مشاهدة النسخة كاملة : رمضان .. فرصتُكَ للتغيير
ابو وليد البحيرى 25-04-2015, 04:52 PM حول شهر رجب
موقع الإسلام سؤال وجواب
الحمد لله الواحد القهار والصلاة والسلام على النبي المختار وعلى آله وصحبه الطيبين الأطهار . وبعد :
فالحمد لله القائل : " وربك يخلق ما يشاء ويختار " ، والاختيار هو الاجتباء والاصطفاء الدال على ربوبيته ووحدانيته وكمال حكمته وعلمه وقدرته.
ومن اختياره وتفضيله اختياره بعض الأيام والشهور وتفضيلها على بعض ، وقد اختار الله من بين الشهور أربعة حُرما قال تعالى : " إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض منها أربعة حرم فلا تظلموا فيهن أنفسكم " . وهي مقدرة بسير القمر وطلوعه لا بسير الشمس وانتقالها كما يفعله الكفار .
والأشهر الحرم وردت في الآية مبهمة ولم تحدد اسماؤها وجاءت السُنة بذكرها : فعن أبي بكرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع وقال في خطبته : إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القَعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان . رواه البخاري رقم (1741) في الحج باب الخطبة أيام منى ، ورواه مسلم رقم (1679) في القسامة باب تحريم الدماء.
وسمي رجب مضر لأن مضر كانت لا تغيره بل توقعه في وقته بخلاف باقي العرب الذين كانوا يغيّرون ويبدلون في الشهور بحسب حالة الحرب عندهم وهو النسيء المذكور في قوله تعالى : " إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله " .
وقيل أن سبب نسبته إلى مضر أنها كانت تزيد في تعظيمه واحترامه فنسب إليهم لذلك .
سبب تسميته :
قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة (ص445) :
رجب : الراء والجيم والباء أصلٌ يدل على دعم شيء بشيء وتقويته ... ومن هذا الباب : رجبت الشيء أي عظّمته ... فسمي رجبا لأنهم كانوا يعظّمونه وقد عظمته الشريعة أيضا ..أ.هـ.
وقد كان أهل الجاهلية يسمون شهر رجب مُنصّل الأسنّة كما جاء عن أبي رجاء العطاردي قال : كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرا هو أخيرُ منه ألقيناه وأخذنا الآخر ، فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة ( كوم من تراب ) ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه ثم طفنا به فإذا دخل شهر رجب قلنا مُنصّل الأسنة فلا ندع رمحا فيه حديدة ولا سهما فيه حديدة إلا نزعناه وألقيناه في شهر رجب . [رواه البخاري]
قال البيهقي : كان أهل الجاهلية يعظّمون هذه الأشهر الحرم وخاصة شهرَ رجب فكانوا لا يقاتلون فيه .ا.هـ.
رجب شهر حرام :
إن للأشهر الحرم مكانةً عظيمة ومنها شهر رجب لأنه أحد هذه الأشهر الحرم قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام " .
أي لا تحلوا محرماته التي أمركم الله بتعظيمها ونهاكم عن ارتكابها فالنهي يشمل فعل القبيح ويشمل اعتقاده .
وقال تعالى : " فلا تظلموا فيهن أنفسكم " أي في هذه الأشهر المحرمة . والضمير في الآية عائد إلى هذه الأربعة الأشهر على ما قرره إمام المفسرين ابن جرير الطبري - رحمه الله-
فينبغي مراعاة حرمة هذه الأشهر لما خصها الله به من المنزلة والحذر من الوقوع في المعاصي والآثام تقديرا لما لها من حرمة ، ولأن المعاصي تعظم بسبب شرف الزمان الذي حرّمه الله ؛ ولذلك حذرنا الله في الآية السابقة من ظلم النفس فيها مع أنه - أي ظلم النفس ويشمل المعاصي - يحرم في جميع الشهور.
يتبع
عزتى في دينى 25-04-2015, 09:04 PM جزاكم الله خيراوبارك فيكم
متابعين بأذن الله
ابو وليد البحيرى 25-04-2015, 11:01 PM جزاكم الله خيراوبارك فيكم
متابعين بأذن الله
بارك الله فيكم وفى جهدكم
اسعدنى مروركم الكريم
الموضوع لاعداد النفوس وتجهيزها لتكون
الهمم عالية فى العبادة
إن شاء الله فى رمضان اسال الله أن يبلغنا
جميعا وإياكم رمضان
اللهم اّميييييييييييييييييييييييييييييييييييييين
ابو وليد البحيرى 25-04-2015, 11:04 PM حول شهر رجب
موقع الإسلام سؤال وجواب
الصوم في رجب :
لم يصح في فضل الصوم في رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه .
وإنما يشرع فيه من الصيام ما يشرع في غيره من الشهور ، من صيام الاثنين والخميس والأيام الثلاثة البيض وصيام يوم وإفطار يوم ، والصيام من سرر الشهر وسرر الشهر قال بعض العلماء أنه أول الشهر وقال البعض أنه أوسط الشهر وقيل أيضا أنه آخر الشهر . وقد كان عمر رضي الله عنه ينهى عن صيام رجب لما فيه من التشبه بالجاهلية كما ورد عن خرشة بن الحر قال : رأيت عمر يضرب أكف المترجبين حتى يضعوها في الطعام ويقول : كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية . ( الإرواء 957 وقال الألباني : صحيح)
قال الإمام ابن القيم : ولم يصم صلى الله عليه وسلم الثلاثة الأشهر سردا ( أي رجب وشعبان ورمضان ) كما يفعله بعض الناس ولا صام رجبا قط ولا استحب صيامه .
وقال الحافظ ابن حجر في تبين العجب بما ورد في فضل رجب : لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معيّن ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ وكذلك رويناه عن غيره.
وفي فتاوى اللجنة الدائمة : أما تخصيص أيام من رجب بالصوم فلا نعلم له أصلا في الشرع .
يتبع
ابو وليد البحيرى 26-04-2015, 11:20 PM حول شهر رجب
موقع الإسلام سؤال وجواب
العُمرة في رجب :
دلت الأحاديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في رجب كما ورد عن مجاهد قال : دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبدالله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة رضي الله عنها فسئل : كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أربعا إحداهن في رجب . فكرهنا أن نرد عليه قال : وسمعنا إستنان عائشة أم المؤمنين ( أي صوت السواك ) في الحجرة فقال عروة : يا أماه يا أم المؤمنين ألا تسمعين ما يقول أبو عبدالرحمن ؟ قالت : ما يقول ؟ قال : يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمرات إحداهنّ في رجب . قالت : يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهد ( أي حاضر معه ) وما اعتمر في رجب قط . متفق عليه وجاء عند مسلم : وابن عمر يسمع فما قال لا ولا نعم .
قال النووي : سكوت ابن عمر على إنكار عائشة يدل على أنه كان اشتبه عليه أو نسي أوشك.
ولهذا كان من البدع المحدثة في مثل هذا الشهر تخصيص رجب بالعمرة واعتقاد أن العمرة في رجب فيها فضل معيّن ولم يرد في ذلك نص إلى جانب أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنه أنه اعتمر في رجب قال الشيخ علي بن إبراهيم العطار المتوفى سنة 724هـ : ومما بلغني عن أهل مكة زادها الله شرفا اعتياد كثرة الاعتمار في رجب وهذا مما لا أعلم له أصلا بل ثبت في حديث أن الرسول صلى الله عليه قال : عمرة في رمضان تعدل حجة .
وقال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله في فتاويه : أما تخصيص بعض أيام رجب بأي شيء من الأعمال الزيارة وغيرها فلا أصل له لما قرره الإمام أبو شامة في كتاب البدع والحوادث وهو أن تخصيص العبادات بأوقات لم يخصّصها بها الشرع لا ينبغي إذ لا فضل لأي وقت على وقت آخر غلآ ما فضله الشرع بنوع من العبادة أو فضل جميع أعمال البر فيه دون غيره ولهذا أنكر العلماء تخصيص شهر رجب بكثرة الاعتمار فيه ا.هـ.
ولكن لو ذهب الإنسان للعمرة في رجب من غير اعتقاد فضل معيّن بل كان مصادفة أو لأنّه تيسّر له في هذا الوقت فلا بأس بذلك
Mo7amedElsayed 26-04-2015, 11:25 PM سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
ابو وليد البحيرى 27-04-2015, 09:39 PM أحاديث رجبية غير صحيحة منتشرة في المنتديات
عباس فهد رحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين:
أولا: تأمل أخي القارئ ما قاله الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى -فيما يخص فضائل شهر رجب فإن كلامه ضابط في هذا الباب.
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى -: لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه..حديث صحيح يصلح للحجة، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ، رويناه عنه بإسناد صحيح، وكذلك رويناه عن غيره.ا.هـ.
وقال أيضاً: وأما الأحاديث الواردة في فضل رجب، أو في فضل صيامه، أو صيام شيء منه صريحة: فهي على قسمين: ضعيفة، وموضوعة، ونحن نسوق الضعيفة، ونشير إلى الموضوعة إشارة مفهمة. ا.هـ.
[انظر: كتاب تبيين العجب فيما ورد في فضل رجب للحافظ ابن حجر ص6 وص8، و كتاب السنن والمبتدعات للشقيري ص125].
ثانيا: إليك الأحاديث المنتشرة في المنتديات وهي غير صحيحة مع ذكر المصادر التي حكمت عليها بعدم الصحة وهي كما يلي:
1) حديث: ((اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)) [رواه أحمد والطبراني في الأوسط]
قال عنه الهيثمي: رواه البزار وفيه زائدة بن أبي الرقاد قال البخاري منكر الحديث وجهله جماعة، انظر: كتاب مجمع الزوائد للهيثمي 2 / 165 طبعة دار الريان لعام 1407هـ.. و ضعفه النووي كما في الأذكار والذهبي كما في الميزان 3 / 96 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1995م.
2) حديث: ((فضل شهر رجب على الشهور كفضل القرآن على سائر الكلام)) قال ابن حجر إنه موضوع
انظر: كتاب كشف الخفاء 2 / 110 للعجلوني طبعة مؤسسة الرسالة لعام 1405هـ، و كتاب المصنوع لعلي بن سلطان القاري 1 / 128 طبعة مكتبة الرشد لعام 1404هـ
يتبع
ابو وليد البحيرى 28-04-2015, 10:20 PM أحاديث رجبية غير صحيحة منتشرة في المنتديات
عباس فهد رحيم
حديث: ((رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي)) رواه الديلمي وغيره عن أنس مرفوعا لكن ذكره ابن الجوزي في الموضوعات بطرق عديدة وكذا الحافظ ابن حجر في كتاب تبيين العجب فيما ورد في رجب.
انظر: كتاب فيض القدير للمناوي 4 / 162 و166 طبعة المكتبة التجارية الكبرى لعام 1356هـ، و كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2 / 13 طبعة مؤسسة الرسالة لعام 1405هـ.
4) حديث: ((لا تغفلوا عن أول جمعة من رجب فإنها ليلة تسميها الملائكة الرغائب وذكر الحديث المكذوب بطوله))
انظر: كتاب كشف الخفاء للعجلوني 1 / 95 طبعة مؤسسة الرسالة لعام 1405هـ، و كتاب نقد المنقول للزرعي 1 / 83 طبعة دار القادري لعام 1411هـ.
5) حديث: ((رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات فمن صام يوما من رجب فكأنما صام سنة ومن صام منه سبعة أيام غلقت عنه سبعة أبواب جهنم ومن صام منه ثمانية أيام حسنة له ثمانية أبواب الجنة ومن صام منه عشر أيام لم يسأل الله إلا أعطاه ومن صام منه خمسة عشر يوما نادى مناد في السماء قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل ومن زاد زاده الله وفي رجب حمل الله نوحا فصام رجب وأمر من معه أن يصوموا فجرت سبعة أشهر أخر ذلك يوم عاشوراء اهبط على الجودي فصام نوح ومن معه والوحش شكرا لله - عز وجل - وفي يوم عاشوراء فلق الله البحر لبني إسرائيل وفي يوم عاشوراء تاب الله - عز وجل - على آدم - صلى الله عليه وسلم - وعلى مدينة يونس وفيه ولد إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -))
قال الإمام الذهبي: هذا باطل وإسناد مظلم
و قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالغفور وهو متروك
انظر: كتاب الميزان للذهبي 5 / 62 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1995م، و كتاب مجمع الزوائد للهيثمي 3 / 188 طبعة دار الريان لعام 1407هـ
يتبع
ابو وليد البحيرى 30-04-2015, 04:14 PM أحاديث رجبية غير صحيحة منتشرة في المنتديات
عباس فهد رحيم
.
