الشوكاني
01-09-2014, 01:52 PM
نختلف !! ولكن كيف نختلف ؟؟
نحن نتحدث، ويجب أن نتحدث عن أدب الخلاف، لكن نحتاج إلى وضع آليات لإدارة الخلاف، الذي يقع بيننا، ولا بد أن يقع.
مجالس الناس ومنتدياتهم أصبحت اليوم عامرة بالمتناقضات من الآراء والتوجهات والأقاويل، مما يعتقدون وما لا يعتقدون، وما يدركون وما لا يدركون. ولم يعد مُجدياً تسفيه الآخرين مهما كانت ضحالة أفكارهم، أو تفاهة حججهم، بل لا بد من الاستماع إليهم، ومنحهم الأهمية والاحترام، ومقارعة الفكر بالفكر.أصبح هناك تجاهل كبير لدائرة المتفق عليه والقواسم المشتركة، وعمل واسع على دائرة المختلف فيه، وترتب على ذلك سلبيات كثيرة.
من تلك السلبيات: إن لم تكن معي فأنت ضدي، وتبدأ المفاصلة بمجرد أن أكتشف أن بيني وبينك نوعاً من الاختلاف أو التفاوت، حتى لو كان في مسائل جزئية أو صغيرة، نتحول إلى أعداء ألداء، بدلاً من أن نكون أصدقاء أوفياء.
* الخلط بين الموضوع والشخص؛ فيتحول نقاش موضوع معين، أو فكرة، أو مسألة إلى هجوم على الأشخاص، وتجريح، واتهام للنيّات، واستعراض لتاريخ هذا الإنسان أو ذاك، وبالتالي تتحول كثير من الساحات إلى محيط للفضائح والاتهامات وغيرها من الطعون غير المحققة.
*تدنّي لغة الحوار، وبدلاً من المجادلة بالتي هي أحسن تتحول إلى نوع من السب والشتم، وكما يقول الأئمة الغزالي, وابن تيمية, والشاطبي, وغيرهم: إنه لو كان النجاح والفلاح بالمجادلة بقوة الصوت والصراخ أو بالسب والشتم لكان الجهلاء أولى بالنجاح فيه، وإنما يكون النُّجْحُ بالحجة والهدوء. وفي المثل: العربة الفارغة أكثر جَلَبَةً وضجيجاً من العربة المَلأَى.
وكما قال الشاعر : (ملأى السنابل تنحني تواضعاً***والفارغات رؤوسهن شوامخ)
*إن منطق "مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ" بحيث يدور الشخص حول رأيه ووجهة نظره، التي ليست شرعاً منزلاً من عند الله تعالى، ولا قرآناً يُتلى، ولا حديثاً، ولا إجماعاً، وإنما هو مجرد رأي قد يكون صوابا وقد يكون خطأ، [إن هذا المنطق لم يعد مجدياً].فلا داعي أن يعتقد الشخص أن قوله صواب لا يحتمل الخطأ، وقول غيره خطأ لا يحتمل الصواب.
*إن هدوء الإنسان، واستقرار نفسه، وهدوء لغته، وحسن عبارته، وقوة حجته، هو الكفيل بأن تنصاع له القلوب، وأن يصل الحق الذي يحمله إلى أفئدة الآخرين، وأن يتغلب على باطلهم.لقد أصبحنا مسخرة للشعوب والخلق والأمم؛ وهذا الجدل المحتدم العقيم بيننا في قضايا ربما لا تقدم ولا تؤخر، ولا تُثمر، ولا تغني، ولا تنفع، ولا تدفع.إن هذا الجدل على مرأى ومسمع من أعدائنا وخصومنا...، ولعلهم يقولون لنا: اتفقوا أولاً على الدين الذي تقدمونه لنا، والتصور والفكر الذي تطرحونه، ثم تعالوا لدعوتنا.
نحن نتحدث، ويجب أن نتحدث عن أدب الخلاف، لكن نحتاج إلى وضع آليات لإدارة الخلاف، الذي يقع بيننا، ولا بد أن يقع.
مجالس الناس ومنتدياتهم أصبحت اليوم عامرة بالمتناقضات من الآراء والتوجهات والأقاويل، مما يعتقدون وما لا يعتقدون، وما يدركون وما لا يدركون. ولم يعد مُجدياً تسفيه الآخرين مهما كانت ضحالة أفكارهم، أو تفاهة حججهم، بل لا بد من الاستماع إليهم، ومنحهم الأهمية والاحترام، ومقارعة الفكر بالفكر.أصبح هناك تجاهل كبير لدائرة المتفق عليه والقواسم المشتركة، وعمل واسع على دائرة المختلف فيه، وترتب على ذلك سلبيات كثيرة.
من تلك السلبيات: إن لم تكن معي فأنت ضدي، وتبدأ المفاصلة بمجرد أن أكتشف أن بيني وبينك نوعاً من الاختلاف أو التفاوت، حتى لو كان في مسائل جزئية أو صغيرة، نتحول إلى أعداء ألداء، بدلاً من أن نكون أصدقاء أوفياء.
* الخلط بين الموضوع والشخص؛ فيتحول نقاش موضوع معين، أو فكرة، أو مسألة إلى هجوم على الأشخاص، وتجريح، واتهام للنيّات، واستعراض لتاريخ هذا الإنسان أو ذاك، وبالتالي تتحول كثير من الساحات إلى محيط للفضائح والاتهامات وغيرها من الطعون غير المحققة.
*تدنّي لغة الحوار، وبدلاً من المجادلة بالتي هي أحسن تتحول إلى نوع من السب والشتم، وكما يقول الأئمة الغزالي, وابن تيمية, والشاطبي, وغيرهم: إنه لو كان النجاح والفلاح بالمجادلة بقوة الصوت والصراخ أو بالسب والشتم لكان الجهلاء أولى بالنجاح فيه، وإنما يكون النُّجْحُ بالحجة والهدوء. وفي المثل: العربة الفارغة أكثر جَلَبَةً وضجيجاً من العربة المَلأَى.
وكما قال الشاعر : (ملأى السنابل تنحني تواضعاً***والفارغات رؤوسهن شوامخ)
*إن منطق "مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ" بحيث يدور الشخص حول رأيه ووجهة نظره، التي ليست شرعاً منزلاً من عند الله تعالى، ولا قرآناً يُتلى، ولا حديثاً، ولا إجماعاً، وإنما هو مجرد رأي قد يكون صوابا وقد يكون خطأ، [إن هذا المنطق لم يعد مجدياً].فلا داعي أن يعتقد الشخص أن قوله صواب لا يحتمل الخطأ، وقول غيره خطأ لا يحتمل الصواب.
*إن هدوء الإنسان، واستقرار نفسه، وهدوء لغته، وحسن عبارته، وقوة حجته، هو الكفيل بأن تنصاع له القلوب، وأن يصل الحق الذي يحمله إلى أفئدة الآخرين، وأن يتغلب على باطلهم.لقد أصبحنا مسخرة للشعوب والخلق والأمم؛ وهذا الجدل المحتدم العقيم بيننا في قضايا ربما لا تقدم ولا تؤخر، ولا تُثمر، ولا تغني، ولا تنفع، ولا تدفع.إن هذا الجدل على مرأى ومسمع من أعدائنا وخصومنا...، ولعلهم يقولون لنا: اتفقوا أولاً على الدين الذي تقدمونه لنا، والتصور والفكر الذي تطرحونه، ثم تعالوا لدعوتنا.