abomokhtar
13-02-2015, 10:54 AM
السؤال
♦ ملخص السؤال:
والدان لديهما فتاة عنيدة ولا تطيعهما في بعض الأحيان، ويريدان نصائح وتوجيهات للتعامل معها.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعمل مُعَلِّمًا للغة الإنجليزية، وزوجتي حاصلةٌ على بكالوريوس صيدلة، ولم تعملْ به إلا قليلًا جدًّا، رَزَقَها اللهُ حِفْظ كتابه، ومَنَّ عليها بختم القراءات وأجيزتْ فيها - ولله الحمدُ.
رَزَقَنا الله ثلاث فتيات، مشكلةُ زوجتي أنها عصبية جدًّا، فعندما ذهبتْ إحداهنَّ للحضانة قبل بلوغ الثالثة كانتْ وقتها تحفظ المعوذتين وأذكار الصباح والمساء؛ مِن كثرة تكراري لها، أنا أُرَدِّد وهي تقول ورائي!
وكان أول لقاءٍ لها مع المعلِّمَة مُبَشِّرًا جدًّا؛ إذ كانت المعلمةُ مبْهورةً بها، وبدأتْ في تلقِّي القاعدة النورانية، والحمد لله تفوقتْ، وكانت قراءتها جيدة، ومخارج الحروف واضحة جدًّا!
حاولتْ مُعلمتها التركيزَ على الحفظ فقط دون الإتقان، فكانت البنتُ لا تستطيع، وبدأ النسيان والخلط وما شابه، حتى بدأت الأمُّ تضربها!!
حاولتُ أن أُفهم أمها أن الضربَ لا يأتي إلا بنتيجةٍ عكسيةٍ، وأنه لا ينفع الضربُ مع ابنتنا خاصَّة؛ لأنها تُعاند!
بدأت الفتاة تُعاند أكثر، وكلما أردتُ أن أسمعَ لها ما تحفظ تُعاند وتخفض صوتها حتى لا أسمعها، ومِن ثَمَّ بدأتُ أُهَدِّدها بالضَّرْب أنا أيضًا!
ابنتي تحب القصص، وأحيانًا نستخدم هذا الأسلوبَ كتعزيز إيجابيٍّ لتشجيعها وحثِّها على الإنجاز والحفظ، كذلك تحب أفلام الكرتون لكن المشكلة أنها تُقَلِّد أحيانًا ما تراه؛ فمثلًا تكرِّر الكذب الذي تراه ولو بطريقةٍ غير مقصودة!
فماذا نفعل معها، نُريد نصائح وتوجيهات للتعامل معها؟
الجواب
أهلًا بك أخي الفاضل في شبكة الألوكة، ونشكر لك ثقتك بها، ونسأل الله أن يعينك على تربية بناتك، وأن يقرَّ عينيك أنت ووالدتهنَّ بهنَّ.
أستاذي الفاضل، أرى أنكما (كوالدين) أخطأتما في طريقة تعاملكما مع ابنتكما الغالية؛ حيث كانت البداية معها وهي لا تزال صغيرة جداً على كل هذا، حتى وإن ظهر عليها علامات الذكاء والنباهة، فلا تُحملوها ما لا طاقة لها به، فهذا الطريقُ قد يؤدي بها إلى كُره الواجبات والأوامر بشكل عامٍّ، والحفظ بشكل خاص، فاحْذَرَا!
من المعروف أن الأطفالَ يتميزون بالعناد الشديد، فلا داعي للانزعاج مِن ذلك، وعلى الوالدين أن يُشَجِّعَا الطفل على الفعل الجيد بذِكْر القصص والحكايات التي تُشَجِّعه على إطاعة الأوامر، واعلمْ أيها الأخ الكريم أنَّ مِن الأسباب التي تدفع الطفل لهذا السلوك - توتُّر العلاقات الأسرية، والتعامل الشديد مِن ناحية الوالدين، فيحاول الطفلُ التعويض والانتقام.
ولِنُعالِج هذا السلوك مِن المهم اتباع الآتي:
• عدم إرغام الطفل على القيام بأفعالٍ معينة؛ حتى لا يُؤَدِّي إلى تمرُّدِه.
