مشاهدة النسخة كاملة : تفسير القران للناشئين متجدد إن شاء الله ---- تابعونا


ابو وليد البحيرى
25-04-2015, 02:54 PM
تفسير سورة "الفاتحة" للناشئين



أ. د. عبدالحليم عويس
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم



معناها: أستجير بالله، وأعتصم به من شر الشيطان المتمرد العاتي، أن يضرني في ديني أو دنياي، أو يصرفني عن فعل ما أمرني ربي به، أو يجعلني أفعل ما نهاني ربي عنه، وأحتمي بالخالق - تبارك وتعالى - السميع العليم من وساوسه ونزغاته، وهمزه ولمزه، فإن الشيطان لا يمنعه عن الإنسان إلا الله رب العالمين.







وقد أمرنا الله - سبحانه وتعالى- أن نستعيذ به من الشيطان، فقال تعالى: ï´؟ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ï´¾ [الأعراف: 200]، وقال تعالى: ï´؟ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ï´¾ [النحل: 98].







فعلينا أن نبدأ قراءتنا بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وفي كل حالة نحس فيها بوساوسه وصوارفه؛ لأنه عدو لا يحب لنا الخير، ولا يبتغي غير هلاك بني آدم، بجرهم إلى معصية الله؛ ليعذبوا عذابًا شديدًا.







وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل استفتح صلاته بالتكبير والثناء ثم يقول: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه، ونفخه، ونفثه» رواه أحمد عن أبي سعيد الخدري، وأخرجه أصحاب السنن الأربعة.







والشيطان كما يكون من الجن يكون كذلك من الإنس.







ومعنى الرجيم: أنه مرجوم مطرود عن الخير[1].

















معاني المفردات:




ï´؟بسم اللهï´¾: باسم الله يكون كل ابتداء، وباسمه تكون كل حركة وكل اتجاه.ï´؟الرحمن الرحيمï´¾: صفتان لله -سبحانه وتعالى-، يشملان كل معاني الرحمة.ï´؟الحمد للهï´¾: الشكر لله خالصًا، فهو المستحق للحمد لذاته. ï´؟رب العالمينï´¾: مربي الخلق جميعًا. ï´؟مالكï´¾: مالك ومسيطر. ï´؟يوم الدينï´¾: يوم الحساب والجزاء. ï´؟إياك نعبدï´¾: لا عبادة إلا لله وحده. ï´؟وإياك نستعينï´¾: وبك وحدك يا رب نستعين في جميع أمورنا. ï´؟اهدنا الصراط المستقيمï´¾: وفقنا للطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه وهو الإسلام. ï´؟أنعمت عليهمï´¾: أفضت عليهم بنعمك وهم الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون. ï´؟المغضوب عليهمï´¾: اليهود ومن حادوا عن الحق. ï´؟الضالينï´¾: النصارى وأشباههم.







مضمون سورة "الفاتحة":



1 - نبدأ بذكر اسم الله وصفتيه: الرحمن الرحيم؛ لتثبت قوائم الصلة الدائمة بين الخالق ومخلوقاته.







2 - ثم إثبات الحمد الدائم له وحده، ويصف نفسه بأنه ï´؟رب العالمينï´¾ ومالك كل موجود، ومدبر أمور مخلوقاته في السموات وفي الأرض، والمسيطر على ذلك كله في الدنيا ويوم الحساب والجزاء.







3 - ثم توضِّح أنه لا عبادة إلا لله، ولا استعانة إلا به.







4 - ثم تختتم بطلب التوفيق إلى معرفة الطريق المستقيم الواصل والثبات عليه.







دروس مستفادة من سورة "الفاتحة":



1 - على المسلم البدء بقول ï´؟بسم الله الرحمن الرحيمï´¾ في كل قول وفعل.







2 - الله رحيم بجميع مخلوقاته، فلا يجوز للمسلم أن ييأس من رحمة الله.







3 - يجب أن نحمد الله -سبحانه وتعالى- حمدًا كثيرًا على نعمه وفضله وهدايته لنا إلى دين الحق.







4 - الشكر يزيد النعم.







5 - الله هو المالك لجميع خلقه والمتصرف في ملكه لا يشركه أحد في ذلك.







6 - هذه السورة - على قصرها - تجمع الكليات الأساسية في التصور الإسلامي.










[1] مختصر تفسير ابن كثير: المجلد الأول، وصفوة التفاسير للصابوني: القسم الأول، بتصرف .

ابو وليد البحيرى
26-04-2015, 04:42 AM
تفسير سورة "البقرة" للناشئين


أ. د. عبدالحليم عويس

(الآيات 1 : 25)


معاني المفردات:


ï´؟ الم ï´¾: حروف مقطعة، ينطق كل حرف بمفرده (ألف، لام، ميم)؛ أي: باسم
ه وليس بمسماه، وهي تشير إلى أن القرآن الكريم مكون من *** الحروف التي يتكون منها كلام العرب، ومع ذلك
فقد تحداهم أن يأتوا بمثله، فعجزوا عن ذلك؛ لأنه كلام رب العالمين. ï´؟ الكتابï´¾: القرآن الكريم، لا ريب فيه: لاشك في أنه حق من عند الله. ï´؟بالغيبï´¾: كل ما غاب عن مدركات الحس؛ كالإيمان بالله واليوم الآخر، وما فيه والملائكة ... إلخ. ï´؟يقيمون الصلاةï´¾: يؤدونها في ولاء وعبودية، ومحافظة عليها في أوقاتها كاملة. ï´؟ينفقونï´¾: يتصدقون ويساعدون كل محتاج. ï´؟بما أنزل إليكï´¾: بالقرآن الكريم، وما أُنزل من قبلك: ما أنزل من الكتب السماوية من قبل محمد - صلى الله عليه وسلم. ï´؟ يوقنون ï´¾: على يقين تام باليوم الآخر، وما فيه من بعث وحساب وجزاء. ï´؟على هدىï´¾: على رشاد ونور ويقين. ï´؟المفلحونï´¾: الفائزون.

مضمون الآيات الكريمة من (1) إلى (5) من سورة «البقرة»:
1 - بدأت السورة بالحروف المقطعة إشارة إلى إعجاز القرآن الكريم.

2 - ثم تذكر أوصاف المتقين الذين يهتدون بهداية القرآن الكريم، ويتقون غضب الله وعذابه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فهم مصدقون بأمور الغيب التي لا تدرك بالحواس، وهم يؤدون الصلاة على خير وجه، ويتصدقون في وجوه الخير، ويصدقون بكل ما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - من عند الله، وبما جاءت به الرسل من قبله، ويعتقدون في الآخرة وما يكون فيها من غير شك.

3 - ثم تبين أن هؤلاء المتصفين بتلك الصفات العظيمة على نور وبصيرة من ربهم، وهم الفائزون المفلحون.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة:
1 - القرآن الكريم هو كتاب الله المعجز الذي لا يصيبه تغيير ولا تبديل، ولا زيادة ولا نقصان، وهو شاهد على ما قبله من الكتب السماوية، ومصدق لما جاء فيها من عند الله - تعالى.

2 - علينا أن نتحلى بصفات المتقين؛ لنكون من الفائزين المفلحين.





ï´؟سواء عليهمï´¾: استوى عندهم. ï´؟أأنذرتهمï´¾: إنذارك وتخويفك إياهم عذاب الله. ï´؟ ختم الله على قلوبهم ï´¾: طبع عليها، فلا تتأثر بالحق؛ لأنها مغلقة. غشاوةï´¾: غطاء وستر. ï´؟مرضï´¾: شك ونفاق أو تكذيب وإنكار. ï´؟السفهاءï´¾: السفيه هو الجاهل ضعيف الرأي، ويقصدون بهم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم. ï´؟خلَوا إلى شياطينهمï´¾: انصرفوا إليهم، ومن هؤلاء الشياطين زعماؤهم في الكفر والضلال، وأصحابهم من اليهود والمنافقين والمشركين. ï´؟مستهزئونï´¾: نستهزئ بالمسلمين. ï´؟يمدهمï´¾: يزيدهم أو يُمهلهم. ï´؟طغيانهمï´¾: مجاوزتهم الحد وغُلوهم في الكفر. ï´؟يعمهونï´¾: يعمون عن الرشد والصواب، أو يتحيَّرون. ï´؟اشتروا الضلالة بالهدىï´¾: استبدلوا الكفر بالإيمان.



مضمون الآيات الكريمة من (6) إلى (16) من سورة «البقرة»:
1 - تتحدث هذه الآيات عن الكافرين مبينة أنه يستوي عندهم إنذار الرسول وعدمه، فقد طبع الله على قلوبهم، وغطى على أبصارهم، فلا يسمعون ولا يعقلون، وينتظرهم عذاب عظيم يوم الدين.

2 - ثم تحدثت عن الفريق الثالث وهم المنافقون، الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، موضحة حالهم، فهم يحاولون خداع الله والمؤمنين، وفي الحقيقة هم لا يخدعون إلا أنفسهم، وهؤلاء إذ طلب منهم عدم الفساد في الأرض، زعموا أنهم مصلحون، وإذا دعوا إلى الإيمان تكبروا وتطاوَلوا على المسلمين بألسِنتهم، يتَّهمونهم بالسفاهة، ويرد الله عليهم بأنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون، وهؤلاء أيضًا عندما يلاقون المؤمنين يزعمون أنهم مثلهم في الإيمان، وإذا انصرفوا إلى شياطينهم يقولون لهم: إننا معكم ولكننا نستهزئ بالمؤمنين، ويرد الله عليهم بأنه هو الذي يسخر منهم، ويزيدهم في طغيانهم، حيارى لا يستطيعون الخروج من ضلالهم وكفرهم.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة:
1 - طبع الله على قلوب الكافرين، فلا يصل نور الحق إليها إلا إذا تابوا ورجعوا إلى ربهم.

2 - المنافقون أشد خطرًا على الإسلام والمسلمين؛ لأنهم يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر.






ï´؟مثلهمï´¾: حالهم العجيبة أو صفتهم. ï´؟استوقد نارًاï´¾: أشعلها. ï´؟ذهب الله بنورهمï´¾: أطفأها الله، فبقُوا في الظلام والخوف الشديد. ï´؟ صمٌّ ï´¾: لا يسمعون خيرًا. ï´؟بُكمٌï´¾: لا ينطقون بالحق ولا بما ينفعهم. ï´؟عُميï´¾: لا يبصرون الهدى ولا يتبعون طريق الرشاد. ï´؟كصيِّبï´¾: مثل المطر النازل أو السحاب. ï´؟الصواعقï´¾: نار تنزل من السماء عند قصف الرعد. ï´؟حذَر الموتï´¾: خشية الموت. ï´؟محيط بالكافرينï´¾: بقدرته وإرادته وعلمه، لا يفوتونه ولا يفلتون من عقابه. ï´؟يكادï´¾: يقارب، يخطَف: يذهب بها بسرعة. ï´؟فراشًاï´¾: بساطًا مهيأة؛ ليمكن الاستقرار عليها. ï´؟أندادًاï´¾: أمثالاً وشركاء من الأوثان وغيرها يعبدونها. ï´؟ريبï´¾: شك. ï´؟مما نزلناï´¾: هو القرآن. ï´؟شهداءكم من دون اللهï´¾: آلهتكم التي تعبدونها غير الله أو نصراءكم.


مضمون الآيات الكريمة من (17) إلى (25) من سورة «البقرة»:
1 - تسوق الآيات مثلين لهؤلاء المرضى من المنافقين، محذرة من خطرهم على الجماعة المسلمة، فهم كمثل من استوقد نارًا، فلما أضاء لهم نور تلك النار، لم ينتفعوا به، وفضلوا الظلام، وعندئذ ذهب الله بنورهم الذي طلبوه ثم تركوه، وتركهم يتخبطون في الظلام، أما المثل الثاني، فهو أنهم يشبهون سحابًا، ينزل منه المطر الغزير، وفيه ظلمات ورعد وبرق كلما أضاء لهم هذا البرق، مشوا فيه، وإذا أظلم عليهم توقفوا حائرين، لا يدرون أين يذهبون، وهم مفزعون، يجعلون أصابعهم في آذانهم من شدة الصواعق، خائفين من الموت، فهم في قلق بين ما يطلبونه من الهدى والنور، وما يرجعون إليه من الضلال والظلام.

2 - ثم يأمر الله البشرية جمعاء أن تختار الإيمان والهداية والفلاح وعبادة الله وحده، ففي ذلك صلاحهم في الدنيا والآخرة.

3 - ثم يتحداهم - وهم أهل الفصاحة والبلاغة - أن يأتوا بسورة تماثل القرآن، فإنهم عاجزون حتمًا، ولن يستطيعوا أن يفعلوا ذلك.

4 - ثم تحدثت عن العاصين وبيَّنت مصيرهم وهو دخول النار، وبشرت المؤمنين بالجنة وما فيها من نعيم.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة:
1 - وجوب الإيمان بوحدانية الله وقدرته وكماله، وعبادته وحده، والإيمان برسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - وبالقرآن الذي أنزل عليه، وبالجزاء العادل في الآخرة للكافرين والمؤمنين.

2 - الجزاء يترتب على الإيمان والعمل الصالح، لا على الإيمان وحده، ولا على العمل الصالح بلا إيمان.

ابو وليد البحيرى
28-04-2015, 01:14 AM
تفسير سورة "البقرة" للناشئين


أ. د. عبدالحليم عويس



(الآيات 26 : 61)




معاني المفردات الآيات من (26) إلى (29) من سورة «البقرة»:




ï´؟متشابهاï´¾: متماثلاً في ***ه، مختلفًا في طعمه. ï´؟أزواج مطهرةï´¾: زوجات طاهرات من كل قذر ودنس حسي مثل الحيض والنفاس وغيرهما، ومعنوي كالقبائح والمنكرات. ï´؟بعوضةï´¾: حشرة معروفة كالذباب. ï´؟فما فوقهاï´¾: ما هو أقل منها حجمًا. ï´؟أنه الحقï´¾: المثل هو الحق الثابت الذي لا يجوز إنكاره. ï´؟الفاسقينï´¾: الخارجين عن أمر الله. ï´؟ينقضونï´¾: يفسخون ولا يوفون. ï´؟عهد اللهï´¾: العهد الموثق، والمقصود: التوحيد وعدم الشرك وتصديق الرسل. ï´؟من بعد ميثاقهï´¾: من بعد إحكامه وإلزام أنفسهم به. ï´؟ويقطعون ما أمر الله به أن يوصلï´¾: يقطعون أرحامهم، فلا يصلون أقاربهم، ويقطعون موالاة المؤمنين أو ما بين الأنبياء من صلة الاجتماع على الحق، فيؤمنون ببعض الأنبياء ويكفرون ببعض. ï´؟أمواتاï´¾: قبل أن تخلقوا. ï´؟فأحياكمï´¾: وأنتم في أرحام أمهاتكم. ï´؟يميتكمï´¾: عند القضاء آجالكم. ï´؟ثم يحييكمï´¾: بعد الموت للبعث. ï´؟ترجعونï´¾: للحساب والجزاء. ï´؟استوىï´¾: استواء يليق بكماله وعظيم قدرته. ï´؟فسواهنï´¾: فأتمهن وقومهن وأحكمهن. ï´؟عليمï´¾: يحيط علمه بكل شيء من مخلوقاته.




مضمون الآيات الكريمة من (26) إلى (29) من سورة «البقرة»:



1- بين الله - تعالى - أنه لا يخشى أن يضرب أي مثل بأي شيء صغير أو كبير، حتى ولو كان بعوضة، مادام المثل يطابق حال من شبهوا به، فالمؤمنون يعلمون أنه كلام الرحمن وأنه الحق، وأما الكافرون فإنهم يستنكرونه.



2- تلفت الآيات الأنظار إلى قدرة الله، موبخة الكافرين منكرة عليهم كفرهم بالله الذي خلقهم من عدم، وأقامت الآيات الدليل على بعث الناس، وقدرة الله على ذلك، ثم توجهت إرادته إلى السماء فصيرهن سبع سموات محكمة البناء، وهو عالم بكل شيء، قادر على كل شيء.



دروس مستفادة من الآيات الكريمة:

1- مقاومة استهزاء الكافرين والمنافقين بالقرآن وسخريتهم من ضرب الأمثلة فيه للناس، وهم بذلك يصدون عن الحق، ويعرضون أنفسهم لعذاب الله.



2- من علامات الفاسقين: نقض العهود، وقطع الأرحام، والإيمان ببعض الرسل والكفر ببعضهم.



3- إثبات قدرة الله على البعث، فهو الذي أوجدنا من عدم، فلا يعجز عن إحيائنا للحساب والجزاء، كما أنه - تعالى - خلق من أجل منافعنا كل ما في الأرض، كما خلق السموات وأحاط علمه بكل شيء.






معاني المفردات الآيات من (30) إلى (39) من سورة «البقرة»:




ï´؟خليفةï´¾: يخلفني في تنفيذ أحكامي فيها، وهو آدم، أو قومًا يخلف بعضهم بعضًا، جيلاً بعد جيل. ï´؟يسفك الدماءï´¾: يريق الدماء عدونًا وظلمًا. ï´؟نسبح بحمدكï´¾: ننزهك عن كل سوء ونقص. ï´؟نقدس لكï´¾: نمجدك ونعظم أمرك. ï´؟العليمï´¾: الذي لا تخفى عليه خافية. ï´؟الحكيمï´¾: الذي لا يفعل إلا ما تقتضيه الحكمة. ï´؟بأسمائهمï´¾: بأسماء الأشياء والأشخاص. ï´؟ما تبدونï´¾: ما تظهرون. ï´؟ما كنتم تكتمونï´¾: ما تسرون وما تخفون. ï´؟اسجدوا لآدمï´¾: سجود تحية وتعظيم. ï´؟إبليسï´¾: اسم للشيطان. ï´؟أبىï´¾: امتنع. ï´؟رغداï´¾: أكلاً واسعًا، أو هنيئًا لا تعب فيه ولا مشقة. ï´؟فأزلهماï´¾: فأبعدهما، أو أغواهما بالأكل من الشجرة المحرمة. ï´؟مستقرï´¾: قرار وأرزاق وآجال. ï´؟إلى حينï´¾: إلى وقت معين.




مضمون الآيات الكريمة من (30) إلى (39) من سورة «البقرة»:



1- تتحدث الآيات عن استخلاف آدم - عليه السلام - في الأرض، وحديث الله - تعالى - إلى ملائكته بهذا الأمر، وبيان الله لهم أنه يعلم مالا يعلمون، فقد أودع هذا الإنسان من الطاقات ما يستطيع أن يؤدي به رسالته في هذه الحياة.



2- وتشير الآيات إلى إكرام الله آدم حين أمر الملائكة بالسجود له، فأطاعوا إلا إبليس.



3- ثم كان إكرام الله لآدم وزوجه، حين أباح لهما الجنة يسكنان ويأكلان منها ما شاءا، وحذرهما من أن يقربا شجرة من أشجارها، امتحانًا لهما، ولكن الشيطان أوقعهما في الخطأ، زاعمًا أن تلك الشجرة هي شجرة الخلد والملك الذي لا يفنى، فأكلا منها فأخرجهما مما كانا فيه من النعيم وأمرهم الله جميعًا أن يهبطوا إلى الأرض، ولهم فيها قرار وأرزاق وآجال إلى وقت معين ثم تقوم القيامة، ويحاسب الخلق، فمن اهتدى بوحي الله فلا يخاف، ومن كفر فإن مصيره الخلود في النار.



دروس مستفادة من الآيات الكريمة:

1- إكرام الله - تعالى - لآدم وذريته، وتفضيلهم على كثير من مخلوقاته.



2- الحسد والكبر من صفات إبليس - لعنه الله - فلا يجوز أن يتخلق بهما مؤمن بالله ورسوله.



3- الله - تعالى - يقبل التوبة من عباده، إذا ندموا وتابوا إليه.








معاني المفردات الآيات من (40) إلى (48) من سورة «البقرة»:




ï´؟إسرائيلï´¾: يعقوب - عليه السلام -. ï´؟فارهبونï´¾: فخافوني في نقضكم العهد. ï´؟بما أنزلتï´¾: من القرآن العظيم. ï´؟لما معكمï´¾: من التوراة، في أمور التوحيد والنبوة. ï´؟فاتقونï´¾: فخافوني دون غيري. ï´؟ولا تلبسواï´¾: لا تخلطوا أو لا تستروا. ï´؟البرï´¾: اسم جامع لأعمال الخير والطاعات. ï´؟تنسونï´¾: تتركون. ï´؟الكتابï´¾: التوراة. ï´؟لكبيرةï´¾: شاقة، ثقيلة. ï´؟الخاشعينï´¾: المتواضعين الذين صفت نفوسهم لله. ï´؟يظنونï´¾: يعتقدون، ويعلمون. ï´؟ملاقو ربهمï´¾: سيلقون ربهم يوم البعث. ï´؟فضلتكمï´¾: فضلت آباءكم. ï´؟على العالمينï´¾: على عالمي زمانهم، بإرسال الرسل وإنزال الكتب، وجعلهم سادة وملوكًا. ï´؟واتقوا يومًاï´¾: وخافوا يوم الحساب والجزاء. ï´؟لا تجزي نفس عن نفس شيئًاï´¾: لا تؤدي نفس عن نفس أخرى شيئًا من الحقوق. ï´؟عدلï´¾: فدية.




مضمون الآيات الكريمة من (40) إلى (48) من سورة «البقرة»:



1- تُذكِّر الآيات اليهود بنعمة الله - تعالى - عليهم، ودعوتهم إلى الوفاء بعهودهم مع الله ليوفي بعهده معهم، وإلى تقواه وخشيته، تمهيدًا لدعوتهم إلى الإيمان بالقرآن الكريم، الذي جاء مصدقًا لما معهم من التوراة، كما تشير إلى تلبيسهم الحق بالباطل، ليشككوا الداخلين في الإسلام، ويأمرهم الله - تعالى - باعتناق الإسلام، وأن يقيموا شعائره، فيحافظوا على الصلاة، ويؤتوا الزكاة، مستعينين على تطويع نفوسهم بالصبر والصلاة. وتنكر عليهم الآيات دعوتهم المشركين إلى الإيمان مع أنهم يرفضون الدخول في دين الله مسلمين.



2- كما تذكرهم الآيات بنعم الله التي أفاضها عليهم عبر تاريخهم الطويل، وتخوفهم باليوم الآخر الذي لا يجدون فيه نصيرًا ولا عاصمًا من عذاب الله.



دروس مستفادة من الآيات الكريمة:

1- معرفة حقيقة اليهود ودوافعهم في الكيد للإسلام والمسلمين، وأنه لا عهد لهم ولا ميثاق.



2- أهمية الصلاة في الإسلام، وفضلها على سائر العبادات.



3- على من يدعو الناس إلى الخير والهدى أن يعمل به أولاً؛ ليكون قدوة بالعمل والسلوك.








معاني المفردات الآيات من (49) إلى (57) من سورة «البقرة»:




ï´؟نجيناكمï´¾: أي نجينا آباءكم. ï´؟من آل فرعونï´¾: من بطش فرعون وجنوده الطاغين، والخطاب لأبناء بني إسرائيل المعاصرين للنبي - صلى الله عليه وسلم - (اليهود). ï´؟يسومونكمï´¾: يذيقونكم. ï´؟سوء العذابï´¾: أشد العذاب وأفظعه. ï´؟يستحيون نساءكمï´¾: يستبقون بناتكم على قيد الحياة للخدمة. ï´؟ بلاء ï´¾: اختبار وامتحان بالنعم والنقم. ï´؟فرقناï´¾: شققنا. ï´؟واعدنا موسىï´¾: وعدنا أن نعطيه التوراة بعد نجاة بني إسرائيل وإهلاك فرعون وقومه. ï´؟اتخذتم العجلï´¾: جعلتم العجل إلهًا معبودًا. ï´؟من بعدهï´¾: من بعد غيبة موسى عنكم. ï´؟الكتابï´¾: التوراة. ï´؟والفرقانï´¾: والشرع الفارق بين الحلال والحرام، وبين الحق والباطل. ï´؟بارئكمï´¾: خالقكم. ï´؟فا***وا أنفسكمï´¾: فلي*** البرئ منكم المجرم. ï´؟جهرةï´¾: عيانًا بالبصر. ï´؟الصاعقةï´¾: نار من السماء. ï´؟بعثناكمï´¾: أحييناكم. ï´؟الغمامï´¾: السحاب الأبيض الرقيق. ï´؟المنï´¾: مادة صمغية حلوة كالعسل. ï´؟السلوىï´¾: الطائر المعروف بـ«السُّمانى».




مضمون الآيات الكريمة من (49) إلى (57) من سورة «البقرة»:



1- تذكر الآيات بني إسرائيل بنعمة الله عليهم حين نجاهم من آل فرعون، وما فعله بهم حين فلق لهم البحر، فأنجاهم وأغرق آل فرعون الذين كانوا يريدون إهلاكهم.



2- وتذكر وعد الله لموسى أن يعطيه التوراة بعد أربعين ليلة، وتلوم بني إسرائيل الذين عبدوا العجل من بعده، ثم عفا الله عنهم من بعد ذلك كله لعلهم يشكرون ربهم.



3- وتذكر الآيات بموسى حين أنكر على قومه عبادتهم العجل، وطلب منهم التوبة إلى الله، و*** أنفسهم بترك الشهوات، أو *** الذين عبدوا العجل منهم، فذلك أفضل لهم عند خالقهم، ثم تذكر رفض بني إسرائيل الإيمان لموسى حتى يروا الله بأعينهم، فأنزل الله عليهم عذابًا من السماء يشاهدونه.



