abomokhtar
13-03-2015, 02:18 PM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تزوجت من قريب لي يكبرني بكثير، ويعيش في أوروبا، وتركت عائلتي ذات السمعة الطيبة والمحافظة، فأكثرنا يحفظ كتاب الله كاملا، وإلا فنصفه على الأقل، وجميعنا على درجة عالية من العلم -والحمد لله-، وسكنت مع زوجي الذي أساء معاملتي كثيرا، وظلمني مرارا، وطلقني مرة، ولا يتوانى عن سب الدين إن كان غاضبا، بل لا يؤدي صلاته في أكثر الأحيان، ولا يصوم أبدا، ولم أخبر يوما إنسانا بهذا كله.
كنت أسامحه كل مرة، وقبلت أن يردني بعد طلاقة، وحاولت نصحه كثيرا، وما زلت أحاول، والتغيير يكون لبضع أيام بشأن الصلاة، ثم يعود كل شيء إلى طبيعته، أما من ناحية الصيام فلا فائدة، كثير السفر الذي لم يجن منه يوما يورو واحدا، وأكثر الأوقات يتركنا ويسافر بحجة العمل، وأنه لن ييأس من المحاولة بل.
أنجبت منه 3 أطفال، ربيتهم تربية صالحة، ولا يتركون فرضا -والحمد لله-، مطيعين، ومؤدبين، ومجتهدين، فهم سر استمراري في هذه الحياة، وأنا الآن حامل بطفل رابع، وعلى وشك الولادة.
منذ يومين حصل أن اتصل بي ثم أغلق، ثم اتصل، لكنه لم يتكلم، ظننت أنه سيتكلم بعد تشغيله للسيارة، انتظرت قليلا، وأنا أقول: الو الو، فإذا به يتكلم الانكليزية من جواله الثاني، اعتقدت أن هناك خطأ ما، انتظرت وسمعت صوت امرأة يكلمها، ولكن من طبيعة هذه المكالمة ستشعر وكأنه يعرفها، أبقيت المكالمة مفتوحة، ولما عاد للمنزل أخبرته بما سمعت، وأريته اتصاله بي، وأنه ما زال مفتوحا، تفاجأ، وتغيرت ألوانه، قال لي: بأنه يكلمها من أجل العمل، ثم قال للتسلية، فطلبت منه أن يقسم بالله العظيم، فأقسم، ثم قال هذه زوجته الأجنبية، وأنه تزوجها منذ سنة بقصد العمل والتجارة، وأنه لم يحصل بينهما شيء، وأنها كافرة، فهي لا تعني له شيئا، أوضحت له أني لا يمكن أن أقبل بها، ولا يمكن أن تماثلني واحدة كهذه، فجن جنونه، وحصل بيننا شقاق، وغضبت كثيرا منه، وأنهاه هو بالطلاق، وضربني ليكون هذا طلاقي الثاني، واتصل بأهله، وأتوا إلينا، وغضبت أمه من فعلته كثيرا، ثم فرضت عليه أن يردني فورا، ففعل، واتصل بتلك، وطلقها.
والآن أنا لا أستطيع أن أكلمه، بل وفقدت الثقة به، وخرج من قلبي، وأقسم بالله لولا أن خبر انفصالي سيحزن أبوي كثيرا لتركته اليوم، وهو الخاسر الأكبر ولست أنا.
أفيدوني، فأنا لا أملك من ينصحني، كيف أكمل حياتي معه أو بدونه؟ فأطفالي لا يستطيعون تصديق ما حصل، أيعقل أن يتزوج أبونا ممن يحذرنا منهن دائما؟ خصوصا ابني الأكبر، كيف يرضى لنفسه بزواج دون ولي أمرها، وبالسر، ومن كافرة؟ هذا ما اكتشفته صدفة، فماذا يخفي إذا من أشياء أخرى؟!
أنا في صدمة لا توصف، علما بأنني لا أستطيع العودة لبلدي بسبب سوء الأوضاع هناك، وإذا انفصلت عنه؛ فالبلدية ستحكم لي بالأولاد، وبالراتب الشهري، وبالمنزل أيضا، وهو فقط من سيخرج من حياتنا، ولكن ما يسكتني فقط هو حزن أبي وحب أمي الشديد له، كيف سيتلقون مني خبرا كهذا؟
أفيدوني وانصحوني، سأفعل ما تشيرون به علي، أشعر بأني في شتات كبير، فأنا لا أستطيع النظر إليه أو حتى تكليمه، ولا أدري كيف سأستمر معه؟ فقد انقلبت كل الموازيين.
يا رب كن لي عونا وسندا في غربتي هذه، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ samir حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك –أختنا الكريمة– في استشارات إسلام ويب.
ما ذكرت من أحوال زوجك شيءٌ عظيمٌ، وما يقع فيه من المنكرات الدينية أعظم مما تألمت منه أخيرًا من تزوّجه بهذه المرأة بهذه الأوصاف التي ذكرتِ، وإن كان ذلك مُنكرًا أيضًا، فسَبُّه للدين، وسبُّه لله تعالى، إن كان يقع منه مع إدراك –أي مع وجود عقلٍ– وإن كان غاضبًا، فإن هذا كُفرٌ بالله تعالى، فإن الله عز وجل جعل الاستهزاء بالله أو بآياته كفر، قال سبحانه وتعالى: {أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون*لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}.
وتركه لفرائض الإسلام بهذا الحال الذي ذكرتِ من الصلاة والصيام، وإصراره على ذلك منكرات كبيرة كلها، ولكننا لا نستطيع الحكم على شخصه الآن، ونترك لك ذلك، وتقدير المصلحة أو المفسدة، مع استشارة العقلاء من أهلك.
أما بالنسبة للجانب الديني فإنه إن كان يقع منه الكفر والرِّدة –كما ذكرت لك– من السبِّ لله تعالى مع عقله، فإنه لا يجوز لك البقاء معه، إلا إذا رجع وتاب قبل انتهاء عِدَّتك، وإذا حصل ذلك منه مرة فإن ذلك تأخذ حكم التطليقة، ومن ثمَّ فنحن فقط نريد أن نلفت انتباهك إلى أهمية الأمر، وعِظَم المسؤولية الواقعة عليك، في أن تتثبَّتي في مشروعية بقائك معه حين تُقررين أنت البقاء والصبر عليه، فقد تكون هناك حالات لا يجوز لك أن تبقيْ معه أصلاً وإن قررت البقاء.
فعلى كل حال –أيتهَا الكريمة–: فإن مثل هذا الزوج لا يُحرص على البقاء معه، وما دمتِ لا تحتاجين شيئًا من السكن والنفقة عند فراقه، وتجدين نفسك مكفيَّةً بعد الفراق، فأنا أرى أو أرجِّح المفارقة عند اليأس من صلاحه وتعديل سلوكه، والرجوع عن هذا الطريق الذي هو فيه، والله سبحانه وتعالى قد قال: {وإنْ يتفرقا يُغنِ الله كُلاً من سعته}، ولعلَّك تكرهين شيئًا ويجعل الله عز وجل فيه خيرًا كثيرًا.
وأما بشأن أبويك: فالأمر يسير، فقد يحزنان لأول الأمر، ولكن عندما يتبيَّن لهم المفاسد التي دعتْ إلى ذلك؛ فنحن نرى أن ما بهما من الشفقة عليك والحرص على مصالحك سيجعلهما يتفهمان صواب القرار بفراق هذا الرجل.
نحن نؤكد عليك ثانيةً –أيتهَا الكريمة– أن تتثبَّتي أولاً في مشروعية البقاء مع هذا الزوج من الناحية الشرعية، وعلى فرض أنه يجوز لك أن تبقي معه؛ حينها نوصيك بأن تدرسي الأمر من الجوانب المختلفة، وتنظري في المصالح والمفاسد المترتِّبة، وإن كنت أنا –كما ذكرت لك– أُرجِّح أن فراق مثل هذا الزوج خير من البقاء معه.
