مشاهدة النسخة كاملة : أخطاء في تعاملاتنا :-


اسراء سمير00
05-10-2014, 07:26 PM
http://im81.gulfup.com/bN2Ybi.gif



أخطاء في تعاملاتنا :-


في تعاملنا اليومي أو الاجتماعي نرتكب عدداً من الأخطاء في حق مَن يصنعون الجميل لنا ولمجتمعهم، قد لا تكون أخطاء عمديّة، بل تقليد اجتماعي خاطئ رأينا الآخرين يصنعونه كذلك فصنعنا مثلهم.

إن مقابلة الإحسان المادي ليس بالضرورة إحسان مادي مثله، فقد لا نجد ما نكافئ به مادياً؛ لكننا نجدُ دائماً ما نكافئ به معنوياً وهذا ما عناهُ الشاعرُ بقوله:

<< لا خيل عندَك تُهديها ولا مالُ *** فليسعفُ النطق إنْ لم يُسعف الحالُ >>

هذه بعضُ أخطائنا، عسى أن نعمل على تفاديها مستقبلاً:


1- المُبالغة في الثناء:


الإسلامُ دينُ الاعتدال، وكلُّ شيء يزيد عن حده ينقلبُ إلى ضده، فالمبالغة في الثناء – شئنا أم أبينا – توقعنا في الكذب، صحيح أنّ الشعراء اعتادوا على وصف المحبوب بأوصاف مغالية كجزء من فن الأسلوب في تبيان محاسن الممدوح بأكبر ممّا هي عليه في الواقع، وقد يُغفر لهم ذلك لأنه مسحة جمالية تضاف إلى الوجه الجميل ليبدوا أجمل، كما هي أدوات الزينة، وللخلق الحسن ليظهر أحسن وأكثر محبوبية، فالمبالغة الخفيفة معقولة ومقبولة.

لكنالمبالغة في الإطراء، والمغالاة في الثناء تجعل مَن تغالي في مدحه يصدّق أنّه فعلاً كما وصفت فيأخذهُ الغرور، وقد يبطر ويفجر، إذ قد تكون تلك بداية (الإنتفاخ) الذي يجرّ معه ما يجرّ من مصائب وويلات، يقول الإمام علي(ع): "الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق" والتملّق أقرب جيران الكذب.


2- التقصير في الثناء والمكافأة:


وهذا عكسُ ذاك، فكما أن المبالغة في الثناء، تُخرجُ التقييم الموضوعي عن موضوعيته، فإنّ التقصير فيه تعبير عن بخل في المشاعر، وعن جفاء وجفاف في الأدب الإنساني، وكما أنّ ذاك قد يدفع إلى التهاون في العمل، فإنّ هذا قد يثبّط العزائم ويهبّط الهمم، وبالتالي، فإن الاعتدال هو الحل.

لنستكمل إذاً مقولة الإمام علي(ع): "الثناء بأكثر من الاستحقاق ملقْ، والتقصير عن الاستحقاق عي وَحَسد"

لنعمل كما يعمل المعلم في المدرسة، إنه يعطي التلميذ درجتهُ التي يستحق، فبمقدار عطائه يعطيه، وبذلك يعرف الطالب أنه نال استحقاقه جزاءً وفاقاً، أما الثناء العاطرُ للذين ينالون الدرجات العالية فهو من بعض استحقاقهم، وهو عامل تحفيز لمزيد من النجاح والتفوّق، وهو باعث للهمم الخاوية أو المتكاسلة عسى أنّ تنفض عنها غبار الكسل والاسترخاء.


3- التأخير في الثناء والمكافأة:


كم كان الإسلامُ موضوعياً، وخبيراً نفسياً فذّاً حينما قال: "أعط العامل أجره قبلَ أن يجف عرقهُ"

إنّ العامل هو يتقاض أجره في اللحظة التي ينفضُ فيها يده من عمله – ولعلّك لاحظت هذا بنفسك – يداخلهُ سرورٌ يُنسيه أتعابَهُ كلّها، فكأنّه لم يتعب

أمّا إرجاءُ الدفع، أو تسويف العامل، وإلجاؤه إلى المطالبة بأجره بنفسه، فعلاوة على أنّه منافٍ للذوق السليم، ومخلّ بأصول التعامل الإنساني، فإنّه يزيدُ في أتعاب العامل أتعاباً وكأنّه لم يُنهِ عَمَله. فهو في الوقت الذي يتوقّع فيه المكافأة تُحجب عنه، أو تُبيت لوقت آخر لا يجدُ فيه طعم المكافأة الطازجة

الشكرُ الفوري، والمكافأة في حينها ووقتها المناسب لها طعمُ الفاكهة المقطوفة للتو، ونكهتها الفتيّة، وهي أهنأ لنفس العامل وأرضى لحاجته إلى التقدير، في الأمثال الروسية مثلٌ يقول:
"لا يمكنك الاحتفاظ بكلمة الشكر في جيبك".. ذلك أن مكانها ليس في (الجيب)، بل أن تتراقص نغماً حلواً على الشفتين، وعطاء مجزياً باليدين.


