أهل السنة
23-09-2014, 02:47 PM
ألتراس السيسي وألتراس مرسي في نيويورك ! جمال سلطان ا
مباراة لذيذة ومثيرة بالفعل تلك التي نراها نحن الإعلاميين تجري في نيويورك حاليا ، بين أولتراس السيسي وأولتراس مرسي ، حيث حشد كل طرف من المشجعين ما يكفي لإثبات حضوره والتشنيع على خصمه أمام الرأي العام العالمي المتابع حاليا لوقائع ما يجري في الأمم المتحدة ، وهي المرة الأولى التي يتجمع فيها "مشجعون" من رجال الأعمال والإعلاميين والنخبة الموالية للسفر إلى أمريكا من أجل "تشجيع" الرئيس وعمل "زفة" مبهجة له أمام الأمريكان والعالم ، كما أن هذه هي المرة الأولى أيضا التي يحتشد فيها كل هذا الجمع المصري المعارض للرئيس في نيويورك من أجل التشهير به وفضحه أمام الأمريكان والعالم ، هي بعض توابع الانقسام الوطني الحاد الذي تعيشه مصر ، ويراه العالم رأي العين ، إلا أن البعض هنا لا يريد أن يراه ، ويريد أن يعيش في وهم أن هناك أقلية هامشية تريد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وتعطل مسيرة الديمقراطية والإصلاح في مصر ! ، وأن المسيرة ستمضي على أي حال و"الشعب الآخر" سيتم سحقه في السجون أو المنافي أو المشانق ، ولا تصالح معه ولا مكان له في تلك الديار ، وليلة أمس ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بعملية التحرش التي حدثت لإعلاميين مصريين مواليين للنظام حيث تم تبادل السباب والشتائم من العيار الثقيل بينهم وبين متظاهرين معارضين للنظام ، وكان أشد الكلمات إيلاما في تلك المناوشات ما قاله بعض الغاضبين وهو يصرخ : لن تجد هنا مدرعات ، لن تجد دبابات ، لن تجد أمن مركزي ، في إشارة لا يمكن تجاهل بؤس وقعها على نفوسنا هنا ، إلى أن الإعلام يتحالف مع الدبابة والأمن المركزي أو أنه لا يعيش إلا في ظل الدبابة والأمن المركزي ، وليس في ظل القانون والعدل والشفافية ، لأن الدنيا كلها تعرف أن في أمريكا قانونا قويا ورادعا وفيها شرطة قوية أيضا ، ولكنها تحترم الحريات وتحترم الحق في التعبير وتحترم استقلال القضاء وحيادية الشرطة ، ولذلك استطاع مئات المصريين أن يبيتوا أسفل غرفة نوم السيسي في جناح إقامته بالفندق الذي ينزل فيه وهم يهتفون ضده ويحملون أعلام رابعة دون أن يتعرض لهم شرطي واحد ، ولو كان المشهد في القاهرة فالتفاصيل والسيناريو أنا وأنت نعرفها جيدا . هذه المشاهد والوقائع سنظل نتابعها يوميا من الآن وحتى الجمعة المقبلة ، يوم المباراة النهائية ، حيث حضور السيسي لمقر الأمم المتحدة لإلقاء كلمته ، ومن المتوقع أن تكون هناك حشود كبيرة ضده ، المؤكد أنها ستحرج السيسي والسلطات المصرية كثيرا ، حتى لو كان هناك مؤيدون يظهرون على الجانب الآخر من الصورة ، لأن الدوائر الغربية تعرف جيدا من يتظاهر من أجل النظام الحاكم في العالم الثالث وكيف تدار احتفالياته الشعبية ، ولكن نشر صور المحرقة وم***ة رابعة وأعلامها وما يصاحب ذلك من فعاليات مطبوعة ومرئية وحوارات صحفية ومتابعات لمحطات تليفزيونية وغيرها ستكون مؤلمة ومحرجة للغاية ، كما أنها ستعطي البرهان العملي