خير ما نوصيك به اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بأن يختار لك الخير، وأن يُعينك عليه.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يُوفقك لكل خير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تزوجت من قريب لي يكبرني بكثير، ويعيش في أوروبا، وتركت عائلتي ذات السمعة الطيبة والمحافظة، فأكثرنا يحفظ كتاب الله كاملا، وإلا فنصفه على الأقل، وجميعنا على درجة عالية من العلم -والحمد لله-، وسكنت مع زوجي الذي أساء معاملتي كثيرا، وظلمني مرارا، وطلقني مرة، ولا يتوانى عن سب الدين إن كان غاضبا، بل لا يؤدي صلاته في أكثر الأحيان، ولا يصوم أبدا، ولم أخبر يوما إنسانا بهذا كله.
كنت أسامحه كل مرة، وقبلت أن يردني بعد طلاقة، وحاولت نصحه كثيرا، وما زلت أحاول، والتغيير يكون لبضع أيام بشأن الصلاة، ثم يعود كل شيء إلى طبيعته، أما من ناحية الصيام فلا فائدة، كثير السفر الذي لم يجن منه يوما يورو واحدا، وأكثر الأوقات يتركنا ويسافر بحجة العمل، وأنه لن ييأس من المحاولة بل.
أنجبت منه 3 أطفال، ربيتهم تربية صالحة، ولا يتركون فرضا -والحمد لله-، مطيعين، ومؤدبين، ومجتهدين، فهم سر استمراري في هذه الحياة، وأنا الآن حامل بطفل رابع، وعلى وشك الولادة.
منذ يومين حصل أن اتصل بي ثم أغلق، ثم اتصل، لكنه لم يتكلم، ظننت أنه سيتكلم بعد تشغيله للسيارة، انتظرت قليلا، وأنا أقول: الو الو، فإذا به يتكلم الانكليزية من جواله الثاني، اعتقدت أن هناك خطأ ما، انتظرت وسمعت صوت امرأة يكلمها، ولكن من طبيعة هذه المكالمة ستشعر وكأنه يعرفها، أبقيت المكالمة مفتوحة، ولما عاد للمنزل أخبرته بما سمعت، وأريته اتصاله بي، وأنه ما زال مفتوحا، تفاجأ، وتغيرت ألوانه، قال لي: بأنه يكلمها من أجل العمل، ثم قال للتسلية، فطلبت منه أن يقسم بالله العظيم، فأقسم، ثم قال هذه زوجته الأجنبية، وأنه تزوجها منذ سنة بقصد العمل والتجارة، وأنه لم يحصل بينهما شيء، وأنها كافرة، فهي لا تعني له شيئا، أوضحت له أني لا يمكن أن أقبل بها، ولا يمكن أن تماثلني واحدة كهذه، فجن جنونه، وحصل بيننا شقاق، وغضبت كثيرا منه، وأنهاه هو بالطلاق، وضربني ليكون هذا طلاقي الثاني، واتصل بأهله، وأتوا إلينا، وغضبت أمه من فعلته كثيرا، ثم فرضت عليه أن يردني فورا، ففعل، واتصل بتلك، وطلقها.
والآن أنا لا أستطيع أن أكلمه، بل وفقدت الثقة به، وخرج من قلبي، وأقسم بالله لولا أن خبر انفصالي سيحزن أبوي كثيرا لتركته اليوم، وهو الخاسر الأكبر ولست أنا.
أفيدوني، فأنا لا أملك من ينصحني، كيف أكمل حياتي معه أو بدونه؟ فأطفالي لا يستطيعون تصديق ما حصل، أيعقل أن يتزوج أبونا ممن يحذرنا منهن دائما؟ خصوصا ابني الأكبر، كيف يرضى لنفسه بزواج دون ولي أمرها، وبالسر، ومن كافرة؟ هذا ما اكتشفته صدفة، فماذا يخفي إذا من أشياء أخرى؟!
أنا في صدمة لا توصف، علما بأنني لا أستطيع العودة لبلدي بسبب سوء الأوضاع هناك، وإذا انفصلت عنه؛ فالبلدية ستحكم لي بالأولاد، وبالراتب الشهري، وبالمنزل أيضا، وهو فقط من سيخرج من حياتنا، ولكن ما يسكتني فقط هو حزن أبي وحب أمي الشديد له، كيف سيتلقون مني خبرا كهذا؟
أفيدوني وانصحوني، سأفعل ما تشيرون به علي، أشعر بأني في شتات كبير، فأنا لا أستطيع النظر إليه أو حتى تكليمه، ولا أدري كيف سأستمر معه؟ فقد انقلبت كل الموازيين.
يا رب كن لي عونا وسندا في غربتي هذه، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ samir حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك –أختنا الكريمة– في استشارات إسلام ويب.
ما ذكرت من أحوال زوجك شيءٌ عظيمٌ، وما يقع فيه من المنكرات الدينية أعظم مما تألمت منه أخيرًا من تزوّجه بهذه المرأة بهذه الأوصاف التي ذكرتِ، وإن كان ذلك مُنكرًا أيضًا، فسَبُّه للدين، وسبُّه لله تعالى، إن كان يقع منه مع إدراك –أي مع وجود عقلٍ– وإن كان غاضبًا، فإن هذا كُفرٌ بالله تعالى، فإن الله عز وجل جعل الاستهزاء بالله أو بآياته كفر، قال سبحانه وتعالى: {أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون*لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}.
وتركه لفرائض الإسلام بهذا الحال الذي ذكرتِ من الصلاة والصيام، وإصراره على ذلك منكرات كبيرة كلها، ولكننا لا نستطيع الحكم على شخصه الآن، ونترك لك ذلك، وتقدير المصلحة أو المفسدة، مع استشارة العقلاء من أهلك.
أما بالنسبة للجانب الديني فإنه إن كان يقع منه الكفر والرِّدة –كما ذكرت لك– من السبِّ لله تعالى مع عقله، فإنه لا يجوز لك البقاء معه، إلا إذا رجع وتاب قبل انتهاء عِدَّتك، وإذا حصل ذلك منه مرة فإن ذلك تأخذ حكم التطليقة، ومن ثمَّ فنحن فقط نريد أن نلفت انتباهك إلى أهمية الأمر، وعِظَم المسؤولية الواقعة عليك، في أن تتثبَّتي في مشروعية بقائك معه حين تُقررين أنت البقاء والصبر عليه، فقد تكون هناك حالات لا يجوز لك أن تبقيْ معه أصلاً وإن قررت البقاء.
فعلى كل حال –أيتهَا الكريمة–: فإن مثل هذا الزوج لا يُحرص على البقاء معه، وما دمتِ لا تحتاجين شيئًا من السكن والنفقة عند فراقه، وتجدين نفسك مكفيَّةً بعد الفراق، فأنا أرى أو أرجِّح المفارقة عند اليأس من صلاحه وتعديل سلوكه، والرجوع عن هذا الطريق الذي هو فيه، والله سبحانه وتعالى قد قال: {وإنْ يتفرقا يُغنِ الله كُلاً من سعته}، ولعلَّك تكرهين شيئًا ويجعل الله عز وجل فيه خيرًا كثيرًا.
وأما بشأن أبويك: فالأمر يسير، فقد يحزنان لأول الأمر، ولكن عندما يتبيَّن لهم المفاسد التي دعتْ إلى ذلك؛ فنحن نرى أن ما بهما من الشفقة عليك والحرص على مصالحك سيجعلهما يتفهمان صواب القرار بفراق هذا الرجل.
نحن نؤكد عليك ثانيةً –أيتهَا الكريمة– أن تتثبَّتي أولاً في مشروعية البقاء مع هذا الزوج من الناحية الشرعية، وعلى فرض أنه يجوز لك أن تبقي معه؛ حينها نوصيك بأن تدرسي الأمر من الجوانب المختلفة، وتنظري في المصالح والمفاسد المترتِّبة، وإن كنت أنا –كما ذكرت لك– أُرجِّح أن فراق مثل هذا الزوج خير من البقاء معه.
خير ما نوصيك به اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بأن يختار لك الخير، وأن يُعينك عليه.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يُوفقك لكل خير.