aymaan noor
04-12-2014, 06:22 PM
تداعيات براءة مبارك على المشهد السياسي في مصر (http://www.rcssmideast.org/Article/2883/%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%83-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%87%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1#.VICGd9KUcWZ)
http://www.rcssmideast.org/ArticlesTemp/2883.jpg
04/12/2014
تَطرح ردودُ فعل الغاضبين من حكم البراءة للرئيس الأسبق مبارك في القضية المعروفة إعلاميًّا بمحاكمة القرن- عدةَ تساؤلات، لعل أهمها: ما هو تأثير الحكم على مستقبل الحياة السياسية في مصر؟ وما هي ملامح تحركات الخاسرين والرابحين منه؟ ومن سيتحمل التكاليف السريعة له، وكيف يمكن التقليل من تداعياته السلبية المحتملة؟ خاصة وأن الحركات الثورية عجلت بعقد اجتماعاتها لبحث رد الفعل على البراءة، بل وهدد بعض أعضائها الذين شاركوا في ثورتي يناير ويونيو بترك العمل السياسي.
تحركات مضادة:
دفع الحكمُ بالبراءة مؤسسة الرئاسة إلى القيام بتحركات سريعة، لإزالة أي لبس لدى الرأي العام حول المخاوف من عودة النظام الأسبق. وتمثلت تلك التحركات عمليًّا في مسارين، هما:
الأول: وهو دعوة لجنة الإصلاح التشريعي إلى دراسة التعديلات التي أُشير إليها من قبل قاضي المحاكمة، والخاصة بتعديل بعض القوانين الجنائية فيما يتعلق بإسقاط الدعاوى الجنائية بالتقادم في قضايا الرشوة والفساد والإضرار بالمال السياسي، وقد قامت اللجنة بإدخال بعض التعديلات المنتظر عرضها على السيد رئيس الوزراء. وإعلان الرئيس في لقائه مع شباب الإعلاميين إصدار قانون يجرم الإساءة لثورتي 25 يناير و30 يونيو.
الثاني: وهو يتمثل في التوجيه نحو مراجعة تعويضات أسر الشهداء والمصابين، وذلك في خطوة تهدف إلى تأكيد دعم الدولة لهذه الأسر.
تداعيات محتملة:
سوف يكون لهذا الحكم تداعيات على العديد من الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي الراهن، ومنها:
1) الرافضون للحكم (القوى الثورية وأسر الشهداء): وهنا نشير إلى أن تداعيات الحكم تتمثل في زيادة أعداد الغاضبين، وعودة تشابكاتهم الإلكترونية، وتوحدهم، وترك الخلافات التي نشبت بينهم . ومن المتوقع أن يتسع حجم الفجوة بين الشباب المسيس والآليات الشرعية للمشاركة السياسية، وهو ما قد يؤدي لمقاطعتهم للانتخابات البرلمانية المقبلة، ولأن يخرج هؤلاء الشباب في ذكرى 25 يناير المقبلة لمحاكمة الرئيس الأسبق مبارك ونظامه شعبيًّا في أحد الميادين العامة، في خُطوة تعد نوعًا من الاحتجاج على أحكام البراءة. وسيضع الحكم عبء وإلزام مبكر على البرلمان المقبل بأن يكشف عمن تسبب في *** ثوار 25 يناير، وذلك وفقًا للمادة 241 من الدستور، التي تلزم مجلس النواب بأن يُصدر تشريعًا في أول دورة انعقاد له بإصدار قانون العدالة الانتقالية، يكفل كشف الحقيقة، والمحاسبة، وتعويض الضحايا.
2) المؤيدون للحكم (أنصار النظام الأسبق): رغم الترجيح بأن الحكم سيعطي مزيدًا من حرية الحركة للأحزاب والتحالفات التي تضم عناصر من الحزب الوطني السابق وبعض رموز النظام الأسبق، بل ومحاولتهم استغلال الحكم والأجواء المصاحبة له في الدعاية الانتخابية للبرلمان المقبل، لاستقطاب أصوات المناطق الريفية والشعبية؛ إلا أنه من المتوقع أن يجعل الحكم الرئيس السيسي وحكومته أكثر حذرا في التعامل مع العائدين من الحزب الوطني المنحل، الذين بدأوا يتصدرون المشهد السياسي والإعلامي خلال الفترة التي سبقت الحكم، وذلك حتى لا يشكل عبئًا جديدًا يعوقهم عن أداء مهامهم.
3) المستفيدون (جماعة الإخوان المسلمين وأتباعهم): وهنا نشير إلى أن الحكم بالبراءة كشف عن استمرار تماسك القوى والأحزاب الدينية التي أكدت خروجها مما يُعرف بتحالف دعم الإخوان، حيث إن أحزاب: الوسط، والحزب الإسلامي، والوطن، والجماعة الإسلامية، ومصر القوية، اتفقوا في توقيت ونصوص بياناتهم التي صدرت على إدانة القضاء، ودعوا للتظاهر في الشوارع والميادين ضد الرئيس وحكومته.ومن المتوقع أن تستغل جماعة الإخوان المسلمين الحكم دعائيًّا بشكل مكثف لخلق مناخ يسمح لها بالتحاور والتنسيق مع القوى الثورية التي مثلت طليعة مظاهرات يناير 2011 إلى جانب أسر الشهداء والمصابين. وذلك بغية تحقيق هدفين:الأول، وهو إثارة الفوضى وعدم الاستقرار بالشارع،وهو ما فشلت الجماعة في تحقيقه مع مرور الوقت، وفقدان قدرتها على الحشد أو التجاوب مع دعواتها بالمظاهرات، وذلك بهدف إرباك الحكومة والنظام الحالي، وفتح الطريق أمام إمكانية تفاوض النظام الحالي مع الجماعة باعتبارها أحد المؤثرين في الشارع. أما الهدف الثاني، فيتمثل في محاولة الجماعة والتيار الديني عمومًا في الفترة المقبلة، والتي تستعد فيها مصر للانتخابات البرلمانية، لمحاولة جذب أصوات الفئات والقوى الغاضبة من حكم البراءة على أرضية الدفاع عن حقوق الشهداء والمصابين وأهداف ثورة يناير.
وفي النهاية، يُمكن القول إن هذا الحكم بالبراءة من المتوقع أن يجعل الرئيس السيسي وحكومته أكثر حذرا في التعامل مع العائدين للحياة السياسية من نظام الرئيس الأسبق مبارك، وأن تبوء محاولات جماعة الإخوان لاستغلال الحكم دعائيًّا لخلق استقطاب بين شباب ثورة 25 يناير ونظام 30 يونيو بالفشل، خاصة أن الأحزب المدنية الثورية وشباب القوى الثورية أعلنوا صراحة رفض التنسيق معها.
http://www.rcssmideast.org/ArticlesTemp/2883.jpg
04/12/2014
تَطرح ردودُ فعل الغاضبين من حكم البراءة للرئيس الأسبق مبارك في القضية المعروفة إعلاميًّا بمحاكمة القرن- عدةَ تساؤلات، لعل أهمها: ما هو تأثير الحكم على مستقبل الحياة السياسية في مصر؟ وما هي ملامح تحركات الخاسرين والرابحين منه؟ ومن سيتحمل التكاليف السريعة له، وكيف يمكن التقليل من تداعياته السلبية المحتملة؟ خاصة وأن الحركات الثورية عجلت بعقد اجتماعاتها لبحث رد الفعل على البراءة، بل وهدد بعض أعضائها الذين شاركوا في ثورتي يناير ويونيو بترك العمل السياسي.
تحركات مضادة:
دفع الحكمُ بالبراءة مؤسسة الرئاسة إلى القيام بتحركات سريعة، لإزالة أي لبس لدى الرأي العام حول المخاوف من عودة النظام الأسبق. وتمثلت تلك التحركات عمليًّا في مسارين، هما:
الأول: وهو دعوة لجنة الإصلاح التشريعي إلى دراسة التعديلات التي أُشير إليها من قبل قاضي المحاكمة، والخاصة بتعديل بعض القوانين الجنائية فيما يتعلق بإسقاط الدعاوى الجنائية بالتقادم في قضايا الرشوة والفساد والإضرار بالمال السياسي، وقد قامت اللجنة بإدخال بعض التعديلات المنتظر عرضها على السيد رئيس الوزراء. وإعلان الرئيس في لقائه مع شباب الإعلاميين إصدار قانون يجرم الإساءة لثورتي 25 يناير و30 يونيو.
الثاني: وهو يتمثل في التوجيه نحو مراجعة تعويضات أسر الشهداء والمصابين، وذلك في خطوة تهدف إلى تأكيد دعم الدولة لهذه الأسر.
تداعيات محتملة:
سوف يكون لهذا الحكم تداعيات على العديد من الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي الراهن، ومنها:
1) الرافضون للحكم (القوى الثورية وأسر الشهداء): وهنا نشير إلى أن تداعيات الحكم تتمثل في زيادة أعداد الغاضبين، وعودة تشابكاتهم الإلكترونية، وتوحدهم، وترك الخلافات التي نشبت بينهم . ومن المتوقع أن يتسع حجم الفجوة بين الشباب المسيس والآليات الشرعية للمشاركة السياسية، وهو ما قد يؤدي لمقاطعتهم للانتخابات البرلمانية المقبلة، ولأن يخرج هؤلاء الشباب في ذكرى 25 يناير المقبلة لمحاكمة الرئيس الأسبق مبارك ونظامه شعبيًّا في أحد الميادين العامة، في خُطوة تعد نوعًا من الاحتجاج على أحكام البراءة. وسيضع الحكم عبء وإلزام مبكر على البرلمان المقبل بأن يكشف عمن تسبب في *** ثوار 25 يناير، وذلك وفقًا للمادة 241 من الدستور، التي تلزم مجلس النواب بأن يُصدر تشريعًا في أول دورة انعقاد له بإصدار قانون العدالة الانتقالية، يكفل كشف الحقيقة، والمحاسبة، وتعويض الضحايا.
2) المؤيدون للحكم (أنصار النظام الأسبق): رغم الترجيح بأن الحكم سيعطي مزيدًا من حرية الحركة للأحزاب والتحالفات التي تضم عناصر من الحزب الوطني السابق وبعض رموز النظام الأسبق، بل ومحاولتهم استغلال الحكم والأجواء المصاحبة له في الدعاية الانتخابية للبرلمان المقبل، لاستقطاب أصوات المناطق الريفية والشعبية؛ إلا أنه من المتوقع أن يجعل الحكم الرئيس السيسي وحكومته أكثر حذرا في التعامل مع العائدين من الحزب الوطني المنحل، الذين بدأوا يتصدرون المشهد السياسي والإعلامي خلال الفترة التي سبقت الحكم، وذلك حتى لا يشكل عبئًا جديدًا يعوقهم عن أداء مهامهم.
3) المستفيدون (جماعة الإخوان المسلمين وأتباعهم): وهنا نشير إلى أن الحكم بالبراءة كشف عن استمرار تماسك القوى والأحزاب الدينية التي أكدت خروجها مما يُعرف بتحالف دعم الإخوان، حيث إن أحزاب: الوسط، والحزب الإسلامي، والوطن، والجماعة الإسلامية، ومصر القوية، اتفقوا في توقيت ونصوص بياناتهم التي صدرت على إدانة القضاء، ودعوا للتظاهر في الشوارع والميادين ضد الرئيس وحكومته.ومن المتوقع أن تستغل جماعة الإخوان المسلمين الحكم دعائيًّا بشكل مكثف لخلق مناخ يسمح لها بالتحاور والتنسيق مع القوى الثورية التي مثلت طليعة مظاهرات يناير 2011 إلى جانب أسر الشهداء والمصابين. وذلك بغية تحقيق هدفين:الأول، وهو إثارة الفوضى وعدم الاستقرار بالشارع،وهو ما فشلت الجماعة في تحقيقه مع مرور الوقت، وفقدان قدرتها على الحشد أو التجاوب مع دعواتها بالمظاهرات، وذلك بهدف إرباك الحكومة والنظام الحالي، وفتح الطريق أمام إمكانية تفاوض النظام الحالي مع الجماعة باعتبارها أحد المؤثرين في الشارع. أما الهدف الثاني، فيتمثل في محاولة الجماعة والتيار الديني عمومًا في الفترة المقبلة، والتي تستعد فيها مصر للانتخابات البرلمانية، لمحاولة جذب أصوات الفئات والقوى الغاضبة من حكم البراءة على أرضية الدفاع عن حقوق الشهداء والمصابين وأهداف ثورة يناير.
وفي النهاية، يُمكن القول إن هذا الحكم بالبراءة من المتوقع أن يجعل الرئيس السيسي وحكومته أكثر حذرا في التعامل مع العائدين للحياة السياسية من نظام الرئيس الأسبق مبارك، وأن تبوء محاولات جماعة الإخوان لاستغلال الحكم دعائيًّا لخلق استقطاب بين شباب ثورة 25 يناير ونظام 30 يونيو بالفشل، خاصة أن الأحزب المدنية الثورية وشباب القوى الثورية أعلنوا صراحة رفض التنسيق معها.