4- كما تذكرهم بأنهم حين كفروا بنعم الله عليهم قطعها الله عنهم جميعًا.



دروس مستفادة من الآيات الكريمة:

1- تفضيل الآباء شرف للأبناء، فقد امتن الله على اليهود المعاصرين للنبي - صلى الله عليه وسلم - بتفضيل آبائهم السابقين على العالمين في زمانهم، بإرسال الرسل وإنزال الكتب، وجعلهم سادة وملوكًا.



2- الله - تعالى - عظيم المغفرة، واسع التوبة، يقبل توبة من رجع إليه وتاب.






معاني المفردات الآيات من (58) إلى (61) من سورة «البقرة»:




ï´؟القريةï´¾: بيت المقدس. رغدا: أكلاً هنيئًا لا تعب فيه. ï´؟سجداï´¾: ساجدين لله شكرًا على خلاصكم من التيه. ï´؟وقولوا حطةï´¾: وقولوا: مسألتنا يا ربنا أن تحط عنَّا خطايانا. ï´؟رجزاï´¾: عذابًا وبلاء. ï´؟بما كانوا يفسقونï´¾: بسبب عصيانهم وخروجهم عن طاعة الله. ï´؟استسقىï´¾: استدعى أن يسقي قومه عندما عطشوا في التيه، فدعا لهم موسى بالسقيا. ï´؟فانفجرتï´¾: فانشقت وسالت بكثرة. ï´؟مشربهمï´¾: موضع شربهم. ï´؟ولا تعثواï´¾: ولا تفسدوا. ï´؟طعام واحدï´¾: هو المن والسلوى. ï´؟بقلهاï´¾: ما أنبتته الأرض من الخضر. ï´؟قثائهاï´¾: الخيار. ï´؟فومهاï´¾: الحنطة أو الثوم. ï´؟أدنىï´¾: أقرب منزلة وأقل مقدارًا. ï´؟اهبطوا مصرًاï´¾: بلدًا من البلاد أو مصر فرعون. ï´؟ضربت عليهمï´¾: ألصقت بهم. ï´؟الذلةï´¾: الصَّغَار والهوان. ï´؟المسكنةï´¾: فقر النفس وشحها. ï´؟باؤوا بغضبï´¾: رجعوا به مستحقين له.




مضمون الآيات الكريمة من (58) إلى (61) من سورة «البقرة»:



1- تستمر الآيات في تذكير اليهود بما فعله آباؤهم، حين أمرهم الله بدخول بيت المقدس، أو مدينة أريحا، بعد خروجهم من التيه، يسألون الله أن يغفر لهم ذنوبهم، ويعدهم بذلك وبحسن الجزاء.



2- لكن الذين ظلموا منهم بدلوا بالاستغفار وطلب العفو الانغماس في الشهوات والملذات، فعاقبهم الله.



3- ويذكرهم الله - سبحانه وتعالى - بما كان من آبائهم عندما عطشوا في التيه، وحذرهم من الإفساد في الأرض.



4- ثم يذكرهم بما قال آباؤهم لموسى - عليه السلام - من عدم استطاعتهم الاستمرار على طعام واحد وطلبهم رزقًا آخر مما تنبت الأرض، فتعجَّب موسى منهم، وطلب أن ينزلوا مصرًا من الأمصار ففيها ما يطلبون، ثم ما كان من مجازاة الله على تمردهم وعدم ثباتهم، وأن الله غضب عليهم لكفرهم وعدوانهم على رسل الله بال***، كما فعلوا بزكريا ويحيى - عليهما السلام.



دروس مستفادة من الآيات الكريمة:

1- تمرد بني إسرائيل ومخالفتهم لأوامر الله، مما أنزل بهم أشد العقاب في الدنيا، وينتظرهم ما هو أشد منه في الآخرة.




2- أحب بنو إسرائيل حياة العبودية والمكر والغدر، وهذه هي طبيعتهم عبر التاريخ.

ابو وليد البحيرى
30-04-2015, 05:10 PM
تفسير سورة "البقرة" للناشئين


أ. د. عبدالحليم عويس


(الآيات 62 : 83)






معاني المفردات الآيات من (62) إلى (69) من سورة «البقرة»:



﴿هادوا﴾: صاروا يهودًا. الصابئين: عبدة الملائكة أو الكواكب. ﴿ميثاقكم﴾: العهد الذي عليكم بالعمل بما في التوراة. الطور: الجبل يظلهم. ما آتيناكم: التوراة. بقوة: بجد وعزيمة. ﴿توليتم﴾: أعرضتم عن الميثاق والوفاء به. ﴿السبت﴾: كان يومًا معظمًا عند اليهود، ولكنهم اعتدوا فيه، واشتغلوا بالصيد عن العبادة، وقد نهاهم الله عن الصيد فيه. خاسئين: مبعدين صاغرين. ﴿نكالا﴾: عبرة وعقوبة رادعة. لما بين يديها: لما قبلها. وما خلفها: وما بعدها من الأمم والقرون. ﴿أتتخذنا هزوا﴾: أتسخر بنا. ﴿ما هي﴾: سؤال عن حالها وصفتها. لا فارض ولا بكر: لا مسنة ولا فتية. عوان بين ذلك: وسط بين الفارض والبكر. ﴿فاقع لونها﴾: شديدة الصفرة.



مضمون الآيات الكريمة من (62) إلى (69) من سورة «البقرة»:

1 - ترد الآيات على ما ادعاه اليهود من أنهم هم المهتدون، وجميع الأمم ضالة ما عداهم.



2 - ثم تذكر اليهود المعاصرين لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما أخذ الله على آبائهم من بني إسرائيل من العهد بأن يفعلوا ما تأمر به التوراة، فلم يستجيبوا بل أعرضوا، ولولا فضل الله ورحمته لكانوا من الخاسرين.



3 - وقد أمرهم أن يتفرغوا يوم السبت للعبادة، فعملوا حيلاً ليصطادوا فيه، فمسخهم الله قردة.



4 - ثم تذكرهم بقول موسى - عليه السلام - لقومه: ﴿ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً ﴾، فأخذوا يسألونه عن صفاتها وشكلها ولونها وسنها، وكلما شددوا شدد الله عليهم، حتى صارت نادرة فتعبوا في الحصول عليها، واشتروها بثمن غال.



دروس مستفادة من الآيات الكريمة:

1 - كل من آمن من أهل الأديان بالله وكتبه ورسله - ومنهم محمد - صلى الله عليه وسلم - - وأيقن بالآخرة، وعمل بما أمر الله به من الصالحات فهو من الناجين.



2- كذب اليهود في دعواهم بأنهم شعب الله المختار، وأن جميع من عداهم على الباطل والضلال.



3 - تنفيذ أمر الله - سبحانه وتعالى - وعدم الإكثار من السؤال، وبخاصة في فترة نزول الوحي، حتى لا يشدد الله على الناس، فإنما أهلك بني إسرائيل كثرة مسائلهم، واختلافهم على أنبيائهم.








معاني المفردات الآيات من (70) إلى (76) من سورة «البقرة»:



﴿لا ذلول﴾: ليست هينة سهلة الانقياد. تثير الأرض: تقلبها للزراعة. الحرث: الزرع أو الأرض المهيأة له. مسلمة: خالية من العيوب وآثار العمل. لاشية فيها: لا لون فيها غير الصفرة الفاقعة. ﴿فادارأتم﴾: فاختلفتم وتخاصمتم في شأنها. ﴿اضربوه ببعضها﴾: اضربوا القتيل ببعض البقرة. آياته: دلائله على أنه قادر على كل شيء. ﴿قست قلوبكم﴾: لم تعتبر ولم تتعظ مما يوجب لين القلوب ورقتها. يتفجر: يتفتح بسعة وكثرة. يشقق: يتشقق أي يتصدع بطول أو عرض. ﴿أفتطمعون﴾: الخطاب للمؤمنين. أن يؤمنوا لكم: أن ينقاد لكم بالطاعة هؤلاء الضالون من اليهود. يحرفونه: يبدلونه أو يؤولونه بالباطل. عقلوه: فهموه بوضوح. ﴿أتحدثونهم﴾: لا تحدثوا العرب بهذا. فتح الله عليكم: حكم به أو قصَّه عليكم. ليحاجوكم: لتكون الحجة للمؤمنين عليكم في الآخرة.



مضمون الآيات الكريمة من (70) إلى (76) من سورة «البقرة»:

1- تستمر الآيات في تذكير اليهود بما فعله آباؤهم من بني إسرائيل في عهد موسى - عليه السلام - حين ***وا نفسًا إنسانية واختلفوا بشأنها، لكن الله أظهر ما أخفوه، فأمرهم أن يضربوا القتيل بشيء من البقرة التي كلفهم ب***ها، فرد الله إليه الحياة بقدرته - سبحانه وتعالى - فأخبرهم عن قاتله.



2- وأخبر - سبحانه وتعالى - عن قسوة قلوبهم التي لا تتأثر بوعظ ولا تذكير من بعد ما رأوا المعجزات الباهرة.



3- ثم توجه الخطاب إلى المؤمنين لتقطع أملهم في إيمان هؤلاء الجاحدين، فقد كان طائفة من أحبارهم وعلمائهم يغيرون ويبدلون في آيات التوراة متعمدين ذلك، غافلين عن أن الله يعلم ما يخفون.



دروس مستفادة من الآيات الكريمة:

1- اليهود حرفوا كلام الله وغيروا وبدلوا في التوراة، فليسوا أهلاً للثقة فيهم.



2- كان اليهود يعرفون صفات الرسول - صلى الله عليه وسلم - من التوراة.



3- حرص أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - على نشر الدعوة الإسلامية وطمعهم في دخول اليهود دين الإسلام، ولكن الله يهدي من يشاء من عباده.









معاني المفردات الآيات من (77) إلى (83) من سورة «البقرة»:


﴿أميّون﴾: جهلة بكتابهم (التوراة). أماني: أكاذيب تلقوها عن علماء دينهم. يظنون: يكذبون. ﴿ويل﴾: هلكة أو حسرة، أو شدة عذاب، أو وادٍ عميق في جهنم. مما يكسبون: مما يأكلون به من الحرام. أم تقولون: بل تقولون. ﴿كسب سيئة﴾: ارتكب جرمًا، والمراد به هنا الكفر. أحاطت به خطيئته: التفت حوله واستولت عليه فلم يخرج من ذنبه بالتوبة. ﴿ميثاق﴾: عهد. وقولوا للناس حسنا: كلموهم طيبًا، ولينوا لهم جانبًا.



مضمون الآيات الكريمة من (77) إلى (83) من سورة «البقرة»:

1- تستعرض الآيات جدال اليهود مع المسلمين وتناقش أدلتهم الباطلة، وترشد الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى فضح دعاواهم الكاذبة وإبطال حججهم. ومن هذه المزاعم الكاذبة أن النار لن تمسهم إلا أيامًا معدودة بسبب ما لهم من مكانة خاصة عند الله. وتقرر أن من يعملون السيئات فسوف يدخلون النار، أما المؤمنون الذين يعملون الصالحات، فلهم الجنة.



2 - ثم تذكر ما أخذه الله على بني إسرائيل من العهد والميثاق بألا يعبدوا إلا الله، ويحسنوا إلى الوالدين إحسانًا، إلى آخر ما ورد في الآية؛ فأعرض الكثيرون عن ذلك كله ولم يستجب إلا القليلون من صلحائهم.



دروس مستفادة من الآيات الكريمة:

1- ترك اليهود التوراة ولم يعملوا بما فيها من أوامر وتشريعات، كما ترك من جاؤوا بعدهم من اليهود القرآن الكريم، ولم يؤمنوا به.



2- إعجاز القرآن الكريم الذي أخبر بخبايا ما في نفوس اليهود.



3- طبق اليهود التوراة على هواهم، وقد اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة، وجعلوا الآخرة ثمنًا لشهواتهم ونفوذهم في الدنيا.




4- اتفاق الديانات السماوية في المبادئ والأصول، أصول العقيدة وهي التوحيد الخالص، والدعوة إلى الأخلاق الفاضلة.

ابو وليد البحيرى
05-05-2015, 05:32 AM
تفسير سورة "البقرة" للناشئين


أ. د. عبدالحليم عويس
(الآيات 84 - 93)


معاني المفردات الآيات من (84) إلى (93) من سورة «البقرة»:

﴿لا تسفكون دماءكم﴾: لا ي*** بعضكم بعضًا، أو لا ترتكبون ما يوجب سفك دمائكم من الجرائم. ولا تخرجون أنفسكم: ولا يخرج بعضكم بعضًا. ﴿تظاهرون عليهم﴾: تتعاونون عليهم. أسارى: مأسورين. تفادوهم: تخرجوهم من الأسر. بإعطاء الفدية. خزي: هوان وفضيحة وعقوبة. ﴿وقفينا من بعده بالرسل﴾: أتبعنا على أثره الرسل على منهاجه وطريقته يحكمون بشريعته. بروح القدس: بالروح المطهر (جبريل - عليه السلام -). بما لا تهوى: بما لا تحب. ﴿قلوبنا غلف﴾: عليها أغشية فلا يصل إليها ما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم -. لعنهم: طردهم من رحمته.

