ابو وليد البحيرى
30-04-2015, 04:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التاريخ الإسلامى مليئ بالأبطال الذين ننظر إليهم بهيبة وحب ونرى فيهم القدوة الحسنة ونرى انهم لن يتكرروا
هذه سيرة مختصرة لبطل بحق
بطل ربما عادلت بطولاته وإنجازاته بطولات الملك العادل نور الدين وتجاوزت بطولاتة بطولات الملك الناصر صلاح الدين ومع ذلك لم ينل حظه من الذكر فى التاريخ على الأقل بالنسبة لنا
رجل ربما لم يسمع به احد منكم إلا قليلاً وربما لم يسمع به قط
لذلك أدعوكم لقراءة سيرة هذا البطل الصنديد المجاهد العابد الزاهد الورع التقى النقى
الذى ظل مجاهداً وقاد معركة وملحمة من أكبر الملاحم وهو ابن ثمانين عاماً مع وصول خبر وفات ولده قبل المعركة بقليل ..
نعم كان يبلغ من العمر ثمانين عاماً وهو يمتطى صهوة جوادة ويضرب بيمينه فى معركة من أكبر معارك التاريخ الإسلامى لنصرة هذا الدين
رجل لقب بأمير المسلمين والناصر للدين وأنشأ دولة من أقوى دول العالم وأكثرها تقوى وعزة وجهاداً
رجل انكسرت تحت قدميه شوكة الصليبيين لسنين وسنين
بالله عليكم تقرءوا بروية لآخر الموضوع لتبكوا فرحاً بما صنع وتبكوا حزناً على ما ضاع
هل تشوقتم لمعرفة هذا الرجل؟
سأذكر اسمه بآخر الموضوع
ولكن لنعود للوراء قليلاً لنعرف كيف صنع وصهر هذا البطل الهمام فهو لم يأتى نتيجة صدفة وسنكون غير منصفين لو ذكرنا بطل اليوم دون أن نذكر من قبله فيكون ظلم له ولهم
كانت البداية على يد فقيه مجاهد اسمه 'عبد الله بن ياسين الجزولي' الذي جمع بين العلم والورع والزهد والتأثير والشجاعة والبطولة والجهاد كل ذلك في إناء واحد وهو قلبه، وهدى الله عز وجل علي يديه قبائل البربر التي كانت تغط في جهل عميق، وأحيا الشعائر المندثرة عندهم ونشر الإسلام بين قبائل البربر الوثنية وعمل على انتخاب مجموعة من النجباء والأفاضل وتعهدهم بالتربية وكان أفضل تلاميذ الفقيه المجاهد
هو يحيي بن إبراهيم الذى استدعاه منذ البداية إلى هذه البلاد , جنوب موريتانيا , بغرب أفريقيا ولازمه وكان من أخص الناس به ثم تبعه رجل آخر من رؤساء البربر اسمه 'يحي بن عمر' واتبع الفقيه عبد الله بن ياسين سياسة التربية الشاملة مع أتباعه؛ والتي تقوم علي غرس الإيمان والأخلاق والعقيدة الصحيحة وحب الجهاد في سبيل الله، فنشأت حركة جهادية عارمة وسط قبائل البربر وعملوا على نشر الإسلام بين قبائل غرب ووسط القارة الإفريقية وظل عبد الله بن ياسين وتلاميذه يجاهدون القبائل الوثنية حتى استشهد سنه 451هـ وقد سبقه في الشهادة أنجب تلاميذه يحي بن عمر ويحي بن إبراهيم وقبل أن يسلم الروح أوصي المرابطين بأن يتولى أمرهم الأمير أبو بكر بن عمر اللمتوني الذي كان نعم القائد لجموع البربر المجاهدة وكان محبا لنشر الإسلام خاصة وفي منطقة وسط إفريقيا حوض النيجر وبلاد غانا ومالي فعمد إلى اختيار نائب له في منطقة وسط المغرب للوقوف أمام قبائل معموده البربرية التي كانت تقف في وجه الدعوة الإسلامية وتأوي الكثير من الوثنيين والمجوس ووقع اختياره على ابن عمه البطل المقدام ( بطلنا) وكان وقتها في الحادي والخمسين من عمره
أنظروا إلى الهمم
هو محصلة عمل سلسلة من الرجال المخلصين المجاهدين الذين قاموا بأدوار ربما أقوي وأفضل لصالح الأمة المسلمة؛ فعبد الله بن ياسين ثم يحيي بن إبراهيم ثم يحيي بن عمر ثم أبو بكر بن عمر ثم (بطلنا)
