ابو وليد البحيرى
02-05-2015, 10:33 PM
قراءة في كتاب اعلام المؤلفين الزيدية نقد التعصب في نقد المخالفين، ومدح الموالين
محمد بن محمد المهدي
كتاب (أعلام المؤلفين الزيدية) أنموذجاً، المؤلف / الأستاذ عبد السلام الوجيه المتوكل.
تعرض علماء السنة في اليمن لهجمات وتشويهات متعددة من الجارودية في اليمن، من خلال مؤلفاتهم المتنوعة، ومن ذلك ما تعرض له الإمام الشوكاني من نقد شديد في علمه، وتشويه في توليه للقضاء، وذمه للتقليد من الأستاذ عبد السلام الوجيه المتوكل، في عدَّة مؤلفات وتعليقات، ولا سيما في كتابه: " أعلام المؤلفين الزيدية " وسأقتصر على الإشارة إلى بعض المواضع التي حاكم فيها الإمام الشوكاني، ودافع فيها عن الجارودية، وردد في الشوكاني ما سبق أن ذكره فيه من التحامل: أحمد الشامي (أمين عام حزب الحق سابقاً)، ومحمد عزان، في مقدمتهما لكتاب الغطمطم الزخار للسماوي، وزاد على ذلك أن جزم بأن ابن حريوه السماوي ذهب ضحية لتحريض الشوكاني للمهدي عبد الله، وهي التهمة التي تردَّد في الحكم بها السيد أحمد الشامي رغم حَنقه على الشوكاني.
وهكذا الأخ عبد السلام الوجيه في كتابه (أعلام المؤلفين الزيدية) طعن وغمز كثيراً في العلماء والأعلام الذين تحرروا من ربقة التقليد للمذهب الزيدي، فلا هو تركهم وشأنهم ولم يحشرهم بين الزيدية، ولا ترك جرحهم وثلبهم ولمزهم؛ لأنهم لم يعودوا زيدية وعلى سبيل المثال سأتناول بعضهم ومن ذلك:
ـ في ترجمة الشوكاني [1] وكلها غمز ولمز، كان الشوكاني في غنى عن ترجمته له بما رفع الله له ذكره في العالمين، إذ قد ترجم له العشرات، وكتب فيه الباحثون الأبحاث والدراسات في مؤلفاته ومناهجه وجهوده.
أما ترجمته في (أعلام المؤلفين) فما هو إلا طعن حتى ضاق صدر الأستاذ عبد السلام الوجيه بالأبحاث التي كتبت عنه، والباحثين حيث قال بعد سردها: :... وغير ذلك من الكتب التي اهتمت بشخصية المترجم نكاية في المذهب الزيدي الذي خرج عنه" [2].
ـ ترجمة ابن حريوه السماوي الذي سماه شهيداً [3] وحمل الشوكاني ظلماً مسئولية ***ه.
ـ ترجمة يحيى بن الحسين القاسم [4] عرض به وقال: "في كتاباته المرتجلة في التاريخ وغيره المستندة إلى القيل والقال نظر، وإن صفق لها مثل إسماعيل الأكوع من أصحاب الهوى والأحقاد"، هكذا يكون علامة الزيدية واليمن كاتباً مرتجلاً؛ لأنه ينقد الظلم للأصحاب من قبل الجارودية، بينما إسماعيل النعمي الرافضي شهيد، والسماوي شهيد؛ لكونهما سبابين للسلف الصالح، كذلك وذنب الأول أنه مؤرخ منصف للسلف والسنة، وحسنات الإثنين أنهما سبابان للسلف وأهل السنة، فحكم لهما الوجيه بالشهادة.
ـ وفي ترجمة المقبلي [5] تعقب على الشوكاني في قوله عن المقبلي أنه كان يعمل بما تقتضيه الأدلة، و لا يلتفت إلى التقليد حيث قال الوجيه: " قلت: وقول الشوكاني والتصميم على ما تقتضيه الأدلة، وعدم الالتفات إلى التقليد، يفيد غير المطلع أن مخالفته للزيدية هي عن إتباع الدليل، وليس عن التأثر بأهل السنة.
أقول: وهو يعلم أن المقبلي لم يتأثر إلا بالأدلة، وأنه قد يخالف الزيدية أو أهل السنة أو يوافقهم فهو لا يبالي، ولكن يعمل بما يراه صواباً حتى نراه أحياناً في سوق المعتزلة، وأخرى مع السلفية، وكتبه شاهدة بذلك.
ـ ترجمة العلامة محمد بن إبراهيم الوزير [6] ملأها خنقاً وحقداً شديدين، قال فيه: "لقبه الإمام شرف الدين بإمام الحشوية، وقال: إنه أكثر الناس تخليطاً في أمر دينه وعلمه وعمله واعتقاده، وممن أنكر عليه أخوه الهادي بن إبراهيم، وقال السيد علامة العصر مجد الدين المؤيدي في التحف عن كتاب المترجم "العواصم والقواصم " ومختصره الروض: "وأكثر ما اشتمل عليه من الأقوال مما أثار الجدال"، وذنبه هو نفس ذنب الشوكاني وهو حُسن المعتقد.