مضمون الآيات الكريمة من (84) إلى (88) من سورة «البقرة»:

تستمر الآيات في بيان ما أخذه الله على بني إسرائيل من العهود والمواثيق، فتواجههم - على مشهد من المسلمين - بنقضهم هذه المواثيق، وبما حدث منهم من انحرافات وخيانة، ومخالفتهم شريعتهم، وتتوعدهم بالخزي في الدنيا، والعذاب الشديد يوم القيامة جزاء تلك الانحرافات. وكلما جاءهم رسول بما لا تحب أنفسهم استكبروا وأعرضوا، فكذبوا فريقًا منهم، و***وا فريقًا آخر من هؤلاء الأنبياء، فحقَّت عليهم اللعنة.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (84) إلى (88) من سورة «البقرة»:
1- يهود اليوم يهود الأمس بكل ما فيهم من صفات الغدر، والكيد، والتآمر... فيجب عند التعامل معهم أن نكون على حذر في كل ما نبرمه معهم من عهود واتفاقيات.

2- الله - سبحانه وتعالى - يعطينا الحكمة فيما رواه لنا عن بني إسرائيل وعن قصصهم؛ لأنه سبحانه يعلم عداوتهم للمسلمين على مر التاريخ، في المدينة أولاً، ثم في بيت المقدس.

3- تعزية الرسول - صلى الله عليه وسلم - والتخفيف عنه مما سيلاقيه مع اليهود، وإعطاؤه جرعة إيمانية تجعله يقابل جحودهم بقوة وعزيمة، وما عليه فقط إلا البلاغ.


معاني المفردات الآيات من (89) إلى (93) من سورة «البقرة»:

﴿كتاب من عند الله﴾: القرآن الكريم. مصدقٌ لما معهم: لا يخالف كتابهم (التوراة). يستفتحون: يستنصرون ببعثته - صلى الله عليه وسلم -. ﴿بغيا﴾: حسدًا وطلبًا لما ليس لهم. من فضله: الوحي. من يشاء من عباده: هو محمد - صلى الله عليه وسلم -. فباؤوا بغضب: فرجعوا به مستحقين له. مهين: مذل. ﴿بالبينات﴾: بالآيات التسع (المعجزات الدالة على صدقه). اتخذتم العجل: جعلتموه إلهًا معبودا. من بعده: من بعد خروج موسى إلى الطور. ﴿الطور﴾: الجبل. سمعنا وعصينا: سمعنا قولك وعصينا أمرك. وأشربوا في قلوبهم العجل: وتداخلهم حب العجل الذي عبدوه، والحرص على عبادته. إيمانكم: فيه سخرية منهم؛ لأن الإيمان لا يأمر بعبادة العجل.

مضمون الآيات الكريمة من (89) إلى (93) من سورة «البقرة»:

1- تواصل الآيات الحديث عن اليهود فتوضِّح أنه لما جاءهم القرآن مصدقًا وموافقًا لما في التوراة؛ قابلوه بالكفر فاستحقوا اللعنة.

2- وجهت الآيات الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى أن يفضح ادعاءهم بأنهم يؤمنون بما أنزل إليهم، وذلك بأن يوجه إليهم سؤالاً: لماذا ت***ون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين؟ وأن يذكرهم بمجيء موسى - عليه السلام - بالبينات، ومع ذلك عبدوا العجل من بعده ظلمًا وعدوانًا، ويذكرهم كذلك بم أخذ الله عليهم من ميثاق ورفعه جبل الطور فوقهم كأنه ظلة طالبًا منهم أن يأخذوا ما آتاهم الله بقوة وأن يسمعوا، فما كان جوابهم إلا أن قالوا: سمعنا وعصينا، وتداخلهم حب العجل الذي عبدوه بسبب كفرهم.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (89) إلى (93) من سورة «البقرة»:
1- التوراة كتاب الله الذي أنزله على موسى - عليه السلام - والقرآن مصدق له.

2- إنكار اليهود وتكذيبهم برسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - مع تبشير التوراة به، حسدًا منهم؛ لأنهم كانوا يتمنوا أن يكون الرسول الخاتم منهم لا من أمة العرب.

ابو وليد البحيرى
07-05-2015, 10:17 AM
تفسير سورة "البقرة" للناشئين


أ. د. عبدالحليم عويس




(الآيات 94 : 112)


معاني المفردات الآيات من (94) إلى (101) من سورة «البقرة»:
(94) ﴿ خالصة ﴾: خاصة لا يشارككم في نعيمها أحد كما زعمتم. (95) ﴿ بما قدمت أيديهم ﴾: بسبب ما ارتكبوه من الذنوب والآثام. (96) ﴿ ولتجدنهم ﴾: أي اليهود. ﴿ ومن الذين أشركوا ﴾: وأحرص من المشركين أنفسهم. ﴿ يود ﴾: يتمنى. ﴿ لو يعمر ﴾: لو يطول عمره. ﴿ بمزحزحه ﴾: بمبعده ومنجيه. (97) ﴿ فإنه نزله على قلبك ﴾: فإن جبريل نزل هذا القرآن على قلبك يا محمد. ﴿ لما بين يديه ﴾: لما سبقه من الكتب السماوية. (98) ﴿ ميكال ﴾: ميكائيل - عليه السلام -. (99) ﴿ بينات ﴾: واضحات، دالات على نبوتك يا محمد. ﴿ الفاسقون ﴾: الخارجون عن الطاعة. (100) ﴿ نبذه ﴾: نقضه. (101) ﴿ نبذ فريق ﴾: طرح جماعة وأعرضوا (وهم أحبار اليهود وعلماؤهم). ﴿ وراء ظهورهم ﴾: أعرضوا عنه واستخفوا به.

مضمون الآيات الكريمة من (94) إلى (101) من سورة «البقرة»:

1- ما زالت الآيات تتحدث عن اليهود وعداوتهم للرسل والمسلمين، فتبين أنهم كانوا يدعون أن الآخرة لهم وحدهم خالصة من دون الناس.

2- ثم تفضح الآيات عداوتهم لمحمد - صلى الله عليه وسلم - التي بلغت مرتبة الحقد والغيظ حتى زعموا أن جبريل عدوهم؛ لأنه ينزل بالهلاك والعذاب والدمار، وأن هذا هو الذي يمنعهم من الإيمان بمحمد من أجل صاحبه جبريل، ولو كان الذي ينزل إليه بالوحي هو ميكائيل لآمنوا، فميكائيل يتنزل بالرخاء والمطر والخصب، وتفضح حماقتهم، فجبريل لا يقوم بشيء من تدبيره وإنما هو عبد الله لا يعصى أمر ربه، وتعلن إليهم أن من عادى أحدًا من ملائكة الله ورسله فقد عاداهم جميعًا، وعادى الله - سبحانه وتعالى - فعاداهم الله فهو من الكافرين.

3- ثم تتجه الآيات إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - تثبته على ما أنزل عليه من الحق، مقررة أنه لا يكفر بهذه الآيات إلا الفاسقون المنحرفون.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة:
اليهود ما تركوا كتاب الله المصدق لما معهم، وما أعرضوا عنه من أجل حق يؤمنون به، ولا كتاب يستمسكون به، وإنما نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم؛ ليجروا خلف أساطير وخرافات لا حقيقة لها.

معاني المفردات الآيات من (102) إلى (105) من سورة «البقرة»:
(102) ﴿ الشياطين ﴾: شياطين الإنس والجن (على الأرجح). ﴿ على مُلك سليمان ﴾: على عهد سليمان - عليه السلام - وفي زمانه. ﴿ السحر ﴾: صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره، وأصله التمويه بالحيل، وهو أن يفعل الساحر أشياء ومعاني فيخيل للمسحور أنها بخلاف ما هي عليه. ﴿ وما أنزل على الملكين ﴾: هاروت وماروت اللذين كان مقرهما بابل. ﴿ بابل ﴾: قرية بالعراق. ﴿ هاروت وماروت ﴾: ملكان. ﴿ فتنة ﴾: ابتلاءً واختبارًا من الله - سبحانه وتعالى -. ﴿ خلاق ﴾: نصيب من الخير أو قدر. ﴿ شروا ﴾: باعوا أنفسهم به. (103) ﴿ مثوبة ﴾: ثواب وجزاء عظيم من الله - سبحانه وتعالى - على إيمانهم وتقواهم. (104) ﴿ راعنا ﴾: كلمة سب وتنقيص عند اليهود. ﴿ انظرنا ﴾: انظر إلينا، أو انتظر وتمهل علينا. (105) ﴿ من خير ﴾: من وحي ورحمة. ﴿ برحمته ﴾: بالوحي والرحمة والنبوة.

مضمون الآيات الكريمة من (102) إلى (105) من سورة «البقرة»:

1- تستمر الآيات في الحديث عن اليهود الذين تعلقوا بالأوهام والأباطيل، فراحوا يتتبعون ما يقصه العصاة من الجن عن عهد سليمان، من دعاوى مكذوبة عن سليمان إذ يقولون: إنه كان ساحرًا، وينفي القرآن عنه ذلك ويثبته للشياطين الذين يعلمون الناس السحر، كما ينفي أن يكون السحر منزلاً من عند الله على الملكين جبريل وميكائيل كما زعم اليهود، وأن (هاروت وماروت) اللذين كانا مقرهما (بابل) بالعراق يعرفان السحر ويعلمانه الناس، وهما ملكان كانا فتنة وابتلاء للناس لحكمة يعلمها الله.

2- ثم توضِّح الآيات أنه لا يقع شيء في هذا الوجود إلا بإذن الله، فما يتعلمونه من السحر شر عليهم ولا خير فيه.

3- ثم نهت المؤمنين عن التشبه باليهود في استخدام بعض الكلمات التي كانوا يقصدون به الإساءة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل (راعنا) بدلاً من (اسمع لنا).


دروس مستفادة من الآيات الكريمة:
1- حرمة تعلم السحر أو تعليمه.

2- سليمان - عليه السلام - كان نبيًّا ملكًا، ولم يكن ساحرًا محترفًا للسحر.

3- السحر لا يؤثر - كغيره من الأسباب - إلا بإذن الله - سبحانه وتعالى - وهو ضار بصاحبه.

مضمون الآيات الكريمة من (106) إلى (112) من سورة «البقرة»:
(106) ﴿ ما ننسخ من آية ﴾: ما نرفع ونزيل من آية أو التعبد بها، والنسخ في الشرع: رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر. ﴿ ننسها ﴾: نمحها من القلوب. (107) ﴿ وليّ ﴾: متولي أموركم. ﴿ نصير ﴾: معين وناصر يمنعكم من العذاب. (108) ﴿ سواء السبيل ﴾: قصد الطريق ووسطه. (109) ﴿ ود ﴾: أحب وتمنى. ﴿ من أهل الكتاب ﴾: من كفار أهل الكتاب. (111) ﴿ أمانيهم ﴾: شهواتهم ومتمنياتهم الباطلة. ﴿ برهانكم ﴾: دليلكم وحجتكم. (112) ﴿ من أسلم وجهه لله ﴾: من أخلص العمل لله وحده. ﴿ وهو محسن ﴾: وهو متبع فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم -، حتى يكون عمله صوابًا موافقًا للشريعة.

مضمون الآيات الكريمة من (106) إلى (112) من سورة «البقرة»:

1- ردَّت الآيات على من يطعنون في القرآن مبينة حكمة النسخ وأنه يهدف إلى تحقيق مصالح العباد، محذرة من اتباع اليهود أو تقليدهم في كثرة سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الأشياء قبل وجودها، كما أعلمتهم بعداوة الكفار من أهل الكتاب لهم ظاهرًا وباطنًا، آمرة المؤمنين بالعفو والصبر حتى يأتي أمر الله من النصر والفتح أو الإذن بالقتال، وتحثهم على إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، لينالوا الخير من الله - سبحانه وتعالى -.

2- ثم توضِّح الآيات اغترار الكفار من أهل الكتاب بما هم فيه، وتباغضهم وتناقضهم؛ فكل طائفة تزعم أنها على الحق وأن الأخرى على الباطل، ثم ردت الأمر لله الذي سيفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة:
1- النسخ للشرائع السابقة وللأحكام جائز بالإجماع ويكون في الأحكام التي فيها حلال وحرام.

2- مرجع الأحكام كلها إلى الله - سبحانه وتعالى - الذي يشرع لعباده ما فيه خيرهم وسعادتهم.

3- ليس من شأن المسلم أن يسأل نبيه سؤال تعنت أو تعجيز كما فعل اليهود مع أنبيائهم.

