abomokhtar
08-02-2015, 06:44 AM
السؤال
♦ ملخص السؤال:
فتاة تشكو مِن أمها وتعاملاتها القاسية معها، فهي تراها كأختها التي كانتْ تقسو عليها، والفتاةُ تحاول أن تقتربَ منها، لكن الأم رافضة لذلك.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كانت لأمي أختٌ كُبرى تكيد لها المكايد، وتُسيء إليها، وكنتُ أعيش مع جدتي رحمها الله وخالتي، وبعد وفاتها عدتُ لبيت أمي، لكن أمي تعاملني على أنني أختها، وأنني مَن كان يصنع لها المكايد!
أمي عصبيَّة مع إخوتي، وإذا حاولتُ أن أُحدثها أو أنصحها أجدها تقول لي: أنت تريدين هدْم البيت! أنت تريدين السيطرة على أسرتي!
تدعو عليَّ، وتتمنى لي الموت، وتفتعل المشكلات والشجار حتى لا يهدأ البيت، كذلك تكذب كثيرًا على الناس، وتصطنع أمورًا ليست لديها.
كثيرًا ما أحاول أن أقترب منها، لكنها ترفض ذلك، وترى أن تعلقي بها خطأ، وأنني يجب أن أعيش وحدي، حاولتُ كثيرًا أن أتحمل البيت بدلاً عنها، لكنها لا تشكرني، بل ترى الجانب السيئ فقط، وأنني مقصرة إلى حد كبير في حقها وحق البيت.
أرجو أن تدلوني على طريقةٍ صحيحةٍ أستطيع أن أتعامل معها بها، فقد تعبتُ، وفشلتُ في الاقتراب منها.
فضلاً عن صراخها المستمر أمام الغرباء، وشكواها المستمرة منا بلا سبب
الجواب
أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أهلًا ومرحبًا بك في شبكة الألوكة.
ما تَؤُول إليه حياتُنا في كِبَرنا نتيجة لتربية بيتيَّة مُعينة، ونتيجة لتجارب تعلُّم الشخص الحكيم، فيصبح أكثر نُبلاً وعطاءً وحبًّا، ويتردَّى بها الجاهلُ الذي لا يُحْسِنُ التصرُّف إلى قعرِ حظٍّ مُوبق.
الشخصُ حين يكبر يحتاج إلى حبٍّ واحتواءٍ كما الأطفال، وبداخل كلٍّ منَّا طفلٌ، أحيانًا يكون بحاجةٍ إلى احتواءٍ وتفهُّم وتقبُّلٍ وحبٍّ، فهذه مشاعرُ إنسانيةٌ أوْجَدَها اللهُ في البشر لتستقرَّ حياتُهم وتستمر، ويستمر التوازُن الانساني بين الأخْذ والعطاء، وعندما يفتقد الإنسانُ للحبِّ والحنانِ والانتماء لمجتمعٍ أو لأسرة معينةٍ، يختَلُّ توازُنُه ويذبل ويمرض، أو يفتعل المشاكل، وكل شخص لديه ردة فِعل سلوكية تشير إلى فقده لشيءٍ مِن حاجاته الضرورية؛ فالحبُّ والانتماءُ حاجتان فطريتان ضَروريتان.
أمُّك ضعيفةٌ، وهي بحاجةٍ إلى احتواءٍ وتفهُّمٍ وتقبُّلٍ وكلمةٍ حانيةٍ لطيفةٍ تهدئ من روعها، وتعيد إليها صوابها، وسلُوكها غير المتَّزِن مِن الكذب والادعاءات الباطلة سببُه نقصُ ثقة ذاتية تُعاني منها، وضعف يقين بالله عز وجل، ودورُكم أن تعيدوا إليها هذه الثقة بامتداحها، وإظهار الحب لها، وليس بالوصاية عليها.
عليكم أن تُشعروها بأنها أهل للثقة، وأن تحاوروها، لا أن تفرضوا عليها آراءكم.
مِن المؤلم طبعًا أن نجدَ سُوء المعاملة من الوالدين أو أحدهما، وإنني أشيد ببرك وصلتك لوالدتك، واتصالك بها، وسؤالك عنها، رغم ما تتلقينه منها، فبارك الله فيك، غير أن هذا حقٌّ للوالدين، واجب على الأبناء، أحسن الآباء أم أساؤوا، فبرُّ الوالدين والقيامُ بحقهما والصبرُ على أذاهما سببٌ لرضوان الله ودخول الجنة.
تأكَّدي أختي الفاضلة أن أمك بشَرٌ؛ يعني: أنها ليستْ كاملة، ولا بد أن تُخْطِئ بسبب بشريتها، ودورُنا التماس العذر والصفح والصبر على البر.
النساءُ بعد الأربعين يتَّجِهْنَ للعبادة والتدين بشكل ملحوظٍ، فماذا لو كان لك دورٌ في توجيهها لهذا الجانب، وتعريفها بشخصيات نسائية طيبةٍ صالحة، وهذا من شأنه أن يُسْعِدَها، ويعيد إليها ثقتها بقدراتها وثقتها فيكم، وثقتها أولاً وأخيرًا بخالقها الله عز وجل، فتتجه من خلاله للعبادة والذكر، وربما قراءة القرآن والحفظ، فتهدأ سريرتها وتصلح علانيتها بإذن الله.
كلُّ ما هو مَطلوب منك أن تُجاهدي نفسك على الإحسان إلى أمك، وبرها، ونصحها بالطريقة المثلى التي تتقبَّلها، قدر ما أمكنك، وأن تحاولي أن تصلحي ما بينك وبينها، وتبريها، وتَصِليها، قدِّمي لها الهدايا بين الفينة والأخرى، وقبِّليها حين تقديم الهدية واحضنيها، وادعي لها في صلاتك بأن يُصلح الله قلبها، ويُصلح ظاهرها وباطنها.
وفقك الله، وأعانك على برِّها
♦ ملخص السؤال:
فتاة تشكو مِن أمها وتعاملاتها القاسية معها، فهي تراها كأختها التي كانتْ تقسو عليها، والفتاةُ تحاول أن تقتربَ منها، لكن الأم رافضة لذلك.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كانت لأمي أختٌ كُبرى تكيد لها المكايد، وتُسيء إليها، وكنتُ أعيش مع جدتي رحمها الله وخالتي، وبعد وفاتها عدتُ لبيت أمي، لكن أمي تعاملني على أنني أختها، وأنني مَن كان يصنع لها المكايد!
أمي عصبيَّة مع إخوتي، وإذا حاولتُ أن أُحدثها أو أنصحها أجدها تقول لي: أنت تريدين هدْم البيت! أنت تريدين السيطرة على أسرتي!
تدعو عليَّ، وتتمنى لي الموت، وتفتعل المشكلات والشجار حتى لا يهدأ البيت، كذلك تكذب كثيرًا على الناس، وتصطنع أمورًا ليست لديها.
كثيرًا ما أحاول أن أقترب منها، لكنها ترفض ذلك، وترى أن تعلقي بها خطأ، وأنني يجب أن أعيش وحدي، حاولتُ كثيرًا أن أتحمل البيت بدلاً عنها، لكنها لا تشكرني، بل ترى الجانب السيئ فقط، وأنني مقصرة إلى حد كبير في حقها وحق البيت.
أرجو أن تدلوني على طريقةٍ صحيحةٍ أستطيع أن أتعامل معها بها، فقد تعبتُ، وفشلتُ في الاقتراب منها.
فضلاً عن صراخها المستمر أمام الغرباء، وشكواها المستمرة منا بلا سبب
الجواب
أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أهلًا ومرحبًا بك في شبكة الألوكة.
ما تَؤُول إليه حياتُنا في كِبَرنا نتيجة لتربية بيتيَّة مُعينة، ونتيجة لتجارب تعلُّم الشخص الحكيم، فيصبح أكثر نُبلاً وعطاءً وحبًّا، ويتردَّى بها الجاهلُ الذي لا يُحْسِنُ التصرُّف إلى قعرِ حظٍّ مُوبق.
الشخصُ حين يكبر يحتاج إلى حبٍّ واحتواءٍ كما الأطفال، وبداخل كلٍّ منَّا طفلٌ، أحيانًا يكون بحاجةٍ إلى احتواءٍ وتفهُّم وتقبُّلٍ وحبٍّ، فهذه مشاعرُ إنسانيةٌ أوْجَدَها اللهُ في البشر لتستقرَّ حياتُهم وتستمر، ويستمر التوازُن الانساني بين الأخْذ والعطاء، وعندما يفتقد الإنسانُ للحبِّ والحنانِ والانتماء لمجتمعٍ أو لأسرة معينةٍ، يختَلُّ توازُنُه ويذبل ويمرض، أو يفتعل المشاكل، وكل شخص لديه ردة فِعل سلوكية تشير إلى فقده لشيءٍ مِن حاجاته الضرورية؛ فالحبُّ والانتماءُ حاجتان فطريتان ضَروريتان.
أمُّك ضعيفةٌ، وهي بحاجةٍ إلى احتواءٍ وتفهُّمٍ وتقبُّلٍ وكلمةٍ حانيةٍ لطيفةٍ تهدئ من روعها، وتعيد إليها صوابها، وسلُوكها غير المتَّزِن مِن الكذب والادعاءات الباطلة سببُه نقصُ ثقة ذاتية تُعاني منها، وضعف يقين بالله عز وجل، ودورُكم أن تعيدوا إليها هذه الثقة بامتداحها، وإظهار الحب لها، وليس بالوصاية عليها.
عليكم أن تُشعروها بأنها أهل للثقة، وأن تحاوروها، لا أن تفرضوا عليها آراءكم.
مِن المؤلم طبعًا أن نجدَ سُوء المعاملة من الوالدين أو أحدهما، وإنني أشيد ببرك وصلتك لوالدتك، واتصالك بها، وسؤالك عنها، رغم ما تتلقينه منها، فبارك الله فيك، غير أن هذا حقٌّ للوالدين، واجب على الأبناء، أحسن الآباء أم أساؤوا، فبرُّ الوالدين والقيامُ بحقهما والصبرُ على أذاهما سببٌ لرضوان الله ودخول الجنة.
تأكَّدي أختي الفاضلة أن أمك بشَرٌ؛ يعني: أنها ليستْ كاملة، ولا بد أن تُخْطِئ بسبب بشريتها، ودورُنا التماس العذر والصفح والصبر على البر.
النساءُ بعد الأربعين يتَّجِهْنَ للعبادة والتدين بشكل ملحوظٍ، فماذا لو كان لك دورٌ في توجيهها لهذا الجانب، وتعريفها بشخصيات نسائية طيبةٍ صالحة، وهذا من شأنه أن يُسْعِدَها، ويعيد إليها ثقتها بقدراتها وثقتها فيكم، وثقتها أولاً وأخيرًا بخالقها الله عز وجل، فتتجه من خلاله للعبادة والذكر، وربما قراءة القرآن والحفظ، فتهدأ سريرتها وتصلح علانيتها بإذن الله.
كلُّ ما هو مَطلوب منك أن تُجاهدي نفسك على الإحسان إلى أمك، وبرها، ونصحها بالطريقة المثلى التي تتقبَّلها، قدر ما أمكنك، وأن تحاولي أن تصلحي ما بينك وبينها، وتبريها، وتَصِليها، قدِّمي لها الهدايا بين الفينة والأخرى، وقبِّليها حين تقديم الهدية واحضنيها، وادعي لها في صلاتك بأن يُصلح الله قلبها، ويُصلح ظاهرها وباطنها.
وفقك الله، وأعانك على برِّها