مشاهدة النسخة كاملة : التفاصيل الكاملة لـ220 دقيقة جمعت هيكل وأحمد عز بمكتب الأستاذ..هيكل طلب من عز تسجيل م


العشرى1020
28-12-2014, 09:48 PM
محمد حسنين هيكل وأحمد عز تقرير يكتبه محمود سعد الدين نقلا عن العدد اليومى حصلت «اليوم السابع» على تفاصيل اللقاء الأول بين الأستاذ محمد حسنين هيكل وأحمد عز، أمين التنظيم السابق للحزب الوطنى المنحل، وبحسب المعلومات فإن اللقاء جرى ترتيبه بمعرفة أحمد هيكل نجل الأستاذ هيكل ورئيس مجلس إدارة شركة القلعة للاستثمارات المالية، وذلك بناء على طلب مسبق من أحمد عز. وتفيد المعلومات بأن اللقاء امتد قرابة 3 ساعات و40 دقيقة بمكتب الأستاذ هيكل المطل على كورنيش النيل، وتضمن مناقشة أغلب القضايا الاقتصادية والسياسية المطروحة على الساحة، فضلا على الأيام الأخيرة فى حياة الحزب الوطنى المنحل، وتفصيليا بدأ اللقاء بشرح موسع من أحمد عز لرحلته من عالم الاقتصاد إلى عالم السياسة وتقدمه فيها حتى وصل إلى أمين التنظيم بالوطنى المنحل. واللافت فى سرد عز 4 أمور، أولها أن عز لم يذكر قيادات الوطنى المنحل مثل صفوت الشريف وزكريا عزمى بأسمائهم فقط، بل كان يقدم الألقاب، فيقول: «سيادة الأمين العام صفوت بيه الشريف، الدكتور زكريا عزمى رئيس الديوان»، وكرر ذلك بواقع 5 مرات بامتداد اللقاء، والأمر الثانى هو التزامه فى سرد الوقائع بتسلسل تاريخى منطقى وبمعلومات زمنية مفتقدا البعد الإنسانى فى التعاملات داخل الحزب والقرارات الصادرة عنه، وما يرتبط بشأنها من حركة صعود وهبوط لشخصيات على حساب أخرى، والأمر الثالث أنه لم يلتق الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك ولا مرة لقاء منفردا، إنما كانت اللقاءات كلها فى حضور آخرين من رجال الحزب أو الدولة. الأمر الرابع هو عدم إشارة عز فى الحديث إلى أى خطوط تقاطع مع قيادات الحزب أو رموز الدولة كآراء متناقضة فى قضايا معينة أو صوت يعلو على صوت داخل الحزب أو كيف كان تتعامل باعتبارك من الحرس الجديد مع كوادر الحرس القديم، واللافت هنا أن عدم إشارة عز لخطوط التقاطع مع قيادات الحزب ورموز نظام مبارك، دفعت الأستاذ هيكل إلى مقاطعته وسؤاله بشكل مباشر عن تقييم قرارات وتصرفات معينة اتخذها رجال الدولة فى أوقات عصيبة، فكانت إجابة عز أنه يحترم كل النظام، وكل من كان فى السلطة وأنه ليس سلطة تقييم. إجابة عز صدق عليها الأستاذ هيكل سريعا وبكل مرونة وقال: أنا أعلم ذلك تماما، وخلى بالك أنا أيضا كثيرا لا أتحدث عن الذين عاصرتهم. مع مرور ساعة على بدء اللقاء واستمرار عز فى سرد قصص متتالية وبشكل شيق عن الحزب الوطنى ودائرة صنع القرار بنظام مبارك فى السنوات الأخيرة قاطعه الأستاذ هيكل موجها له النصح بضرورة البدء فى أسرع وقت بكتابة مذكراته عن أخطر سنوات الحزب الوطنى فى كتاب ونشره سريعا، خاصة أنه يمتلك رصيدا كافيا من المعلومات ورؤية تحليلية واسعة