مشاهدة النسخة كاملة : المساعدة يا معلمي اللغة العربية المتميزين


اغباريه
29-10-2014, 06:51 PM
طلب شرح ابيات من قصيدة
السلام عليكم
ارجو منكم اذا سمحتم شرح قصيدة
الابيات المطلوبة:

لِكُلِّ امرِئٍ المتنبي

1 - لِكُلِّ امرِئٍ مِن دَهرِهِ ما تَعَوَّدا وَعادَتُ سَيفِ الدَولَةِ الطَعنُ في العِدى
2 - هُوَ البَحرُ غُصْ فيهِ إِذا كانَ راكدًا عَلى الدُرِّ وَاحذَرهُ إِذا كانَ مُزبِدَا
3 - تَظَلُّ مُلوكُ الأَرْضِ خاشِعَةً لَهُ تُفارِقُهُ هَلكى وَتَلقاهُ سُجَّدَا
4 - وَتُحيِي لَهُ المالَ الصَوارِمُ وَالقَنا وَيَقتُلُ ما يُحيِي التَبَسُّمُ وَالجَدا
5 - وَما قَتَلَ الأَحرارَ كَالعَفوِ عَنهُمُ وَمَن لَكَ بِالحُرِّ الَّذي يَحفَظُ اليَدا
6 - إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا
7 - وَوَضعُ النَدى في مَوضِعِ السَيفِ بِالعُلا مُضِرٌّ كَوَضعِ السَيفِ في مَوضِعِ النَدى
8 - أَزِل حَسَدَ الحُسّادِ عَنّي بِكَبتِهِمْ فَأَنتَ الَّذي صَيَّرتَهُمْ لِيَ حُسَّدا
9 - وَما أَنا إِلّا سَمهَرِيٌّ حَمَلتَهُ فَزَيَّنَ مَعروضًا وَراعَ مُسَدَّدا
10 - وَما الدَهرُ إِلّا مِن رُواةِ قَلائِدي إِذا قُلتُ شِعرًا أَصبَحَ الدَهرُ مُنشِدًا
11 - أَجِزني إِذا أُنشِدتَ شِعرًا فَإِنَّما بِشِعري أَتاكَ المادِحونَ مُرَدَّدا
12 - وَدَع كُلَّ صَوتٍ غَيرَ صَوتي فَإِنَّني أَنا الصائِحُ المَحكِيُّ وَالآخَرُ الصَدى
13 - تَرَكتُ السُرى خَلفي لِمَن قَلَّ مالُهُ وَأَنعَلتُ أَفراسي بِنُعماكَ عَسجَدا
14 - وَقَيَّدتُ نَفسي في ذَراكَ مَحَبَّةً وَمَن وَجَدَ الإِحسانَ قَيدًا تَقَيَّدا
15 - إِذا سَأَلَ الإِنسانُ أَيّامَهُ الغِنى وَكُنتَ عَلى بُعدٍ جَعَلنَكَ مَوعِدا

الشرح معاني الكلمات ،الاسلوب والافكار ، البلاغة (جماليات) ، مناسبة القصيدة والتعليق

وشكرا لكم جميعا

أحمد بن راشد
26-04-2015, 07:24 AM
فيما يأتي شرح القصيدة الثانية من كتاب شرح ديوان المتنبي للواحدي .
المعذرة على عدم التنسيق فالوقت لم يسعفني .

وقال يمدحه ويهنئه بعيد الأضحى سنة اثنتين وأربعين وثلثمائة
لكل امرء مـن دهـره مـا تـعـودا وعادة سيف الدولة الطعن في العدا
هذا كقول حاتم، وكل أمرء جارٍ على ما تعودا، وجعله سيفا ثم وصفه بالطعن كأنه قال هو سيف ورمح
وأن يكذب الإرجاف عنه بضدهِ ويمسي بما تنوي أعاديه أسعدا
أي أن أعداءه يرجفون بقصوره وهو يكذبهم بوفوره ويرجفون بهزيمته وهو يكذبهم بظفره وأعداؤه ينوون معارضته فيتحككون به فيصير بذلك أسعد لأنه يسلبهم عدتهم وسلاحهم ومن روى بما يحوي أراد أنه أملك لما في أيديهم منهم لأنه متى أراد احتواه واستحقه
ورب مريدٍ ضره ضر نـفـسـهُ وهادٍ إليه الجيش أهدى وما هدى
ضره مصدر يقول رب قاصد إن يضره فعاد الضر عليه ورب هادٍ إليه الجيش كان مهديا لا هاديا لأنه استغنم ذلك الجيش وكانوا غنيمةً له
ومستكبرٍ لم يعرف الله ساعةً رأي سيفه في كفهِ فتشهدا
رب كافر متكبر عن الإيمان بالله تعالى رآه مع السيف فآمن وأتى بكلمة الشهادة أما خوفا منه وأما علما بأن دينه الحق حين رأى نور وجهه وكمال وصفه.
