abomokhtar
02-01-2015, 12:22 AM
♦ ملخص السؤال:
فتاة لديها أسئلة متعددةٌ حول:
• التخلُّص مِن مشاعر الماضي السلبيَّة.
• كيفية التعوُّد على تبدُّل الحال إلى الفقر.
• كيفية احتواء أمِّها لشدة كلماتها عليها، وتأثيرها النفسي الشديد.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إلى أستاذتي عائشة الحكمي، لك مِن الكلام أعذبُه، ومِن السلام أطيبُه، فأكثرُ ما أحببتُه فيكِ تلبيتُك لنداءاتنا بقولك: أنْ لبَّيك عزيزتي!
أريد أن ألخِّص استشارتي في عدة نقاط مُنْفَصِلَة:
• النقطة الأول: مشكلتي تذكرني بالماضي بمشاعره السلبية بعد تغير الأحوال وتحسنها، فما الخطوات العملية للتخلص من تلك المشاعر؟
• النقطة الثانية: من التوسُّط في المعيشة إلى الفقر، كيف أتعامَل مع هذا التبدُّل في الحال، وتقبُّل النفس له، أرجو منك وضْع نصائح وخطوات!
• النقطة الثالثة: مشكلتي مع أمي وكيفية السيطرة على نفسي، وكما ذكرتُ فقد تبدَّل حالنا مِن التوسط إلى الفقر، وأصبح بيتُنا سيئًا بسبب انتشار الرطوبة فيه، وأصبح البيتُ صعب المعيشة فيه، ولا أعلم كيفية إصلاح تلك الأمور أو تبديلها مع عدم الاستطاعة ماديًّا، ويبدو أنَّ أمر تبدُّل المعيشة سيطول إلى أكثر من سنة.
فأمي تُنَغِّص عليَّ بكلامها، وكلامُها يضايقني جدًّا!
الجواب
بسم الله الموفِّق للصواب
وهو المستعان
سلامٌ عليك، أما بعدُ:
فيا لبيك ثم يا لبيك أختي الغالية.
تذكُّر الماضي بكل مشاعره السلبية بعد تبدُّل الأحوال إلى الأحسن، يعني أنك غير قادرة على أن تعيشي اللحظة، ولا أن تستمعي بالآن، بالحاضر، بساعاتك الراهنة؛ قال سفيان: تذكر الماضي ورجاء الباقي ذهبَا ببركة ساعاتك"، ولعل أول مَن نبه على أهمية العيش في اللحظة في عصرنا الحاضر المؤلف الروحي إيكهارت تول في كتابه: "قوة الآن" . "The Power of Now"
وإذًا فعلاجُ مشكلتك باختصارٍ يتمثل في وقف سَيْل الذكريات والأفكار الجارية في رأسك بسؤال نفسك: "ما الذي أُفَكِّر فيه الآن؟"، فإن كان ما تفكرين به لا يرتبط باللحظة الراهنة، بل بزمنٍ آخر مضى، أو لم يأتِ بعدُ، فهذا يعني أنك قد خرجتِ من الآن وضِعْتِ في الزمن، وآن لك أن تعودي وتعيشي اللحظة بكل مشاعرها المُبْهِجَة.
أما التكيُّف مع اختلاف الأحوال وتبدلها من التوسط إلى الفقر، فيعتمد أولاً على تعلُّم العيش في اللحظة؛ ركِّزي - عزيزتي - على حاضرك بكل اختلاف أحواله، ودعي عنك آمال ومخاوف المستقبل، وحنين وذكريات الماضي، وتذكَّري أنك لا تملكين ردَّ القدَر إذا وقع، ولكنك تملكين القدرة على تغيير طريقة تفاعلك وتعاملك مع الحوادث الطارئة والأقدار المؤلمة!
لا بأس مِن تحرير مشاعر الحزن على ما فقدته، إلا أن مرحلة الحزن هذه ينبغي ألا تتجاوز يومين أو ثلاثة؛ لأنَّ ملازمة الحزن والكآبة ستكبلان مرونتك الداخلية وقدرتك على التكيف مع التغيير.