6) كل أحاديث صلاة الرغائب ليلة أول جمعة من رجب كذب مختلق على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وكل حديث في ذكر صوم رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى
و حديث من صلى بعد المغرب أول ليلة من رجب عشرين ركعة جاز على الصراط بلا نجاسة
و حديث من صام يوما من رجب وصلى ركعتين يقرأ في كل ركعة مئة مرة آية الكرسي وفي الثانية مئة مرة قل هو الله أحد لم يمت حتى ير مقعده من الجنة..
و حديث من صام من رجب كذا وكذا.
قال الإمام أبو عبد الله بن أبي بكر الزرعي المتوفى عام 691 الجميع كذب مختلف كلها
انظر: كتاب نقد المنقول للزرعي 1 / 83 84 طبعة دار القادري لعام 1411هـ
7) حديث: ((من صام ثلاثة أيام من شهرٍ حرامٍ الخميس والجمعة والسبت كتب الله له عبادة تسعمائة سنة). وفي لفظ: (ستين سنة)).
رواه الطبراني في الأوسط 2 / 219 طبعة دار الحرمين لعام 1415هـ وقال: لم يرو هذا الحديث عن مسلمة إلا يعقوب تفرد به محمد بن يحيى. ا.هـ.
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط عن يعقوب بن موسى المدني عن مسلمة ويعقوب مجهول ومسلمة هو ابن راشد الحماني قال فيه حاتم مضطرب الحديث وقال الأزدي في الضعفاء لا يحتج به. اهـ.
انظر: كتاب مجمع الزوائد 3 / 191 طبعة الريان لعام 1407هـ..
و حكم بعدم صحته ابن الجوزي في كتابه العلل المتناهية 2 / 554 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1403هـ.
8) حديث: ((صوم أول يوم من رجب كفارة ثلاث سنين، والثاني كفارة سنتين، ثم كلّ يوم شهراً))
انظر: كتاب فيض القدير للمناوي 4 / 210 طبعة المكتبة التجارية الكبرى لعام 1356هـ.
9) قال العجلوني - رحمه الله تعالى -: من الأحاديث الموضوعة ما جاء في فضيلة أول ليلة جمعة من رجب الصلاة الموضوعة فيها التي تسمى صلاة الرغائب لم تثبت في السنة ولا ثم أئمة الحديث.
انظر: كشف الخفاء للعجلوني 2 / 563 طبعة مؤسسة الرسالة لعام 1405هـ
10) قال الحافظ أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الدمشقي المتوفى 691هـ:
وكل حديث في ذكر صوم رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى كحديث من صلى بعد المغرب أول ليلة من رجب عشرين ركعة جاز على الصراط بلا نجاسة.
انظر: كتاب المنار المنيف 1 / 96 طبعة مكتبة المطبوعات الإسلامية لعام 1403هـ
و الله أعلم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
ابو وليد البحيرى 02-05-2015, 10:59 AM عمرة الرسول صلى الله عليه وسلم في رجب
اجاب عليها فضيلة الشيخ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
السؤال
هل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتمر عمرة في شهر رجب ؟
الجواب
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد.
فالمشهور عند أهل العلم أنه لم يعتمر في شهر رجب وإنما عمَره صلى الله عليه وسلم كلها في ذي القعدة ، وقد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب وذكرت عائشة رضي الله عنها " أنه قد وهم في ذلك " وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في رجب ، والقاعدة في الأصول أن المثبت مقدم على النافي ، فلعل عائشة ومن قال بقولها لم يحفظوا ما حفظ ابن عمر ، والله ولي التوفيق .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ابو وليد البحيرى 03-05-2015, 08:15 PM تخريج الدعاء : " اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان "
عبد اللّه بن محمد زقيل
الحمد لله وبعد؛
عند اقتراب شهر رمضان نسمع الكثير يردد دعاء: " اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان " فما صحة هذا الدعاء من ناحية الصناعة الحديثية؟
وهذا بحث في تخريج الحديث من كتب السنة، مع بيان صحة الحديث أو ضعفه.
أسأل الله أن ينفع به.
1 - نــص الــحــديــث:
جاء في مسند الإمام أحمد (1/259): حدثنا عبد الله، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن زائدة بن أبي الرقاد، عن زياد النميري، عن أنس بن مالك قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبارك لنا في رمضان وكان يقول: ليلة الجمعة غراء ويومها أزهر.
2- تخريج الحديث:
رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة (659) من طريق ابن منيع، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري به.
والبيهقي في شعب الإيمان (3/375) من طريق أبي عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر محمد بن المؤمل، نا الفضل بن محمد الشعراني، عن القواريري به.
وأبو نعيم في الحلية (6/269) من طريق حبيب بن الحسن وعلي بن هارون قالا: ثنا يوسف القاضي، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا زائدة بن أبي الرقاد به.
والبزار في مسنده (مختصر زوائد البزار للحافظ 1/285، 402) من طريق أحمد بن مالك القُشيري عن زائدة به.
والحديث في إسناده علتان:
1 - زائدة بن أبي الرقاد.
قال أبو حاتم: يحدث عن زياد النُميري عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة، ولا ندري منه أو من زياد، ولا أعلم روى عن غير زباد فكنا نعتبر بحديثه.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال أبو داود: لا أعرف خبره.
وقال النسائي: لا أدري من هو.
وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: ليس بحجة.
وقال ابن حجر: منكر الحديث.
2 - زياد بن عبد الله النُميري البصري.
قال يحيى بن معين: ضعيف الحديث.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به.
وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عنه فضعفه.
وقال ابن حبان في المجروحين: منكر الحديث، يروي عن أنس أشياء لا تشبه حديث الثقات، لا يجوز الاحتجاج به.
وقال الدارقطني: ليس بالقوي.
وقال ابن حجر: ضعيف.
3- كلام أهل العلم على الحديث:
- قال البيهقي في شعب الإيمان (3/375): تفرد به زياد النميري وعنه زائدة بن أبي الرقاد قال البخاري: زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري منكر الحديث.
- وقال النووي في الأذكار (ص 274): وروينا في حلية الأولياء بإسناد فيه ضعف.
- وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (3/96) عند ترجمة زائدة وذكر الحديث: أيضا ضعيف.
- وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/165): رواه البزار وفيه زائدة بن أبي الرقاد قال البخاري منكر الحديث وجهله جماعة.
- وقال أيضا (3/140): رواه البزار والطبراني في الأوسط، وفيه زائدة بن أبي الرقاد وفيه كلام وقد وثق.
- وقال ابن علان في الفتوحات الربانية (4/335) نقلا عن الحافظ ابن حجر: قال الحافظ: حديث غريب أخرجه البزار وأخرجه أبو نعيم.
- وقال أحمد البنا في بلوغ الأماني (9/231): وفي حديث الباب زياد النميري أيضا ضعيف، وأورده السيوطي في الجامع الصغير وعزاه إلى للبيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر، وأشار إلى ضعفه، وله طرق أخرى يقوي بعضها بعضا.
ولم يذكر ما هي هذه الطرق؟؟؟
والحديث ليس له إلا طريق زائدة فقط.
- وقال أحمد شاكر في تخريجه للمسند (4/100-101 ح 2346): إسناده ضعيف.
- وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تخريجه لمسند الإمام أحمد (4/180 ح 2346): إسناده ضعيف.
- وقال العلامة الألباني في تخريجه للمشكاة (1/432 ح 1369): وعزاه في الجامع الصغير للبيهقي في " الشعب "، وتعقبه المناوي بقوله: وظاهر صنيع المصنف أن مخرجه رواه وأقره، وليس كذلك، بل عقبه البيهقي بما نصه:...ونقل كلام البيهقي الذي ذكرناه آنفا.
- وقال الدكتور عامر حسن صبري في زوائد عبد الله بن أحمد بن حنبل في المسند (ص198): إسناده ضعيف.
4- فــــوائـــد مــتــمــة للبحث:
1- الحديث من رواية أنس بن مالك وهو في مسند ابن عباس عند الإمام أحمد قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند (4/101) بعد تعقبه للهيثمي في عزوه للحديث للبزار والطبراني في الأوسط فقط:
فنسي في الموضعين أن ينسبه إلى المسند! ومرد ذلك عندي أنه من مسند أنس وأثبت هنا في غير موضعه، أثناء مسند ابن عباس، ولم يذكر في مسند أنس فيما تتبعت. ا. هـ.
2- الحديث من زيادات المسند كما أشار إلى ذلك أحمد شاكر فقال:
وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد. ا. هـ.
والمقصود بزيادات المسند التي من طريق عبد الله بن أحمد هي كما قال الدكتور عامر حسن صبري في زوائد عبد الله بن أحمد (ص 5):
وقد روى عبد الله مجموعة من الأحاديث عن غير أبيه، وبعض هذه الأحاديث لم يروها الإمام أحمد في المسند، وهي ما تسمى عند المحدثين بزيادات عبد الله في السند، ويحتاج لمن يريد معرفتها أن ينظر في شيخ عبد الله فإن كان عن غير أبيه ولم يرو أبوه الحديث من جهة أخرى فهو من الزوائد. ا. هـ.
3- قال المناوي في فيض القدير (5/131):
قال ابن رجب: فيه دليل ندب الدعاء بالبقاء إلى الأزمان الفاضلة لإدراك الأعمال الصالحة فيها فإن المؤمن لا يزيده عمره إلا خيرا. ا. هـ.
وقال أحمد البنا في بلوغ الأماني (9/231):
دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بالبركة في هذه الأشهر الثلاثة يدل على فضلها. وفي تخصيص رمضان بالدعاء منفردا وعدم عطفه على رجب وشعبان دلالة على زيادة فضله. ا. هـ.
والله أعلم.
ابو وليد البحيرى 04-05-2015, 04:06 PM ال*** في رجب لدفع أذى الجن
اجاب عليها فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك
السؤال
ما حكم من ي*** في شهر رجب من كل سنةٍ بقصد دفع أذى الجن؟ ويدَّعي أنه ي***ها لله؟ علماً أنه إذا لم ي*** فإن الجن تؤذيه.
الجواب
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وآله وصحبه،
فال*** للجن من أنواع الشرك الأكبر، لأن ال*** لغير الله تعظيماً وتقرباً خوفاً أو رجاءً هو عبادة لغير الله، وال*** لله من التوحيد، كما قرن الله النسك والنحر بالصلاة في قوله: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام:162]، وقال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر:2]، فهذا الذي ي*** للجن هو مشرك، وإن زعم أنه ي*** لله، فالعبرة بالمقاصد وبالنيات، فإذا كانت النية باطلة وسيئة لم تنفع الدعاوى الكاذبة، فالله سبحانه وتعالى يعلم السرائر.
وإذا كان ي*** للجن لأنه إذا لم ي*** لهم يؤذونه فليس هذا بعذر، بل عليه أن يستعين بالله ويستعيذ به من شرهم، ولا يطيعهم؛ فإنهم يؤذونه من أجل أن يعبدهم ويتقرب إليهم، وقد كان أهل الجاهلية يستعيذون بالجن فيتسلطون عليهم من أجل أن يلجؤوا إليهم كما قال تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإنس يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} [الجن:6]، قال بعض المفسرين: {فزادوهم رهقا}، أي: زاد الجنُّ الإنسَ خوفاً وذعراً، وقال بعضهم: زاد الإنسُ الجنَّ كبراً وطغياناً، فالواجب على هذا الذي ي*** للجن أن يتوب إلى الله وأن يخلص الدين لله وأن لا ي*** إلا لله، وإذا صح توحيده كفاه الله شر أعدائه من الجن والإنس، فعليه أن يتوكَّل على ربه ويعتصم به، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
Mr.Mohamed Hegazy 04-05-2015, 09:59 PM بارك الله فيك اخى الكريم وجزاك كل خير تسلم على هذا الموضوع الجميل والاكثر من رائع
ابو وليد البحيرى 05-05-2015, 02:57 PM جزاكم الله خيرا
ابو وليد البحيرى 05-05-2015, 02:58 PM صوم أيام مخصوصة من شهر رجب
اجاب عليها فضيلة الشيخ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
السؤال
هناك أيام تصام تطوعًا في شهر رجب، فهل تكون في أوله أو وسطه أو آخره؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لم تثبت أحاديث خاصة بفضيلة الصوم في شهر رجب سوى ما أخرجه النسائي وأبو داود وصححه ابن خزيمة من حديث أسامة قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم وإنما وردت أحاديث عامة في الحث على صيام ثلاثة أيام من كل شهر والحث على صوم أيام البيض من كل شهر وهو الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والحث على صوم الأشهر الحرم، وصوم يوم الإثنين والخميس، ويدخل رجب في عموم ذلك، فإن كنت حريصًا على اختيار أيام من الشهر فاختر أيام البيض الثلاث أو يوم الإثنين والخميس وإلا فالأمر واسع، أما تخصيص أيام من رجب بالصوم فلا نعلم له أصلاً في الشرع.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
ابو وليد البحيرى 06-05-2015, 06:09 PM دلالات الإسراء والمعراج
عبدالرحمن محمد أحمد الحطامي
وإن كانت معرفة تواريخ الأحداث عِلمًا لا يُستغنى عنه، إلا أن هذه الحادثة العزيزة على نفوسنا لم يُعرَف لها تاريخ محدد عند أهل التواريخ والسيَر، والعِبرة بالحدث نفسه لا بتاريخ وقوعه، ولو كان العلم به تحديدًا ينفعنا، لدلَّنا عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو اهتمَّ بتحديده سلفُ الأمة من الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم - لكن المُهمَّ هو دلالات الحدث ذاته؛ لنأخذ الدروس والعِبَر منها، والتي نرقمها مستعينين بالله، ومِنه وحده نستمدُّ العون والتوفيق:
1- وقوع الإسراء والمعراج في جزء من الليل يؤكِّد ويُعمِّق في النفس قدرة الله التي لا يحدُّها شيء، وهي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - جرعةٌ إيمانية مركَّزة قوية تُثبِّت فؤادَه وجَنانه، وتُعلي من شأنه ومكانته، ومثل هذه الرحلة الأرضية السماوية لا يُمكن نسيانها، بل ستعلق في ذهنه وتكون له المولد والمؤثِّر النفسي الداعم في مواجَهة تحديات الوثنية والكفر والشرك ومؤامرات الأعداء في الداخل والخارج، وذلك لاستقرار معيَّة الله الفاعلة في قلبه التي أخذته في ليلة من ليالي العمر لتُسلي عنه وتلاقيه بمولاه وخالقه، وليرى بأم عينيه يقينًا ما لم يره غيره، فيَزداد ثباتًا وقوة.