هو البحر غص فيه إذا كان ساكنا على الدر واحذره إذا كان مزيدا
ضرب له المثل بالبحر والبحر إنما يسلم راكبه إذا كان ساكنا وإذا ماج وتحرك كان مخوفا لذلك هو يقول ائته مسالما ولا تأتهِ وهو غضبان كما قال أيضا، سل عن شجاعته وزره مسالما، البيت
فإني رأيت البحر يعثر بالفتى وهذا الذي يأتي الفتى متعمداً
قال ابن جنى أي ليس أغنى البحر من يغنيه عن قصد وهذا يغني من يغنيه عن تعمد قال ويعثر قد يأتي في الخير والشر هذا كلامه وفيه خطأ من وجهين لا تقول العرب عثر الدهر بفلان إلا إذا أصابه بنكبة ومعنى يعثر بالفتى بهلكه عن غير قصد لأن العثرة بالشيء لا تكون عن قصد يقول البحر يغرق عن غير قصد وهذا يهلك أعداءه عن قصد وتعمد وليس يمكن أن يحمل عثرة البحر بالفتى على إغنائه وهذا البيت قريبٌ من قوله أيضا، ويخشى عبابُ البحر والبحر ساكنٌ، فكيف بمن يغشى البلاد إذا عبا،
تظل ملوك الأرض خاشعةً له تفارقهُ هلكي وتلقاه سجـداً
من خالفه وفارقه من الملوك هلك وإذا أتته خضعت له وسجدت
وتحيى له المال الصوارم والقنا وي*** ما تحيي التبسمُ والحدا
يريد أنه يأتي العداء فيسلبهم أموالهم بسيفه ورماحه ثم يغنيه بالعطاء عند التبسم والنشاط كما قال أبو تمام، إذا ما أغاروا فاحتووا مال معشرٍ، أغارت عليه فاحتوته الصنائع،
ذكي تظنـيه طـلـيعة عـينـه يرى قلبه في يومه ما ترى غدا
التظني هو التظنن قلبت النون الثانية ياء كقول العجاج، تقضي البازي إذا البازي كسر، يقول هو ذكي ظنه يرى الشيء قبل أن تراه عينه كالطليعة تتقدم أمام القوم والمصراع الثاني تفسير للمصراع الأول يقول قلبه يرى في يومه بظنه ما تراه عينه في غد
وصول إلى المستصعبات بخيلـه فلو كان قرن الشمس ماء لأوردا
أي يصل بسيفه إلى الشيء البعيد الذي يتعذر الوصول إليه حتى لو كان قرن الشمس ماء لأورده خيله
لذلك سمى ابن الدمستق يومه مماتا وسماه الدمستق مولدا
أي لما ذكرت من حاله يئس ابن دمستق من الحياة يوم أسره وسمى ذلك اليوم مماتا له وجعله الدمستق مولدا كأنه ولد ذلك اليوم والضمير في سماه عائد على اليوم لأن الدمستق هرب في اليوم الذي أسر فيه ابنه فكان ذلك اليوم مماتا للابن حياة للأب
سريت إلى جيحان من أرض آمد ثلاثا لقد أدناك ركض وأبعـدا
جيحان نهر قال ابن جنى أدناك سيرك من النهر وأبعدك من آمد وهذا لا يقيد معنى لأن كل من سار من موضع إلى موضع فهذا وصفه ولكنه يريد وصلت إلى جيحان بسيرك ثلاثا من أرض آمد وهذه مسافة لا يقطعها أحد بسري ثلاث ويفهم من هذا إنك وصلت إلى هذا النهر من آمد في ثلاث ليال على ما بينهما من البعد
فولى وأعطاك ابنه وجيوشـه جميعا ولم يعط الجميع ليحمدا
أي انهزم وترك هؤلاء أسرى في يدك ولم يكن ذلك إعطاء يستحق عليه حمدا ولكنك أخذته قسرا
عرضت له دون الحيوة وطرفه وأبصر سيف الله منك مجردا
أي لما رآك لم يسع عينه غيرك لعظمك في نفسه وحلت بينه وبين حيوته فصار كالميت في بطلان حواسه إلا منك
وما طلبت رزق الأسنة غيره ولكن قسطنطين كان له الفدا
الرماح لم تطلب غيره ولكن ابنه صار فداء له لأن الجيش اشتغل بأسره حتى نجا هو
فاصبح يجتاب المسوح مـخـافة وقد كان يجتاب الدلاص المسردا
يجتاب المسوح يلبسها ويدخل فيها والدلاص الدرع البراقة الصافية يقال درع دلاص وأدرع دلاص والمسرد المنظوم المنسوج بعضه في بعض والمعنى أنه ترك الحرب خوفا منك وترهب ولبس المسوح بعد أن كان يلبس الدرع
ويمشي به العكاز في الدير تـائبـا وما كان يرضى مشي أشقر أجردا
العكاز عصا في طرفها زج والدير متعبد النصارى يقول أخذ عصا يمشي به في الدير تائبا من الحر بعد أن كان لا يرضى مشي الخيل السراع وخص الأشقر لأن العرب تقول شقر الخيل سراعها
وما تاب حتى غادر الكر وجهه جريحا وخلى جفنه النقع أرمدا
يقول لم يترك الحرب إلا بعد ترك الكر في الطعن والضرب وجهه مجروحا ورمدت عينه من غبار الجيش يعني أنه أحوج إلى ذلك وألجىء إليه بكثرة ما أصابه من الجراحات
فلو كان ينجي من علي ترهب ترهبت الأملاك مثنى وموحدا
يعني أن ترهبه لا ينجيه من سيف الدولة ولو كان ذلك ينجيه لترهبت سائر الملوك اثنين اثنين وواحدا واحدا
وكل امرىء في الشرق والغرب بعدها يعد له ثوبا من الـشـعـر اسـودا
ليس هذا على العموم لأن المعنى وكل امرء ممن يخافه وقوله بعدها أي بعد فعلة الدمستق ويروي بعده أي بعد الدمستق
هنيئا لك العيد الذي أنت عـيده وعيد لمن سمى وضحى وعيدا
قوله أنت عيده أي تحل فيه محل العيد في القلوب إذ كان العيد مما يفرح له الناس كذلك هذا العيد يفرح بوصوله إليك كما قال، جاء نوروزنا وأنت مراده، وعيد لمن سمى الله و*** أضحيته أي أنت عيد لكل مسلم
ولا زالت الأعياد لبسك بعـده تسلم مخروقا وتعطي مجددا
أي لازلت تلبس الأعياد المتكررة عليك في الدهر فإذا مضى عيد أتاك عيد آخر بعده جديد
فذا اليوم في الأيام مثلك في الورى كما كنت فيهم أوحدا كان أوحدا
هو الجد حتى تفضل العين أختهـا وحتى يكون اليوم للـيوم سـيدا
جعل العيني واليومين مثلا لكل متساويين يجد أحدهما ويجد الآخر يقول الجد يؤثر في كل شيء حتى في العينين تجمعهما بنية ثم تصح أحداهما وتسقم الأخرى ويسود اليوم اليوم وكلاهما ضوء الشمس يعني أن يوم العيد كسائر الأيام في الصورة إلا أن الجد اشهره من بين سائر الأيام فجعله يوم فرح وسرور
فوا عجبا من دائل أنت سيفهُ تصيده الضرغام فيما تصيدا
يريد بالدائل صاحب الدولة يعني الخليفة أخرجه مخرج لابنٍ وتامرٍ يقول أما يخافك إذا تقلدك سيفا وفي هذا تفضيلٌ له على الخليفة ثم ضرب لهذا مثلا فقال
ومن يجعل الضرغام للصيد بازه تصيده الضرغام فيما تصـيدا
أي من اتخذ الأسد صائدا يصيد به أتى عليه الأسد فصاده والمعنى أنت فوق من تضاف إليه
رأيتك محض الحلم في محض قدرةٍ ولو شئت كان الحلم منك المهنـدا
أي رأيتك خالص الحلم في قدرة خالصة عن العجز والمعنى أن حلمك عن الجهال حلم عن قدرة ولو شئت لسلكت عليهم السيف