في مراحل التبدُّل والتغير، يعيش المرءُ حالةً مِن الخوف والضعف البشري؛ لذلك يحتاج إلى دعْمِ الآخرين له؛ مِن أجل ذلك تقبَّلي ضعْفَك الإنساني وحاجتك الفطرية إلى الآخرين، ولا ترهقي نفسك بإظهار قوتك النفسية أكثر مِن اللازم، بل حاولي الاستفادة مِن دعْمِ أحبّتك وصديقاتك والمقربين من حولك، واسعَيْ للتعلم من خبرات مَن جرَّبوا ما لقيتِ، ممن مسَّهُم الضر والفقر بعد غنًى، ولو من خلال القصص المنشورة عبر الإنترنت!
ذكِّري نفسك بأن ما تُقاسينه اليوم ليس إلا مرحلة انتقالية اختبارية، وأن عليك عبورَها بهدوءٍ وصبرٍ وتكيفٍ، مع كل ضغوطها المرهقة ومصاعبها الجمَّة!
كوني مؤمنةً بالقدر وحكمة الله تعالى فيما قضى؛ لأنه ليس ثمة قدَر بلا حكمة ومصلحةٍ، وثقي بنفسك وبمرونتك الداخلية في العيش تحت أسوأ الظروف، بأفضل الطرق والوسائل الممكنة، اسألي نفسك: "كيف أستفيد مِن هذا التبدُّل والاختلاف؟"، "كيف يمكن أن أصبح شخصًا أفضل مما كنتُ عليه نتيجةَ هذا التبدل في الحال؟"، فدائمًا ما تُسهم الحوادث الطارئة والأقدار المؤلمة في استخراج أفضل ما لدينا!
كوني في الوقت ذاته مُستعدةً ومتأهِّبةً للبدْء بمرحلة جديدة مِن حياتك أفضل وأجمل.
تَأَهَّبْ أَنْ تَعُودَ إِلَى طُلُوعٍ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فَلَيْسَ الخَسْفُ مُلْتَزِمَ البُدُورِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ضعي تصوُّرًا ذهنيًّا لما تريدين أن تكونَ عليه حياتُك القادمة، استعيني بصورٍ مِن مجلاتٍ، أو من الإنترنت لبيتك الذي تتمنين أن تسكني فيه، واقضي كل يوم في إضافة بعض التحسينات الصغيرة إلى وضعك الحالي، والتي يمكن مِن خلالها التخفيف من إرهاقك، وحل مشكلاتك، وإضافة المتعة والبهجة إلى منزلك، وتذكَّري أن الموارد الداخلية المكنوزة بفكرك وقلبك والتي يمكنك الاستفادة منها في تحسين أحوالك أكثر بكثير مِن الموارد الخارجية، فلا تضيعيها في عدم الالتفات إليها، أو بالتقليل من نفسك وقدرتك.
وَعَسَى اللَّيَالِي أَنْ تَمُنَّ بِنَظْمِنَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
عِقدًا كَمَا كُنَّا عَلَيْهِ وَأَجْمَلاَ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَلَرُبَّمَا نُثِرَ الجُمَانُ تَعَمُّدًا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لِيُعَودَ أَحْسَنَ فِي النِّظَامَ وَأَكْمَلاَ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أما والدتك فتقبَّلي نُصحها ونقدها واستياءها، بمعزل عن مشاعرك وانفعالاتك، فالتقبُّلُ سياسةٌ، ولا تستهلكي طاقتك في الجدال والغضب، بل حوِّلي كل نقاش له بوادر مِن خلاف إلى دعابةٍ ومزاحٍ، أوسعي والدتك سرورًا بحكمتك وصبرك وأفكارك الإبداعية في التحسين، وإن لم تحلمي فتحالمي؛ رعايةً لحقها، وإحسانها القديم إليك، وحتمًا ستجدين أن الموقف قد أصبح في صالحك.
كوني بخيرٍ في كنَف الله وأمانِه ورعايتِه
والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب
فتاة لديها أسئلة متعددةٌ حول:
• التخلُّص مِن مشاعر الماضي السلبيَّة.
• كيفية التعوُّد على تبدُّل الحال إلى الفقر.
• كيفية احتواء أمِّها لشدة كلماتها عليها، وتأثيرها النفسي الشديد.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إلى أستاذتي عائشة الحكمي، لك مِن الكلام أعذبُه، ومِن السلام أطيبُه، فأكثرُ ما أحببتُه فيكِ تلبيتُك لنداءاتنا بقولك: أنْ لبَّيك عزيزتي!
أريد أن ألخِّص استشارتي في عدة نقاط مُنْفَصِلَة:
• النقطة الأول: مشكلتي تذكرني بالماضي بمشاعره السلبية بعد تغير الأحوال وتحسنها، فما الخطوات العملية للتخلص من تلك المشاعر؟
• النقطة الثانية: من التوسُّط في المعيشة إلى الفقر، كيف أتعامَل مع هذا التبدُّل في الحال، وتقبُّل النفس له، أرجو منك وضْع نصائح وخطوات!
• النقطة الثالثة: مشكلتي مع أمي وكيفية السيطرة على نفسي، وكما ذكرتُ فقد تبدَّل حالنا مِن التوسط إلى الفقر، وأصبح بيتُنا سيئًا بسبب انتشار الرطوبة فيه، وأصبح البيتُ صعب المعيشة فيه، ولا أعلم كيفية إصلاح تلك الأمور أو تبديلها مع عدم الاستطاعة ماديًّا، ويبدو أنَّ أمر تبدُّل المعيشة سيطول إلى أكثر من سنة.
فأمي تُنَغِّص عليَّ بكلامها، وكلامُها يضايقني جدًّا!
الجواب
بسم الله الموفِّق للصواب
وهو المستعان
سلامٌ عليك، أما بعدُ:
فيا لبيك ثم يا لبيك أختي الغالية.
تذكُّر الماضي بكل مشاعره السلبية بعد تبدُّل الأحوال إلى الأحسن، يعني أنك غير قادرة على أن تعيشي اللحظة، ولا أن تستمعي بالآن، بالحاضر، بساعاتك الراهنة؛ قال سفيان: تذكر الماضي ورجاء الباقي ذهبَا ببركة ساعاتك"، ولعل أول مَن نبه على أهمية العيش في اللحظة في عصرنا الحاضر المؤلف الروحي إيكهارت تول في كتابه: "قوة الآن" . "The Power of Now"
وإذًا فعلاجُ مشكلتك باختصارٍ يتمثل في وقف سَيْل الذكريات والأفكار الجارية في رأسك بسؤال نفسك: "ما الذي أُفَكِّر فيه الآن؟"، فإن كان ما تفكرين به لا يرتبط باللحظة الراهنة، بل بزمنٍ آخر مضى، أو لم يأتِ بعدُ، فهذا يعني أنك قد خرجتِ من الآن وضِعْتِ في الزمن، وآن لك أن تعودي وتعيشي اللحظة بكل مشاعرها المُبْهِجَة.
أما التكيُّف مع اختلاف الأحوال وتبدلها من التوسط إلى الفقر، فيعتمد أولاً على تعلُّم العيش في اللحظة؛ ركِّزي - عزيزتي - على حاضرك بكل اختلاف أحواله، ودعي عنك آمال ومخاوف المستقبل، وحنين وذكريات الماضي، وتذكَّري أنك لا تملكين ردَّ القدَر إذا وقع، ولكنك تملكين القدرة على تغيير طريقة تفاعلك وتعاملك مع الحوادث الطارئة والأقدار المؤلمة!
لا بأس مِن تحرير مشاعر الحزن على ما فقدته، إلا أن مرحلة الحزن هذه ينبغي ألا تتجاوز يومين أو ثلاثة؛ لأنَّ ملازمة الحزن والكآبة ستكبلان مرونتك الداخلية وقدرتك على التكيف مع التغيير.