وكان صاحب خبرة قتالية وقيادية عالية فأحسن القيادة في الفترة التي انشغل فيها القائد العام 'أبو بكر بن عمر اللمتوني' بنشر الدعوة بأدغال أفريقيا وولى ابن عمه (بطلنا)
ولم يجلس (بطلنا) منتظراً رجوع الأمير أبو بكر بن عمر بل نشر الإسلام والسنة بعد ان كانت انجرفت بعيداً جداً جداً عن الإسلام ووحد البلاد فبعد ان كان يملك شمال السنغال وجنوب موريتانيا فقط أصبح يملك السنغال بكاملها وموريتانيا بكاملها والمغرب وتونس والجزائر فأقام دولة واحدة بهذه المساحة وبعد أن كان جيشة سبعة آلاف فارس أصبحوا 100.000 فارس غير الرجالة
وأسس مدينة مراكش وأول شىء بناه فيها مسجد كبير , حتى علت مكانة بطلنا بين قبائل البربر عموما وأنصاره خصوصا وأحبوه بشدة لعدله وورعه وديانته وحبه للجهاد في سبيل الله فلما عاد أبو بكر بن عمر وجد أن المكانة والوضع الذي أصبح فيه (بطلنا) يحتم عليه أن ينزل له عن قيادة الدولة الناشئة وذلك لمصلحة الدولة والدين ووحدة الصف فقال له أنت أحقى منى بها لما رأى ما فعله من جهاد وتوحيد للبلاد ونشر العدل والفتوحات وتأليف القلوب وحب الناس له وتنازل له عن الحكم بطيب خاطر , وعاد الشيخ أبو بكر بن عمر لنشر الإسلام بوسط أفريقيا ,
وتخيلوا ... أدخل الإسلام فى غينيا بيساو وسيراليون وساحل العاج ومالى وبوركينا فاسوا والنيجر وغانا والداهومى وتوجو ونيجريا والكاميرون والجابون وأفريقيا الوسطى حتى أدخل الشيخ ابو بكر بن عمر الإسلام فى أكثر من 15 خمسة عشر دولة أفريقية ..
حتى استشهد رحمه الله في إحدى المعارك وأصبح (بطلنا) هو القائد العام لهذه الدولة الناشئة وأصبح المغرب العربي كله من تونس حتى الجابون أكثر من 20 دولة أفريقية تحت لواء بطلنا وتحت قيادته وأعاد للإسلام هيبته وقوته وقمع شر الصليبين وعطل حركة الاسترداد لفترة طويلة، ثم قام بعد ذلك بالدور الأروع وهو إزالة ملوك الطوائف الواحد تلو الآخر وأعاد للأندلس وحدته وأصبحت الدويلات دولة واحدة قوية صامدة .
فقد عرفت هذه الدولة العظيمة بدولة المرابطين
فكما وحد الملك العادل نور الدين محمود الشام ومصر
فقد وحد بطلنا أمير المسلمين الناصر للدين بلاد المغرب بالكامل
يقول صاحب الـحُلَل الـمَوْشِيّة:
(ولما ضخُمت مملكة (بطلنا) واتسعت عمالته، اجتمعت إليه أشياع قبيلته، وأعيان دولته، وقالت له: أنت خليفة اللـه في أرضه، وحقك أكبر من أن تدعى بالأمير، بل ندعوك بأمير المؤمنين. فقال لهم: حاشا للـه أن نتسمى بهذا الاسم، إنما يتسمى به خلفاء بني العباس لكونهم من تلك السلالة الكريمة، ولأنهم ملوك الحرمين مكة والمدينة، وأنا راجلهم والقائم بدعوتهم، فقالوا له: لا بد من اسم تمتاز به، فأجاب إلى (أمير المسلمين وناصر الدين); وخطب لهم بذلك في المنابر وخوطب به من العُدْوَتَيْن - أي المغرب والأندلس -). يقول السلامي الناصري في الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى: (إنما احتاج أمير المسلمين إلى التقليد من الخليفة العباسي مع أنه كان بعيداً عنه، وأقوى شوكة منه، لتكون ولايته مستندة إلى الشرع… وإنما تسمى بأمير المسلمين دون أمير المؤمنين أدباً مع الخليفة حتى لا يشاركه في لقبه، لأن لقب أمير المؤمنين خاص بالخليفة، والخليفة من قريش);.
