حمدى حسام
01-05-2015, 07:09 PM
محمد السيد الطناوي: نعم هي فوضى
http://elbadil.com/wp-content/uploads/2014/03/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%86%D8%A7%D9%88%D9%8A_avatar_ 1395060857-80x80.jpg?fbc96fالأربعاء, أبريل 29, 2015 | محمد السيد الطناوي (http://elbadil.com/author/mohamed-tanawi/)
http://elbadil.com/2015/04/29/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%86%D8%A7%D9%88%D9%8A-%D9%86%D8%B9%D9%85-%D9%87%D9%8A-%D9%81%D9%88%D8%B6%D9%89/
هي فوضى؟! سؤال أطلقه يوسف شاهين بعصر مبارك مستنكرا، أما التأكيد الصريح والوقح على إجابة سؤاله فجاء مع عصر السيسي: نعم، هي فوضى.
“الدستور” و”الوطن” تتقدمهم “المصري اليوم” في حملة غير مسبوقة على جهاز الشرطة، البعض يفسر الأمر بصراع الأجهزة الأمنية للدولة الدائر منذ فترة طويلة بهدف ترسيم مساحات النفوذ في ظل نظام جديد يتشكل.
“الولاد بتوع الإعلام” بعضهم لأول مرة يرفع اصبعه إلى السيسي محملا إياه مسئولية ما يجري بالبلاد، بعد أن كانوا على مدى الفترة الطويلة الماضية يخفضوه ليشير إلى غيره، يرى البعض أن هذا الهجوم يدخل ضمن صراع الأجهزة، وآخرون يرونه مدفوعا من رجال الأعمال، مالكي الصحف والفضائيات، الذين لم يفارقهم يوما الشعور بالقلق من السيسي ونظامه الجديد، ما حدا بعدد منهم إلى اندفاع محموم لشراء شبه علني لكل ما يتسنى لهم من كراسي البرلمان المقبل، في محاولة لتأمين المصالح المهددة.
رجال الأعمال لم تشعرهم بالطمأنينة كل الإجراءات المتخذة لصالحهم خلال الأشهر الماضية، أسباب عديدة تستبقي القلق، منها ظهور منافس جديد لشركاتهم ومؤسساتهم لا يُنافس، امبراطورية الجيش الاقتصادية التي تتضخم بشكل سريع، ملكيات للدولة تنتقل إليها، معظم مشروعات الدولة الكبيرة تسند لها بالأمر المباشر، قوانين الدولة يجرى تعديلها لخدمة هذه المؤسسة الاقتصادية. ليس هذا فحسب، طبقة جديدة من رجال الأعمال، أبناء القوات المسلحة السابقين، تتشكل حول هذه الامبراطورية ومنها، وهذه الطبقة هي البوابة الوحيدة التي تعبرها شركات القطاع المدني إلى مشروعات القوات المسلحة، هذا المشهد لا يرضي رجال الأعمال ففي اعتقادهم أنهم أصحاب الفضل الأكبر في الدفع بالسيسي للرئاسة، وأن مصالحهم لا ينبغي أن يتقدمها أية مصالح أخرى.
الرئيس هو صانع الجزء الأكبر من الفوضى، كانت البداية مع علاج الإيدز وفيروس سي للواء النصاب ابراهيم عبد العاطي، العلاج المزعوم كان مؤشرا مبكرا لحقيقة ما يمكن أن ينجزه السيسي بالفعل، لكن النخبة تجاهلته ومضت في تأييدها للرجل إلى أبعد مدى، بعد فوزه بالانتخابات اندفع يعلن عن سلسلة من المشروعات القومية، لا أحد يعلم كيف لاقتصاد منهك كاقتصادنا أن يتحمل عبء إقامتها؟! منها ما أعلن عن فشله بالفعل كمشروع المليون وحدة سكنية، ومنها من ينتظر.
عجز الموازنة وعدم قدرتها على تحمل مشروعات كالمعلن عنها ليس هو التخوف الوحيد، بل طريقة إعلان السيسي عنها وتصريحاته حولها أثارت القلق أكثر بخصوص جدية الدراسات السابقة لمشروعات بهذه الضخامة، آخرها كان مشروع العاصمة الجديدة، الذي جرى الكشف عنه في المؤتمر الاقتصادي بشكل مفاجىء، كل منشأة بها أضعاف مثيلاتها بأكثر الدول تقدما وثراءً! كرنفال آخر يقام، وبعد انفضاضه، بفترة قصيرة ينبه السيسي على أن ميزانية الدولة لا تحتمل مشروعا بهذا الحجم! ولا أحد يعلم ما الذي جد في موازنة الدولة، وجعله يصرح بذلك!
الفوضى لا تقتصر على مشروعات السيسي وتصريحاته، بل تمتد لمؤسسات دولته وأجهزته الأمنية، في صراعها شبه المعلن، وصراع الأجنحة بداخلها، والرجل لا يحرك ساكنا، ولا يسكن حركة لهذه الأجهزة ضد بعضها البعض فضلا عن حركتها ضد المجتمع.
