مشاهدة النسخة كاملة : حديث: (كفران العشير) تنبيهات وفوائد


abomokhtar
14-12-2014, 12:09 PM
حديث: (كفران العشير)

تنبيهات وفوائد


العشير هو المعاشر كالخليل بمعنى المخالل والصديق بمعنى المصادق، والمراد به الزوج[1]، وهو الخليط من المعاشرة؛ وقيل له: عشير؛ لأنه يعاشرها وتعاشره[2].

وأصل وضعه يدل كما يقول ابن فارس: "على المخالطة والمداخلة، فالعشرة والمعاشرة. وعشيرك: الذي يعاشرك. قال: ولم أسمع للعشير جمعًا، لا يكادون يقولون: هم عشراؤك، وإذا جمعوا قالوا: هم معاشروك. قال: وإنما سميت عشيرة الرجل لمعاشرة بعضهم بعضاً، حتى الزوج عشير امرأته"[3].

والمراد بكفران العشير: أي إحسان الزوج ونحوه[4]، وكذا جحد نعمته وإنكارها، أو سترها بترك شكرها[5]، ولما كانت النساء من أقل الناس شكرًا للعوارف[6]، ولأن كثرة الشكوى وكفران العشير يودي بالنساء إلى النيران، وخوفًا من أن العذاب الأليم قد يلحق جملة من نساء أهل الإسلام، وزوجات المسلمين، كانت هذه التنبيهات، وقبل أن أشرع فيها أحببت أن أسرد - وعلى عجالة - جملة من الأحاديث النبوية التي حذرت نساء المسلمين من هذا.

الأدلة على أن النساء أكثر أهل النار (http://www.alukah.net/sharia/0/59028)؟!
عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه - قال: (( خرج رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في أضحى أو فطر إلى المصلى؛ فمر على النساء، فقال: يا معشر النساء! تصدقن؛ فإني أريتكن أكثر أهل النار. فقلن: وبم يا رسول الله؟! قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل[7] ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن! قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل. قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان دينها ))[8].

وعن عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: ((يا معشر النساء! تصدقن، وأكثرن الاستغفار؛ فإني رأيتكن أكثر أهل النار. فقالت امرأة منهن جزلة[9]: وما لنا يا رسول الله! أكثر أهل النار؟! قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن! قالت: يا رسول الله! وما نقصان العقل والدين؟ قال: أما نقصان العقل؛ فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل؛ فهذا نقصان العقل، وتمكث الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان؛ فهذا نقصان الدين))[10].

وعن أبى هريرة – رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بمثل معنى حديث ابن عمر – رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم[11].

وعن أسامة بن زيد – رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (( قمت على باب الجنة؛ فإذا عامة من دخلها المساكين، وإذا أصحاب الجد محبوسون إلا أصحاب النار، فقد أمر بهم إلى النار، وقمت على باب النار؛ فإذا عامة من دخلها النساء))[12].

وعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال للنساء: ((تصدقن؛ فإنكن أكثر أهل النار، فقالت امرأة ليست من علية النساء أو من أعقلهن: يا رسول الله فيم أو لم أو بم؟! قال: إنكن تكثرن اللعن، وتكفرن العشير))[13].

وعن ابن عباس – رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: (( أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن. قيل أيكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئًا، قالت: ما رأيت منك خير قط ))[14].

وعن أبي رجاء العطاردي قال سمعت ابن عباس – رضي الله عنهما - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (( اطلعت في الجنة، فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء))[15].

وعن عمران بن حصين – رضي الله عنه –: عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم – قال: ((اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء))[16].

وعن أبي التياح[17] قال: كان لمطرف بن عبدالله – رضي الله عنه – امرأتان، فجاء من عند إحداهما، فقالت الأخرى: جئت من عند فلانة؟ فقال: جئت من عند عمران بن حصين – رضي الله عنه - فحدثنا أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم – قال: (( إن أقل ساكني الجنة النساء[18] ))[19].

