مشاهدة النسخة كاملة : تفسير: (ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين)


ابو وليد البحيرى
25-04-2015, 11:48 PM
تفسير قوله تعالى










ï´؟ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ï´¾




(سورة البقرة: الآية 64)



سيد مبارك




إعراب مفردات الآية [1]:



(ثمّ) حرف عطف (تولّيتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. وفاعله (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تولّيتم)، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه واللام للبعد والكاف للخطاب.







الفاء استئنافيّة (لولا) حرف امتناع لوجود، شرط غير جازم (فضل) مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف وجوبا تقديره موجود (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على) حرف جرّ و(كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بـ (فضل)، الواو عاطفة (رحمة) معطوفة على فضل مرفوع مثله والهاء مضاف إليه، اللام واقعة في جواب لولا (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و(تم) ضمير متّصل اسم كان (من الخاسرين) جار ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كنتم وعلامة الجرّ الياء. اهـ.







روائع البيان والتفسير:



• ï´؟ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ ï´¾ قال أبو جعفر الطبري في تفسيرها:



يعني بقوله جل ثناؤه:(ثم توليتم): ثم أعرضتم. وإنما هو "تفعلتم" من قولهم: "ولاني فلان دبره" إذا استدبر عنه وخلفه خلف ظهره. ثم يستعمل ذلك في كل تارك طاعة أمر بها، ومعرض بوجهه. يقال: "قد تولى فلان عن طاعة فلان، وتولى عن مواصلته"، ومنه قول الله جل ثناؤه: ï´؟ فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ï´¾ [التوبة: 76]، يعني بذلك: خالفوا ما كانوا وعدوا الله من قولهم: ï´؟ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ï´¾ [التوبة: 75]، ونبذوا ذلك وراء ظهورهم.. ثم قال –رحمه الله:



(من بعد ذلك)، يعني بذلك: أنكم تركتم العمل بما أخذنا ميثاقكم وعهودكم على العمل به بجد واجتهاد، بعد إعطائكم ربكم المواثيق على العمل به، والقيام بما أمركم به في كتابكم، فنبذتموه وراء ظهوركم.







وكنى بقوله جل ذكره: "ذلك"، عن جميع ما قبله في الآية المتقدمة، أعني قوله:(وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور).اهـ[2].







•ï´؟ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ï´¾ قال البغوي - رحمه الله - في بيانها:



يعني بالإمهال والإدراج وتأخير العذاب عنكم ï´؟ لَكُنْتُم ï´¾ لصرتم ï´؟ مِنَ الْخَاسِرِينَ ï´¾ من المغبونين بالعقوبة وذهاب الدنيا والآخرة وقيل: من المعذبين في الحال لأنه رحمهم بالإمهال. اهـ[3]







• وقال ابن عثيمين قوله تعالى: ï´؟ الخاسرين ï´¾ أي الذين خسروا الدنيا، والآخرة، فلم يربحوا منهما بشيء؛ لأن أخسر الناس هم الكفار؛ فلا هم استفادوا من دنياهم، ولا من آخرتهم.. اهـ[4].







[1] انظر الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى: 1376هـ) نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان – دمشق ( 1/151 ).




[2] جامع البيان في تأويل القرآن لأبي جعفر الطبري، تحقيق أحمد محمد شاكر- الناشر: مؤسسة الرسالة ( 2/ 162 / 1135 )




[3] معالم التنزيل للبغوي- الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع ( 1/104 )




[4] تفسير العلامة محمد العثيمين -مصدر الكتاب: موقع العلامة العثيمين (3 / 162 )