ابو وليد البحيرى
11-05-2015, 11:03 AM
تفسير سورة "البقرة" للناشئين


أ. د. عبدالحليم عويس






[الآيات 113 : 126]









معاني المفردات الآيات من (113) إلى (119) من سورة «البقرة»:


﴿ ليست النصارى على شيء ﴾: اليهود ينكرون دين النصارى ويعادونهم في الحقيقة. ﴿ وهم يتلون الكتاب ﴾: كل منهما يقرأ في كتابه تصديق من كفر به، ومع ذلك كل منهما يكفر بما عند الآخر. ﴿ ومن أظلم ﴾: أيُّ أحدٍ أشد ظلمًا؟!. ﴿ خزي ﴾: ذل وصَغَار. ﴿ فثمَّ وجه الله ﴾: فهناك جهته التي رضيها وأمركم بها. ﴿ واسع عليم ﴾: يسع خلقه كلهم بالجود ويعلم أعمالهم. ﴿ سبحانه ﴾: تنزيل له - سبحانه وتعالى - عن اتخاذ الولد، أي تعالى وتقدس وتنزه عن ذلك علوًّا كبيرًا. ﴿ له قانتون ﴾: مطيعون خاضعون له. ﴿ بديع ﴾: مبدع ومخترع. ﴿ لولا ﴾: هلا. ﴿ تشابهت قلوبهم ﴾: في الكفر والعناد. ﴿ بشيرًا ﴾: مبشرًا بالجنة. ﴿ نذيرًا ﴾: مخوفًا من النار. ﴿ ولا تسأل عن أصحاب الجحيم ﴾: لا تسأل يا محمد عن كفر من كفر بك فإنما عليك البلاغ فقط.




مضمون الآيات الكريمة من (113) إلى (119) من سورة «البقرة»:



1- قبحت هذه الآيات فعل النصارى الذين أعانوا المجوس على تخريب بيت المقدس بغضًا منهم لليهود الذين ***وا يحيى بن زكريا، أو فعل المشركين الذين منعوا الرسول والمسلمين من دخول مكة يوم الحديبية، وتوعدتهم بالخوف والخزي والعذاب العظيم، وكذلك كل من يمنع الناس أن يعمروا مساجد الله، وكل من يسعى في خرابها.



2- ثم ذكرت أن المشرق والمغرب لله وحده، وعلى المسلم أن يتوجه إلى ربه أينما كان.



3- ثم ردت على من ادعى من النصارى ومن أشبههم من اليهود ومن مشركي العرب أن الملائكة بنات الله، ووضحت أن الله - سبحانه وتعالى - منزه عن ذلك.



4- ثم تحدثت عن كفار العرب الذين تحدوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - طالبين منه أن يطلب من ربه أن يكلمهم حتى يسمعوا كلامه، أو تأتيهم آية، ومثل ذلك القول قاله من سبقوهم من اليهود والنصارى وغيرهم، فقد تشابهت قلوبهم جميعًا في الكفر والعناد.



5- ثم تحدثت عن وظيفة الرسول وأنه بشير ونذير وليس عليه إلا البلاغ.



دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (113) إلى (119) من سورة «البقرة»:

1- للمساجد في الإسلام أهمية كبيرة، ولذلك فقد وعد الله من يعمرونها حسن الجزاء في الآخرة، والعقاب الشديد لمن يخربونها أو يمنعون أن يذكر فيها اسم الله - عز وجل -.

2- الله - سبحانه وتعالى - واحد أحد، لا والد له ولا ولد، وليس كمثله شيء، وإرادته بقوله: ﴿ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [البقرة: 117].



معاني المفردات الآيات من (120) إلى (126) من سورة «البقرة»:


﴿ ملتهم ﴾: دينهم. ﴿ أهواءهم ﴾: طرائقهم وميولهم الضالة. ﴿ من العلم ﴾: من القرآن والسنة. ﴿ يتلونه حق تلاوته ﴾: يحلون حلاله ويحرمون حرامه. ﴿ عدل ﴾: فدية أو بدل. ﴿ ابتلى ﴾: اختبر وامتحن. ﴿ بكلمات ﴾: بأوامر ونواهٍ. ﴿ فأتمهن ﴾: فأداهن إبراهيم لله - سبحانه وتعالى - على خير وجه. ﴿ لا ينال عهدي الظالمين ﴾: لا تصيب الإمامة الكافرين من أبنائك أو لا تجوز ولاية الفسقة والظلمة. ﴿ البيت ﴾: الكعبة المشرفة. ﴿ مثابة ﴾: مرجعًا أو ملجأً. ﴿ عهدنا ﴾: أوصينا وأمرنا. ﴿ طهرا ﴾: من الأوثان والخبائث كلها. ﴿ العاكفين ﴾: المجاورين الذين عكفوا عنده أي أقاموا لا يتركونه، أو المعتكفين. ﴿ هذا ﴾: البلد أو المكان. ﴿ قال ومن كفر فأمتعه قليلاً ﴾: قال الله - سبحانه وتعالى - ومن كفر أيضًا أرزقه كما أرزق المؤمنين، وأمتعه متاعًا قليلاً أو زمانًا قليلاً إلى حين أجله. ﴿ أضطره ﴾: ألجئه وأدفعه.




مضمون الآيات الكريمة من (120) إلى (126) من سورة «البقرة»:



1- حذرت الآيات الأمة الإسلامية من اتباع اليهود والنصارى، فإنهم لن يرضوا إلا عمَّن يتبع ملتهم، وبينت أن من قرأ من اليهود والنصارى التوراة والإنجيل وعمل بما فيهما دون تبديل فهو لابد مؤمن بما أرسل به محمد - صلى الله عليه وسلم -.



2- ثم حثت اليهود على اتباع النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وحذرت من كتمان هذا وكتمان ما أنعم الله به عليهم، ونهتهم عن حسد بني عمهم من العرب على كون الرسول الخاتم منهم، محذرة إياهم من يوم الحساب.



3- ثم نبهت على شرف إبراهيم - عليه السلام - وأن الله - سبحانه وتعالى - جعله إمامًا للناس يقتدى به في التوحيد، وذكرت بمكانة البيت الحرام الذي جعله الله للناس، يرجعون إليه ويأمنون فيه.



4- ثم تذكر الآيات ما كلف الله به إبراهيم وإسماعيل من تطهير الكعبة المشرفة، كما تذكر دعاء إبراهيم لهذا البلد بالأمن ولأهله المؤمنين بالرزق من كل الثمرات.



دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (120) إلى (126) من سورة «البقرة»:

1- ضرورة التمسك بالإسلام؛ لأنه الدين الصحيح الكامل الشامل، والخاتم لكل ما سبقه.



2- تفضيل الله بني إسرائيل على العالمين في زمنهم، ولكنهم قابلوا نعمه بالجحود والكفران فزال فضلهم.



3- مكانة إبراهيم - عليه السلام - وتشريف الله له بتطهير الكعبة من النجاسات الحسية والمعنوية.

ابو وليد البحيرى
18-05-2015, 05:38 AM
تفسير سورة "البقرة" للناشئين


أ. د. عبدالحليم عويس



[الآيات 127 : 145]




معاني المفردات الآيات من (127) إلى (134) من سورة «البقرة»:




﴿القواعد﴾: جمع قاعدة وهي الأساس والأصل لما فوقه، ورفع القواعد: البناء عليها. ﴿أرنا مناسكنا﴾: عرفنا معالم حجنا أو شرائعه. ﴿الحكمة﴾: السنة وفهم القرآن. يزكيهم: يطهرهم من الشرك والمعاصي. العزيز: الغالب الذي لا يقهر. الحكيم: يفعل كل شيء بحكمة وتقدير. ﴿ومن يرغب﴾: استفهام بمعنى الإنكار، أي لا يمكن أن يكون في العقلاء من ينصرف عن الحق الواضح. ملة: سنة وطريقة. اصطفيناه: اخترناه. ﴿أسلم﴾: أطع وأخلص دينك لله. ﴿ووصى بها﴾: وأوصى بالملة أو بالكلمة (وهي أسلمت لرب العالمين). الدين: الإسلام. ﴿شهداء﴾: مشاهدين. إذ حضر يعقوب الموت: حين أشرف يعقوب - عليه السلام - على الموت. ﴿خلت﴾: مضت وانقرضت. لها ما كسبت: لها ثواب ما عملت من خير.




مضمون الآيات الكريمة من (127) إلى (134) من سورة «البقرة»:



1- تذكر الآيات بناء إبراهيم للكعبة المشرفة، ومساعدة إسماعيل لأبيه في هذا البناء ودعاءهما بالقبول وإسلام الوجه لله، وأن يبعث في ذريتهما رسولاً هاديًا ومعلمًا ومطهرًا.



2- ثم ترد الآيات على الكفار فيما أحدثوه من الشرك بالله الذي يخالف ملة إبراهيم - عليه السلام - وهو الذي استجاب لأمر ربه، ووصى أبناءه من بعده بأن يلتزموا بهذا الدين (الإسلام) وكذلك أوصى يعقوب - عليه السلام - أبناءه.



3- وتحتج الآيات على المشركين من العرب - وهم أبناء إسماعيل - وعلى الكفار من بني إسرائيل - وهم أبناء إسحاق - بأن يعقوب لما حضرته الوفاة وصَّى بنيه بعبادة الله وحده لا شريك له، موضحة أنه لا يتحمل إنسان ذنب إنسان آخر.



دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (127) إلى (134) من سورة «البقرة»:

1- ميزان الثواب عند الله - سبحانه وتعالى - هو الإيمان والأعمال الصالحة، وليس الانتساب إلى الأنبياء والصالحين.



2- الإسلام وصية جميع الأنبياء والمرسلين للبشرية كلها.



3- كانت الكعبة موجودة قبل أن يبنيها إبراهيم - عليه السلام - وكل ما فعله إبراهيم - عليه السلام - أنه بنى فوق قواعدها الأساسية كما أمره ربه - سبحانه وتعالى -.


معاني المفردات الآيات من (135) إلى (141) من سورة «البقرة»:


﴿هودًا﴾: يهودًا. حنيفًا: الحنيف: المائل عن الدين الباطل إلى الدين الحق (أي مستقيمًا). ﴿الأسباط﴾: جمع سبط وهم حفدة يعقوب - عليه السلام - وكانوا اثني عشر سبطًا. لا نفرق بين أحد منهم: لا نؤمن بالبعض ونكفر بالبعض، وإنما نؤمن بهم جميعًا. ﴿تولوا﴾: أعرضوا عن الإيمان. شقاق: مخالفة وعداوة. فسيكفيكهم: فسوف يكفيك الله شرهم. ﴿صبغة الله﴾: فطرة الله. ﴿أتحاجوننا﴾: أتجادلوننا؟. مخلصون: نوجه عملنا لله وحده. ﴿تقولون﴾: تدعون يا أهل الكتاب. ومن أظلم: لا أحد أشد ظلمًا. ممن كتم شهادة: ممن أخفى ما اشتملت عليه آيات التوراة والإنجيل من البشارة برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو بأن الأنبياء الكرام كانوا على الإسلام ولم يكونوا يهودًا ولا نصارى. ﴿ولا تسألون عما كانوا يعملون﴾: لا تسألون يوم القيامة عما كانوا يعملون في الدنيا.




مضمون الآيات الكريمة من (135) إلى (141) من سورة «البقرة»:



1- أشارت الآيات إلى ما قاله بعض اليهود والنصارى للرسول - صلى الله عليه وسلم - وللمسلمين عندما دعوهم إلى اليهودية والنصرانية وأمرت الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يقول لهم: ﴿ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً ﴾؛ أي: لن نتبع إلا دين الإسلام المستقيم الذي يؤمن بالرسل كلهم.



2- ثم يرشد الله - سبحانه وتعالى - نبيه إلى دفع مجادلة المشركين في توحيد الله والإخلاص له واتباع أوامره، وأنكر الله - سبحانه وتعالى - على أهل الكتاب دعواهم أن إبراهيم ومن ذكر بعده من الأنبياء والأسباط كانوا على ملتهم إما اليهودية وإما النصرانية، كما نعى عليهم كتمانهم الحق وإخفاءهم أن محمدًا رسول الله، وأن الدين عند الله الإسلام كما في كتاب الله الذي كانوا يقرؤونه، وهددهم بأن انتسابهم إلى الأنبياء والصالحين السابقين لن ينفعهم بشيء إذا لم يسيروا على منهج الله وهو دين الإسلام.



دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (135) إلى (141) من سورة «البقرة»:

1- ادعاء أهل الكتاب أن الهداية في اتباع اليهودية أو النصرانية ادعاء باطل؛ لأن الدين عند الله الإسلام.



2- دين الله واحد ودعوة الأنبياء جميعًا واحدة وهي توحيد الله - سبحانه وتعالى - هكذا اعتقد إبراهيم، ومن بعده إسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط، حتى أسلموا هذه العقيدة ذاتها إلى موسى وعيسى، ثم انتهت أخيرًا إلى ورثة إبراهيم من المسلمين، فمن استقام على هذه العقيدة الواحدة فهو وريثها، ووريث عهودها وبشاراتها، ومن خرج عنها ورغب بنفسه عن ملة إبراهيم، فقد خرج عن عهد الله، وفقد وراثته لهذا العهد النبوي الكريم.





معاني المفردات الآيات من (142) إلى (145) من سورة «البقرة»:




﴿السفهاء﴾: جمع سفيه، والسفه نقصان العقل، والمقصود بالسفهاء: مشركو العرب، وأحبار يهود، والمنافقون، ممن أنكروا تحويل القبلة. ما ولاهم: ما صرفهم. قبلتهم: بيت المقدس. ﴿وسطا﴾: عدولاً من خير الناس، غير مبالغين ولا مقصرين. ينقلب على عقبيه: يرجع عن الحق، ويرتد عن الإسلام. كبيرة: شاقة ثقيلة على النفوس. ليضيع إيمانكم: صلاتكم إلى بيت المقدس. ﴿تقلب وجهك﴾: ترددك المرة بعد المرة فيها. فلنولينك قبلة: فنمكننك من استقبالها (وهذه بشارة من الله - سبحانه وتعالى - لرسوله الكريم بتوجيهه إلى القبلة التي يحب، وهي الكعبة الشريفة). شطر المسجد الحرام: تجاه الكعبة. أوتوا الكتاب: المراد بهم أحبار اليهود، وعلماء النصارى. أنه الحق: أن تحويل القبلة هو الحق؛ لأنه مدون في كتبهم. ﴿آية﴾: معجزة وبرهان.




مضمون الآيات الكريمة من (142) إلى (145) من سورة «البقرة»:



1- تشير هذه الآيات إلى حادث تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، استجابة لدعاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي رغب في التوجه إليها؛ لأنها قبلة إبراهيم - عليه السلام - وكشفت عما سيقوله السفهاء من اليهود والمشركين والمنافقين.



2- كذلك تحدثت عن تفضيل الله للمؤمنين على من سواهم من أهل الملل، فجعلهم أمة عدولاً خيارًا؛ ليشهدوا للأنبياء يوم القيامة على أنهم قد بلغوا رسالة لله، ويشهد لهم الرسول بالإيمان والاتباع لما جاء به من الدين الحنيف.



3- ثم تبين أن الله ما أمر نبيه بالتحول عن القبلة إلا ليتميز الثابت على إيمانه من المتشكك في دينه.



4- ثم تأمر الرسول والمسلمين بالتوجه في صلاتهم نحو المسجد الحرام، وتبين أن أهل الكتاب يعلمون أن ذلك هو الحق المنزل على نبيه، ولكنهم يعمدون إلى إخفائه تشكيكًا للمؤمنين في دينهم.



5- ثم تبين كفر اليهود وعنادهم، ومخالفتهم لما يعرفونه من شأن الرسول، وعدم اتباعهم لما جاء به.



دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (142) إلى (145) من سورة «البقرة»:

1- الملك كله لله والجهات كلها له فهو خالقها ومالكها، فلا اعتراض عليه بالتحويل من جهة إلى أخرى.



2- أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أفضل الأمم؛ لذلك اختارها الله - سبحانه وتعالى - للشهادة على الخلائق يوم القيامة.



3- تحويل القبلة امتحان لإيمان الناس ليتميز المؤمن الصادق عن الفاجر المنافق.

Ali Alashwal
19-05-2015, 05:22 AM
جعله الله فى ميزان حسناتك :)

ابو وليد البحيرى
25-05-2015, 12:11 PM
اللهم امييييييييييييييين
بارك الله فيكم

ابو وليد البحيرى
25-05-2015, 12:12 PM
تفسير سورة "البقرة" للناشئين


أ. د. عبدالحليم عويس


[الآيات 146 : 163]


معاني المفردات الآيات من (146) إلى (153) من سورة «البقرة»:

﴿الممترين﴾: الشاكين في كتمانهم الحق مع العلم به. ﴿وجهة﴾: قبلة. ﴿موليها﴾: يتوجه إليها. ﴿يأت بكم الله جميعا﴾: هو قادر على جمعكم من الأرض وإن تفرقت أجسادكم فيفصل بينكم يوم القيامة. ﴿حجة﴾: احتجاج في أمر القبلة. ﴿منهم﴾: من اليهود وأشباههم من المعاندين. ﴿ولأتم نعمتي عليكم﴾: بهدايتي إياكم إلى الكعبة. ﴿كما أرسلنا فيكم رسولا﴾: كما أتممنا عليكم في الدنيا النعمة بإرسال الرسول. ﴿منكم﴾: من العرب. ﴿آياتنا﴾: القرآن. ﴿ويزكيكم﴾: ويطهركم من الكفر والمعاصي. ﴿الكتاب والحكمة﴾: القرآن والسنن والفقه في الدين. ﴿ما لم تكونوا تعلمون﴾: ما لا سبيل إلى معرفته إلا بالوحي. ﴿فاذكروني﴾: بالطاعة والدعاء والتوبة والإخلاص. ﴿أذكركم﴾: بالمغفرة أو بالثناء والعطاء وإجابة الدعاء والعفو. ﴿ولا تكفرون﴾: ولا تجحدون نعمائي. ﴿استعينوا﴾: اطلبوا العون من الله - سبحانه وتعالى - على قضاء حوائجكم الدنيوية والأخروية.مضمون الآيات الكريمة من (146) إلى (153) من سورة «البقرة»:
1- يخبر - سبحانه وتعالى - أن علماء أهل الكتاب يعرفون صدق ما جاءهم به الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصفته، كما يعرف أحدهم ولده من بين أبناء الناس كلهم، ولكن فريقًا منهم يكتمون ما يعرفونه.2- ثم يأمر الله الناس باستقبال المسجد الحرام من جميع أنحاء الأرض، فذلك هو الحق من الله الذي يحبه ويرتضيه حتى لا يكون لأحد حجة، ولا يجوز أن يخشى المؤمنون إلا ربهم.3- ثم تذكر المؤمنين بما أنعم الله به عليهم من بعثة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - إليهم، يتلو عليهم آيات الله ويعلمهم القرآن والسنة والتفقه في الدين، وأن يذكروا ربهم ويشكروه ولا يجحدوا فضله.4- ثم توجه الآيات النداء إلى عباد الله المؤمنين ليستعينوا في جميع أمورهم الدنيوية والأخروية بالصبر والصلاة.دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (147) إلى (153) من سورة «البقرة»:1- المؤمن لا يخشى أحدًا إلا الله؛ لأنه يعلم أن القوة لله جميعًا.2- الإيمان وامتثال أوامر الله هو تمام النعمة وكمالها.3- الاستعانة في جميع الأمور بالصبر والصلاة امتثالاً لأمر الله - سبحانه وتعالى - وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، أي إذا اشتد عليه أمر لجأ إلى الصلاة يستعين بها على ما أصابه - فهي راحته وزوال همه وكربه ﴿ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾.
معاني المفردات الآيات من (154) إلى (160) من سورة «البقرة»:

﴿ي*** في سبيل الله﴾: الشهداء. ﴿ولنبلونكم﴾: ولنختبرنكم. ﴿صلوات﴾: مغفرة ورحمة. ﴿الصفا والمروة﴾: اسم لجبلين بمكة بمقربة من البيت الحرام. ﴿شعائر الله﴾: معالم دينه في الحج والعمرة. ﴿فلا جناح﴾: فلا إثم ولا حرج. ﴿يطوف بهما﴾: يسعى بينهما. ﴿ومن تطوع خيرًا﴾: ومن تطوع بالحج والعمرة بعد قضاء حجته المفروضة، أو فعل خيرًا. ﴿البينات﴾: الآيات والدلائل الواضحات. ﴿في الكتاب﴾: في التوراة أو في الكتب السماوية. ﴿يلعنهم الله﴾: يطردهم من رحمته. ﴿وأصلحوا﴾: وأصلحوا ما أفسدوه بالكتمان. ﴿وبينوا﴾: ووضحوا للناس حقيقة ما أنزل الله. ﴿ولا هم ينظرون﴾: لا يؤخرون عن العذاب لحظة واحدة.مضمون الآيات الكريمة من (154) إلى (163) من سورة «البقرة»:
1- الشهداء الذين يموتون في سبيل الله أحياء عند الله يرزقون.2- الله يختبر عباده بشيء يسير من أنواع البلاء مثل: الخوف والجوع وذهاب بعض الأموال، فينجح الصابرون ويفوزون بأعظم نتيجة.3- ثم تقرر الآيات أن السعي بين الصفا والمروة أحد مناسك الحج والعمرة، لا يصح التفريط فيه.4- ثم بينت الآيات أن الذين يخفون ما أنزل الله من الآيات الدالة على صدق محمد، وأنه رسول من عند الله، هؤلاء قد حرفوا التوراة والإنجيل ويستحقون اللعنة من الله، أي: الطرد من رحمته.5- ثم تفتح باب التوبة لمن رجع إلى الله وأصلح أمره بالإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ، وتعلن وحدانية الله وأنه لا شريك له.دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (154) إلى (163) من سورة «البقرة»:1- الشهداء أحياء عند الله يرزقون، فعلى المؤمنين أن يجاهدوا لإعلاء كلمة الله، ونصرة دينهم.2- الله - تبارك وتعالى - يختبر عباده بأنواع من البلاء مثل الخوف والجوع، ليميز المؤمنين الصابرين من غيرهم.3- التطوع بالحج والعمرة في غير الفريضة من مظاهر كمال الإيمان، وكذلك التطوع بجميع خصال الخير وأنواع القربات الزائدة على الفرائض.4- اليهود والنصارى كتموا صفات النبي - صلى الله عليه وسلم - مع علمهم بها؛ لصد الناس عن الإيمان به، فخانوا بذلك أمانة العلم التي جعلها الله في أعناقهم.

ابو وليد البحيرى
31-05-2015, 09:44 PM
تفسير سورة "البقرة" للناشئين


أ. د. عبدالحليم عويس



[الآيات 164 : 176]



معاني المفردات الآيات من (164) إلى (169) من سورة «البقرة»:

﴿ اختلاف الليل والنهار ﴾: تعاقبهما بنظام محكم. ﴿ الفلك ﴾: السفن. ﴿ أحيا به الأرض ﴾: أحيا بالمطر الزروع والأشجار. ﴿ بث فيها ﴾: فرق ونشر في الأرض بطريق التوالد. ﴿ من كل دابة ﴾: من كل ما يدب على الأرض. ﴿ وتصريف الرياح ﴾: وتقليب الرياح في مهابها وأحوالها. ﴿ المسخر ﴾: المذلل بقدرة الله - عز وجل -.﴿ لآيات ﴾: لدلائل على قدرة الله. ﴿ أندادًا ﴾: أمثالاً وشركاء من الأوثان يعبدونها. ﴿ الذين اتُّبعوا ﴾: المتبوعون من الرؤساء والعظماء. ﴿ الذين اتَّبعوا ﴾: الأتباع الضعاف المقلدون. ﴿ تقطعت بهم الأسباب ﴾: تفرقت الصلات والروابط التي كانت بينهم في الدنيا من نسب وصداقة وعهود. ﴿ كرة ﴾: عودة إلى الدنيا. ﴿ حسرات ﴾: ندامات شديدة. ﴿ حلالاً طيبًّا ﴾: مما أحله الله لكم من الطيبات. ﴿ خطوات الشيطان ﴾: طرقه وآثاره وأعماله. ﴿ عدو مبين ﴾: عدو ظاهر العداوة. ﴿ بالسوء ﴾: بالمعاصي والذنوب، وبما يسيء إلى صاحبه ويخزيه. ﴿ الفحشاء ﴾: ما عظم قبحه من الذنوب، أي كبائر الذنوب التي ينكرها العقل والشرع.

مضمون الآيات الكريمة من (164) إلى (169) من سورة «البقرة»:

1 - تسوق الآيات بعض الأدلة على وحدانية الله - سبحانه وتعالى - وقدرته: في خلق السموات وما فيها من الكواكب، وفي خلق الأرض وما عليها من جبال ومنا فيها من معادن وبحار وأنهار... إلى آخر ما في الآية.

2 - ثم تبين فساد عقيدة بعض الناس ونقص عقولهم، فهم يتخذون من غير الله أمثالاً كالأصنام فيعبدونها ويعظمونها، فيسوون بينها وبين الخالق المنعم في المحبة والطاعة والتعظيم، أما المؤمنون فهم أكثر حبًّا لله من حب المشركين لأصنامهم، ولو علم هؤلاء المشركون أن القدرة لله وحده، وأن ما يعبدونه من دون الله لا ينفعهم لندموا أشد الندم، وفي يوم القيامة يتبرأ المتبوعون ممن اتبعهم في الدنيا حين يشاهدون العذاب.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (164) إلى (169) من سورة «البقرة»:
1 - التفكير في مخلوقات الله - سبحانه وتعالى - ومظاهر قدرته يصفي النفوس ويسمو بالأرواح ويقوي الإيمان.