حيث كانت الخلافة العباسية تملك بغداد فقط !
ومن علامات التقوى والتمسك بأهداب الدين تمسك الأمراء والحكام بالنقد الشرعي
وفي ذلك يقول ابن الخطيب في كتابه الإحاطة:
(كان درهمه فضة، وديناره تبراً محضاً
في إحدى صفحتيه (لا إله إلا اللـه محمد رسول اللـه)، وتحت ذلك (أمير المسلمين (بطلنا) )، وفي الدائر (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)، وفي الصفحة الأخرى(الإمام عبد اللـه أمير المؤمنين) وفي الدائرة (تاريخ ضربه وموضع سكه). وعبد اللـه اصطلاحاً هو كنية يصلح لاسم كل خليفة عباسي.
معركة ليست كأى معركة
فى هذه الآونة كانت الأندلس مفككة إلا 22 دويلة ويدفعون الجزية للنصارى وهنا تحرك أحد الأمراء وهو المعتمد على الله بن عباد وطلب النجدة من (بطلنا) فلم يتأخر عن الجهاد للحظة فأعد العدة وجهز الجيش وخرج بسبعة آلاف مجاهد فقط وعبر مضيق جبل طارق وتحرك داخل البلاد
فسمع العامة به وتجمع الناس حوله حتى لحق به ثلاثة وعشرون ألفاً 23000 يلحقون بجيشه ويسيرون فى ركبه
وتحرك الجيش الذى بلغ 30.000 رجل حتى وصلوا إلى الزلاقة ويصله خبر وفات أبنه الأكبر
ونذكر انه كان عمره رحمه الله 80 عاماً
وقابل جيش الصليبيين البالغ 60.000 ستون ألفاً والذى كان هذا الملك يجبى الجزية من المسلمين فى بلاد الأندلس فغره ذلك
ويرسل الملك ألفونس السادس رسالة إلى أمير المسلمين يقول فيها : جئتك بجيش أقاتل به الإنس والجن والملائكة فى السماء وأقاتل به محمد وصحبه
فيرد عليه امير المسلمين يقول له : بلغنا أنك دعوت أن يكون لك سفن تعبر إلينا فعبرنا نحن لك وستعلم عاقبة دعائك وإنى أعرض عليك الإسلام أو الجزية عن يد وانت صاغر أو الحرب
وكتب لأمير المسلمين : لا نقبل إلا الحرب
فرد عليه أمير المسلمين : الرد ما ترى لا ما تسمع
وبدأ القتال على أشده وينتصر جيش المسلمين نصراً مؤزرا وأباد جيش الصليبيين عن بكره أبيه
لم يبقى حياً من الـ 60.000 غير 450 فارس فقط هربوا مع ألفونس الذى فقد ساقه , ولم يبقى حياً منهم إلا 150 رجل والباقين ماتوا إثر جراحهم
وسميت هذه الموقعة بالزلاقة لإنزلاق الرجال والخيل على الدم السائل على الصخور فى هذه الموقعة
وحصلوا على غنايم كثيرة جداً
تركها جميعها لأهل الأندلس وعاد كما هو بجيشة
ثم عاد إلى الأندلس ووحدها جميعها بالإضافة إلى 22 دولة أفريقية تحت لواء هذه الدولة السنية المعروفة بدولة المرابطين
هذا الرجل الذى يكتب اسمه بالذهب هو
أبو يعقوب يوسف بن تاشفين اللمتونى الحميرى
رحم الله الأمير المجاهد
بارك الله فيكم
منقول
التاريخ الإسلامى مليئ بالأبطال الذين ننظر إليهم بهيبة وحب ونرى فيهم القدوة الحسنة ونرى انهم لن يتكرروا
هذه سيرة مختصرة لبطل بحق
بطل ربما عادلت بطولاته وإنجازاته بطولات الملك العادل نور الدين وتجاوزت بطولاتة بطولات الملك الناصر صلاح الدين ومع ذلك لم ينل حظه من الذكر فى التاريخ على الأقل بالنسبة لنا
رجل ربما لم يسمع به احد منكم إلا قليلاً وربما لم يسمع به قط
لذلك أدعوكم لقراءة سيرة هذا البطل الصنديد المجاهد العابد الزاهد الورع التقى النقى
الذى ظل مجاهداً وقاد معركة وملحمة من أكبر الملاحم وهو ابن ثمانين عاماً مع وصول خبر وفات ولده قبل المعركة بقليل ..
نعم كان يبلغ من العمر ثمانين عاماً وهو يمتطى صهوة جوادة ويضرب بيمينه فى معركة من أكبر معارك التاريخ الإسلامى لنصرة هذا الدين
رجل لقب بأمير المسلمين والناصر للدين وأنشأ دولة من أقوى دول العالم وأكثرها تقوى وعزة وجهاداً
رجل انكسرت تحت قدميه شوكة الصليبيين لسنين وسنين
بالله عليكم تقرءوا بروية لآخر الموضوع لتبكوا فرحاً بما صنع وتبكوا حزناً على ما ضاع
هل تشوقتم لمعرفة هذا الرجل؟
سأذكر اسمه بآخر الموضوع
ولكن لنعود للوراء قليلاً لنعرف كيف صنع وصهر هذا البطل الهمام فهو لم يأتى نتيجة صدفة وسنكون غير منصفين لو ذكرنا بطل اليوم دون أن نذكر من قبله فيكون ظلم له ولهم
كانت البداية على يد فقيه مجاهد اسمه 'عبد الله بن ياسين الجزولي' الذي جمع بين العلم والورع والزهد والتأثير والشجاعة والبطولة والجهاد كل ذلك في إناء واحد وهو قلبه، وهدى الله عز وجل علي يديه قبائل البربر التي كانت تغط في جهل عميق، وأحيا الشعائر المندثرة عندهم ونشر الإسلام بين قبائل البربر الوثنية وعمل على انتخاب مجموعة من النجباء والأفاضل وتعهدهم بالتربية وكان أفضل تلاميذ الفقيه المجاهد
هو يحيي بن إبراهيم الذى استدعاه منذ البداية إلى هذه البلاد , جنوب موريتانيا , بغرب أفريقيا ولازمه وكان من أخص الناس به ثم تبعه رجل آخر من رؤساء البربر اسمه 'يحي بن عمر' واتبع الفقيه عبد الله بن ياسين سياسة التربية الشاملة مع أتباعه؛ والتي تقوم علي غرس الإيمان والأخلاق والعقيدة الصحيحة وحب الجهاد في سبيل الله، فنشأت حركة جهادية عارمة وسط قبائل البربر وعملوا على نشر الإسلام بين قبائل غرب ووسط القارة الإفريقية وظل عبد الله بن ياسين وتلاميذه يجاهدون القبائل الوثنية حتى استشهد سنه 451هـ وقد سبقه في الشهادة أنجب تلاميذه يحي بن عمر ويحي بن إبراهيم وقبل أن يسلم الروح أوصي المرابطين بأن يتولى أمرهم الأمير أبو بكر بن عمر اللمتوني الذي كان نعم القائد لجموع البربر المجاهدة وكان محبا لنشر الإسلام خاصة وفي منطقة وسط إفريقيا حوض النيجر وبلاد غانا ومالي فعمد إلى اختيار نائب له في منطقة وسط المغرب للوقوف أمام قبائل معموده البربرية التي كانت تقف في وجه الدعوة الإسلامية وتأوي الكثير من الوثنيين والمجوس ووقع اختياره على ابن عمه البطل المقدام ( بطلنا) وكان وقتها في الحادي والخمسين من عمره
أنظروا إلى الهمم
هو محصلة عمل سلسلة من الرجال المخلصين المجاهدين الذين قاموا بأدوار ربما أقوي وأفضل لصالح الأمة المسلمة؛ فعبد الله بن ياسين ثم يحيي بن إبراهيم ثم يحيي بن عمر ثم أبو بكر بن عمر ثم (بطلنا)
وكان صاحب خبرة قتالية وقيادية عالية فأحسن القيادة في الفترة التي انشغل فيها القائد العام 'أبو بكر بن عمر اللمتوني' بنشر الدعوة بأدغال أفريقيا وولى ابن عمه (بطلنا)
ولم يجلس (بطلنا) منتظراً رجوع الأمير أبو بكر بن عمر بل نشر الإسلام والسنة بعد ان كانت انجرفت بعيداً جداً جداً عن الإسلام ووحد البلاد فبعد ان كان يملك شمال السنغال وجنوب موريتانيا فقط أصبح يملك السنغال بكاملها وموريتانيا بكاملها والمغرب وتونس والجزائر فأقام دولة واحدة بهذه المساحة وبعد أن كان جيشة سبعة آلاف فارس أصبحوا 100.000 فارس غير الرجالة
وأسس مدينة مراكش وأول شىء بناه فيها مسجد كبير , حتى علت مكانة بطلنا بين قبائل البربر عموما وأنصاره خصوصا وأحبوه بشدة لعدله وورعه وديانته وحبه للجهاد في سبيل الله فلما عاد أبو بكر بن عمر وجد أن المكانة والوضع الذي أصبح فيه (بطلنا) يحتم عليه أن ينزل له عن قيادة الدولة الناشئة وذلك لمصلحة الدولة والدين ووحدة الصف فقال له أنت أحقى منى بها لما رأى ما فعله من جهاد وتوحيد للبلاد ونشر العدل والفتوحات وتأليف القلوب وحب الناس له وتنازل له عن الحكم بطيب خاطر , وعاد الشيخ أبو بكر بن عمر لنشر الإسلام بوسط أفريقيا ,
وتخيلوا ... أدخل الإسلام فى غينيا بيساو وسيراليون وساحل العاج ومالى وبوركينا فاسوا والنيجر وغانا والداهومى وتوجو ونيجريا والكاميرون والجابون وأفريقيا الوسطى حتى أدخل الشيخ ابو بكر بن عمر الإسلام فى أكثر من 15 خمسة عشر دولة أفريقية ..
حتى استشهد رحمه الله في إحدى المعارك وأصبح (بطلنا) هو القائد العام لهذه الدولة الناشئة وأصبح المغرب العربي كله من تونس حتى الجابون أكثر من 20 دولة أفريقية تحت لواء بطلنا وتحت قيادته وأعاد للإسلام هيبته وقوته وقمع شر الصليبين وعطل حركة الاسترداد لفترة طويلة، ثم قام بعد ذلك بالدور الأروع وهو إزالة ملوك الطوائف الواحد تلو الآخر وأعاد للأندلس وحدته وأصبحت الدويلات دولة واحدة قوية صامدة .
فقد عرفت هذه الدولة العظيمة بدولة المرابطين
فكما وحد الملك العادل نور الدين محمود الشام ومصر
فقد وحد بطلنا أمير المسلمين الناصر للدين بلاد المغرب بالكامل
يقول صاحب الـحُلَل الـمَوْشِيّة:
(ولما ضخُمت مملكة (بطلنا) واتسعت عمالته، اجتمعت إليه أشياع قبيلته، وأعيان دولته، وقالت له: أنت خليفة اللـه في أرضه، وحقك أكبر من أن تدعى بالأمير، بل ندعوك بأمير المؤمنين. فقال لهم: حاشا للـه أن نتسمى بهذا الاسم، إنما يتسمى به خلفاء بني العباس لكونهم من تلك السلالة الكريمة، ولأنهم ملوك الحرمين مكة والمدينة، وأنا راجلهم والقائم بدعوتهم، فقالوا له: لا بد من اسم تمتاز به، فأجاب إلى (أمير المسلمين وناصر الدين); وخطب لهم بذلك في المنابر وخوطب به من العُدْوَتَيْن - أي المغرب والأندلس -). يقول السلامي الناصري في الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى: (إنما احتاج أمير المسلمين إلى التقليد من الخليفة العباسي مع أنه كان بعيداً عنه، وأقوى شوكة منه، لتكون ولايته مستندة إلى الشرع… وإنما تسمى بأمير المسلمين دون أمير المؤمنين أدباً مع الخليفة حتى لا يشاركه في لقبه، لأن لقب أمير المؤمنين خاص بالخليفة، والخليفة من قريش);.