4- الثناءُ عن طريق وسيط:


المباشرةُ في الثناء لها وقعها اللذيذ على أذن وقلب المستمع أو المتلقي، فالذي أحسن إليك أحسن إليه بنفسك، بهذا تكون شكرته على ما صنعه من معروف معك، لتزيد بذلك في معروفه ولتتوطّد العلاقةُ بينكما أكثر فأكثر.

أما إذا حملت شخصاً رسالة الثناء بشكل شفوي فقد لا يجيدها كما تجيدها أنت، باعتبارك أكثر تقديراً منه لها، فحتى إذا أجاد تقديمها فإنّه لن يقدِّمها بنفس الحرارة التي تقدِّمها أنت كمتنعم بالإحسان.

حضورك شخصياً لشكر إنسان محسن يترك أثراً نفسياً إيجابياً عميقاً في قلبه، أمّا الرسولُ أو الدليل فهو لا يفيض من قلبه، بل من لسانه، وشتّان بين ما ينبعُ من القلب ويفيض به اللسان، وبين ما تردده بالتلقين البارد الشفتان


5- تغليب النقد على الثناء:


النقد أن تقدم الوجهين: الإيجابي والسلبي، ليتم تعزيزُ الأوّل، و تفادي الثاني، وهذه هي الموضوعية البناءة في النقد.

لنتأمل في أساليب التعاطي مع النقد من زاوية اجتماعية:

· هناك مَن يُقدِّم الثناء؛ لكنه يقدِّمه موجزاً وعلى استحياء، وبكلمات عموميّة مُختزلة، حتى إذا جاءَ دورُ السلب فصّل فيه تفصيلاً مملاً، فكأنّه يقرأ في صحيفة الأعمال

· هناك مَن يدخلُ في السلب مباشرةً ويستفيضُ فيه فكأنّما ينحدرُ كالسيل، حتى إذا وصل إلى الإيجاب، قال بلهجة باردة عاجلة: هذا لا يعني أنّ العمل لا يخلو من الإيجابيات، وقد يمرّ على بعضها مرور الكرام بما لا يرتفع في وقعه النفسي إلى مستوى ما سببه من كدمات وجروح نفسية للمنتقد.

· هناك مَن يرى العيوب والثغرات والنقائص؛ لكنه يوازن بينها وبينَ الإيجابيات ونقاط القوّة، فيعطي لهذه حقّها، ويعطي لتلك حقّها بالإنصاف والتناسف، وهذا عدل.

· ومن الناس مَن يذكر هذا ويذكر ذاك بشيء من التوازن؛ لكنّه (يقسو) في نقد السلبيّات، و(يتراخى) في الثناء على الإيجابيات.

القرآنُ الكريم يعلمنا الأسلوب الوسط، فلقد عاتب النبي (ص) في إعراضه عن الأعمى في (عبس وتولى) بشدة؛ لكنه أثنى عليه بشدة أيضاً في قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم/ 4).

والمسألة مرة أخرى، مسألة الاعتدال و التوازن، كما هو الملحُ في الطعام: إن زاد أفسده، وإن قلأفسده، وخيرُ الأمور أوسطها.


<< مــــــنقـــ(للإفــــادة)ـــــــول >>

http://im81.gulfup.com/jUR163.jpg

لوما سمير
07-10-2014, 06:30 PM
شكرا وجزاك الله خير

اسراء سمير00
10-10-2014, 05:26 PM
شكرا وجزاك الله خير

جزانا وإياكم كل خير
أسعدني هذا المرور الطيب
خالص تحياتي

alea2009
10-10-2014, 07:38 PM
جزاكى الله خيرآ.
الموضوع رائع.

اسراء سمير00
14-10-2014, 06:19 PM
جزاكى الله خيرآ.
الموضوع رائع.


جزانا وإياكم كل خير
نورتيني بهذا التواجد الطيب

خالص تحياتي :)

Mr. Hatem Ahmed
14-10-2014, 10:24 PM
أنا قلت قبل كده يا إسراء

إنك ممتازة ومتميزة ومواضعِك روعة

أأقول إيه تاني...؟! :bosyht9::bosyht9:

مش لاقي كلام أقوله...!!! :d

اسراء سمير00
16-10-2014, 10:28 PM
أنا قلت قبل كده يا إسراء

إنك ممتازة ومتميزة ومواضعِك روعة

أأقول إيه تاني...؟! :bosyht9::bosyht9:

مش لاقي كلام أقوله...!!! :d





والله يامستر حاتم كلام حضرتك ده علي راسي من فوق :)

ودائما رافع معنوياتي يامستر والله :rolleyes: ربنا يبارك في حضرتك يارب

منور مواضيعي كلها ياأُستاذنا :) ويسعدني طلة حضرتك الأروع :078111rg3:

كــــــــل الـــتقديــــر والإحتـــــــــرام لحضرتك

البرنس ميدو 2012
19-10-2014, 05:58 PM
مشكورررررررررررررررررررررررررررر

اسراء سمير00
23-10-2014, 09:46 PM
مشكورررررررررررررررررررررررررررر


متشكرة جدااا لمرور حضرتك العطر

خالص تحياتي