2 - أحل الله الطيبات وحرم الخبائث، فلم يمنع الناس أن يتمتعوا ويأكلوا مما في الأرض مما يستطيبه الشرع، وتقبله النفوس المستقيمة أكلاً حلالاً، عن طريق الكسب المشروع.

3 - يجب أن نحتاط من وساوس الشيطان ولا نتبع خطواته، فلا نحل ما حرم الله، ولا نحرم ما أحل الله.

معاني المفردات الآيات من (170) إلى (176) من سورة «البقرة»:

﴿ ألفينا ﴾: وجدنا. ﴿ ولا يهتدون ﴾: لا يهتدون إلى الحق. ﴿ ينعق ﴾: يصوت ويصيح. ﴿ صم ﴾: مثل الصم الذين لا يسمعون. ﴿ بكم ﴾: خرس عن النطق بالحق. ﴿ ما أهل به لغير الله ﴾: ما ذكر عند ***ه اسم غير اسم الله من الأصنام وغيرها. ﴿ غير باغ ﴾: غير طالب للمحرم من أجل اللذة. ﴿ ولا عاد ﴾: ولا متجاوز ما يسد حاجة الضرورة. ﴿ فلا إثم عليه ﴾: فلا ذنب عليه. ﴿ ولا يزكيهم ﴾: ولا يطهرهم من دنس ذنوبهم ولا يثنى عليهم. ﴿ اشتروا الضلالة بالهدى ﴾: تركوا الهدى والحق، وساروا في الضلالة والتكذيب والكفر بمحمد - صلى الله عليه وسلم -. ﴿ والعذاب بالمغفرة ﴾: وفضلوا العذاب - بسبب أفعالهم القبيحة وكفرهم - على المغفرة. ﴿ فما أصبرهم على النار ﴾: فما أدومهم على عمل المعاصي التي تؤدي بهم إلى النار. ﴿ نزل الكتاب بالحق ﴾: أنزل على رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -، وعلى الأنبياء قبله، كتبه بإحقاق الحق وإبطال الباطل. ﴿ شقاق بعيد ﴾: خلاف ونزاع بعيد عن الحق.

مضمون الآيات الكريمة من (170) إلى (176) من سورة «البقرة»:

1 - تبيِّن الآيات أن هؤلاء الكافرين إذا طلب منهم أن يتبعوا ما أوحى الله به إلى رسوله؛ يصرون على باطلهم، وعلى ما ورثوا عن الآباء والأجداد من ألوان الشرك والمعاصي.

2 - وتمثل الآيات موقف الدعاة من الكافرين وإعراض هؤلاء الكافرين عنهم، وعن دعوتهم بموقف الداعي من ماشيته، يصيح بها فتسمع منه مجرد صياح ونداء دون أن تفهم شيئًا، هكذا موقف الكافرين.

3 - وتذكر الآيات أن الله - سبحانه وتعالى - أحل لعباده الطيبات من الرزق، ولم يحرم من الطعام إلا الخبيث الضار، وأن من ألجأته الضرورة إلى أكل شيء من هذه المحرمات حل له ذلك بالقدر الذي يحفظ حياته.

4 - ثم تحدثت عن الذين يخفون صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - المذكورة في التوراة وعن الجزاء الذي ينتظرهم في الآخرة.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (170) إلى (176) من سورة «البقرة»:
1 - لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فعلينا ألا نقلد الآخرين في أي شيء يغضب الله - عز وجل.

2 - الذين لا يستجيبون للحق شأنهم شأن البهائم كأنهم صم، بكم، عمي؛ لا يعقلون ولا يتدبرون ولا يفهمون.

3 - حالة الاضطرار تبيح للإنسان الأكل مما حرمه الله كالميتة وغيرها بشرط ألا يكون في ذلك مجاوزة للحد أو طلب للذة.

ابو وليد البحيرى
09-06-2015, 05:54 AM
تفسير سورة "البقرة" للناشئين


أ. د. عبدالحليم عويس


(الآيات 177 : 190)



معاني المفردات الآيات من (177) إلى (181) من سورة «البقرة»:

﴿البر﴾: كلمة جامعة لأنواع الطاعات وأعمال الخير. ﴿أن تولوا وجوهكم﴾: أن تتجهوا وقت الصلاة. ﴿قبل﴾: تجاه. ﴿الكتاب﴾: الكتب السماوية. ﴿وآتى المال على حبه﴾: وبذل المال عن رغبة فيه وحرص عليه. ﴿ذوي القربى﴾: أقاربه. ﴿ابن السبيل﴾: المسافر الذي انقطع عن أهله. ﴿الرقاب﴾: لتحرير العبيد من الرق (العبودية) أو الأسر. ﴿البأساء﴾: ما يصيب الناس في الأموال كالفقر. ﴿الضراء﴾: ما يصيب الناس في الأنفس كالمرض. ﴿حين البأس﴾: وقت القتال في سبيل الله. ﴿عفي له من أخيه﴾: ترك له من ولي المقتول وذلك بأن يقبل أهل القتيل الدية بدلاً من القصاص في ال*** العمد. ﴿فاتباع بالمعروف﴾: فعلى من قبل الدية أن يطالب القاتل بها من غير *** ولا إرهاق. ﴿وأداء إليه بإحسان﴾: وعلى القاتل أداء الدية إلى من عفوا عنه (أهل المقتول) من غير تأخير ولا نقص ولا ضرار. ﴿الوصية﴾: وجب عليه الإيصاء. ﴿بالمعروف﴾: بالمعدل. ﴿بعد ما سمعه﴾: بعد ما علمها من وصي أو شاهد. إثمه: ذنب هذا التبديل.
مضمون الآيات الكريمة من (177) إلى (181) من سورة «البقرة»:
1- ترد الآيات على المنافقين واليهود الذين اتخذوا حادث تحويل القبلة فرصة للتشنيع على المسلمين والتشكيك في معتقداتهم وشرائعهم.
2- ثم تتحدث عن القصاص في ال*** العمد والتكافؤ فيه، بحيث ي*** القاتل دون غيره حفظًا لكيان الأسرة والمجتمع، وإذا عفا أهل القتيل عن القصاص فمن حقهم أخذ الدية، وتبين أن الله - سبحانه وتعالى - جعل في القصاص حياة؛ لأن القاتل سيمتنع عن *** غريمه إذا علم أنه سي*** قصاصًا.
3- ثم أمرت الآيات بالوصية للوالدين والأقربين قبل الوفاة، وحذرت من تبديل الوصية إلا عند الخوف من ظلم الموصي لأحد أو خطئه.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (177) إلى (181) من سورة «البقرة»:
1- ليس البر في التوجه شرقًا أو غربًا وإنما في الإيمان بالله - سبحانه وتعالى - وباليوم الآخر، وبالملائكة إلى آخر ما في الآية من أعمال البر.
2- تشريع القصاص فيه صلاح للمؤمنين وسعادة وأمن لهم وللمجتمع كله.
3- الاعتداء على غير القاتل نوع من العصبية الجاهلية التي حاربها الإسلام.
4- تجب المماثلة في القصاص حتى لا ينتشر البغي والظلم والعدوان.
5- يقوم بالقصاص ولي الأمر (أي الحاكم) وليس أولياء القتيل حتى لا يظلموا ولا يزيدوا عن حقهم.
6- الاهتمام بأمر الوالدين والقيام على رعايتهما وحسن معاشرتهما، وإذا كان الوالدان كافرين فهما لا يرثان ابنهما، وعليه أن يوصي لهما بجزء من ماله؛ إكرامًا لهما، واعترافًا بفضلهما.
معاني المفردات الآيات من (182) إلى (186) من سورة «البقرة»:

﴿جنفا﴾: ظلمًا أو ميلاً عن الحق خطأ وجهلاً. ﴿ إثمًا﴾: ارتكابًا للظلم عمدًا. ﴿الصيام﴾: هو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع مع النية من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. ﴿كما كتب على الذين من قبلكم﴾: كما فرض على الأمم السابقة. ﴿الذين يطيقونه﴾: الذين يستطيعونه ويتحملونه بمشقة وعسر مثل الضعفاء والمرضى مرضًا طويلاً، وكبار السن، والعاملين المجهدين في عملهم المستمر الشاق. ﴿فدية﴾: الفدية: ما يفدى به الإنسان نفسه من مال وغيره، بسبب تقصير وقع منه في عبادة من العبادات. ﴿طعام مسكين﴾: أي قدر الفدية عن كل يوم طعام مسكين وجبتين مشبعتين. ﴿فمن تطوع خيرًا﴾: فمن زاد في الفدية بأن يزيد في الإطعام على مسكين واحد أو يطعم المسكين أكثر من القدر الواجب أو يصوم مع الفدية. ﴿هدى للناس﴾: طريق هداية وخير سعادة للناس في الدنيا والآخرة. ﴿وبينات من الهدى والفرقان﴾: وفارق بين الهدى والضلال، وبين الحق والباطل. ﴿فمن شهد منكم الشهر﴾: فمن رأى هلال رمضان أو علم به. ﴿ولتكملوا العدة﴾: وعليكم أن تكملوا عدد أيام رمضان ثلاثين يومًا إذا لم تثبت رؤية هلال شوال. ﴿على ما هداكم﴾: لهدايته لكم إلى الإسلام، وتوفيقكم إلى أداء الصوم.
مضمون الآيات الكريمة من (182) إلى (186) من سورة «البقرة»:
1- فرض الله الصيام على عباده المؤمنين كما فرضه على الأمم السابقة؛ لأنه إحدى السبل إلى تقوى الله. ثم ذكرت الآيات أنه أيام معدودات (وهي أيام شهر رمضان)؛ ويجوز للمريض والمسافر أن يفطرا ويقضيا أيامًا بعدد الأيام التي أفطرا فيها.
2- شهر رمضان شهر ابتداء نزول القرآن الذي جعله الله هداية وضياءً وفرقانًا بين الحق والباطل وبين الحلال والحرام، وسبيلاً إلى السعادة في الدنيا والآخرة، وأن الله - سبحانه وتعالى - قريب من عباده، يجيب دعوة الداعين.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (182) إلى (186) من سورة «البقرة»:
1- الصيام يربي النفس على خشية الله ومراقبته في السر والعلن، ويدرب المؤمن على إخلاص العمل لله وتقواه.
2- رمضان شهر مبارك بنزول القرآن الكريم فيه، وبفريضة الصوم، وبليلة القدر، وبمضاعفة الثواب.
3- الإيمان والأعمال الصالحة شرط في قبول الدعاء، والله قريب من عباده، يجيب من دعاه.
4- أباح الله - سبحانه وتعالى - الفطر للمريض وللمسافر وأصحاب الأعذار، كما أباح الله للشيخ الكبير والمرأة العجوز، والمرضى بأمراض مزمنة أن يفطروا ويطعموا مسكينًا عن كل يوم، ومن زاد فهو خير له.
معاني المفردات الآيات من (186) إلى (190) من سورة «البقرة»:

﴿الرفث﴾: الجماع ودواعيه. ﴿هن لباس لكم﴾: نساؤكم سكن أو ستر لكم عن الحرام. ﴿تختانون﴾: الاختيان من الخيانة، وهو تحرك شهوة الإنسان للوقوع في الخيانة. ﴿باشروهن﴾: جامعوا زوجاتكم إن شئتم في ليالي الصيام حتى يبدأ الصيام من الفجر. ﴿وابتغوا ما كتب الله لكم﴾: واطلبوا ما قسم الله لكم من النسل، ومن المكان الذي كتبه الله لكم وأحله، لا فيما حرم الله. ﴿الخيط الأبيض﴾: أول ما يبدو من الفجر. ﴿الخيط الأسود﴾: ما يمتد من سواد الليل. (شبها بخيطين أبيض وأسود لامتدادهما). ﴿عاكفون﴾: مقيمون، ملازمون. ﴿ولا تأكلوا أموالكم بينكم﴾: لا يأكل بعضكم مال بعض، أي لا يحصل عليه بالباطل (كالسرقة، والغضب، والرشوة، والربا، والقمار...إلخ). ﴿وتدلوا بها إلى الحكام﴾: وتدفعوا بها إلى الحاكم بطريق الرشوة. ﴿لتأكلوا فريقًا من أموال الناس بالإثم﴾: لتقتطعوا طائفة من أموال الناس المحرمة عليكم من غير وجه حق عن طريق الرشوة أو شهادة الزور أو الأيمان الكاذبة، وغير ذلك. ﴿الأهلة﴾: جمع هلال. ﴿مواقيت للناس﴾: أوقات للناس يعرفون بها مواعيد الصوم والزكاة والحج وغير ذلك.
مضمون الآيات الكريمة من (187) إلى (190) من سورة «البقرة»:
1- تبيِّن الآيات أن الله - سبحانه وتعالى - أباح للناس مباشرة النساء والتمتع بهن في ليالي رمضان، وأن المرأة ستر للرجل وسكن له وهو لها كذلك، وهذه العلاقة بين الرجل وزوجته لا تجوز وقت الاعتكاف؛ لأنه وقت انقطاع للعبادة.
2- ثم يحذر الله - سبحانه وتعالى - عباده من أكل أموال الناس بالباطل، عن طريق التقاضي بشأنها أمام الحكام اعتمادًا على المغالطة، والتحايل، والزور، فحكم الحاكم لا يحل حرامًا ولا يحرم حلالاً.
3- ثم تجيب عن السؤال عن الأهلة بأن الله - سبحانه وتعالى - جعلها مواقيت للناس في عباداتهم ومعاملاتهم وتجاراتهم، وتصحح عادة جاهلية هي إتيان البيوت من ظهورها بدلاً من أبوابها في مناسبات معينة، موضحة أن الخير في تقوى الله - سبحانه وتعالى - آمرة بأن يأتوا البيوت من أبوابها، وأن يتقوا الله حتى يتحقق لهم الفلاح.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (187) إلى (190) من سورة «البقرة»:
1- يباح للصائمين أن يأكلوا ويشربوا ليلاً إلى قبيل الفجر، ومن السنة أن نؤخر السحور حتى لا ننام قبل أن نصلي الفجر.
2- لا يجوز تعدي حدود الله ولا تجاوز أوامره ونواهيه؛ إذ في الالتزام بها الخير والسعادة.
3- من فوائد الأهلة معرفة مواقيت العبادات من صيام وحج ومعرفة مواعيد المعاملات والعدة للنساء، وغير ذلك.

العشرى1020
09-06-2015, 06:54 PM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك

ابو وليد البحيرى
15-06-2015, 06:39 PM
تفسير سورة "البقرة" للناشئين


أ. د. عبدالحليم عويس



[الآيات 191 : 210]


معاني المفردات الآيات من (191) إلى (196) من سورة «البقرة»:

﴿ثقفتموهم﴾: صادفتموهم، وأدركتموهم. ﴿من حيث أخرجوكم﴾: كما أخرجوكم من مكة. ﴿ الفتنة ﴾: الشرك بالله. ﴿فتنة﴾: المقصود بها هنا الشرك. ﴿ويكون الدين لله﴾: ويصبح دين الله هو الظاهر العالي على سائر الأديان. ﴿الشهر الحرام﴾: الذي حرم الله فيه القتال. ﴿بالشهر الحرام﴾: أي إذا قاتلوكم في الشهر الحرام فقاتلوهم فيه. ﴿والحرمات﴾: جمع الحرمة، وهي ما لا يحل انتهاكه. ﴿ قصاص﴾: مساواة ومجازاة بمثل الفعل. ﴿الحج﴾: قصد البيت الحرام للنسك في أشهر الحج. ﴿والعمرة﴾: قصد البيت الحرام للنسك في أي وقت من العام دون تقيد بأشهر معلومة كالحج. ﴿أحصرتم﴾: منعتم عن الإتمام بعد الإحرام. ﴿من الهدى﴾: مما يهدي إلى البيت من الإبل أو البقر أو الغنم. ﴿محله﴾: الموضع الذي يحل به *** الهدي، وهو الحرم أو مكان الإحصار. ﴿ففدية﴾: فعليه إذا حلق رأسه فدية. ﴿نسك﴾: ذبيحة، والمراد هنا شاة. ﴿فمن تمتع بالعمرة إلى الحج﴾: فمن اعتمر في أشهر الحج، واستمتع بما يستمتع به غير المحرم من الطيب والنساء وغيرها.
مضمون الآيات الكريمة من (190) إلى (196) من سورة «البقرة»:
1- يأمر الله - سبحانه وتعالى - النبي والمؤمنين بالقتال في سبيل الله وإعزاز دينه، ويحذرهم من العدوان، كما يأمرهم بأن ي***وا المشركين أينما أدركوهم.
2- ثم بينت الآيات أن ما فعله المشركون من إيذاء المؤمنين و*****هم، وتشريدهم ومصادرة أموالهم أشد قبحًا من ال***، وحذرت المؤمنين من القتال عند المسجد الحرام إلا إذا بدأ المشركون بالقتال فيه.
3- كما بينت أنه إذا هتك المشركون حرمة الشهر الحرام، وقاتلوا المسلمين فيه، فعلى المسلمين أن يقاتلوهم فيه أيضًا دفاعًا عن دينهم وأنفسهم، وردًّا للعدوان بالمثل.
4- ثم أمر الله بالجهاد بالمال بعد الأمر بالجهاد بالأنفس؛ لنصرة الدين وحذر من الضعف والاستسلام.
5- ثم بينت الآيات بعض الأحكام التي تتعلق بهاتين الشعيرتين (الحج والعمرة).
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (191) إلى (196) من سورة «البقرة»:
1- الإسلام لا يكره أحدًا على الدخول فيه، ولكنه يطلب من المسلمين أن يدافعوا عنه.
2- فتنة المؤمنين بالاضطهاد وال***** والتشريد مثل ال*** بل أشد منه.
3- الجهاد بالمال كالجهاد بالنفس، وتركهما سبب للهلاك.
4- إذا منع المحرم من إتمام النسك بسبب عدو أو مرض، وأراد أن يتحلل من إحرامه، عليه أن ي*** ما تيسر له من بدنة (ناقة) أو بقرة أو شاة، ولا يتحلل قبل وصول الهدي المكان الذي يحل ***ه فيه. أما من كان مريضًا أو به أذى في رأسه فإنه يحلق وعليه فدية.
معاني المفردات الآيات من (197) إلى (202) من سورة «البقرة»:

﴿الحج أشهر معلومات﴾: وهي شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة. ﴿فمن فرض فيهن الحج﴾: فمن ألزم نفسه الحج بالإحرام. ﴿ فلا رفث ﴾: فلا جماع لزوجته ولا ما يدعو إليه من الإفحاش للمرأة بالكلام. ﴿ولا فسوق﴾: ولا خروج عن طاعة الله - سبحانه وتعالى - ولا فجور. ﴿ولا جدال﴾: ولا مجادلة ولا مخاصمة مما يكثر عادة بين الرفقة والخدم في السفر. ﴿الزاد﴾: ما يتزود به الإنسان من طعام وشراب لسفره، والمراد به: التزود للآخرة بالأعمال الصالحة. ﴿ جناح ﴾: حرج وإثم.﴿ أن تبتغوا ﴾: أن تطلبوا. ﴿فضلاً﴾: رزقًا، بالتجارة والاكتساب في الحج. ﴿أفضتم من عرفات﴾: اندفعتم وسرتم راجعين من جبل عرفات بكثرة. ﴿ المشعر الحرام ﴾: المزدلفة كلها أو جبل «قزع». ﴿من حيث أفاض الناس﴾: من حيث ينزل الناس من عرفات لا من المزدلفة (والخطاب لقريش؛ لأنهم كانوا يترفعون عن الناس). ﴿مناسككم﴾: عباداتكم التي أمرتم بها في الحج أو أعمال مناسككم. ﴿كذكركم آباءكم﴾: كما كنتم تذكرون آباءكم وتعدون مفاخرهم. خلاق: نصيب من الخير أو قدر من رحمة الله.
مضمون الآيات الكريمة من (197) إلى (202) من سورة «البقرة»:
1 - بين - سبحانه وتعالى - أشهر الحج، فلا يصح الإحرام بالحج إلا فيها، وأمر من ألزم نفسه الحج أن يتجرد عن عاداته؛ لأنه مقبل على الله.
2 - ثم بين - سبحانه وتعالى - أن الكسب في أيام الحج مباح.
3 - ثم أمر - سبحانه وتعالى - الناس بعد أن يدفعوا من عرفات يوم التاسع من ذي الحجة مساءً أن يذكروا الله عند المشعر الحرام بالدعاء والتكبير والتلبية، وأن يشكروه على نعمه وأهمها نعمة الإيمان والطاعة، وبين - سبحانه وتعالى - أن من الناس من يطلب من الله مطالب دنيوية ولا يهتم بنصيبه في الآخرة، ومنهم من يطلب سعادة الدنيا والآخرة معًا، وهؤلاء لهم نصيب من *** أعمالهم، والله سريع الحساب لا يضيع عنده مثقال ذرة.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (197) إلى (202) من سورة «البقرة»:
1- من أوجب على نفسه الحج وأحرم به فعليه أن يتجنب الأمور التي تنافي أدب الحج، وعليه أن يتجرد لله - سبحانه وتعالى - وأن يتزود من الأعمال الصالحة التي تقربه من الله - عز وجل -، وأن يكثر من التلبية والدعاء والصدقات، والصلاة وبخاصة في الحرم الشريف.
2- لا مانع من أن يتكسب الحاج ويتاجر، فالتجارة الدنيوية لا تنافي العبادة الدينية.
3- قضى الإسلام على كثير من عادات الجاهلية المرذولة التي تنافي تشريعاته السمحة كالتكبر والتفاخر بالآباء وغير ذلك، وحث على المساواة والإكثار من ذكر الله، وطلب الدنيا والآخرة معًا، والعمل لهما جميعًا، فإن الدنيا طريق إلى الآخرة.
معاني المفردات الآيات من (203) إلى (210) من سورة «البقرة»:

﴿واذكروا الله في أيام معدودات﴾: أيام التشريق الثلاثة بعد يوم النحر وهي: الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة. ﴿فمن تعجل في يومين﴾: من استعجل بالذهاب من منى بعد تمام يومين من أيام التشريق، أي في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة. ﴿فلا إثم عليه﴾: فلا حرج. ﴿ومن تأخر﴾: ومن تأخر في منى حتى رمي الجمار في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة. ﴿تحشرون﴾: تجمعون للحساب. ﴿ألد الخصام﴾: شديد العداوة والجدال في الباطل. ﴿تولى﴾: أدبر وانصرف. ﴿الحرث﴾: الزرع. ﴿والنسل﴾: الذرية. ﴿أخذته العزة بالإثم﴾: حملته الحمية والأنفة على الإثم، وألزمته الذنوب. ﴿فحسبه جهنم﴾: فنار جهنم كافيته جزاءً وعقابًا. ﴿لبئس المهاد﴾: جهنم أسوأ فراش ومضجع. ﴿يشري نفسه﴾: يبيعها، وذلك ببذلها والتضحية بها في طاعة الله. ﴿ فإن زللتم ﴾: فإن انحرفتم عن الصواب، وضللتم عن الحق. ﴿البينات﴾: الآيات الواضحات. ﴿هل ينظرون﴾: استفهام في معنى النفي، أي ما ينظرون. ﴿في ظلل من الغمام﴾: في طاقات من السحاب الأبيض الرقيق، والظلل: جمع ظلة وهي ما أظلك.
مضمون الآيات الكريمة من (203) إلى (210) من سورة «البقرة»:
1- يأمر الله - سبحانه وتعالى - عباده أن يذكروا الله في أيام معدودات، فيكبروه في أعقاب الصلوات، وعند *** الهدى والأضاحي ورمي الجمار، وغير ذلك، وأن من استعجل العودة من الحج في يومين بعد يوم النحر، فلا إثم عليه، ومن انتظر إلى ثالث أيام التشريق، فلا إثم عليه أيضًا.
2- وترسم الآيات ملامح نموذجين من البشر مختلفين تمامًا، النموذج الأول للشخص الذي يعجبك مظهره، وينطوي داخله على الشر، فإذا دعى إلى الصلاح وتقوى الله لم يرجع إلى الحق، ولم يحاول إصلاح نفسه، والنموذج الثاني للمؤمن الصادق الذي يبذل نفسه كلها لمرضاة الله، لا يبخل بشيء منها ولا يحسب لذاته حسابًا في سعيه وعمله؛ لأنه يفنى في الله، ويتوجه إلى الله بكيانه كله.
3- ثم توجه الآيات نداءً للمؤمنين أن يستسلموا لله بكليتهم دون تردد وبلا تباطؤ.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (203) إلى (210) من سورة «البقرة»:
1- من الناس من يعجبك حديثه، وعذوبة قوله، وكلامه المعسول عن الخير والبر والصلاح، ويظهر للناس تقواه، ونفسه في الحقيقة خالية من كل خير، فظاهره متناقض مع باطنه، فيجب الحذر من مثل هؤلاء الناس، وألا نتصف بصفاتهم؛ لما تنطوي عليه نفوسهم من الحقد والشر والغدر والفساد.
2- وهناك صنف آخر من الناس يبيع نفسه كلها لله، ولا يرجو إلا مرضاته، فلا يبخل بشيء في سبيل دينه وعقيدته ومرضاة ربه، فعلينا أن نقتدي بمثل هؤلاء، وأن نكون منهم؛ لنسعد في الدنيا والآخرة.
3- الحذر من الشيطان وعدم اتباع خطواته، مع الاستقامة على دين الله، وتنفيذ شرائع الدين كلها.

العشرى1020
23-06-2015, 09:19 PM
بارك الله فيك اخى الحبيب وجزاك الله خيرا

fulcrum
28-06-2015, 12:51 AM
جعلك الله متالق دائما

fulcrum
28-06-2015, 12:52 AM
جزاك الله كل خير