مشاهدة النسخة كاملة : علاقاتي المحرمة سبب ضياعي


abomokhtar
06-03-2015, 10:45 PM
♦ ملخص السؤال:
فتاة كانتْ متفوقةً وملتزمة، بدأت تدخل في علاقات مع الشباب، حتى دخلت في العلاقات المحرمة والكلام المحرم، والآن ندمتْ وتريد الرجوع إلى سابق عهدها من التفوق والتقدم، وتسأل: ما السبيل ذلك؟

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاةٌ في منتصف العشرين من عمري، كنتُ مجتهدةً في دراستي، وكنتُ أحس بالنقص لأني سمينة، ولا أشعر بأنوثتي.

أنا الابنةُ الكبرى في إخوتي، لذا كان الضغطُ عليَّ كبيرًا، فكنتُ أقرأ القِصَص والروايات، وأحلم أن أعيشَ قصةَ حب بضوابط شرعيةٍ، كنتُ أحلم بالزواج الحلال، وكنتُ أعلِّق على الفتيات وأضحك عليهنَّ؛ لأني كنتُ متفوقةً وأفضل منهنَّ!

بدأتُ أكبر وأتغير شيئًا فشيئًا، وتأثرتُ بالعولَمة والثقافة الأوربية والغربية بشكل عامٍّ، وأصبحتُ أتحدث مع زملائي على الهاتف، وأُرْسِل إليهم الرسائل، وأضحك معهم!

تعرفتُ على الشباب، وبدأتْ علاقاتي تزداد من شاب إلى شابٍّ، كان كل كلامي عبر الهاتف، وكان كله يدور حول المزاح والخروج واللعب، والوعود الكاذبة بالزواج!

تعرفتُ إلى قريبٍ لي، ووَعَدني بالزواج، وزرتهم مرة في البيت، واستغلَّ هو الفرصة ووقعنا في معصية، تقبلتُ ذلك في بادئ الأمر، ثم كرهتُ نفسي كثيرًا، وتعبتُ نفسيًّا!

ثم تعرفتُ على شباب آخرين، ودخلتُ في علاقات كلامية محرمةٍ، وبدأت أمارس العادة السرية، وأتكلم كلامًا مُحَرَّمًا مع الشباب.

مشكلتي النفسية أن أمي ليستْ بجانبي، وإذا وَجَدَتْنِي أتكلم مع أحد الشباب تركتني، ولا أسمع منها أن هذا خطأ، ولا تمنعني!!

وعندما تعبتُ نفسيًّا، وعملتْ بذلك، فكأنها فرحتْ بما حدث لي، فسألتها: لِمَ لَمْ تمنعيني من البداية؟

فوجدتها تقول: حتى تتعلمي مِن أخطائك.

إلى الآن لم يتقدم لي أحد، وهي دائمًا تعايرني بحالي وما وصلتُ إليه، أصبحتُ أكره الرجال لكثرة ما عرفتُ عنهم، ولكثرة الخيانات التي يفعلونها!

أحاول أن أعوضَ آلامي في الأكل، حتى زاد وزني، وضعفتْ ذاكرتي، ولا أستطيع التقدُّم في شيء، ولا أفعل غير البُكاء، كرهتُ الدراسة والجامعة، وفقدتُ طموحي وأحلامي.

أريد أن أعود كما كنتُ، أريد أن أكملَ دراستي، أريد أن أكونَ سعيدةً مثلما كنتُ، أرجو أن تُساعدوني وترشدوني، فأنا في طريق الضَّياع.

وجزاكم الله خيرًا
الجواب

أختي الكريمة، يَمُرُّ الإنسانُ في هذه الحياة بعقباتٍ ومُنَغِّصات، مما يجعلُه يشْعُر بعدم الاطمئنان والاستقرار، وهي في الحقيقة طبيعةُ الحياة الدنيا، فليس بها راحةٌ؛ يقول الله تعالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد: 4]، أي: في مشقةٍ ومعاناةٍ مِن ولادته إلى موته؛ فالراحةُ الحقيقيةُ هناك عند ربِّ العالمين، لذلك لا بد مِن المكابَدة والمجاهَدة في هذه الحياة؛ مِن أجْل أن نفوزَ ونظفرَ بالحياة الأبدية في جنات الخلد بإذنه سبحانه.

وأولى تلك الخطوات - أختي المباركة -: أن تعودي وتؤوبي إلى الرحيم سبحانه، وأن تتوبي إليه من المعاصي والآثام، واعلمي أنه سبحانه يفْرَح بتوبة العبد إذا عاد إليه؛ يقول الشيخ ابن عثيمين: "يفرح الله بتوبة عبده إذا تاب إليه، وأنَّه يحبّ ذلك سبحانه وتعالى محبةً عظيمةً، ولكن لا لأجْل حاجته إلى أعمالنا وتوبتنا، فاللهُ غنيٌّ عنَّا، ولكن لمحبته سبحانه للكرَم، فإنَّه سبحانه وتعالى يحبُّ أن يعفوَ ويغفرَ، أحب إليه مِن أن ينتقمَ ويُؤاخذ؛ ولهذا يَفْرَح بتوبة الإنسان".

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((لله أشدُّ فرحًا بتوبة عبده حين يتوبُ إليه مِن أحدكم، كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتتْ منه، وعليها طعامُه وشرابه، فأَيِسَ منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلِّها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثمَّ قال مِن شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربُّك، أخطأ من شدَّة الفرح)).

فحريٌّ بك أن تفرحي لفرح ربِّك، فسيُعَوِّضك الله بإذنه سبحانه.

وإنَّ مما يعينك على سلوك الطريق القويم، أن تبحثي عن صُحبةٍ صالحةٍ تعينك على القيام بأمر الله، فالصاحبُ - كما قيل - ساحبٌ، وقد ذكرتِ في طيات رسالتك مدى تأثير الصحبة السيئة عليك في تعرفك على الشباب، وإقامة العلاقات المحرمة، فاحرصي أشدَّ الحرص على أن تبحثي عن صحبةٍ صالحةٍ، وسوف تجدينهم بتوفيق الله وإذنه، وأكْثِري مِن الدعاء في ثلُث الليل الأخير بأن يُيَسِّرَ الله أمرك، ويُصْلِح شأنك كله.

وأُذَكِّرك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي روتْه عائشة رضي الله عنها قالتْ: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن التمَس رضا الله بسخط الناس، كفاه الله مؤنة الناس، ومَن التمس رضا الناس بسخط الله، وكَلَهُ الله إلى الناس))؛ صَحَّحه الألبانيُّ.

أسأل الله لك الصلاح والثبات، إنه ولِيُّ ذلك والقادرُ عليه