وما *** الأحرار كالعفو عنهـم ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا
يعني أن من عفا عن حر صار كأنه ***ه لأنه يسترقه بالعفو عنه فيذل له وينقاد وهذا من قول بعضهم غل يداً مطلقها، واسترق رقبةً معتقها، وقوله، ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا، أي من يتكفل لك بالحر الذي يحفظ النعمة ويراعى حقها ومن روى يعرف فمعناه يعرف قدر العفو عنه حثه في أول البيت على العفو ثم ذكر قلة وجود من يستحق ذلك ثم أكد هذا بقوله
إذا أنت أكرمت الكريم ملكتهُ وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
يعني أن الكريم يعرف قدر الكرام فيصير كالمملوك لك إذا أكرمته واللئيم إذا أكرمته يزيد عتوا وجرأةً عليك
ووضع الندى في موضع السيف بالعلي مضر كوضع السيف في موضع الندى
أي كل يجازي ويعامل على ما يستحق فمن استحق العطاء لم يستعمل معه السيف ومن استحق ال*** لم يكرم بالعطاء ومن فعل ذلك أضر بعلاه
ولكن تفوق الناس رأيا وحكمةً كما فقتهم حالاً ونفساً ومحتدا
يقول أنت أعرف بمواقع الإساءة والإحسان من كل انسان لأنك فوق كل أحد بالعقل والإصابة في الأمور كما أنك فوقهم بالحال إذ كنت أميراً وبالنفس إذا كنت أعلاهم همةً وبالأصل إذ كنت من إصلٍ شريفٍ ومنصبٍ كريم
يدق على الأفكار ما أنت فاعلٌ فيترك ما يخفى ويوخذ ما بدا
يعني أن ما تبتدعه من المكارم يخفى على أفكار الشعراء فيذكرون ما ظهر منها ويتركون ما خفى وليس يريد أن المقتدين بك في المكارم يأخذون ما ظهر منك ويتركون ما خفى ولو أراد ذلك لما أتى بالأفكار ولقال يدق على الكرام قال ابن جنى هذا البيت مثل قول عمار الكلابي، ما كل قولي مشروحا لكم فخذوا، ما تعرفون وما لم تعرفوا فدعوا، وقال ابن فورجة عمار الكلابي محدث وقد أدرك زماننا وهو بجل بدوي أمي لحانة وهذا البيت من أبياتٍ أولها، ما ذا لقيت من المستعربين ومن، قياس نحوهم هذا الذي ابتدعوا،إن قلت قافيةً بكراً يكون لها، معنى خلاف الذي قاسوا وما ذرعوا، قالوا لحنت وهذا الحرف منخفض، وذاك نصب وهذا ليس يرتفع، وضربوا بين عبد الله واجتهدوا، وبين زيدٍ فطال الضرب والوجع، فقلت واحدةً فيها جوابهم، وكثرة القول بالإيجاز ينقطع، ما كل قولي مشروحا لكم فخذوا، ما تعرفون وما لم تعرفوا فدعوا، حتى يصير إلى القوم الذين غذوا، بما غذيت به والقول يجتمع، فيعرفوا منه معنى ما أفوه به، حتى كأني وهم في لفظه شرع، كم بين قومس قد احتالوا لمنطقم، وبين قومٍ على إعرابهم طبعوا، وبين قومٍ رأوا شيئا معاينةً، وبين قومٍ حكوا بعض الذي سمعوا، إني غذيت بأرض لا تشب بها، نار المجوس ولا تبني بها البيع، فنقله أبو الطيب إلى المدح وأقام دقة صنيعه في اقتناء المكارم مقام دقة معنى الشعر
أزل حسد الحساد عني بكبتهـم فأنت الذي صيرتهم لي حسدا