أما نحن الذين آمنَّا بالغيبيات ونواجِه في حياتنا ما نواجه من المغريات والإغواء والفتن، فليس لنا ثمة ما ينجينا ويعصمنا من الزلل والخطل إلا الاعتصام بحبل الله الذي اعتصم به صاحب الإسراء والمعراج، فلعلَّ الله إذا صدَقْناه وجاهدنا فيه أن يُحدِث لنا ما يكون سببًا في ثباتنا على ديننا وحسن خواتيمنا، وبه نستعين وعليه التكلان.
2- اجتماع الأنبياء والرسل له - صلى الله عليه وسلم - والصلاة خلفه دليل على عموم رسالته وشموليتها، وأن الله سيُخضِع له الأرض ويُمكِّنه فيها، وأن رسالته الخاتمة سيجمع الله له فيها ما تفرَّق بين الرسالات السابقة.
3- فُرضت الصلاة هدية من الله - تعالى - لأمة محمد من فوق سبع سموات لأهميتها، وهي خمس في الأداء وخمسون في الأجر.
ويقع على عاتق هذه الأمة الخاتمة نشر الإسلام في ربوع الأرض كلها، ولأن هذه المهمة شاقة وتحتاج إلى زاد قوي يدفعها بقوة للبيان والبلاغ؛ فرَض الله لهم هذه الصلوات الخمس في اليوم والليلة، وكأني بهذه الفريضة (الصلاة) المِعيار والمقياس الذي يُعرف به قوة أو ضعف هذه الأمة! فمتى استمسكَت الأمة بالصلاة بجميع أفرادها، أحياها الله - عز وجل - ومنَحها القوة والسؤدد، فاستأسدت وعزت على عدوها، ومتى أضاعت الصلاة وأهملتها، تركَها الله ولم يبالِ بها في أي وادٍ هلكَت، فتخور وتهوي ساقطة ضعيفة ذليلة حقيرة، يُذيقها عدوُّها كؤوس الذلِّ والهوان.
ولذلك حرَص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليها أيما حِرص، وشدَّد في الحفاظ عليها، ونَعدُّ بعضًا من حرصه عليها للمثال وليس للحصر:
• عندما جاء الرجل الأعمى في بصره - البصير بقلبه - يستأذِن رسول الله أن يرخِّص له في الصلاة في البيت للمشقَّة التي يجدها في الوصول إلى المسجد، فسأله رسول الله: ((هل تسمع النداء؟)) - يعني: الأذان - قال: نعم، قال: ((إذًا فأجب، لا أجد لك رخصة)).
• عندما همَّ رسول الله بجمع الحطب وإحراق بيوت قوم يَسمعون النداء ولا يصلُّون مع المسلمين في المسجد.
• وصيته لأمته وهو على فراش الموت يعالج السكرات: ((الصلاة الصلاة، وما ملكَت أيمانُكم)).
4- ومن دلالات الإسراء والمعراج: أن معراجه بدأ وانتهى على أرض بيت المَقدِس، وهي رسالة واضحة تقول: هذه الأرض يوم تكون معكم يُعزكم الله ويرفع قدركم، وهي تحدِّد كالصلاة قوتكم من ضعفكم، فيوم تكون معكم فأنتم سادة الدنيا وقادتها، ويوم تكون بيَدِ عدوكم فأنتم الضعفاء المقهورون، فكما علا رسول الله منها إلى الله، فكذلك أنتم بها تعلو مكانتكم، وبدونها لا تساوون عند عدوكم وعند الله شيئًا.
5- الانطلاق من بيت الله الحرام إلى بيت المقدس إشارة واضحة ورسالة بيِّنة أن حرية واستقلال بيت المقدس يَرتبِط ارتباطًا جوهريًّا وأساسيًّا ببيت الله الحرام، وكما جمَعهما الله لنبيِّه ومصطفاه، سيَجمعهما الله لرجل بشَّر به من ذريته، وهو الرجل الذي تَنتظِره الأمة لسنوات (المهدي - عليه السلام).
هذا بعض مما وفَّقني الله لذكره، والحمد لله رب العالمين.
ابو وليد البحيرى 07-05-2015, 01:30 PM تمرينات الاستعداد لرمضان
التمرين الأول
التدريب على تجديد التوبة :-
اولا:- التوبة من تضييع الاوقات :-
ا- الليل:- وظيفته فى الاسلام : السكون والراحه والخلوة مع الله والتعبد فيه
واجب :صدق التوبة بقيام الليل تناجى فيه الله وتطلب منه المغفرة
ب-الشرود الذهنى فى الفراغ :-وهى ان تجلس شاخصا ببصرك الى الفراغ ولا تفكير فى شىء
واجب : تب ؛ لا تجلس فارغا ؛ اشغل لسانك وقلبك بذكر الله ؛واشغل عقلك فى التفكر فى هذا
ج-مأساة المواصلات:- استخدم هذا الوقت الضائع فى ذكر الله
د-النوم : اعلم ان كل ساعات نومك هو وقت ضائع من عمرك ؛واعلم ان الله يراك ويعلم ما يكفيك من عدد ساعات النوم
منقول
يتبع
ابو وليد البحيرى 08-05-2015, 01:52 PM لحظات التوفيق .. والقلوب النقية
خالد روشه
إن لحظة توفيق واحدة تكافىء أعواما من الجهد والتعب , ولحظة تبصر واحدة تساوي سنين من المحاولة والمعاناة , من أجل ذلك يجب أن نركن إلى ركن ركين , ونلجأ إلى قوي عزيز , ونحتمي بحمى خبير حكيم , نخلص له سبحانه ونصدق في تقربنا إليه عزوجل , سائلين الهداية والتوفيق والبصيرة ..
والله سبحانه قد أعلمنا أن الطريق إليه سبحانه هو طريق الأنقياء الأتقياء , وهو ليس طريقا يتميز الناس فيه يميزات دنيوية مكتسبة , بل يتميز فيه الناس بكسب الصالحات , ونقاء السريرة , وطهارة القلوب
فالأغنياء عند الله سبحانه لايفضلون على الفقراء , ولا الاقوياء يتميزون عن الضعفاء , ثم معيار واحد فقط في ميزان الله سبحانه , هو معيار التقوى والصلاح , وعندئذ يبدأ التمايز.
إن لحظات التوفيق هي منة ربانية , ونعمة ألهية , يمن بها سبحانه على القلوب النقية الصادقة , إذ يعلم منها سبحانه حقيقتها البيضاء , ويطلع على سريرتها الشفافة , فهو خبير بها بينما هي في وحدتها وخلوتها , وبينما دمعاتها تتساقط خشية وخضوعا وخشوعا , وبينما ترتعد أرجاؤها رهبة من مقامه سبحانه العظيم.
وهو معها في مواطن الحياة كلها , لا تغيب عنه , يرى منها مسارعتها في الطاعات , وحبها للمكارم والفضائل , وسرورها بمعونة الناس , وسكونها في صحبة الخير , ورغبتها في نشر الهدى , وسعيها في تحقيق الإصلاح , فيمن عليها برحمته , وتحفها ملائكته , ويهديها الرشد , ويلهمها البصيرة .
أفيظن أصحاب القلوب الماكرة السوداء , وأصحاب النفوس الخبيثة الظلماء أن يستووا مع هؤلاء الأتقياء الأنقياء ؟! , أفيظن هؤلاء الذين اجترحوا المنكرات وولغوا في المظالم , وتكبروا على التوبة , وفتنوا عباد الله , وعادوا منهاجه ورسالته , ومنعوا الهدى أن ينتشر بين الخلق , وعاثوا فسادا في كل مكان حلوا فيه , أن يستووا مع الصالحين المخبتين التائبين العابدين الشاكرين ؟ " أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ۚ ساء ما يحكمون "
لقد أمر الله سبحانه بالعدل والإحسان , وقام ميزانه في الكون على العدل والإحسان , فوعد الأتقياء بالنصر , ووعد المصلحين بحسن العاقبة , وجعل صدورهم مليئة بالبشرى بموعوده سبحانه , مهما عانوا في هذه الحياة , وأوعد الظالمين بالعقوبة , وجعل لهم معيشة ضنكا مهما حاولوا أن يعيشوا في زخرف ومتاع.
قال سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ , أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ , إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ , دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
ابو وليد البحيرى 09-05-2015, 03:59 PM متى تعود لرجب حرمته؟!
أحمد عبد الحميد عبد الحق
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين.. وبعد:
فإن شهر رجب مضر جعله الله -سبحانه وتعالى- من الأشهر الحرم، التي يحرم فيها سفك الدماء، فقال -عز وجل-: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ..... )(1).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات، ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان))(2).
وقد ذكر البيهقي في شعب الإيمان أن الله -سبحانه وتعالى- جعل الذنب في تلك الشهور أعظم و العمل الصالح والأجر أعظم (3)..
ولذلك كان المسلمون الأوائل يمتنعون حتى عن تطبيق حد القصاص فيه، فقد جاء عن عطاء أن رجلا جرح في شهر حلال، فأراد عثمان بن محمد وكان يومئذ أميرا - أن يقيده في شهر حرام، فأرسل إليه عبيد بن عمير لا تقده حتى يدخل شهر حلال (4).
وقد غلّظ الشافعي - رحمه الله- دية من *** خطأ في الشهر الحرام، مستندا في ذلك على ما روي عن ابن عمر و ابن عباس -رضي الله عنهما-..
وكان من بركة هذا الشهر أن تم فيه أول لقاء للنبي -صلى الله عليه وسلم- مع بعض الأنصار الذين كان لهم بعد الله -سبحانه وتعالى- الفضل في إقامة دولة الإسلام التي أرست حرمة الدماء، فقد جاء في المستدرك للحاكم عن جابر بن عبد الله أنه قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول: ((هل من رجل يحملني إلى قومه فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي)) قال: فأتاه رجل من بني همدان، فقال: أنا، فقال: ((وهل عند قومك منعة؟)) قال: نعم وسأله ((من أين هو؟)) فقال: من همدان، ثم إن الرجل الهمداني خشي أن يخفره قومه، فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: آتي قومي فأخبرهم ثم ألقاك من عام قابل، قال: ((نعم)) فانطلق فجاء وفد الأنصار في رجب (5)..
ومن العجب أن العرب قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- رغم ما كانوا فيه من جاهلية -كانوا يعرفون لرجب حرمته، فقد روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن رجب شهر الله، ويدعى الأصم، وكان أهل الجاهلية إذا دخل رجب يعطلون أسلحتهم ويضعونها، وكان الناس ينامون، وتأمن السبل، ولا يخافون بعضهم بعضا حتى ينقضي))(6).
وقال الأزرقي في كتابه "أخبار مكة" كانوا يعظمون أن يأتوا شيئا من المحارم أو يعدوا بعضهم على بعض في الأشهر الحرم وفي الحرم (7)..
وقال مهدي بن ميمون: سمعت أبا رجاء العطاردي يقول: كنا في الجاهلية إذا دخل رجب نقول: جاء منصل الأسنة فلا ندع حديدة في سهم و لا حديدة في رمح إلا انتزعناها فألقيناها (8)..