وعن عمارة بن خزيمة قال: بينا نحن مع عمرو بن العاص – رضي الله عنه – في حج أو عمرة فقال: (( بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم – في هذا الشعب إذ قال: انظروا! هل ترون شيئًا؟! فقلنا: نرى غربانًا فيها غراب اعصم، احمر المنقار والرجلين، فقال رسول الله! - صلى الله عليه وآله وسلم –: لا يدخل الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان))[20].

تنبيهات:
الأول: لا شك أن هذه الأحاديث واضحة المعنى، بينت الدلالة على تحريم كفران العشير، ويستوي في ذلك كفران الحقوق والنعم؛ ذلك أنه لا يدخل النار أحد إلا بارتكاب محرم، كما أنها – أي: هذه الأحاديث - دلت على أن النساء هن أكثر أهل النار؛ بسبب ذلك.

قال ابن دقيق العيد:
"وتعليله - صلى الله عليه وآله وسلم – بالشكاة وكفران العشير: دليل على تحريم كفران النعمة لأنه جعله سببًا لدخول النار"[21].

الثاني: أن المقصود من هذا التوصيف - لحال الكثير من النساء - وهو قوله - صلى الله عليه وآله وسلم –: ((أكثر أهل النار)): تعظيم الزجر، وذلك لأن النساء اللواتي خوطبن بهذا، إذا علمن بأنهن متى أكثرن من اللعن، وكفران العشير، استحققن دخول النار، فيتقرر في عقولهن حينئذ عظم هذا الذنب؛ لعظم العقوبة عليه، فيكون ولا بد عندها زاجرنًا لهن عن هذه المعاصي وأمثالها، فهو بمنزلة التخويف، ولا يدل ذلك على أنهن لا يدخلنها لغير ذلك، وإنما المراد أن هذه الذنوب هي أعظم الأسباب التي استحققن بها دخول النار، وبالتالي العذاب الذي سيعذَّبن به. والله – عز وجل – أعلم.

فنبهنا الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم – على أن كفران العشير وعدم الإحسان لؤم، وأخبر أنه أكثر أهل النار النساء لكفرهن النعم، استحققنا النار؛ وذلك لأن المرأة تحفظ السيئات، وتنسى الحسنات، فمثلها وحالها – كما قال بعض أهل العلم[22] كحامل خرج على كتفه أحد شقتيه صحيحة جعلها أمامه، والأخرى مخرقة جعلها خلفه؛ فإذا عمل الزوج معها حسنة جعلتها في الشقة التي إلى خلف، وهي مخروقة فتسقط منها فلا تراها بعد ذلك، وإذا عمل سيئة جعلتها بالتي أمامها وهي محروزة مضبوطة، كلما نظرت رأتها. وهذه حال جميع اللؤماء، يحفظون السيئات، ولا يذكرون الحسنات.

كما أن فيه تحريض النساء على المحافظة على أمر دينهن، والبعد كل البعد عن المعاصي عمومًا، وكفران العشير خصوصًا؛ لئلا يكون ذلك سببًا لدخولهن النار. عياذًا بالله منها.

الثالث: كفران العشير من الكبائر؛ ولذلك لما عدد النووي فوائد الحديث قال: "وفيه: أن كفران العشير والإحسان (http://www.alukah.net/library/0/50085/)، من الكبائر؛ فان التوعد بالنار من علامة كون المعصية كبيرة "[23].

وقال ابن حجر الهيثمي:
"ولا شك أن في هذين الحديثين[24] وعيد شديد جدا فلا بعد أن يكون كفران نعمة الزوج كبيرة"[25].

وقال ابن مفلح:
"فقد توعد - صلى الله عليه وآله وسلم – على كفران العشير،...والإحسان بالنار؛ فدل على أنه كبيرة على نص أحمد - رحمه الله"[26].

