مشاهدة النسخة كاملة : 1- السلام عثمان عبد الحميد توبة


ممدوح 27
27-12-2014, 06:07 AM
قصة الحروب منذ نشأة الخليقة إنما قصة سلطان متغطرس ، أو مجنون يريد أن يشبع غروره وكبرياءه على حساب دماء الناس وأرواحهم ، ولكنه الطموح الإجرامي الذي لا يقف عند حد
سأل أحد الفلاسفة (الإسكندر الأكبر) ملك (مقدونيا) بعد فتح (أثينا) ماذا تنوي أن تفعل ؟ : أغزو (فارس) ، وبعد (فارس) ، أغزو (مصر) ، وبعد (مصر) ، أغزو العالم ، وبعد العالم ؟ ، أستريح وأستمتع . فسأله الفيلسوف : وماذا يمنعك أن تسريح وتستمع الآن ؟
ولكن (الإسكندر الأكبر) لم يسترح ولم يستمتع ، لا في الوقت الحاضر ، ولا في أي وقت من الأوقات ، فقد دهمته الحمى وهو محموم بمطامعه في غزو العالم ، فمات في (بابل) دون أن يحقق شيئا لنفسه ولا لأمته . فما أسوأ الطمع ، وما أفدح ثمن الغرور .
وليس معنى هذا أننا دعاة استسلام ، أو دعاة تهدئة كما يقولون حين يشيرون – تأدبا – إلى دعاة الهزيمة ، حاشا لنا ذلك ، وإنما نحن لا نؤمن بالحرب التي لا تحقق غير الدمار ، وسفك الدماء ، وإهدار الموارد و الكرامة الإنسانية إشباعا لهوايات مجنونة عند بعض الحكام والزعماء
وإننا إذ ندين هذا الفريق من الحكام أو الزعماء نشعر بالإكبار الحق لموت الإنسان دفاعا عما يؤمن به من قيم ومبادئ ، فما أنبل هؤلاء البشر
ولقد روى التاريخ آلاف الأمثلة على ذلك ، فقد تجرع (سقراط) كأس السم ، وقبلت (جان دارك) أن تحرق وأقدم على الموت في فروسيه وبسالة ملايين من البشر العاديين خلال الحروب التي استمرت عدة قرون ، فأعظم بتلك الأمثلة الرفيعة النبيلة .
وهذه الحروب في مجموعها قد تمثل إقبال الإنسان على الانتحار ، لكنها كانت تنطوي أيضا على شيء من البطولة ، شيء من النبل ، شيء يكاد يرفع الرجل العادي من إلى أعلى الدرجات .
إن أعظم حب ينطوي عليه قلب الإنسان أن يضحي بالروح من أجل صحبة ووطنه ، فهذه المشاهد من قصة الإنسان تبعث فينا المهابة والتوقير والعجب والرثاء . ولكننا إذا استطعنا اجتناب خطر الحرب التي تهدد البشر ، ذلك الخطر المفجع أ فإن الأجيال التي ستحيا في عالم تحرر من الحرب ستنظر في قابل القرون إلى النصب التذكارية ل***ى الحروب الكبرى في التاريخ بشعور يختلط فيه الكبرياء بالحزن والإعجاب بالرثاء ، ولسوف نذكرها إذا أمسى المساء وأصبح الصباح
إننا نحب النهار ولكننا لا نخشى الليل ، ونحب السلام ، ولا نخشى الحرب ، وعلينا أن نسهم بكل جهدنا في أن نستخدم الطاقات التي أودعها الله الكائنات استخداما يعود بالخير على الإنسانية لا بالدمار .
هناك أمر يجب أن نأخذه مأخذ اليقين هو إنه إذا قام نزاع في العالم فلن يكون أمام أي جانب من الجانبين المتنازعين فرصة للنصر . بالمعنى الذي يفهم من هذه الكلمة ، فالحرب العلمية إذا أطلق لها العنان فأغلب الظن إنها لن تدع أحدا على قيد الحياة ، فليس أمام النوع البشري إلا أن يختار واحدا من اثنين :
إما السلم عن طريق الاتفاق ، أو السلم عن طريق الموت الشامل ، فالمسلم والمسيحي واليهودي سواء في إيثارهم للحياة على الموت . لهذا فإن الخطر الذي يهدد بفناء ال*** البشري وموت كل حيوان يحيا على الأرض - يجب أن تتصدى له البشرية بشجاعة –
عثمان عبد الحميد توبة : كاتب مصري ، ولد في 19 سبتمبر 1915 وتوفى 1980 ، عمل وكيلا لوزارة الثقافة ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للفنون والآداب ، ومن مؤلفاته : (حيرة الأدب في عصر العلم – السلام وجائزة السلام)

mohammed wezo
18-01-2015, 12:24 AM
مشكووووووووووووور

اسراء خالد احمد البشتامي
31-03-2015, 11:12 PM
:friendsxs3::028ja7: