Countess Doha
30-01-2015, 08:52 PM
الحمد لله الواحد القهار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مقلب القلوب والأبصار، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله المصطفى المختار، صلى الله عليه وعلى صحابته الأبرار، وآل بيته الطيبين الأطهار، ومن سار على نهجهم واهتدى بهديهم إلى يوم الحشر والقرار.
أما بعد
ففي هذه الأيام تشتعل العزائم ، وتتوقد الهمم ، وتتضافر الجهود؛ استعدادًا للامتحانات الدراسية ،حيث يعيش الطلاب والطالبات هموم الامتحانات والاختبارات فنسأل الله العظيم أن يعينهم وأن يشرح صدورهم وأن ينور قلوبهم.
وقد قيل: يوم الامتحان يُكرم المرء أو يُهان ،وتجد الطالب أيام الاختبارات في هلع وقلق، إذا نام فهو خفيف النوم، وإذا أكل فهو سريع الطعام، ولا يطمئن له جنب، ولا تغمض له عين، ولا يسكن له قلب، لأن عنده ما يشغله.
وترى الكثير ممَّن سيُختبر أياماً قبل ذلك في جِدٍّ وتحصيل، ومراجعة ومذاكرة، لا وقت لدى أحدهم، ولا همَّ له إلا ما هو مقرر عليه حفظه وفهمه، لا يكاد أحدهم يضيع لحظة من لحظاته، بل منهم من يزهد فيما كان لا غنية له عنه، من مأكل وراحة ونوم، يسهر الكثير منهم إلى آخر الليل، ويستيقظ عند سماع أذان الفجر أو صياح الديك.
وإذا دخل الامتحان ودق الجرس فاشتد المغص ،أرسل طالب إلى أستاذه برسالة فيها:
معلمي قل لي ما العمل .. واليأس قد غلب الأمل
قيل امتحان بلاغة .. فحسبته حان الأجل
وفزعت من صوت المراقب .. إن تنحنح أو سعل
و أخذ يجول بين صفوفنا .. و يصول صولات البطل
أمعلى مهلاً يا أخي .. ما كل مسألة تحل
فمن البلاغة نافع .. ومن البلاغة ما ***
قد كنت أبلد طالب .. و أنا و ربي لم أزل
فإذا أتتك إجابتي .. فيها السؤال بدون حل
دعها وصحح غيرها .. والصفر ضعه على عجل
وفي هذا المقام نرسل أربعة رسائل (رسالة إلى الطلاب، ورسالة إلى المعلمين والمعلمات،ورسالة إلى أولياء الطلاب والطالبات،ورسالة إلى المجتمع)لنحمل كل منهم مسئوليته ،ويقوم بواجبه،حتى لا يقصر فيما أودعه الله عنده من أمانة.
الرسالة الأولى: إلى الطلاب والطالبات:
وأما رسالتنا إلى أبنائنا الطلاب والطالبات
1-أخلص لله :
فالإخلاص هو أول مفاتيح السعادة و التفوق فى الدنيا والآخرة،و و إلا فالخسران فى الدارين،فعن أبى هريرة–رضي الله عنه-عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال :" إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه ... ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقى فى النار...". أخرجه : ومسلم (3/1513 ، رقم 1905)، أحمد (2/321 ، رقم 8260)
2-كن عالي الهمة:
خذ بأسباب علو الهمة وكبر النفس، كن لك نفسًا تواقة، تطلب العلا وتأنف من الأقذاء، وتتجرأ على الصعاب والمضايق، إنها لقمّة الفرح والسعادة وقد قيل: "بقدر ما تتعنّى تنال ما تتمنَّى".
خرج أحد العلماء وهو القفَّال الشافعي يطلب العلم وعمره أربعون سنة، بينما هو في الطريق جاءته نفسه فقالت له: كيف تطلب العلم وأنت في هذا السن؟! متى تحفظ؟! ومتى تعلّم الناس؟! فرجع، فمرّ بصاحب ساقية يسقي على البقر، وكان الرّشاء ـ أي: الحبل ـ يقطع الصخر من كثرة ما مرّ، فقال: أطلبه وأتضجّر من طلبه!
اطلبْ ولا تضجر من مطلبٍ…فآفة الطالب أن يضجرا
أما ترى الحبل بطول الْمدى…على صليب الصخر قد أثَّرا
وكان هذا الموقف عظةً له، واصل من خلاله طلب العلم، وجدَّ واجتهد، حتى بلغ المنزل، وصار من أئمة الشافعية ومن العلماء الكبار رحمه الله.
3-كن متفائلاً:
بقوة بأنك ستحقق النجاح والتوفيق .. واحذر بشدة من " التفكير السلبي " أو الرسائل السلبية حول " الفشل " وصعوبة المنهج واستحالة النجاح ..!! وغيرها من الأفكار .. الخطيرة جداً .. فمثل هذه الأفكار تعتبر رسائل سلبية ينتج عنها - غالباً - إخفاق وفشل بعكس " الأفكار الإيجابية " المبنية على الثقة والنجاح والتوفيق.
4-اجتهد فى المذاكرة:
اجتهد فى المذاكرة،وخذ بأسباب النجاح وأسباب الصلاح والتوفيق والفلاح، فإن تعبتم اليوم فغداً راحة كبيرة عندما يحزن الكسلاء لكسلهم، ويفرح حينها الفائزون بفوزهم، عندها وكأنه لم يكن هناك تعب ولا نصب.ومن جد وجد ومن زرع حصد.
لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر
فتنظيم الوقت بطريقة معقولة تراعي فيها تقسيم وقتك بين الدراسة الجادة واستقطاع بعض الوقت للراحة بين كل فترة وأخرى ،والبدء بالمواد الدراسية حسب أهميتها ، ووضع جدول للمذاكرة يعتبر خطوة ضرورية وهامة جداً ،اختيار المكان المناسب للمذاكرة أمر ضروري ً للحصول على أفضل النتائج بعون الله.
5-المحافظة على الطاعات والبعد عن الذنوب:
العلم نور يقذفه الله في القلب، وأن المعصية تطفئ ذلك النور ، فتركُ الصلاة ، أو التخلف عنها في الجماعة ، أو تأخيرها بالنوم عنها بحجّة الإرهاق والتعب مع الاختبارات ، كل ذلك من الآثام والمعاصي التي تطفئ نور العلم .
حافظوا على الصلوات الخمس في أوقاتها، وسلوا الله العون والتوفيق ، وستجدونه بإذن الله تعالى .
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي
6-عدم الغش:
فالذي يغش ارتكب معصية، فعن أبى هريرة –رضي الله عنه-عن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال:"من غشنا فليس منا". أخرجه مسلم (1/99 ، رقم 101) ، وابن ماجه (2/860 ، رقم 2575) .
ولا يدخل الجنة خائن ،كما روى عن أبى بكر–رضي الله عنه-عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال :" لا يدخل الجنة خب ولا خائن".
أخرجه : الترمذى (4/343 ، رقم 1963) وقال : حسن غريب .
فقد جعل الامتحان لتمييز المجتهد من غيره ، والدين لا يسوى بينهما فى المعاملة، وكذلك العقل السليم لا يرضى بهده التسوية ، قال تعالى { أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ } [صـ : 28]وبخصوص العلم قال {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } [الزمر : 9]
وقد قال عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: "من خادع الله يخدعه الله".
فمن نجح بالزور وغش ودلس فإن الله يمكر به ويعاقبه في دنياه قبل أخراه إلا من تاب فيتوب الله عليه.
خطورة الغش:
انتشار الغش فى الامتحانات وغيرها رذيلة من أخطر الرذائل على المجتمع ، حيث يسود فيه الباطل وينحسر الحق ، ولا يعيش مجتمع بانقلاب الموازين الذي تسند فيه الأمور إلى غير أهلها ، وهو ضياع للأمانة ، وأحد علامات الساعة كما صح فى الحديث الشريف .
لأن خُطورة الضرَر الناتج عن "الغش" في الامتحانات ، يتمثل:
أولاً: في الاعتراف الرسميِّ بأهلية الناجحينَ عن هذا الطريق، وبصلاحيتهم لمباشرة العمل الذي يُسند إلى الناجحين في صدْقٍ فيما امتحنوا فيه مِن موادٍ معينة، تُحدد مستوًى تعليميًّا معينًا، كأساس للصلاحية الخاصة، وهكذا نجد بعض مَن تُناط مسئوليات حسب مستواهم الثقافي والتعليمي. لا يستطيع أداءَها، ومعنى أن هذا البعض ـ من الذين نجحوا غِشًّا وزُورًا ـ لا يستطيع أداء مسئوليته: حرمانُ مَن يتعامل معهم مِن الحصول على حقوقهم المشروعة بسبب عجز أولئكم عن الأداء.
ثانيًا: حصول هؤلاء الدين نجحوا بالغشِّ على أجور، مُقابل إهمالٍ أو سوء أداء، إذا ما كُلِّفوا بمسئوليات رسمية في وظائفَ معينة، دون أن تكون لهم طاقة على الأداء، ودون أن تكون لدَيهم أمانةٌ فيه، فمَن يَقبل الغشَّ والخداع في ****** حقٍّ ليس له وانتزاع حق ممَّن هو صاحبه، يقبل الاختلاس وأنواع الصور المختلفة في عدم الأمانة في العمل أو التقصير فيها.
تقديم المساعدة للزملاء فى الامتحان عن طريق الغش:
وإذا ساعد أحد الطلاب زميله فى الامتحان فهذا ليس من باب تفريج الكربة بل هو مساعدة فى الغش، وهذا أيضا حرام،قال تعالى:{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ }[المائدة: 2].
فالمفروض في الامتحان أن يكون وسيلة غير متحيِّزة لوضع الحق في نصابِه وتوزيع العدل بين الممتحَنين في غير إغماط لأحد.
أجرة الموظف بشهادة سبق أن غش في امتحاناتها:
والذي تولى عملا يحتاج إلى مؤهل يشهد بكفاءته ، وقد نال الشهادة بالغش يحرم عليه ما كسبه من وراء ذلك ، عن ابن مسعود–رضي الله عنه-عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال :"من أكل لقمة من حرام لم يقبل له صلاة أربعين ليلة ولم يستجب له دعوة أربعين صباحًا وكل لحم ينبته الحرام فالنار أولى به وإن اللقمة الواحدة من الحرام لتنبت اللحم ".أخرجه: الديلمى (3/591 ، رقم 5853) .
وقد يصدق عليه قول الله تعالى { لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [آل عمران : 188].
ومن كان قد حصل منه شيء من ذلك فعليه أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً مثل توبته من سائر الذنوب.
6-استعن بالله :
استعن بالله وتوكل عليه والجأ إليه بالدعاء بطلب التوفيق والعون ، والله تعالى قريب مجيب ، قال تعالى:{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186].
إذا لم يكن عون من الله للفتى…فأوّل ما يقضي عليه اجتهادهُ
ولا نعلم دعاءاً أو صلاة أو ذكراً أو عملاً خاصاً بما يتعلق بالامتحان ولكن الدعاء مطلوب ،وخاصة فى وقت الشدة والمحنة.
كأن تقول ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري . تذكّر دعاء الخروج من البيت ( بسم الله ، توكلت على الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أُضل ، أو أَزل أو أُزل ، أو أَظلم أو أُظلم ، أو أجهل أو يُجهل علي ) ولا تنس التماس رضا والديك فدعوتهما لك مستجابة .