الرابع: يظهر جليًا – مما سبق – من الأحاديث: أن المراد بكفرانهن العشير وهو (الزوج) ما في حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – المتقدم، وقوله - صلى الله عليه وآله وسلم – فيه: ((يكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئًا، قالت: ما رأيت منك خير قط))، وهذا يشمل التغطية أو الجحد، ولذلك ترى الواحدة منهن – هداهن الله - تكثر الشكاة والكلام المكروه، وتجحد أو تغطي الخير الكثير لزوجها؛ إذا ما قصر عليها – مع إحسانه المتتالي – ولو لمرة واحدة، أو مرات معدودات، نسأل الله السلامة والعافية لنا ولجميع المسلمين والمسلمات من هذا الخلق الذميم، والذنب العظيم.

الخامس: أن هذا الوصف كفران العشير، أو كفرن الإحسان، هو أغلبي، وليس عامًا لهن كلهن؛ ذلك أن فيهن – ولا شك – من هن من ذوات الإيمان، وذوات التقوى، ومن تخاف الله – عز وجل – وتراقبه.

السادس: أن في الرجال - أيضًا - من هو جاحد للإحسان، وجاحد للمعروف، قال الله – عز وجل -: ﴿ إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ﴾ [العاديات: 6] قال الحسن: " يعد المصائب، وينسى النعم"[27]،

ولذلك قال الناظم[28]:
يا أيها الظالم في فعله http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
والظلم مردود على من ظلم http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

إلى متى أنت وحتى متى http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
تشكو المصيبات وتنسى النعم http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



ولكن وصف إنكار المعروف في النساء أكثر وأغلب، ولذلك فالحديث كما قال بعض أهل العلم: "خاص لفظًا، عام معنى".

السابع: أن قوله - صلى الله عليه وآله وسلم –: ((تكفرن العشير)) الكفر هنا بمعنى المعصية؛ ذلك أنه من القواعد العقدية المنضبطة والتي نص عليها جملة كبيرة من المحققين: أن الكفر، والظلم، والفسق..، كلها قد تطلق على المعصية وهو ما دون الكفر، ككفر العشير والإحسان – مثل ما هنا - والنعمة والحق، وعلى الكفر المخرج من الملة نفسه، كالكفر بالله – عز وجل، فيؤخذ من ذلك صحة تأويل الكفر.

ولذلك " أطلق الكفر عليهن – هنا – أو اسم الكفر؛ لكفرهن العشير والإحسان، وقد يسمى كافر النعمة كافرًا، وأصل الكفر: التغطية للشيء. ألم تسمع قول لبيد:
في ليلة كفر النجوم غمامها"[29].

وقد بوب البخاريّ: باب كفران العشير وكفر دون كفر، وعلق عليه القاضي أبو بكر بن العربي في شرحه فقال: " مراد المصنف أن يبين أن الطاعات كما تسمى إيمانًا كذلك المعاصي تسمى كفرًا، لكن حيث يطلق عليها الكفر لا يراد الكفر المخرج من الملة. قال: وخص كفران العشير من بين أنواع الذنوب؛ لدقيقة بديعة وهي قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (( لو أمرت أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ))[30]. فقرن حق الزوج على الزوجة بحق الله، فإذا كفرت المرأة حق زوجها - وقد بلغ من حقه عليها هذه الغاية - كان ذلك دليلًا على تهاونها بحق الله؛ فلذلك يطلق عليها الكفر، لكنه كفر لا يخرج عن الملة "[31].

ومن هنا يتبين عظم هذا الذنب إذًا: فالواجب على النساء أن يتقين الله – عز وجل في أزواجهن، وأن تعترف إحداهن لزوجها بفضله عليها، أو متى أحسن إليها، وأن تعلم أنه لا يجوز لها – بحال من الأحوال أن تنكره، ولا أن تنكر إحسانه وفضله، وأن تحرص – أيضًا - على أن ترد له الفضل بالفضل، والإحسان بالإحسان، بل أن تكافئه على هذا الفضل أو الإحسان، سواءً أكان إحسانه إحسانًا دنيويًا مالي أو بدني أو نحو ذلك، أو كان دينيًا من باب أولى، بل عليها كذلك أن تدعو له[32]، كما يجب عليها أن تشكره عليه[33].

