abomokhtar
07-11-2014, 08:57 AM
السؤال
♦ ملخص السؤال:
طالبة متفوِّقة في الدراسة، تعاني شعورًا غريبًا، فتشعر بأن حياتها حلم، وتشعُر بضيقٍ، أثر عليها وعلى دراستها؛ فلا تهتم بالدراسة ولا تحِبُّ الخروجَ مِن المنزل.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ متفوِّقة في الدراسة، أُعاني مِن حالةٍ أتعبتني كثيرًا، وأفْقَدَتْني طَعْمَ الحياة.
أحس أن حياتي حلمٌ، وأفَكِّر كثيرًا في معنى الحياة، وأشعُر بضيقٍ.
لا أستطيع أن أصفَ حالتي وصفًا دقيقًا؛ فأنا فاقدةٌ للأمن النفسيِّ، أشعُر أيضًا أن تفكيري عميقٌ جدًّا، وأن الناس تعيش حولي بسطحية، حاولتُ أن أتجاهَل هذه الأفكار، لكنها استحوذتْ عليَّ؛ خاصَّة هذه الأيام بصورة كبيرةٍ.
أصبحتُ لا أهتمُّ بدراستي، كما لا أُحِبُّ الخروجَ مِن المنزل، ولا أريد أن أذهبَ إلى المدرسة، كذلك أصبحتُ لا أركِّز في القِسم، وإذا أتتني هذه الحالة - أي عندما تكون حياتي حلمًا - تزداد ضربات قلبي، وأفعل حركات لا إرادية، خاصة في الصلاة.
رجاءً ساعدوني، فإني أحس أني سأفقِد عقلي
الجواب
ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
يُسعدنا بدايةً أن نُرَحِّب بانضمامك إلى شبكة الألوكة، سائلين المولى القديرَ أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين.
وأَوَدُّ أن أُحيي ما لمستُه فيك مِن طُمُوحٍ جَعَلَك مِنَ المتفوِّقات – حتى ظهور مشكلتك - وعقلٍ متفَكِّر، وقدرةٍ على تشخيص مشكلاتك وأسبابها، وسعيك الجاد لحلِّها بالوسائل السليمة، وهي سماتٌ حميدةٌ تُحْسَبُ لك، وأتمنى منك تعزيزها واستثمارها في تقفِّي خطوات الحل.
عزيزتي، إنَّ الحالة التي تشعرين بها كأنك في حلم مستمرٍّ - هي حالة تتكرَّر لدى كثيرٍ مِن الناس، لا سيما في المراحل الأولى مِن الشباب، وهي حالةٌ مُؤقَّتةٌ، لا تستمرُّ طويلًا، خاصة إذا واجَهَها الإنسانُ بإرادة قويةٍ، واتخذ الأسبابَ الصائبة لعلاجِها.
وأسبابُ هذه الحالة غيرُ معروفةٍ تمامًا، ولكن مِن خلال مُلاحظاتي على بعض مَن تعرَّضوا لها - أجد أنها ترتبط بالشخصية التي تتسم بالحساسيَّة، والتفكير العميق، وكثرة القلق، كما أنها قد تأتي بعد ضُغوطٍ نفسية وداخلية يُواجهها الإنسانُ بمُفردِه دون أن يُحَدِّث بها أحدًا.
ولذلك قد يتخذ هؤلاءِ الأشخاصُ هذه الحالةَ كأحد أنواع الهرَب اللاواعي مِن واقعِهِم وضغوطهم الفكرية، فيشعرون بأنهم يعيشون في حلمٍ، وأن لا شيء حولهم يرتبط بالواقع، وهو بالتأكيد شعورٌ مُزعجٌ؛ لأنَّ صاحبَه يعي في الوقت نفسه أنه يعيش الواقعَ، وأن شعوره بالحلم هو شُعُورٌ مفروض عليه ولا يرغب فيه.
ولذلك يا عزيزتي أنصحك أولًا بمُواجهة هذا الشعور بقوة إرادة، وبالحديث إلى نفسك بأنه مجرَّد ردِّ فِعلٍ منك إزاء إحباطات واجهتْك مِن المحيطين بك، وبأنك أقوى مِن كل تلك الردود والإحباطات؛ لأنك تمكَّنتِ مِنَ التفوُّق الدراسي سنوات عديدة، ولأنك تتميزين عن غيرك برجاحة العقل.
وذَكِّري نفسك يا بُنيتي بأنَّ اتسامك بعُمق التفكير يجب أن يكونَ مَدْعاةَ سُرورٍ لك، وليس مصدرَ إحباط لاتِّسام الآخرين بالسطحية، فهي نعمةٌ مَنَّ اللهُ تعالى عليك بها دون كثيرين غيرك، وعليك استثمارها في حياتك والاستئناس بها.
كما أنصحك بالتعرُّف على الهواية أو الهوايات التي تميل إليها نفسُك، وواظبي على ممارستها بشكلٍ دوري مع فتيات يُشاركْنَك الرغبة فيها.
كذلك أنصحك بالإكثار مِن المشارَكات الاجتماعية، وعدم الانعزال عن الناس؛ فإنَّ الانعزالَ عنهم بهذا الشكل يُعَزِّز لديك الأفكار السلبية، ويَعُوق مِن مُواجهتك لها، على أن يكونَ تفاعُلك معهم على أساس الرُّؤية الفكرية التي أسلفتُها في معرِض ردِّي.
كذلك أتمنى منك أن تُكثري مِن الاستماع إلى القرآن الكريم، ولاسيما قبل النوم ليلًا وحين تخلدين إلى فراشك، وأُفَضِّل استخدامك (السماعات) في هذا؛ فإنَّ ذلك له تأثيرٌ كبيرٌ - بإذن الله تعالى - على حركة موجات الدماغ الأربع، كما أنَّ تأثيره بالغٌ في مَشاعرك لليوم التالي، بالإضافة إلى فَضائلِه الأخرى.
وأخيرًا أختم بالدُّعاء إلى الله تعالى أن يُصلِحَ شأنك كله، ويَشرح صدرك، وينفع بك، وسنسعد بسماع أخبارك الطيِّبة مُجَدَّدًا
♦ ملخص السؤال:
طالبة متفوِّقة في الدراسة، تعاني شعورًا غريبًا، فتشعر بأن حياتها حلم، وتشعُر بضيقٍ، أثر عليها وعلى دراستها؛ فلا تهتم بالدراسة ولا تحِبُّ الخروجَ مِن المنزل.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ متفوِّقة في الدراسة، أُعاني مِن حالةٍ أتعبتني كثيرًا، وأفْقَدَتْني طَعْمَ الحياة.
أحس أن حياتي حلمٌ، وأفَكِّر كثيرًا في معنى الحياة، وأشعُر بضيقٍ.
لا أستطيع أن أصفَ حالتي وصفًا دقيقًا؛ فأنا فاقدةٌ للأمن النفسيِّ، أشعُر أيضًا أن تفكيري عميقٌ جدًّا، وأن الناس تعيش حولي بسطحية، حاولتُ أن أتجاهَل هذه الأفكار، لكنها استحوذتْ عليَّ؛ خاصَّة هذه الأيام بصورة كبيرةٍ.
أصبحتُ لا أهتمُّ بدراستي، كما لا أُحِبُّ الخروجَ مِن المنزل، ولا أريد أن أذهبَ إلى المدرسة، كذلك أصبحتُ لا أركِّز في القِسم، وإذا أتتني هذه الحالة - أي عندما تكون حياتي حلمًا - تزداد ضربات قلبي، وأفعل حركات لا إرادية، خاصة في الصلاة.
رجاءً ساعدوني، فإني أحس أني سأفقِد عقلي
الجواب
ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
يُسعدنا بدايةً أن نُرَحِّب بانضمامك إلى شبكة الألوكة، سائلين المولى القديرَ أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين.
وأَوَدُّ أن أُحيي ما لمستُه فيك مِن طُمُوحٍ جَعَلَك مِنَ المتفوِّقات – حتى ظهور مشكلتك - وعقلٍ متفَكِّر، وقدرةٍ على تشخيص مشكلاتك وأسبابها، وسعيك الجاد لحلِّها بالوسائل السليمة، وهي سماتٌ حميدةٌ تُحْسَبُ لك، وأتمنى منك تعزيزها واستثمارها في تقفِّي خطوات الحل.
عزيزتي، إنَّ الحالة التي تشعرين بها كأنك في حلم مستمرٍّ - هي حالة تتكرَّر لدى كثيرٍ مِن الناس، لا سيما في المراحل الأولى مِن الشباب، وهي حالةٌ مُؤقَّتةٌ، لا تستمرُّ طويلًا، خاصة إذا واجَهَها الإنسانُ بإرادة قويةٍ، واتخذ الأسبابَ الصائبة لعلاجِها.
وأسبابُ هذه الحالة غيرُ معروفةٍ تمامًا، ولكن مِن خلال مُلاحظاتي على بعض مَن تعرَّضوا لها - أجد أنها ترتبط بالشخصية التي تتسم بالحساسيَّة، والتفكير العميق، وكثرة القلق، كما أنها قد تأتي بعد ضُغوطٍ نفسية وداخلية يُواجهها الإنسانُ بمُفردِه دون أن يُحَدِّث بها أحدًا.
ولذلك قد يتخذ هؤلاءِ الأشخاصُ هذه الحالةَ كأحد أنواع الهرَب اللاواعي مِن واقعِهِم وضغوطهم الفكرية، فيشعرون بأنهم يعيشون في حلمٍ، وأن لا شيء حولهم يرتبط بالواقع، وهو بالتأكيد شعورٌ مُزعجٌ؛ لأنَّ صاحبَه يعي في الوقت نفسه أنه يعيش الواقعَ، وأن شعوره بالحلم هو شُعُورٌ مفروض عليه ولا يرغب فيه.
ولذلك يا عزيزتي أنصحك أولًا بمُواجهة هذا الشعور بقوة إرادة، وبالحديث إلى نفسك بأنه مجرَّد ردِّ فِعلٍ منك إزاء إحباطات واجهتْك مِن المحيطين بك، وبأنك أقوى مِن كل تلك الردود والإحباطات؛ لأنك تمكَّنتِ مِنَ التفوُّق الدراسي سنوات عديدة، ولأنك تتميزين عن غيرك برجاحة العقل.
وذَكِّري نفسك يا بُنيتي بأنَّ اتسامك بعُمق التفكير يجب أن يكونَ مَدْعاةَ سُرورٍ لك، وليس مصدرَ إحباط لاتِّسام الآخرين بالسطحية، فهي نعمةٌ مَنَّ اللهُ تعالى عليك بها دون كثيرين غيرك، وعليك استثمارها في حياتك والاستئناس بها.
كما أنصحك بالتعرُّف على الهواية أو الهوايات التي تميل إليها نفسُك، وواظبي على ممارستها بشكلٍ دوري مع فتيات يُشاركْنَك الرغبة فيها.
كذلك أنصحك بالإكثار مِن المشارَكات الاجتماعية، وعدم الانعزال عن الناس؛ فإنَّ الانعزالَ عنهم بهذا الشكل يُعَزِّز لديك الأفكار السلبية، ويَعُوق مِن مُواجهتك لها، على أن يكونَ تفاعُلك معهم على أساس الرُّؤية الفكرية التي أسلفتُها في معرِض ردِّي.
كذلك أتمنى منك أن تُكثري مِن الاستماع إلى القرآن الكريم، ولاسيما قبل النوم ليلًا وحين تخلدين إلى فراشك، وأُفَضِّل استخدامك (السماعات) في هذا؛ فإنَّ ذلك له تأثيرٌ كبيرٌ - بإذن الله تعالى - على حركة موجات الدماغ الأربع، كما أنَّ تأثيره بالغٌ في مَشاعرك لليوم التالي، بالإضافة إلى فَضائلِه الأخرى.
وأخيرًا أختم بالدُّعاء إلى الله تعالى أن يُصلِحَ شأنك كله، ويَشرح صدرك، وينفع بك، وسنسعد بسماع أخبارك الطيِّبة مُجَدَّدًا