في مراحل التبدُّل والتغير، يعيش المرءُ حالةً مِن الخوف والضعف البشري؛ لذلك يحتاج إلى دعْمِ الآخرين له؛ مِن أجل ذلك تقبَّلي ضعْفَك الإنساني وحاجتك الفطرية إلى الآخرين، ولا ترهقي نفسك بإظهار قوتك النفسية أكثر مِن اللازم، بل حاولي الاستفادة مِن دعْمِ أحبّتك وصديقاتك والمقربين من حولك، واسعَيْ للتعلم من خبرات مَن جرَّبوا ما لقيتِ، ممن مسَّهُم الضر والفقر بعد غنًى، ولو من خلال القصص المنشورة عبر الإنترنت!
ذكِّري نفسك بأن ما تُقاسينه اليوم ليس إلا مرحلة انتقالية اختبارية، وأن عليك عبورَها بهدوءٍ وصبرٍ وتكيفٍ، مع كل ضغوطها المرهقة ومصاعبها الجمَّة!
كوني مؤمنةً بالقدر وحكمة الله تعالى فيما قضى؛ لأنه ليس ثمة قدَر بلا حكمة ومصلحةٍ، وثقي بنفسك وبمرونتك الداخلية في العيش تحت أسوأ الظروف، بأفضل الطرق والوسائل الممكنة، اسألي نفسك: "كيف أستفيد مِن هذا التبدُّل والاختلاف؟"، "كيف يمكن أن أصبح شخصًا أفضل مما كنتُ عليه نتيجةَ هذا التبدل في الحال؟"، فدائمًا ما تُسهم الحوادث الطارئة والأقدار المؤلمة في استخراج أفضل ما لدينا!
كوني في الوقت ذاته مُستعدةً ومتأهِّبةً للبدْء بمرحلة جديدة مِن حياتك أفضل وأجمل.
تَأَهَّبْ أَنْ تَعُودَ إِلَى طُلُوعٍ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فَلَيْسَ الخَسْفُ مُلْتَزِمَ البُدُورِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ضعي تصوُّرًا ذهنيًّا لما تريدين أن تكونَ عليه حياتُك القادمة، استعيني بصورٍ مِن مجلاتٍ، أو من الإنترنت لبيتك الذي تتمنين أن تسكني فيه، واقضي كل يوم في إضافة بعض التحسينات الصغيرة إلى وضعك الحالي، والتي يمكن مِن خلالها التخفيف من إرهاقك، وحل مشكلاتك، وإضافة المتعة والبهجة إلى منزلك، وتذكَّري أن الموارد الداخلية المكنوزة بفكرك وقلبك والتي يمكنك الاستفادة منها في تحسين أحوالك أكثر بكثير مِن الموارد الخارجية، فلا تضيعيها في عدم الالتفات إليها، أو بالتقليل من نفسك وقدرتك.
وَعَسَى اللَّيَالِي أَنْ تَمُنَّ بِنَظْمِنَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
عِقدًا كَمَا كُنَّا عَلَيْهِ وَأَجْمَلاَ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَلَرُبَّمَا نُثِرَ الجُمَانُ تَعَمُّدًا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لِيُعَودَ أَحْسَنَ فِي النِّظَامَ وَأَكْمَلاَ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أما والدتك فتقبَّلي نُصحها ونقدها واستياءها، بمعزل عن مشاعرك وانفعالاتك، فالتقبُّلُ سياسةٌ، ولا تستهلكي طاقتك في الجدال والغضب، بل حوِّلي كل نقاش له بوادر مِن خلاف إلى دعابةٍ ومزاحٍ، أوسعي والدتك سرورًا بحكمتك وصبرك وأفكارك الإبداعية في التحسين، وإن لم تحلمي فتحالمي؛ رعايةً لحقها، وإحسانها القديم إليك، وحتمًا ستجدين أن الموقف قد أصبح في صالحك.
كوني بخيرٍ في كنَف الله وأمانِه ورعايتِه
والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب