مشاهدة النسخة كاملة : الصداع .. أسبابه وأنواعه وعلاجه


ابو وليد البحيرى
27-04-2015, 05:24 PM
الصداع .. أسبابه وأنواعه وعلاجه
أسامة عبد الفتاح توني



الصداع هو مرض العصر، ولا يكاد يسلم منه أحد من الناس، وكثيراً ما يشتكي البعض من ألم في مقدمة رأسه، أو أعلاه، أو أحد جانبيه، ويعاني الآلام المبرحة، ولا يعرف السبب! ولكثرة شكوى الناس منه ناسب في هذا المقام أن نفرد الحديث عنه.
تعريفه:
يُعرف الصداع على أنه ألم في الرأس، وأحياناً في الرقبة، ويصنف على أنه من أكثر الآلام الموضعية انتشاراً. والغالبية العظمى من أنواع الصداع هي أنواع بسيطة، وتختفي تلقائياً مع الراحة والاسترخاء.
أسباب الصداع:
هناك أسباب شائعة مثل:
1ـ التوتر والقلق وقلة النوم.
2ـ إجهاد العين، أو ضعف الإبصار، وأيضاً مشاكل ضغط العين.
3ـ انخفاض ضغط الدم، والجفاف الناتج من قلة السوائل.
4ـ انخفاض مستوى السكر في الدم.
5ـ التهاب الجيوب الأنفية.
6ـ الإمساك واضطرابات الجهاز الهضمي.
7ـ آلام الأسنان.
وهناك أسباب نادرة وقليلة جداً ولكنها خطيرة مثل:
1ـ الالتهاب السحائي أو الحمى الشوكية.
2ـ الانتفاخات والتحوصلات الدموية في المخ.
3ـ ارتفاع ضغط الدم.
4ـ أورام المخ.
5ـ إصابات وحوادث الرأس.
وينتشر الصداع بين النساء في فترة الدورة الشهرية (قبل أو أثناء أو حتى في منتصف الدورة)، ويكون بسبب اختلاف مستوى هرمون الاستروجين.
أنواع الصداع:
هناك خمسة أنواع رئيسة للصداع تبعاً لمنشأ الصداع وتشمل: صداع الأوعية الدموية، صداع الشد العضلي، الصداع العنقي، صداع الشد، والصداع الالتهابي.
أولاً: صداع الأوعية الدموية: وهو عدة أنواع ولكن الصداع النصفي هو أكثرها انتشاراً.
الصداع النصفي (الشقيقة):
إن الصداع النصفي يمثل 20% من حالات الصداع الإجمالي. ويحدث عندما تنقبض الأوعية الدموية الخاصة بالرأس والعنق؛ مما يؤدي إلى نقص سريان الدم فيها، وعند حدوث نوبة الصداع النصفي تحدث تغيرات في الأوعية الدموية، ولكنها ليست السبب في الإحساس بألم الصداع فالألم منشأه من الأعصاب.
ويتميز الصداع النصفي بألم شديد نابض في أحد جانبي الرأس، وأحياناً في كلا الجانبين. وفي بعض الناس يكون مصاحباً لاضطرابات سمعية أو بصرية تتراوح من زغللة في العين، أو وميض ضوء، أو ضعف في الرؤية، وأيضاً قد يكون مصحوباً بقيء، أو غثيان ودوخة، كما أنه يصاحبه عدم التحمل للضوضاء والأضواء.
وتستمر نوبة الصداع النصفي من بضع ساعات إلى يوم أو أكثر في بعض الحالات. والصداع النصفي أكثر انتشارًا في النساء. وقد تحدث نوبة الصداع النصفي أو الشقيقة في مراحل مرتبة ومتتابعة كالتالي:
1ـ مرحلة البوادر:
وتبدأ قبل حدوث النوبة بعدة ساعات، وفيها يشعر المريض بقرب حدوث النوبة، وتكون أعراضها الشعور بتعب غير عادي، التثاؤب، تغير الحالة المزاجية من انفعال أو اكتئاب، أو الميل إلى تناول أطعمة معينة.
2ـ مرحلة النسمة (aura):
وفيها يشعر المريض ببعض الاضطرابات التي قد تكون سمعية أو بصرية مثل: رؤية وميض، أو زغللة في العين، وقد تكون عصبية مثل: الإحساس بوخز، أو خدر في الوجه، أو اليد، أو الفم، أو اللسان أو صعوبة في النطق والكلام، أو ضعف، أو شلل في جانب من الوجه أو الجسم. وهذه المرحلة تبقي مرحلة الصداع والألم بحوالي 15-20 دقيقة.
3ـ مرحلة الألم:
ويبدأ الألم في أحد جانبي الرأس أو في الرقبة، ثم ينتشر إلى مكان آخر في الرأس، وقد يكون في جانبي الرأس، ويتزايد الألم بالتدريج، ويكون نابضاً، ويصاحبه الدوار والغثيان والقيء وعدم تحمل الأصوات والأضواء.
4ـ مرحلة بعد النوبة:
و يبدأ الألم يخف تدريجياً وينام المريض، وقد يشعر بالإعياء والإرهاق الشديد.
العوامل المصاحبة والمسببة للصداع النصفي:
1ـ وجود الصداع النصفي في العائلة.
2ـ الضغط العصبي والتوتر العضلي والقلق.
3ـ المشروبات الكحولية.
4ـ التدخين أو التعرض السلبي للدخان.
5ـ عدم النوم أو نقص ساعات النوم.
6ـ فترة الدورة الشهرية عند النساء أو استخدام حبوب منع الحمل.
7ـ بعض الأطعمة مثل: الشيكولاتة، والمكسرات، و المخللات، أو الأطعمة التي تحتوى على الحمض الأميني تيرامين مثل: (الجبن القديم والأسماك المدخنة)، وأيضاً الأطعمة التي تحتوى على المحليات الصناعية والمواد الحافظة.
علاج الصداع النصفي:
إن أفضل علاج فعّال هو توضيح الحالة للمريض، والتعرف على الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى حدوث نوبة الصداع النصفي، ومن ثم العمل على تجنبها.
كما أنه ينصح أثناء النوبة بالاسترخاء في غرفة هادئة والأضواء خافتة جداً.
الأدوية العلاجية أثناء نوبة الصداع النصفي:
1ـ مسكنات الآلام مثل: بانادول أو بروفين، ويفضل تناولها في أسرع وقت مع بداية النوبة.
2ـ مضادات الصداع النصفي(مجموعة تربتان) مثل: إميجران، ويوجد في صورة حبوب أو بخاخ عن طريق الأنف، وأيضاً حبوب ريلباكس.
3ـ مضادات القيء مثل بريمبران، أو موتيليوم.
الأدوية الوقائية من الصداع النصفي:
في حالات تكرار نوبات الصداع النصفي قد يختار الطبيب المعالج أحد الأدوية التالية:
1ـ أدوية سدادات مستقبلات بيتا مثل: إندرال.
2ـ بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الاكتئاب والصرع.
3ـ سدادات قنوات الكالسيوم.
ويجب التأكيد على الإشراف الطبي الدقيق وخاصة عند وصف مسكنات الآلام عند قرحة المعدة والإثني عشر، كما يجب تجنب الأسبرين للأطفال تحت عمر 16سنة.
ويجب عدم تناول مسكنات الآلام بهدف الوقاية من الصداع النصفي بل يتم تناولها مع حدوث النوبة فقط.
والنوع الثاني المنتشر بعد الصداع النصفي هو الصداع " التسمم " وهو يحدث من الحمى وارتفاع درجة الحرارة.
وتوجد أنواع أخرى من صداع الأوعية الدموية مثل: الصداع العنقودي ويؤدي إلى نوبات متكررة من الألم الشديد. وهناك أيضاً الصداع الناتج من ارتفاع ضغط الدم.
ثانياً: الصداع العضلي:
ويحدث بسبب تقلص وزيادة توتر في عضلات الوجه والرقبة، وقد ينتشر إلى مقدمة الرأس والجبهة، والصداع التوتري هو الأكثر انتشاراً في هدا النوع.
الصداع التوتري:
ويحدث بسبب تقلص في عضلات الرأس والرقبة وهي أكثر انتشاراً في البالغين والمراهقين، وقد يحدث بصورة عرضية أو بصورة متكررة، وقد يصير مزمناً عند بعض الأشخاص.
أسباب توتر وتقلص العضلات:
1ـ زيادة الضغط العصبي والتوتر والقلق.
2ـ الإرهاق والتعب الزائد.
3ـ الوضع الجسدي الخاطئ وخاصة الجلوس لفترات طويلة.
4ـ الإجهاد البصري أمام التلفزيون، أو الكمبيوتر، أو الكتب لفترات طويلة.
5ـ التدخين والكحول.
6ـ التغيرات الهورمونية المصاحبة للدورة الشهرية عند النساء.
ثالثاً: الصداع العنقي:
ويحدث بسبب خلل في الرقبة، ويشمل الأعضاء التي تنشأ الأعصاب الخاصة بها من الجذور العصبية العنقية من 1-3.
ويحدث هذا النوع مع حركة الرقبة، أو وضع الرأس الخاطئ والمستمر، ويكون مصحوباً بصعوبة وآلام في مجال حركة الرقبة؛ مما يؤدى إلى صعوبة الحركة المعتادة للرقبة، وأيضاً مع حدوث آلام في الكتف والذراع.
رابعاً: الصداع الالتهابي وصداع الشد:
ويكون الصداع عرضاً لمرض آخر يتراوح من التهاب الجيوب الأنفية إلى حدوث جلطة المخ، ويجب التأكيد هنا على أن الصداع قد يكون ما هو إلا إشارة تنبيه لأمراض أكثر خطورة، وعلى سبيل المثال: الصداع الحادث بسبب الالتهابات مثل: الالتهاب السحائي (الحمى الشوكية)، وأيضاً التهاب الجيوب الأنفية، أو الصداع الناشئ من خلل في الفقرات العنقية، أو من الأذن، أو من الأسنان.
تشخيص الصداع:
يجب التأكيد على أن معظم حالات الصداع غير خطيرة وتنتهي بصورة تلقائية، ولكنْ هناك أنواع خاصة تحتاج إلى علاجات خاصة ومعينة، وقد يكون الصداع هو تنبيه لمرض أشد خطورة.
وتتميز بعض أنواع الصداع بشكل معين من الأعراض، ولا تحتاج إلى إجراء فحوصات وتحاليل طبية أخرى، ولكن هناك البعض الآخر يحتاج إلى فحوصات طبية أخرى من أجل توضيح الصورة واكتشاف الأسباب.
الصداع الذي يحتاج إلى إجراءات طبية عاجلة:
هناك أعراض خاصة تحتاج إلى الانتباه وعدم الإهمال في حالة حدوث الصداع مثل:
1ـ حدوث صداع مفاجئ وشديد مصحوباً بغثيان أو قيء.
2ـ أن يكون الصداع مصحوباً بعدم القدرة على تحريك الرقبة.
3ـ أن يكون الصداع مصحوباً بارتفاع في درجة الحرارة.
4ـ أن يكون مصحوباً بتشنجات، أو ضعف في التركيز، أو الذاكرة، أو فقد للوعي.
5ـ أن يحدث بعد حادث إصابة للرأس.
6ـ أن يكون مصحوباً بألم في العين أو الأذن.
7ـ أن يكون مصحوباً بعدم التحكم، أو ضعف الإحساس في اليد أو الأقدام.
8ـ أن يكون مستمراً أو متكرراً في شخص لم يعتاد الصداع من قبل.
9ـ تكرار الصداع عند الأطفال.
ونحب أن نؤكد على أن أهم خطوة في التشخيص هي العناية في تناول التاريخ المرضي لكل حالة، والفحص السريري للمريض من قبل الطبيب المتخصص.
وفي معظم الحالات يكون التشخيص هو " صداع أولي "، بمعنى أن الصداع رغم أنه عرض مزعج ومؤلم إلا أنه ليس نتيجة مرض أكثر خطورة.
وفي بعض حالات الصداع النصفي والصداع التوتري والعنقودي المتكرر لا يستطيع المريض أن يصف بدقة تفاصيل الصداع من مكانه، نوعه، شدته، اتجاه انتشاره في الرأس والرقبة والذراع، الأعراض المصاحبة له، ما يثير الصداع وما يخفف الألم، والأدوية التي استخدمها من قبل، ففي مثل هذه الحالة يكون من الأفضل أن يقوم المريض بتعبئة نموذج أو كتابة تلك البيانات عند تكرار الصداع.
وهناك بعض الحالات التي تحتاج إلى فحوصات طبية لاستكمال التشخيص الطبي مثل: إجراء فحص بالأشعة المقطعية على المخ أو الجيوب الأنفية، أو عمل أشعة الرنين المغناطيسي، وأيضاً تحاليل الدم.
كيف نعالج الصداع؟
إن الكثير من حالات الصداع تستجيب إلى المسكنات البسيطة مثل الباراسيتامول (البانادول)، أو عائلة أدوية مضادات الالتهاب غير الاسترويدية مثل: الأسبرين، أو البروفين، أو الفولتارين وغيرها، ولكن هناك بعض الحالات الخاصة تحتاج إلى أدوية أخرى كما وضحنا سابقاً ولابد من أن تكون تحت الإشراف الطبي الدقيق.
الوقاية:
هناك بعض أنواع الصداع مثل: الصداع النصفي تستجيب إلى الأدوية الوقائية، ولكن كقاعدة عامة فإن استخدام مسكنات الآلام بصورة مستمرة ولفترة طويلة غير جيد؛ لأنه قد يؤدي إلى أعراض جانبية كثيرة، وأيضاً إلى أعراض ارتدادية وصداع ارتدادي عند إيقاف العلاج.
ولقد تم استخدام مادة الكافيين كعلاج مصاحب لمسكنات الآلام في حالات الصداع النصفي، وهناك مواد طبيعية وقائية من الصداع، وهي تلك المواد التي تحتوي الماغنسيوم وفيتامين ب12 والإنزيم المساعد Q10. ويساعد الماغنسيوم على الاسترخاء، ويوجد في الموز والبقول والخضروات الورقية والقمح.
العلاج بالتدليك:
إن العلاج بالتدليك والعلاج الطبيعي هو علاج فعال جداً واختيار آمن للعلاج والوقاية من الصداع التوتري والعضلي، ولقد أثبتت الدراسات أنه يقلل من تكرار نوبات الصداع التوتري والعضلي، ويقلل من فترتها بدرجة كبيرة.
كيف يمكن أن تساعد نفسك؟
1ـ تجنب التدخين أو التعرض له، وتجنب الكحول.
2ـ احرص على الأوضاع الصحية للجسم أثناء الجلوس، وفي العمل وفي السيارة.
3ـ اختار المقعد المناسب للوضع الصحي لجسمك.
4ـ واظب على تمارين وجلسات الاسترخاء.
5ـ واظب على ممارسة الرياضة بانتظام في الهواء النقي.
6ـ تجنب التوتر والقلق والانفعال.
7ـ لا تهمل وجبات الغذاء الأساسية وخاصة وجبة الفطور ولا تترك المعدة خالية لفترة طويلة.
8ـ احرص على النوم من 6- 8 ساعات يومياً، وتجنب السهر ليلاً