وإذا استصعب عليك شيء فقل: "اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً". أخرجه: ابن حبان (3/255 ، رقم 974) ، الديلمي (1/495 ، رقم 2019) عن أنس.
أما بعد
ففي هذه الأيام تشتعل العزائم ، وتتوقد الهمم ، وتتضافر الجهود؛ استعدادًا للامتحانات الدراسية ،حيث يعيش الطلاب والطالبات هموم الامتحانات والاختبارات فنسأل الله العظيم أن يعينهم وأن يشرح صدورهم وأن ينور قلوبهم.
وقد قيل: يوم الامتحان يُكرم المرء أو يُهان ،وتجد الطالب أيام الاختبارات في هلع وقلق، إذا نام فهو خفيف النوم، وإذا أكل فهو سريع الطعام، ولا يطمئن له جنب، ولا تغمض له عين، ولا يسكن له قلب، لأن عنده ما يشغله.
وترى الكثير ممَّن سيُختبر أياماً قبل ذلك في جِدٍّ وتحصيل، ومراجعة ومذاكرة، لا وقت لدى أحدهم، ولا همَّ له إلا ما هو مقرر عليه حفظه وفهمه، لا يكاد أحدهم يضيع لحظة من لحظاته، بل منهم من يزهد فيما كان لا غنية له عنه، من مأكل وراحة ونوم، يسهر الكثير منهم إلى آخر الليل، ويستيقظ عند سماع أذان الفجر أو صياح الديك.
وإذا دخل الامتحان ودق الجرس فاشتد المغص ،أرسل طالب إلى أستاذه برسالة فيها:
معلمي قل لي ما العمل .. واليأس قد غلب الأمل
قيل امتحان بلاغة .. فحسبته حان الأجل
وفزعت من صوت المراقب .. إن تنحنح أو سعل
و أخذ يجول بين صفوفنا .. و يصول صولات البطل
أمعلى مهلاً يا أخي .. ما كل مسألة تحل
فمن البلاغة نافع .. ومن البلاغة ما ***
قد كنت أبلد طالب .. و أنا و ربي لم أزل
فإذا أتتك إجابتي .. فيها السؤال بدون حل
دعها وصحح غيرها .. والصفر ضعه على عجل
وفي هذا المقام نرسل أربعة رسائل (رسالة إلى الطلاب، ورسالة إلى المعلمين والمعلمات،ورسالة إلى أولياء الطلاب والطالبات،ورسالة إلى المجتمع)لنحمل كل منهم مسئوليته ،ويقوم بواجبه،حتى لا يقصر فيما أودعه الله عنده من أمانة.
الرسالة الأولى: إلى الطلاب والطالبات:
وأما رسالتنا إلى أبنائنا الطلاب والطالبات
1-أخلص لله :
فالإخلاص هو أول مفاتيح السعادة و التفوق فى الدنيا والآخرة،و و إلا فالخسران فى الدارين،فعن أبى هريرة–رضي الله عنه-عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال :" إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه ... ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقى فى النار...". أخرجه : ومسلم (3/1513 ، رقم 1905)، أحمد (2/321 ، رقم 8260)
2-كن عالي الهمة:
خذ بأسباب علو الهمة وكبر النفس، كن لك نفسًا تواقة، تطلب العلا وتأنف من الأقذاء، وتتجرأ على الصعاب والمضايق، إنها لقمّة الفرح والسعادة وقد قيل: "بقدر ما تتعنّى تنال ما تتمنَّى".
خرج أحد العلماء وهو القفَّال الشافعي يطلب العلم وعمره أربعون سنة، بينما هو في الطريق جاءته نفسه فقالت له: كيف تطلب العلم وأنت في هذا السن؟! متى تحفظ؟! ومتى تعلّم الناس؟! فرجع، فمرّ بصاحب ساقية يسقي على البقر، وكان الرّشاء ـ أي: الحبل ـ يقطع الصخر من كثرة ما مرّ، فقال: أطلبه وأتضجّر من طلبه!
اطلبْ ولا تضجر من مطلبٍ…فآفة الطالب أن يضجرا
أما ترى الحبل بطول الْمدى…على صليب الصخر قد أثَّرا
وكان هذا الموقف عظةً له، واصل من خلاله طلب العلم، وجدَّ واجتهد، حتى بلغ المنزل، وصار من أئمة الشافعية ومن العلماء الكبار رحمه الله.
3-كن متفائلاً:
بقوة بأنك ستحقق النجاح والتوفيق .. واحذر بشدة من " التفكير السلبي " أو الرسائل السلبية حول " الفشل " وصعوبة المنهج واستحالة النجاح ..!! وغيرها من الأفكار .. الخطيرة جداً .. فمثل هذه الأفكار تعتبر رسائل سلبية ينتج عنها - غالباً - إخفاق وفشل بعكس " الأفكار الإيجابية " المبنية على الثقة والنجاح والتوفيق.
4-اجتهد فى المذاكرة:
اجتهد فى المذاكرة،وخذ بأسباب النجاح وأسباب الصلاح والتوفيق والفلاح، فإن تعبتم اليوم فغداً راحة كبيرة عندما يحزن الكسلاء لكسلهم، ويفرح حينها الفائزون بفوزهم، عندها وكأنه لم يكن هناك تعب ولا نصب.ومن جد وجد ومن زرع حصد.
لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر
فتنظيم الوقت بطريقة معقولة تراعي فيها تقسيم وقتك بين الدراسة الجادة واستقطاع بعض الوقت للراحة بين كل فترة وأخرى ،والبدء بالمواد الدراسية حسب أهميتها ، ووضع جدول للمذاكرة يعتبر خطوة ضرورية وهامة جداً ،اختيار المكان المناسب للمذاكرة أمر ضروري ً للحصول على أفضل النتائج بعون الله.
5-المحافظة على الطاعات والبعد عن الذنوب:
العلم نور يقذفه الله في القلب، وأن المعصية تطفئ ذلك النور ، فتركُ الصلاة ، أو التخلف عنها في الجماعة ، أو تأخيرها بالنوم عنها بحجّة الإرهاق والتعب مع الاختبارات ، كل ذلك من الآثام والمعاصي التي تطفئ نور العلم .
حافظوا على الصلوات الخمس في أوقاتها، وسلوا الله العون والتوفيق ، وستجدونه بإذن الله تعالى .
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي
6-عدم الغش:
فالذي يغش ارتكب معصية، فعن أبى هريرة –رضي الله عنه-عن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال:"من غشنا فليس منا". أخرجه مسلم (1/99 ، رقم 101) ، وابن ماجه (2/860 ، رقم 2575) .
ولا يدخل الجنة خائن ،كما روى عن أبى بكر–رضي الله عنه-عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال :" لا يدخل الجنة خب ولا خائن".
أخرجه : الترمذى (4/343 ، رقم 1963) وقال : حسن غريب .
فقد جعل الامتحان لتمييز المجتهد من غيره ، والدين لا يسوى بينهما فى المعاملة، وكذلك العقل السليم لا يرضى بهده التسوية ، قال تعالى { أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ } [صـ : 28]وبخصوص العلم قال {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } [الزمر : 9]
وقد قال عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: "من خادع الله يخدعه الله".
فمن نجح بالزور وغش ودلس فإن الله يمكر به ويعاقبه في دنياه قبل أخراه إلا من تاب فيتوب الله عليه.
خطورة الغش:
انتشار الغش فى الامتحانات وغيرها رذيلة من أخطر الرذائل على المجتمع ، حيث يسود فيه الباطل وينحسر الحق ، ولا يعيش مجتمع بانقلاب الموازين الذي تسند فيه الأمور إلى غير أهلها ، وهو ضياع للأمانة ، وأحد علامات الساعة كما صح فى الحديث الشريف .
لأن خُطورة الضرَر الناتج عن "الغش" في الامتحانات ، يتمثل:
أولاً: في الاعتراف الرسميِّ بأهلية الناجحينَ عن هذا الطريق، وبصلاحيتهم لمباشرة العمل الذي يُسند إلى الناجحين في صدْقٍ فيما امتحنوا فيه مِن موادٍ معينة، تُحدد مستوًى تعليميًّا معينًا، كأساس للصلاحية الخاصة، وهكذا نجد بعض مَن تُناط مسئوليات حسب مستواهم الثقافي والتعليمي. لا يستطيع أداءَها، ومعنى أن هذا البعض ـ من الذين نجحوا غِشًّا وزُورًا ـ لا يستطيع أداء مسئوليته: حرمانُ مَن يتعامل معهم مِن الحصول على حقوقهم المشروعة بسبب عجز أولئكم عن الأداء.
ثانيًا: حصول هؤلاء الدين نجحوا بالغشِّ على أجور، مُقابل إهمالٍ أو سوء أداء، إذا ما كُلِّفوا بمسئوليات رسمية في وظائفَ معينة، دون أن تكون لهم طاقة على الأداء، ودون أن تكون لدَيهم أمانةٌ فيه، فمَن يَقبل الغشَّ والخداع في ****** حقٍّ ليس له وانتزاع حق ممَّن هو صاحبه، يقبل الاختلاس وأنواع الصور المختلفة في عدم الأمانة في العمل أو التقصير فيها.
تقديم المساعدة للزملاء فى الامتحان عن طريق الغش:
وإذا ساعد أحد الطلاب زميله فى الامتحان فهذا ليس من باب تفريج الكربة بل هو مساعدة فى الغش، وهذا أيضا حرام،قال تعالى:{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ }[المائدة: 2].
فالمفروض في الامتحان أن يكون وسيلة غير متحيِّزة لوضع الحق في نصابِه وتوزيع العدل بين الممتحَنين في غير إغماط لأحد.
أجرة الموظف بشهادة سبق أن غش في امتحاناتها:
والذي تولى عملا يحتاج إلى مؤهل يشهد بكفاءته ، وقد نال الشهادة بالغش يحرم عليه ما كسبه من وراء ذلك ، عن ابن مسعود–رضي الله عنه-عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال :"من أكل لقمة من حرام لم يقبل له صلاة أربعين ليلة ولم يستجب له دعوة أربعين صباحًا وكل لحم ينبته الحرام فالنار أولى به وإن اللقمة الواحدة من الحرام لتنبت اللحم ".أخرجه: الديلمى (3/591 ، رقم 5853) .
وقد يصدق عليه قول الله تعالى { لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [آل عمران : 188].
ومن كان قد حصل منه شيء من ذلك فعليه أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً مثل توبته من سائر الذنوب.
6-استعن بالله :
استعن بالله وتوكل عليه والجأ إليه بالدعاء بطلب التوفيق والعون ، والله تعالى قريب مجيب ، قال تعالى:{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186].
إذا لم يكن عون من الله للفتى…فأوّل ما يقضي عليه اجتهادهُ
ولا نعلم دعاءاً أو صلاة أو ذكراً أو عملاً خاصاً بما يتعلق بالامتحان ولكن الدعاء مطلوب ،وخاصة فى وقت الشدة والمحنة.
كأن تقول ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري . تذكّر دعاء الخروج من البيت ( بسم الله ، توكلت على الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أُضل ، أو أَزل أو أُزل ، أو أَظلم أو أُظلم ، أو أجهل أو يُجهل علي ) ولا تنس التماس رضا والديك فدعوتهما لك مستجابة .
وإذا استصعب عليك شيء فقل: "اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً". أخرجه: ابن حبان (3/255 ، رقم 974) ، الديلمي (1/495 ، رقم 2019) عن أنس.