مشاهدة النسخة كاملة : شَخصيَّة المرأة


ابو وليد البحيرى
27-04-2015, 05:00 PM
شَخصيَّة المرأة



معالم في شخصية المرأة المسلمة (1)


طلحة محمد المسير













المرأة مزيج مِن مشاعرَ وأحاسيس، ومهامَّ ووظائف، وحاجاتٍ ومُتطلبات، وواجبات وتكاليف، ورغبات وإرادات.



المرأة خَلقٌ عجيب، ونُموذج فريد، حيَّر الفلاسفة، وشغَل الحكماء؛ فسبحان الله وبحمده، سبحان القائل - جل وعلا -: ï´؟ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ï´¾ [لقمان: 11].





الأصل في إدراك شَخصيَّة المرأة:

• خلَق الله الإنسان، ووضَع له شريعةً تُنظِّم حياته تنظيمًا مُتناسِقًا مع فطرته المُضمَرة، وحياته الظاهرة، وحركة الكون الشاملة، والمرأة التي تَبغي الخير تسير بنور الله وتستضيء بشرعه.



• الصلاح والإصلاح في شرعه - جل وعلا - قال تعالى: ï´؟ قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ï´¾ [البقرة: 140].





الأدعياء والمرأة:

لقد أطلَق الأدعياء العِنان لأهوائهم تعبَث بالقيَم والأخلاق، فصنعوا قضية سموها "قضية المرأة"، وباتوا يُدندنون حول كثيرٍ مِن المواضيع المُتعلِّقة بها؛ فيَلوكون ألسنتهم بالحَديث عن حِجاب المرأة، أو عملها، أو رياضتها، أو الاختلاط بها... إلخ، بلا مُراعاة لضوابط الشرع وأوامره.



والأصل الذي يقطَع دابر الفِتنة، هو أن نُردِّد قوله - تعالى -: ï´؟ قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ï´¾ [البقرة: 140]، فالصلاح والإصلاح والخير العَميم في شرع الله - جل وعلا - ولا يؤخذ العِلم بمسائل الحلال والحرام إلا مِن عالِم عامل، تقيٍّ نقيٍّ، أما مَن نبَذ كتاب الله وراء ظهره، واتبع هواه، وكان أمره فرطًا، فبُعدًا له بعدًا.

ابو وليد البحيرى
27-04-2015, 05:01 PM
شخصية المرأة فطرية أم مكتسبة؟















معالم في شخصية المرأة المسلمة (2)



طلحة محمد المسير






تعريف شَخصيَّة المرأة:


هي طريقة التفكير والتصرُّف، واتخاذ القرار، والمشاعر المتأصِّلة والفَريدة، والتي تكون نمطًا مُعيَّنًا يُميِّز كل امرأة على حِدة.






مكوِّنات شَخصيَّة المرأة:


تتكوَّن الشَخصيَّة مِن تفاعُل مجموعة الصفات الجسدية والنفسية، والعقائد الدينيَّة، والقيَم والأفكار، والعادات والقدرات، والعواطف والمشاعر.






الأصل الفِطري لشَخصيَّة المرأة:


يولد كل إنسان على الفِطرة، ولديه مكونات شَخصيَّة تُعينه على الحياة المُستقيمَة، ومِن ذلك صفات المرأة الأساسية؛ مِن عاطفة جياشة، وحبٍّ للخير، وعطفٍ على الضعفاء.






اكتساب المرأة لشخصيَّتها:


تتحدَّد شَخصيَّة المرأة بِناءً على علاقتها بأصلها الفِطري؛ فمَن نمَّتْ شجرةَ الخير في نفسها، واجتهدت في تحصيل الفضائل، كانت ذات شَخصيَّة طيِّبة، أما مَن صادمَت فِطرتها، وعملت على خلط ما عندها مِن خير بما تشتهيه مِن شرٍّ أو ما اعتادت عليه مِن سوء، كانت ذات شَخصيَّة معوجَّة.






عوامل قياس شَخصيَّة المرأة:


يُمكِن قياس شَخصيَّة المرأة مِن طبيعة اهتماماتها وهواياتها ومَهاراتها، وعن طريق المجتمَع المحيط بها؛ مِن دينِ وأدب صديقاتها، ورضا الأبوَين عنها، وحبِّ زوجِها لها، وصلاح أبنائها.






هل يُمكِن تغيير الشَخصيَّة بعد تكوُّنها:


يُمكن تغيير شَخصيَّة المرأة بعد تكوينها، ولكن تحتاج إلى جهد كبير، وإلحاح على التغيير، وعزيمة قوية، وبيئة تتناسَب مع التغيير الجديد.

ابو وليد البحيرى
27-04-2015, 05:05 PM
جمال المرأة

معالم في شخصية المرأة المسلمة (3)

طلحة محمد المسير

الجمال:
الجمال نعمة من الله - جل وعلا - ومنَّة؛ يهُبُّ نسيمه على أعماق الإنسان فيَهزُّها هزًّا، وتحلُّ البهجة والسرور، والمُتعة والحُبور.

والله - جل وعلا - جميل يُحب الجَمال؛ فهو الذي خلَق كل جمال في الوجود، وكل جمال هو مِن آثار صنعِه - جل وعلا - فله - سبحانه وتعالى - جمال الذات، وجمال الأسماء، وجمال الأوصاف، وجمال الأفعال؛ فأسماؤه كلها حُسنى، وصفاته كلها كمال، وأفعاله كلها جمال وحِكمة.

ويُحيط الجمال بالإنسان حيثما حلَّ أو ارتحل، فمَن تطلَّب الجمال أبصره باديًا ظاهرًا لكل عيان في الكون عامة، وفي الإنسان وخلقِه خاصة.

صفة جمال المرأة:
• جمعت المرأة بين جنبَيها أنواعًا مِن الجمال المتفرِّق في الكون؛ فعندها مِن اللطف والرقَّة والعُذوبة والبهاء، ما لا يُقارَن به عليل النسيم، ولا تغريد البلابل، ولا إبهار الزهور.

• تزداد المرأة جمالاً على جمالٍ بروحها الصافية، ونفسِها الطيبة، وقلبِها المُطمئنِّ.

• ومِن أجمل ما تتجمَّل به الخلُق الكريم، والعَفاف الطاهر، والحياء الفِطريُّ.

• وتَرتقي إلى ذُرا الجمال بطاعتها وتقواها، ودعائها ونجواها، وعبادتها لربِّ العالَمين.

استمتاع المرأة بالجمال:
شُرع الاستمتاع بالجمال في الأمور المُختلِفة بالقدر الذي يُناسِب كل أمر، ومن ذلك:
• شُرعت الطهارة بلا إسراف في الماء، وحثَّ على تنظيف البدن بتقليم الأظافر ونتْف الإبط وحلق العانة بلا نمصٍ ولا وشمٍ ولا تفليج.

• تتزيَّن المرأة لمَحارِمها لا الغرباء بلا كشف لعورة، ولزوجها في غير إحرام بحج أو عمرة.

• لا بأس بالمسكن الواسع والمركب السابغ، بلا إخلال بحق الجوار وحق الطريق.

• طُبع المرء على حبِّ الملبس الحسن والنعل الحسن، بلا تبرُّج بزينة، أو إثارة لريبة.

جمال ينفَع وآخَر يَضرُّ:
• المرأة المؤمِنة تتطلَّب الجمال بفطرة نقيَّة، ونفسٍ سويَّة، تَشكُر الله على نِعَمه، وتستخدم النِّعَم فيما يُرضيه - جل وعلا - فليسَت ممَّن اتخذ إلهه هواه، ولا ممن باع دينه بعرَضٍ مِن الدنيا قليل، ولا ممَّن يتقحَّم نار جهنم بشهوة ساعة تَعقُبها حسرة وندامة أبدَ الدهر.

• المرأة المؤمنة لا تتسخَّط على خلقِ الله لها، ولا تتطلَّب تغيير خَلقِ الله - جل وعلا - وقد حذَّرنا الله - جل وعلا - مِن الشيطان وكيدِه ودعوته إلى تغيير خَلقِ الله؛ فقال - تعالى -: ï´؟ إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا * لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا ï´¾ [النساء: 117 - 119].

• الجمال مثل المال، مثل الجاه؛ إن طُلب بالحلال واستُخدم في الحلال، كان مباركًا، وإلا كان نِقمةً أي نِقمة.

• المؤمنة تفرَح بجمالها، وتَرضى به، وتُحسِن استخدامه، بلا غرور نفس، ولا دنَسِ فعل.


• جمال المرأة ليس سِلعةً تُباع وتُشترى، وتُعرض على الرائح والغادي، وتُصرَف لكل مَن هبَّ ودبَّ؛ بل هو جمال تعلوه العِفة، وبهاء يَكسوه الجلال.