وليكن لسان حالها ومقالها:
إن الكريم إذا أراد وصالنا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لم يلف حبلي واهيا رث القوى http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أرعى أمانته وأحفظ غيبه http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
جهدي فيأتي بعد ذلك ما أتى http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أجزيه أو أثني عليه فإن من http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أثنى عليك بما فعلت فقد جزى http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



فوائد من أحاديث كفران العشير:
1) جواز اطلاق الكفر على غير الكفر بالله تعالى ككفر العشير والإحسان والنعمة والحق أو جحدها، والذنوب التي لا تخرج عن الملة تغليظًا على فاعلها، ويؤخذ من ذلك صحة تأويل الكفر.

2) دليل على زيادة الإيمان ونقصانه (http://www.alukah.net/sharia/0/21635).

3) أن المعاصي تنقص الإيمان، وإن كانت لا تخرج إلى الكفر الموجب للخلود في النار.

4) وعظ الإمام وأصحاب الولايات وكبراء الناس رعاياهم وتحذيرهم المخالفات وتحريضهم على الطاعات.

5) مراجعة المتعلم العالم، والتابع المتبوع فيما قاله اذا لم يظهر له معناه، كمراجعة هذه الجزلة - رضى الله عنها.

6) جواز اطلاق رمضان من غير إضافة إلى الشهر، وان كان بعض أهل العلم كالنووي قال: باختيار إضافته. والله اعلم[34].

7) يجب على الإمام تفقد أمور رعيته، وتعليمهم ووعظهم، الرجال والنساء في ذلك سواء.

8) أن الصدقة تنجى من النار. "[35].

9) خروج النساء إلى المصلى في العيدين.

10) أن الشفاعة للمساكين وغيرهم أن يسأل لهم.

11) فيه حجة على من كره السؤال لغيره.

12) قال المهلب: أن على الخطيب في العيدين أن يفرد النساء باللقاء لهن والموعظة، ويخبرهن بما يخصهن من تقوى الله، والنهى عن كفران العشير، وما يلزمهن من ذلك، إذا لم يمكنه إسماعهن، فحينئذ يمر بهن ويعظهن بالكلمة والكلمتين في موضعهن، كما فعل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم.

13) الصدقة (http://www.alukah.net/sharia/0/78964) تكفر الذنوب التي بين المخلوقين.

14) أن الكلام القبيح من اللعن والسخط مما يعذب الله عليه.

15) ذم اللعن - وهو الدعاء بالإبعاد من رحمة الله تعالى -، وأنه من المعاصي، بل قال النووي - رحمه الله – فيه: أنه كبيرة[36]، وهو محمول كما قال بعض المحققين: على ما إذا كان في معين[37].

16) أن للعالم أن يكلم من دونه من المتعلمين بكلام يكون عليهم فيه بعض الشدة والتنقيص في العقل[38].

17) أن الإمام يلزمه عند الآيات موعظته للناس تحريضهم على الطاعة، وأن يأمرهم بأعمال البر، وينهاهم عن المعاصي، ويذكرهم نقمات الله عز وجل.

18) أن الصدقة والصلاة والاستغفار تكشف النقم، وترفع العذاب[39].

19) عظم حق الزوج.

20) أن النار – أي: جهنم - هي دار عذاب الآخرة[40].

21) أن النار مخلوقة اليوم وهو مذهب أهل السنة والجماعة.

22) مشروعية الخروج إلى المصلى في العيد، وأمر الإمام الناس بالصدقة فيه.

23) استنبط منها بعض الصوفية: ما اصطلحوا عليه جواز الطلب من الأغنياء للفقراء، وله شروط. مثل أن يكون المطلوب له غير قادر على التكسب مطلقًا، أو لما لا بد له منه.

24) حضور النساء العيد، لكن بحيث ينفردن عن الرجال خوف الفتنة.

25) جواز عظة الإمام النساء على حدة.

26) أن جحد النعم حرام.

27) الإغلاظ في النصح بما يكون سببًا لإزالة الصفة التي تعاب، وأن لا يواجه بذلك الشخص المعين، لأن في التعميم تسهيلًا على السامع.

28) وأن العقل يتفاوت ويقبل الزيادة والنقصان.

29) وفيها: ما كان عليه - صلى الله عليه وآله وسلم - من الخلق العظيم، والصفح الجميل، والرفق والرأفة، زاده الله تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا "[41].

30) جواز التفدية بالأب والأم.

31) ملاطفة العامل على الصدقة بمن يدفعها إليه.

32) واستدل بها على جواز صدقة المرأة من مالها من غير توقف على إذن زوجها أو على مقدار معين من مالها كالثلث خلافًا لبعض المالكية[42]، ووجه الدلالة من القصة: ترك الاستفصال عن ذلك كله. قال القرطبي: ولا يقال في هذا إن أزواجهن كانوا حضورا لأن ذلك لم ينقل ولو نقل فليس فيه تسليم أزواجهن لهن ذلك لأن من ثبت له الحق فالأصل بقاؤه حتى يصرح بإسقاطه ولم ينقل أن القوم صرحوا بذلك".

33) جواز طلب الصدقة من الأغنياء للمحتاجين ولو كان الطالب غير محتاج.

34) في مبادرة تلك النسوة إلى الصدقة بما يعز عليهن من حليهن مع ضيق الحال في ذلك الوقت دلالة على رفيع مقامهن في الدين وحرصهن على امتثال أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ورضي عنهن، وقد تقدمت بقية فوائد هذا الحديث في كتاب الحيض. "[43].

35) الحث على التقلل من الدنيا[44].

36) فيها دليل على أن العبد يعذب على جحد الإحسان والفضل وشكر النعم.

37) وقال العلامة العثيمين: "فيها دليل على أنه يجب على الإنسان أن يحترز من فتنة الغنى؛ فإن الغنى قد يطغي، وقد يؤدي بصاحبه إلى الأشر والبطر، ورد الحق وغمط الناس"[45].

38) أن سؤال الإنسان عن الحكمة في الأحكام الشرعية أو الجزائية أمرٌ جائز[46].

[1] الفائق في غريب الحديث (2/ 432)، وتهذيب اللغة (1/ 262)، وغريب الحديث (2/ 247) لابن سلام.

[2] تاج اللغة وصحاح العربية (3/ 311)، وتهذيب اللغة (1/ 262)، وغريب الحديث (2/ 247) لابن سلام..

[3] معجم مقاييس اللغة (4/ 326).

[4] المصباح المنير (2/ 411)، ولسان العرب (5/ 144)، والنهاية (4/ 340).

[5] تحفة الأحوذي (7/ 300).

[6] غريب الحديث (1/ 305) للخطابي.

[7] قال الحافظ: " وليس المقصود بذكر النقص في النساء لومهن على ذلك؛ لأنه من أصل الخلقة، لكن التنبيه على ذلك تحذيرًا من الافتتان بهن، ولهذا رتب العذاب على ما ذكر من الكفران وغيره، لا على النقص". فتح الباري (1/ 407 - 408).

[8] أخرجه البخاري رقم: (298 - 1393)، ومسلم رقم: (80).

[9] يقال: امرأة جزلة، بينة الجزالة، إذا كانت ذات رأى. تاج اللغة وصحاح العربية (5/341)، وقال صاحب النهاية (1/746): " أي: تامة الخلق. ويجوز أن تكون ذات كلام جزل: أي: قوي شديد "، وقال النووي: "وقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (( جزلة )): بفتح الجيم، وإسكان الزاي، أي: ذات عقل ورأي، قال ابن دريد: الجزالة: العقل والوقار". شرح النووي على صحيح مسلم (2/66).

[10] أخرجه مسلم رقم: (79). انظر للفائدة: السلسلة الصحيحة (9/ 204) تحت الحديث رقم: (9/204).

[11] أخرجه مسلم رقم: (253).

[12] أخرجه مسلم رقم: (2736).

[13] أخرجه أحمد (1/ 436)، وقال شعيب الأرناؤوط: " صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين".

[14] أخرجه البخاري رقم: (29).

[15] أخرجه مسلم رقم: (2727).

[16] أخرجه البخاري رقم: (3069).

[17] هذا الحديث والذي بعده، يدل بالمفهوم على أن أكثر النساء من أهل النار، وهو وإن لم يكن معتمدًا وأصلًا – في استدلالنا - إلا أنه بالجملة يشهد لهذا المعنى، وهذا – طبعًا - فيما إذا سلم من المعارضة، وإلا فيغني عنه ما سبق - والله أعلم – ولذا وجب التنبيه.

[18] يشكل على هذا الحديث أحاديث أخر منها: عن محمد قال: إما تفاخروا وإما تذاكروا الرجال في الجنة أكثر أم النساء؟ فقال أبو هريرة: أو لم يقل أبو القاسم - صلى الله عليه وآله وسلم - إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والتي تليها على أضو كوكب دري في السماء، لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم وما في الجنة أعزب )) أخرجه مسلم رقم: (2834)، والحديث واضح الدلالة على أن النساء في الجنة أكثر من الرجال، والشاهد منه قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((لكل امرئ منهم زوجتان)) وقد استدل أبو هريرة – كما هو ظاهر - بهذا الحديث على أن النساء في الجنة أكثر من الرجال، والجواب من وجوه، ومنها:
الأول: أجاب بعضهم باحتمال أن تكون التثنية تنظيرا لقوله جنتان وعينان ونحو ذلك،
الثاني: أن المراد تثنية التكثير والتعظيم نحو لبيك وسعديك، قال الحافظ: " ولا يخفى ما فيه"
الثالث: يحتمل أن يكون الراوي روى حديث عمران بن حصين – رضي الله عنه - بالمعنى الذي فهمه من أن كونهن أكثر ساكني النار، يلزم منه أن يكن أقل ساكني الجنة، وليس ذلك بلازم، كما قال الحافظ وغيره
الرابع: ويحتمل أن يكون ذلك في أول الأمر قبل خروج العصاة من النار بالشفاعة، والمعنى: أن هذا في وقت كون النساء في النار أما بعد خروجهن بالشفاعة والرحمة حتى لا يبقى فيها أحد من قال لا إله إلا الله فالنساء في الجنة أكثر.
الخامس: قال ابن رجب: "و الصحيح أن أبا هريرة – رضي الله عنه - إنما أراد أن *** النساء في الجنة، أكثر من *** الرجال؛ لأن كل رجل منهم له زوجتان، ولم يرد أن النساء من ولد آدم أكثر من الرجال؛ ويدل على هذا أنه ورد في بعض روايات حديث أبي هريرة – رضي الله عنه - هذا الصحيحة: (( لكل واحد منهم زوجتان من الحور العين)) [هي رواية للبخاري رقم: (3081)، ورواية صحيحة على شرط الشيخين للإمام أحمد (2/507)]. – ثم ذكر غيره من الأدلة"، أقول – بكر – وهذا هو – أيضًا – الظاهر من قول ابن القيم في حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص: 58 - 86)، وقال بعد أن ذكر حديث عمران بن حصين – رضي الله عنه -: " هذا يدل على أنهن إنما كن في الجنة أكثر بالحور العين التي خلقن في الجنة، وأقل ساكنيها نساء الدنيا؛ فنساء الدنيا أقل أهل الجنة ".
انظر للمسألة: فتح الباري (6/ 325)، فيض القدير (1/ 545)، التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار (ص: 267).

[19] أخرجه مسلم رقم: (2738). قال القرطبي: " قال علماؤنا: إنما كان النساء أقل ساكني الجنة لما يغلب عليهن من الهوى و الميل إلى عاجل زينة الدنيا لنقصان عقولهن أن تنقذن بصائرها إلى الأخرى فيضعفن عن عمل الآخرة والتأهب لها و لميلهن إلى الدنيا و التزين بها و لها، ثم مع ذلك هن أقوى أسباب الدنيا التي تصرف الرجال عن الأخرى لما لهم فيهن من الهوى و الميل لهن، فأكثرهن معرضات عن الآخرة بأنفسهن صارفات عنها لغيرهن سريعات الانخداع لداعيهن من المعرضين عن الدين، عسيرات الاستجابة لمن يدعوهن إلى الأخرى و أعمالها من المقتين". التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: 481).

[20] أخرجه أحمد (4/ 197)، وقال شعيب الأرناؤوط: " إسناده صحيح"، والحاكم (4 / 602 )، وقال: "صحيح على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي، وتعقبهما الألباني فقال: "و هذا سند صحيح، و قول الحاكم: " صحيح على شرط مسلم "، خطأ وافقه الذهبي عليه؛ فإن أبا جعفر هذا اسمه عمير بن يزيد لم يخرج له مسلم شيئًا ". الصحيحة (4/466) رقم: (1850).

[21] إحكام الأحكام (1/ 345).

[22] غذاء الألباب شرح منظومة الآداب (2/473) للسفاريني.

[23] شرح النووي على صحيح مسلم (2/66).

[24] انظر: ما ذكرناه سابقًا من الأحاديث، فقد ذكر شيئًا منها.

[25] الزواجر عن اقتراف الكبائر (1/219) وقد عدها من الكبائر فقال: " الكبيرة التاسعة والخمسون: كفران نعمة المحسن ". ثم ذكر الأدلة.

[26] الآداب الشرعية والمنح المرعية (1/ 333).

[27] تفسير القرآن العظيم (10/3458) لابن أبي حاتم.

[28] عدة الصابرين (ص: 99) لابن القيم، وأضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (9/64) للشنقيطي.

[29] التمهيد (23/ 295) لابن عبد البر.

[30] أخرجه أحمد (6/76)، وغيره، عن عائشة – رضي الله عنها – وله شواهد هو بها صحيح. انظر: إرواء الغليل (7/58)، والصحيحة (8/ 58) رقم: (3490). للألباني.

[31] فتح الباري (1/ 47) لابن حجر، وانظر للفائدة: فتح الباري (1/ 126) لابن رجب الحنبلي.

[32] عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-: (( من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه )). أخرجه أبو داود رقم: (1674)، قال الألباني: " إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكذا قال الحاكم، ووافقه الذهبي، وصححه ابن حبان".

[33] عن أبى هريرة – رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- قال: (( لا يشكر الله من لا يشكر الناس )). أخرجه البخاري في الأدب المفرد (33)، وأبو داود رقم: (4813)، و ابن حبان رقم: (2070)، وأحمد (2/295، 302، 388، 492 ). وقال الألباني: " و هذا سند صحيح على شرط مسلم ". الصحيحة (1/ 702) رقم: (416)، وبمثل قوله قال: شعيب الأرناؤوط.

[34] شرح النووي على صحيح مسلم (2/67).

[35] شرح صحيح البخاري (1/175).

[36] عمدة القارئ (2/ 45).

[37] وانظر: مقال لي بعنوان: ذنوب تدخل العبد في اللعن.

[38] شرح صحيح البخاري (1/419- 420).

[39] شرح صحيح البخاري (3/ 33).

[40] عمدة القارئ (2/ 45).

[41] فتح الباري (1/ 407 - 408).

[42] إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (1/ 345 - 346).

[43] فتح الباري (2/ 468 - 469).

[44] فيض القدير (1 /545).

[45] شرح رياض الصالحين.

[46] الشرح الممتع (2/ 245) العثيمين.




بكر البعداني (http://www.alukah.net/authors/view/home/7813/)

نور أية
14-12-2014, 01:01 PM
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد