتي روحك هتفضل معايا .. ربنا يسعدك

- إمسحي دموعك يا بت .. هتضربي

وضعت سلمي يدها علي وجنتيها فوجدت نفسها تبكي بالفعل ، مسحت دموعها متعجبه وقالت :

- إنتي عرفتي منين ؟!!

- حسيت :))

- ربنا يخليكي ليــا يـــارب

- ربنا يقربك منه أكتر ويجمعنا فـ الفردوس الأعلي اللهم آمين . معلش بقي هقوم دلوقتي علشان بجهز شويه حاجات كده ^^ أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه

- مع السلامه يا حفصه

______________________

ظل إسلام علي هذه الحاله التي لا تتغير ، يستيقظ من النوم لينام مره آخري ، لا يعرف ماذا يفعل ، لا يجد طعم للحياه بدون رفيق دربه ، لا يعرف ماذا يفعل محمد الآن في قبره ، هل هو سعيد ام حزين ؟ هل قبره روضه من رياض الجنه ام حفره من حفر النار ؟ هل طيبة قلبه وحبه لكل الناس سيكون سببا في دخوله الجنه ؟ ام ان الجنه أعدت لاناس يخافون الله بحق ويعيشون ويموتون علي طاعته ؟

تكاد رأسه تنفجر من كثره التفكير فيضطر للنوم ليخرج من هذا العالم الملئ بالألم إلي عالم آخر لا يشعر فيه بشئ .

ولكن والدته لا تتركه .. فهي تدخل عليه بين الحين والآخر وقلبها يعتصر ألما عليه ولكن ماذا تفعل ؟ لا يريد أن يفعل شيئا سوي النوم .. قررت ان تحاول معه مره آخري وهي تدعو الله ان يستجيب هذه المره

طرقت علي الباب طرقات خفيفه ودخلت .. وجدته مستيقظا وينظر إلي سقف الغرفه كعادته .. نظرت إليه بحنان وقالت :

- إنت صاحي يا إسلام ؟

إعتدل في جلسته وقال بإبتسامه خفيفه :

- اه صاحي

مسحت علي وجهه بحنان وقالت :

- عامل إيه يا حبيبي

رد بنفس الإبتسامه :

- الحمد لله

صوبت عينيها في عينيه وقالت :

- طيب ومحمد عامل إيه ؟

إزدادت ضربات قلبه عندنا سمع إسمه ونظر لها متعجبا ولم يتحدث

أعادت عليه السؤال مره آخري وقالت :

- بقولك محمد عامل إيه ؟

أجابها بنفس الدهشه :

- عامل إيه إزاي يعني ؟

قالت موضحه :

- تفتكر هو عامل إيه دلوقتي ؟

مط شفتاه بحزن وقال :

- مش عارف !

مسحت علي شعره بحنان وقالت :

- هو ممكن يكون محتاجلك دلوقتي يا إسلام .. لو عايز تساعده بجد يبقي حاول تغير من نفسك وتكون الإنسان اللي محمد كان عاوزه

- منـا روحت لفــ

ثم قطع كلامه فجأة وقال :

- منا مش عارف أعمل إيه ولا أبدأ منين وكمان مش لاقي حد يساعدني .. انا فعلا ندمت اني مسمعتش كلامه من الأول ، وخوفت اووي كنت أموت وانا علي الحاله دي .. كمان خايف يكون دلوقتي بيتعذب ومش لاقي حد يساعده ولا يعمل له حاجه ،، وكل شويه أتخيل لو كنت انا مكانه كنت هعمل إيه ؟!! مجرد التخيل نفسه صعب اوووي

ربتت علي كتفه وقالت بإبتسامه :

- يمكن كانت غلطتي اني محاولتش أغرس فيكم الدين من وانتوا صغيرين ، كان كل همي تكونوا مبسوطين ومتفوقين وأفتخر بيكم قدام الناس , يمكن انا غلطت يابني بس مش لازم انت كمان تكرر غلطي ، دور علي الصحبه الصالحه اللي تعينك وشوف طريقك وأمشي فيه صح ،، بلاش تبقي عايش كده وخلاص .. انا لما شوفت خوفك علي صاحبك وإحساسك بالمسئوليه إتجاهه قلت لازم أجي أكلمك ولازم انت تعمل أي حاجه تساعده وتساعد نفسك بيها

إبتسم لها بسعاده قائلا :

- انا اول مره أشوفك بتتكلمي كده يا امي

تحسست وجهه بحنان وقالت :

- لما شوفت موت محمد خفت انت كمان تضيع مني وربنا ميكونش راضي عنك ، لازم تلحق نفسك يا إسلام محدش ضامن عمره يابني

- طيب أبدأ منين يا أمي ؟ جايز لما أبدأ أحسن من نفسي شويه أحس اني ارتحت وبدأت أحقق وصيه محمد

عادت للخلف ونظرت إليه بتعجب وكأنها تذكرت شيئا :

- صحيح يا إسلام مش إنت كنت بتقول ان محمد عنده واحد صاحبه كده متدين ؟ ماتشوفه يابني يمكن ياخد بإيديك

شرد إسلام قليلا وهو يتذكر توبيخ فاروق له ، وتذكر أيضا عندما ذهب لمنزل فاروق ولكنه لم يعره أي إهتمام .. إنتشلته من شروده وهي تكرر كلامها فقال:

- لأ مش هينفع يا أمي .. قوليلي حل تاني

اخذت تفكر لثوان ومن ثم قفزت من مكانها بحماس قائله :

- انا إزاااي مجتش في بالي الفكره دي ، يابني الشباب الكويسين هتلاقيهم مواظبين علي الصلاة في الجامع ، حاول إنت كمان تصلي كل الصلوات في الجامع وبإذن الله أكيييد هتلاقي الصحبه الصالحه هناك

ثم نظرت إليه بعمق وقالت بصرامه :

- لأ مش حــاول ، ده انت لازم تعمل كده

اعجب إسلام بالفكره وقال بحماس :

- عندك حق .. أكييد هلاقي حد زي فاروق هناك

__________________

غادرت والدته الغرفه وقد اطمئن قلبه قليلا بعد حواره معها وأخذ يفكر في خطوته القادمه ولكن سرعان ما أحس بالملل فذهب لإحضار الحاسب الخاص به ووضعه علي الفراش ، فتح حسابه علي موقع الفيس بوك ونظر نظره سريعه علي قائمه أصدقاءه فوجد ساره متصله الآن

وجد نفسه سريعا يغلق الحاسب مره آخري ، لا يعرف لماذا ؟ هل هو أصبح لا يحبها ؟ ام إنه لا يرغب في مزيد من الذنوب ؟ والأرجح هو الحل الثاني .. أخذ يفكر قليلا هل سيفتحه مره آخري ام لا ولكن قطع تفكيره صوت طرقات الباب ..

أخد ينادي علي والدته وهند لكي تفتح إحداهما الباب ولكنهما لم يسمعانه فقرر أن يذهب ليفتح هو .. فتح بإبتسامته المعتاده ولكن سرعان ما تحولت هذه الإبتسامه إلي حاله من الذهول وقال بصوت مختنق :

- مــــحـــــمــــــــد !!
-----------------------------------------------------------

هو محمد رجع تــــــاني ولا إيه ؟

ولا هو مماتش أصلا ؟!!

طيب سلمي هتقدر تكمل طريقها إزاي من غير حفصه ؟

ولا حفصه هتلاقي طريقه تتواصل بيها معاها حتي بعد الجواز ؟

هنعرف ده كله في الحلقات الجايه إن شاء الله

اميرة الشطورة
12-09-2014, 06:18 PM
فين بقيت المسلسل دى اكيد مش النهايه انا عايزه البقاقى من فضلكم

اميرة الشطورة
12-09-2014, 06:26 PM
المسلسل بجد رااااااااااائع وموق جدا

مسلمة متفائلة
13-09-2014, 12:10 AM
فين بقيت المسلسل دى اكيد مش النهايه انا عايزه البقاقى من فضلكم

المسلسل بجد رااااااااااائع وموق جدا

حاضر حبيبتي

آسفة على التأخير :)

مسلمة متفائلة
13-09-2014, 12:15 AM
الحلقه الثالثة عشر :

https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/10577102_661796543912678_7370583522246377018_n.png ?oh=04ce1e91ce1a78ed6f1e9ff978af87b5&oe=546D9F35&__gda__=1415742953_8fe47d7ff02ef03ae26f0c60634f908 e

سمع إسلام طرقات علي الباب فأخد ينادي علي والدته وهند لكي تفتح إحداهما الباب ولكنهما لم يسمعانه فقرر أن يذهب ليفتح هو .. فتح بإبتسامته المعتاده ولكن سرعان ما تحولت هذه الإبتسامه إلي حاله من الذهول وقال بصوت مختنق :

- مــــحـــــمــــــــد !!

رأي محمد أمامه ينظر له بإبتسامته المعتاده ووجهه المشرق ، إقترب منه ليرتمي في أحضانه ويعتذر له عن كل ماحدث ، يطلب منه السماح ويعده بأن يكون الشخص الذي تمناه طيله حياته .

إقترب منه أكثر ليمسكه ولكنه لم يجده !! نعم انه كان يتخيل ، كثرة التفكير في محمد جعلته يتخيل وجوده معه الآن ، جعلته يسمع نفس نقره الباب التي كان يفعلها محمد ، جعلته يراه بنفس وجهه المشرق الباسم ، جعلته يشعر بروحه الطيبه ، جعلته يتألم ..

نعم يتألم .. فكيف لإنسان ان يكون له صديق مثل هذا ويذهب منه هكذا دون سابق إنذار ، هل من الممكن أن يجد صديقا آخر يحبه كحب محمد له ؟ صديق يحبه أكثر من نفسه ؟ في الغالب لا ، فشخص مثل محمد لا يتكرر كثيرا ..

أغلق الباب خلفه وذهب لغرفته كالعاده ، ولكن هذه المره لن يجلس ويتذكر ذكرياته مع صديق عمره ويتألم ويشعر بالمراره ، لا .. بل سيعمل ..

نعم سيعمل علي نفسه ليصبح أفضل ، سيستثمر هذه الأجازه أفضل إستثمار ، لن تكون أجازة مثل باقي الأجازات .. لا .. بل سيخرج منها إسلاما جديدا ..

نظر إلي وجهه في المرآه وقال بصرامه :

- حــــاضر يا محمد ، هكون زي ما إنت عايز بإذن الله

_______________________

أخذت سلمي تفكر كثيرا في كلام حفصه ، لا تعرف كيف ستعيش بدونها بعد ان اعتادت عليها ولكن كانت تتذكر دائما كلماتها الآخيره :

" معاكي قرآنك ودعاءك يا سلمي فاهماني ؟ معاكي سلاحك يا سلمي اوعي تتخلي عنه "

وأخدت تردد :

معايا سلاحي صح ، اللي معاه ربنا مش هيحتاج مساعده من حد

ثم نظرت لنفسها في المرآه وقالت :

- إنتي قويه يا سلمي وهتقدري علي نفسك ، هتواجهي الناس كلها ومش هيهمك كلام حد طالما اللي بتعمليه ده يرضي ربنا ، انتي اللي هتتحاسبي لوحدك يا سلمي ومحدش هينفعك ، فوقي كده وواصلي طريقك بنفسك ، انتي قويه وهتعمليها بإذن الله

ثم نظرت إلي الارض وقالت هامسه :

- بس كل شويه يتريقوا والموضوع كده بقي متعب اوي

رفعت رأسها مره آخري وقالت بحماس :

- مايهمنيــــــش ، انا اللي صح وهما اللي غلط ، يبقي المفروض مين يتكسف من مين بقي ؟!!

يــــــارب قدرني علي مواجهتهم يـــارب ثبتني علي طاعتك يـــــارب قربني منك أكتر وإرضي عني وإجعلني من أهل الجنــه وأحشرني مع الأنبياء والصحابه يــــارب

ثم نظرت للمرآه مره أخري وحدثت نفسها مبتسمه :

- كده بقي يا سلمي يا حبيبتي إنتي .. عملنا كام حاجه حلوين كده ؟ يلا نعدهم :

- بطلنا مسلسلات وأفلام
- بدلنا الأغاني وبقت أناشيد
- بطلنا نكلم ولاد إلا للضروره
- واظبنا علي الصلاة في البيت وبرا البيت
- بطلنا البنطلونات اليـــع دي !
- بطلنا ننشر صور بنات ع النت

امممم أعتقد بقي الخطوه الجايه المفروض أطول الطرحه شويتين تلاته خمسه كده ، وكمان أبطل أسلم علي رجاله

هييييح بقي ، يــــــارب قدرني ومحدش يكسفني وخصوصا في حكاية السلام دي

وفي وسط ما كانت سلمي غارقه في أحلامها وطموحاتها ، إذ تدخل عليها الاء متسائله :

- سلمي هو انا ممكن أسألك سؤال ؟

نظرت لها سلمي بإبتسامتها المعتاده وقالت :

- قــــول ياعم أبو عصام

تنحنحت ولاء بحرج وقالت :

- مش هتزعلي يعني ؟!

زفرت سلمي بقوه وقالت :

- يا بنتي إخلصي ، منا عارفه انك هتقولي حاجه رخمه كالعاده

- هو إنتي لسعتي ؟!!

أطلقت سلمي ضحكة عاليه وقالت بتعجب :

- إشمعني ؟

- انا متابعه الحوار العجيب اللي انتي عملتيه مع المرايه ده ، حاسه انك من ساعة ما عرفتي حفصه دي وإنتي لاسعه شويتين كده ، ما تقوليلي إيه الموضوع يمكن أقدر أقدم أي مساعده

شعرت سلمي بالحرج وضربت اختها علي كتفها قائله :

- يـــــــا رخــــمه ، طيب مش تقولي من بدري إنك سامعه !! عــــادي يعني إيه المشكله لما الواحد يكلم نفسه شويه ويرتب أفكاره ؟ حرام ولا إيه ؟

- لا مش حرام ولا حاجه ، براحتك

- طيب لما هو براحتي يبقي لما تلاقيني بكلم نفسي شويه سيبيتي لوحدي علشان أرتب دماغي وأفكاري ، ومش كل شويه تنطي كده زي القرد فوق راسي وتقعدي تسأليني علي اللي بفكر فيه

زفرت ولاء وقالت بعصبيه :

- وهي دي مش اوضتي انا كمان ولا إيه ؟!!

إبتسمت سلمي موضحه :

- عارفه انها اوضتك انتي كمان ، بس لازم يا ولاء تحترمي حريتي ، لازم تكوني عارفه أني ليا مساحتي الخاصه ومش بحب حد يتدخل فيها

وفعت ولاء حاجبها وقالت :

- يعني إيه ؟ مش فاهمه حاجه !!

ربتت علي كتفها بحنان قائله :

- بصي يا ولاء ، كل إنسان فينا بيكون سعات محتاج يقعد مع نفسه من غير دوشه ، محتاج يفكر كـتير في حياته ويرتبها صح ، محتاج من وقت للتاني يظبط دماغه ويظبط اولوياته ، علشان كده ما ينفعش كل ما تشوفيني سرحانه مثلا او بفكر الاقيكي جايه تعترضي وتتريقي علي تفكيري ده ..

ثم اردفت قائله :

- انا من حقي أعمل أي حـــاجه في الدنيا طالما مش بغضب ربنا ، ومحدش من حقه يمنعني او يتريق علي تصرفاتي دي ، فاهماني ؟

قالت ولاء بتعجب :

- حتي بابا وماما ؟

إبتسمت قائله :

- لأ بابا وماما دول موضوع تاني ، يعني واجب عليا أسمع كلامهم وأطيعهم ، لكن طبعا لو طلبوا مني أغضب ربنا مش هسمع كلامهم أبـــــدا .. وانا متأكده أصلا إنهم مش هيطلبوا مني حاجه زي كده

لكن غير كده محدش ليه يعترض علي تصرفاتي طالما التصرفات دي صح .. فهمتي ؟

عقدت ولاء ذراعيها امام صدرها ورفعت حاجبها للأعلي وهي تقول :

- امال اشمعني بقي كل شويه تقوليلي ما تعمليش كذا علشان حرام ، عيب ، ميصحش ؟!! مش إنتي بتقولي كل واحد حر في تصرفاته

- أيـــــــــــــون كملي الكلام .. كل واحد حر في تصرفاته طالما مش بيغضب ربنا ، لكن لما أشوفك بتعملي حاجه حرام ما ينفعش أسكت عليها .. تمام يا باشا ؟

- طيب

- هيــا إذهبي للخارج لأتحدث قليلا مع البت سلمي

- هههههههه ماشي ياختي

____________________

بدأ إسلام في تنفيذ الخطه ، يذهب إلي المسجد محاولا البحث عن الصحبه الصالحه ويعود مره آخري بلا فائده ، مر حوالي شهر وهو علي هذه الحاله ، ولكن لم يكن يشعر بالراحه التي كان يتوقعها !!

هل الخطأ منه ام من الظروف ، ظل يدور في غرفته لبعض الوقت محاولا التفكير ثم نهض فجأة وذهب لغرفة هند اخته وطريق الباب بمرح :

- بــت يا هند إفتحي

تنهدت هند بسعــاده وقالت بحماس :

- أخيييرا يا إسلام بدأت ترجع لطبيعتك ، من زمـــان اووي مشوفتكش بتقولي كده

أخذ ينظر لها بضع لحظات وجذبها من يدها وأجلسها بجواره علي الفراش قائلا :

- بحــاول يا هند بس مش قادر ، حاسس ان حياتي ملهاش معني ، حتي التجربه اللي بدأت فيها باين عليها فشلت ! قولت أجي اتكلم معاكي شويه يمكن أرتاح

تنهدت بأريحيه وقالت بحنان :

- يـــــاه يا إسلام أخيييرا ، منا ياما حاولت معاك انك تفضفضلي بس إنت مكنتش بتوافق ، هاه قولي يا سيدي إيه الخطه اللي كنت بتقول عليها دي ؟ وليه فشلت ؟

إلتف لها بكامل جسده وقال بجديه :

- كنت يا ستي قررت كده خير اللهم أجعله خير اني أبطل استهتار بقي وأعيش حياتي صح ، علشان أحقق حلم محمد اللي كان طول عمره بيحلم بيه وانا مكنتش بوافقه ساعتها ، يمكن عرفت غلطي بس متأخر شويه ! علشان كده بقي قولت أكيد هلاقي الصحبه الصالحه في المسجد وكنت فاكر الموضوع سهل كده ، وبقالي حوالي شهر اهو مواظب ع الصلاة ف الجامع بس للأسف ملقيتش الصحبه الصالحه برضو .. عارفه ليه ؟

قالت هند متلهفه :

- ليـــه ؟!!

نظر لها والحزن يعلو وجهه وقال بصوت منخفض :

- لأن تقريبا كل اللي كنت بشوفهم رجال كبار ، وبصراحه كنت بتكسف اروح اتكلم معاهم ، كنت متوقع اني الاقي شباب في سني كتير هناك بس للأسف شوفت غير كده خـــالص ، معقــوله يعني الشارع كله مفيهوش شاب مواظب ع الصلاة ف الجامع ؟!!

ابتسمت هند قائله :

- طيب ما إنت زيهم يا إسلام ، مستغرب ليه بقي ؟!!

شعر بالحرج من كلماتها وقال بهمس :

- عندك حق ، بس خلاص انا واظبت ع الصلاة ف الجامع أهو وبرضو مش حاسس بحاجه ، يعني مش حاسس بطعم الصلاة ومش حاسس اني بدأت أقرب من ربنا شويه ولا أي حاجه ، عامل زي الآله بروح وباجي وخلاص ، مش عارف ليه ؟!!

أمسكت كفه بين راحتها وضغطت عليه بشده وإلتفتت إليه قائله :

- بص يا إسلام ، لو انت قررت تتغير علشان عاوز تبقي زي ما محمد بيتمني وخلاص يبقي عمرك ما هتحس بحلاوه القرب من ربنا ، أما بقي لو عاوز تتغير علشان ترضي ربنا بجد وعلشان نفسك وروحك تكون متعلقه بالله وكده ،، ساعتها بس هتحس بحلاوه الإيمان .. يعني انت بتتغير علشان نفسك أولا وأخيرا .. فاهمني ؟

إبتسم لها بسعاده وقال بمرح :

- إيــــه الكلام الكبير ده ياعم ، والله الواحد عمال يكتشف حاجات غريبه في البيت ده ، زي مايكون مكنتش عايش معاكم قبل كده !

ثم أردف قائلا :

- تفتكري يا هند هو ده الحل فعلا ؟

أجابت بثقه :

- جرب وشوف

نظر لها بفرحه كالأطفال وقال :

- طيب هتساعديني ؟

جلست تفكر للحظات ثم قالت بتردد :

- بص انا هشجعك ، لكن ما اوعدكش اني هعمل زيك

نظر لها بلوم وقال بحزن :

- ليـــه ؟

- معلش يا إسلام خليني علي راحتي ، انا هحاول بإذن الله اعمل كل اللي اقدر عليه معاك علشان ترتاح وترجع زي زمان ، لكن انا حابه نفسي كده

- ماشي يا هنود براحتك ، وبإذن الله هرجع أفضل من الاول

______________

ظهرت نتيجه إمتحانات نهاية العــام ، كانت الفرحه تعم بعض المنازل بينما الحزن والبكاء يعم البقيه ، ولكن بفضل الله استطاع أبطالنا الفرار بنفسهم من عام دراسي إلي عام دراسي آخر

حصلت سلمي وهند علي تقدير : جيد
بينما حصلت فاطمه علي تقدير : مقبول

كان من المعتاد حصول إسلام ومحمد علي تقدير جيد جدا ككل عام ، ولكن في هذا العام حصل إسلام علي تقدير جيد فقط .

حصل فاروق علي تقدير جيد جدا أيضا ، بينما إستعدت ولاء لإستقبال سنه " الرعب " في وجهة نظر الطلاب والتي يطلق عليها ثانوية عامه

صعد إسلام للفرقه الرابعه بكلية الهندسه ، بينما صعدت كل من سلمي وفاطمه وهند للفرقه الثالثه .

__________

بدأ إسلام يعيد ترتيب أفكاره ويفكر في كل ما قالته هند ، نعم إنها محقه ، فهو يجب ان يتغير لنفسه وليس لأحد آخر ، أخذ قراره بأن يذهب للصلاة بـ قلبه ، يحاول إستشعار انه يريد ان يذهب للمسجد لكي يقابل ربه ، لكي يجلس في هذا المكان المريح للنفس 5 مرات في اليوم الواحد ، لكي يقترب من الله أكثر ويعرف عن دينه أكثر ، كان عندما يعلم ان هناك درسا بعد الصلاة ينتظر ليسمعه ، كان يشعر بإنشراح قلبه وشعر أخيـــرا بلذة سماع كلام الله ومعرفة دينه .

أصبح كالمدمن للصلاة في المسجد ، لم يعد يترك صلاة واحده حتي صلاة الفجر التي كان يتركها دائما أصبح الآن يصليها بالمسجد دوما ، لم يكن يعرف ماهي الخطوه القادمه ولكن كل ما حرص عليه هو المواظبه علي الصلاة في المسجد وفقــــط .

وفي يوم من الأيام جلس بعد صلاة المغرب لسماع درس المغرب ، كان عن فضل القرآن الكريم وفي وسط الكلام قال الإمام هذه الآيه التي فسرت لإسلام كل شئ :

" ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾ "

هتف لنفسه قائلا :

- ااااه علشان كده بقي ، مش لاقي حياتي ولا نفسي لاني بعيد عن ذكر الله ، فين القرآن اللي المفروض أكون حافظه او ع الأقل فاهمه وبعمل بيه ، فين لساني اللي دايما بيردد الأذكار والإستغفار والصلاة ع الحبيب ، إزاي زعلان اني مش حاسس بحاجه وهو التقصير مني أنا أصلا .

ثم قال بثقه :

- بس الوضع ده مش هيستمر كتيــــر ، انا لازم ألاقي نفسي

____________

عـــاد إلي منزلة مهرولا ودخل غرفته ، فتح مصحفه الذي لم يُفتح منذ زمن ، بدأ يقرأ فيه ولكن هذه المره يقرأ بقلبه بدلا من لسانه ..

كــان يقرأ ببطء شديد ، لم يهتم بعدد الصفحات ولكن إهتمامه كان بعدد الآيات التي تقشعر لها بدنه ، ظل يقرأ بهدوء ويحاول فهم وإستشعار معني كل آيه ، لم يترك آيه واحده إلا عندما ينظر لتفسيرها ويفهمها جيدا .

إنتهي من القراءة فوجد نفسه قد قرأ ثلاث صفحات فقط ، ولكنه كان سعيدا للغايه لإستشعاره بكلمات القرآن تمس قلبه ، إستلقي علي الفراش وأخد المصحف ووضعه فوق صدره وضمه بقـــوه وأغمض عينيه ونام .

____________

كان يوم الجمعه يوم التجمع العائلي في منزل سلمي وذلك لان والدها أكبر اخوته ، وجدته سلمي اليوم المناسب لتنفيذ خطتها ..

كان من المعتاد ان يجلس والد سلمي واخوته في صالة المنزل بينما يجلس الأولاء مع بعضهما البعض في الغرفه المفتوحه علي الصاله ..

في السابق كانت سلمي تمزح وتمرح معهم بشده لانهم بمثابه اخوه واخوات لها ، ولكنها حاولت بقدر الإمكان التقليل من هذا المرح المفرط وإيضا قررت الإستفاده من هذا اليوم لتنفيذ الخطه .

إنتظرت سلمي في غرفتها حتي دخلوا جميعا وجلسوا بإعتبار انها مازالت ترتدي ملابسها ، خرجت وألقت التحيه علي والدها واخوته ومن ثم ذهبت ووقفت علي حافه باب الغرفه التي يجلس فيها الأولاد قائله بإبتسامتها المعتاده :

- ازيكم يا جمـاعه عاملين إيه ؟

رد الجميع السلام فإختارت أقرب كرسي للباب وجلست عليه .

هتفت ابنه عمها :

- إيه يا بنتي مش تسلمي ؟

أحست سلمي بالإحراج ولكن سرعان ما وجدت حلا للموقف فقالت :

- يعني اسلم دلوقتي ولا أجيب العصير أحسن ؟ العصير أهم طبعـــا

ثم قفزت من مكانها وذهبت مسرعه إلي المطبخ ، تنفست الصعداء فقد تم تنفيذ الخطه بنجاح ولم تصافح أي شاب باليد كما كانت تفعل في السابق ..

أحضرت اكواب العصير وقامت بتقديمها وجلست وقد شعرت بالراحه الشديده ، ولكن هذه الراحه لم تستمر طويلا ، فقد رن جرس الباب ونادي عليها والدها لتفتح الباب ..

نهضت وهي تلقي نظره سريعه علي الحضور فتذكرت ان ياسر ابن عمها لم يأتي بعد فأحست بالإختناق وقالت لنفسها بتوتر :

- يــــادي النيله ، طب وانا أعمل إيه دلوقتي بقي ؟!!

أخذت تمشي كالنمله لتحاول التفكير بقدر المستطاع في كيفيه الخروج من هذا الموقف ، فتحت الباب وبالفعل كان ياسر الطارق ، مد يده ليصافحها قائلا :

- إزيك يا سلمي

أحست بالتوتر الشديد ولم تكن تعرف ماذا تفعل فخرجت منها الجمله بكل براءة :

- إيدي مش بتسلم !

فتح فمه ونظر لها متعجبا وقال :

- إيــــه ؟

تنحنحت قائله بإحراج :

- إيدي مش بتسلم علي رجالة ، احـــم قصدي يعني بطلت أسلم علي رجاله

وقبل ان يستطيع الرد عليها كانت قد إختفت من أمامه ، عبر الممر ودخل إلي الصالة وهو يضحك فسألة الجميع عن السبب فأجاب قائلا :

- سلمي مرضيتش تسلم عليا وبتقولي إيدي مش بتسلم علي رجالة

أطلق الجميع ضحكات عاليه إخترقت اذن سلمي وهي في غرفتها ، تحسست وجهها وإذا به ساخن جـدا وتتساقط منه حبات العرق ، جلست علي طرف الفراش وهي تقول بتوتر :

- طب وانا اخرج إزاي دلوقتي بقي ؟!!

ثم قالت بحسـم :

- خلاص مش طالعه ، مش مهم النهارده بقي

وقبل ان تكمل قرارها نادي عليها والدها مره آخري قائلا :

- يــــاسلمي هاتي عصير لإبن عمك

كــــادت ان تصرخ من كثره الإحراج فقالت لنفسها بـ ضيق :

- يعني لــازم انا يا بابا ، ما تخلي ولاء تجيب طيب

ثم تنهدت قائله :

- امري لله هطلع لما نشوف أخرتها .

خرجت من غرفتها متوجهه إلي المطبخ ، أحضرت كوب العصير وذهبت به إلي ابن عمها وقدمته إليه ، وقبل ان تغادر المكان لتعود إلي الكرسي الخاص بها قال ياسر :

- بس إنتي جدعه علي فكره

تعجبت سلمي ولكنها نظرت له بإبتسامه ولم تتحدث فأردف قائلا :

- إعملي اللي انتي مقتنعه بيه بس واوعي يهمك أي حد

ثم نظر للجميع وقال ضاحكا :

- عارفين اللي هيفكر يسلم عليها تاني هقطعله إيده

كادت ان يغشي عليها من الإحراج ولكنها كانت في غاية السعاده ، فياسر قد ساعدها كثيرا في قرارها وسهل عليها الأمر بشده .