باعتباره من صناع قرار السياسى فى سنوات الحزب الأخيرة. اللافت أن اهتمام الأستاذ هيكل بفكرة مذكرات عز جعلته يتحدث فى تفاصيل إعداد المذكرات وطريقة نشرها وصياغتها، فالأستاذ قال لعز: «أنت لا تحتاج إلى كاتب ظل يساعدك فى الكتابة، لأنك تمتلك حس السرد الشيق، وبالتالى ما تكتبه لن يحتاج إلى تعديل كثير»، وأضاف الأستاذ هيكل فى نصيحته لعز فى ملف المذكرات، بضرورة أن ينشرها بالتوازى فى صحيفة على حلقات لتصل إلى أكبر عدد من القراء وتحقق رواجا كبيرا بالتوازى مع ميعاد طرح الكتاب فى الأسواق. منطقة الكتب فى لقاء الأستاذ هيكل بأحمد عز، لم تقف فقط عن المذكرات، ولكن تعدت إلى أن عز منح الأستاذ هيكل كتابا هدية وهو the black swan أو البجعة السوداء لكاتب لبنانى الأصل فرنسى ال***ية يدعى نسيم نيقولا طالب، نشر فى 2007 وفى أول 6 شهور حقق مبيعات بواقع 3 ملايين نسخه وترجم إلى 31 لغة، وذاع صيته أكثر وأكثر فيما بعد باعتباره أهم الكتب فى السنوات العشر الأخيرة لأنه تنبأ بالأزمة الاقتصادية التى وقعت فى 2008. المناقشات الاقتصادية لم تغب عن المناقشات بين الأستاذ هيكل وعز، ولكن كانت جافة مقارنة بالحديث السياسى، خاصة أن الأفكار الاقتصادية التى طرحها الأستاذ هيكل كانت أفكار ديناميكية تختلف نوعيا عن الأفكار الحديثة فى الاستثمار والتنمية ودور القطاع الخاص الذى ينتمى إليه عز. فى نهاية اللقاء أراد عز أن يسمع من الأستاذ هيكل رأيه فى المستقبل، فكان رأى الأستاذ أنه متفائل بسعى السلطة لاتخاذ خطوات نحو الأمام، تفاؤلا بأن النظام الجديد ينصت باهتمام لكل نصيحة ويبذل قصارى جهده لتلبية احتياجات المواطن، وبانتهاء حديث الأستاذ انتهى اللقاء، وتصافحا سويا، وخرج عز من المكتب، ففوجئ بلميس الحديدى فى صالة الانتظار ومعها محمد هانى مدير مجموعة قنوات cbc، فتصافحوا وتبادلوا كلمات قليلة، وتبين فيما بعد أن لقاء لميس كان لإعداد حلقات حوارات هيكل التى تحمل عنوان «مصر أين.. وإلى أين»، وهى نفسها الحلقات فيما بعد، التى أعلن فيها هيكل مقابلته بأحمد عز انطلاقا من أن الصحفى يقابل أى مصدر، وذلك غلقا لأبواب المزايدة من تداول معلومة اللقاء واستخدامها بشكل سيئ إعلاميا. المثير للتساؤل هنا هو أنه إذا كان عز فعلا خرج بروح مختلفة من لقاء هيكل للأفكار المتبادلة، فلماذا لم يطلب عز نفسه لقاء هيكل قبل سنوات عندما كان أمين التنظيم بالحزب الوطنى وزعيم الأغلبية فى مجلس الشعب، أظن أن عز لم يكن يملك قرار لقاء هيكل فى وقت مبارك، قراره سابقا كان مرهونا بمواقف حزبية وبموافقات رجال الدولة، أما الآن فهو مرهون بموقفه الشخصى. أظن أن عز خرج بعد اللقاء يتحسر على عدم الاستفادة من معلومات هيكل فى إدارة مطبخ الدولة طوال 30 عاما، فى إدارة الأزمات المختلفة التى كانت تواجه الدولة ويتخبط مسؤولوها ورجالها فى اتخاذ القرار المناسب

http://www.youm7.com/story/2014/12/28/%