أ/رضا عطيه
14-03-2015, 11:14 PM
أحمد عمر
مأزق الخلايا النائمة
بعد ثورة 25 يناير، وفي ذروة انتشاء جماعات الإسلام السياسي، وبخاصة جماعة الإخوان المسلمين،
بخروجهم من طور التخفي والاستضعاف إلى طور الظهور والاستقواء، وسعيهم لتحقيق حلمهم التاريخي في حكم مصر،
الذي بلغ ذروته بوصول محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة، سعت جماعة الإخوان المسلمين، إلى السيطرة برجالها وأهل الولاء لها
على كافة مؤسسات الدولة، فيما عرف بمصطلح أخونة مؤسسات الدولة؛ تسابق المشتاقون من عشاق المناصب،
ورجال كل العصور، إلى إظهار هويتهم الإسلامية، وتربية اللحى، والمداومة على أداء الصلاة بشكل مسرحي لافت للأنظار،
باعتبار أن ذلك هو جواز مرورهم للمناصب والمكاسب في نظام الحكم الجديد، لدرجة أن أكاديميا صديقا، روى لي أنه
فوجئ في مكتب رئيس الجامعة الإقليمية التي يعمل بها، بأستاذ جامعي أخر يعرفه جيدا، ويعرف عنه عدم الالتزام الديني،
وقد أطلق لحيته، وعندما سأله عن السر وراء ذلك، قال له: أنه انضم إلى عضوية حزب الحرية والعدالة، وأصبح بهذه العضوية،
وبتلك الهيئة قادرا على الدخول إلى رئيس الجامعة في أي وقت وبأي طلب، فلا يرفضه أبدا.
وبالطبع، فإن هذا الأستاذ الجامعي، كان له نظير في كل مؤسسة من مؤسسات الدولة، غير أن هؤلاء لم يمثلوا مفاجأة كبيرة لأحد؛
فسلوك الفهلوة واللعب بالبيضة والحجر، سمة اساسية في الشخصية المصرية، تحت قاعدة: اللي تكسب به، ألعب به، وأرقص للقرد في دولته.
لكن المفاجأة المدوية، جاءت عبر اكتشافنا حقيقة الانتماء الإخواني لكثير من الشخصيات العامة والأفراد العاديين،
قضاة، أساتذة جامعات، فنانين، صحفيين، أشخاص عاديين، جيران وزملاء في العمل، كل هؤلاء كانوا خلايا نائمة،
عاشوا في طور التخفي، واستطاعوا أن يدلسوا على كل من حولهم، ويخفوا انتمائهم للجماعة أو تعاطفهم المطلق مع فكرها ومشروعها،
ثم خرجوا من طور التخفي إلى طور الظهور، واعلنوا عن حقيقة انتمائهم بعد وصول الإخوان للحكم، في محاولة لجني ثمار هذا الانتماء،
بالحصول على المناصب والمكاسب، بعد أن توهموا أن الدولة أصبحت لهم.
ولكن جاء السقوط السريع لحكم الإخوان، صادما لهم، محطما لأحلامهم؛ فقد أصبحوا في مأزق حقيقي، وفي العراء
بعد أن فقدوا طمأنينة وأمن التخفي، ولم يجنوا ثمار الظهور وإعلان انتمائهم لجماعة الإخوان. وهؤلاء هم الأشد رفضا
ومقاومة لثورة ونظام 30 يونيو، إن لم يكن على مستوى الأرض، فعلى مستوى الوعي والشعور.
وهؤلاء أثبتوا لنا بما لا يدع مجالا للشك، أن الإخوان ليسوا فقط التنظيميين المنتمين للجماعة، والمصنفين أمنيا،
بل هم فكر وسلوك انتشر وساد، وأزهر وأثمر بيننا، حتى أصبحنا نرى مظاهرة في كثير من النخب والقيادات في مؤسسات البلاد؛
لأن هؤلاء هم أبناء مرحلة صعود حركة الإسلام السياسي في المجتمع والجامعات المصرية في منتصف سبعينيات القرن الماضي،
وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، فبعضهم انتظم فيها وأعلن عن انتمائه لها، وبعضم انتظم فيها وظل خلية نائمة،
وبعضهم تعاطف معها، ولم ينتظم فيها لتخوفات أمنية، وإن ظل إخواني الهوى، وسلفي الفكر والسلوك،
وبعضهم أظهر تحيزه الكامل لهم في سنة حكم الإخوان، وبعضهم الأخر ظل كامنا خافيا إلى الآن. وفصل المقال،
إن مصر لن تتقدم بوجود هؤلاء كقوة معوقة في كثير من مؤسسات البلاد.