أي أنت أنعمت عليّ النعم التي صرت بها محسودا وظهر لي حساد يحسدونني ويقصدونني بسوء فاكفني شرهم بأن تكبتم وتخزيهم بالأعراض عنهم ونهيهم عن اساءة القول فيّ ومعنى المصراع الثاني من قول أبي الجورية العبدي، فما زلت تعطيني وما لي حاسد، من الناس حتى صرت أرجى وأحسد، ثم تبعه الشعراء فقال بشار، صحبته في الملك أو سوقةٍ، فزاد في كثرة حسادي، وقال ابو نواس، دعيني أكثر حاسديك برحلةٍ، إلى بلدٍ فيه الخصيب أمير، وقال البحتري، وألبستني النعمى التي غيرت أخي، عليَّ فأضحى نازحَ الود أجنبا،
إذا شد زندي حسن رأيك في يدي ضربت بنصلٍ يقطع الهام مغمدا
إذا قوي ساعدي حسن رأيك قطع نصلي هام الأعداء وإن ضربت به وهو في غمده والمعنى أنك إذا كنت نحسن الرأي في لم أبال بالحساد وقليل من إنكارك عليهم يكفيني أمرهم
وما أنا إلا سمهري حملـتـهُ فزين معروضا وراع مسددا
يقول أنا لك كالرمح الذي إن حملته بالعرض زينك وكان زينا لك وإن حملته مسددا مهيأ للطعن راع أعداءك يعني أنا لك زين في السلم ورمح في عدوك أنافح عنك بلساني
وما الدهر إلا مـن رواة قـلائدي إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا
جعل شعره في حسنه كالقلائد التي يتقلد بها والمعنى أن أهل الدهر كلهم يروون شعري وينشدون وأخرج الكلام على الدهر تعظيما لشعره وهو يريد أهل الدهر
فسار به من لا يسير مشمـراً وغنى به من لا يغني مغرداً
يعين أن شعره ينشط الكسلان إذا سمعه فيسير على سماع شعره مشمرا والذي لا يغني إذا سمع شعره طرب وغنى به مغردا والتغريد رفع الصوت للتطريب.
أجزني إذا أنشدت شعراً فإنمـا بشعري أتاك المادحون مرددا
يقول إذا أنشدك شاعر شعرا بمدحك فأعطني فإن ذلك الذي أنشدت يأتيك المادحون فيأتونك بها كما قال بشار، إذا أنشد حماد فقل أحسن بشار، وكما قال أبو هفان، إذا أنشدكم شعراً فقولوا أحسن الناس، وقال أبو تمام في غير هذا المعنى، فمهما تكن من وقعةٍ بعد لا تكن سوى حسنٍ مما فعلت مردد،
ودع كل صوتٍ بعد صوتي فإننـي أنا الصائح المحكيُّ والآخرُ الصدى
الصدى الصوت الذي يجيبك من الجبل كأنه يحكي قولك وصياحك وهذا مثل يقول شعري هو الأصل وغيره كالصدى يكون حكايةً لصياح الصائح وليس بأصلٍ أي فلا تبال شعر غيري
تركت السرى خلفي لمن قل مالهُ وأنعلت أفراسي بنعماك عسجدا
يقول بلغت بك إلى ما طلبت واتخذت لخيلي نعال الذهب من أنعامك عليّ وتركت السري لغيري من المقترين المقلين يسرون إليك كما سريت
وقيدت نفسي في ذراك محبةً ومن وجد الإنسان قيداً تقيدا
أقمت عندك حبا لك ثم بين سبب الإقامة بالمصراع الثاني وأن ذلك إحسانه إليه كما قال الطائي، وتركي سرعة الصدر اغتباطا، يدل على موافقة الورودِ، وكقوله أيضا، هممي معلقة عليك رقابها، مغلولةٌ إن الوفاء إسارُ،
إذا سأل الإنسان أيامه الغـنـى وكنت على بعد جعلتك موعداً
يقول إذا طلب الإنسان الغنى في دهره وعصره وكنت غائبا عنه فدهره يعده الإعطاء بعد رجوعك وحضورك إلى حضورك إلى مستقر عزك فإنه يغنيه بعد ذلك أي الدهر يحيل عليك من اقترح عليه الغني فيشير عليه باتيانك