• عدم تفضيل ابن على آخر إطلاقًا.
• أخْذ رأي الطفل مِن حينٍ لآخر؛ حتى يستشعرَ القيادة أحيانًا.
• عدم مُقابَلة مُقاوَمة الطفل تجاه شيء بنفس نوع المقاومة، بل علينا أن نتفاهَمَ معه ونُشَجِّعه ونحرِص على إقناعه.
هناك أيضًا نقطةٌ أخرى هامة، أريد أن أُذَكِّرك بها، ألا وهي: أن الطفل إذا أَحَبَّ القرآن أعانه ذلك على حِفْظِه، وأبْعَدَهُ عن زَلَّات اللسان والكذب، وإذا فهمه وعمل به كان ذلك صدقةً جارِيَةً في ميزان الابن ووالديه إن شاء الله، ومِن المهمِّ أيضًا عدمُ قَتْل الطفولة مِنْ أجْلِ الحفظ الجيد، فلْنَدَعْهم يستمتعون بطفولتهم.
ومن الوسائل التي تُحَبِّب الطفل في حفظ القرآن الكريم:
• إهداء الطفل مصحفًا خاصًّا؛ ليشعره بملكيته ومكانته.
• تسجيل صوته وهو يقرأ ويسمع؛ مما يساعده على التجويد والتحسين.
• قصُّ قصص القرآن عليه، مما يُساعد الطفل على الفَهْم والحفظ.
• تجنُّب العقاب البدَني على عدم الحفظ، ومن الممكن استخدام أسلوب الحِرْمان.
مِن المهم جدًّا عدم المقارَنة بين الأبناء في مهارات الحِفْظ.
من المهم اختيار وقت مناسبٍ للحِفْظ؛ (فلا يكون بعدَ وجبةٍ ثقيلة، ولا بعد يومٍ دراسيٍّ طويل، ولا وقت اللعب).
وأخيرًا أسأل الله لك العون والبصيرة، وأن يجعلكم مِن أهل القرآن وخاصته، وأن يُبارك لك في ذريتك.
وأن يكونوا خيرَ خَلَفٍ لخير سَلَفٍ
♦ ملخص السؤال:
والدان لديهما فتاة عنيدة ولا تطيعهما في بعض الأحيان، ويريدان نصائح وتوجيهات للتعامل معها.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعمل مُعَلِّمًا للغة الإنجليزية، وزوجتي حاصلةٌ على بكالوريوس صيدلة، ولم تعملْ به إلا قليلًا جدًّا، رَزَقَها اللهُ حِفْظ كتابه، ومَنَّ عليها بختم القراءات وأجيزتْ فيها - ولله الحمدُ.
رَزَقَنا الله ثلاث فتيات، مشكلةُ زوجتي أنها عصبية جدًّا، فعندما ذهبتْ إحداهنَّ للحضانة قبل بلوغ الثالثة كانتْ وقتها تحفظ المعوذتين وأذكار الصباح والمساء؛ مِن كثرة تكراري لها، أنا أُرَدِّد وهي تقول ورائي!
وكان أول لقاءٍ لها مع المعلِّمَة مُبَشِّرًا جدًّا؛ إذ كانت المعلمةُ مبْهورةً بها، وبدأتْ في تلقِّي القاعدة النورانية، والحمد لله تفوقتْ، وكانت قراءتها جيدة، ومخارج الحروف واضحة جدًّا!
حاولتْ مُعلمتها التركيزَ على الحفظ فقط دون الإتقان، فكانت البنتُ لا تستطيع، وبدأ النسيان والخلط وما شابه، حتى بدأت الأمُّ تضربها!!
حاولتُ أن أُفهم أمها أن الضربَ لا يأتي إلا بنتيجةٍ عكسيةٍ، وأنه لا ينفع الضربُ مع ابنتنا خاصَّة؛ لأنها تُعاند!
بدأت الفتاة تُعاند أكثر، وكلما أردتُ أن أسمعَ لها ما تحفظ تُعاند وتخفض صوتها حتى لا أسمعها، ومِن ثَمَّ بدأتُ أُهَدِّدها بالضَّرْب أنا أيضًا!
ابنتي تحب القصص، وأحيانًا نستخدم هذا الأسلوبَ كتعزيز إيجابيٍّ لتشجيعها وحثِّها على الإنجاز والحفظ، كذلك تحب أفلام الكرتون لكن المشكلة أنها تُقَلِّد أحيانًا ما تراه؛ فمثلًا تكرِّر الكذب الذي تراه ولو بطريقةٍ غير مقصودة!
فماذا نفعل معها، نُريد نصائح وتوجيهات للتعامل معها؟
الجواب
أهلًا بك أخي الفاضل في شبكة الألوكة، ونشكر لك ثقتك بها، ونسأل الله أن يعينك على تربية بناتك، وأن يقرَّ عينيك أنت ووالدتهنَّ بهنَّ.
أستاذي الفاضل، أرى أنكما (كوالدين) أخطأتما في طريقة تعاملكما مع ابنتكما الغالية؛ حيث كانت البداية معها وهي لا تزال صغيرة جداً على كل هذا، حتى وإن ظهر عليها علامات الذكاء والنباهة، فلا تُحملوها ما لا طاقة لها به، فهذا الطريقُ قد يؤدي بها إلى كُره الواجبات والأوامر بشكل عامٍّ، والحفظ بشكل خاص، فاحْذَرَا!
من المعروف أن الأطفالَ يتميزون بالعناد الشديد، فلا داعي للانزعاج مِن ذلك، وعلى الوالدين أن يُشَجِّعَا الطفل على الفعل الجيد بذِكْر القصص والحكايات التي تُشَجِّعه على إطاعة الأوامر، واعلمْ أيها الأخ الكريم أنَّ مِن الأسباب التي تدفع الطفل لهذا السلوك - توتُّر العلاقات الأسرية، والتعامل الشديد مِن ناحية الوالدين، فيحاول الطفلُ التعويض والانتقام.
ولِنُعالِج هذا السلوك مِن المهم اتباع الآتي:
• عدم إرغام الطفل على القيام بأفعالٍ معينة؛ حتى لا يُؤَدِّي إلى تمرُّدِه.
• عدم تفضيل ابن على آخر إطلاقًا.
• أخْذ رأي الطفل مِن حينٍ لآخر؛ حتى يستشعرَ القيادة أحيانًا.
• عدم مُقابَلة مُقاوَمة الطفل تجاه شيء بنفس نوع المقاومة، بل علينا أن نتفاهَمَ معه ونُشَجِّعه ونحرِص على إقناعه.
هناك أيضًا نقطةٌ أخرى هامة، أريد أن أُذَكِّرك بها، ألا وهي: أن الطفل إذا أَحَبَّ القرآن أعانه ذلك على حِفْظِه، وأبْعَدَهُ عن زَلَّات اللسان والكذب، وإذا فهمه وعمل به كان ذلك صدقةً جارِيَةً في ميزان الابن ووالديه إن شاء الله، ومِن المهمِّ أيضًا عدمُ قَتْل الطفولة مِنْ أجْلِ الحفظ الجيد، فلْنَدَعْهم يستمتعون بطفولتهم.
ومن الوسائل التي تُحَبِّب الطفل في حفظ القرآن الكريم:
• إهداء الطفل مصحفًا خاصًّا؛ ليشعره بملكيته ومكانته.
• تسجيل صوته وهو يقرأ ويسمع؛ مما يساعده على التجويد والتحسين.
• قصُّ قصص القرآن عليه، مما يُساعد الطفل على الفَهْم والحفظ.
• تجنُّب العقاب البدَني على عدم الحفظ، ومن الممكن استخدام أسلوب الحِرْمان.
مِن المهم جدًّا عدم المقارَنة بين الأبناء في مهارات الحِفْظ.
من المهم اختيار وقت مناسبٍ للحِفْظ؛ (فلا يكون بعدَ وجبةٍ ثقيلة، ولا بعد يومٍ دراسيٍّ طويل، ولا وقت اللعب).
وأخيرًا أسأل الله لك العون والبصيرة، وأن يجعلكم مِن أهل القرآن وخاصته، وأن يُبارك لك في ذريتك.
وأن يكونوا خيرَ خَلَفٍ لخير سَلَفٍ