حيث كانت الخلافة العباسية تملك بغداد فقط !
ومن علامات التقوى والتمسك بأهداب الدين تمسك الأمراء والحكام بالنقد الشرعي
وفي ذلك يقول ابن الخطيب في كتابه الإحاطة:
(كان درهمه فضة، وديناره تبراً محضاً
في إحدى صفحتيه (لا إله إلا اللـه محمد رسول اللـه)، وتحت ذلك (أمير المسلمين (بطلنا) )، وفي الدائر (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)، وفي الصفحة الأخرى(الإمام عبد اللـه أمير المؤمنين) وفي الدائرة (تاريخ ضربه وموضع سكه). وعبد اللـه اصطلاحاً هو كنية يصلح لاسم كل خليفة عباسي.
معركة ليست كأى معركة
فى هذه الآونة كانت الأندلس مفككة إلا 22 دويلة ويدفعون الجزية للنصارى وهنا تحرك أحد الأمراء وهو المعتمد على الله بن عباد وطلب النجدة من (بطلنا) فلم يتأخر عن الجهاد للحظة فأعد العدة وجهز الجيش وخرج بسبعة آلاف مجاهد فقط وعبر مضيق جبل طارق وتحرك داخل البلاد
فسمع العامة به وتجمع الناس حوله حتى لحق به ثلاثة وعشرون ألفاً 23000 يلحقون بجيشه ويسيرون فى ركبه
وتحرك الجيش الذى بلغ 30.000 رجل حتى وصلوا إلى الزلاقة ويصله خبر وفات أبنه الأكبر
ونذكر انه كان عمره رحمه الله 80 عاماً
وقابل جيش الصليبيين البالغ 60.000 ستون ألفاً والذى كان هذا الملك يجبى الجزية من المسلمين فى بلاد الأندلس فغره ذلك
ويرسل الملك ألفونس السادس رسالة إلى أمير المسلمين يقول فيها : جئتك بجيش أقاتل به الإنس والجن والملائكة فى السماء وأقاتل به محمد وصحبه
فيرد عليه امير المسلمين يقول له : بلغنا أنك دعوت أن يكون لك سفن تعبر إلينا فعبرنا نحن لك وستعلم عاقبة دعائك وإنى أعرض عليك الإسلام أو الجزية عن يد وانت صاغر أو الحرب
وكتب لأمير المسلمين : لا نقبل إلا الحرب
فرد عليه أمير المسلمين : الرد ما ترى لا ما تسمع
وبدأ القتال على أشده وينتصر جيش المسلمين نصراً مؤزرا وأباد جيش الصليبيين عن بكره أبيه
لم يبقى حياً من الـ 60.000 غير 450 فارس فقط هربوا مع ألفونس الذى فقد ساقه , ولم يبقى حياً منهم إلا 150 رجل والباقين ماتوا إثر جراحهم
وسميت هذه الموقعة بالزلاقة لإنزلاق الرجال والخيل على الدم السائل على الصخور فى هذه الموقعة
وحصلوا على غنايم كثيرة جداً
تركها جميعها لأهل الأندلس وعاد كما هو بجيشة
ثم عاد إلى الأندلس ووحدها جميعها بالإضافة إلى 22 دولة أفريقية تحت لواء هذه الدولة السنية المعروفة بدولة المرابطين
هذا الرجل الذى يكتب اسمه بالذهب هو
أبو يعقوب يوسف بن تاشفين اللمتونى الحميرى
رحم الله الأمير المجاهد
بارك الله فيكم
منقول