مشاهدة النسخة كاملة : الإعجاز في الفلك والمجرات


Blue Eyes
09-08-2008, 04:58 AM
الإعجاز في الفلك والمجرات

في منتصف القرن العشرين، بدأ التسابق العلمي بين الشعوب في استكشاف الفضاء ودراسة الفلك والمجرات دراسة جدية أعطت انطباعا حربيا وتحديا وتصارعا بين القوى العالمية للانفراد بهذا العلم، والعجيب أنه كلما تقدم العالم في استكشاف الكون، زدنا يقينا بأن من خلق هذا الكون هو نفسه من أنزل القرآن؛ وآيات القرآن تناولت بأسلوب إيماني قرآني هذه القضية بالإشارة تارة وبصريح العبارة تارة أخرى، بل ونزلت منذ 14 قرنا وحيا إلهيا مخترقا حواجز الغيب وأخبار المستقبل، وسوف نوضح في هذا القسم نماذج من إعجاز القرآن في الفلك الذي كشف الغطاء حديثا عنها، وصدق الله القائل: "ولتعلمن نبأه بعد حين"، وللعلم، فأن القرآن حينما يتحدث عن السماء فإنه يتحدث عن الكون، لأن السماء في اللغة هي كل ما علانا.
.
<< نشأة المجموعة الشمسية >>
تطرق القرآن إلى بداية الكون ووصفه بوصف عجيب، يقول الله تعالى:
"أولم ير الذي كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما" (سورة الأنبياء، 30)
والرتق هو الضم الالتئام والالتحام، والفتق هو الفصل بين الملتحمين، فكما هو مفهوم من الآية أن الأرض والسماء كانتا ملتحمتين ففصلهما الله، قد أشار إلى ذلك علماء المسلمين في السابق، حيث يقول ابن عباس: "كانتا ملتصقتين فرفع الله السماء ووضع الأرض"..
والتصاق السماء بالأرض وفصلهما تحدث عنه العلم الحديث بتفسير عجيب، نظرية السديم؛ تحول الكثير منها إلى حقائق علمية..
وضع أسس هذه النظرية هو العالم الألماني إيمانويل عام 1755م، وهي تفترض أن نشأ المجموعة الشمسية تكونت في عدة مراحل..
- في البداية كانت سحابة ضخمة باردة من الغازات والغبار تتحرك جزيئاتها عشوائيا كما بالشكل (1أ).
- نتيجة لاختلاف الضغط الناشئ حول السحابة، تحركت جزيئات الغبار ببطء داخل السحابة شكل (1ب) واصبحت تدور باتجاه واحد حول نفسها.
- نتيجة لاختلاف سرعة الجزيئات، تكونت دوامات صغيرة تضاغطت وانكمشت كل دوامة مكونة نواة كوكب مستقل فيما بعد.
- الجزء الأكبر من مادة السحابة الضخمة انجذب إلى مركزها مكونا نواة الشمس الأولى شكل (1ج)
- مع مرور الزمن، أخذت أنوية الكواكب في تنظيم حركتها الداخلية مما أدى مع الضغط الهائل إلى تكثيف بعض الجزيئات إلى مراكز الكواكب.
- نتيجة الضغط الهائل، تجاوزت درجة حرارة نواة الشمس إلى مليون درجة سيلزية تقريبا حيث بدأت التفاعلات النووية التي أضافت طاقة حرارية هائلة لها مما جعل لون سطح الشمس أصفر متوهج، وبدأ الإشعاع الشمسي في تنقية الأجواء المحيطة بالكواكب، فبدأت المجموعة الشمسية في الاستقرار على شكلها الحالي كما هو موضح في شكل (1د).
-
وسبحان من قال: "ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين" (سورة فصلت، 11)



<< الجاذبية >>
قال تعالى: "خلق السماوات بغير عمد ترونها" (سورة لقمان، 10)، وقد فسرها البعض بأن الله قد رفع السماء بغير عمد، ولكن الله لم يقل "ترونها بغير عمد" وإنما قال "بغير عمد ترونها" فالرؤية التي تحدث عنها الله هي للأعمدة، فهناك أعمدة ولكن لا نراها، وهي أعمدة الجاذبية التي تحفظ الكون من الانهيار..
.
<< الليل والنهار >>
قال تعالى: "يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل" (سورة الزمر، 5)، والتكوير في اللغة هو لف العمامة، وتكوير الليل على النهار والنهار على الليل تدلنا على حركة دائرية مستمرة، وقد بدأنا نفهم هذه الآية أكثر عند ثبوت دوران الأرض حول نفسها مسببة تعاقب الليل والنهار.
.
<< مدارات النجوم >>
قال تعالى: "لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون" (سورة يس، 40)، يفسر علماء اللغة الفلك بأنه أي شيء مستدير، وقد تحدث الله عن "الشمس - القمر" وتحدث عن "الليل - النهار" فماذا يدلنا عليه الجمع في "كل"؟؟
يقول الرازي -وهو من علماء المسلمين الأوائل-: "ولا يجوز أن نقول "وكل في فلك يسبحون" إلا ويدخل في الكلام النجوم ليثبت معنى الجمع"، وكلنا يعلم موقف العلم الحديث من أن للنجوم والكواكب مدارات ملتزمة بها لا تدور (تسبح) إلا بها".
.
<< اتساع الكون >>
في أواخر الستينيات، اكتشف "هابل" أن الكون يتسع ويتباعد مصداقا لقوله تعالى: "والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون" (سورة الذاريات، 47)، مما حير "أينيشتاين" الذي وضع نظرية ثبوت الكون، وجعله يزور "هابل" في مرصده ليرى هذا الكشف المذهل، ولو قرءوا تفسير ابن زيد لهذه الآية، لوجدوا أنه يصل إلى طرف من هذا الكشف..
ويجدر القول أن استخدام اسم الفاعل "لموسعون" يفيد الاستمرار، ويعني أننا وسعنا السماء ونوسعها وسنوسعها.. ولو أردت أن تتحقق من وسع الكون، فانظر إلى السماء في يوم مظلم لترى الكم الهائل من النجوم في هذا الكون.
.
<< الشمس والقمر بحسبان >>
قال تعالى: "الشمس والقمر بحسبان" (سورة الرحمن، 5)
ليست تدل هذه الآية على السنة الشمسية والقمرية كما يخيل للبعض، وإنما تفسر عن إعجاز عظيم كشفه العلم الحدث، وهو أن للشمس والقمر نظام دقيق محسوب من حيث الحرارة والحجم والبعد.. فلو كبرت الشمس قليلا أو اقتربت من الأرض لاحترقنا، ولو صغرت قليلا أو ابتعدت عن الأرض لتجمدنا.. وكذلك القمر، لو كبر قليلا أو اقترب لغرقنا من مد البحر، ولو صغر قليلا أو ابتعد عن الأرض لذهب البحر.. ألا يدل هذا على حسبان دقيق؟؟
.
<< مشرقين ومغربين >>
عندما نسمع قول الله تعالى: "رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق" (سورة الصافات، 5)
أنه يتحدث عن الأرض ودورانها، ولكنه لم يتطرق إلى الأرض فحسب، وإنما ذكر السماء.. واكتشف حديثا كوكب يدور حول شمسين (ألفا سنجرا أ) و (ألفا سنجرا ب)، وله في كل يوم مشرقين ومغربين شكل (3 أ-ب).





<< حقائق ارتياد الفضاء >>
قال تعالى: "ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون * لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون" (سورة الحجر، 14،15)
تحدث هذه الآية عن ثلاث نقاط رئيسية معجزة يجب اعتبارها قبل محاولة ارتياد الفضاء..
- هناك منافذ معينة في الغلاف الجوي في حالة الخروج من غيرها تنفجر المركبة الفضائية، وهو ما أشار إليها القرآن فغي كلمة "بابا".
- تدل كلمة "يعرجون" على معنيين، العروج أي الصعود، والعروج أي الميلان، وهو شرط خروج المركبة الفضائية من الغلاف الجوي.
- بعد الخروج من الغلاف الجوي يبدأ الظلام الدامس يحيط بالمرتاد بكل مكان فكأنما أغلق المرتاد عينيه "سكرت أبصارنا".