أمام العالم على أن مستويات القمع للاحتجاجات في مصر عالية بالفعل ، بدليل هذا الحضور الذي لا يعرضه الإعلام المصري ولا تسمح السلطات بتصويره بل تعتقل من يضبط يصور المظاهرة حتى لو من باب الهواية والذكريات الشخصية . الإعلاميون المصريون الذين سافروا لدعم السيسي في كلمته أيضا خسروا الجولة من اللحظة الأولى ، والحقيقة أن مستوى الغضب وال*** والصراخ الذي حدث في مواجهة بعضهم من متظاهرين معارضين في نيويورك لحظة خروجهم من المطار يكشف عن جانب آخر من بؤس الحالة المصرية ، فالمعارضون لا ينظرون إلى هؤلاء الإعلاميين بوصفهم "منابر إعلامية" مستقلة تؤدي دورها في نقل الأحداث ومناقشتها ، وإنما ينظرون إليهم بوصفهم جزءا من حالة القمع ووجها آخر للأمن المركزي ، وفي كل مناطق الالتهاب في العالم حتى مناطق الحروب يضع الإعلاميون شارات على صدورهم وظهورهم تحدد صفتهم كإعلاميين ، باعتبار أنهم ليسوا طرفا في الحدث ، وإنما ناقلين له بشكل محايد ، في مصر الأمر مختلف قطعا ، لأن معظم الإعلاميين هم جزء من المعركة ومتخندقون مع طرف من أطراف الخصومة السياسية ضد الطرف الآخر ، مهما حاولوا تصوير الأمر بوصفه موقفا وطنيا ، فالوطن لا يصادره أو يحتكره كتلة أو جماعة أو سلطة أو حتى قطاع من الجماهير مهما عظم ، الوطن يسع الجميع مهما اختلفوا أو حتى تخاصموا ، الوطن ليس رئيسا ولا حزبا ولا حتى مؤسسة ، الوطن هو الشعب والأرض والتاريخ . ما زال الحدث في بدايته ، وما زلنا ننتظر المزيد من المفاجآت وربما الصدامات ، بين أولتراس السيسي وأولتراس خصومه في نيويورك .
مباراة لذيذة ومثيرة بالفعل تلك التي نراها نحن الإعلاميين تجري في نيويورك حاليا ، بين أولتراس السيسي وأولتراس مرسي ، حيث حشد كل طرف من المشجعين ما يكفي لإثبات حضوره والتشنيع على خصمه أمام الرأي العام العالمي المتابع حاليا لوقائع ما يجري في الأمم المتحدة ، وهي المرة الأولى التي يتجمع فيها "مشجعون" من رجال الأعمال والإعلاميين والنخبة الموالية للسفر إلى أمريكا من أجل "تشجيع" الرئيس وعمل "زفة" مبهجة له أمام الأمريكان والعالم ، كما أن هذه هي المرة الأولى أيضا التي يحتشد فيها كل هذا الجمع المصري المعارض للرئيس في نيويورك من أجل التشهير به وفضحه أمام الأمريكان والعالم ، هي بعض توابع الانقسام الوطني الحاد الذي تعيشه مصر ، ويراه العالم رأي العين ، إلا أن البعض هنا لا يريد أن يراه ، ويريد أن يعيش في وهم أن هناك أقلية هامشية تريد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وتعطل مسيرة الديمقراطية والإصلاح في مصر ! ، وأن المسيرة ستمضي على أي حال و"الشعب الآخر" سيتم سحقه في السجون أو المنافي أو المشانق ، ولا تصالح معه ولا مكان له في تلك الديار ، وليلة أمس ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بعملية التحرش التي حدثت لإعلاميين مصريين مواليين للنظام حيث تم تبادل السباب والشتائم من العيار الثقيل بينهم وبين متظاهرين معارضين للنظام ، وكان أشد الكلمات إيلاما في تلك المناوشات ما قاله بعض الغاضبين وهو يصرخ : لن تجد هنا مدرعات ، لن تجد دبابات ، لن تجد أمن مركزي ، في إشارة لا يمكن تجاهل بؤس وقعها على نفوسنا هنا ، إلى أن الإعلام يتحالف مع الدبابة والأمن المركزي أو أنه لا يعيش إلا في ظل الدبابة والأمن المركزي ، وليس في ظل القانون والعدل والشفافية ، لأن الدنيا كلها تعرف أن في أمريكا قانونا قويا ورادعا وفيها شرطة قوية أيضا ، ولكنها تحترم الحريات وتحترم الحق في التعبير وتحترم استقلال القضاء وحيادية الشرطة ، ولذلك استطاع مئات المصريين أن يبيتوا أسفل غرفة نوم السيسي في جناح إقامته بالفندق الذي ينزل فيه وهم يهتفون ضده ويحملون أعلام رابعة دون أن يتعرض لهم شرطي واحد ، ولو كان المشهد في القاهرة فالتفاصيل والسيناريو أنا وأنت نعرفها جيدا . هذه المشاهد والوقائع سنظل نتابعها يوميا من الآن وحتى الجمعة المقبلة ، يوم المباراة النهائية ، حيث حضور السيسي لمقر الأمم المتحدة لإلقاء كلمته ، ومن المتوقع أن تكون هناك حشود كبيرة ضده ، المؤكد أنها ستحرج السيسي والسلطات المصرية كثيرا ، حتى لو كان هناك مؤيدون يظهرون على الجانب الآخر من الصورة ، لأن الدوائر الغربية تعرف جيدا من يتظاهر من أجل النظام الحاكم في العالم الثالث وكيف تدار احتفالياته الشعبية ، ولكن نشر صور المحرقة وم***ة رابعة وأعلامها وما يصاحب ذلك من فعاليات مطبوعة ومرئية وحوارات صحفية ومتابعات لمحطات تليفزيونية وغيرها ستكون مؤلمة ومحرجة للغاية ، كما أنها ستعطي البرهان العملي أمام العالم على أن مستويات القمع للاحتجاجات في مصر عالية بالفعل ، بدليل هذا الحضور الذي لا يعرضه الإعلام المصري ولا تسمح السلطات بتصويره بل تعتقل من يضبط يصور المظاهرة حتى لو من باب الهواية والذكريات الشخصية . الإعلاميون المصريون الذين سافروا لدعم السيسي في كلمته أيضا خسروا الجولة من اللحظة الأولى ، والحقيقة أن مستوى الغضب وال*** والصراخ الذي حدث في مواجهة بعضهم من متظاهرين معارضين في نيويورك لحظة خروجهم من المطار يكشف عن جانب آخر من بؤس الحالة المصرية ، فالمعارضون لا ينظرون إلى هؤلاء الإعلاميين بوصفهم "منابر إعلامية" مستقلة تؤدي دورها في نقل الأحداث ومناقشتها ، وإنما ينظرون إليهم بوصفهم جزءا من حالة القمع ووجها آخر للأمن المركزي ، وفي كل مناطق الالتهاب في العالم حتى مناطق الحروب يضع الإعلاميون شارات على صدورهم وظهورهم تحدد صفتهم كإعلاميين ، باعتبار أنهم ليسوا طرفا في الحدث ، وإنما ناقلين له بشكل محايد ، في مصر الأمر مختلف قطعا ، لأن معظم الإعلاميين هم جزء من المعركة ومتخندقون مع طرف من أطراف الخصومة السياسية ضد الطرف الآخر ، مهما حاولوا تصوير الأمر بوصفه موقفا وطنيا ، فالوطن لا يصادره أو يحتكره كتلة أو جماعة أو سلطة أو حتى قطاع من الجماهير مهما عظم ، الوطن يسع الجميع مهما اختلفوا أو حتى تخاصموا ، الوطن ليس رئيسا ولا حزبا ولا حتى مؤسسة ، الوطن هو الشعب والأرض والتاريخ . ما زال الحدث في بدايته ، وما زلنا ننتظر المزيد من المفاجآت وربما الصدامات ، بين أولتراس السيسي وأولتراس خصومه في نيويورك .