http://www.elwatannews.com/news/details/684366
مأزق الخلايا النائمة
بعد ثورة 25 يناير، وفي ذروة انتشاء جماعات الإسلام السياسي، وبخاصة جماعة الإخوان المسلمين،
بخروجهم من طور التخفي والاستضعاف إلى طور الظهور والاستقواء، وسعيهم لتحقيق حلمهم التاريخي في حكم مصر،
الذي بلغ ذروته بوصول محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة، سعت جماعة الإخوان المسلمين، إلى السيطرة برجالها وأهل الولاء لها
على كافة مؤسسات الدولة، فيما عرف بمصطلح أخونة مؤسسات الدولة؛ تسابق المشتاقون من عشاق المناصب،
ورجال كل العصور، إلى إظهار هويتهم الإسلامية، وتربية اللحى، والمداومة على أداء الصلاة بشكل مسرحي لافت للأنظار،
باعتبار أن ذلك هو جواز مرورهم للمناصب والمكاسب في نظام الحكم الجديد، لدرجة أن أكاديميا صديقا، روى لي أنه
فوجئ في مكتب رئيس الجامعة الإقليمية التي يعمل بها، بأستاذ جامعي أخر يعرفه جيدا، ويعرف عنه عدم الالتزام الديني،
وقد أطلق لحيته، وعندما سأله عن السر وراء ذلك، قال له: أنه انضم إلى عضوية حزب الحرية والعدالة، وأصبح بهذه العضوية،
وبتلك الهيئة قادرا على الدخول إلى رئيس الجامعة في أي وقت وبأي طلب، فلا يرفضه أبدا.
وبالطبع، فإن هذا الأستاذ الجامعي، كان له نظير في كل مؤسسة من مؤسسات الدولة، غير أن هؤلاء لم يمثلوا مفاجأة كبيرة لأحد؛
فسلوك الفهلوة واللعب بالبيضة والحجر، سمة اساسية في الشخصية المصرية، تحت قاعدة: اللي تكسب به، ألعب به، وأرقص للقرد في دولته.
لكن المفاجأة المدوية، جاءت عبر اكتشافنا حقيقة الانتماء الإخواني لكثير من الشخصيات العامة والأفراد العاديين،
قضاة، أساتذة جامعات، فنانين، صحفيين، أشخاص عاديين، جيران وزملاء في العمل، كل هؤلاء كانوا خلايا نائمة،
عاشوا في طور التخفي، واستطاعوا أن يدلسوا على كل من حولهم، ويخفوا انتمائهم للجماعة أو تعاطفهم المطلق مع فكرها ومشروعها،
ثم خرجوا من طور التخفي إلى طور الظهور، واعلنوا عن حقيقة انتمائهم بعد وصول الإخوان للحكم، في محاولة لجني ثمار هذا الانتماء،
بالحصول على المناصب والمكاسب، بعد أن توهموا أن الدولة أصبحت لهم.
ولكن جاء السقوط السريع لحكم الإخوان، صادما لهم، محطما لأحلامهم؛ فقد أصبحوا في مأزق حقيقي، وفي العراء
بعد أن فقدوا طمأنينة وأمن التخفي، ولم يجنوا ثمار الظهور وإعلان انتمائهم لجماعة الإخوان. وهؤلاء هم الأشد رفضا
ومقاومة لثورة ونظام 30 يونيو، إن لم يكن على مستوى الأرض، فعلى مستوى الوعي والشعور.
وهؤلاء أثبتوا لنا بما لا يدع مجالا للشك، أن الإخوان ليسوا فقط التنظيميين المنتمين للجماعة، والمصنفين أمنيا،
بل هم فكر وسلوك انتشر وساد، وأزهر وأثمر بيننا، حتى أصبحنا نرى مظاهرة في كثير من النخب والقيادات في مؤسسات البلاد؛
لأن هؤلاء هم أبناء مرحلة صعود حركة الإسلام السياسي في المجتمع والجامعات المصرية في منتصف سبعينيات القرن الماضي،
وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، فبعضهم انتظم فيها وأعلن عن انتمائه لها، وبعضم انتظم فيها وظل خلية نائمة،
وبعضهم تعاطف معها، ولم ينتظم فيها لتخوفات أمنية، وإن ظل إخواني الهوى، وسلفي الفكر والسلوك،
وبعضهم أظهر تحيزه الكامل لهم في سنة حكم الإخوان، وبعضهم الأخر ظل كامنا خافيا إلى الآن. وفصل المقال،
إن مصر لن تتقدم بوجود هؤلاء كقوة معوقة في كثير من مؤسسات البلاد.
http://www.elwatannews.com/news/details/684366