فإذا كان هذا حال المسلمين الذين آمنوا بالله -عز وجل- وحال العرب في الجاهلية الذين لم يكن لهم إله يعبدونه ولا رسول يتبعونه، الكل يعظم رجب ويعرف له حرمته! فما بالنا نحن، وقد هل علينا رجب والدماء تسيل منا ليلا ونهارا، فلا نكاد يمر علينا يوم إلا ونسمع عن عشرات ال***ى في اليمن وأكثر منهم في سوريا وأضعافهم في ليبيا، وغير ذلك من بلاد المسلمين!.
فيا قوم متى تعود لرجب حرمته، ونكف عن سفك الدماء وإزهاق الأرواح وترويع الآمنين فيه إن لم نستطع فعل ذلك على مر الأيام، وإذا كنا نعجز ونحن مسلمون عن التأسي بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ونتخلق بخلق القرآن وعدم ظلم أنفسنا في هذا الشهر الحرام، فلا أقل من أن نقتفي أثر العقلاء من عرب الجاهلية -الذين لم يكن لهم هدي ولا دين- إذا دخل رجب، فنعطل فيه أسلحتنا ونضعها، ونجعل الناس تنام آمنة، وتسير في الطرق سالمة، ولا يخاف بعضهم بعضا حتى ينقضي رجب..
__________________
الهوامش:
1 -التوبة: 36..
2 -رواه مسلم..
3 -شعب الإيمان 3/ 370..
4 -مصنف عبد الرزاق 9/ 303..
5 -المستدرك على الصحيحين للحاكم 9/ 497..
6 -شعب الإيمان للبيهقي 8/ 320...
7 -أخبار مكة للأزرقي 1/ 232..
8 -شعب الإيمان 3/ 370..
ابو وليد البحيرى 11-05-2015, 04:16 PM تمرينات الاستعداد لرمضان
ثانيا :-التوبة من اللسان :-
ا-مأساة التليفونات: لا تجعله يلهيك واتركه قبل رمضان لكى تستجمع شمائل قلبك وتفرغ همك للطاعة
ب-القصص والحكايات والمنامات وكرة القدم والفن :لا تضيع وقتك فى تلك التفاهات واغتنم وقتك فى ذكر الله وتب من القصص والحكايات قولا وسمعا
ج-الوصف والمبالغات والنفاق والمجاملات:من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه ؛ ويجب عليك ترك المبالغات فى الوصف والتوسع فيه وترك المجاملات الزائفه الكاذبة والنفاق الاجتماعى
د-التهريج والمزاح والفحش والبذاء:
يجب على الشاب الملتزم ألا يحول المواقف الجدية إلى المزاح . فاتقوا الله ونزهوا ألسنتكم من فضول الكلام وعن الفحش والتهريج .
ثالثا :- التوبة من العلاقات :
1-معارف للظروف. حجِّم علاقاتك واختصر معارفك وتفرغ لرمضان
2-مجاملات بالحرام .قل الحق ولو كان مرا
3-الاختلاط المحرم
منقول
يتبع
ابو وليد البحيرى 12-05-2015, 05:16 PM تمرينات الاستعداد لرمضان
رابعا:- توبة القلب:
1-التوبه من الخواطر .عش الحقيقة وانس الوهم
2- التوبه من التعلق بغير الله. اجعل انشغالك بمن ينفعك فالكل سيتخلى عنك إلا الله
3-التوبه من الامانى والتسويف وطول الامل واحذركم من الاغترار بالامانى
4-التوبه من العجب والكبر والغرور ورؤية النفس .انكسروا لله واخضع وذل له ؛عجل بالتوبة ومن تواضع لله رفعه
خامسا:-التوبة من الكسل :-
1-كم بين العلم والعمل :اعمل بما علمت ولا تترك فراغا كبيرا عما تعلم وما تعمل
2-ضعف اليقين فى الوعد والوعيد :لا تضيع لحظه من عمرك فوقتك أغلى من الذهب
3-الترخص المهين:لا ترجح بين المسائل بهواك واعمل وتب من الكسل
يتبع
ابو وليد البحيرى 13-05-2015, 04:06 PM هل يستحب صيام شعبان كاملاً هل السنة أن أصوم شعبان كله ؟.
الإسلام سؤال وجواب
الحمد لله يستحب إكثار الصيام في شهر شعبان . وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله . روى أحمد (26022) , وأبو داود (2336) والنسائي (2175) وابن ماجه (1648) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلا أَنَّهُ كَانَ يَصِلُ شَعْبَانَ بِرَمَضَانَ . ولفظ أبي داود : ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا إِلا شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ ) . صححه الألباني في صحيح أبي داود (2048) . فظاهر هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شهر شعبان كله . لكن ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان إلا قليلاً . روى مسلم (1156) عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ صَامَ ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَفْطَرَ ، وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلا . فاختلف العلماء في التوفيق بين هذين الحديثين : فذهب بعضهم إلى أن هذا كان باختلاف الأوقات ، ففي بعض السنين صام النبي صلى الله عليه وسلم شعبان كاملاً ، وفي بعضها صامه النبي صلى الله عليه وسلم إلا قليلاً . وهو اختيار الشيخ ابن باز رحمه الله . انظر : مجموع فتاوى الشيخ ابن باز (15/416) . وذهب آخرون إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يكمل صيام شهر إلا رمضان ، وحملوا حديث أم سلمة على أن المراد أنه صام شعبان إلا قليلاً ، قالوا : وهذا جائز في اللغة إذا صام الرجل أكثر الشهر أن يقال : صام الشهر كله . قال الحافظ : إن حديث عائشة [ يُبَيِّنُ أَنَّ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ فِي حَدِيث أُمّ سَلَمَة ( أَنَّهُ كَانَ لا يَصُوم مِنْ السَّنَة شَهْرًا تَامًّا إِلا شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَان ) أَيْ : كَانَ يَصُوم مُعْظَمَهُ , وَنَقَلَ التِّرْمِذِيُّ عَنْ اِبْن الْمُبَارَك أَنَّهُ قَالَ : جَائِزٌ فِي كَلام الْعَرَب إِذَا صَامَ أَكْثَرَ الشَّهْرِ أَنْ يَقُولَ صَامَ الشَّهْرَ كُلَّهُ ... وقال الطِّيبِيُّ : يُحْمَل عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَصُوم شَعْبَان كُلّه تَارَة وَيَصُوم مُعْظَمَهُ أُخْرَى لِئَلا يُتَوَهَّم أَنَّهُ وَاجِب كُلّه كَرَمَضَانَ . . ثم قال الحافظ : وَالأَوَّل هُوَ الصَّوَاب] اهـ يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصوم شعبان كاملاً . واستدل له بما رواه مسلم (746) عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : وَلا أَعْلَمُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِي لَيْلَةٍ ، وَلا صَلَّى لَيْلَةً إِلَى الصُّبْحِ ، وَلا صَامَ شَهْرًا كَامِلا غَيْرَ رَمَضَانَ . وبما رواه البخاري (1971) ومسلم (1157) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : مَا صَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا كَامِلا قَطُّ غَيْرَ رَمَضَانَ . وقال السندي في شرحه لحديث أم سلمة : ( يَصِل شَعْبَان بِرَمَضَان ) أَيْ : فَيَصُومهُمَا جَمِيعًا ، ظَاهِره أَنَّهُ يَصُوم شَعْبَان كُلّه . . . لَكِنْ قَدْ جَاءَ مَا يَدُلّ عَلَى خِلافه ، فَلِذَلِكَ حُمِلَ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَصُوم غَالِبه فَكَأَنَّهُ يَصُوم كُلّه وَأَنَّهُ يَصِلهُ بِرَمَضَان اهـ فإن قيل : ما الحكمة من الإكثار من الصيام في شهر شعبان ؟ فالجواب : قال الحافظ : الأَوْلَى فِي ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ اِبْن خُزَيْمَةَ عَنْ أُسَامَة بْن زَيْدٍ قَالَ : ( قُلْت : يَا رَسُول اللَّه ، لَمْ أَرَك تَصُومُ مِنْ شَهْر مِنْ الشُّهُور مَا تَصُوم مِنْ شَعْبَان , قَالَ : ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاس عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَان , وَهُوَ شَهْر تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إِلَى رَبّ الْعَالَمِينَ ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ) اهـ حسنه الألباني في صحيح النسائي (2221) . والله أعلم .
ابو وليد البحيرى 17-05-2015, 10:11 AM رمضان من رمضاء
فهل نستفيد من دروسه؟
عباس سبتي
جاء في مختار الصحاح الرَمَضُ بفتحتين شدة وقع الشمس على الرمل، ورمض يومنا اشتد حره، ورمضت قدماه من الرمضاء أي احترقت، وقيل إنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها فوافق شهر رمضان أيام رمض الحر فسمي "رمضان".
شهر رمضان شهر يتنقل بين فصول السنة الأربعة فكم يكون شهر سهل على النفس وتطيقه الجوارح وتأنس به القلوب، عندما يحل في فصل الربيع، بينما تكون أيام هذا الشهر صعبة على النفوس عندما يحل الشهر في فصل الصيف خاصة في الدول التي تقع في نطاق الأقاليم الحارة.
شهر رمضان شهر تربية وتهذيب النفس لكن العجب أن الصغير يصوم هذا الشهر في البيئات المسلمة، بينما الكبار يعصون ربهم في الإفطار، وفي السنين الماضية كنت في إحدى الوزارات أتابع معاملة لي وإذ برجل في ***وان الشباب والصحة يطلب من أحد المدراء كأس ماء فاستغربت كيف لم يصم هذا الرجل، والأدهى والأمر ما سمعته من أحد الأقرباء وهو هاوٍ للطيور وله أصدقاء يهتمون بتربية الطيور والحيوانات في منطقة "الكبد" قال لي: إن أكثر أصدقائه لا يصومون في شهر رمضان ويتسابقون في معصية خالقهم، حتى أن بعضهم كان في سن الهرم وبينه وبين القبر أشبار، أقول كيف ختم على قلوب هؤلاء العصاة؟
لماذا لا يصوم الإنسان المسلم خاصة المسلم الذي ينعم عليه خالقه بالنعم الكثيرة ألا يعرف أن وراءه موت وحشر ونشر وحساب؟ وهل هناك من لا يؤمن من المسلمين بهذه المفردات الأخروية؟ إذا كان الجواب بالإيجاب فلماذا خلق هذا الإنسان؟ إذا كان يظن انه سيموت وتنحل أعضاؤه فلماذا زود بالعقل طالما هو ليس كالحيوان مسلوب العقل والتكليف؟ أي أن له دور وهدف في الحياة الدنيا ألا يفكر أنه لا يستطيع أن يخرج عن نطاق مملكة ربه ذات سنن وقوانين وأحكام.
على هذا وغيره من العصاة أن يتذكروا جوع وعطش يوم القيامة ذلك اليوم الذي يوازي ألف سنة من سنين الدنيا، فإذا كنت أيها العاصي لا تتحمل سويعات من الحر الشديد والعطش كما تدعي؟ فكيف يكون حالك في ***ات يوم القيامة وأنت في حالة يرثى لها، وهل ينفع الندم وهل ينفع التمني بالرجوع إلى الدنيا لتدارك الأخطاء؟ فاترك قرينك السوء وتب إلى بارئك ومنعمك.
وأخيراً هذه كلمات من قلب من يتمنى الخير للجميع ويتمنى الرجوع العباد إلى سيدهم ومنعهم.
المصدر: مجالس العجمان الرسمي
ابو وليد البحيرى 18-05-2015, 05:43 AM هل يستحب صيام شعبان كاملاً هل السنة أن أصوم شعبان كله ؟.