هذا الموقف جعلها تتحمس أكثر لتفعل المزيد فخرجت لوالدها واخوته ووقفت أمامهم قائله بسعاده :

- ممكن تيجوا تقعدوا معانا بقي ؟ يعني مش معقول كده كل مره نقعد لوحدنا ومنشبعش منكم

ثم نظرت لعمها قائله :

- ولا إيه يا عمو ؟

تبسم عمها قائلا :

- عندك حق والله يا بنتي ، بس تعالوا انتوا بقي علشان هنا المكان اوسع

كــادت ان تقفز من مكانها لولا خوفها من ان يراها احد ، فقد نجحت هذه الخطه أيضا ، دخلت وأخبرت الاولاد ورحب الجميع بالفكره وخرجوا للجلوس مع الكبـــار لكي تجتمع العائله كلها في مكان واحد

_____________

وفي المساء جلس إسلام أمام كتاب سيرة الرسول للشيخ محمود المصري الذي أحضرة عقب صلاة الجمعه مباشره ، نظر إليه بسعاده فأخيرا سوف يعرف أكثر عن نبيه ، فتح الصفحه الاولي وبدأ يقرأ فيها حتي وصل للصفحه العاشره ، تركه وذهب إلي المطبخ ليحضر زجاجة المياه ويعود مره آخري ليكمل القراءة .

وفي أثناء عودته سمع طرقات الباب ، لم يهتم في البدايه وأحس انه يتخيل كالمره السابقه ولكنه سمعها مره آخري مما جعله يذهب ليفتح الباب .

فتح الباب بإبتسامته المعتاده ولكن اتسعت عيناه بشده عندنا رأي الطـارق !!
------------------------------------------------------------------------------------

وبعدين بقـــــي !! إيه حكاية الباب ده ؟

وياتري مين اللي جه المرادي ؟

توقعاتكم للحلقات القادمه بقي وكده

كمان عاوزه أعرف إيه أكتر شخصيه بتحبوها من شخصيات الرواية ؟

وإيه أكتر شخصيه بتحسوا انها شبهكم اووي ؟

والسؤال الأهم بقي :

هل الرواية بتحرك جواكم حاجه ؟ هل بتكون سبب انكم عاوزين تكونوا أفضل وتقربوا من ربنا فعلا ؟

وهل بدأتوا فعلا في حمله التغيير علي نفسكم ولا لسه محتاجين زقه ؟

مسلمة متفائلة
13-09-2014, 12:17 AM
الحلقه الرابعة عشر :

https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/10577102_661796543912678_7370583522246377018_n.png ?oh=04ce1e91ce1a78ed6f1e9ff978af87b5&oe=546D9F35&__gda__=1415742953_8fe47d7ff02ef03ae26f0c60634f908 e

في المساء جلس إسلام أمام كتاب سيرة الرسول للشيخ محمود المصري الذي أحضره عقب صلاة الجمعه مباشره ، نظر إليه بسعاده فأخيرا سوف يعرف أكثر عن نبيه ، فتح الصفحه الاولي وبدأ يقرأ فيها حتي وصل للصفحه العاشره ، تركه وذهب إلي المطبخ ليحضر زجاجة المياه ويعود مره آخري ليكمل القراءة .

وفي أثناء عودته سمع طرقات الباب ، لم يهتم في البدايه وأحس انه يتخيل كالمره السابقه ولكنه سمعها مره آخري مما جعله يذهب ليفتح الباب .

فتح الباب بإبتسامته المعتاده ولكن اتسعت عيناه بشده عندنا رأي الطـارق !!

فقط رأي فاروق واقفا يبتسم له بحنان ويمد ذراعيه له ، تعجب من المنظر فلم يتحرك ولكنه سرعان ما شعر بفاروق وهو يجذبه نحوه ويأخذه في حضنه وهو يقول بإحراج :

- أنـــــا أســـف ، والله ما كان قصدي .. بس شكل محمد وهو بيموت قدام عيني كان صعب اووي ومقدرتش ألاقي حد أطلع فيه اللي جوايا غيرك

ثم ضمه بقوه أكبر وقال :

- عـارف اني مكانش المفروض أعمل كده .. وبجد قلبي وجعني اووي لما لقيتك جيلي البيت وانا مشيتك زعلان كده بس مكنتش قادر أسامحك ، ودلوقتي انا جيت أعتذر اهو وأصلح غلطي فهل هتقبل إعتذاري ؟

شعر إسلام بالسعاده تغمر قلبه فنظر لفاروق قائلا :

- طيب إبعد يا عم كده ، حد يشوفنا ويفهمنا غلط

إرتفعت ضحكة فاروق وقال بسعاده :

- يعني سامحتني صح ؟

ربت إسلام علي كتفه قائلا :

- سامحتك طبعــا ، انا تقريبا مكنتش عايش الفترة اللي فاتت دي ومكنش عندي فرصه أصلا اني ازعل منك لان قلبي كان واجعني علي محمد ، بس من كام يوم كده بدأت أقرب من ربنا والحمد لله قلبي بدأ يرتاح ، وأديك دلوقتي جيت أهو وفرحتني زياده

ظهرت ملامح السعاده والبهجه علي وجه فاروق وهم ان يضم إسلام مره آخري ولكن سرعان ما إبتعد إسلام وقال بمزاح :

- خلاص ياعم إنت مصدقت ، قولنا عيـــب الله

أحس فاروق براحة الضمير أخيـــرا ، وان الهدف من الزياره قد إنتهي بنجاح فقال لإسلام :

- طيب يا إسلام انا همشي دلوقتي بقي ، هنتقابل تاني كتيــر بإذن الله ، ومعلش لو جيت في وقت متأخر بس مكانش ينفع انام النهارده غير لما أصالحك

تبسم إسلام وصافحه وودعه ، ومن ثم دخل إلي غرفته وأغلق الباب خلفه وهو يتنهد بإريحيه ويقول :

- اللهم لك الحمد ، يـــارب ريح قلبي كمان وكمان

ثم أمسك كتاب سيرة الرسول مره آخري وأكمل القراءة

________________

وفي اليوم التالي إتصل إسلام بفاروق وطلب منه لقاءة ليحدثه في أمر هام ، وبالفعل تقابلا وصافح كلا منهما الآخر ، وبدأ إسلام في الموضوع مباشره فقال :

- بص يا سيدي كان في واحد أعرفه عنده مشكله كده وكنت عايز أخد رأيك فيها علشان هو محتار

- تحت أمرك

- هو عرف بنت من علي النت وإتكلم معاها فتره كده والموضوع اتطور لحب وبعدين شويه تجاوزات كده في الكلام ، يعني مش كتير اوي بس هو برضو مش مرتاح ، هو طبعــا ناوي يتجوزها بس لما يتخرج ويشتغل ، هو كده عادي ولا إيه ؟

- إنت متأكد إنه بيحبها يعني زي ما بتقول ؟ يعني لو بعد عنها فتره كبيره مش هيقدر ؟ ولا هيكون مرتاح أكتر ؟

تردد إسلام قليلا ثم قال :

- بص هو حصل معاه ظروف كده ومبقاش يكلمها فتره وكان عايش عادي يعني ، بس هو برضو حاسس انه بيحبها

تيقن فاروق ان إسلام هو صاحب المشكله ولكنه لم يرد ان يحرجه فأكمل :

- بص يا سيدي مبدأيا كده لا يجوز انه يتكلم معاها لأن ربنا أكيد مش هيكون راضي عن كلامهم ده لانهم أجانب عن بعض ، كمـان أعتقد ان هو مش بيحبها ولا حاجه زي ما انت بتقول

أجاب إسلام سريعا :

- لا والله هو مش بيلعب بيها ، هو بيحبها فعلا

حـــاول فاروق كتم ضحكاتة بداخله وأخيــرا إستطاع بعد عناء وأكمل قائلا :

- بص يا إسلام ، هو ممكن الإحساس اللي حاسس بيه ده مجرد فرحه بالإهتمام او الكلمتين الحلوين اللي بيتقالوا او الحاله الرومانسيه اللي بيعيشها او كده ،، لكن حـــب بجد معتقدش ، لأن اللي بيحب حد بجد بيحافظ عليه من نفسه أصلا

ثم تنهد بسعاده وقال :

- يعني عندك انا مثلا بـ ..

قاطعه إسلام بسرعه :

- إنت إيه ؟ معقوله تكون بتحب والكلام ده ؟!!

قفزت السعاده علي وجه فاروق عندما تذكرها وحاول إخفاؤها ولكنه لم يستطع فقال :

- بص هو انا مش عارف اللي انا حاسس بيه ده حب ولا لأ ، لكن كل اللي أقدر أقولهولك اني مش متخيل مراتي تكون واحده غيرها ، ومستني بفارغ الصبر اليوم اللي أتخرج فيه وأشتغل علشان أروح اتقدملها

ظل إسلام ينظر لفاروق وهو يتحدث بخجل هكذا حتي إنتهي فقال بمرح :

- زيدي يا زيدي ، إيـــه ياعم مانت طلعت رومانسي أهـــو ، أمال عمال تقولي حرام ولايجوز ليه ؟!!

أطلق فاروق ضحكة عالية وقال :

- ياعم طيب إستني بس لما أكمل كلامي ، بص يا سيدي ، انا اه بتمناها بقــالي كتير اوووي تكون من نصيبي بس والله عمري ما حسستها بحاجه ولا حاولت ألفت انتباهها بأي شكل من الأشكال ، كمان لو شوفتها بالصدفه دايما بغض بصري عنها علشان أحافظ عليها من نفسي .. يعني بحاول دايما أتقي الله فيها ومعملش أي ذنب يخلي ربنا يغضب عليــا

أقولك الصراحه ؟ هو أصلا المفروض الواحد ميعلقش قلبه بحد ويدعي بس ربنا دايما يرزقه بالزوجه الصالحه وألا يعلق قلبه بأحد سوي الله ، وانا فعلـا حاولت كتير بس معرفتش ، فقولت بقي خلاص أخد خطوه إيجابيه وأحاول أجتهد في دراستي علشان أجيب تقدير وأشتغل بسرعه وبعدها أروح اتقدملها ، بس يا سيدي دي كل الحكاية

كان إسلام ينظر لفاروق وهو يتحدث وكأنه يراه لأول مره ، كانت السعاده تقفز من وجهه وتحيط بكل ماحوله فلم يستطع الصبر أكثر من ذلك فسأل بشغف :

- طيب وهي عارفه ؟

إنتفض فاروق من مكانه وقال بجديه :

- لأ طبعا يابني متعرفش ، منا قولتلك بحافظ عليها من نفسي وبتقي ربنا فيها حتي من قبل ما تكون من نصيبي ، يعني مستحيــل أصلا أحاول ألفت إنتباهها ليــا

نظر له إسلام متعجبا وقال :

- طيب ماهي لازم تعرف علشان تستناك ؟ او علي الأقل علشان تعرف هي بتبادلك نفس الشعور ده ولا لا .. صح ولا إيه ؟

قال فاروق بثقه :

- لأ غلط طبعــا ، لان قلوبنا بين إيدين ربنا يقلبها كيف يشاء ، يعني انا دلوقتي هتقي ربنا فيها واعمل كل اللي أقدر عليه علشان أوصلها بالحلال وساعتها أنا متأكد إن ربنا مش هيخذلني

قال إسلام بلهفه :

- إنت بتقول إنك سعات بتشوفها بس بتغض بصرك ، يعني علي كده ممكن أكون انا كمان أعرفها صح ؟

أجاب قائلا :

- إنت فعلا تعرفها ، بس من بعيد شويه

قال بلهفه أكبر :

- طب هي مين بقي هـــاه هــــاه هـــاه ؟

ضربه علي كتفه بخفه وقال بمرح :

- وإنت مالك ياعم ، امــا حشري صحيح ، وبعدين هو إنت سيبت موضوع صاحبك ومسكت فيا انا ؟!!

أطلق إسلام ضحكة عاليه وقال :

- اه صحيح والله نسيت ، طيب يعني أقول لصاحب المشكله ده يعمل إيه ؟

قالت بجديه :

- بص يا سيدي هو هياخد قرار انه مش هيكلمها تــاني أبــدا علشان رضا ربنا ، ويفتكر دايما إن " من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه " يعني هو يتركها لله ولو فعلا ليه نصيب فيها هيقدر يوصلها في الحلال بإذن الله ، ولو مش هي دي مراته اللي مكتوباله يبقي وفر علي نفسه الذنوب اللي كان هياخدها بدون سبب

نظر له إسلام بحيره وقال :

- طيب ماهي كده هتقول عليه كداب وبيضحك عليها !!

ربت علي كتفه وقال بإبتسامه :

- صحيح ممكن ده يحصل ، بس هو لازم يحط في دماغه ان رضا ربنا أهم من أي حاجه ، وكمان والله بعد ما يبطل يكلمها هيحس براحه كبيـــره ويمكن ساعتها كمان يعرف انه ولا كان بيحبها ولا حاجه ، هو بس كان عاجبه الجو والإهتمام وخلاص ، عموما قوله يجرب ويدعي ربنا يقويه ويقدره علي إجتياز الموضوع ده بسلام

تنهد إسلام بحيره وقال :

- مـــاشي هقوله

__________________

عــاد إسلام إلي المنزل وهو يفكر في كلمات فاروق ، أعجب كثيرا بعفه فاروق وفكرة حفاظه علي هذه الفتاة حتي من نفسه ، لقد علم الطريق الذي يجب ان يسير فيه وبدأ بالتنفيذ ، ترك الموضوع لله وبدأ هو في إعداد نفسه لكي يكون رجلا بحق ويستحقها ، لم يرد أن يغضب الله لان رضا الله عنده أهم من أي شئ آخر ولانه يعلم أيضا ان قلبها بيد الله ومستحيل ان يحصل علي قلبها بعدما أغضب الله .

لقد خاف عليها حتي من " نظره " او " كلمة " وكــان علي يقين بإن الله لن يخذله أبـــدا .

أخذ إسلام يقارن حاله بحال فاروق ، وجد انه أخطأ تماما عندنا قبل بالتحدث مع فتاة أجنبية عنه بحجة الحب او الزواج ، فأي حب او زواج هذا الذي يأتي من الانترنت ؟!! وهل يظهر الإنسان علي حقيقته علي الانترنت حتي يستطيع كلامنهما معرفة الآخر بدقه ؟!!

أخذ قرارة بإن يحاول حــل هذه المشكله في أقرب وقت ممكن ، ولكن لماذا في أقرب وقت ؟!! سوف يبدأ من الآن

إنتظر الوقت الذي يعرف انها معتاده علي الجلوس فيه وفتح حاسبه وقام بالدخول علي موقع الفيس بوك ، تنهد بعمق عندما وجدها موجوده بالفعل ، جلس يفكر بضع دقائق ومن ثم حسم أمره وقرر خوض المعركه . أرسل لها قائلا :

- إزيك يا ساره ؟

أجابت بفرحه :

- إسلـــام ازيك ؟ انا الحمد لله تمــام جـــدا ، أخيــرا بقي فكرت تكلمني

إبتلع ريقه وتردد كثيرا ، هل يٌكمل ام لا ولكن حسم أمره وقال :

- الحمد لله

ثم سكت قليلا وقال :

- سارة كنت عايز أقولك علي موضوع مهم ، هل هتسمعيني ؟ ومش عايزك تفهميني غلط أرجوكي

شعرت بالتوتر والقلق فأجابت مسرعه :

- قول

حاول تجميع أفكاره وترتيب كلماته في رأسه قبل إلقائها عليها ، تنهد بعمق وقال :

- بصي إحنا مش هينفع نكمل مع بعض ..

إتسعت عيناها بشده وكتبت بغضب :

- لا والله !!! هاه وإيه كمان ؟!!!

أبتلع ريقه وتحسس حرارة وجهه الساخن و كتب بتوتر :

- إستني هفهمك ، انا عرفت إن كلامنا مع بعض لا يجوز وإن إحنا ماينفعش نفضل نتكلم أكتر من كده إلا لما يكون بيننا إرتباط شرعي ، فأنا قولت أقولك نبطل نتكلم مع بعض خــــالص دلوقتي لحد ما أتخرج بإذن الله وأجي اتقدملك ، إيه رأيك ؟

زفرت بضيق وكادت ان تحطم الهاتف وقالت :

- تصدق فكره حلوه ، بجد والله ، تقعد تقولي حرام ومش حرام ومعرفش إيه وبعدين تخلع !

قطب حاجبيه ونظر للشاشه بغضب وقال :

- أخــلع ؟!! هو ده اللي إنتي تعرفيه عني ؟

- وإنت بقي عايزني أصدق الكلام الفارغ بتاعك ده ؟!! ليه يابني شايفني عبيطه !!

- ســــاره مــالك ؟ انا اول مره أشوفك بتتكلمي كده !! انا بقولك اللي فكرت فيه وبشوف رأيك فيه إيه ؟

- رأيي ؟!! اااه وماله ، شكلك عينك زاغت علي واحده تانيه بعد ما زهقت مني ، بس تصدق فكره حلوه برضو وممكن حد يقتنع بيهــا

زفر بضيق وكاد أن يحطم حاسبه هو الآخر وأكمل :

- إيه اللي انتي بتقوليه ده ؟!! واحده تانيه إيه وبتاع إيه ؟ يعني هيكون صاحبي لسه ميت وانا اروح اتعرف علي بنات كمــان ؟!! إنتي بتهرجي صح !!

- وهو إنت فاكر اني مصدقه حكاية صاحبك اللي مات ده كمـــان ، انا مبقيتش بصدق أي حد أصلا

شعر إسلام بإن دمائه تغلي بداخله وان عقله سوف ينفجر من كثرة الغضب فضغط بشده علي لوحة المفاتيح وهو يكتب :

- يـــــاسلـــــام !! وهو انا هكدب عليكي ليه بقي إن شاء الله ؟ منا لو عايز أخلع زي ما بتقولي كان ممكن أقولك أي حجة عبيطه ، مكونتش هموت صاحبي يعني !!

- لأ ماهو ده الذكاء بقي ، علشان تبقي الحجة متقنه

أخذ يحرك رأسه يمينا ويسارا غير مصدقا لمايري ، من هذه ؟ هل هذه هي الفتاة التي كان يحادثها لشهور ؟ ولكن لماذا لم يكتشف هذا الجزء السئ من شخصيتها ، لماذا لم يعرف من قبل أنها تعاني من قله بل عدم الثقه في أي إنسان ؟!! هل لأنه كان دائما يمزح ويمرح معها ولم يحاول نقاشها او اغضابها ذات مرة ام ماذا ؟ حاول تهدئه نفسه كي يصلح مايمكن إصلاحه فقال بهدوء :

- يعني إنتي مقتنعه اني كداب صح ؟ طيب بصي ممكن تشوفيلي أي طريقه اثبتلك بيها اني فعلا مش بضحك عليكي وبرضو مغضبش ربنا ؟ قولي أي حاجه وانا هعملها

ضغطت علي إسنانها بشده حتي كادت ان تحطمها وكتبت بغضب :

- تصدق انا المفروض أسقفلك ، بجد والله ، عندك طريقه للإقناع رهيــــبه ، بس خلاص مبقاش ينفع ، كلكم طلعتوا شبه بعض أصلا وخساره فيكم الوقت اللي ضيعته معاكم وقلبي اللي اتجرح كذا مره

لم يستطع إستيعاب ماقيل فكتب متسائلا :

- كلكم ؟ قلبك إتجرح كذا مره ؟ انا مش فاهم حاجه

- مش مهم تفهم ، يلا يا أستاذ روح شوف حـالك ، وأدي البلوك المتين علشان ترتاح خـــالص

وقبل أن يستطيع الرد كانت قد حظرته بالفعل ، ظل يفكر في كل ماحدث ويتسائل ، هل هو ظلمها بالفعل ام هي ظلمت نفسها ؟ من علي حق ومن علي باطل ؟ عن ماذا تتحدث ومن الذي جرح قلبها أكثر من مره ؟ كيف له ألا يعرف كل هذا عنها ؟ كيف بعد محادثات دامت أكثر من 6 شهور وجد نفسه لم يعرف عنها شئ قط ؟ كل ما يعرفه عنها أنها تلك الفتاة المرحه التي تعيش وسط عائله من أكبر عائلات المجتمع ولا تحمل للدنيا هما ، تمرح وتضحك وتتحدث الكثير من الكلمات الرومانسيه وتقرأ الكثير من الكتب وفقـــط .

ظل يتساءل .. من هذه التي كان يحادثها قبل قليل ؟ هل هذه ساره التي يعرفها ؟ أم سارة آخري لايعرف عنها شئ سوي اسمها ؟ وهل الحظر سيكون سببا لبعده عنها ؟ لا بل لابد ان يعرف عنها كل شئ ويحاول معها مره آخري كي تفهم قصده ولا تظلمه ولا يشعر هو الآخر انها ظلمها .

سجل خروجه بحسابه علي موقع الفيس بوك وبدأ في إنشاء حساب آخر بنفس الإسم ، دخل بحسابه الجديد وفتح صفحتها الشخصيه وهم بكتابة رسالة آخري لها ، ولكنه توقف فجأة وتذكر انها من الممكن ان تفعل بهذا الحساب كما فعلت بالآخر ، فكر قليلا وقرر ان يتركها للغد كي تهدأ قليلا حتي يستطيع التحدث معها .

أغلق حاسبه وذهب إلي نافذته المفتوحه ، رفع يده للسماء قائلا :

- يــــارب دبر لي فإني لا أحسن التدبير

يــــارب انا مش عايز أظلمها وكمان مش عايز أغضبك بس مش عارف أعمل إيه

يـــارب انا مش فاهم حاجه ومش عارف هي عملت كده ليه ومش عارف هو انا كده ظلمتها ولا انا كده ماشي صح ولا إيه ؟ مبقيتش فاهم مين الصح ومين الغلط

يـــــارب انا عارف اني غلطت كتير ومكسوف من نفسي اوووي بس انا مليش غيرك يسمعني ويدبرلي أموري

يــــارب افعلي الخيــر حيثما كان ورضني به ،، يــــارب إرضي عني وسامحني واعفو عني

يـــارب إنت عالم باللي جوايا من غير ما أتكلم ، ريحلي قلبي وقربني منـــك .. نفسي أرتــــاح

__________________

- بـــت يا لوءة

قالتها سلمي وهي تمسك هاتفها بفرحه وتضغط عليه ، جاءت ولاء إليها متبرمه كالعاده ، جذبتها سلمي من ملابسها وأجلستها علي الفراش بجوارها قائله :

- اقعدي هنا هسمعك حاجه تحـــفه

زفرت ولاء بضيق :

- ياست انا مش بحب الحاجات التحفه بتاعتك دي ، بزهق منهم

رفعت سلمي حاجبها وقالت بثقه :

- ماشي مش مهم تحبيها ، بس برضو هتسمعي

وقامت بتشغيل انشوده " نفسي أتوب " لـ محمد عباس وأخذت تنشد معه ..

نفسى اتوب انا م الذنوب و اكون قريب م الله

كل لحظه وكــل ثانيه اكون بقلبى معــاه

وابقى راضى وهو راضى عنى يوم ملقــاه

مشتاق اوى للـــلقى و لوجهــه الكريم

عشمان اوى فى الدعاء ما نا عارفه رحمن رحيم

بدعيك و بتمنى القبول بكل خير دعاك بيه الرسول

و مهما عدنا للمعاصى هفضل برضو يارب اقول

نفسى أتوب أنا من الذنوب وأكون قريب من الله

كـل لحظة وكل ثانية أكون بقلبـى معاه

وأبقى راضى وهو راضى عنى يوم ما القاه

تنهدت سلمي بفرحه وقالت :

- واللــــه تحفه اووي وتحسي كده إنها واخداكي في عالم تاني ، بتخليكي نفسك تشوفي ربنا اووووي وتقوليله سامحني وقربني منك لاني بحبك اوووووي ومش عايزه غير رضــاك ، فعلا والله الأناشيد بتفرق اوووي معايا وبتساعدني ع الثبات

نظرت لها ولاء متعجبه وقالت :

- جايـز ! بس انا برضو مش بحب الحاجات دي ، وكمان مافيهاش موسيقي ولا أي حاجه كده ! مجرد حد بيتكلم وخلاص !

إبتسمت سلمي قائله :

- طب بالله عليكي مش تحسي ان الكلام لمس قلبك ؟

تبسمت ولاء وقالت :

- بصراحه الكلمات حلوه والإسلوب كمان ، بس برضو مش لازم أكون زيك علشان أبقي حلوه !! وزي مانتي قولتي قبل كده انك ليكي حريتك انا كمان ليا حريتي صح ولا إيه ؟

ربتت سلمي علي كتفها بحنان وقالت :

- يــاولاء انا مفرضتش عليكي حاجه ، انتي حره في نفسك بس انا لقيت حاجات حلوه وعيشتني إحساس بجد القرب من ربنا فقلت تسمعي معايا جايز تحبيها ، بس انتي براحتك برضو لان كل واحد بيتحاسب علي نفسه بس

- مــاشي يا ستي انا هقوم أذاكر بقي

أطلقت سلمي ضحكة عالية وهي تقول :

- مــاشي يا وحش ربنا يقويك ع الثانوية العايمه ، الحمد لله الذي عافانا ، مش عارفه إزاي كنت بطيق أروح دروس في الأجازة أصلا ، يلا ماعلينا

________________________

ظل إسلام يفكر طوال الليل في موضوع سارة وماذا سوف يفعل معها ، وفي اليوم التالي بعدما عاد من صلاة العصر قرر محادثتها مره آخري ، فتح حسابه الجديد علي موقع الفيس بوك وقام بإرسال رسالة لها وانتظر طوال اليوم ولكنها لم ترد ، أخذ يفكر قليلا .. لماذا لم ترد ؟ فلو كانت غاضبه كالأمس كانت سوف تحظر هذا الحساب أيضا او ترد بعصبيه !!

ومر يوم تلو الآخر وهو يرسل إليها الرسائل ولكنها لا ترد فأحس بالخوف عليها ، فلو كانت حظرته كان اطمئن عليها ولكنه الآن يشعر بالقلق ، فهو كان يرغب ان يتركها إبتغاء مرضاة الله ولكن لم يرد أذيتها أبــدا ..

وبعدما يقرب من إسبوع فتح حسابه الجديد كالعاده ليطمئن عليها ، ولكنه وجد رسالة لم يكن يتوقعها أبـدا!!
--------------------------------------------------------------------------------
إيه حكاية سارة دي ؟ وهل موضوعها خلص كده ولا إيه ؟

طب رد فعل إسلام إيه بعد ما يشوف الرسالة ؟ وياتري إيه أصلا محتوي الرسالة ؟

ويــــــــاتري مين البنت اللي فاروق بيتكلم عنها دي ؟

اميرة الشطورة
16-09-2014, 06:10 PM
طيب فين الباقى بقى انا عايزها قبل ما الداسه تبدأ

مسلمة متفائلة
18-09-2014, 02:37 AM
الحلقه الخامسة عشر :

https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/10577102_661796543912678_7370583522246377018_n.png ?oh=04ce1e91ce1a78ed6f1e9ff978af87b5&oe=546D9F35&__gda__=1415742953_8fe47d7ff02ef03ae26f0c60634f908 e



ظل إسلام يفكر طوال الليل في موضوع سارة وماذا سوف يفعل معها ، وفي اليوم التالي بعدما عاد من صلاة العصر قرر محادثتها مره آخري ، فتح حسابه الجديد علي موقع الفيس بوك وقام بإرسال رسالة لها وانتظر طوال اليوم ولكنها لم ترد ، أخذ يفكر قليلا .. لماذا لم ترد ؟ فلو كانت غاضبه كالأمس كانت سوف تحظر هذا الحساب أيضا او ترد بعصبيه !!

ومر يوم تلو الآخر وهو يرسل إليها الرسائل ولكنها لا ترد فأحس بالخوف عليها ، فلو كانت حظرته كان اطمئن عليها ولكنه الآن يشعر بالقلق ، فهو كان يرغب ان يتركها إبتغاء مرضاة الله ولكن لم يرد أذيتها أبــدا ..

وبعدما يقرب من إسبوع فتح حسابه الجديد كالعاده ليطمئن عليها ، ولكنه وجد رسالة لم يكن يتوقعها ابـدا !!

فقد كانت الرسالة من اخت ساره ، أخذ يقرأها بذهــول تام وهو لايدري ماذا يفعل ، فقد كان محتوي الرسالة :

- ازيك يا إسلام ، أنا اخت سـارة الكبيره ، انا ببعتلك الرسالة دي دلوقتي علشان أطلب منك تخرج من حياة سارة تمــاما وبكل هدوء ، هي من حوالي إسبوع كده لاقيناها عماله تكسر في كل حاجه حواليها ومنهاره تمـاما وحاولنا معاها كتير إنها تهدي او تقولنا مالها ولكنها رفضت وإضطرينا اننا نوديها لأشهر دكتور نفسي في البلد علشان يشوف مالها .

هي دلوقتي محجوزه في المصحه علشان نفسيتها تعبانه جــــدا ولحد وقت قريب جدا مكناش نعرف هي تعبت كده من إيه لحد ما فكرت أفتح الأكونت بتاعتها ع الفيس وشفت اللي حصل بينك وبينها .

سـاره يا إسلام بنت رقيقه جــدا وقلبها طيب اوووي علشان كده بيتضحك عليها بسرعه ، وإتعرفت علي كذا واحد قبل كده وكانوا بيضحكوا عليها ويلعبوا بيها شويه ويسيبوها ، لكن هي لما كلمتك حست انك مختلف عنهم وكانت مستعده تضحي بكل حـاجه علشانك ، طبعــا انت عارف الفرق الواضح بين مستوانا ومستواكم لكن مع ذلك هي كانت مستعده تعمل أي حاجه علشان ترتبط بيك .

وإنت لما جيت قولتلها انك عاوز تسيبها علشان رضا ربنا طبعـــا عرفت إنك بتكدب عليها وانكم كلكم زي بعض ، حقيقي انا معرفش إذا كنت انت صادق ولا لأ ، وأصلا ده ميهمنيش في حاجه .

بس انا جيت أقولك تبعد عنها تمـاما واوعي تحاول تكلمها تـــاني أبــــدا ، هي دلوقتي بدأت كورس العلاج وبإذن الله الدكتور قالنا خلال شهرين كده ولا حاجه هترجع أحسن من الاول ، وكمان هيحاول معاها انها يكون عندها ثقه بنفسها أكتر من كده وتبطل الطيبه الزياده دي وتبدأ تعيش حياتها صح بقي .

وعلشان أريحك خــالص عايزه أقولك ان مستحيل بابا يوافق عليك لأنك بالنسباله فقيــر ، انا مش بقول كده علشان أحرجك او أضايقك ، انا بقولك كده علشان تفوق وتبطل تعيش في الأحلام انت وهي وفي الآخر تتصدموا بالواقع .

انا عرفت إنها عملت بلوك للأكونت بتاعك ، يعني كده تقريبا كل حاجه إنتهت ، وبقول تـــاني أهو مش عايزاك تحاول تكلمها بأي شكل من الأشكال لأنها مش ناقصه وفيها اللي مكفيها ، وانا متأكده ان العلاج هيجيب نتيجه معاها بس بعد فترة كده .

لو عـايز تساعدها بجد إدعيلها وبــس ، وروح انت يابني شوف طريقك وكافح واعمل اللي انت عايزه بعيد عننا .

آخر حاجه بعد إذنك ، انا مش عايزه رد علي الرسالة دي لأني مش فاضيه كل شويه أدخل اتكلم !! وبقولك لآخر مره أهو لو حاولت تكلمها تاني إحنا ممكن نعمل حاجه تزعلك ! يلا سلــام

_____________________

أخذ إسلام يقرأ الرسالة مرارا وتكرارا وهو في ذهول تـــام ، ماذا هذا الذي يراه ؟ هل هو يحلم ام يعيش في الواقع ؟ أخذ يضغط علي رأسه بشده من كثرة الالم الذي حل بها ، أخذ يحركها يمينا ويسارا عده مرات محاولا الإستفاقه ، ماذا الذي يحدث له ولماذا تحولت كل حياته إلي ألم فقط !! إين حياة المرح والإستهتار واللامبالاة التي كان يعيشها ، فقد كان سعيدا بحياته كهذا ولم يطلب أن يعيش في هذا الواقع المؤلم ، لقد توفي والده ثم توفي محمد وترك في قلبه ألم ومرارة لم تنتهي ، وبعدها تختفي سارة وتترك في قلبه أيضـا مراره وخوف ورعب وإحساس بالذنب ، ما هذا الذي يحدث ، ظل ينظر إلي السماء ويدعي الله ان يكون كل هذا حلما سيئا ولكن للأسف هذا واقع ، هذا نتيجه إستهتاره وعدم إحساسه بالمسئولية ، فكل فعل خطأ فعله اتي بنصيبه من الألم ، كادت رأسه ان تنفجر من فرط التفكير .

ظل يضغط عليها لفتره طويله محاولا إيقاف التفكير ، جلس بعض الوقت محاولا تهدئه نفسه ولكنه لم يستطع فذهب إلي فراشه كي ينام محاولا الهروب ككل مره .

_________________________

جلست سلمي علي حاسبها وقامت بفتح موقع الفيس بوك وهمت أن تبعث برسالة لحفصه ولكنها تذكرت ان حفصه الآن غير موجوده ولن تستطيع الرد عليها إلي ان يشـــاء الله ، ولكنها تذكرت انها وعدت حفصه ان تظل تراسلها حتي بعدما ذهبت لتشعر دائما انها بجوارها .

أرسلت رسالة لحفصه وكان محتواها :

- حفصه وحشتيني اوووووي علي فكره ، انا عارفه انك مش هتقرأي الرسالة دي بس برضو كان لازم أكلمك لاني برتاح لما بفضفض معاكي ، ومستنيه اليوم اللي تيجي فيه وتردي علي كل الرسائل اللي ببعتهالك .

أنا يا ستي كويسه الحمد لله وماشيه في الطريق وكله تمام ، يمكن باخد شويه تريقه علي كل يوم بس مش مشكله بقي بحاول أتأقلم ع الوضع الجديد .

كمان الأناشيد اللي انتي قولتي عليها دي بتساعدني اووووووي ، بحس وانا بسمعها اني قلبي طـــاير فـــــوق في السماء ، بحس اني عاوزه أروح عند ربنا بقي وأشوفه وأقوله اني هعمل كل اللي يرضيه ومش هغلط تاني أبـــدا ولا هغضبه .

بجد بجد الأناشيد بالنسبالي بقت إسلــــوب حيـــاه

شكرا لأنك عرفتيني عليها ، شكرا لأنك موجوده في حياتي

شكــــرا لكل حاجه حلوه حصلتلي بسببك

يلـا سلام بقي ، ربنا يسعدك

_____________________________

إستيقط إسلام من نومه وفتح عينيه فوجد نفسه في غرفته ، وجد نفسه قد عاد إلي هذا العالم الملئ بالوجع ، أغمض عينيه مرة آخري محاولا العوده للنوم ولكنه لم يستطع .

اخذت عيناه تتحرك في الغرفه بعض الوقت وبدون ان يتفوه بأي حرف ، بعدها نهض فجأة وإعتدل في جلسته وأخذ يحدث نفسه قائلا :

- وبعدين بقي ياعم إسلام ؟ هتفضل علي الحال ده كتير ولا إيه ؟ انت راجـــل وماينفعش تستسلم لوجعك وحزنك أكتر من كده ، فوق لنفسك كده ع الأقل علشان هند ومامتك إللي مسئولين منك .

نظر للجانب الآخر وقال بحزن :

- يعني كنت بدأت أقرب من ربنا وارتاح شويه بعد موت محمد ، دلوقتي جه موضوع سارة ده وقطم وسطي ، والله ما بقيتش عارف الاقيها منين ولا منين ؟
أخذ يتذكر أيامه ومحادثاته مع سارة ويتعجب ، هل هو كان يمزح كل هذا الوقت ام كان جادا ؟ هل هو فعلا يحبها ام ان الوضع أعجبه قليلا فقرر البقاء معها ؟ ولكن كيف يحبها أصلا ؟ هل كل شاب يري فتاة جميله ولديها إسلوب مرح ورومانسي يقول لقد أحببتها ؟ هل هذا هو الحب ؟ ام الحب كما قال عنه فاروق ؟ نعــم ففاروق محق ، فلو كان يحبها حقا ما أستطاع ان يغضب الله فيها وخاف عليها من نفسه .

أخد يسأل نفسه .. هل كان حقا يتسلي بها ام أحبها بصدق ؟ ام إستهتاره جعله لايري هذا خطأ وأكمل وهو غير مبالي حتي كسر قلبها كغيره ؟ هل هي ظالمه ام مظلومة ؟

نعم إنها ظالمه ومظلومه معا ، ظالمه لأنها جعلت من نفسها فتاة رخيصه ورضيت علي نفسها ان تحادث هذا وذاك بحثا عن الحب والإهتمام ، ولكن من أين تحصل علي هذا الحب وهي تغضب الله ؟ وكيف يأتي هذا الحب وقلبها أولا وأخيرا معلق بيد الله والله قادر علي ان يقلبه كيف يشاء ، لقد بحثت عن الحب في مكانه الخطأ وفي الحرام وبالتالي كٌسر قلبها كالكثير من الفتيات غيرها ، ومظلومة لأنها وقعت تحت يد شباب لايخافون الله ، فمنهم الظالم ومنهم المظلوم أيضا مثلها . فلو كانت صبرت قليلا كانت ستحصل علي هذا الحب ولكن برضا الله وكان الله سوف يكافئها علي صبرها بحب حلال يجعلها تعيش لذه الحب في طاعه الله .

أخذ إسلام يفكر في كل هذا ، فحقا هو يشعر انه لا يحبها بصدق كما تصور ، هو فقط أحب سارة الفتاة المرحه الرومانسيه الهادئه ، أحب وجودها في حياته فقط كنوع من تفريغ المشاعر المكبوته ليس إلا .

والآن ماذا بعد ؟ ماذا سيفعل ؟ هل يحاول محادثتها مره آخري ليوضح له كل شئ ؟ ام يتركها لحالها كما طلبت منه أختها ؟

أخذ يفكر كثيرا حتي قرر تركها ، تذكر ان " من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه " تركها لكي لا يعذبها ويعذب نفسه أكثر من ذلك ، تركها وهو ينوي عدم محادثتها مره آخري فقط سيكتفي بالدعاء لها ، تركها لله ولأنه يريد رضاه .

شعر بالندم علي كل لحظه حادثها فيها وكل ذنب اقترفته نفسه ، فـ بالتأكيد هذا الألم الذي يشعر به كله بسبب ذنوبة ، ولكنه قرر ان يعيش لله ، قرر ان يكون أفضل وأن يحاولا ألا يغضب الله مره آخري ، قرر التوبه من هذا الذنب .

تذكر الندوه الدينيه التي دخلها مع محمد من قبل وتذكر كلمات محمد بعدها :

" حبيت فكرة ان زوجتي تبقي اول حب فـ حياتي وبإذن الله هفضل محافظ علي قلبي لحد ما أقابلها ، لأن المشاعر وقتها هتكون طازة ومش مستهلكه ، مش حابب انا اني اتعرف علي دي ودي وفي الآخر اروح أتجوز واحده تانيه خـــــالص !! "

قرر أن يفعل مثله ، نعم سوف يحافظ علي قلبه حتي يرزقه الله بمن تستحقه ، ولكن قبلها سيفعل كل ما يستطيع حتي يرضي الله عنه ويستحق فعلا زوجه صالحه .

___________________

مــر يوم تلو الآخر وإقتربت السنه الدراسيه الجديده ، كانت في هذه الفتره قد توطدت العلاقة بين إسلام وفاروق وأخذ يصطحبه معه إلي عدة مساجد ويعرفه علي العديد من الشيوخ والصحبه الصالحه . تغير إسلام كثيرا بعد معرفه هؤلاء الاشخاص ، فقد عرف المعني الحقيقي للقرب من الله والإلتزام بدينه ، عرف المعني الحقيقي للراحه ، أحس بقلبه وهو يشتاق لسماع كلام الله وأحاديث نبيه ، عرف كيف كان دائما يصدر أحكاما مغلوطه علي الملتزمين من دون حتي أن يحاول معرفة الحقيقه .

بإختصار ، فقط عرف " اللـــــه "

بينما تعلمت سلمي عن دينها أكثر وأكثر عن طريق قراءة مجموعه كتب دينيه مبسطه ومشاهدة العديد من البرامج الدينيه التي جعلتها تحب دينها او بمعني آخر تلتزم مبادئه أكثر .

____________

إنتهت الاجازة وإستعد الجميع لدخول العام الدراسي الجديد ، كانت سلمي قد أحضرت مفاجأة لصديقاتيها ولم تخبرهما عنها من قبل ، فقد كانت تريد ان تري رد فعلهما علي هذه المفاجآة ، ورغم إنها كانت تتوقع ما سيحدث ، لكن كانت تريد ان تصبح أقوي بعد كمية الإنتقادات التي ستحصل عليها

وفي أول يوم فـ الدراسه ، كانت فاطمه تجلس مع هند بإنتظار سلمي عندما اتت اليهما أحدي الفتيات وقالت وهي تضع رأسها في حقيبتها كأنها تبحث عن شئ ما :

- يا بنات بعد إذنكم متعرفوش مدرج 4 فين ؟

إبتسمت لها هند وقامت بوصف المكان لها ، رفعت سلمي رأسها من الحقيبه وقالت بمرح :

- مــــاشي ياختي شكرا

أطلقت هند ضحكة عاليه بينما نظرت لها فاطمه بتعجب وقالت :

- إيـــه يا بنتي اللي إنتي لابساه ده ؟!!

نظرت لها سلمي وقالت بمرح :

- لابسه خمار ياختي ، شكلي كيوت مش كده ؟

عقدت فاطمه ذراعيها امام صدرها ورفعت حاجبها قائله :

- كيوت إيه بس يا شيخه ، حرام عليكي اللي بتعمليه في نفسك ده والله

إبتسمت سلمي وقالت :

- والله إنتي رخمه طول عمرك ، إسكتي بقي بدل ما أعضك

ثم نظرت لـ هند وقالت :

- وإنتي إيه رأيك يا هنووود ؟

أخذت هند تنظر لها للحظات وقالت :

- والله يا سلمي شكلك حلو فيه ، الف مبروووك

تنهدت سلمي بسعاده ونظرت لفاطمه قائله :

- أيـــوه كده شوقي الناس اللي تفرح الواحد ، مش إنتي ، عيله رخمه بجد

زفرت فاطمه بضيق وقالت :

- دلوقتي ما بقيتش عجباكي هاه ؟ هتعملي فيها متدينه علينا يعني !!

نظرت لها سلمي بحنان وقالت :

- يا بت بهزر معاكي مالك قفشتي كده ليه ؟ وبعدين أصلا انا مبقيتش بحس ، تقريبا كده أخدت مناعه ، يعني اتريقي براحتك خــــالص

ثم نظرت لهما بجديه وقالت :

- المهم ،، متعرفوش اول محاضره هتكون في مدرج كام ومادة إيه ؟

إبتسمت هند قائله :

- عرفنا يا ستي كل حاجه ، يلا بينا

_________________

ذهب إسلام إلي الجامعه لأول مره من دون محمد ، أخذ يقلب في وجوه الشباب حتي يراه ولكنه يعلم انه لن يراه ثانيه إلا في أحلامه ، لم يرد ان يؤلم نفسه هذا اليوم أيضا فأحب ان يقصر الشر وذهب إلي ممر الجامعه ليري الجدول ، نظر أمامه فإذا به يري شادي صديقه فتبسم له قائلا :

- ازيك يا شادي عامل إيه ؟

صــاح شادي بفرحه وقال :

- إسلــــام إيه يابني محدش بيشوفك ليــــه ؟

- موجود أهو يا باشا

- عامل إيه دلوقتي ؟

- الحمد لله تمـــام جــدا ، هاه قولي عرفتوا الجدول ؟

- لأ لسه منزلش ، بيقولوا الإسبوع ده هنقضيه لعب ونبدأ من الإسبوع الجاي بقي بإذن الله

ظهرت ملامح السعاده علي وجهه وقال :

- أحسن برضو ^^

ثم نظر إليه بتساؤل وقال :

- بقولك إيه ؟ مشوفتش فاروق ؟

أخذ شادي يفكر قليلا ثم انتبه فجأة وقال :

- فاروق ده اللي هو بتاع قسم كهرباء ؟

- اه هو

- اه شوفته هنا من شويه ، ممكن تلاقيه فوق عند مدرج 3 ولا 4

- ماشي ياشادي شكـــرا

- الشكر لله يا باشا

صعد إسلام لمكان المدرجات وبالفعل وجد فاروق هنــاك ، نادي عليه وصافحه وجلس معه ليتحدثا ، قال إسلام متسائلا :

- بما ان النهارده اول يوم دراسه ودي أخر سنه لينا الحمد لله ، عاوزك تقولي بقي هل في طريقه أخد بيها ثواب طول السنه دي ؟

ثم أردف قائلا :

- يعني بما اننا كده كده هنتعب وهتطلع عينينا ، يبقي علي الاقل الواحد ياخد ثواب علي التعب ده

تبسم فاروق قائلا :

- الموضوع ده بقي يا سيدي متوقف علي نيتك ، يعني انت ممكن تتعب طـــول السنه من غير ما تستفيد حاجه غير انك عديت سنه وخلاص ، وممكن برضو تتعب طــول السنه بس تاخد ثواب علي التعب ده كله

ثم قال موضحا :

- يعني يا سيدي انت المفروض هتحط في نيتك انك بتتعلم علشان تفيد بلدك وتبقي مهندس ناجح وعنده ضمير بجد ، وكل ما تتعب او تزهق من الكلية تجدد نيتك وتحمس نفسك وتقول لـأ مش هيأس ، انا هكمل طريقي علشان أرضي ربنا وأكون من عمار الارض

بس كده يا سيدي

أومأ برأسه موافقا وقال :

- ااه يعني الموضوع كله متوقف علي نيتي ؟

- أيـــوه بالظبط كده

- مــاشي تمام جــدا ، هعمل كده بإذن الله وأهو عداد الحسنات يفضل شغال طول ما انا مطحون فـ الكلية العسل دي

_______________________

عــاد إسلام إلي المنزل وجلس مع اخته ليحدثها عن يومه وتحدثه هي الآخري ، فقــال متسائلا بمرح كعادته :

- هــاه عملتي إيه النهارده يا بطه ؟

أجابت بنفس الطريقه :

- روحت الكلية وجيت هاهاهاها

ضربها علي كتفها بخفه وقال :

- علي فكره رخمه جــــدا

رفعت رأسها للأعلي وصوبت نظرها اتجاهه وقالت بثقه :

- بنتعلم منك يا بشمهندز

رفع حاجبه الايسر ومط شفتاة لأعلي قائلا :

- بشمهندز !! يا شيخه الله يقرفك ، ال وداخله قسم إنجليزي ال

سقطت علي الأرض من كثرة الضحك وقالت :

- خلاص ياعم الحج 96% من 85 % مش هتفرق اوي يعني كلها درجات علي ورق

إعتدل في جلسته وأخذ يجذب طرف قميصه بغرور وقال :

- هع هع لأ طبعا هتفرق كتيــر

رفعت حاجبها ونظرت له ولم تتحدث

إلتف بكامل جسده ونظر لها بجديه قائلا :

- بصي بقي يا ستي ، عاوزين نبدأ السنه دي جد كده ونجدد النيه ان كل لحظه فيها ناخد عليها ثواب ، يعني نحاول كده وإحنا رايحين الجامعه نقول اننا رايحين علشان نتعلم زي ما ربنا أمرنا ، لما نتعب نقول معلش لازم شوية تعب كده اومال هناخد ثواب علي إيه ؟ لما نزهق اوووي بقي من المواد الكيوت اللي عندنا دي نقول معلش إحنا هنكون بإذن الله من عمار الأرض وهننفع البــلد دي بجد ونرجع نتحمس تاني ونكمل وكده

مــــاشي ولا مــــاشي ؟

أخذت تحك رأسها بطرف اصبعها وهي ترفع له حاجبها قائله :

- انــا سمعت الكلمتين دول فيـن بس يـــــاربي

ثــم انتبهت فجأة وقالت :

- أيــــون إفتكرت ، دول نفس الكلمتين اللي سلمي قالتلنا عليهم النهارده ، هو انت سمعتها ولا إيه ؟!!

أطلق ضحكة عاليه وقال :

- أسمع مين يا ماما ؟!! لالالا ده انتي لو عايزه كلام من ده كل يوم هقولك ، جعبتي مليانه لا تقلقي

ثم نظر لها بخبث وقال :

- بس مين سلمي دي صحيح ؟

أمسكت بأطراف شعرها وكادت ان تمزقه وهي تقول بعصبيه :

- يـــــابني إرحمني بقـــي ، مش كل ما أقول إسمها علي لساني تقولي سلمي مين !!

ثم أخذت تتحدث بطريقه جنونيه وتقول :

- سلمي جارتنا يا إسلام ، سلمي صاحبتي في القسم يا حبيبي ، سلمي اللي كانت معايا في ثانوي يا كميله ، سلمي اللي كانت بتلعب معانا في الشارع يا بطه ، سلمي اللي انت عارفها وبتستعبط يا إسلام

ثم ضربته علي كتفه بعصبيه وهي تقول :

- بقولك إيه يا إسلام ؟ ما تروح اوضتك دلوقتي ينوبك فيــا ثواب بدل ما أعمل جريمه ، مش عارفه إيه اللي جابك عندي أصلا

ثم أخذت الوساده وقذفته بها قائله :

- يلــا من هنا يا حــاج ، شطبنا خلــاص

خرج من غرفتها وأخذ يحرك رأسه يمينا ويسارا وهو يضرب كفا بكف ويكاد يختنق من كثرة الضحك ويقول :

- سلمي جارتها وصحبتها وكانت بتلعب معاها في الشــارع ، طب وانا مالي أصلا ؟!!

هي بتكلمني عن صحباتها ليه ؟!! بـــت غريبه اوووي بصراحه !!

مش عـارف طالعه مجنونه كده لمين ؟!! احـــم لأ عارف

ربنا يقوينا عليــها احـــم وعليـــا

----

مسلمة متفائلة
18-09-2014, 02:39 AM
الحلقه السادسة عشر :

https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/10577102_661796543912678_7370583522246377018_n.png ?oh=04ce1e91ce1a78ed6f1e9ff978af87b5&oe=546D9F35&__gda__=1415742953_8fe47d7ff02ef03ae26f0c60634f908 e


أخذ إسلام يجتهد كثيرا في أخر سنه له في الجامعه كي يستطيع التخرج بتقدير يجعله يحصل علي وظيفه في مكان مرموق كما كان يتوقع !!

بينما جددت سلمي نيتها وأخيــرا شعرت بحبها لكلية التربيه وأخذت عهدا علي نفسها أن تكون المعلمه التي يتمناها كل طالب ، ستكون من عمار الأرض وسيكون تعديل حال التعليم في بلدنا علي يديها ، هذا نوت وهكذا دعت الله ان يوفقها وتمر هذه السنه علي خير كغيرها من السنين ولكن برصيد أكبر من الحسنات .

كــان إسلام يقضي معظم يومه في الجامعه وعندما يعود يذهب للنوم قليلا ثم يستيقظ ليقرأ بعض الكتب الدينيه او يشاهد بعض البرامج علي موقع اليوتيوب التي تجعله يتحمس ليكون أفضل ، فـ الان لا توجد سارة ولا توجد ذنوب تعلقه بها ، فكر مرارا وتكرارا ان يدخل ليطمئن عليها ويخرج سريعا ولكن عهده مع الله كـــان أقوي ، كان يتذكرها كثيرا بدعائه وهو علي يقين بأن الله قادر ان يردها إليه ردا جميعـا ، كان يتذكر محمد دائما ، بل لم ينسـاه أصلا وكان يدعي له دوما ان يغفر الله له ويجعله من أهل الجنه ويجمعهما سويا في الفردوس الأعلي كما جمعهما في الدنيا .

بالرغم من مفارقه سلمي لـ حفصه إلا انها لم تتأثر كثيرا ، فدائما كانت تستخدم سلاحها كما قالت لها حفصه من قبل " القرآن والدعاء " أخذت تقترب من الله أكثر وتعرف عن دينها أكثر ، حاولت أن تصبح قدوه بين أصدقائها ودائما تحثهم علي كل ماهو خير لهم ، أحبت ان تكون فتاة مختلفه عن جميع الفتيات ، فتاة مختلفه بحيائها وضميرها وأخلاقها وقربها من الله

_______________

مــر هذا العام الدراسي بخير أيضا كالعام السابق ، ولكن أبطالنا مختلفون تماما عن السابق :

فـ إسلام قد تقرب كثيرا إلي اللــه وأصبح يشعر دائما ان قلبه معلق بالمسجد ، أصبح يشعر بالراحه التي كان يتمناها من قبل ، بالطبع قد تعذب كثيرا ولكنه الآن قد تاب توبة نصوح وساعده في ذلك رفيقه الآخر فاروق .

سلمي أيضا انهت هذا العام الدراسي بكل خيــر ، حاولت بقدر الإمكان الإستفاده من هذه المواد الدراسيه التي تدرسها وأيضا دربت نفسها علي ان تكون معلمه ناجحه ، فهي لن تسمع لنفسها أبـدا أن تكون معلمه بالإسم فقط .. لأ بل ستصبح معلمه بالفعل وليست معلمه للغه الإنجليزي فحسب بل معلمة للاخلاق والقيم والمبادئ والكثير من الاشياء التي يجب ان يعرفها الطـالب بحق .

______________

كانت سلمي تجلس علي موقع الفيس بوك عندما وجدت أمامها خبرا جعلها تقفز من مكانها ، ذهبت مسرعه إلي والدتها وأخذت تصرخ بأعلي صوتها :

- مـــــامــــــا إلحقي نتيجة الثانوية العامه بــــانت

سمعت ولاء هذه الكلمة وقفزت من مكانها هي الآخري , ذهبت الي الحاسب ويدها ترتعش بشده فلم تستطع فعل أي شئ ، حاولت سلمي تهدئتها وجلست علي الموقع لتري نتيجه اختها .

مرت لحظات الإنتظار كالساعات وقلب ولاء ينبض بشده وخوف ورعب ، جاءت لها العديد من الوساوس في تلك اللحظات القليله ولكنها سرعان ما إستفاقت علي صوت سلمي وهي تصرخ :

- 97 % يـــا بنت الإيـــه ، عملتيها إزاي دي

ثم أطلقت ضحكة عاليه وهي تقول :

- علي فكره انا مش بحسد ، انا بقر بس:D ده انتي كده يا بت يا ولاء داخله هندسه وش بإذن الله

أخذت ولاء تقفز في كل مكان وتصيح بأعلي صوتها ، تقفز علي الفراش وتهبط وتجلس علي الأريكه وتجري وتأخذ اختها ووالدتها في حضنها وتصرخ وظلت هكذا ما يقرب من النصف ساعه حتي تعبت وهدأت تماما ولكن مازالت إبتسامتها عند اذنيها

عــاد الأب مسرعا من عمله عندما علم بظهور نتيجه الثانوية العامه ، دخل المنزل بلهفه كبيره وفتح الباب بسرعه ووجد ولاء أمامه فنظر إليها وقبل ان يتحدث قاطعته قائله :

- هندسه يا حاج بإذن الله

شعر الاب بالسعاده ونظر لسلمي نظرة ذات معني وعاود النظر لولاء وهو يقول :

- أيوه كده يا بنتي فرحتيني ، الحمد لله انك مخيبتيش خيبة اختك ، خلي الواحد يفتخر بيكي قدام الناس

أحست سلمي وكأن خنجرا مزق قلبها فنظرت إلي والدها بحزن وقالت :

- يعني إنت مش بتفتخر بيا يا بابا

نظر لها بوجه خالي من أي تعبير وقال :

- أكيد مش هفتخر قدام الناس ان بنتي خابت ودخلت تربيه يعني !! بس هندسه يبقي لازم افتخر طبعــا

أحست سلمي بالغضب الشديد ولكنها حاولت التحكم في هذا الغضب لانها تحدث والدها فقالت :

- يعني يا بابا اللي في تربيه هيدخلوا النــار ؟!! اه انا مكنتش بجيب الفول مارك في الثانوية بس مش معني كده اني وحشه يعني وان اللي في هندسه أحسن مني

ضرب الطاولة بقوة أفزعتها وقال بغضب :

- جري إيــــه يا سلمي ؟ هو انتي بتغيري من اختك ولا إيـــــــه ؟!!

تراجعت للخلف قليلا وهي تقول بحزن :

- يا بابا والله أبـــدا ، ده انا حتي كنت دايما بقول لولاء تذاكر وتشد حيلها علشان تجيب مجموع أكبر مني ، وكنت بساعدها علي كده وبذاكر معاها لو جالها الإكتئاب بتاع الثانوية ده ، وحضرتك عارف انها اختي الصغيره وسعات كمان بعتبرها بنتي وعمري ما هغير منها أبـــدا ، بس مش كل شويه حضرتك تقولي كده لأني تعبت L

أحس بحزنها فتبسم لها قائلا :

- خلاص يا سلمي روحي اوضتك وافرحي كده مع اختك ، دي ناجحه برضو ولازم تفرح ، وبلاش الكلام ده دلوقتي

- يا بابا والله أنـــا ...

قاطعها بحده :

قولت خلاص ، الموضوع انتهي .

__________

دخلت سلمي غرفتها وكادت ان تمطر الغرفه كلها بالدموع ولكنها تذكرت ان الدموع لن تفيد بشئ ، فهذا طبع والدها الذي اعتادت عليه ولن يتغير مهما حدث ، ففي بعض الأوقات تشعر بإنه يحبهم كثيرا وباقي الاوقات تشعر بقسوته عليها ، لا تعرف لماذا ولكنها قررت فجأة ان تفرح وتٌفرح اختها معها ، قررت ان تحتفل معها بهذا النجاح ولا تعكره عليها ، فهي تعلم نفسها جيدا وتعلم انها من المستحيل ان تغار من اختها الصغري لانها بمثابة ابنه لها .

_________

وبعد إسبوع تقريبا ظهرت نتيجة إمتحانات جميع الكليات .

وأخيرا لقد تخرج كلا من فاروق وإسلام وحصل كل منهما علي تقدير جيد جـدا

بينما صعدت كلا من سلمي وهند وفاطمه إلي الفرقه الرابعه بكلية التربيه وقد نجحوا بتقدير جيد لكل منهن

______________

جلس فاروق يفكر من إين يبدأ ، فهو قد تخرج الآن ويريد ان يحصل علي وظيفه بأقصي سرعه حتي يستطيع التقدم للفتاة التي لطالما حلم بها زوجة له .

قرر الذهاب إلي كل مكان من الممكن أن يحصل فيه علي وظيفه ، أخذ يتجول في محافظته شبرا شبرا بحثا عن أي وظيفه ، أخذ يسأل كل من يعرفه عن شركة تبحث عن مهندسين او مصنع او أي شئ فلم يجد !!

جلس في يومه حائرا لا يعرف ماذا يفعل ، أخذ يدعو الله كثيرا ان يرزقه بوظيفه عاجلا غير آجل حتي يتقدم لخطبه هذه الفتاة .

بعدها بعدة أيام وجد هاتفه يرن ويتصل به أحد أصدقائه ليخبره عن شركة جديده تم إنشاؤها وتريد مهندسين جدد ، أخذ يشكر الله كثيرا علي هذه النعمه وهذا العطاء المتواصل .

بـالفعل تقدم للوظيفه وتم قبوله في الشركه ، لم يستطع ان ينتظر أكثر من ذلك وذهب لوالدته ليفاتحها في الأمر ، ذهب إلي المطبخ ونظر لها بإبتسامه مرحه وقال :

- حـــجــه

إلتفتت له قائله بحنان :

- أيوه يا حبيبي

إتسعت إبتسامته وهو يقول :

- أنــا عايز أتجوز

قفزت الفرحه علي وجهها ولكنها حاولت مداعبته قائله :

- يعني يا واد تتقبل في الوظيفه النهارده ، تقولي عايز اتجوز النهارده برضو !! هو انت كنت مجهز كل حاجه ولا إيه ؟

تنحنح قائلا بإحراج :

- بصراحه اه

رفعت حاجبها بدهشه وقالت :

- اومال ياخويا عاملي فيها شيخ ليه وانت عمال تبص علي البنات أهو

إنتابته حاله من الذهول ، فهو لم يكن يتوقع هذه الكلمات من والدته وهي أقرب إنسانه له علي وجه الأرض وتعرفه أكثر من أي شخص آخر ، فقال بضيق :

- بقي إنتي اللي بتقولي كده يا ماما ؟!! وهو انتي مش عارفه اني دايما بخاف علي بنات الناس وبغض بصري عنهم الحمد لله ، دي بنت أنا عارف أخلاقها كويس اووي وحبيت أرتبط بيها في الحلال ، فيها حاجه دي ؟

إبتسمت له مداعبه وهي تقول :

- يا واد بهزر معاك مالك كده ، طيب قولي بقي مين دي اللي امها داعيه عليها اللي عايز تتجوزها ؟

ثم أردفت قائله :

- قصدي يعني داعيالها

إبتسم وهو يقترب من اذنيها ويخبرها عن من يتحدث ، فنظرت له قائله :

- والله يا بني هو انا معرفهاش اوي البنت دي ، بس طالما عجبتك يبقي أكيد كويسه

تنهد بحماس قائلا :

- طيب هنروح إمتي بقي هاه ؟ ينفع النهارده ؟

ضربته علي كتفه بمرح وقالت :

- مــالك يا واد كده ما تتقل شويه ، خلاص حاول تشوف أهلها وتكلمهم ونتفق علي ميعاد نروحلهم فيه

قفز بسعاده وهو يقول :

- مــاشي يا حجه

___________________

جاءت ولاء إلي الغرفه وهي غارقه في الضحك ، تتمايل يمينا ويسارا ولا تستطيع ان تقف مستقيمه ابدا ، رأتها سلمي علي هذه الحاله فإنتابها الفضول وأرادت ان تعرف ماذا حدث فقالت :

- مالك يا بنتي هتموتي من الضحك كده ليه ؟ طب ضحكيني معاكي يا ستي

إرتمت ولاء علي الفراش وهي لازالت لا تستطيع كتمان ضحكاتها ، أخذت تتنفس بصعوبه وتنظر لسلمي بين الحين والآخر حتي إستطاعت أخيرا ان تهدأ بعض الشئ وقالت :

- أبوكي بيتكلم عليكي برا

نظرت لها سلمي بذهول وقالت :

- يــاسلام ؟!! طب ودي حاجه تخليكي هتموتي أوي كده ، عادي يعني فيها إيه ؟!!

أخذت ولاء تتذكر ماحدث وتضحك أكثر وأكثر حتي شعرت سلمي بالعصبيه وقالت :

- يـــابنتي ما تقولي فيه إيه ، بابا بيقول عليا إيه برا

حاولت الهدوء مره آخري وقالت :

- أبوكي جايبلك عريس ههههاي ، والله إحلويتي وكبرتي وبقيتي عروسه

بسبوسه بسبوسه ، بت يا نوسه يا نوسه شايله البسبوسه ..

قاطعتها سلمي عندما ضربتها علي كتفها قائله :

- بطلي إستعباط يا ولاء ، عريس إيه بس وبتاع إيه ؟!! إنتوا عارفين رأيي في الموضوع ده من زمان

وضعت ولاء يدها علي فمها محاولة منها لكتم ضحكاتها وقالت :

- وانا مالي يا ستي ده بابا هو اللي بيقول

زفرت سلمي بضيق وقالت :

- طب ماهو بابا عارف اني قولت قبل كده مش هرتبط إلا لما اتخرج ، وبعدين أنا أصلا لسه مش مستعده دلوقتي ، يعني محتاجه ألتزم أكتر من كده علشان أبقي زوجه وام صالحه ومحتاجه أقرأ عن تربيه الأطفال والتعامل مع الرجال وحاجات كده مهمه قبل ما أفكر اتجوز . الجواز ده مسئوليه مش لعبه !

نظرت لها ولاء بجديه وقالت :

- ماهو بيقول انك خلاص داخله رابعه يعني عادي لو اتخطبتي السنه دي وتبقي تتجوزي بعد التخرج

ضربت الفراش بقوه وهي تقول :

- ييييي بقي مش عايزه دلوقتي

ثم قالت بحيره :

- طيب هو انا لو طلعتله دلوقتي يعني هينفع أتكلم معاه ولا هيتعصب عليا ولا إيه ؟

قالت ولاء بضحكة مستفزة :

- متقلقيش ياختي هو جايلك دلوقتي

وقبل ان تكمل حديثها سمعت طرقات الباب ، إعتدلت كل منهما في جلستها وقالت سلمي :

- إتفضل يا بابا

جلس الأب بجوار ابنته علي حافه الفراش وقال :

- بقولك إيه يا سلمي ، في عريس عاوز يتقدملك

تنهدت سلمي بضيق :

- يا بابا بس إحنا كنا متفقين اني مش هتجوز إلا لما اتخرج

تبسم قائلا :

- ماهو انتي مش هتتجوزي إلا لما تتخرجي فعلا ، لو وافقتوا علي بعض هتتخطبوا السنه دي والفرح بعد التخرج إن شاء الله

زفرت بضيق :

- يا بابا بس انا مش عايزه دلوقتي بقي

نظر لها نظرة أخافتها ، وقال بغضب :

- مفيش حاجه إسمها مش عايزه ، إنتي مش صغيره دلوقتي ، شوفيه ولو محصلش نصيب خلاص ، هو حد قالك اتجوزي بالعافيه !!

نظرت له سلمي بحزن وقالت :

- يعني لازم يا بابا ؟!

أجاب بصرامه :

- ايوه

وجدت انه لامفر فقررت معرفه معلومات عن هذا الشخص فقالت :

- طيب هو ملتزم ؟

أجابها مؤكدا :

- أيوه محترم وبيصلي

شعرت بالضيق بداخلها لانها تعرف ان أي شخص يصلي يكون ملتزم حقا من وجهة نظر أهلها فلم ترد مناقشه هذا الأمر حتي لا تحصل علي غضب والدها مره آخري ، فقالت :

- طيب حضرتك تعرف عنه إيه تاني يا بابا ؟

أجابها مبتسما :

- هو شغال في شركه كويسه وأهله ناس طيبين وانا بصراحه موافق عليه وان شاء الله انتي كمان توافقي

حاولت الإستفسار أكثر فقالت :

- طيب يا بابا هو طموح ؟ عنده أي اهداف في حياته مثلا بيسعي إليها ؟ عارف هو عايش ليه ولا عايش كده وخلاص زي كل الناس ؟ كمان معاملته لأهله عامله إزاي ؟ وبيصلي في الجامع ولا لا ؟ وبيعامل زميلاته في الشغل إزاي ؟ وعلاقته بربنا عامله إزاي ؟ قريب ولا بعيد ؟ وبيسمع أغاني وحاجات كده ولا إيه ؟ و .......

قاطعها والدها بحده قائلا :

- أيـــــــه يا بنتي ده كله ؟ هو انتي بالعه راديو ؟ اما تشوفيه يا ستي إبقي إسأليه عن اللي انتي عايزاه ، انا حاسس انه هيكره نفسه أصلا لما ييجي هنا .

شعرت سلمي بالإحراج وقالت بتوتر :

- يا بابا انا زهقانه ومش عايزه بجد ، بالله عليك مشيه وقوله أي حاجه

إستعد لمغادرة الغرفه وهو يقول بصرامه :

- الكلام اللي قولته هيتنفذ ومعنديش كلام غيره ، انا هتفق معاه علي الميعاد وهقولك

ضربت الفراش بقوه وهي تتوعد لهذا العريس قائله :

- طب والله لجننوا

___________________

ظلت تفكر في الأمر طوال الليل ، كادت ان تختنق من الفكره في حد ذاتها لانها تعرف انها غير مستعده بالمره ، ظلت تفكر كيف ستجعله يكرهها ويغادر المنزل بلا عوده ، فهي تعرف انها اذا حاولت النقاش مره اخري مع والدها لن تحصل في النهاية إلا علي سيل من الدموع وهي وحيده في غرفتها .

أخذت تحدث نفسها قائله :

- طب وانا أطفشه إزاي ده بقي ؟ أعمل نفسي غبيه ولا مش بفهم ولا ساذجه ولا أعمل إيه ؟ أضايقه وأكرهه في عيشته علشان يمشي ؟ ولا أكون عاديه معاه وفي الآخر ارفضه بدون سبب ؟

ثم نظرت للجانب الآخر قائله :

- بس كده حرام وممكن ربنا يعاقبني ، ممكن فعلا يكون كويس وانا ظلمته .

- ييييي بس انا مش عايزه بقي دلوقتي خــــالص ، يعني هلحق أعمل كل الحاجات اللي عاوزاها دي إمتي بس ؟

- طيب وفيها إيه يعني لما أشوفه مش جايز يطلع كويس وفعلا يساعدني أقرب من ربنا ؟

- لالالا مش هينفع ، مش هلحق مش هلحق

- طيب ماهو برضو لو طلع كويس انا هفرح وأتشجع علي حاجات كتيـــر وممكن كمان ألحق أخلص كل الكتب اللي انا عاوزاها دي بسرعه جــدا بالإضافه لمساعدته ليــا

- ييييي بقي مش عارفه ، يــــــــارب إلهمني الصواب وافعلي الصالح

- خلاص بقي انا أشوفه وخلاص وأسألة كل اللي انا عاوزاه جايز فعلا يبقي ملتزم بقي ويفرحني كده

نظرت للنافذة المفتوحه وهي تدعو الله ان يرزقها الخير حيثما كان ثم يرضها به ..

____________________

وبعد ثلاثة أيام

سمع إسلام طرقات علي باب شقته ففتح بسرعه فإذا به يري فاروق واقفا والإبتسامه تطل من وجهه فتعجب قائلا :

- فاروق ؟ والساعه 11 بليل ؟ غريبه

نظر له فاروق بسعاده بالغه وحماس كبير وقال :

- انا لسه جاي من عندها دلوقتي يا إسلام

رفع إسلام حاجبه قائلا :

- لسه جاي من عند مين ؟

كاد أن يقفز من مكانه وهو يقول :

- انا اتقدمتلها أخيــــرا يا إسلام ، ولسه جاي من عندها دلوقتي ، انا حاسس اني طــــاير ، ومش عارف أصلا إيه اللي جابني هنا دلوقتي بس فجأة كده لقيتني عند باب بيتك

تذكر إسلام حواره السابق مع فاروق وتذكر أيضا الفتاة التي قال انه يرغب في الزواج منها فقال بحماس :

- أيــوه بقي ياعم ، طيب تعالي ندخل واحكيلي حصل إيه

تبسم فاروق قائلا :

- لأ مش هينفع علشان عندك بنات في البيت ، تعالي ننزل تحت وانا هحكيلك كـــل حاجه
------------------------------------------------------------------------

فــــاروق

سلمي

عريس ؟!!

أنا بهزر صح ؟

طيب إيه اللي حصل في يوم المقابله أصلا ؟

وهل موضوع فاروق هيعدي علي خير ولا هتحصل حاجه تبوظه ؟

طيب رد فعل إسلام إيه لما يعرف البنت اللي فاروق بيتكلم عنها ؟

مسلمة متفائلة
18-09-2014, 02:46 AM
الحلقه السابعة عشر :


https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/10577102_661796543912678_7370583522246377018_n.png ?oh=04ce1e91ce1a78ed6f1e9ff978af87b5&oe=546D9F35&__gda__=1415742953_8fe47d7ff02ef03ae26f0c60634f908 e



سمع إسلام طرقات علي باب شقته ففتح بسرعه فإذا به يري فاروق واقفا والإبتسامه تطل من وجهه فتعجب قائلا :

- فاروق ؟ والساعه 11 بليل ؟ غريبه

نظر له فاروق بسعاده بالغه وحماس كبير وقال :

- انا لسه جاي من عندها دلوقتي يا إسلام

رفع إسلام حاجبه قائلا :

- لسه جاي من عند مين ؟

كاد أن يقفز من مكانه وهو يقول :

- انا اتقدمتلها أخيــــرا يا إسلام ، ولسه جاي من عندها دلوقتي ، انا حاسس اني طــــاير ، ومش عارف أصلا إيه اللي جابني هنا دلوقتي بس فجأة كده لقيتني عند باب بيتك

تذكر إسلام حواره السابق مع فاروق وتذكر أيضا الفتاة التي قال انه يرغب في الزواج منها فقال بحماس :

- أيــوه بقي ياعم ، طيب تعالي ندخل واحكيلي حصل إيه

تبسم فاروق قائلا :

- لأ مش هينفع علشان عندك بنات في البيت ، تعالي ننزل تحت وانا هحكيلك كـــل حاجه
________________

إستعدت سلمي لإستقبال العريس كمان أمرها والدها ، إرتدت فستان رقيق ووضعت فوقه خمارها ورفضت ان تضع نقطه واحده من مساحيق التجميل رغم الضغوطات الكثيره التي حصلت عليها فقد كانت تريد ان يراها هذا الشاب علي طبيعتها بدون ان تخدعه وهذا بالطبع بعدما قامت بعمل العديد من ماسكات تجميل البشره وغيرها من الأشياء الطبيعيه .

جلست في توتر بالغ تحضر وتحفظ جيدا في الأسئله التي ستلقيها عليه ، كانت حالتها مابين الإختناق والتفاؤل فهي لاتريد الزواج الآن ولكن كانت علي أمل ان يكون شابا ملتزما يأخذ بيديها للجنه ويعينها علي الإلتزام بأمور دينها أكثر وأكثر .

جلست تردد الأذكار لكي تهدأ قليلا ، ظلت هكذا لدقائق قليله حتي سمعت صور الباب ، نعم فقط جاء العريس مع والدته ، حاولت مشاهدة أي شئ من وراء الستار ولكنه كان بعيدا فلم تري شيئا ، جلس والدها يتحدث معه لوقت قصير ثم دخل ليحضرها قائلا :

- يلا يا سلمي

نظرت إليه بضعف وقالت بتوتر :

- مش عارفه اتحرك من مكاني يا بابا مكسوفه جــــدا

جذبها من يدها بسرعه وقال :

- يا بنتي يلا الناس برا

افلتت يدها ورجعت للخلف وقالت :

- طيب يا بابا هو شكله عامل إزاي ولا قاعد فين ؟

جذبها مره آخري بعصبيه وقال :

- يلـا بقي وإبقي شوفي اللي يعجبك لما تطلعي

خرجت أخيرا وصافحت والدة العريس وأثناء إنتقالها للمكان الذي ستجلس فيه رأته بطرف عينها ، شعرت بالسعاده تغمر قلبها ، فقد كان يرتدي ملابس أنيقه للغايه ويضع عطرا مميزا وأيضا كان ذو وجه حسن أعجبها ، جلست بخجل وهي تقول لنفسها :

- بدايــه موفقه ، هييح يــارب خيـــر

جلس يتحدث مع والدها قليلا عن عمله وإمكانياته وعائلته وأشياء من هذا القبيل ، ساد الصمت لبعض الوقت حتي شعر بالضيق فطلب من والد سلمي ان يجلسا معا ليتعرف كلا منها علي الآخر ، رحب الوالد بالفكره وطلب من سلمي ان تأخده ليجلسا في الغرفه المفتوحه علي الصاله حتي يستطيعا التحدث بعيدا عن الكلام العائلي .

نظرت سلمي لوالدها بتردد ومن ثم وافقت علي الأمر ولكن بطريقتها ، إستأذنت العريس ليتفضل بالجلوس فدخل بالفعل وإختيار مكانا بعيدا عن الأنظار ولكن سلمي جلست علي أقرب كرسي من الباب حتي يراها والدها بوضوح ويسمع بعض الكلمات ان اراد .

تبسم لها قائلا :

- إزيك يا أنسه سلمي ؟

نظرت للأرض بخجل وقالت :

- الحمد لله

ساد الصمت للحظات حتي قطعه مره آخري وهو يشير علي أقرب كرسي له قائلا :

- طيب بعد إذنك ممكن تيجي علي الكرسي ده علشان مش عارف أسمع صوتك ؟

شعرت بالتوتر وقالت في نفسها :

- مش عاوزه أجي في حته أنا ، أقوله ايه ده بس يــاربي

إبتلعت ريقها وقالت بإبتسامه محرجه :

- حضرتك ممكن تيجي علي الكنبه اللي قدام الباب دي علشان الجماعه يكونوا شايفيننا يعني

تنهد بغضب ولكنه لم يظهره وقال لنفسه :

- إيــه البت دي !! يلا ما علينا

إنتقل من مكانه إلي الأريكه المقابله للصالة مباشره فكان كل من يجلس بالصاله يري كلا منهما

حاول إستعادة إبتسامته وبدأ في الحديث عن نفسه ، أحست من كلامه انه شاب عادي كمعظم شباب هذه الأيام يعمل وينام ويخرج مع أصدقائه وينام مره آخري وهكذا ، لا يوجد في يومه شئ آخر ، فإنتظرت حتي ينتهي من كلامه وأحبت ان تسألة عما يجول بخاطرها ولكن بذكاء فقالت بإبتسامه بريئه :

- وحضرتك بقي بتقعد في شغلك لحد الساعه كام

أجابها علي الفور :

- يعني لحد 5 او 6 كده

فنظرت له بخبث وقالت :

- اااه ربنا يعينك ، وطبعا حضرتك بتضطر تصلي الظهر والعصر لما ترجع البيت بقي علشان مش بيكون عندك وقت فاضي

- اه للأسف بقي هعمل إيه

نظرت له وكأنها متأثره بما يقول وأكملت :

- فعلا شغلانه حضرتك صعبه ربنا معاكم ، كمان أكيد في أيام بترجع تعبان من الشغل وتنام ولما بتصحي بقي بتصلي كل اللي فاتك ، أكيد مش بتسيبهم يروحوا منك يعني

- لالالا أسيبهم إيه ، بصليهم كلهم بليل طبعا

نظرت للأرض وهي تقول لنفسها :

- وأدي أول إختبار سقطت فيه ، للأسف شكلك الحلو كنت فرحانه بيه بس برضو دينك وأخلاقك أهم

إنتبهت له وهو ينادي عليها وعندما نظرت له وقالت ببلاهه :

- هاه

- إيــه روحتي فين

- لالا مفيش حاجه ، موجوده أهو

- طيب يلا عاوزه تسألي في إيه تاني ؟

- حضرتك إيه المواصفات اللي عاوزها تكون موجوده في زوجتك المستقبليه

- امممم يعني طبعا تكون حلوه وتعامل أهلي كويس وتهتم بيا وبأولادها ومتبقاش نكديه زي معظم الستات كده

- طيب وحضرتك بتعرف تربي أولاد ؟

نظر لها بتعجب ممزوج بالدهشه وقال :

- ولما انا اربيهم هي هتعمل فين ؟

تنحنحت بإحراج قائله :

- لأ قصدي يعني حضرتك تساعدها في تربيتهم

- لأ طبعا مش هينفع خــالص ، انا عليا الشغل والمصاريف وهي عليها الباقي

- طيب يعني مثلا مين هياخدهم معاه المسجد علشان يتعودوا علي الصلاة وكده

شعر بالملل ولكنه حاول الإبتسام فقال :

- اه طبعا هبقي أخدهم إن شاء الله

- أخر حاجه بقي ، حضرتك بتحلم بإيه او إيه أهدافك في الحياه ؟

- بحلم أعيش حياة مستقره وهاديه ومن غير مشاكل ، وأفضل اترقي في شغلي لحد ما أوصل للإدارة

- بس ؟

- اه وهو الإنسان هيحتاج إيه تاني غير كده

صمتت قليلا وأخذت تفرك يدها بالآخري وهي تقول لنفسها :

- أنا إتشليت ، وحاسه انك كرهتني أصلا يــارب بابا ينادي عليا بقي ، يـــارب مكونش بظلمه بس هتشل مش قادره أقعد .

عادت من شرودها فوجدته ينظر لها بوجه خالي من أي تعبير فقالت بإبتسامه :

- طيب وحضرتك مش عايز تسألني أي حاجه ؟

- اه قوليلي صحيح إنتي إيه مواصفات فارس أحلامك ؟

أحست سلمي بطاقه كبيره جـــدا بداخلها والآن حان الوقت لإخراجها فقالت بسـرعه رهيبه :

- نفسي يكون حافظ القرآن ويحفظني ويكون مواظب ع الصلوات كلها في الجامع وعارف عن دينه حاجات كتير جداااا وعن معامله الزوجه وتربيه الاولاد ، كمان عاوزاه يكون حد عايش لخدمه دينه وهدفه كله رضا ربنا وبس ، حد يكون من عمـار الأرض كده ومعروف بين الناس بأخلاقه ، يكون بيغض بصره طبعـــا ودايما محافظ علي نفسه وقلبه مش فيه غير حب ربنا وبـس ، حد بيتخذ النبي علية الصلاة والسلام قدوه ويساعدني في شغل البيت ويعاملني أحسن معامله ويحسن إلي أهلي زي ما انا هعمل مع أهله ، دايما ينبهني لو عملت حاجه حرام ويعرفني الصح بهدوء كده ويساعدني وياخد بإيدي للجنه . يعني هي حـاجات كتيــر بس انا لخصتها يعني

شعر بالإحراج ولكنه نظر إليها بإبتسامه وقال :

- ربنا يرزقك بيه ، أستاذن انا بقي

نهضت من مكانها وتوجهت إلي الصالة وهو معها ، غادر المنزل أخيــرا بعد كمية لابأس بها من نظرات الإحتقان والإحراج ، وعندما سألته والدته عن رأيه رد قائلا بسخريه :

- دي عايزة تتجوز سوبر مان

تعجبت الأم وقالت :

- يعني إيه ؟

تنهد تنهيده قويه أخرجت كل ما بداخله وقال :

- عادي مفيش ، عموما أدينا لسه معانا إسبوع نفكر فيه ، رغم اني حاسس اننا مش طايقين بعض أصلا

___________________

دخلت سلمي غرفتها وأغلقت الباب خلفها وإنفجرت منها الضحكات ، نظرت للسماء عبر النافذة المفتوحه وقالت :

- يـــارب سامحني لو كنت أحرجته او حاجه ، انا والله مش قصدي أضايقه بس حسيت اني اتشليت وكان لازم أعرف بيفكر إزاي ..

انا عارفه ان معظم الشباب دلوقتي بيفكروا بنفس الطريقه ، بس انا أخدت قراري اني مش هعيش حياة عادية زي كل الناس وبإذنك يـــارب مش هتخلي عن مبادئي دي حتي لو هعنس ..

سمعت سلمي طرقات الباب فذهبت وقامت بفتحه وجلست علي الفراش تستريح ، قالت ولاء بحماس :

- هــــاه إيه رأيك ؟

- هصلي إستخاره وهشوف ، بس في الغالب هرفضه

نظرت لها ولاء بذهول وقالت :

- يا بنتي هو في حد يرفض واحد زي ده ؟!! انتي مجنونــــــــــه ؟!!

نظرت لها سلمي بتعجب وقالت :

- إيه ماله مش فاهمه ؟ وبعدين هو إنتي شوفتيه أصلا

- أيــــوه شوفته وهو داخل ، يابنتي ده كل البنات تتمني واحد زي ده ، شوفتي شكله ولا لبسه عاملين إزاي ؟ يا بنتي ده أحلي من الناس اللي بيطلعوا في التلفزيون أصلا ، كمان شغال في شركة محترمه وكبيره جــــدا وهيعيشك ملكه

- بس مش عنده دين يا ولاء ، ودينه أهم عندي من كل ده

- مش عنده دين إزاي يعني ؟!! ماهو مسلم أهو !!

- يا بنتي مش قصدي ، بس مش ده الإنسان اللي هيكون كل هدفه ياخدني للجنه ، انا منكرش ان شكله عجبني بس برضو مش هينفع ، وعموما هو أصلا هيرفضني برضو

- يا سلمي فكري تاني حرام عليكي تضيعيه من إيدك والله ، وبعدين ياستي إبقي غيريه براحتك بعدين

- أيــــوه بقي قولي كده ، هنبدأ في موضوع بكره يتغير وبعد الجواز ممكن يتعدل ومعرفش إيه !! يا ولاء إفهمي كويس .. ما تخليش المظاهر تخدعك ، انا هتجوز وهعيش سنين طويله جـدا مع واحد غريب معرفش عنه حاجه ، فلو كان الحد ده مش ذو خلق ودين يبقي كده أنا هضيع ، فهمتي ؟

- إنتي حره

- هههههههههه كل نقاش بيني وبينك ينتهي بكلمة " انتي حره " ، عموما يا ستي زي ما قولتلك هصلي إستخاره وهشوف ، كمان مش عاوزه أتكلم عليه بقي لحسن أخد ذنوب ، ربنا يرزقه بالزوجه الصالحه ويرزقني انا كمان باللي بتمنــــاه

_________________________

- وأدينا نزلنــا أهو يا سيدي ، قولي بقي عملت إيه ؟

قالها إسلام عندما هبط من منزله بصحبه فاروق الذي كاد ان يطير من مكانه ، نظر له فاروق بعينين لامعتين وقال :

- بص هو انا مهما وصفتلك إحساسي عــمري ما هعرف أعبر برضو ، عارف لما تبقي بتحلم بحد بقـالك كتيـــر اوووي وبتتمناها من ربنــا وسعات تبقي نفسك تشوفها حتي او تكلمها كده بس ترفض علشان خوفك من ربنا بيكون أقوي ، وفجأة كده تلاقيك قاعد قدامها وبتتكلموا كمــــان وكل واحد منكم بيقول اللي جـواه للتــاني ، أحساس الهييييح لوحده مش كفايه

أخذ إسلام ينظر لفاروق وتعبيرات وجهه وحركات يده في سعاده بالغه ، وقال بحماس :

- يعني قولتلها بقي إنك نفسك تتجوزها من زمان وكده ؟

ضربه علي كتفه بشده وقال :

- أقولها مين يابني إنت ذكي ؟!! لأ طبعـــا مستحيل أقول حاجه زي كده غير بعد كتب الكتــاب ، انا قصدي يعني كنت بقولها مواصفات زوجتي المستقبليه واني عاوزه تكون إزاي وكده ، وانا أصلا من جوايا عمال أقولها ده انا مخبيلك مصـايب بس لما توافقي بقي ونكتب الكتاب

أحس إسلام بالسعاده وهو يستمع لكلام فاروق ، فكلامه كله براءة وحيـــاء وله مذاق آخر غير كل ماهو حرام ، لم يستطع الإنتظار أكثر من ذلك ليعرف من تكون تلك الفتاة فقال متلهفا :

- مش هتقولي بقي ياعم مين البنت دي ؟

أخذ يحك ذقنه بغرور وهو يقول :

- سيبني أفكر شويه

قطب حاجبيه وقال بضيق مصطنع :

- هتــقول ولا أروح أفضحك عندها ؟

أطلق ضحكات عاليه متواصله وقال :

- وهتقولها إزاي بقي يا ذكي وإنت متعرفهاش أصلا ؟

كـــاد أن يسقط علي الأرض من الضحك والإحراج معا وقال :

- إخلــص يا فـــاروق وقـــول

نظر له بتعالي وقال :

- ماشي هقولك علشان صعبت عليا ، البنت دي تبقي نهي اخت محمد الله يرحمه

إقشعر بدنه عندما سمع إسم محمد وقال :

- الله يرحمه

ثم نظر لفاروق وقال محذرا :

- خد بالك منها اووووي يا فاروق دي أخت الغـالي ، لو زعلتها انا اللي هاجي أقفلك مكان محمد فاهم

إبتسم فاروق وربت علي كتفه بخفه وقال :

- ما تقلقش يا إسلام دي في عينيا والله ، بس يـــارب هي توافق

تنهد إسلام بحماس وقال :

- طيب كمل بقي عملتوا إيه تاني ؟

أخذ يتذكر فاروق ماحدث واخذت إبتسامته تتسع أكثر وأكثر وهو يقول :

- مفيش يا سيدي دخلت وكــانت هتــموت من الكسوف وحاولت معاها تتكلم كتير بس مفيـــش ، وفي الآخر يعني أخدت منها كلمتين بالعافيه والحمد لله علي كده ، شكلي كده هطمع وأطلب رؤية شرعيه تاني بس أصلا حتي لو مشوفتهاش انا موافق عليها ..

ربت إسلام علي كتفه بحب وقال :

- بإذن الله هتوافق يــافاروق ، إنت أصلا تستاهل كل خير وهي طالما اخت محمد تبقي اكيد بنت كويسه

رفع فاروق حاجبه وأشار بإصبعه لإسلام محذرا :

- يا أستاذ بطل تتكلم عن مراتي المستقبليه لو سمحت ، او مسمحتش عادي برضو

ضحك إسلام بمرح وقال :

- والله انا فرحانلك يــافاروق ، يـــاريت كل الشباب يفكروا زيك كده

تبسم فاروق وقال لإسلام كلماته الأخيره قبل الرحيل :

- عقبــالك يا إسلام ، يلا بقي همشي علشان الوقت متأخر ، معلش لو قلقتك بس انا لقيتني جيت هنا لوحدي كده مش عارف ليه ؟!!

- ولا يهمك يا باشا ، يلا تصبح علي خيـــر

- وإنت من أهله ، في أمان الله

______________________

مر الإسبوع المتفق عليه من قبل والد سلمي والعريس وجــاء والدها ليسألها عن رأيها فقالت بإحراج :

- بابا انا صليت إستخاره ومش موافقه

ضحك والد سلمي بشده وهو يقول :

- يا سبحان الله !!

تعجبت سلمي من رد فعله ، فهي كانت تتوقع ان يصرخ بها كالعاده او يوبخها ، فلم تستطع السيطره علي فضولها وقالت :

- في حاجه يا بابا ؟ حضرتك بتضحك ليه ؟!!

ضحك مره آخري وهو يقول :

- أصل العريس لسه مكلمني دلوقتي

نظرت له بلهفه وقالت :

- طيب وقال إيـــه ؟

نظر لها للحظات ثم قال :

- قاللي كل شئ نصيب

إرتمت علي الفــراش براحه تامه وهي تقول بفرحه :

- سبحــــان الله القلوب عند بعضيها

_____________________

ظل فاروق يدور حول الهاتف بخوف ، فهو يريد الإتصال ليعرف رأيها ولكنه أيضا خائف من عدم موافقتها ، قرر أخيــرا إستجماع شجاعته وإتصل بوالدها وكان الحوار كالآتي :

- السلام عليكم

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، إزيك يا فاروق يابني

- الحمد لله يا عمي بخير طول ما حضرتك بخير

- ربنا يبارك فيك يابني

- كنت عاوز أعرف من حضرتك رأي الأنسه نهي في الموضوع

غمز لها والدها بإبتسامه طيبه وقال :

- واللــــه يــــابني ...

وصمت قليلا ، أخذت ضربات قلب فاروق ترتفع أكثر وأكثر وهو يرجو الله ألا تكون رفضته ، أخذ يفرك أصابعه ببعضها البعض بخوف وقلق حتي سمع منه كلمه :

- وافقت يابني ، الف مبروووووك

إتسعت عيناه ونظر لإمه غير مصدق ما يسمع وسأل بلهفه :

- بجد يا عمي

أبعد الأب سماعه الهاتف عنه ونظر لها قائلا :

- ده بيقولي بجد يا عمي ؟!! الواد شكله هيموت

كتمت ضحكاتها بصعوبه وأشارت إليه ان يكمل حديثه :

- أيوه بجد طبعا هو انا ههزر معاك يا فاروق ؟!!

- أسف يا عمي مش قصدي والله ، جزاك الله خيــرا وربنا يخليك لينــا

- وإياكم يابني ، يلا سلام عليكم

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

_____________________

أغلق الهـاتف وأخذ يهرول إلي امه ويمسك يدها ويقول ببهجه :

- وافقت يا مـــــامــــا وافقــــــت ، انا مش مصدق نفسي والله ، ربنا بيكرمني اووووي وانا مستاهلش أي حاجه من ده كله أصلــــا

ثم نظر للسماء ورفع يده قائلا :

- يــــارب إجلها زوجه صالحه ليــا وارزقني منها بالذرية الصالحه وقويني علشان أربيهم أحسن تربيه ، تربيه ترضيك يـــارب يوم ما اقابلك ، تربيه أفخر بيها يوم القيامه ،اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .

ربتت الأم علي كتفه بحنان وهي تقول :

- والله يا فاروق يابني انت تستاهل كل خيــر ، وكفايه اني راضيه عليك ليــوم الدين

أمسك كفها وقبله بسعاده وهو يقول :

- ربنا يخليكي ليـــا يا أمي ويقدرني علي برك
----------------------------------------------------------------------------------------

قوليلي هل إنتوا شايفين سلمي إتصرفت صح ؟ ولا هي مكبره الموضوع ؟

طيب هي كده ظلمت العريس ولا عندها حق ؟

طيب إحساسكم إيه وإنتوا بتقرأوا موقف فاروق ؟

حسيتوا بجد بالفرق بين إحساس الحلال وإحساس الحرام ؟

حسيتوا بالفرق بين شـــاب عفيف وبيخاف ربنا وشاب تاني نسي دينه وإتصرف من دماغه وفي الآخر ندم ؟

حقيقي انا فخوره بكل شاب زي فاروق ربنا يكثر من أمثالكم

مسلمة متفائلة
18-09-2014, 02:47 AM
الحلقه الثامنة عشر :

https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/10577102_661796543912678_7370583522246377018_n.png ?oh=04ce1e91ce1a78ed6f1e9ff978af87b5&oe=546D9F35&__gda__=1415742953_8fe47d7ff02ef03ae26f0c60634f908 e


ظهرت نتيجة التنسيق وبالفعل تم قبول ولاء في كلية الهندسه كمان كانت تحلم ، شعر كل من في المنزل بالسعاده ولكن سعادة سلمي كانت ظاهرية فقط ، فقد كانت تعاني في تلك الفترة بـ فتور في قلبها ، ككل إنسان يأتي عليه وقت ويشعر ان إيمانه قل وأنه لن يستطيع مواصله مسيرته وخصوصا لو كان وحده ، حاولت إخفاء هذه الحالة عن الجميع وكــانت تنام طوال اليوم وتستيقظ فقط لأداء الصلاة وتنام مره آخري .

ومن سوء حظها أن هذه الحالة أتت إليها في نفس توقيت تنسيق الاء ، في البداية لم يلحظ أحد الأمر ولكن مع مرور الوقت أخذت اختها تلاحظ هذا التغيير وتخبر به والديها .

مر حوالي إسبوع ونصف علي هذه الحالة حتي جاءت إليها اختها ذات يوم لتخبرها ان والدها يستدعيها للحضور ، نهضت ووقفت أمام باب غرفته وطرقت الباب للحظات وسرعان ما سمعت صوته من وراء الباب يأذن لها بالدخول .

نظرت له بإبتسامتها المعتاده وقالت :

- حضرتك كنت عاوزني في حاجه يا بابا ؟

أجلسها بجوارة وقال بإبتسامه :

- مالك اليومين دول يا سلمي ؟

إبتسمت له بحنان وقالت :

- مفيش يا بابا انا كويسه الحمد لله

إختفت الإبتسامه من علي وجهه وقال بجديه :

- بس من ساعة ما ظهرت نتيجة التنسيق بتاع اختك وانتي مش مبسوطه ؟ خير في حاجه ولا إيه ؟!!

نظرت له بتعجب وقالت :

- طيب وإيه دخل ولاء في الموضوع يا بابا ؟

ثم انتبهت فجأة وقالت بصوت مختنق :

- بابا هو معقول حضرتك تكون لسه متخيل اني بغير منها !!!

عقد ذراعيه أمام صدره وقال بضيق :

- يمكن !

إنتفضت من مكانها بذهول وقالت :

- إزاااي حضرتك تظن فيا كده !! طيب ما أنا كنت متأكده أصلا إنها هتقبل في هندسه لان مجموعها الحمد لله كويس ، وبعدين انا ايه اللي هيخليني أغير منها مش فاهمه !! انا مقتنعه بكليتي جــدا والحمد لله جددت نيتي وبقيت بحبها وحبيت اني أبقي مدرسة ،، هغير منها ليه بقي ؟!!

نظر لها بوجه خالي من أي تعبير وقال :

- طيب وإيه تفسيرك انك من ساعة ما نتيجة اختك بانت وانتي نايمه في السرير ومش طايقه تعملي أي حاجه ؟

حاولت كتم غضبها بداخلها لانها تحدث والدها وقالت :

- يعني حضرتك عاوز تعرف انا متضايقه ليه ؟

أومأ برأسه إيجابــا ، فقالت بطريقه جنونيه :

- علشان حاسه ان قلبي مات يا بابا ، لا بقيت عارفه أقرأ قران ولا أصلي زي زمان ، مبقيتش عارفه أضحك وحاسه اني مخنوقه علطول ، مبقيتش حاسه اني سعيده في حياتي زي الاول ، مبقيتش قادره استحمل كمية التريقه اللي باخدها دي ومحدش حاسس بيــا ، بقيت حاسه ان الدنيا سوده قدامي وان ربنا مش متقبل مني العباده ، من الآخر مبقيتش حاسه بروحي !!

لكن مع ذلك انا مطلبتش من حد يساعدني ، وعمري ما عاملت حد وحش زي ما بتعاملوني ، حرام يعني اني اكتئب شويه وأخليني في حالي وأبطل ضحك ؟!! حتي دي كمان هتظلمني فيها يا بـــــابـــــا !!

انا قلت لحضرتك قبل كده اني عمــري ما هغير منها ومقتنعه بنفسي جــدا الحمد لله وعمري ما حقدت علي حد أو بصيت لحاجه في إيدين حد ، وحضرتك مربيني من زمان وعارف كده ، لكن لو حضرتك مصٌر اني وحشه يبقي خلاص مش مشكله ، كفايه ان ربنا عالم بنيتي لاني أصلا مليش غيره يحس بيـــا

ممكن أمشي يا بابا ولا حضرتك عاوز تقولي حاجه تاني ؟

جذبها من يدها وأجلسها بجواره مره آخري وظل ممسكا بيدها وهو يقول بحنان :

- إيـــه يا بنتي اللي انتي شايلاه جواكي ده كله ؟

تنهدت بمرارة وقالت :

- حضرتك عارف من زمان اني كتومه ومش بطلع اللي جوايا بسهوله ، علشان كده ارجــوكم خدوا بالكم من كلامكم لأنكم مهما عملتوا برضو مش هعرف ارد عليكم وهشيل جوايا وبس ، ممكن حضرتك بس تدعيلي وانا هبقي كويسه ؟

تنهد بحزن وقال :

- حــاضر ، روحي علي اوضتك لو حابه

غادرت سلمي الغرفه وهي لا تدري شيئا كالعاده ، هل والدها قاسي ام حنون ؟ لماذا دائما يغضبها ويوبخها ويظلمها وأيضا تشعر أحيانا انه يحبها ويخاف عليها ؟ سألت نفسها هذا السؤال مئات بل الاف المرات ولكنها لم تجد إجابة كالعاده ، فمن الممكن ان يكون رد فعله هذا نتيجة لانه يحبها ولكن بطريقته ؟!! لا تعلم شيئا فقررت عدم التفكير في هذا الأمر الآن ، فيكفيها الم قلبها الذي تحمله .

ذهبت إلي حاسبها وقامت بفتح حسابها علي موقع الفيس بوك وأرسلت رسالة لحفصه الغائبه وكتبت فيهــا :

- حفصه أنا محتاجالك اووووي اليومين دول ، انا حاسه اني كارهه نفسي ومبقاش ليا نفس أعمل أي حاجه زي زمان ، واقفه مكاني ومش عارفه اتقدم خــالص ، مفيش أي حد كان بيساعدني غيرك ودلوقتي مبقاش ليا حد اصلا .

يلا ما علينا ، ربنا يسعدك

أخذت تعيد قراءة المحادثات التي حدثت بينها وبين حفصه وتوقفت عند هذه الرسالة الموجوده في آخر محادثه بينهما :

" لما تحسي انك تعبتي ومش قادره تكملي طريقك إستخدمي سلاحك .. معاكي الدعاء والقرآن "

" إفتحي المصحف وانتي بتقولي لـ ربنا يـــارب إبعتلي رسالة ، إبدأي دوري كل يوم علي رسالة من ربنا ليكي لحد ما توصليلها ، إدعي كتير اوووي ربنا يقويكي ويثبتك ، اوعي يا سلمي تستسلمي للشيطان اووعي حد يضايقك بكلمتين ويخليكي ترجعي عن هدفك "

" معاكي قرآنك ودعاءك يا سلمي فاهماني ؟ معاكي سلاحك يا سلمي اوعي تتخلي عنه "

أخذت سلمي تقرأ الكلمات مرة تلو الآخري وتنهدت بأريحيه وهي تقول :

- زي ما تكوني حاسه بيـــا يا حفصه ، يـــارب أقدر أكلمك تاني في يوم من الايام

ثم أخذت تردد :

- يــــارب إبعتلي رسالة ، يــــارب إبعتلي رسالة ، يــــارب إبعتلي رسالة

تركت الرسائل وهي مازالت تردد جملة " يــــارب إبعتلي رسالة " وذهبت لصفحتها الرئيسية لمتابعه آخر الأخبار ، نظرت أمامها فإذا بها تري منشور مكتوب فيه :

زهرة اللوتس تستمع الآن إلي " إشتقت إليك "

شعرت بالحزن بداخلها وأخذت تردد :

- الحمد لله الذي عافاني ، ربنا يهديكي يا زهرة ، ربنا يبعدك عن الاغاني ويعلق قلبك بالقرآن

وقبل ان تهبط لتري منشور آخر لمحت إسم صاحب الأغنيه " أحمد سعيد "

أخذت تحدث نفسها قائله :

- أنا شوفت الإسم ده قبل كده ، فين يــــاربي فيــــن

ثم تذكرت فجأة وقالت :

- أيـــوه صح ده واحد من المنشدين الجداد اللي حفصه قالتلي عليهم

أخذت تحك ذقنها ببطء وتفكر قليلا ثم إبتسمت قائله :

- مش يمكن دي تكون رسالة من ربنا ليــا ، أحملها وأشوف

قامت بتحميلها وبدأت تستمع إلي كلماتها :

ضاقت بيا الدنيا .. لقيتنى انسان غريب
وبقيت انا حاجة تانية .. بجد انسان عجيب
لقيتنى بعدت فى ثانية .. بعد أما كنت قريب
لقيت قلبى بقى آسى .. عينيا مافيهاش دموع
لقيتنى بجد ناسى .. أى معنى للخشوع
خلاص قلبى احساسى .. بيتمنوا الرجوع

وخلاص يارب انا راجع ليك .. ندمان بشدة انا بين ايديك
على كل لحظة ماكنتش ليك .. وكنت فيها عاصيك وناسيك
يارب راجع ادق الباب .. باب الرحيم باب التواب
دا لما بعدت شوفت العذاب .. خلاص يارب اشتقت اليك

انا قولت هاعيش حياتى .. بس انا عايشها حرام
علشان ارضى شهواتى .. وابقى مبسوط وتمام
اترينى هازيد آهاتى .. وكل دا اوهام
وخلاص عرفت حقيقى .. بجد احلى حياة
لما ينور طريقى .. برضا وحب الله
يبقى القران صديقى .. ورسولى امشى فى خطاه

وخلاص يارب انا راجع ليك .. ندمان بشدة انا بين ايديك
على كل لحظة ماكنتش ليك .. وكنت فيها عاصيك وناسيك
يارب راجع ادق الباب .. باب الرحيم باب التواب
دا لما بعدت شوفت العذاب .. خلاص يارب اشتقت اليك

أخذت تسمع كلماتها بذهول !! فكأنها توصف حالتها تمـاما ، سمعتها مره تلو الآخري حتي كادت ان تحفظها كإسمها وأخذت تردد :

وخلاص يارب انا راجع ليك .. ندمان بشدة انا بين ايديك
على كل لحظة ماكنتش ليك .. وكنت فيها عاصيك وناسيك
يارب راجع ادق الباب .. باب الرحيم باب التواب
دا لما بعدت شوفت العذاب .. خلاص يارب اشتقت اليك

تنهدت بأريحيه وهي تقول مؤكده :

- راجعالك يــــارب ومش هيهمني حــد ، مش هستني مساعده من حد لإنك معايا دايما ، حفصه كانت دايما تقولي اللي معاه ربنا مش هيحتاج مساعده من حد ، وانا معايا ربنا ومش عايزه أي حاجه من حد ، هفوق لنفسي كده وأرجع أحسن من الأول مليـــون مره وأبدأ أخد خطوه جديده في حياتي بإذن الله ، يـــــارب قدرني وقويني .

أغلقت حاسبها وذهبت لمصحفها ولكن بقلب آخر ، فهي قد سمعت إنشوده واحده فقط ولكن غيرت فيها الكثير ، أمسحت مصحفها بإشتياق ونظرت إليه فوقعت عينها علي هذه الآيه التي أراحت قلبها اكثر وأكثر :

" وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ "

أخذت تنظر للأية بسعاده وهي تقول :

- فهمت الرسالة يــــارب وهنفذها بإذن الله

_________________________

كان إسلام يتحدث مع اخته هند عندما سمع رنين هاتفه المحمول ، تركها ودخل غرفته فوجد فاروق المتصل فأجاب مسرعا :

- الـــو

- يابني انا مش قلتلك إسمها السلام عليكم

- أيوه أيوه صح ، إستني لما أقفل واتصل تاني بقي

- يـــابـــاي عليك مش هتبطل رخامه بقي ، السلام عليكم أولا بس

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، هاه متصل ليـه ؟

- إقفل ياض ، إنت أصلا متستحقش الأخبار الحلوه اللي انا جايبهالك دي

- أخبار حلوه ، يـــاريت ياخويا حد لاقي

- بص عندي خبرين حلوين وواحد وحش ، تحب نبدأ بإيه ؟

- قول أي حـــاجه ، المهم تتكلم بس

تنهد فاروق بسعاده وقال :

- أولــا كده يا سيدي نهي وافقت عليـــا الحمد لله

- هييييح وإيه كمــان

- يـــاواد بطل بقي ، ثانيا يا سيدي لقيتلك شغل

إنتفض إسلام من مكانه واتسعت عيناه وقال :

- لقيتلي أنــا ؟!! قول وربنا

- وربنا لقيت ، بص هي شركة خاصه مفتوحه من كام سنه كده يعني ، كانوا طالبين مهندسين ومدير شركتنا قالنا لو تعرفوا حد محتاج وظيفه وكده وانا رشحتك ليهم ، إبقي تعالي بقي بكره وهات معاك اوراقك وربنا يقدم اللي فيه الخير إن شاء الله

- بجد يا فـاروق انا مش عارف أقولك إيـــه ، ربنا يبارك فيك

- يابني عيب ماتقولش كده ده انت أخـــويا

- طيب وإيه الخبر الوحش بقي ؟

- بص هو مدير الشركة دي صعب حبتين واللي اعرفه ان محدش بيحبه ، بص انا مش عايز أظلمه بس ده اللي انا سمعته عنه ، عموما روح وشوف بنفسك

- يا عمي وانا مالي ومال المدير ، هو حد لاقي شغل دلوقتي ، هحضر اوراقي وأجيلك بكره بإذن الله

- تعالي ع الساعه 9 الصبح كده مــاشي ؟

- اوكــــشن بإذن الله

- يلا إقفل بقي

تنهد إسلام بدلع مستفز وقال :

- لا إقفل انت الأول ، هخاف أقفل علي ودنك وتوجعك وانت عارف انا حونين إزااي

- مـاشي يا ظريف ، مستنيك بكره بإذن الله ، يلا سلام عليكم

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

_____________________

- أمــــامـــــا أمـــــامــــــا

قالها إسلام وهو يهرول كالأطفال نحو غرفة والدته ، نظرت له بسعاده وقالت :

- مالك يا واد في إيه ؟

أخذ يقفز كالأطفال وهو يقول :

- لقيت شغل يـــاماما لقيت شغـــل

ضمته والدته بقوه وهي تقول :

- يا مانت كريم يــــارب ، الحمد لله يابني الف مبرووووك

ثم نظرت له بتساؤل وقالت :

- بس لقيته إمتي ده ؟ ما انت كنت لسه قاعد من شويه ومقولتش حاجه

- لأ ماهو فاروق كلمني دلوقتي وجابلي شغل

- والله يابني فاروق صاحبك ده فيه الخيــر ومن ساعة ما عرفته وانت حالك اتصلح

أجابها مؤكدا :

- والله فعلا يا ماما ، طلع جدع وراجل بجد ، وانا اللي كنت دايما بظلمه ، يلا الحمد لله

- طيب يابني هتروح إمتي تقدم ؟

- بكره إن شاء الله

- بإذن الله هتقبل ، هما هيلاقوا زيك فين يعني ؟

- قولي يـــــارب

______________________

تقدم إسلام للوظيفه وبالفعل تم قبولة بفضل الله ، لقد كان المرتب صغير بعض الشئ ولكنه رضي به وأخذ يدعو الله ان يرزقه من حيث لا يحتسب ، وبعد هذه المناسبه السعيده قرر أيضا أن يفاتح فاروق في الموضوع الذي يفكر فيه من عدة أيام ، فقال له مبتسما :

- فاروق انا عايز أحفظ قرآن

نظر له فاروق بدهشه ممزوجه بالسعاده وقال :

- بجد والله !

إتسعت إبتسامة إسلام وهو يومأ برأسه إيجابا ويقول :

- بجد والله نفسي أحفظ ، بس مش مجرد حفظ لأ انا عايز أحفظ بالتفسير ، والتفسير عندي كمان أهم من الحفظ علشان أكون فاهم كل كلمة بقولها وأحس بيها ، ينفع تحفظني ؟

إحتضنه فاروق بسعاده وهو يقول :

- ينفع طبعــا ، بس الافضل انك تروح لشيخ يحفظك ، هيكون أحسن مني يعني ، عموما انا هظبطلك ميعاد مع الشيخ اللي كنت بحفظ عنده وأقولك ، تمــام

- تمــام جــــدا ، بس ما يكونش بيزعق ولا بيضرب هاه

- هههههه لأ متقلقش ده كويس اوووي والله

________________

بدأت سلمي تعود لطبيعتها مرة آخري ، طبيعتها القويه العنيده المُصره علي التغيير ، طبيعتها التي رفضت أن تعيش بلا هدف كباقي البشر ، طبيعتها التي جعلتها علي إستعداد لفعل أي شئ حتي تتقرب من الله عزوجل .

____________

وبعد مرور شهر كان إسلام واقفا في الشرفه ينظر إلي الشارع عندما رأي سلمي وولدتها تعبران من أمام منزلة ، وجد نفسه بكل براءة يشير إليها ويقول :

- إيه ده سلمي صاحبة هند أهي

ولكنه سرعان ما أشاح بوجهه جانبا وقال بصرامه :

- إيــه ياعم ما تغض بصرك ، وبعدين إيه حركات الأطفال دي !!

خطرت في باله فكره فهبط من منزلة وذهب لأقرب مكان يباع فيه ورد وإشتري 5 وردات صغيرات باللون الاحمر والوردي وعاد بهما إلي المنزل ، طرق باب غرفة هند ودخل والإبتسامة تعلو وجهه وقال :

- هند جبتلك ورته

قفزت من مكانها وأمسكت بالوردات بسعاده كالأطفال وأخذت تشتم رائحتهن بكل شوق ومن ثم إنتبهت له وهو واقف ينظر لها فقالت متعجبه :

- ربنا يخليك يا إسلام ، بس إشمعني يعني ؟!!

تنهد بخبث وقال :

- إيـــه يعني حرام أدلع اختي الصغنونه شويه ، قلت أجيبلك ورد ونقعد نتعرف علي بعض بقي وكده

رفعت حاجبها قائله :

- هنستعبط يا إسلام ؟!! نتعرف إزاي يعني مانت عارف عني كل حاجه

جلس علي الفراش ووضع رجل فوق الآخري وقال بثقه :

- لأ طبعا أكيد مش عارف عنك كل حاجه ، إحكيلي عن نفسك لاني حاسس اني بقالي كتير متكلمتش معاكي

جلست بجوارة وقد فرحت بهذا الإهتمام وإخذت تحدثه عن نفسها لفترة طويله حتي إنتهت فقال :

- طيب وعندك إصحاب بقي ؟

- أكيد عندي

نظر لما بمكر وقال :

- طيب إحكيلي عنهم

نظرت له نظرة غاضبه وقالت :

- إحكيلك عنهم ليه ؟ وإنت مالك بيهم أصلا !!

ضحك ببراءة وقال :

- يا بنتي مش لازم إتطمن علي اختي مصاحبه مين وبتتكلم مع مين وكده ؟

أومأت براسها موافقه وأخذت تحدثه عن سلمي أولا ، حدثته عن أخلاقها وتفكيرها ، عن التغيير المفاجئ الذي حدث بشخصيتها وإقترابها من الله عزوجل وتغيير خطة مستقبلها بالكامل ، عن حبها لهما وحنانها عليهما ، عن إصرارها وعدم يأسها ، عن كل شئ جميل تشعر به تجاه سلمي

أخذ إسلام يستمع إلي الكلمات وهو في غاية السعاده ، لا يعرف لماذا شعر بالسعاده وقتها وهو يسمع عنها ولا يعلم أيضا لماذا الآن فقط فكر في السؤال عنها ، كل ما كان يدور بداخله وقتها انه يريد معرفة كــل شئ عنها وفقــط .

إنتهت هند من كلامها عن سلمي وبدأت في التحدث عن فاطمه ، لم يرد سماع شئ آخر بعد ما سمعه عن سلمي ، حاول الخروج من الموقف بطريقه مرحه فقال :

- إيــــه يا ست إنتي رغايه كده ليه ؟

نظرت له بتعجب وقالت :

- يابني مش إنت اللي قلت عاوز تعرف عني أكتر ؟!!

إبتسم ببراءة وقال :

- مــاشي منا عرفت عنك خلاص ، بس مليش دعوه بصحباتك أنا

وافقته الرأي وقالت :

- صح عندك حق

نهض من مكانه متجها لغرفته وهو يقول بمرح :

- إبقي إدفعي تمن الورد ده بقي هـــاه

أطلقت ضحكة عاليه وتبعتها بنظره ساخره وقالت :

- خد الباب في إيدك يا إسلام ، ربنا يهديك يابني

__________________

وقف امام شرفة غرفته وأخد ينظر إلي السماء ويقول :

- يــاربي هو في بنات كده ؟!! طيب وهو انا معقوله أستاهل واحده زي دي بعد كل المصايب اللي عملتها في حياتي دي ؟

نظر للجانب الآخر وقال هامسا :

- بس انا توبت والله ، وبإذن الله يــاربي تكون سامحتني وغفرتلي ذنوبي ، هو معقوله لو انا اتقدمتلها ممكن توافق ؟

عـاد بنظره إلي الشرفه وقال :

- طيب هو انا ليه أصلا دلوقتي بالذات بفكر فيها ؟ ماهي جارتي من زمان ومكنش بيهمني أعرف عنها حاجه قبل كده ، معقوله يكون كلام فاروق عن الحلال والقرب من ربنا أثر فيا وخلاني انا كمان أفكر زيه ؟ معقوله تكون دي البنت اللي ربنا كاتبهالي علشان يعوضني عن كل مره حزنت وتعبت فيها ؟ معقوله يـــارب تكوني بتحبني وسامحتني ؟

- طيب وليه لأ ؟ مش دايما محمد الله يرحمه كان بيقولي ان ربنا أحن علينا من أي حد ؟ ودايما كان بيقولي محدش هيحس بيك غير ربنا ، يا حبيبي يا محمد كان نفسي اوووي تكون موجود جنبي دلوقتي وتشوفني وانا كده .

يــــارب لو هي من نصيبي قربني ليها وسهلي الامور في الحلال ، ولو مش ليا نصيب فيها ارزقها بالزوج الصالح اللي يسعدها ويحقق لها ما تتمني .

بس انا برضو مش هسكت ، هحــاول .. هنخسر إيه يعني ؟!!

عاد إلي غرفة اخته وطرقها ودخل مسرعا وقال بسرعه البرق :

- هنــد انا عايز أتجوز سلمي
---------------------------------------------------------------------------------------------

يـــاتري هند هتقـتـل إسلام ولا هتعمل فيه إيه بعد اللي قاله ده ؟

طيب هل سلمي هتوافق ؟ هل هو يستاهلها فعلا ؟

طيب ممكن صعوبات تواجههم ولا الموضوع هيعدي علي خير ؟

كمان إيه رأيكم في إصرار سلمي ؟ ليه إحنا منبقاش زيها ؟!!

شايفين القصه الفترة الجاية هتمشي إزاي ؟

ويــــاتري نهاية الرواية قربت ولا لسه في حاجات مستنيانا ؟

مسلمة متفائلة
18-09-2014, 02:54 AM
الحلقه التاسعة عشر :

https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/10577102_661796543912678_7370583522246377018_n.png ?oh=04ce1e91ce1a78ed6f1e9ff978af87b5&oe=546D9F35&__gda__=1415742953_8fe47d7ff02ef03ae26f0c60634f908 e


عاد إسلام إلي غرفة اخته وطرقها ودخل مسرعا وقال بسرعه البرق :

- هنــد انا عايز أتجوز سلمي

رفعت حاجبها وقالت متعجبه :

- نعم ياخويا !!

تنحنح بحرج وقال مؤكدا :

- والله بتكلم بجد ، انا عاوز أتقدملها

نظرت له بعدم إهتمام وقالت :

- روح نام يا إسلام علشان عندك شغل الصبح ، إنت شكلك نعست وخرفت !!

قفز من مكانه وجلس متربعا في وسط فراشها وقال :

- مش هنـــام ، ومش ماشي من هنا غير لما تقوليلي أتقدملها إزاي

صرخت به قائلا :

- يا إسلام إنت مجنون ؟!!

أطلق ضحكات عاليه متواصله وقال :

- اه اه مجنون ، وبرضو هتجوزها مليش دعوة ، لو ربنا أذن يعني

مطت شفتاها للأمام وقالت بغضب :

- يا إسلام إحنا هنستعبط !! يعني علشان قولتلك عليها كلمتين تقوم تقولي عايز أتجوزها ؟!! طب لو كنت كلمتك عن فاطمه كمان كنت هتروح تتقدملها هي التانيه !!

أخذ يحرك رأسه يمينا ويسارا وهو يقول بصوت طفولي :

- تؤ تؤ سلمي بس

تنهدت بغضب وقالت هامسه :

- لا حول ولا قوة إلا بالله ، ربنا يهديك بابني

قفز من علي الفراش ووقف أمامها مباشرة وقال مؤكدا :

- يا هند والله بتكلم جد ، انا فعلا عاوز أتقدملها وإنتي لازم تساعديني

عقدت ذراعيها امام صدرها وقالت بإستنكار :

- طيب وإنت لحقت تعرفها بقي علشان تتقدملها ؟!!

نظر لها بثقه وقال :

- لأ ما أنا هعرفها في بيت أهلها ، كل اللي أعرفه عنها دلوقتي سمعتها الحلوه وانا بصراحه يشرفني تكون مراتي بنت زي دي ، كمان كلامك عنها دايما كان بيبين أد إيه هي بنت محترمه فعلا وقليل اللي زيها الأيام دي ، يمكن زمان مكنتش بهتم اوي بكلامك عنها بس دلوقتي بتكلم بجد والله

أخذت تحك ذقنها عدة مرات وهي تفكر ثم نظرت له بجديه وقالت :

- يعني أكيد أكيد عاوز تتقدملها ؟

- وربنا اه

تنهدت قائله بقلق :

- بس اللي أعرفه ان هي مش هتوافق تتخطب قبل ما تتخرج ، هي كانت دايما بتقول كده ، كمان باباها شديد شوية فمش عارفه هيوافق علي إمكانياتك ولا لأ

نظر لها بتوتر وقال :

- هو عايز يجوزها لواحد غني يعني ؟

- بص مش عارفه بالظبط ، لكن برضو ممكن أجس نبضها كده وأقولك

نظر لها بسعاده وحب وقال :

- يعني هتساعديني بجد ؟

قالت بإبتسامه :

- هساعدك علشان أخلص منك بس

- طيب بصي اوعي تقوليلها حاجه عليا هاه ، إنتي بس شوفي الأول هتوافق ع المبدأ ولا لأ ، يعني هترضي تتجوز واحد ظروفه زيي كده ؟ كمان إيه مواصفات الولد اللي عايزه تتجوزه وكده ، كمان قوليلها لو جالك واحد مواصفاته كذا وكذا هتوافقي ولا لأ ، كده يعني اكيد إنتي فاهمه أكتر مني فـ الحاجات دي .

- مـــاشي أمري لله ، وانا أقول برضو الواد جايبلي ورد وعاملي فيها عم الرومانسي ، أتاريها طلعت رشوة

- هع هع فاهماني إنتي دايما أهند

______________

- سرحانه في إيه يا لوءة

قالتها سلمي عندما دخلت غرفتها وأحضرت بعض الأشياء ولكن ولاء لم تلحظها ، إنتبهت ولاء فقالت :

- هاه

- بقولك سرحانه في إيه يا بنتي ؟

أسندت وجهها علي كفتها وقالت بحزن :

- إفتكرت العريس التحفه اللي إنتي رفضتيه ده ، بجد لو كان جالي انا كنت وافقت فـــورا !

أخذت سلمي تضحك بشده وهي تقول :

- إنتي لسه فاكراه ؟ ده من أكتر من شهر يا بنتي ، والله ده انا بحمد ربنا ان هو كمان رفضني علشان مكونش ظلمته معايا

قالت ولاء بإستنكار :

- والله إنتي عبيطه ، وده هتلاقي زيه فين بقي إن شاء الله

نظرت لها بثقه وقالت :

- هيجيلي أحسن منه

مطت شفتاها للأمام وقالت بإستنكار :

- ليه بقي إن شاء الله تكونيش الوزيرة وانا معرفش ؟!! ولا بتعرفي في علم الغيب !!

جلست علي حافه الفراش ونظرت لها بجديه وقالت :

- لأ مش كده ، لكن علشان أنا عندي ثقه في ربنا انه مش هيخذلني ، ربنا عالم باللي جوايا واني بجد مش عايزه حاجه من الدنيا غير واحد يكون كل هدفه الجنه ويشدني معاه ويساعدني علي تربية أولادنا علي القرآن والسنه .

عارفه اني اقل بكتير من إني أستاهل واحد زي ده ، بس برضو ثقتي في ربنا أكبر من كده ، وكمان اللي بيدعي بيقين بإذن الله ربنا هيستجيب دعاءه لان الرسول صلي الله عليه وسلم قال : "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلبٍ غافل لاه". رواه الترمذي ، وكمان ربنا قال في الحديث القدسي " أنا عند ظنِّ عبدي بي "

علشان كده يا ستي أنا متأكده ان ربنا هيرزقني بالإنسان اللي انا بتمناه ، ماهو مش معقول هيكون كل هدفي أعيش حياتي صح وأرضي ربنا وربنا هيخذلني ومش هيساعدني ، مستحيــل يا بنتي لأن ربنا كريم وانا واثقه في كرمه .

__________________

- يلا إتصلي إتصلي خليكي جدعه يلا يلا يلا يلا

قالها إسلام وهو يقفز في مكانه كالأطفال ويطلب من هند بإلحاح ان تتصل بسلمي لتذهب لزيارتها لتعرف منها رأيها في الأمر وتخبره لكي يطمئن قلبه

إستجابت هند لكلامه وإتصلت بسلمي وهو ينظر لها بترقب وقالت :

- الو سلمي ازيك

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ياختي ، الحمد لله تمام جدااا إنتي عامله إيه يا هنود ؟

- كويسه الحمد لله ، بقولك إنتي فاضيه النهارده ؟

- اه فاضيه هروح فين يعني !! إشمعزة ؟

- كنت عاوزه أجيلك أشوفك ينفع ؟

- يـــاسلام إيه الرضي ده كله ، يلا شدي العباية بسرعه وتعالي هستناكي

- مــاشي 10 دقايق وأبقي عندك بإذن الله

أغلقت هند الهاتف وغمزت لإسلام في سعاده فقال لها :

- هند اوعي تجيبي سيرتي في الموضوع هاه

- ما تقلقش يا باشا عيب عليك

- طيب يلا روحي بسرعه بقي وإسأليها كل الأسئله اللي اتفقنا عليها ماشي ؟

- مــاشي

تركته هند وذهبت لغرفتها لترتدي ثيابها وتذهب ، بينما إتصل هو بفاروق ليعرف ما إذا كان يستطيع مقابلته الآن ام لا ، وأجاب فاروق بالموافقه فهبط إسلام الدرج بسرعه وإستلقي اول سيارة أمامه وذهب إلي منزل فاروق ، حضر إليه فاروق فقال إسلام بسعاده :

- فـــــــــــــــــــــــارووووووووووووق

رفع حاجبه وقال متعجبا :

- إيه يابني بتصوت ليه منا قدامك أهو !!

تنهد إسلام بأريحيه وقال :

- انا عايز أبقي زيك

تعجب أكثر وقال :

- زيي أنا ؟!! يعني إيه ؟

- بص انا نفسي أبقي كويس زيك كده وقريب من ربنا ومعملش ذنوب خالص

- ومين قالك بقي إني مش بعمل ذنوب خالص ؟

- يابني مش قصدي ، قصدي يعني اني عايز أكون كويس وخلاص

- مـاشي يا سيدي مبدأيا كده لازم يكون قدوتك سيدنا محمد علية الصلاة والسلام وبس ، ما تبصش لأي إنسان وتقول انا عايز أبقي زيه لان كلنا مليانيين ذنوب ربنا يرحمنا ، كمان بقي في حاجه مهمه جـــدا وهي إنك تستشعر مراقبه الله ليك

- يعني إيه ؟

- يعني وإنت بتعمل أي حــاجه في حياتك تبقي حاطط في دماغك إن ربنا دلوقتي شايفك ، وتقعد تسأل نفسك يا تري ربنا دلوقتي راضي عني ولا لأ ؟ يا تري انا دلوقتي باخد حسنات ولا سيئات ؟ لو عرفت تحس بكده فعلا يبقي إنت هتبقي كويس زي ما بتتمني

- طيب أعمل إيه تاني علشان أبقي قريب من ربنا ؟ انا الحمد لله واظبت علي الصلاة في الجامع وبدأت احفظ قرآن اهو وكمان قرأت سيرة سيدنا محمد وباقي الأنبياء ، وحاليا بقرأ في سيرة الصحابه ، أعمل إيه تاني بقي ؟

- في حاجات كتير اووي ممكن تعملها ، لو عبادات مثلا ممكن تعمل لنفسك جدول صغير كده وتحط فيه الحاجات اللي هتقدر تواظب عليها يوميا زي مثلا أذكار الصباح والمساء ، عدد معين من التسبيح والصلاة ع النبي والإستغفار ، صلاة السنن وصلاة الضحي ، قراءة سورة الملك قبل النوم ، ورد قرآن مثلا وورد تفسير يومي ، قيام الليل حتي لو ركعتين مع الوتر ، كده يعني

كمان بالنسبه بقي للمعاملات حاول دايما تخليك قدوة بأخلاقك ، عامل كل الناس كويس وإبتسم في وشهم وحببهم في الملتزمين ، وطبعا طبعا بر الوالدين مفيهاش كلام دي ، خد بالك من أختك اووي لأنها مسئولة منك .

إستئذن دايما من شغلك وروح صلي ومع الوقت هتلاقي صحابك عملوا زيك ، غض بصرك طبعا وحافظ علي بنات الناس من نفسك ، حاول دايما لو جه سؤال في بالك إبحث عنه وإقرأ فيه وزود معلوماتك ، إتفرج علي برامج دينيه بقدر الإمكان وخلي معاك دايما ورقة وقلم وسجل الحاجات المهمه اللي الشيخ بيقولها وإبدأ في التنفيذ ، امممم تعبت

قال إسلام بمرح :

- معلش يا فاروق قولهم تاني بقي علشان أكتبهم في ورقه

وكزة في يده بشده وهو يقول بضيق مصطنع :

- إمشي يا إسلـــام من قدامــــــي

ضحك إسلام بصوت مرتفع وقال :

- خلاص خلاص والله فهمتم وبإذن الله هبدأ في التنفيذ ، لــازم أكون من عمار الأرض ولازم أكون مسلم بجد

- ربنا يثبتك ويقربك منه أكتر

ثم نظر له بتمعن وقال :

- بس قولي إيه سبب القرار المفاجئ ده بقي ؟ يعني إيه اللي فكرك بيا دلوقتي وجاي فجأة تقولي عايز أبقي زيك يا فاروق ؟!!

أغمض عينيه للحظات ثم نظر له بسعاده وقال :

- علشان قررت اتدوز

ضحك فاروق بمرح وقال :

- تتدوز ! وماله يا خويا مش عيب بس برضو مفهمتش إيه علاقة القرار ده بالجواز

تنهد إسلام قائلا :

- مفيش يا سيدي شوفت النهارده بنت ماشيه تحت البلكونه بتاعتنا مع مامتها وفجأة كده لقيتني بسأل عليها وعاوز أعرف عنها كل حاجه وفجأة كده برضو حبيت شخصيتها اوي ونفس ذات الفجأة لقيت نفسي عاوز أبقي أفضل علشان أستاهلها بجد واتقدملها بقي ، عارف اني مجنون بس هو ده اللي حصل والله

أطلق فاروق ضحكات عاليه متواصله وهو يقول :

- طب كل ده جميل بس إيه حكاية انك شوفتها تحت البلكونه دي ؟ يعني لقيت بنت ماشيه في حالها كده قلت تتجوزها وكمان فين غض البصر يا استاذ !

- لالالا اوعي تفهمني صح ، البنت دي أصلا جارتنا وصاحبة هند اختي وانا عارفها من زمان ، كمان والله غضيت بصري انا لمحتها بس

ضغط علي يده بقوه وقال بسعاده :

- ربنا يوفقك يا إسلام ويجعلها من نصيبك لو فيها الخير ليك

ثم انتبه قائلا :

- بجد خد بالك من حاجه ، انت هتبقي كويس علشان ترضي ربنا وتبقي مسلم صح مش علشان هي توافق عليك ، فاهم الفرق يا إسلام ؟

أومأ برأسه إيجابا وقال :

- ماتقلقش يا فاروق ، انا بدأت في الطريق ده ومش هسيبه لأي سبب من الأسباب بإذن الله ، كل الحكاية اني حسيت انها إنسانه بجد تستاهل كل خير فعلشان كده مش عايز أظلمها معايا وبإذن الله لو ليا نصيب فيها هكون فعلا الزوج اللي هي بتتمناه ، ولو مش ليا نصيب فيها برضو هفضل مكمل في طريقي إن شاء الله

- أيــون تمام كده ، ربنا يفعلك الخيــــر

كاد إسلام أن يذهب ولكنه تذكر موضوع غاية في الأهمية فعاد مره آخري وقال بتوتر :

- فاروق صحيح عاوز أسألك في حاجه

- إسأل

صمت للحظات محاولا تجميع كلماته وقال :

- فاكر لما قولتلك ان في واحد أعرفه كان يعرف بنت من علي النت وكانوا بيحبوا بعض وكده

إبتسم فاروق بمكر وقال :

- يــــــاه ده من حوالي سنه ونص او سنتين يابني ، بس اه فاكر ماله ؟

أخذ يفرك يده اليمني باليسري في توتر وقال :

- هو من ساعتها ندم جــدا علي اللي عمله وسابها وتاب الحمد لله ، دلوقتي بقي لو حب يتقدم لواحده وسألته عن ماضيه وكده ، هل المفروض يقولها انه كان يعرف واحده زمان ولا يكذب عليها ؟

أجاب فاروق بثقه :

- لأ طبعا ميقولش

تعجب إسلام وقال :

- طيب مش هو كده يكون بيخدعها ؟

تبسم فاروق وقال بحنان :

- لأ يا سيدي مش بيخدعها لان هو تاب بجد وربنا ستر عليه فمينفعش يروح هو بقي يفضح نفسه ويجاهر بالمعصيه دي

- متأكد يا فاروق ؟

أومأ برأسه إيجابا وقال مؤكدا :

- متأكد والله يابني ، ولو مش مصدق روح بنفسك وأبحث عن فتاوي عن الموضوع ده هتلاقي كلامي صح ، انا قريت في الموضوع ده كتير متقلقش

تنهد تنهيده قويه أخرجت كل ما كان يحمله من خوف وقال :

- ربنا يريح قلبك يا فاروق

نظر له فاروق بخبث وقال :

- يـــاه هو صاحبك ده عزيز عليك اوي كده ؟ والله فيك الخير يا إسلام

انتبة إسلام فجأة ولم يستطع تجميع كلماته فقال بصوت متردد :

- هاه ؟ اه طبعا طبعا

إستئذن منه إسلام وغادر المكان ، شعر بإن قلبه يطير في الهواء ، فأخيرا قد شعر بالراحه من هذا الموضوع الذي آلمه كثيرا وكان يشعره دوما بالذنب ، كان يعرف انه لن يستطيع الكذب علي خطيبته في يوم من الأيام لأن إسلام والكذب أعداء ولكن أيضا كان دائما يخاف من رد فعلها حتي بعد علمها بإنه تاب إلي الله وندم علي كل شئ ، لكن الآن وبعد أن أصبح لدية رخصه شرعيه أحس بالراحه أخيرا وان هذه الصفحه من حياته قد تم غلقها نهــــائيــــا .

عاد إلي المنزل فوجد هند لم تأتي بعد فجلس في إنتظارها وهو مابين الخوف والفرح والضحك والحزن والجنون والملل ، لم يعرف كيف مر الوقت ولكنه لم يشعر بنفسه إلا عندما إنتفض من مكانه علي صوت مفتاح الباب وهو يتحرك في مكانه ، دخلت هند وأغلقت الباب خلفها فوجدته أمامها ينظر إليها بلهفه وهو يقول :

- هاه قوليلي بسرعه عملتي إيه ؟

كانت تتنفس بصعوبه فحاولت الراحه قليلا وهي تقول بضجر :

- طيب يابني إستني أخد نفسي بس !

أجابها متعجبا :

- تاخدي نفسك من إيه يا هند ده انتي جايه من آخر الشارع يا دوب !

تركته ودخلت غرفتها ، جلست علي حافة الفراش محاوله إلتقاط انفاسها ، دخل ورائها وجلس علي الفراش بجوارها وإنتظر حتي ترتاح قليلا وتبدأ في الكلام .

إلتفتت له بكامل جسدها ونظرت له بحزن وقالت :

- معلش يا إسلام ..

وصمتت

نظر لها بخوف وأمسك يديها وهو يحركهما بعصبيه ويقول :

- هــــاه قولي بسرعه حصل إيه ؟

- يابني إستني عليا طيب

- يا هند إخلصي بقي وقعتي قلبي

إنتظرت قليلا حتي يتوتر أكثر وأكثر ثم قالت :

- شكلها كده والله أعلم هتوافق عليك يا إسلام ، هيص يا عم

قفز من مكانه وعاد للخلف قليلا وهو ينظر لها بتمعن ويقول :

- بجد والله ؟

أخذت تفكر للحظات وهي تنظر لتعابير وجهه وقالت :

- يعني اللي إستنتجته من كلامها كده

نظر لها محذرا وقال :

- هند اوعي تكوني قولتيلها عليا حاجه

أومأت براسها نفيا وقالت :

- يابني مجيبتش سيرتك خالص متقلقش

إقترب منها قليلا وهو ينظر إليها بسعاده وقال :

- طيب قوليلي بقي اللي حصل بالتفصيل

- مفيش يا سيدي , هي قالتلي إنها كل اللي بتحلم بيه إنها تتجوز راجل بجد يشيل مسئوليتها ومسئولية ولاده ، حد يكون عايش بس علشان يرضي ربنا وياخد بإيديها للجنه ، ويكون قدوة ليها ولغيره ويعلمها دينها ويحفظها قرآن ، نفسها يشجعوا بعض دايما علي التقرب من الله عزوجل أكتر ويكون هو ده هدفهم في الحياة أصلا ، مش مهم عندها انه يكون عنده فلوس او شقه ملك او كلية قمه او كده ، يعني قالت أي كلية مش هتفرق واي وظيفه المهم يكون عنده مرتب يعرف يعيشهم حتي لو صغير هي ممكن تستحمل عادي ، طبعا يكون بيحبها اووي وبيحب روحها أكتر من شكلها ومش بيبص لواحده غيرها أبـدا وراضي بيها وبيناقشها لو في حاجه مضايقاه منها ، بإختصار يا إسلام عاوزاه مسلم بجد ، هو ده الشرط الاساسي

أخذ إسلام يستمع إلي كلمات اخته وهو في غاية السعاده ومع كل كلمة يزداد إحترامه لسلمي أكثر وأكثر ، شجعته هذه الكلمات علي ان يكون الرجل الذي تتمناه سلمي بحق ، أخذ قراره بأن يعدل من حاله قليلا ومن ثم يتقدم لها وينتظر من الله الخيـــر .

إنتبه علي صوت هند وهي تنادي عليه قائله :

- إيـــه ياعم روحت فين ؟

- هاه ؟ معاكي اهو

- طيب هتتقدملها ولا إيه ؟

- اه بإذن الله ، بس في حاجات كده هظبطها في نفسي الأول وبعدين أروحلها

تذكرت هند شيئا مهما فقالت بحرج :

- صحيح في حاجه مهمه لازم تعرفها

نظر لها بتوتر وقال :

- خيـــر ؟

تنحنحت بتوتر وقلق وقالت :

- هي قالتلي إنها مش بتفكر في موضوع الجواز ده دلوقتي خالص ، لما تتخرج الاول

نظر لها بحزن وقال :

- الكلام ده أكيد يعني ولا إيه ؟ يعني خلاص كده مفيش أمل السنادي ؟

نظرت له بإستفزاز وقالت :

- أمل ماتت منتحره هيهيهيهيي

وكزها في ذراعها بقوه وهو يقول بغضب :

- مش وقت إستظراف دلوقتي يا هند والله

أطلقت ضحكات عاليه أغضبته أكثر ثم هدأت قليلا وهي تقول :

- بس علي فكره في حل

إنتفض من مكانه وهو يقول بلهفه :

- إيــــه قولي

- كان في عريس متقدملها من فترة كده وباباها ضغط عليها وخلاها شافته ، متهيألي المبدأ متاح يعني حتي لو بنسبه 5 %

ثم أجابت بثقه :

- يعني لو انا قولتلها ان في شخص كويس ومواصفاته كذا وكذا ممكن توافق تشوفه

إرتمي علي الفراش براحه وهو يقول :

- أيــــوه كده ريحتيني ، بإذن الله هحاول اتقدملها قريب جدااااا

نظرت له هند وقالت بسرعه هائله :

- طيب وقريب ليـــه ؟

ثم أمسكت بهاتفها بسرعه أكبر وضغطت علي الازرار وفي خلال لحظات وجدها تقول :

- سلمي إسلام اخويا عاوز يتقدملك !
----------------------------------------------------------------

مسلمة متفائلة
18-09-2014, 02:57 AM
الحلقة العشرون :

https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/10577102_661796543912678_7370583522246377018_n.png ?oh=04ce1e91ce1a78ed6f1e9ff978af87b5&oe=546D9F35&__gda__=1415742953_8fe47d7ff02ef03ae26f0c60634f908 e


أمسكت هند بهاتفها بسرعه وضغطت علي الازرار وفي خلال لحظات وجدها تقول :

- سلمي إسلام اخويا عاوز يتقدملك !

نظر لها في ذهول , إتسعت عيناه وضغط علي أسنانه بشده حتي كاد أن يحطمها وأمسكها من يدها بعصبيه وقال بصوت خفيض حتي لا تسمعه سلمي :

- يا بت إنتي مجنونه !! إقفلي بسرعه ولا إعملي أي حاجه

إرتفع صوتها أكثر وهي تقول :

- أيــوه والله يا بنتي إسلام أخويا شافك وعاوز يتقدملك

ضغط علي يدها أكثر حتي كاد إن يعتصرها ونظر لها والشرر يتطاير من عينيه ، أبعدت الهاتف عنها قليلا وقالت هامسه :

- في حاجات ماينفعش فيها غير الجنان

نظر لها نظرة أخافتها وقال بغضب :

- إتصرفي بسرعه يــا هند وإلا ..

قاطعته قائله بهمس :

- يا واد إصبر بس

إنتشل الهاتف من يدها بسرعه وهم أن يغلقه لولا ما رآه ، نظر لها بحده وقال :

- يعني إيه ده بقي إن شاء الله ؟!!

أخذت الهاتف من يده ونظرت له ببراءة وقالت :

- تصدق لسه مدوستش علي زرار الإتصال هيهيهيهيهيهي

أرتمي علي الفراش بقوه وقال بغضب :

- إنتي غبية صح ؟!!

جلست بجواره وربتت علي كتفه بإستفزاز وقالت :

- بنتعلم منك يا باشا

أخذ يحول نظرة ما بين النافذة وبينها فإنتبهت لذلك وسألته عن السبب فأجاب :

- كان زماننا دلوقتي سامعين ناس عماله تصوت تحت !

نظرت لها متعجبه وقالت :

- إشمعني ؟!!

رفع حاجبه وقال بمكر :

- علشان كان هيبقي في جثه مرميه تحت الشباك دلوقتي ، بس الحمد لله لحقت نفسها

عادت للخلف قليلا ونظرت له بخوف مصطنع وقالت :

- يعني رخم ومجنون وكمان قتال ***ه ؟!!

ثم أردفت قائله بمرح :

- الله يعينك يا سلمي يا بنتي

إتسعت إبتسامته وهو يقول :

- الله يعينها فعلا !

____________________

كانت سلمي تشاهد أحد البرامج الدينيه لداعية شاب عندما أتتها ولاء ونظرت لها بتعجب وقالت :

- إيه يا بنتي اللي إنت عاملاه ده ؟!!

أجابتها بكل براءة :

- بغض بصري !

مطت شفتاها للأمام وقالت بإستنكار :

- يعني حطالي ورقة بتاع لوحه ورسمالي عليها ولد كرتون ضحكته لحد ودانه ولزقاها علي وش الراجل وتقوليلي بغض بصري ؟!! ده اللي هو إزاي يعني ؟!!

إرتفعت ضحكات سلمي وهي تنظر لولاء بتعبيرات وجهها الغاضبه وحركات يدها السريعه وقالت :

- عادي يا ولاء أهو تغيير ، بدل ما أنا علطول بتفرج علي الديكور او علي التيشرتات بتاعتهم

زفرت بضيق وقالت :

- ويعني فيها إيه لما تبصي للراجل وهو بيتكلم ؟ هو هياكلك ؟!!

إلتفت لها بكامل جسدها وقالت بجديه :

- لا يا ولاء مش هياكلني ، بس غض البصر فرض علينا لان ربنا سبحانه وتعالي قال " وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ " وانتي عارفه اني من النوع اللي مش بعرف أركز غير لو بصيت في وش اللي بيتكلم علشان كده بقي بحاول أعمل أي حاجه تساعدني علي غض البصر ، وبإذن الله مع الوقت أتعود ع التركيز وانا باصه في الأرض ، إدعيلي إنتي بس

قالت ولاء بتعجب :

- طيب بس ده شيخ يعني مفيهاش حاجه !!

تبسمت قائله بهدوء :

- يعني يا ولاء هو الشيخ ده مش راجل ؟!! أي راجل مهما كانت وظيفته او درجه قربه من ربنا لازم نغض بصرنا عنه ، وحتي روحي إسألي بنفسك البنات عن رأيهم في الدعاه وخصوصا الدعاه الشباب هتلاقيهم عمالين يقولولك فظـيع وهييييح ووسيم ومعرفش إيه !! رغم انه شيخ أهو لكن برضو في الأول وفي الآخر هو راجل وماينفعش نفضل نبص عليه كده

- ماشي يا سلمي براحتك ، بس إنتي كده مش بتزهقي يعني ؟

أومأت برأسها نفيا وقالت :

- لأ بالعكس والله ده انا بكون مرتاحه جـــدا ، وكمان لما أكون مش ببص علي شباب خالص أكيـد ربنا هيجازيني خيـر ويحلي في عيني زوجي المستقبلي حتي لو هو شكله عـــادي ، واثقه في كرمه بقي

تركتها ولاء وغادرت بينما دفنت هي رأسها بين كفيها وأخذت تدعو الله قائله :

- يــــارب إحفظني وإرضي عني وقربني منك أكتر ، يــارب قويني وساعدني علي غض البصر وإحفظلي قلبي وإبعد عني أي فتنه ، يـــارب جنبني الفتن ماظهر منها وما بطن ، يــــارب عوضني عن كل لحظه حزن عيشتها وإرضي عني وارزقني باللي يساعدني وياخد بإيدي للجنه .

___________________

وبعد ثلاث أسابيع :

طرقت هند باب غرفة أخيها ودخلت وهي تقول بحيره :

- يا إسلام إنت مش هتروح تتقدم لسلمي بقي ولا إيه ؟ يابني ده الدراسه خلاص قربت جـدا ، يأما تروح اليومين دول يأما بقي تستني لما نتخرج ونكون فاضيين

نهض من علي الفراش بتثاقل وقال بحيره أكبر :

- والله يا هند كنت لسه بفكر في الموضوع ده دلوقتي

نظرت له بتعجب وقالت :

- طيب ومستني إيه ؟

تنهد بتوتر وقال :

- هروح أقولهم إيه يا هند ولا اتقدم بإيه ؟ إنتي من ساعة ما قولتيلي ان باباها عاوز يجوزها لواحد معاه فلوس وانا قلقان ، وزي ما انتي عارفه الفلوس اللي بابا الله يرحمه سايبهالي مش هتكفي جهازي كله والمرتب بتاعي برضو صغير ومش هيعمل حاجه

- طيب يا إسلام ما تروح وتشوف واللي فيه الخير يقدمه ربنا

صمت قليلا ثم نظر لها بتساؤل وقال :

- تفتكري ممكن باباها يوافق عليا ويخفف عني طلباته شويه ؟ وهل هي اصلا هتوافق تتنازل عن شبكه كبيره وفرح مش عارف فين والكلام ده ؟

ربتت علي كتفه مطمئته إياه وقالت :

- بالنسبه لسلمي متقلقش هي مش بتفكر في الحاجات دي خالص وأكيد هتوافق عليك لو لقت انك فعلا الشاب اللي هي بتتمناه

ثم نظرت له بحيره وقالت :

- أما بقي باباها فبصراحه معرفش ، بس إحساسي بيقولي إنه هيعصرك

ضربها علي ذراعها بخفه وقال :

- لأ انا كده إتطمنت ، مش عارف من غيرك كنت هعمل إيه بس ؟

قالت بلهفه :

- هاه أروح أفاتحها في الموضوع بقي ولا إيه ؟

أومأ برأسه نفيا وقال :

- لأ إستني شويه هفكر تاني وأخد رأي واحد صاحبي في الموضوع وأشوف

غادرت الغرفه وإستلقي هو علي الفراش وأخد يفكر في الآمر مرة آخري

_______________

وفي المساء إتصل إسلام بفاروق ليقابله ويأخذ رأيه في الأمر وذلك لانه دائما يحب سماع أراء فاروق ويثق بها :

صافحه فاروق وسأله عن أحواله فقال :

- الحمد لله أديني مطحون أهو في الشركه دي ربنا يقدرني ، بس إنت عارف ؟ رغم إني كتير جـــدا بحس ان انا الوحيد اللي براعي ربنا في شغلي والباقي نايميين ومقضينها أكل وهزار وشاي ومعرفش إيه ، لكن برضو ببقي مرتــاح جـــدا لما باخد المرتب وبحس إن هو حلال وإني أستحقه فعلا

نظر له فاروق نظره إعجاب ثم تنهد بحسره قائلا :

- هو ده الحال في معظم الوظايف للأسف ، المهم بس الواحد يراعي ربنا في شغله وميبصش للتانيين ويقول إشمعني لأن كل واحد فينا يوم القيامه هيتحاسب علي نفسه وبس

أومأ برأسه مؤيدا ثم تذكر فجأة موقف ما جعله يقفز في سعاده كالأطفال وهو يقول :

- عارف يا فاروق ؟ حصلت حاجه تحفه اوووي في شغلي الإسبوع ده

نظر له فاروق بلهفه وقال :

- خيــــر ؟

تنهد بأريحيه وقال :

- فاكر لما قولتي أبقي أسيب الشغل وقت الصلاة وأروح أصلي وأرجع ؟ رغم ان سعات المدير كان بيضايقني ومش بيوافق إلا اني برضو كنت بصر علي رأيي وأروح ، الإسبوع ده بقي لقيت اتنين صحابي في الشغل بقوا ييجوا يصلوا معايا وبيقولولي انهم كان نفسهم يعملوا كده من زمان مع المدير بس مكانوش بيقدروا

أمسك فاروق كفه وربت عليه بخفه وقال :

- والله انا فخور بيك يا إسلام

إستمع إسلام إلي هذه الكلمات وهو في سعاده بالغه وقال مازحا :

- عارف بيقولولي إيه كمان ؟ بيقولولي إنت ناقصلك لحيه وتبقي شيخ علي حق ، رغم اني مبعملش حاجه غير اني بعاملهم بما يرضي الله وبصلي وبتقي ربنا في شغلي ، سبحان الله ميعرفوش انا كنت إيه في الأول ، اللهم لك الحمد .

نظر له فاروق بدهشه وقال :

- تصدق بالله ؟ انا كنت لسه بفكر في موضوع اللحيه ده ، من زمان اوووي وانا نفسي أعفي لحيتي بس مش عارف إيه اللي كان مأخرني لكن من يومين كده كلمت نهي وإتفقنا إننا نقرأ أكتر عن اللحيه والنقاب وبعدين نقرر ، بس كلامك ده حمسني ، بشرة خير إن شاء الله

تبسم له إسلام قائلا :

- ربنا يوفقك يـــافاروق

نظر له فاروق بحماس وقال :

- طيب بقولك إيه يا إسلام ؟ ما تيجي نعفي لحيتنا إحنا الإثنين وأهو نكون بنساعد بعض علي رضا ربنا وناخد الثواب سوا

قال إسلام بتعجب :

- لأ يابني لحية إيه دلوقتي ، صعب اوووي وانا مش أدها أصلا

- ماشي براحتك يا سيدي ، علي العموم إقرا عنها برضو وشوف جايز تغير رأيك

- إن شاء الله

وفجأة تذكر إسلام الموضوع الاساسي الذي أحضر فاروق لأجله فقال :

- بقولك إيه يا فاروق ، فاكر البنت اللي قولتلك إني عاوز أتقدملها دي ، إيه رأيك أروح دلوقتي وانا مش جاهز ولا إستني ولا أعمل إيه ؟ انا خايف تروح مني

نظر له بترقب وقال :

- إنت مش جاهز خالص يعني ولا إيه نظامك ؟

أجابه بالنفي قائلا :

- لأ الحمد لله بابا الله يرحمه سايبلي مبلغ كويس بس مش هيكفي برضو ، وكمان سمعت ان والدها عاوز حد غني يعني فـ قلقت بصراحه

نظر له فاروق بحماس ممزوج بالسعاده وخلاص :

- خلاص يا عم روح طبعــا وبإذن الله ربنا يقدم اللي فيه الخير ، يعني ممكن يوافقوا علي إمكانياتك وممكن إنت تطول الخطوبه شويه لحد ما تجهز نفسك وطبعا ساعتها مرتبك كله هيتحوش للجهاز وممكن ربنا يرزقك بمكافئة او تثبيت او أي حاجه تزودلك المرتب شويه متقلقش .

رجع إسلام بذاكرته قليلا ثم قفز من مكانه في سعاده وقال :

- تصدق فعلا كانوا بيقولوا إنهم كل سنه في شهر 6 بيثبتوا واحد من اللي شغالين جداد ، وده طبعا بيكون علي حسب الكفاءة والضمير وكده ، وإحساسي بيقولي اني انا اللي هتثبت علشان انا أكتر واحد بشتغل في الموظفين الجداد ، احم احم ده بفضل ربنا طبعـــا

ربت علي كتفه عدة مرات وقال :

- خلاص يبقي إنت تروح تتقدم فـــورا وربنا ييسرلك الأمور

ثم قال مؤكدا :

- وبعدين يا عم لو ليك نصيب فيها محدش هيقدر يمنعكم عن بعض ، كل دي حجج البشر بيعملوها لكن اللي ربنا كاتبه هيحصل مهما كان ، إتطمن بقي

إبتسم إسلام بسعاده وقال :

- تصدق والله أحسن حاجه قولتها ، هي فعلا لو من نصيبي محدش هيقدر يمنعها عني ، هروح بقي وربنا ييسر الأمور ، إدعيلي هاه

- حـــاضر

____________________

عاد إسلام إلي المنزل وذهب مباشره إلي غرفة هند وقال بحماس :

- يلا روحي قوليلها إني عاوز اتجوزها بقي

أخذت هند تضحك ضحكات متواصله أغضبته فقال :

- وهو انا قولت حاجه تضحك للدرجادي ؟

أشارت إلي الساعه المعلقه علي الحائط وقالت بتعجب :

- إنت شايف الساعه كام ؟

نظر للساعه وقال بعدم فهم :

- اه 10 فيها إيه يعني ؟

أخذت تضحك مرة آخري وهي تقول :

- وأنا اروح أبات عندها دلوقتي يعني ولا أعمل إيه ؟

نظر للساعه مره آخري فوجدها العاشرة مساءا بالفعل فضرب جبهته بيده وهو يقول :

- أوبـــس ، معلش مش مركز

نظرت له بمكر وقالت :

- اللي واخد عقلك بقي

أزاحها بتجاه الفراش وقال مازحا :

- نامي يا هند يا حبيبتي شطـــوره ، علشان بكره الصبح نخرج نروح عند طنط سلمي جارتنا

- ماشي هعديها مزاجي ، بكره بإذن الله أروحلها ونشوف

___________________

وبالفعل ذهبت هند في اليوم التالي إلي منزل سلمي ، جلست كل منهما تحدث الآخري عن الكثير من أمور الحياة ، كانت سلمي تتحدث بينما هند تفكر كيف تفاتحها في الآمر وأخيرا إستجمعت شجاعتها وقالت :

- سلمي هو إنتي ممكن تتخطبي دلوقتي ؟

نظرت لها سلمي متعجبه وقالت :

- إيه يا هند مانتي عارفه رأيي من زمان !!

تنحنحت قائله بحرج :

- طيب لو جالك واحد زي ما بتتمني بالظبط توافقي ؟

نظرت لها بتوتر وقالت :

- وده هيجيلي منين ده ؟ قولي يا هند اللي عندك علطول قلقتيني

تنهدت تنهيده قويه وحاولت ترتيب كلماتها وقالت :

- انا جايبالك عريس وفيه تقريبا كل المواصفات اللي إنتي عاوزاها ، هينفع ييجي دلوقتي ولا المبدأ مرفوض أصلا ؟

أسندت رأسها بداخل راحة يدها وقالت بقلق :

- طيب وهو مين العريس ده بقي ؟

أجابتها علي الفور :

- إسلام أخويا

إتسعت عينا سلمي وقالت بتعجب :

- إسلام أخوكي ؟!!

نظرت لها هند فشعرت بالتوتر وقالت بصوت هامس :

- اه وحش ولا إيه ؟

تنحنحت سلمي بإحراج وقالت :

- لأ والله مش قصدي ، علي عيني وعلي راسي طبعـــا ، بس يعني إنتي عارفه تفكيري كويس ومتهيألي إسلام أخوكي مش زي الشخص اللي في بالي خالص !!

تنهدت هند بأريحيه وقالت :

- لأ يا سلمي ده إسلام إتغير خــــالص ، ده حتي يا بنتي ....

وأخذت تقص عليها التغييرات التي طرأت علي أخيها ، شعرت سلمي بالسعاده وهي تستمع إلي كلمات هند ، ليس لأنها تتحدث عن إسلام بحد ذاته ولكنها دائما ما تفرح عندما تعلم ان هناك شخصا آخر عرف الله وإقترب منه أكثر .

إنتظرتها سلمي حتي إنتهت من كلماتها وكادت ان تتحدث ولكنها لم تجد ما تقوله فصمتت ، فقالت لها هند :

- هاه إيه رأيك ؟

أجابتها بقلق :

- مش عارفه بصراحه

- طيب حتي قوليلي رأيك مثلا في شكله او في الكلام اللي سمعتيه او أي حاجه

شعرت بالإحراج فقالت بصوت خفيض :

- بصي الكلام اللي انا سمعته جميل طبعـا ويفرح أي حد ، وبالنسبه لشكله فأنا مشوفتهوش من زمان فمش مركزة في ملامحه يعني ، بس اصلا مش مهم عندي الشكل ، أهم حاجه من جواه عامل إيه

أخذت تحرك يدها بحماس وهي تقول :

- طب قولي بقي يلا يلا يلا

ضحكت بشده وهي تقول :

- أقول إيه بس ؟

- قولي إنك موافقه ، انا عارفه إنك موافقه يا اروبه بس مكسوفه ، وعموما يا ستي اقعدوا مع بعض وشوفوا هتتفقوا ولا لأ

نظرت لها سلمي بجديه وقالت :

- طيب إنتي متأكده من الكلام اللي قولتيه عليه ده ؟

ثم قالت بمرح :

- مش علشان أخوكي بقي وكده هـــاه بدل ما أعرف الحقيقه وأعورك

ضحكت بشده وهي تقول :

- لأ والله كل اللي قولته عليه حقيقي ، وأصلا انتوا من بعد ما بدأتوا تلتزموا وإنتوا شبه بعض جـــدا وانا بصراحه عاوزه أخلص منكم إنتوا الإثنين وارتاح

نظرت لها بقلق وقالت :

- طيب بصي هفكر وأقولك

نهضت هند من علي الفراش متجهه إلي باب الغرفه وهي تقول بجديه :

- خلاص قشطه هقوله إنك وافقتي ، إبقي عرفي باباكي بقي علشان ميتفاجئش لما إسلام يتصل بيه

قفزت سلمي من مكانها في فزع وقالت :

- يا هند إنتي بتهزري ؟!!

أطلقت ضحكات متواصله وهي تقول :

- إنتوا ما ينفعش معاكم إلا كده ، يلا أنا همشي بقي ماشي ، سلام عليكم

وقبل ان تستطيع الكلام وجدتها قد إختفت من أمامها فقفزت علي الفراش بخفه وسعاده وهي تقول :

- والله مجنـــونه

_________________

عادت هند إلي المنزل فوجدت إسلام في إنتظارها ، نظر لها بلهفه فلم تعره أي إهتمام فقال بحزن :

- رفضت صح ؟ انا كنت حاسس ، يلا كل شئ نصيب

وغادر المكان متجها إلي غرفته ، أسرعت الخطي وراءه وقالت بتعجب ممزوج بالمرح :

- ياعم هو انا هلاقيها منك ولا منها ، بطلوا جنان بقي جننتوني معــــــاكم وانا غلبانه أصلا

جلس علي حافة فراشه ونظر لها بيأس وقال :

- ماهي لو كانت وافقت كنتي هتقولي علطول ، خلاص بقي حصل خير

جذبته من مكانه وأوقفته أمامها مباشره وقالت :

- ركز معايا كده وبلاش شغل الأفلام ده هاه ، وإسمعني كويس

نظر لها بترقب وقلق ولم يتحدث

أمسكته من ذراعيه ونظرت في عينيه وهي تقول بصوت مرتفع :

- إسلـــــــام ســــلمــــــي وافــــقــــــت

لم تنتبه إلا عندما سقط أمامها علي الأرض فضربت علي قلبها بقوه وهي تقول بصراخ :

- إسـلــــــــــام

------------------------------------------------------------------

هو مات ولا إيه ؟

وإيه رأيكم في موقف هند كأخت وصديقه ؟

مسلمة متفائلة
21-09-2014, 07:47 AM
الحلقه الواحده والعشرون :

https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/10577102_661796543912678_7370583522246377018_n.png ?oh=04ce1e91ce1a78ed6f1e9ff978af87b5&oe=546D9F35&__gda__=1415742953_8fe47d7ff02ef03ae26f0c60634f908 e


أمسكت هند إسلام من ذراعيه ونظرت في عينيه وهي تقول بصوت مرتفع :

- إسلـــــــام ســــلمــــــي وافــــقــــــت

لم تنتبه إلا عندما سقط أمامها علي الأرض فضربت علي قلبها بقوه وهي تقول بصراخ :

- إسـلــــــــــام

حاولت تحريكه يمينا ويسارا ولكنها لم تستطع فهرولت إلي الخارج وهي تصرخ بأعلي صوتها مناديه والدتها .

وقبل أن تصل إلي غرفة والدتها سمعته يقول بمرح :

- بـت يا هند

عادت للغرفة ونظرت إليه بفزع وهو مازال مستلقيا علي الأرض وقالت بخوف :

- إسلام مالك ؟

نظر لها بتعجب مصطنع وقال :

- إيه ياختي عمرك ما شوفتي واحد ميت من الفرحه ولا إيه ؟!!

نظرت له بإندهاش وقالت :

- إنت بتهزر ؟ ولا إنت تعبان بجد ؟ ولا متفاجئ ولا إيه ؟!!

نهض من مكانه وجلس علي حافة الفراش محاولا التعديل من هيئة رابطه عنقه الغير موجوده أصلا ونظر لها بغرور وقال :

- يا بنتي أتفاجئ من إيه ؟ منا عارف إنها هتوافق أصلا ، هو انا في واحده تقدر ترفضني

عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بعصبيه :

- يا إسلام إنت بتستعبط !! هو ده وقت هزار أصلا ؟ وبعدين هي مقالتليش إنها موافقه اوي يعني

إنتفض من مكانه وهو ينظر لها بخوف وقال :

- اومال إنتي بتقولي وافقت إزاي ؟

جلست بجواره ووضعت ساقا فوق الآخري وهي تقول بتعالي :

- ههههههاي شوف من شوية كان عاملي فيها رئيس الجمهورية ودلوقتي أخره فرخه مشلوله

وكزها في ذراعها بشده وهو يقول بصرامه :

- هند إخلصي وافقت ولا لا ؟!!

رفعت حاجبها وهي تنظر له بإستفزار ولم تتحدث ، وكزها مره آخري بعصبيه وقال :

- يا بت إخلصي

نظرت له بإبتسامه وقالت مازحه :

- خلاص حرام صعبت عليا هقولك وأمري لله ، بص هي طبعا كانت مكسوفه وكده ومقالتليش حاجه ، بس يعني مكانتش رافضه فأنا بقي أخدتها في دوكة وقولتلها هقول لإسلام إنك موافقه وطلعت أجري ، بس يا سيدي

نظر لها بإعجاب وقال مشجعا :

- جدعه يا هنود ، طالعه راجل من ظهر راجل

نظرت له بإستهزاء وقالت :

- هنشوف ياخويا الراجل ده هيكون شكله عامل إزاي لما عمو باباها يكلمك

نظر لها بثقه وقال :

- متقلقيش ، هستخبي تحت السرير بس

_______________________

أخذت سلمي تفكر في الامر في حيرة ، فكلام هند عن إسلام أسعدها بينما هي رافضه تماما لفكرة الخطوبه أثناء الدراسه ، ولكن ماذا إذا كان إسلام رجلا بحق ؟ ماذا لو كان هو الشاب الذي تتمناه ؟ هل ترفضه بسبب إنشغالها بالدراسه ؟ ام تقبل به وتجلس معه لتعرف عنه أكثر وبعدها تقرر ؟ تنهدت بعمق ثم تذكرت كلمات هند وإنها سوف تبلغ إسلام ان سلمي وافقت علي رؤيته بالفعل ، فطردت الافكار عن رأسها وحاولت التفكير في أمر آخر .

كيف ستخبر والدها ؟ هل سيوافق عليه ام انه اقتنع بوجهة نظر سلمي ولن يتدخل في حياتها قبل ان تتخرج ؟ أخذت تفكر كثيرا حتي إستجمعت شجاعتها وقررت الذهاب لإخبار والدها بالأمر كي يكون علي علم عندما يتصل به إسلام .

ذهبت إلي غرفته وتركت بابها بخفه وقالت :

- بابا حضرتك صاحي ؟

أجابها من الداخل علي الفور :

- تعالي يا سلمي

دخلت وجلست بجوارة وقالت بهدوء :

- بابا في عريس عاوز يتقدملي وانا مش عارفه أعمل إيه ؟ حضرتك رأيك إيه ؟

نظر لها بتعجب وقال :

- مش إنتي قولتي مش هوافق علي حد قبل التخرج ؟ بس عموما يعني لو غيرتي رأيك انا معنديش مشكله طبعا ، بس هو مين العريس ده ؟

أجابته علي الفور :

- إسلام أخو هند صاحبتي

نظر لها بتفكير وقال :

- طيب وده مواصفاته إيه ؟

أخذت تتذكر كلمات هند وقالت مبتسمه :

- هو مهندس ومحترم وشايل مسئولية هند ومامته من زمان وشغال في شركة كده بس نسيت إسمها

نظر لها بإعجاب وقال :

- مهندس ، طيب حلو جــدا يعني هيعيشك في مستوي كويس

إبتلعت ريقها وقالت بتوتر :

- اه طبعا إن شاء الله

إبتسم لها قائلا :

- خلاص ماشي نشوفه واللي فيه الخير يقدمه ربنا

نظرت له بسعاده وقالت :

- هقول لهند بقي علشان تخليه يتصل بحضرتك

تبسم قائلا :

- ماشي

_____________________

وبعد ثلاثة أيام :

قالت هند وهي تتجه مسرعه إلي غرفة أخيها :

- إسلام سلمي إتصلت بيا وبتقولي انها بلغت باباها بالموضوع خلاص ، دلوقتي بقي المفروض تتصل بيه إنت وتحدد معاه ميعاد

نظر لها بسعاده وقال :

- قشــطه بقي

ثم نظر لها بحيره وقال :

- هما الناس بيقولوا إيه في الحاجات اللي زي دي ؟ يعني أتصل بيه أقوله ياعمي انا عاوز أتجوز بنتك ؟!!

أطلقت هند ضحكات متواصله وهي تقول :

- ياعم انا مالي قول اللي إنت عاوزه ، المهم تتكلم بس

ثم أمسكت بهاتفها وقامت بالإتصال بوالد سلمي وأعطته الهاتف علي الفور ، تفاجئ من سرعتها ونظر لها بفزع وقبل أن يستطيع التحدث سمع صوتا يقول :

- السلام عليكم

إبتلع ريقه قائلا بحرج :

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

صمت للحظات محاولا الحصول علي أي كلمة ولكنه لم يجد ، أخذ ينظر لهند بقلق ويحاول إستغاثتها لتخبره بأي شئ يقوله ولكنها لم تفعل فسمع الصوت مره آخري يقول :

- مين معايا ؟

قال بتوتر :

- انا إسلام يا عمي أخو هند صاحبة الأنسه سلمي بنت حضرتك

- أهلا يا إسلام إزيك ؟

- الحمد لله يا عمي بخير

ثم تنحنح قائلا :

- كنت حابب أحدد ميعاد مع حضرتك علشان أجي اتقدم للأنسة سلمي

قال بجديه :

- طيب يابني إحنا فاضيين بكره او الإسبوع الجاي اللي يريحك

- خلاص بإذن الله نيجي بكره ، ممكن علي الساعه 7 كده كويس ؟

- تمام كويس

- ماشي يا عمي بإذن الله قبل الميعاد هتصل بحضرتك ، سلام عليكم

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أخذ يكرر الضغط علي زر الإغلاق للتأكد من ان والدها لن يسمعه بعد الآن ، إرتمي علي الفراش بإجهاد قائلا لهند :

- مكنتش أعرف ان الموضوع صعب اوي كده ، انا حاسس اني قربت أنصهر

نظرت له بإستعلاء وقالت :

- ههههاي وأخيـــرا بقي هعرف أفرح فيك ، قولتلي بقي إني راجل من ظهر راجل هاه ؟

قذفها بالوساده بمرح وقال :

- طيب الله يخليكي يا هند هاتيلي الحته اللي ع الحبل بقي ولمعيلي الجذمه وكده يعني ، ولو عندك شويه برفيوم من أي نوع ميضرش برضو

رفعت حاجبها قائله بغضب :

- ألمعلك الجذمه ؟ أهي دي أخرتها كمان !! انا خلاص دوري خلص لحد كده ، قابل بقي يا معلم

_________________

- يا سلمي تعالي عاوزك

قالها والدها بعدما تحدث مع إسلام وحدد معه ميعاد الرؤية الشرعيه ، جاءت علي الفور وقالت بإبتسامتها المعتاده :

- نعم يا بابا

نظر لها بجديه وقال :

- العريس هييجي بكره بعد المغرب إن شاء الله

نظرت لها بإنتباة وقالت :

- بكره بكره يعني ؟ اليوم اللي طالع ده ؟!!

أجابتها ضاحكا :

- أيوه بكره اليوم اللي طالع ده

عادت للخلف قليلا وقالت بحياء :

- ماشي يا بابا اللي تشوفه

تركته وعادت إلي غرفتها وهي تحدث نفسها بصوت مرتفع قائله بتعجب :

- بكره ؟ طب بكره إزاي ؟ أوام كده ؟!! إستر يـــــارب

سمعتها ولاء فقالت متعجبه :

- هو إيه اللي بكره ؟

تنهدت بسعاده وهي تقول :

- إسلام أخو هند جاي يتقدملي بكره

قفزت ولاء من مكانها وهي تقول بفرحه :

- إسلـــــام ؟ كويس جدااااا ، ده ولد شيك وروش جدا أصلا

ثم نظرت لسلمي بإستنكار وقالت :

بس إنتي اكيد مش هتوافقي عليه أصلا !!

تبسمت سلمي قائله :

- شيك وروش ؟ طب والله كويس ، وضيفي عليهم بقي كلمة ملتزم

نظرت لها بتعجب وقالت :

- ملتزم إزاي ؟!!

حاولت إستفزازها وقالت بسعاده :

- أيــوه يا بنتي ماهو من سنه وشوية كده بقي معقد زيي الحمد لله ، يعني دلوقتي شيك ومعقد في نفس ذات اللحظه ، والله حاجه تفرح

ثم نظرت لها متعجبه وقالت :

- بس صحيح إنتي إزاي عرفتي انه شيك وروش زي ما بتقولي ؟ ده انا نفسي صاحبة اخته اهو بس معرفش عنه حاجه

قالتها علي الفور :

- لأ ما انا كنت دايما بشوفه مع اصحابه في الشارع ، يلا ما علينا المهم انتي توافقي بس

تنهدت بحيره وقالت :

- قــــولي يـــارب

_______________________

وفي اليوم التالي :

إرتدت سلمي ملابسها وجلست علي الفراش بتوتر كعاده كل فتاة في ذلك الوقت ، سمعت جرس الباب فزادت ضربات قلبها بشده ، إقتربت من باب غرفتها وفتحت منه جزء صغير لتستطيع رؤية أي شئ ولكنها مع الأسف لم تري شيئا ، ولكن سمعته وهو يتحدث مع والدها ومن الواضح ان والدته فقط هي التي معه ، أخذ يحدث والدها عن عمله وأخلاقه وعائلته ووالده المتوفي وحياته وأشياء من هذا القبيل .

بعد عدة دقائق سمعت أصوات أقدام والدها تقترب من غرفتها فتبينت انه ات ليأخذها ، توترت أكثر حتي وجدت باب غرفتها يفتح من قبل والدها وهو يقول لها :

- يلا يا سلمي

مشيت خلفه علي إستحياء وجلست في المكان الذي أشار إليه والدها ، ظل الاب يتحدث عن إبنته ودراستها وأخلاقها ومعاملتها لهم وهي صامته تماما لا تتحدث ، تبتسم وفقط .

نظرت والدتها لوالدها نظرة ذات معني ، قام الأب وطلب من سلمي الجلوس مكانه وإستئذن هو للذهاب للداخل قليلا لكي يفعل شئ ما ، بينما نهضت والدة سلمي بصحبة والدة إسلام وجلسا في الغرفة المفتوحه علي الصالة في مواجهة إسلام وسلمي مباشره .

نظر لها مبتسما وقال :

- ازيك ؟

أجابت بخجل :

- الحمد لله

صمت قليلا وهو يفرك يده بالآخري في توتر ويحدث نفسه قائلا :

- فيــــــن الإسئلة اللي كنت محضرها !!

كاد أن يضرب رأسه بيده ليتذكر أي شئ ولكنه تذكر انها ستراه فأحس بالإحراج وحدث نفسه مره آخري قائلا :

- ياض مانت لسانك طويل علطــــول ، إشمعني دلوقتي ، يــــارب أي حاجه شكلي بقي وحش

ثم وجد نفسه يحدثها بدون تفكير :

- بتحبي الرغي ؟

نظرت له بتعجب ممزوح بالخجل وقالت :

- رغي ؟!!

إنتبه لما قال فتنحنح بإحراج قائلا :

- هكلمك عن نفسي يعني ، تحبي أختصر ولا أقولك كل حاجه ؟

ظلت تفكر للحظات وهي تقول لنفسها :

- طيب لو قولتله يقول كل حاجه عن نفسه ممكن يقول مدلوقه ، وفي نفس الوقت برضو انا عاوزه اعرف كل حاجه ، متهيألي ده حقي أصلا !

إجابته علي الفور :

- لا إتفضل قول كل حاجه تحب تقولها

نظر لها مبتسما وبدأ حديثه قائلا :

- إحنا عندنا 2 إسلام ، إسلام بتاع زمان وإسلام بتاع دلوقتي ..

انا عيشت أكتر من 20 سنه من حياتي كده بدون هدف ، كان هدفي الوحيد أكون عايش مبسوط ومتفوق وبس ، مكنتش اعرف انا مخلوق ليه ولا مهمتي في الدنيا دي إيه ولا أي حاجه ، كنت بمعني اصح مستهتر ومش بعمل حاجه مفيده ، يمكن الحاجه المفيده الوحيده اللي عملتها هي اني اتحملت مسئولية ماما وهند وكمان ده مكنش بمزاجي ده كان غضب عني لما بابا الله يرحمه مات .

أما بقي دلوقتي الموضوع مختلف ، يمكن إتأخرت شويه بس الحمد لله ربنا هداني ، من حوالي سنتين إلا شويه كده بدأت أقرب من ربنا وأصاحب صحبة صالحه ، بدأت أعرف انا عايش ليه ؟ عرفت ان هدفي الأساسي هو الجنه ، وإن كل حاجه بعملها في دنيتي دي المفروض توصلني للجنه ، مذاكرتي وشغلي ونومي وأكلي وجوازي وأولادي وأهلي وكــــل حاجه بعملها في حياتي لازم أعملها بس علشان أرضي ربنا ، عرفت يعني إيه بجد إحساس انك تستشعر قرب ربنا منك ، تحس بجد بكلمات القرآن بتلمس قلبك ، تحس إنك مش عايز حاجه من الدنيا دي غير رضا ربنا وبس ، أي نعم انا لسه في بداية الطريق لكن بحمد ربنا في كل وقت انه هداني قبل ما أموت وانا بعيد .

السبب بقي في تغييري من إسلام رقم 1 لإسلام رقم 2 هو حبيبي وصديق عمري محمد الله يرحمه

محمد ده كان كتله خيـر وحنان ماشيين علي الارض ، كان دايما بيوجهني للطريق الصح ودايما واقف جنبي في كل مشكله تقابلني ، كان بيحبني أكتر من نفسه وكان بيقولي كتيــر اوووي اننا لازم نقرب من ربنا قبل ما نموت بس أنا كنت مستهتر اوي ساعتها ومكنتش متخيل أبدا انه ممكن يروح مني كده بين يوم وليله .

وبس من ساعتها بقي بدأت أفوق لنفسي وأعرف انا عايش ليه وأقرب من ربنا وأفهم أكتر عن ديني وكده ، رغم ان هو مش معايا دلوقتي بس روحه عايشه جوايا أصلا وبإذن الله أي حاجه حلوه بعملها دلوقتي تكون في ميزان حسناته .

نظر لها بإبتسامه وهو يمسح علي عينيه ببطء حتي لا تخرج منها دمعة حائره ، تنهد بعمق وقال :

- هو ده بقي إسلام

أخذت سلمي تستمع إلي كلماته وهي ما بين السعاده والحزن والتأثر والفخر ، أحست بمشاعرها مختلطه تماما وما إن إنتهي حتي قالت بصوت خفيض :

- ربنا يرحمه

تبسم وهو يقول بأدب :

- ممكن انا بقي أسألك ؟

- إتفضل

صوب نظرة تجاهها وقال :

- مين هي سلمي ؟

إتسعت إبتسامتها وهي تقول :

- أرغي برضو ؟

إرتفعت ضحكاته وهو يقول بمرح :

- اه إرغي

تنهدت بعمق وهي تنظر للارض وبدأت حديثها قائله :

- سلمي برضو نفس نظام حضرتك كده ، يعني كانت عايشه حياتها كلها كده وخلاص ، كانت دايما بتحس إن ليها دور في الحياة بس هي مش عارفه إيه هو ، بتحس ان حياتها ناقصه حاجه معينه بس هي مش عارفاها ، من الأخر كنت عايشه وخلاص زي ناس كتير لحد ما ربنا رزقني ببنوته من علي الفيس إسمها حفصه عرفتني علي جروب كده شقلب حياتي كلها ، إتعلمت منه حاجات كتير جـــدا ، عرفت انا عايشه ليه وإيه هدفي في الحياة ، بدأت أغير من نفسي والحمد لله بطلت حاجات كتير كنت بعملها غلط ولسه بحاول أكمل طريقي أهو ، كمان غيرت تفكيري تماما وأهدافي ، دلوقتي بقيت أهدافي كلها متعلقه بالجنه وبقيت بعمل أي حاجه علشان أرضي ربنا وبس ، مش هنكر ان سعات بييجي عليا وقت ضعف كده ومش بكون عارفه أعمل أي حاجه ، ويمكن كمان الموضوع ده زاد بعد ما حفصه سابتني واتجوزت ، بس برضو الحمد لله ربنا مقويني وبيرجعني تاني للطريق المستقيم .