كل هذا يؤكد الفوضى، التي في اعتقادي لم نر منها غير البداية فحسب.
http://elbadil.com/wp-content/uploads/2014/03/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%86%D8%A7%D9%88%D9%8A_avatar_ 1395060857-80x80.jpg?fbc96fالأربعاء, أبريل 29, 2015 | محمد السيد الطناوي (http://elbadil.com/author/mohamed-tanawi/)
http://elbadil.com/2015/04/29/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%86%D8%A7%D9%88%D9%8A-%D9%86%D8%B9%D9%85-%D9%87%D9%8A-%D9%81%D9%88%D8%B6%D9%89/
هي فوضى؟! سؤال أطلقه يوسف شاهين بعصر مبارك مستنكرا، أما التأكيد الصريح والوقح على إجابة سؤاله فجاء مع عصر السيسي: نعم، هي فوضى.
“الدستور” و”الوطن” تتقدمهم “المصري اليوم” في حملة غير مسبوقة على جهاز الشرطة، البعض يفسر الأمر بصراع الأجهزة الأمنية للدولة الدائر منذ فترة طويلة بهدف ترسيم مساحات النفوذ في ظل نظام جديد يتشكل.
“الولاد بتوع الإعلام” بعضهم لأول مرة يرفع اصبعه إلى السيسي محملا إياه مسئولية ما يجري بالبلاد، بعد أن كانوا على مدى الفترة الطويلة الماضية يخفضوه ليشير إلى غيره، يرى البعض أن هذا الهجوم يدخل ضمن صراع الأجهزة، وآخرون يرونه مدفوعا من رجال الأعمال، مالكي الصحف والفضائيات، الذين لم يفارقهم يوما الشعور بالقلق من السيسي ونظامه الجديد، ما حدا بعدد منهم إلى اندفاع محموم لشراء شبه علني لكل ما يتسنى لهم من كراسي البرلمان المقبل، في محاولة لتأمين المصالح المهددة.
رجال الأعمال لم تشعرهم بالطمأنينة كل الإجراءات المتخذة لصالحهم خلال الأشهر الماضية، أسباب عديدة تستبقي القلق، منها ظهور منافس جديد لشركاتهم ومؤسساتهم لا يُنافس، امبراطورية الجيش الاقتصادية التي تتضخم بشكل سريع، ملكيات للدولة تنتقل إليها، معظم مشروعات الدولة الكبيرة تسند لها بالأمر المباشر، قوانين الدولة يجرى تعديلها لخدمة هذه المؤسسة الاقتصادية. ليس هذا فحسب، طبقة جديدة من رجال الأعمال، أبناء القوات المسلحة السابقين، تتشكل حول هذه الامبراطورية ومنها، وهذه الطبقة هي البوابة الوحيدة التي تعبرها شركات القطاع المدني إلى مشروعات القوات المسلحة، هذا المشهد لا يرضي رجال الأعمال ففي اعتقادهم أنهم أصحاب الفضل الأكبر في الدفع بالسيسي للرئاسة، وأن مصالحهم لا ينبغي أن يتقدمها أية مصالح أخرى.
الرئيس هو صانع الجزء الأكبر من الفوضى، كانت البداية مع علاج الإيدز وفيروس سي للواء النصاب ابراهيم عبد العاطي، العلاج المزعوم كان مؤشرا مبكرا لحقيقة ما يمكن أن ينجزه السيسي بالفعل، لكن النخبة تجاهلته ومضت في تأييدها للرجل إلى أبعد مدى، بعد فوزه بالانتخابات اندفع يعلن عن سلسلة من المشروعات القومية، لا أحد يعلم كيف لاقتصاد منهك كاقتصادنا أن يتحمل عبء إقامتها؟! منها ما أعلن عن فشله بالفعل كمشروع المليون وحدة سكنية، ومنها من ينتظر.
عجز الموازنة وعدم قدرتها على تحمل مشروعات كالمعلن عنها ليس هو التخوف الوحيد، بل طريقة إعلان السيسي عنها وتصريحاته حولها أثارت القلق أكثر بخصوص جدية الدراسات السابقة لمشروعات بهذه الضخامة، آخرها كان مشروع العاصمة الجديدة، الذي جرى الكشف عنه في المؤتمر الاقتصادي بشكل مفاجىء، كل منشأة بها أضعاف مثيلاتها بأكثر الدول تقدما وثراءً! كرنفال آخر يقام، وبعد انفضاضه، بفترة قصيرة ينبه السيسي على أن ميزانية الدولة لا تحتمل مشروعا بهذا الحجم! ولا أحد يعلم ما الذي جد في موازنة الدولة، وجعله يصرح بذلك!
الفوضى لا تقتصر على مشروعات السيسي وتصريحاته، بل تمتد لمؤسسات دولته وأجهزته الأمنية، في صراعها شبه المعلن، وصراع الأجنحة بداخلها، والرجل لا يحرك ساكنا، ولا يسكن حركة لهذه الأجهزة ضد بعضها البعض فضلا عن حركتها ضد المجتمع.
كل هذا يؤكد الفوضى، التي في اعتقادي لم نر منها غير البداية فحسب.