الإسلام سؤال وجواب
الحمد لله يستحب إكثار الصيام في شهر شعبان . وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله . روى أحمد (26022) , وأبو داود (2336) والنسائي (2175) وابن ماجه (1648) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلا أَنَّهُ كَانَ يَصِلُ شَعْبَانَ بِرَمَضَانَ . ولفظ أبي داود : ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا إِلا شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ ) . صححه الألباني في صحيح أبي داود (2048) . فظاهر هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شهر شعبان كله . لكن ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان إلا قليلاً . روى مسلم (1156) عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ صَامَ ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَفْطَرَ ، وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلا . فاختلف العلماء في التوفيق بين هذين الحديثين : فذهب بعضهم إلى أن هذا كان باختلاف الأوقات ، ففي بعض السنين صام النبي صلى الله عليه وسلم شعبان كاملاً ، وفي بعضها صامه النبي صلى الله عليه وسلم إلا قليلاً . وهو اختيار الشيخ ابن باز رحمه الله . انظر : مجموع فتاوى الشيخ ابن باز (15/416) . وذهب آخرون إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يكمل صيام شهر إلا رمضان ، وحملوا حديث أم سلمة على أن المراد أنه صام شعبان إلا قليلاً ، قالوا : وهذا جائز في اللغة إذا صام الرجل أكثر الشهر أن يقال : صام الشهر كله . قال الحافظ : إن حديث عائشة [ يُبَيِّنُ أَنَّ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ فِي حَدِيث أُمّ سَلَمَة ( أَنَّهُ كَانَ لا يَصُوم مِنْ السَّنَة شَهْرًا تَامًّا إِلا شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَان ) أَيْ : كَانَ يَصُوم مُعْظَمَهُ , وَنَقَلَ التِّرْمِذِيُّ عَنْ اِبْن الْمُبَارَك أَنَّهُ قَالَ : جَائِزٌ فِي كَلام الْعَرَب إِذَا صَامَ أَكْثَرَ الشَّهْرِ أَنْ يَقُولَ صَامَ الشَّهْرَ كُلَّهُ ... وقال الطِّيبِيُّ : يُحْمَل عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَصُوم شَعْبَان كُلّه تَارَة وَيَصُوم مُعْظَمَهُ أُخْرَى لِئَلا يُتَوَهَّم أَنَّهُ وَاجِب كُلّه كَرَمَضَانَ . . ثم قال الحافظ : وَالأَوَّل هُوَ الصَّوَاب] اهـ يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصوم شعبان كاملاً . واستدل له بما رواه مسلم (746) عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : وَلا أَعْلَمُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِي لَيْلَةٍ ، وَلا صَلَّى لَيْلَةً إِلَى الصُّبْحِ ، وَلا صَامَ شَهْرًا كَامِلا غَيْرَ رَمَضَانَ . وبما رواه البخاري (1971) ومسلم (1157) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : مَا صَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا كَامِلا قَطُّ غَيْرَ رَمَضَانَ . وقال السندي في شرحه لحديث أم سلمة : ( يَصِل شَعْبَان بِرَمَضَان ) أَيْ : فَيَصُومهُمَا جَمِيعًا ، ظَاهِره أَنَّهُ يَصُوم شَعْبَان كُلّه . . . لَكِنْ قَدْ جَاءَ مَا يَدُلّ عَلَى خِلافه ، فَلِذَلِكَ حُمِلَ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَصُوم غَالِبه فَكَأَنَّهُ يَصُوم كُلّه وَأَنَّهُ يَصِلهُ بِرَمَضَان اهـ فإن قيل : ما الحكمة من الإكثار من الصيام في شهر شعبان ؟ فالجواب : قال الحافظ : الأَوْلَى فِي ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ اِبْن خُزَيْمَةَ عَنْ أُسَامَة بْن زَيْدٍ قَالَ : ( قُلْت : يَا رَسُول اللَّه ، لَمْ أَرَك تَصُومُ مِنْ شَهْر مِنْ الشُّهُور مَا تَصُوم مِنْ شَعْبَان , قَالَ : ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاس عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَان , وَهُوَ شَهْر تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إِلَى رَبّ الْعَالَمِينَ ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ) اهـ حسنه الألباني في صحيح النسائي (2221) . والله أعلم .
ابو وليد البحيرى 19-05-2015, 04:22 PM تأخير قضاء الصوم
مجموع فتاوى ومقالات للشيخ ابن باز 6/19
- تأخير قضاء الصوم أفطرت في إحدى السنوات الأيام التي تأتي فيها الدورة الشهرية ولم أتمكن من الصيام حتى الآن وقد مضى عليّ سنوات كثيرة وأود أن أقضي ما علي من دين الصيام ولكن لا أعرف كم عدد الأيام التي عليّ فماذا أفعل ؟.
الحمد لله عليك ثلاثة أمور : الأمر الأول : التوبة إلى الله من هذا التأخير والندم على ما مضى من التساهل والعزم على ألا تعودي لمثل هذا ، لأن الله يقول : ( وتوبوا إلى الله جميعاً أيُّها المؤمنون لعلكم تفلحون ) النور / 31 ، وهذا التأخير معصية والتوبة إلى الله من ذلك واجبة . الأمر الثاني : البدار بالصوم على حسب الظن لا يكلف الله نفساً إلا وسعها فالذي تظنين أنك تركته من أيام عليك أن تقضيه ، فإذا ظننت أنها عشرة فصومي عشرة أيام وإذا ظننت أنها أكثر أو أقل فصومي على مقتضى ظنك ، لقول الله سبحانه : ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) البقرة / 286 ، وقوله عز وجل ( فاتقوا الله ما استطعتم ) التغابن / 16 الأمر الثالث : إطعام مسكين عن كل يوم إذا كنت تقدرين على ذلك يصرف كله ولو لمسكين واحد ، فإن كنت فقيرة لا تستطيعين الإطعام فلا شيء عليك في ذلك سوى الصوم والتوبة . والإطعام الواجب عن كل يوم نصف صاع من قوت البلد ومقداره كيلو ونصف . مجموع فتاوى ومقالات للشيخ ابن باز 6/19 .
صيام يوم الشك بنية قضاء ما فات من رمضان
الإسلام سؤال وجواب
- صيام يوم الشك بنية قضاء ما فات من رمضان أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم الشك ، ونهى عن الصيام قبل رمضان بيومين . ولكن هل يجوز لي أن أقضي رمضان الفائت في هذه الأيام ؟.
الحمد لله نعم ، يجوز قضاء رمضان الفائت في يوم الشك وقبل رمضان بيوم أو يومين . وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يوم الشك ، ونهى عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين . ولكن هذا النهي ما لم يكن للإنسان عادة بالصيام ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يَوْمَيْنِ إِلا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ ) . رواه البخاري (1914) ومسلم (1082) فإذا اعتاد الإنسان صوم يوم الاثنين -مثلاً- ووافق ذلك آخر يوم من شعبان فإنه يجوز أن يصومه تطوعاً ولا يُنهى عن صيامه . فإذا جاز صيام التطوع المعتاد فجواز صيام قضاء رمضان من باب أولى ، لأنه واجب ، ولأنه لا يجوز تأخير القضاء إلى ما بعد رمضان التالي . قال النووي رحمه الله في المجموع (6/399) : قَالَ أَصْحَابُنَا : لا يَصِحُّ صَوْمُ يَوْمِ الشَّكِّ عَنْ رَمَضَانَ بِلا خِلافٍ . . . فَإِنْ صَامَهُ عَنْ قَضَاءٍ أَوْ نَذْرٍ أَوْ كَفَّارَةٍ أَجْزَأَهُ ، لأَنَّهُ إذَا جَازَ أَنْ يَصُومَ فِيهِ تَطَوُّعًا لَهُ سَبَبٌ فَالْفَرْضُ أَوْلَى , كَالْوَقْتِ الَّذِي نُهِيَ عَنْ الصَّلاةِ فِيهِ , وَلأَنَّهُ إذَا كَانَ عَلَيْهِ قَضَاءُ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ , فَقَدْ تَعَيَّنَ عَلَيْهِ ; لأَنَّ وَقْتَ قَضَائِهِ قَدْ ضَاقَ اهـ . الإسلام سؤال وجواب .
تأخير قضاء رمضان حتى يدخل رمضان الثاني
الإسلام سؤال وجواب
تأخير قضاء رمضان حتى يدخل رمضان الثاني أفطرت أياماً من رمضان بسبب الحيض ، وهذا من عدة سنوات . ولم أصم هذه الأيام حتى الآن . فماذا عليّ أن أفعل ؟.
الحمد لله اتفق الأئمة على أنه يجب على من أفطر أياماً من رمضان أن يقضي تلك الأيام قبل مجيء رمضان التالي . واستدلوا على ذلك بما رواه البخاري (1950) ومسلم (1146) عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت : ( كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلا فِي شَعْبَانَ ، وَذَلِكَ لِمَكَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) . قال الحافظ : وَيُؤْخَذ مِنْ حِرْصهَا عَلَى ذَلِكَ فِي شَعْبَان أَنَّهُ لا يَجُوز تَأْخِير الْقَضَاء حَتَّى يَدْخُلَ رَمَضَان آخَرُ اهـ فإن أخر القضاء حتى دخل رمضان التالي فلا يخلو من حالين : الأولى : أن يكون التأخير بعذر ، كما لو كان مريضاً واستمرَّ به المرض حتى دخل رمضان التالي ، فهذا لا إثم عليه في التأخير لأنه معذور . وليس عليه إلا القضاء فقط . فيقضي عدد الأيام التي أفطرها . الحال الثانية : أن يكون تأخير القضاء بدون عذر ، كما لو تمكن من القضاء ولكنه لم يقض حتى دخل رمضان التالي. فهذا آثم بتأخير القضاء بدون عذر ، واتفق الأئمة على أن عليه القضاء ، ولكن اختلفوا هل يجب مع القضاء أن يطعم عن كل يوم مسكيناً أو لا ؟ فذهب الأئمة مالك والشافعي وأحمد أن عليه الإطعام . واستدلوا بأن ذلك قد ورد عن بعض الصحابة كأبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم . وذهب الإمام أبو حنيفة رحمه الله إلى أنه لا يجب مع القضاء إطعام . واستدل بأن الله تعالى لم يأمر مَنْ أفطر من رمضان إلا بالقضاء فقط ولم يذكر الإطعام ، قال الله تعالى : ( وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) البقرة/185. انظر : المجموع (6/366) ، المغني (4/400) . وهذا القول الثاني اختاره الإمام البخاري رحمه الله ، قال في صحيحه : قَالَ إِبْرَاهِيمُ -يعني : النخعي- : إِذَا فَرَّطَ حَتَّى جَاءَ رَمَضَانُ آخَرُ يَصُومُهُمَا وَلَمْ يَرَ عَلَيْهِ طَعَامًا ، وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مُرْسَلا وَابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ يُطْعِمُ . ثم قال البخاري : وَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهُ الإِطْعَامَ ، إِنَّمَا قَالَ : ( فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) اهـ وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو يقرر عدم وجوب الإطعام : وأما أقوال الصحابة فإن في حجتها نظراً إذا خالفت ظاهر القرآن ، وهنا إيجاب الإطعام مخالف لظاهر القرآن ، لأن الله تعالى لم يوجب إلا عدة من أيام أخر ، ولم يوجب أكثر من ذلك ، وعليه فلا نلزم عباد الله بما لم يلزمهم الله به إلا بدليل تبرأ به الذمة ، على أن ما روي عن ابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهم يمكن أن يحمل على سبيل الاستحباب لا على سبيل الوجوب ، فالصحيح في هذه المسألة أنه لا يلزمه أكثر من الصيام إلا أنه يأثم بالتأخير . اهـ الشرح الممتع (6/451) . وعلى هذا فالواجب هو القضاء فقط ، وإذا احتاط الإنسان وأطعم عن كل يوم مسكيناً كان ذلك حسناً . وعلى السائلة - إذا كان تأخيرها القضاء من غير عذر- أن تتوب إلى الله تعالى وتعزم على عدم العودة لمثل ذلك في المستقبل . والله تعالى المسؤول أن يوفقنا لما يحب ويرضى . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب .
ابو وليد البحيرى 20-05-2015, 09:20 AM هل يصوم يوم النصف من شعبان حتى لو كان الحديث ضعيفاً ؟
الإسلام سؤال وجواب
- هل يصوم يوم النصف من شعبان حتى لو كان الحديث ضعيفاً ؟ هل يجوز بعد العلم بضعف حديث أن نأخذ به ؛ وذلك من باب فضائل الأعمال " إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها " علماً أن الصوم نفلاً في تعبد لله وكذلك قيام الليل .
الحمد لله أولاً : ما ورد في فضل الصلاة والصيام والعبادة في النصف من شعبان ليس من قسم الضعيف ، بل هو من قسم الموضوع والباطل ، وهذا لا يحل الأخذ به ولا العمل بمقتضاه لا في فضائل الأعمال ولا في غيرها . وقد حكم ببطلان الروايات الواردة في ذلك جمعٌ من أهل العلم ، منهم ابن الجوزي في كتابه " الموضوعات " ( 2 (440-445، وابن قيم الجوزية في " المنار المنيف " رقم 174 – 177 ) ، وأبو شامة الشافعي في " الباعث على إنكار البدع والحوادث " ( 124- 137 ) ، والعراقي في " تخريج إحياء علوم الدين " ( رقم 582) ، وقد نقل شيخُ الإسلام الاتفاق على بطلانها في " مجموع الفتاوى " ( 28 / 138 ) وقال الشيخ ابن باز – رحمه الله - : في " حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان " إن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها وتخصيص يومها بالصيام : بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم ، وليس له أصل في الشرع المطهر . وقال – رحمه الله - : ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح ، كل الأحاديث الواردة فيها موضوعة وضعيفة لا أصل لها ، وهي ليلة ليس لها خصوصية لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة ، وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية : فهو قول ضعيف ، فلا يجوز أن تُخصَّ بشيءٍ ، هذا هو الصواب ، وبالله التوفيق . " فتاوى إسلامية " ( 4 / 511 ) . انظر السؤال رقم ( 8907 ) ثانياً : وإن سلَّمنا أنها ضعيفة وليست موضوعة : فإن الصحيح من أقوال أهل العلم هو عدم الأخذ بالحديث الضعيف مطلقاً وإن كان في فضائل الأعمال والترغيب والترهيب ، وفي الصحيح ما يغني المسلم عن الأخذ بالضعيف ، ولا يُعرف تخصيص هذه الليلة ونهارها بشيء في الشرع لا عند النبي صلى الله عليه وسلم ولا عند أصحابه . وقال العلاَّمة أحمد شاكر: لا فرقَ بين الأحكام وبين فضائل الأعمال ونحوها في عدم الأخذ بالرواية الضعيفة ، بل لا حجةَ لأحدٍ إلا بما صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث صحيحٍ أو حسنٍ . " الباعث الحثيث " ( 1 / 278 ) . وانظر لزيادة البيان " القول المنيف في حكم العمل بالحديث الضعيف " . وانظر جواب السؤال رقم : ( 44877 ) والله أعلم ، الإسلام سؤال وجواب .
هل ينزل الله إلى السماء الدنيا في ليلة النصف من شعبان ؟
الإسلام سؤال وجواب
- هل ينزل الله إلى السماء الدنيا في ليلة النصف من شعبان ؟ هل ينزل الله إلى سماء الدنيا في نصف شعبان ويغفر لجميع الناس ما عدا اثنين وهما الكافر ، والآخر المشاحن ؟
الحمد لله هذا في بعض الأحاديث ، لكن في صحة الحديث كلام لأهل العلم ، ولا يصح في فضل ليلة النصف من شعبان أي حديث . عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن " . رواه ابن ماجه ( 1390 ) . والمشاحن هو الذي بينه وبين أخيه عداوة . وفي " الزوائد " : إسناده ضعيف ؛ لضعف عبد الله بن لهيعة ، وتدليس الوليد بن مسلم . وفي الحديث اضطراب بينه الدار قطني في " العلل " ( 6 / 50 ، 51 ) وقال عنه : " والحديث غير ثابت " . وروي من حديث معاذ بن جبل وعائشة وأبي هريرة وأبي ثعلبة الخشني وغيرهم ، ولا تخلو طريق من ضعف ، وبعضها شديد الضعف . قال ابن رجب الحنبلي : " وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعددة ، وقد اختُلف فيها ، فضعّفها الأكثرون ، وصحّح ابن حبان بعضها " . " لطائف المعارف " ( 261 ) . ونزول الله تعالى إلى السماء الدنيا ليس خاصاً بليلة النصف من شعبان ، بل ثبت في الصحيحين وغيرهما نزوله تعالى إلى السماء الدنيا في كل ليلة في الثلث الآخر من الليل ، وليلة النصف من شعبان داخلة في هذا العموم . ولهذا لما سئل عبد الله بن المبارك عن نزول الله تعالى ليلة النصف من شعبان قال للسائل : " يا ضعيف ! ليلة النصف !؟ ينـزل في كل ليلة " . رواه أبو عثمان الصابوني في " اعتقاد أهل السنة " ( رقم 92 ) . وقال العقيلي – رحمه الله - : وفي النزول في ليلة النصف من شعبان أحاديث فيها لين ، والرواية في النزول كل ليلة أحاديث ثابتة صحيحة ، فليلة النصف من شعبان داخلة فيها إن شاء الله . " الضعفاء " ( 3 / 29 ) . وانظر جواب السؤال رقم : ( 8907 ) . ويوجد في الموقع مقالة للشيخ ابن باز رحمه الله في حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان وهي موجودة في : قسم " مواضيع خاصة بالمناسبات " في الموقع . الإسلام سؤال وجواب .
ابو وليد البحيرى 21-05-2015, 05:43 PM الترغيب في صيام أيام البيض وشهر شعبان
الإسلام سؤال وجواب
-الترغيب في صيام أيام البيض وشهر شعبان لقد اعتدت صيام أيام البيض من كل شهر ولله الحمد ولكن هذا الشهر لم أصم وعندما أردت الصيام قيل لي إنه لا يجوز وإنها بدعة ، ( لقد صمت يوم الاثنين أول الشهر ثم صمت يوم الأربعاء 19 شعبان وبإذن الله سأصوم غداً الخميس وبذلك أكون صمت 3 أيام ) فما الحكم ؟ وما حكم إكثار الصيام في شهر شعبان؟.
الحمد لله أولاً : حرَّم الله تعالى القول عليه بغير علم ، وقرن ذلك بالشرك وكبائر الذنوب ، فقال تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ) الأعراف/33 . ومن القول عليه بغير علم ما جاء في السؤال من قول بعضهم ببدعية صيام ثلاثة أيام من شهر شعبان على الوجه المذكور في السؤال . ثانياً : يستحب صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، والأفضل أن تكون أيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت صوم ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى ونوم على وتر . رواه البخاري ( 1124 ) ومسلم ( 721 ) . وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام ؛ فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها فإن ذلك صيام الدهر كله " . رواه البخاري ( 1874 ) ومسلم ( 1159 ) . وعن أبي ذر قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا صمت شيئاً من الشهر فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة " . رواه الترمذي ( 761 ) والنسائي ( 2424 ) . والحديث حسنه الترمذي ووافقه الألباني في " إرواء الغليل " ( 947 ) . سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - : ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى أبا هريرة - رضي الله عنه - بصيام ثلاثة أيام من كل شهر فمتى تصام هذه الأيام ؟ وهل هي متتابعة ؟ . فأجاب : هذه الأيام الثلاثة يجوز أن تصام متوالية أو متفرقة ، ويجوز أن تكون من أول الشهر ، أو من وسطه ، أو من آخره ، والأمر واسع ولله الحمد ، حيث لم يعين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد سئلت عائشة - رضي الله عنها - : أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ؟ قالت : " نعم " ، فقيل : من أي الشهر كان يصوم ؟ قالت : " لم يكن يبالي من أي الشهر يصوم " – رواه مسلم ( 1160 ) - ، لكن اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر أفضل ، لأنها الأيام البيض . " مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 20 / السؤال رقم 376 ) . ثالثاً : لعل من أراد منعك من صيام هذه الأيام في هذا الشهر (شعبان) لعله قال ذلك لأنه علم أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الصيام إذا انتصف شعبان . وقد سبق في إجابة السؤال ( 49884 ) أن هذا النهي إنما هو في حق من ابتدأ الصيام في النصف الثاني من شعبان ، ولم تكن له عادة بالصيام . أما من ابتدأ الصيام في النصف الأول ثم استمر صائماً في النصف الثاني ، أو كانت له عادة بالصيام فلا حرج من صيامه في النصف الثاني ، كمن اعتاد صيام ثلاثة أيام من كل شهر أو صيام يومي الاثنين والخميس . وعلى هذا فلا حرج من صيامك ثلاثة أيام من شهر شعبان ، حتى لو وقع بعضها في النصف الثاني من الشهر . رابعاً : ولا بأس من إكثار الصيام في شهر شعبان ، بل هو من السنة ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من الصوم في هذا الشهر . عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان . رواه البخاري ( 1868 ) ومسلم ( 1156 ) . وعن أبي سلمة أن عائشة رضي الله عنها حدثته قالت : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهراً أكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله وكان يقول خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وأحب الصلاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما دووم عليه وإن قلَّت ، وكان إذا صلى صلاة داوم عليها . رواه البخاري ( 1869 ) ومسلم ( 782 ) . راجع السؤال المشار إليه آنفاً (49884) . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب .
ابو وليد البحيرى 24-05-2015, 07:22 PM قضاء رمضان في النصف الثاني من شعبان
الإسلام سؤال وجواب
- لا حرج من قضاء رمضان في النصف الثاني من شعبان كانت عليّ أيام كثيرة من صيام رمضان بسبب الحمل والولادة الذي صادف أيام رمضان المبارك .. وقد قضيتها ولله الحمد باستثناء آخر سبعة أيام . وقد صمت ثلاثة منها بعد نصف شعبان ، وأريد أن أكمل الباقي قبل رمضان . وقد قرأت على موقعكم أن صيام النصف الثاني لا يجوز إلا للشخص المتعود على الصيام. أفيدوني أفادكم الله حيث إنني أريد أن أعرف هل أتم صيام الأيام التي عليّ أم لا ؟ وإذا كان الجواب لا .. فما حكم الأيام الثلاث التي صمتها هل علي قضاؤها مرة أخرى أم لا ؟.
الحمد لله ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : ( إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا ) . رواه أبو داود (3237) والترمذي (738) وابن ماجه (1651) وصححه الألباني في صحيح الترمذي . وهذا النهي يستثنى منه : 1- من له عادة بالصيام ، كرجل اعتاد صوم يومي الاثنين والخميس ، فإنه يصومها ولو بعد النصف من شعبان ودليل هذا قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يَوْمَيْنِ إِلا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ ) رواه البخاري (1914) ومسلم (1082) . 2- من بدأ بالصيام قبل نصف شعبان ، فوصل ما بعد النصف بما قبله ، فهذا لا يشمله النهي أيضا. ودليل هذا قول عائشة رضي الله عنها ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ، يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلا ) . رواه البخاري (1970) ومسلم (1156) واللفظ لمسلم . قال النووي : قَوْلهَا : ( كَانَ يَصُوم شَعْبَان كُلّه , كَانَ يَصُومُهُ إِلا قَلِيلا ) الثَّانِي تَفْسِيرٌ لِلأَوَّلِ , وَبَيَان أَنَّ قَوْلهَا "كُلّه" أَيْ غَالِبُهُ اهـ . فهذا الحديث يدل على جواز الصيام بعد نصف شعبان ، ولكن لمن وصله بما قبل النصف . 3- ويستثنى من هذا النهي أيضا من يصوم قضاء رمضان . قال النووي رحمه الله في المجموع (6/399) : قَالَ أَصْحَابُنَا : لا يَصِحُّ صَوْمُ يَوْمِ الشَّكِّ عَنْ رَمَضَانَ بِلا خِلافٍ . . . فَإِنْ صَامَهُ عَنْ قَضَاءٍ أَوْ نَذْرٍ أَوْ كَفَّارَةٍ أَجْزَأَهُ ، لأَنَّهُ إذَا جَازَ أَنْ يَصُومَ فِيهِ تَطَوُّعًا لَهُ سَبَبٌ فَالْفَرْضُ أَوْلَى . . وَلأَنَّهُ إذَا كَانَ عَلَيْهِ قَضَاءُ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ , فَقَدْ تَعَيَّنَ عَلَيْهِ ; لأَنَّ وَقْتَ قَضَائِهِ قَدْ ضَاقَ اهـ . ويوم الشك هو يوم الثلاثين من شعبان إذا حال دون رؤية الهلال ليلة الثلاثين غيم أو غبار أو نحو ذلك ، وسمي يوم الشك ، لأنه مشكوك فيه ، هل هو آخر يوم من شعبان أو أول يوم من رمضان . وخلاصة الجواب : لا حرج من قضاء رمضان في النصف الثاني من شعبان ، وهذا لا يشمله نهي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الصيام إذا انتصف شعبان . فصيامك الأيام الثلاثة صحيح ، وعليك بصيام الأيام المتبقية قبل دخول رمضان . والله تعالى أعلم . الإسلام سؤال وجواب .
ابو وليد البحيرى 27-05-2015, 06:03 PM تارك الصيام
الإسلام سؤال وجواب
هل على تارك الصيام من غير عذر قضاء ؟ أنا عمري 28 سنة ولم أصم في حياتي رمضان كاملاً ، وها أنا أنوي إن شاء الله أن أصوم في هذا العام ، فكيف أقضي السنوات التي فاتتني ؟.
الحمد لله صوم رمضان من أركان الإسلام ، ولا يحل للمكلف بصيامه أن يتركه إلا من عذر ، ومن أفطر بعذر شرعي كالمرض والسفر والحيض وهو يستطيع الصيام فالواجب عليه قضاء ما أفطره ، لقول الله تعالى : ( وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) البقرة/185 وليس من تعمد الإفطار من غير عذر كالمعذور في هذا . فمن أخر العبادة عن وقتها من صلاة أو صيام بلا عذر فإنها لا تصح ولا تقبل منه إن فعلها بعد خروج وقتها المحدد شرعاً . سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - : ما حكم المسلم الذي مضى عليه أشهر من رمضان يعني سنوات عديدة بدون صيام مع إقامة بقية الفرائض وهو بدون عائق عن الصوم أيلزمه القضاء إن تاب ؟ . فأجاب بقوله : الصحيح : أن القضاء لا يلزمه إن تاب ؛ لأن كل عبادة مؤقتة بوقت إذا تعمد الإنسان تأخيرها عن وقتها بدون عذر : فإن الله لا يقبلها منه ، وعلى هذا فلا فائدة من قضائه ، ولكن عليه أن يتوب إلى الله عز وجل ويكثر من العمل الصالح ، ومن تاب تاب الله عليه . " مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 19 / السؤال رقم 41 ) . هذا حكم من أفطر بلا عذر أي أنه لم ينو الصيام ولم يشرع فيه من الأصل . أما من شرع في الصيام ثم أثناء النهار أفطر ، فإن الواجب عليه قضاء هذا اليوم . سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى - : عن حكم الفطر في نهار رمضان بدون عذر ؟ . فأجاب بقوله : الفطر في نهار رمضان بدون عذر من أكبر الكبائر ، ويكون به الإنسان فاسقاً ، ويجب عليه أن يتوب إلى الله ، وأن يقضي ذلك اليوم الذي أفطره ، يعني لو أنه صام وفي أثناء اليوم أفطر بدون عذر فعليه الإثم ، وأن يقضي ذلك اليوم الذي أفطره ؛ لأنه لما شرع فيه التزم به ودخل فيه على أنه فرض فيلزمه قضاؤه كالنذر ، أما لو ترك الصوم من الأصل متعمداً بلا عذر : فالراجح : أنه لا يلزمه القضاء ؛ لأنه لا يستفيد به شيئاً ، إذ إنه لن يقبل منه ، فإن القاعدة أن كل عبادة مؤقتة بوقت معين فإنها إذا أخرت عن ذلك الوقت المعين بلا عذر لم تقبل من صاحبها ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " ؛ ولأنه مِن تعدي حدود الله عز وجل ، وتعدي حدود الله تعالى ظلم ، والظالم لا يقبل منه ، قال الله تعالى : ( وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ?للَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ ?لظَّالِمُونَ ) ؛ ولأنه لو قدم هذه العبادة على وقتها - أي : فعلها قبل دخول الوقت - لم تقبل منه ، فكذلك إذا فعلها بعده لم تقبل منه إلا أن يكون معذوراً . " مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 19 / السؤال رقم 45 ) . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب .
ابو وليد البحيرى 28-05-2015, 06:55 PM شهر شعبان بين الفضائل والبدع
عمر بن محمد عمر عبدالرحمن
الحمد لله، وصلى الله على نبيه ومصطفاه....وبعد:
أيها القارئ الكريم:
إن من أجَلِّ العبادات والقربات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه - سبحانه وتعالى- التقرُّب إليه بالصيام، وقد كان - صلى الله عليه وآله وسلم - يكثر من الصيام في شهر شعبان، حتى جاء في بعض الأحاديث أنه يصوم الشهر كله إلا قليلاً منه، ففي الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: "ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان". زاد البخاري في رواية له: " كان يصوم شعبان كله". وفي مسلم في رواية له: " كان يصوم شعبان إلا قليلاً".
وعلى هذا درج جماعة من السلف في تفضيلهم صيام شهر شعبان على سائر الشهور بعد رمضان، وما ذاك إلا لقربه من رمضان، وقد قرر الحافظ ابن رجب - رحمه الله - أن أفضل التطوع بالصيام ما كان قريباً من رمضان قبله وبعده، في شعبان وشوال، وأن ذلك يلتحق بصيام رمضان، لقربه منه، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، فيلتحق بالفرائض بالفضل. فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة، فكذلك يكون الصيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعده منه؛ وعلى هذا فيكون المراد من قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - في الحديث: (( أفضل الصيام بعد رمضان المحرم))، يكون محمولاً على التطوع المطلق بالصيام، فأما ما قبل رمضان وما بعده فإنه يلتحق برمضان في الفضل.
ومثل ذلك ما جاء في الحديث من قوله - صلى الله عليه وسلم -: (( أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل))، إنما أريد به تفضيل قيام الليل على التطوع المطلق دون السنن الرواتب التي هي أفضل من قيام الليل عند جمهور أهل العلم. انتهى.
وقد جاء في بعض الأحاديث ما يدل على حكمة تفضيل شهر شعبان؛ لأنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وفي هذا دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعات، وأن ذلك محبوب لله - عز وجل-، كما كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين صلاة المغرب والعشاء في الصلاة، ويقولون هي ساعة غفلة، وكذلك فضل القيام في وسط الليل؛ لشمول الغفلة لأكثر الناس فيه عن الذكر، ومن حكمة تفضيل الصيام في شهر شعبان أن الصيام فيه أشق على النفس، وأفضل الأعمال أشقها على النفوس، وذلك أن النفوس تتأسى بما تشاهده من أحوال الناس، فإذا كثرت يقظة الناس وطاعتهم كثر أهل الطاعة بكثرة المبتدئين بهم، فسهلت الطاعات؛ وإذا كثرت الغفلات وأهلها تأسَّى بها عموم الناس، فيشق على نفوس المتيقظين طاعتهم لقلة من يقتدون بهم فيها.
وعلى هذا -أيها الإخوة المسلمون- فمن صام معظم شهر شعبان أو شعبان كله فقد أصاب السنة وحصَّل خيراً كثيراً، وإنما المنهي عنه تعمد صيام يوم أو يومين قبل رمضان احتياطاً لرمضان، فهذا هو الذي نهى عنه النبي -صلى الله عيه وسلم- كما جاء في الحديث: ((لا تقدموا صوم رمضان بيوم أو بيومين إلا رجلاً كان يصوم صوماً فليصمه))، ويستوي بذلك ما إذا كانت السماء صحواً أو غيماً. وقد جاء في الحديث عن عمار بن ياسر -رضي الله عنه- قوله: ((من صام اليوم الذي يُشَكُّ فيه فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم-)).
أخي الحبيب: - إن مما شاع عند بعض الناس تخصيصهم ليلة النصف من شعبان بالقيام، وتخصيص اليوم الخامس عشر من شعبان للصيام، والذي عليه جمهور السلف وعامتهم، أن ذلك مما لا أصل له، بل هو معدود من جملة البدع المنكرة، وعلى هذا فلا يجوز الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة وغيرها، ولا يجوز تخصيص يومها، أي اليوم الخامس عشر بالصيام، فكل ذلك بدعة منكرة لا أصل له في الشرع المطهر، بل هو مما أحدث في الإسلام بعد عصر الصحابة -رضوان الله عليهم-، والله - عز وجل - يقول: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) [المائدة: 3]، ويقول - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))، وفي رواية أخرى: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)).
بل جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - قوله: ((لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يومها بصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم))، فلو كان تخصيص ليلة من الليالي بعبادة جائزاً لكانت ليلة الجمعة أولى من غيرها؛ لأن يومها هو خير يوم طلعت عليه الشمس، بنص الأحاديث الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ولما حذر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من تخصيصها بقيام من بين الليالي دل ذلك على أن غيرها من الليالي من باب أولى، لا يجوز تخصيص شيء منه بشيء من العبادة إلا بدليلٍ صحيح يدل على التخصيص، كما جاء في فضل ليلة القدر، ولو كانت ليلة النصف من شعبان أو ليلة أول جمعة من رجب أو ليلة الإسراء والمعراج، لو كانت هذه الليالي يشرع تخصيصها باحتفال أو شيء من العبادة لأرشد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الأمة إليه، أو فعله بنفسه، ولو وقع شيء من ذلك من قوله أو فعله - صلى الله عليه وسلم - لنقله الصحابة الأمناء -رضي الله عنهم- إلى الأمة، ولم يكتموه عن الأمة، وهم خير الناس، وأنصح الناس بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ورضي الله عن الصحابة أجمعين. ولهذا حكم جماعة من المحققين على ما ورد من أحاديثَ في فضل إحياء ليلة النصف من شعبان بأنها جميعاً أحاديث موضوعة، أحاديث مكذوبة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، لا تجوز نسبتها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا يجوز العمل بمقتضاها. نسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يوفقنا جميعاً لاتباع سنة نبيه، والحذر من الوقوع في البدع وما يخالف أمره: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور: 63].
أيها القراء الكرام: من كان عليه قضاءٌ من رمضان الماضي، فليبادر بقضائه إن كان قادراً على ذلك، فإنه لا يجوز تأخير القضاء حتى يدخل رمضان بغير عذر شرعي.
أيها القراء الكرام: إنه لما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام، وقراءة القرآن؛ ليحصل التهيؤ لتلقي رمضان، وترتضي النفوس بذلك على طاعة الرحمان، وقد روي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: كان المسلمون إذا دخل شعبان أكبوا على المصاحف فقرؤوها، وأخرجوا زكاة أموالهم؛ تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان. فهيئوا أنفسكم بارك الله فيكم - باستقبال شهر رمضان، هيئوها بالتوبة النصوح، والأعمال الصالحة، من صلاة، وقراءة قرآن، وذكر، وصدقة؛ تحسَّسوا أقاربكم وجيرانكم والمحتاجين، سُدُّوا حاجاتهم، وقدموا لهم ما تستطيعون من العون من زكوات أموالكم وصدقاتكم؛ لعلكم تفلحون.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، هذا، وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد.
ابو وليد البحيرى 29-05-2015, 04:25 PM أحكام تتعلق بشهر شعبان
أبو بكر بن محمد بن الحنبلي
الحمد الله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده.
ثم أما بعد:
سُمِّي شعبان بهذا الاسم؛ لتشعُّبهم في طلب الماء أو في الغارات، بعد أن يَخرج شهر رجب الحرام، وقيل غير ذلك.
العمل الصالح مُرَّغب فيه في كل وقت، وفي شعبان خاصَّةً؛ وذلك لما رواه النسائي بسند حسن عن أسامة بن زيد - رضي الله عنه - قال: قلتُ: "يا رسول الله، لم أرَكَ تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟"؛ قال: ((ذلك شهر يَغفُل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفَع فيه الأعمال إلى ربِّ العالمين؛ فأحبُّ أن يُرفع عملي وأنا صائم)).
تنبيه:
فإذا قال قائل: كيف أن الأعمال تُرفع إلى الله في شعبان؟ وقد ثبت في الصحيحين أن الله تعالى يُرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل؟
والجواب عن ذلك:
أن مِن أهل العلم - كالإمام السندي في حاشيته على سنن النسائي - من قال:
1- أعمال الليل تُرفع إلى الله قبل النهار والعكس، هذا بالنسبة لعمل اليوم.
2- وأعمال الأسبوع تُرفع إلى الله في يومي الاثنين والخميس، كما ورد في الحديث.
3- وأعمال السنة ككُلٍّ تُرفع إلى الله تعالى في شعبان، وهذا بتصرُّف.
فيُفهم مما سبق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُكثِر من الصيام في شعبان، وقد وضحتْ ذلك أمُّ المؤمنين عائشةُ - رضي الله عنها - كما ثبَت ذلك في البخاري: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم حتى نقول: لا يُفطر، ويُفطر حتى نقول: لا يصوم، وما رأيت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيتُه أكثر صيامًا منه في شعبان"؛ [البخاري رقم (1969)].
الحِكمة من الإكثار من الصيام في شعبان يعلمها الله - عز وجل - ولعلَّها تكون لحبِّه - صلى الله عليه وسلم - أن يُرفع عمله وهو صائم - كما ورد في الحديث السالف - ولعلَّ ذلك يكون من باب التمرين على صيام رمضان؛ لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقَّة، كما ذكر ذلك الحافظ ابن رجب في "لطائف المعارف" (ص: 141).
النهي عن تقدُّم رمضان بصيام على سبيل الاحتياط، أما من كان دَيدنه صيام الاثنين والخميس، أو أن يصوم يومًا ويُفطر آخَر، فلا حرج فيه بحمد الله تعالى، كما ذكر ذلك غيرُ واحد من أهل العلم؛ كالحافظ ابن حجر مثلاً، وقد روى البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال - عليه الصلاة والسلام -: ((لا يتقدَّمنَّ أحدُكم رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه، فليصم ذلك اليوم))؛ [البخاري: رقم (1914)].
أما الحديث الذي رواه الترمذي وغيره عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا بقي نصف مِن شعبان، فلا تصوموا))، فقد اختلف أهل العلم في صحة هذا الحديث؛ فمنهم من صحَّحه، ومنهم من ضعَّفه، والذين قالوا بصحة الحديث حملوا النَّهي على من خصَّ النصف الأخير بالصيام، أو على عدم وصْل شعبان برمضان.
حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان:
بدعة؛ وذلك لعدم ثبوت هذا الأمر عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد ثبت في "صحيح مسلم" من حديث عائشة: ((مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد)).
وقد ذكر الإمام أبو بكر بن العربي المالكي - وليس ابن عربي، فتنبَّه - في شرحه لـ "سنن الترمذي - عارضة الأحوذي" (3: 275): "وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يُساوي سماعه". اهـ.
وقد ذكر فضيلة الأخ الحبيب/ حسن بن عبدالدايم في رسالته "فضائل شهر شعبان وأحكامه وما أُحدث فيه من البدع" - وهي الرسالة التي استفدْتُ منها مقالتي هذه - تنبيهًا، قال فيه - حفظه الله تعالى -: تُحتِّم عليَّ الأمانة العلمية أن أنبه أن الشيخ/ ناصر الدين الألباني - حفظه الله - أورد الحديث الآتي وصحَّحه، وهو: ((إن الله يطلع في ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمُشرِك أو مُشاحن))؛ [رواه ابن أبي عاصم في كتابه "السنَّة" رقم: (512)].
لكن قال: لا يلزم من ثبوت هذا الحديث اتخاذ هذه الليلة موسمًا يجتمع الناس فيها. اهـ.
ومن الظاهر الجلي للقارئ أن هذا الحديث ليس فيه قيام ليلها ولا صيام نهارها. (ص:21، 22).
وختامًا؛ أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُليا أن يوفِّقنا لصيام معظم شعبان وسائر الأعمال الصالحات التي تُقرِّبنا لرب الأرض والسموات.
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المصدر: مجلة التوحيد، عدد شعبان 1418 هـ، صفحة 28.
ابو وليد البحيرى 31-05-2015, 12:41 PM - قال إن كان غدا من رمضان فأنا صائم إذا لم يُعلن عن بداية رمضان ، ونام الإنسان مبكرا وقال : إن كان غدا أول رمضان فأنا صائم ، فهل تكفيه هذه النية ويصح صومه ؟.
الإسلام سؤال وجواب
الحمد لله اختلف الفقهاء في هذه المسألة على قولين ، بناء على اختلافهم في مسألة تعيين النية ، وهي هل يجب أن ينوي الصوم عن رمضان جزما ، أم يكفيه نية الصوم ، سواء نوى فرضا أو نفلا . والجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة على أنه يشترط تعيين نية صوم رمضان . والحنفية على أنه لا يشترط تعيين النية ، وهي رواية عن أحمد . وعلى هذا القول يصح صوم من قال : إن كان غدا من رمضان فهو فرضي . قال في الفروع (3/40) : " ويجب تعيين النية في كل صوم واجب وفاقا لمالك والشافعي وهو أن يعتقد أنه يصوم من رمضان أو من قضائه أو نذره أو كفارته , لقوله صلى الله عليه وسلم : ( وإنما لكل امرئ ما نوى ) . وعن الإمام أحمد رواية أخرى : لا يجب تعيين النية لرمضان وفاقا لأبي حنيفة لأن التعيين يراد للتمييز , وهذا الزمان متعين ، فعليها يصح بنية مطلقة ، ونية فرض تردد فيه ... وقولهم : نية فرض تردد فيه بأن نوى ليلة الشك : إن كان غدا من رمضان فهو فرضي , وإن لم يكن فهو نفل , لا يجزئه على الرواية الأولى حتى يجزم بأنه صائم غدا من رمضان وعلى الثانية يجزئه " انتهى . وقال في الإنصاف (3/295) : " وإن نوى : إن كان غدا من رمضان : فهو فرضي , وإلا فهو نفل , لم يجزه , وهذا المذهب , وعليه أكثر الأصحاب , وهو مبني على أنه يشترط تعيين النية . وعن الإمام أحمد : يجزئه , وهي مبنية على رواية : أنه لا يجب تعيين النية لرمضان , واختار هذه الرواية الشيخ تقي الدين . قال في الفائق : نصره صاحب المحرر وشيخنا . وهو المختار " انتهى . وينظر : "البحر الرائق" (2/280) ، "مجمع الأنهار" (233/1) ، "مغني المحتاج" (2/150) ، "المغني" (3/9) ، "الموسوعة الفقهية" (5/165(22/28). وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح قول صاحب الزاد : " ولو نوى إن كان غدا من رمضان فهو فرضي : لم يجزه " : " هذه مسألة مهمة ترد كثيرا . مثال ذلك : رجل نام في الليل مبكرا ليلة الثلاثين من شعبان ، وفيه احتمال أن تكون هذه الليلة هي أول رمضان ، فقال : إن كان غدا من رمضان فهو فرضي ، أو قال : إن كان غدا من رمضان فأنا صائم ، أو قال : إن كان غدا من رمضان فهو فرض ، وإلا فهو عن كفارة واجبة أو ما أشبه ذلك من أنواع التعليق ، فالمذهب لا يصح ؛ لأن قوله : إن كان فهو فرضي ، وقع على وجه التردد ، والنية لابد فيها من الجزم ، فلو لم يستيقظ إلا بعد طلوع الفجر ثم تبين أنه من رمضان ، فعليه قضاء هذا اليوم ، على ما مشى عليه المؤلف . والرواية الثانية عن الإمام أحمد : أن الصوم صحيح إذا تبين أنه من رمضان ، واختار ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، ولعل هذا يدخل في عموم قوله صلى الله عليه وسلم لضباعة بنت الزبير : ( حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني ، فإن لك على ربك ما استثنيت ) . فهذا الرجل علقه لأنه لا يعلم أن غدا من رمضان ، فتردده مبني على التردد في ثبوت الشهر ، لا على التردد في النية وهل يصوم أو لا يصوم ؟ ولهذا لو قال ليلة الواحد من رمضان : أنا غدا يمكن أن أصوم ، ويمكن لا أصوم ، قلنا : هذا لا يصح ، لأنه متردد ... وعلى هذا فينبغي لنا إذا نمنا قبل أن يأتي الخبر ليلة الثلاثين من شعبان أن ننوي أنه إن كان غدا من رمضان فنحن صائمون " انتهى من" الشرح الممتع" (6/375). والله أعلم . .
ابو وليد البحيرى 01-06-2015, 12:31 PM تأخير القضاء إلى ما بعد رمضان الثاني
الإسلام سؤال وجواب
- تأخير القضاء إلى ما بعد رمضان الثاني ، وهل يفدي قبل أن يقضي ؟ إحدى الأخوات دخل عليها رمضان ، وعليها ستة أيام من رمضان الذي قبله , بعد انقضاء رمضان الثاني سألتني عما يلزمها , وبعد أن سألتُ وقرأتُ قلتُ لها إن عليها القضاء والفدية عن كل يوم ، وقمنا بإخراج كيلو ونصف من القمح عن كل يوم ، وأخرجنا فدية الستة أيام دفعة واحدة ليتامى بجوارنا ، علماً أنها لا زالت لم تتم قضاء الأيام التي عليها ، هل مقدار هذه الفدية صحيح ؟ وهل إخراجها قبل القضاء يعتبر صحيحاً ؟ .
الحمد لله أولاً : الفدية لا تدفع إلا إلى الفقراء والمساكين ، فعلى هذا إن كان هؤلاء الأيتام فقراء جاز دفعها إليهم ، وإن كانوا أغنياء فلا يجوز دفعها إليهم ، وعليكم إعادة إخراجها . وقد أحسنتم في إخراجها طعاماً ، فهذا هو الأصل فيما أوجبه الله طعاماً ، ولا يجوز إخراج الفدية مالاً ، وهكذا القول في الإطعام في كفارة اليمين ، والظهار ، وفي زكاة الفطر ، وغيرها مما أوجب الله تعالى فيه الإطعام . ثانياً : وأما بخصوص أصل المسألة ، وهي الإطعام مع القضاء لمن دخل عليه رمضان آخر ولم يقضِ ما عليه من الأيام : ففيها خلاف بين العلماء ، وقد فصَّلنا القول فيها في جواب السؤال رقم (26865) وبيَّنا هناك أن تأخير القضاء إلى رمضان الآخر إن كان بعذر كاستمرار المرض أو السفر أو وجود حمل أو إرضاع : فلا يلزم إلا القضاء ، وإن كان بغير عذر : فعلى المتأخر التوبة والاستغفار ، وعليه - عند جمهور العلماء - فدية طعام مسكين لكل يوم مع القضاء ، وقد ذكرنا هناك أن الراجح عدم وجوب الفدية ، إلا أنه إن فعل ذلك احتياطاً فحسن . ونبيِّن هنا أمراً زائداً ، وهو ما جاء في سؤالك ، وهو أنه يجوز دفع الفدية قبل البدء في القضاء ، لأن الفدية متعلقة بتأخير القضاء ، وليست متعلقة بالبدء في القضاء . وعلى هذا ، فيجوز إخراج الفدية في اليوم الذي سيصومه قضاءً ، أو قبله أو بعده . جاء في " الموسوعة الفقهية " ( 28 / 76 ) : " وقضاء رمضان يكون على التّراخي . لكن الجمهور قيّدوه بما إذا لم يفت وقت قضائه ، بأن يهلّ رمضان آخر ، لقول عائشة رضي الله تعالى عنها : ( كان يكون عليّ الصّوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضيه إلاّ في شعبان ، لمكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم ) . كما لا يؤخّر الصّلاة الأولى إلى الثّانية . ولا يجوز عند الجمهور تأخير قضاء رمضان إلى رمضان آخر من غير عذر يأثم به ، لحديث عائشة هذا ، فإن أخّر فعليه الفدية : إطعام مسكين لكلّ يوم ، لما روي عن ابن عبّاس وابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم قالوا فيمن عليه صوم فلم يصمه حتّى أدركه رمضان آخر : عليه القضاء ، وإطعام مسكين لكلّ يوم ، وهذه الفدية للتّأخير ، ....ويجوز الإطعام قبل القضاء ومعه وبعده " انتهى . والأفضل - عند من يرى وجوب الفدية للتأخير ، أو يراها احتياطاً - : أن يكون دفعها له قبل القضاء ؛ مسارعة إلى الخير ؛ وتخلصا من آفات التأخير ، كالنسيان . قال المرداوي الحنبلي – رحمه الله - : " يُطعم ما يجزئ كفارة ، ويجوز الإطعام قبل القضاء ، ومعه ، وبعده ، قال المجد – أي : ابن تيمية جد شيخ الإسلام - : الأفضل تقديمه عندنا ؛ مسارعةً إلى الخير ؛ وتخلصاً من آفات التأخير " انتهى " الإنصاف " ( 3 / 333 ) . والله أعلم الإسلام سؤال وجواب .
ابو وليد البحيرى 03-06-2015, 11:14 AM وأقبل رمضان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فيا أيها المسلمون: اتقوا الله عز وجل واعلموا أن العمر الذي تعيشونه في هذه الحياة الدنيا أنفس ما للإنسان، ولا يقدر بالأثمان، وكل مفقودٍ يمكن أن يسترجع إلا العمر، فهو إن ضاع لم يتعلق بعودته أمل، ولذلك كان على المسلم أن يحفظه ويجتهد فيه فيما ينفعه في دنياه وآخرته، ويصونه عن الضياع باللهو والغفلة، ولا يفرط فيه بقليل أو كثير.
فالعمر الذي نعيشه هو المزرعة التي نجني ثمارها في الدار الآخرة، فمن زرعه بخيرٍ وعمل صالح جنا السعادة والفلاح، وكان مع الذين ينادى عليهم في الآخرة: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ )[الحاقة:24]
وقد ورد أن أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم أقصر من غيرها من الأمم ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم (أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين، وأقلهم من يجوز ذلك). رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. ورواه الترمذي وابن ماجه.
ومعنى الحديث أن أغلب أعمار هذه الأمة تتراوح بين ستين سنة إلى سبعين، ومنهم من يزيد على ذلك وهو قليل.
وفي موطأ الإمام مالك بسند مرسل: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُري أعمار الناس قبله أو ما شاء الله ذلك فكأنه تقاصر أعمار أمته ألا يبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم في طول العمر فأعطاه الله ليلة القدر خيراً من ألف شهر" .
ومن حكمة الله سبحانه وفضله ورحمته؛ إذ أكرمنا بمواسم تضاعف فيه الحسنات وتبارك الأعمال؛ وهيأ لنا الفرص لمضاعفة الأجر؛ ومن ذلك أن وهبنا شهر رمضان؛ شهر كريم اختص بفضائل عظيمة ومزايا كبيرة، فهو أفضل الشهور؛ كالشمس بين الكواكب؛ أنزل الله فيه خير كتبه؛ القرآن الكريم، قال الله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان} (البقرة:185)، وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان) رواه أحمد.
وهو الشهر الذي فرض الله صيامه، فقال سبحانه: { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} (البقرة:183).
فحري بالمسلم اغتنام الفرص، واستغلال العمر بما ينفعه في دينه ودنياه.
منقول
|