أحس إسلام بالسعاده وهو يستمع إلي كلماتها ، فكأنها تتحدث عنه هو وليس عن نفسها ، راوده سؤال كان لابد منه فقال بلهفه :

- لو ربنا رزقك بزوج كويس بس فقير هتوافقي ؟

همت بالتحدث ولكنه قاطعها مسرعا وقال :

- عاوزين نتفق علي حاجه الاول ، كل كلمة هنقولها هنا هنكون مقتنعين بيها 100% ماشي ، يعني مش عايزين نزوق الكلام والحاجات دي ، أكيد كل إنسان فينا مهما كان كويس برضو جواه حاجات وحشه ، علشان كده كل واحد فينا هيقول اللي بيفكر فيه بكل صدق حتي لو هيبان انه وحش في النقطه دي ماشي ؟ وطبعا علي الطرف التاني إنه يحسن الظن تمام ؟

إبتسمت له قائله :

- علي فكره أنا أكتر شخص بكرهه في حياتي اصلا الكذاب واللي بيخلف وعده

ثم أردفت قائله :

- علشان كده بقي انا اوعد حضرتك اني هتكلم بكل صدق ، مبدأيا كده علي حسب درجه الفقر ده ، وعلشان أكون صادقه مش هقدر أجزم اني هقدر أعيش في عشه فوق السطوح مثلا ، لكن لو شقه صغنونه كده حتي لو إيجار والمرتب صغير شويه مفيش مشكله ، وطبعا الشبكه والحاجات دي كلها مش فارقه معايا طالما الإنسان بيخاف ربنا فعلا وهياخد بإيدي للجنه .

أحب إسلام صراحتها ، فكان من الممكن ان تقول انها تقبل زوجها فقيرا وفقط ، ولكنها أرادت ان توضح له رأيها بالتفصيل كي يكون علي نور .

سألها مره آخري قائلا :

- لو قولتلك قوليلي صفات زوجك المستقبلي في جمله واحده وبعدين فسريها في جمله برضو هتقولي إيه ؟

أخذت تفكر قليلا ثم قالت :

- إجابتي هتكون " يكون حد بيخاف ربنا بجد وهدفه الجنه وبس "

والتفسير بقي " إنه لو خاف ربنا فعلا وعاش حياته كلها بيعمل لآخرته أكيد هيكون إنسان كويس بلاشك "

سألها ثانية :

- طيب والصفات اللي حباها تكون في شخصيته ؟

نظرت له في حيرة وقالت :

- يعني يكون راجل بجد ، مسئول ، صادق ، خلوق ،عارف يقول إيه وإمتي ، مش بيرجع في كلمته ، بيساعد أهل بيته .

مــ الآخر يكون حد قدوته النبي عليه الصلاة والسلام ، يحاول دايما يشوف سيدنا محمد كان بيتصرف إزاي ويعمل زيه

هم أن يسألها مرة آخري ولكنه سمع أذان العشاء فنهض من مكانه وقال بمرح :

- أنا هروح أصلي وآجي تاني علشان نكمل

ثم صوب نظره تجاهها وقال :

- ولا مجيش ؟

نظرت إلي الارض بخجل ولم تتحدث ، فقال مازحا :

- أجي تاني ولا أروح علي بيتنا بقي ؟

إنكمشت في نفسها أكثر وكادت ان تنصهر من الإحراج فأحس بها وقال :

- خلاص نكمل مره تانيه بإذن الله ، يلا السلام عليكم

نادي علي والدته ووقف عند الباب في إنتظار والد سلمي ليودعه قبل المغادره ، صافح كل منهما الآخر وهبط درجات السلم كالأطفال وهو يقول لوالدته بسعاده :

- والله حلوه حكاية الرؤية الشرعيه دي يا حجه ، ما تيجي نعمل كده كل يوم

ضربته علي كتفه بمرح وقالت :

- إمشي يا واد بدل ما حد يسمعنا ونتفضح

أوصلها إلي المنزل وذهب هو لأداء الصلاة ، وعندما عاد وجد هند تنتظره بلهفه فدخل غرفته ولم يعرها أي إهتمام فقالت بغضب :

- يا إسلام خلص وإحكيلي عملت إيه

رفع حاجبه قائلا بتعالي :

- عاوزه حاجه يا أنسه ؟

وكزته في ذراعه بشده وهي تقول :

- إسلام خلص بجد !

جلس علي حافة الفراش وهو ينظر لها بسعاده قائله :

- هييييح ماشي ، مبدأيا كده يا ستي أول ما قعدت قدامها حسيت اني معاق مكنتش عارف انطق ولا كلمة وكل الاسئله اللي كانت في دماغي طارت والحمد لله ، روحت بقي قعدت أحكيلها عن نفسي وهي كمان حكتلي عن نفسها وكده وبس

رفعت حاجبها قائله بإستنكار :

- يـــاراجل !! هو ده بس اللي حصل

ضربها علي كتفها بطرف يده وقال بخجل مصطنع :

- ما تكسفينيش بقي يا هند الله

ضحكت قائله :

- أهم حاجه بس عملت فيها مؤدب ولا عرفتها إنك مجنون ؟

- والله يا بنتي أنا حاولت أعمل مؤدب علي قد ما اقدر بس اللي فيه طبع بقي ، عموما متقلقيش انا هعرفها اني لاسع حبتين او هخليكي تقوليلها ، إحنا أتفقنا ع الصراحه فـ كل حاجه .

ثم نظر لها مستنكرا وقال :

- وبعدين هو حد لاقي واحد كيوت زيي كده اليومين دول ؟

كادت ان تضحك ولكنها تذكرت شيئا هاما فجأة وقالت :

- صحيح إتفقت مع باباها إنك هتبلغه برأيك إمتي ؟

ضرب رأسه بشده وهو يقول بدهشه :

- أوبــــس ، تصدقي نسيت !

---------------------------------------------------------------------------------

مسلمة متفائلة
21-09-2014, 07:49 AM
الحلقه الثانية والعشرون :


https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/10577102_661796543912678_7370583522246377018_n.png ?oh=04ce1e91ce1a78ed6f1e9ff978af87b5&oe=546D9F35&__gda__=1415742953_8fe47d7ff02ef03ae26f0c60634f908 e




عادت سلمي إلي غرفتها وهي في غاية السعاده ، فكلمات إسلام جعلتها تشعر وكأنه الشخص الذي تبحث عنه طيلة حياتها ، يفكر مثلها وأهدافه وصفاته قريبه منها وأيضا بدأ إلتزامه في نفس الفترة التي بدأت فيها هي ، كانت تشعر وكأنها تجلس أمام نفسها وليس امام شخص آخر ، كل هذا جعلها تشعر بالراحه المبدئية تجاهه ، قطعتها ولاء من تفكيرها عندما دخلت عليها قائله بمرح :

- هاه عملتي إيه يا عروثه

إرتمت سلمي علي الكرسي المجاور لها وقالت بسعاده :

- عملت كل خيــر

نظرت لها بلهفه وقالت :

- هاه يعني وافقتي ولا لأ

رفعت حاجبها قائله بتعجب :

- أوافق علي إيه يا بنتي ؟ هو أنا لحقت ؟!! مش لما أصلي إستخاره الأول وافكر وكده

جلست بجوارها قائله بهمس :

- طيب هتبلغيهم برأيك إمتي ؟

إنتبهت سلمي فجأة وقالت :

- تصدقي بابا مقالش حاجه عن الموضوع ده ، ولا إسلام كمان !

أطلقت ضحكات متواصله وهي تقول :

- الواد إتلبخ يا عيني ، يلا ما علينا ، المهم يعني هتعرفوا رأي بعض إزاي ؟

أجابة سلمي بإبتسامتها المعتاده :

- أولا متقوليش واد علشان كده عيب ، ثانيا عادي أكيد هند هتتصل بيا في أي وقت وتقولي رأيه وبعدها بقي أنا أقول رأيي

ضحكت ولاء بمرح وقالت :

- عيب ؟!! وماله

ثم إلتفت لها بإنتباه وقالت :

- طيب قوليلي حسيتي إنك عجبتيه يعني ؟ تلقاه يا عيني إتصدم لما شافك وكأنك لسه صاحيه من النوم كده

زفرت سلمي بضيق وقالت :

- ولاء إحنا مش إتكلمنا في الموضوع ده قبل كده ؟ وقولتلك ساعتها رأيي وهفضل متمسكه بيه ، وبرضو مش هحط نقطه ميك اب واحده علي وشي وهطلع بطبيعتي جــــدا ، لو عجبه كده تمام معجبهوش يبقي خلاص ده نصيب ، أكيد يعني مش هفرح لما أكب وشي في جردل ميك اب والولد يا عيني يعجبه الشكل وبعد الجواز يشوفني علي الطبيعه ويتصدم !!

انا بحب شكلي كده وواثقه في نفسي الحمد لله ، واللي مكتوبلي هيتجوزني علي شكلي ده ومن غير ما أضطر إني أخدعه او اظهر بشكل غير شكلي ، وساعتها يا ستي لما نتجوز هيبقي يشوف شكلي بالميك اب براحته .

تنهدت ولاء بملل وقالت :

- ماشي يا ستي براحتك ، بس ده الطبيعي يعني !!

أومأت برأسها نفيا وقالت :

- الطبيعي فعلا إنك تكوني علي طبيعتك تماما ، علشان لما يتجوز يشوف الأحلي مش الأوحش ، فهماني ؟ وبعدين أبسط حقوقه يعني إنه يبقي عارف شكلك الحقيقي ، صح ولا إيه ؟

- ماشي

_____________________

وفي اليوم التالي :

ظل إسلام يدور في غرفته في حيرة ، فهو لم يستطع التحدث مع سلمي إلا قليلا ولم يعرف عنها سوي القليل ، ذهب لغرفة والدته وطرق الباب بخفه قائلا :

- ماما إنتي صاحيه ؟

نهضت من فراشها بتثاقل وقامت بفتح الباب وقالت بحنان :

- أيوه صاحية تعالي

دخل الغرفه وجلس بجوارها وقال بجديه :

- ماما هو إحنا ينفع نروح لسلمي تاني ؟ علشان إمبارح ملحقتش أتكلم معايا كتير يعني ولسه معرفش حاجه عنها برضو .

إبتسمت قائله بحنان :

- يعني إنت لسه مش عارف تحدد إذا كنت موافق ولا رافض يعني ؟

تنهد قائلا بسعاده :

- هو انا غالبا يعني موافق ، بس برضو حابب أعرف عنها أكتر وكده ، ينفع نروح مره كمان ولا خلاص كده ولازم أقول رأيي ؟

ربتت علي كتفه قائله بإبتسامه :

- اه ينفع عادي ، خلي اختك تكلمها وتشوف رأيها إيه في الموضوع ده ، بس خد بالك خليها تجس نبضها الاول وتشوف مايله للقبول ولا للرفض ، علشان لو هي رفضت هيكون شكلك وحش لو عرفت إنك عاوز تروح تشوفها تاني ..

نهض من مكانه وهو يقول بحماس :

- متقلقيش يا كبيره ، هروح بقي أشوف البت هند

وقبل إن يغادر الغرفه وجد هند بإنتظاره وهي تقول بمرح :

- تم سماع كل شئ بنجاح ، والآن سوف يصل هذا الكلام إلي الأخت سلمي ويقال لها إنك موافق وبتستعبط نيهاهاهاهاهاها

أمسكها من شعراتها وهو يرفع حاجبه قائلا بمرح :

- إبقي إعمليها كده وانا هوريكي ، فاكرة الجثه اللي كانت هتكون تحت الشباك هاه ؟

أفلتت شعرها من يده وإبتلعت ريقها قائله بخوف مصطنع :

- تمام يا فندم جاري الإتصال حالا

عادت لغرفتها وإسلام خلفها وأمسكت بهاتفها وقامت بالإتصال بسلمي قائله :

- السلام عليكم

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، أخيـــرا بطلتي ألــو دي

- بطلت ياختي بطلت ، المهم عاوزه أعرف رأيك في الموضوع

نظرت سلمي للمرآه وهي متعجبه وقالت :

- رأيي في إيه يا بنتي هو انا لحقت ؟ ده انا كمان لسه مصليتش إستخاره والله

نظرت هند لإسلام بسعاده وهي تقول بصوت مرتفع :

- إيــــه ؟ بتقولي موافقه ، يا ألف نهار أبيض يا ألف نهار مبروك

إنتابتها حاله من الذهول وقالت بصراخ :

- موافقه إيه يا هند إنتي بتستعبطي ؟

ثم نظرت للجانب الآخر وقالت بتساؤل :

- وكمان بتعلي صورتك كده ليه ؟ اوعي يكون في حد جنبك يا هند !

غمزت هند لإسلام وهي تقول ببراءة :

- لأ مفيش حد جنبي ده إسلام بس

زفرت سلمي بضيق وقالت بصوت هامس :

- هنــــــد إنتي بتهرجي ؟!! في حد يعمل كده ؟!! إتفضلي صلحي اللي عملتيه ده بقي علشان خليتي شكلي وحش حرام عليكي

أطلقت هند ضحكات عاليه وقالت :

- يا ستي مش بهرج ولا حاجه

ثم نظرت لإسلام وقالت :

- ما قالتش إنها موافقه ياعم ، انا اللي بستعبط

ثم عادت لسلمي مرة آخري وهي تقول :

- المهم كنا عاوزين نيجي مره كمان ينفع ولا إيه ؟

تنهدت بحيره وقالت :

- مش عارفه ، قولوا لبابا وشوفوا رأيه إيه ؟

قالت بسرعه هائله :

- قشـطه ، يعني موافقه إننا نيجي تاني ، ماشي هقول لإسلام يكلم باباكي ، يلا سلام

وأغلقت الهاتف بسرعه .

نظر لها إسلام بتعجب وقال :

- ليه اللفه دي كلها ؟ ما كنتي قولتي اللي إحنا عاوزينه وخلاص !!

صوبت نظرها تجاهه وهي تقول بجديه :

- كان لازم أجننها شويه علشان أحس من طريقة كلامها إذا كانت موافقه ولا لأ ، ولما حسيت انها ممكن تكون موافقه قولتلها إننا جايين وقفلت بسرعه علشان متتحرجش .

ثم نظرت له بثقه وقالت :

- في حاجات كده يا إسلام لازم تستخدم فيها ذكائك ، ومن الذكاء إنك تستعبط في بعض المواقف علشان متحرجش اللي قدامك وبرضو توصل للي إنت عاوزه .

نظر لها إسلام بفخر وقال بمرح :

- تصدقي إنتي برنصه

نظرت له بتعالي وقالت :

- عارفه عارفه

_____________________

إتصل إسلام بوالد سلمي وطلب منه الحضور لعمل رؤية شرعيه ثانيه قبل إخبارهم بقراره ، وافق الاب علي ذلك وتم تحديد الميعاد في الإسبوع القادم ، كانت سلمي أيضا سعيده بهذا القرار ، فهي لم تعرف شيئا عن إسلام سوي انه تحول من شخص غير ملتزم إلي شخص أكثر جديه وإلتزاما ليس إلا ، لا تعرف شيئا يذكر عن حياته ولا عمله ولا قراراته ولا مسئولياته ولا أراءه في بعض الأمور ولا أي شئ آخر سوي ما قاله هو وما قالته هند عنه .

مر الإسبوع ببطء شديد ولكنه إنتهي أخيرا وجاء يوم المقابله ، عاد إسلام من صلاة العصر وما إن دخل المنزل حتي سمع رنين هاتفه المحمول ، أجاب فإذا به فاروق فقال مبتسما :

- يا رااااجل إنت لسه فاكرني ؟!! أخص عليك بتصل بيك طول الإسبوع وإنت مش بترد عليا !

ضحك قليلا وقال علي الفور :

- انا تحت البيت

أسرع إسلام الخطي نحو الشرفه وأطل منها فلم يري شيئا فقال متعجبا :

- إنت فين ؟

قال فاروق مازحا :

- يا عم إنزل بس وهتشوفني

هبط درجات السلم علي عجل ووقف أمام الباب فلم يري شيئا ، ولكن سرعان ما ظهر فاروق أمامه قائلا بمرح :

- تـاتـاتـاتـــــــاه ، إيه رأيك بقي في المفاجئه دي ؟ شكلي كيوت صح ؟

عاد إسلام للخلف وهو ينظر له في ذهول ثم قال مداعبا إياه :

- عملتها برضو يا مجنون ، يعني مش طولت دقنك بس ، لا كمان جلبيه بيضا وحركات

أطلق فاروق ضحكات عاليه متواصله وقال :

- طولت دقني !! إسمها أعفيت لحيتي يا عم الحاج ، هفضل أعلم فيك لحد إمتي بس ؟!!

جذبه إسلام من لحيته وقال بمرح :

- والله حلوه ، أهو الواحد يلاقي حاجه يشدك منها برضو

ثم أخذ يلعب في شعره ليستفزه وقال :

- والشعر الحلو ده بقي مش هيتغطي ولا إيه ؟ لأ ومسرح وحاطط كريم وحركات ، مش لايق علي فكرة

أبعد يده بخفه ورفع حاجبه قائلا بإبتسامه :

- لأ حلو كده وعاجبني ، عقبالك بقي يا أخ

أخذ يحرك رأسه يمينا ويسارا عدة مرات وهو يقول برفض :

- لا يابني بعيده اووي وصعبه كمان ، خليني ماشي واحده واحده كده

تنهد فاروق بسعاده وقال :

- بس عارف ؟ بقيت مرتاح اووووي دلوقتي لما أعفيتها وحسيت كده إني مسئول وقدوه وبحاول دايما أكون مثال للملتزم اللي بجد من الداخل والخارج ، كمان والله اللحيه هي اللي بتربيك مش إنت اللي بتربيها ، لإنك لو فكرت تعمل أي حاجه حرام بتلاقي نفسك تلقائي بتقول أنا ملتحي ما ينفعش أعمل كذا ، فبتساعدك بقي علي إنك تكون أفضل .

كمان بصراحه لما قريت حديث الرسول صلي الله عليه وسلم :

" قصوا الشوارب وأعفوا اللحى ، خالفوا المشركين" رواه البخاري ومسلم

وان جمهور العلماء إتفقوا علي وجوب إعفاء اللحيه وحرمة حلقها ومفيش بس غير المذهب المعتمد عند الشافعيه اللي بيقول بكراهية حلقها لا حرمتها . بصراحه انا قلقت وقولت أتقي الشبهات بقي

وكمان ربنا سبحانه وتعالي لما قال في القرآن :

" وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا "

" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ "

قلت لأ يا واد يا فاروق إنت مش هينفع تستني أكتر من كده ، قومت بقي يا سيدي أخدت قراري إني أعفي لحيتي إبتغاء مرضاة الله وإتباع سنه النبي عليه الصلاة والسلام وكمان الحمد لله عمو والد نهي شجعني وهي كمان ، وأديني بقيت ملتحي أهو وهي كمان لبست النقاب من يومين ، هيييح بقي الحمد لله ع الراحه اللي انا فيها دلوقتي .

نظر له إسلام بتعجب وقال :

- هي كمان لبست النقاب ؟

أجابه مبتسما :

- اه الحمد لله ، رغم إني مش هينفع أشوفها تاني بس برضو انا مبسوط من القرار ده ، وبإذن الله نحاول نظبط الإتفاقات بتاع الجواز علطول ونقرب كتب الكتاب شويه بقي

رفع حاجبه قائلا بحزن :

- مش هينفع تشوفها كمان ؟! ليه ؟

تنهد بأريحيه وقال :

- بص يا سيدي " الخطوبه ماهي إلا وعد بالزواج " يعني انا بالنسبه لها راجل غريب والحكم اللي هيمشي علي أي راجل غريب لازم يمشي عليا انا كمان ، الفرق بس إنه يجوز ليا أروح عندهم واتكلم معاها علشان نقرب أفكارنا ونتفق علي حياتنا وكده ، لكن طبعا يكون الكلام ده بدون خلوه وفي وجود محرم يعني . والله أعلم طبعا

نظر له بحزن وقال :

- الواحد حاسس إنه مش عارف أي حاجه في الدين والله ، وخصوصا بقي اني تقريبا كده والله أعلم داخل علي خطوبه ولازم أقرأ في الضوابط بتاع الخطوبه وكده

قفز فاروق من مكانه في سعاده وقال :

- خطـــوبه ؟!! إمتي ده وحصل إزاي ؟

نظر له بتعالي وقال :

- ماهو يا استاذ لو كنت بترد علي التليفون كنت عرفت إني اتقدمت للبنت اللي قولتلك عليها دي وروحتلها مره وبإذن الله النهارده رايح تاني ربنا ييسر بقي ، إدعيلي يا شيخنا

ربت علي كتفه بحنان وقال :

- ربنا يتمم لكم علي خيـــر يا إسلام لو فيكم الخير لبعض ، وبعدين ياعم منا كنت عاوز أعملهالك مفاجئه

ثم نظر له ضاحكا وقال :

- مش كفايه ياخويا إني مستحملتش أستني لحد ما اللحيه تطول ع الآخر وجيت أقولك علطول أهو

إبتسم قائلا بمرح :

- ماشي يا عم كتر خيرك

أمسكه من يده وقال بإبتسامته المعتاده :

- هروح انا بقي يا عريس علشان تلحق تحضر نفسك ، ربنا يوفقك ويتمملك علي خيــر

- ماشي يا فاروق ، يلا السلام عليكم

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

__________________________

وبعد صلاة المغرب أعد إسلام نفسه لزيارة سلمي للمره الثانيه ، إرتدي أفضل مالديه هو ووالدته وذهب إليها ، دخل منزلها وجلس مع والدها قليلا ثم خرجت هي بخمارها وحيائها المعتاد .

جلست أمامه وبدأ حديثه معها قائلا :

- انا قولت بقي أجي مره كمان علشان ملحقناش نتكلم المره اللي فاتت يعني

إبتسمت بخجل وقالت :

- اها

نظر لها بجديه وقال :

إحنا إتفقنا إننا هنتكلم بكل صراحه صح ؟ وبناء عليه فأنا أحب أعرف عن شخصيتك أكتر ، يعني إيه الحاجات اللي بتضايقك ؟ إيه اللي ممكن تستحمليه ؟ طباعك وإيجابياتك وسلبياتك وكده يعني ، وطبعا ده بس علشان أفهمك أكتر وأعرف هل ممكن يكون في توافق في تفكيرنا وشخصياتنا ولا لأ

ثم تنحنح قائلا بحرج :

- معلش انا صريح شويه ، بس بصراحه بشوف إن الحاجات دي مهمه جــدا ، لأن ممكن اتنين يكونوا ملتزمين جــدا وكويسين بس شخصياتهم غير بعض وميعرفوش يتفاهموا ويحصل بينهم مشاكل كتير بسبب الموضوع ده

ثم إبتسم قائلا :

- يلا معاكي المايك

نظرت للارض بخجل وقالت :

- مبدأيا كده انا متفائله جــدا وقويه إلي حد ما ، يعني مش عندي حاجه إسمها مستحيل وبحاول دايما أدوس علي نفسي علشان أعمل الصح ، مش بيهمني حد طالما انا بعمل اللي يرضي ربنا ، كتير اووي بتناقش وبختلف مع الناس بس دايما الحمد لله محافظة علي هدوئي ومش بتخانق مع حد لو الحوار إشتد او كده ، وده طبعا مش حاجه من عندي ولكنه فضل من عند ربنا إن طبيعتي مش بعرف اتخانق أصلا , ده طبعا ميمنعش إني ممكن أنفجر كده كام مره بس في الغالب يعني هاديه .

في حاجه مهمه بقي في شخصيتي لازم زوجي المستقبلي يبقي فاهمها لأنها هيتوقف عليها حياتنا كلها أصلا ، انا مش عارفه هي حاجه حلوه ولا وحشه بس برضو لازم أقولها لانها مهمه جدا بالنسبالي .

وهي إني من النوع اللي مش بيعرف يتخانق اوي لكن بيشيل جواه ، يعني دايما لما حد يتكلم عليا وحش او يظلمني او يطلعني غلطانه في حاجه او كده بحاول مره واتنين وتلاته وعشره إني أوضح وجهة نظري ، لو لقيت إستجابه يبقي تمام ، ولو لقيت الإسلوب برضو فضل حاد فأنا مش بعرف أتكلم وبنسحب في هدوء .

طيب انا بقول الكلام ده ليه دلوقتي ؟

لأن الموضوع ده لو حصل من زوجي المستقبلي تبقي مصيبه ، لان غالبا المشكله دي بتتكرر في كل البيوت وبصراحه انا مش هسمح إن يحصل كده في بيتي علشان كده كان لازم اعمل زووم عليها .

ثم قالت مفسره :

- يعني تلاقي الاتنين مختلفين في نقطه معينه وبيتخانقوا جامد وكل واحد بيحاول يطلع نفسه هو اللي صح ولما ميلاقوش حل كل واحد فيهم يشيل جواه من التاني ومع الوقت بيبدأوا يبعدوا عن بعض ومهما يحاولوا يرجعوا زي الاول مش بيقدروا .

معلش لو إتكلمت كتير في الموضوع ده ، بس من كتر المشاكل اللي الواحد بيسمع عنها وبيقرأها كان لازم أوضح النقطه دي جـــدا ، ومش عارفه بقي ده وقتها أصلا ولا لا .

نظر لها بتفهم وقال :

- لأ طبعا إنتي عندك حق والنقطه دي مهمه جــدا ولازم الواحد يكون واخد باله منها ، يعني انا مبسوط إنك قولتيلي أصلا .

ثم نظر لها بجديه وقال :

- بالنسبالي بقي فأنا مجنون شويتين تلاته خمسه كده ، يعني حد علطول بيتنطط ومش بيقعد في مكان أبدا ، وده طبعا مع الناس اللي أعرفهم لكن في الشغل وكده ببقي جد وعلي اد الهزار الخفيف مع زمايلي الرجاله وخلاص لان سعات بيكون معانا ستات وطبعا مش هينفع أتكلم معاهم ونضحك والحاجات دي !

في حاجه بقي وحشه في شخصيتي وهي إني سعات بتعصب شوية ، وساعتها مش بكون طايق حد يناقشني في حاجه ولا يكلمني أصلا ، لكن لما بهدأ برجع تاني أتناقش وأعتذر وكده .

وعارف إن دي مش من صفات الملتزم وعلشان كده بحاول الفترة دي أقلل الموضوع ده بل إني بحاول أقضي عليه تماما أصلا علشان أكون مثال كويس للشاب الملتزم وبإذن الله أنا متأكد إن ربنا هيقدرني ويقويني وأتغلب علي النقطه دي .

نظرت له بحزن وقالت بصوت خفيض :

- ولما بتتعصب بقي ممكن تضرب حد او تشتم او كده ؟!

وقبل أن يجيب قالت بسرعه :

- إحنا إتفقنا ان ربنا شايفنا ومش هنقول غير الحق هاه

أجابها علي الفور :

- لأ طبعا مش للدرجادي ، انا أخري خالص صوتي يعلي شويه وبعدين أنزل علي مفــيش ، بس والله دايما بتناقش وبحب أتفاهم في كل حاجه ومدخلش في نقاشات حاده أصلا ، يعني في العادي انا بهزر وبضحك وكده وممكن تسألي هند بنفسك ، لكن بس حبيت أوضح لك النقطه دي علشان مكونش بضحك عليكي وأبين إني كويس علطول .

قالت بضيق :

- بس وقت العصبيه ده ممكن الإنسان يقول كلام جارح ويفضل محفور جوا الطرف التاني العمر كله

أومأ برأسه نفيا وقال :

- ولا بعرف أقول كلام جارح كمان ، أنا أخري خالص أقعد ازعق شويه لما اتضايق وخلاص

ثم نظر لها بجديه وقال :

- وانا زي ما قولتلك انا الأيام دي بشتغل علي نفسي في الموضوع ده وبإذن الله مش هستريح إلا لما ينتهي خالص ، أوعدك اني هحاول أقلله جدا في الفترة الجايه

ثم نظر لها بثقه وقال :

- وإسلام لما بيوعد مش بيخلف وعده أبــــــــدا

أجابت مبتسمه :

- تمام

ثم سألته قائله :

- شايف إنك ممكن تعرفي تربي أولاد ؟ يعني هتكون قدوة صالحه لأولادك ؟

تنهد بحيره وقال :

- اللي شايفه إني لازم أكون قدوه ولازم أكون بعرف أربي كويس ، يعني حاليا لسه مبقيتش كده لكن شغال علي نفسي الفترة دي وبحاول أعرف عن ديني أكتر وأواظب علي فروضي وعلي بعض السنن علشان ولادي يبقوا شايفينني قدامهم مثال للأب اللي بجد ، وطبعا هيقلدوني في كل حاجه فلازم أكون جاهز للمرحله دي .

وخصوصا لأن الرسول صلي الله عليه وسلم قال :

" كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " رواة البخاري

فالموضوع مش فيه مجال للتفكير ، يأما أبقي أب بجد وأد المسئولية يأما بلاش من الجواز خالص ، لأني هتحاسب علي ولادي والموضوع مش سهل . بس كده

نظرت له سلمي بإعجاب وقالت :

- صح كده ، يأما نبقي أد المسئوليه يأما بلاش

هم أن يسألها هو الآخر ولكنه سمع آذان العشاء مره آخري فقال :

- العشاء بقي ، هروح أصلي

وقبل أن يغادر نظر لها وقال بمرح :

- بس المرادي راجع تاني علشان نكمل ، يلا السلام عليكم

-----------------------------------------------------------------------


رأيكم في الحلقه يهمني طبعـــا ، وكمان المقابله اللي حصلت بين سلمي وإسلام شايفيها ماشيه صح ولا المفروض تمشي بشكل تاني ؟