ـ ترجمة محمد العمراني المتوفي عام 1264هـ [7] نال فيها من الشوكاني كثيراً، قال فيه: "في آخر المدة وقعت بينهما وحشة كما جرت العادة بين الأقران، وجرت على المترجم له محنة، وأودع دار الأدب في صنعاء بسبب تمالؤ الحساد عليه وكاد يعرض على السيف، وبعد ذلك أفرج عنه وأزعج عن وطنه، وفي سنة 1264هـ دخلت قبائل يام مع الشريف الحسن بن محمد بن حيدر؛ لاستخلاص محمد الشريف الحسين بن علي بن حيدر، ودخل بعض أهالي يام على المترجم له في بيته وضربه أحدهم في عنقه بخنجر لبث بعده يومين ومات بداره في زبيد في شهر جمادى الأولى، وقد سرد في كتابه إتحاف النبيه بعض الذي جرى بينه وبين الشوكاني، فأدى إلى مأساته ووصف تعسف الشوكاني وبعض سيرته ومواقفه التي أنكرها"، هكذا يحشر عبد السلام الوجيه كل من اختلفوا مع الشوكاني؛ ليعمل على الحكم عليه بشهادة خصومه.
ـ ترجمة العلامة محمد بن إسماعيل الأمير [8] قال فيه: "خالف في بعض المسائل متأثراً بكتب أهل السنة، وابتعد عن كتب آل البيت، وجرت خصومات بينه وبين أهل عصره، ورد عليه كثير من العلماء في بعض كتاباته التي اهتم بها المخالفون ونشروها وأهملوها ما عداها من مصنفاته الجليلة التي لا توافق أهواءهم"، وهو يعلم أن تهمة مخالفة مذهب آل البيت وكتبهم باطلة قد أجاب عنها الأمير الصنعاني في صدر رسالته: (المسائل الثمان) حيث قد توزع آل البيت على المذاهب الأربعة، والاثني عشرية والزيدية بل والباطنية... فكيف يحكم على من خالف آل البيت من الزيدية مثلاً أنه مخالف لأهل البيت جميعاً، وإذا كان عبد السلام الوجيه من أهل البيت فالأمير الصنعاني كذلك.
ـ ترجمة الحسن بن جابر الهبل الشاعر الجارودي [9] تكلم فيها على القاضي إسماعيل الأكوع؛ لأنه نسبه إلى الجارودية، واتهم الشاعر علي بن علي صبرة بالكذب والتزييف، قال فيه: "كتب عنه الشاعر علي علي صبرة كتاباً ينضح بالزيف والكذب، وتجنى عليه إسماعيل الأكوع وبعض الكتاب الذين ترجموه ونسبوه إلى الجارودية"؛ ولأنه سباب للسلف بالإجماع فهو من أنصار الآل، وأعداء النواصب، وهو من حواري آل محمد.
ـ غمز بالعلامة محمد بن يحيى المطهر ـ رحمه الله - [10] بأنه متأثر بكتب السنة، وأنه في الإصلاح. قال فيه: "وهو من المتأثرين بكتب أهل السنة، وانتخب عضواً في أول برلمان منتخب في دولة الوحدة عن حزب الإصلاح، وما زال عضواً في المجلس، وعضواً في الهيئة العليا للتجمع الليمني للإصلاح"، وهي مفخرة له كونه سنياً، وأنا أعرفه وقد حضرت له دروساً في حوض الأشراف وهو عالم سني منصف من آل البيت - رحمه الله ـ.
ـ ترجمة عبد الله بن هاشم السياني [11] يطعن بالإخوان والسنة، قال فيه: "انخرط في سلك جماعة الإخوان المسلمين في بداية السبعينات، وخرج منها بعد عشر سنوات إذ لم يجد فيها الحركة التي كان ينشدها ويتخيلها، ونشأ الخلاف بينه وبين الجماعة التي سيطر التيار السياسي الوصولي عليها، فعمل هذا التيار على تغليب المنهج الضيق الأفق، القائم على إلغاء الآخرين، وتضييق وتكفير المخالفين في الرأي، وتضليل أتباع المذاهب، وإثارة الأحقاد والنعرات".
هكذا قال الوجيه!! ولماذا لا يكون الصواب: أن الذين خرجوا إلى الجارودية من صف الإخوان مثل: محمد المقالح، والسياني، والذاري... وغيرهم تأثروا بالثورة الخمينية، وخرجوا بسبب تعصبهم المذهبي ضد مذهب السنة، فلما لم يكن الإخوان مسيرين على حسب أهوائهم تركوهم لتعصبهم للتشيع مع ما في الإخوان من التسامح مع الشيعة والصوفية.
ـ يغمز بالعلامة أحمد بن محمد علي الشوكاني بأنه نبذ التقليد ودعا إلى الكتاب والسنة غير كتب آل البيت [12]، والإمام الشوكاني وسادة آل البيت كالوزير، والأمير، والجلال، أولى من المتعصبين بآل البيت.
ـ يغمز المعتدلين من الزيدية الذين لا خلاف على زيديتهم وهاشميتهم لدفاعهم عن الصحابة، وردهم على الغلو كما في ترجمة: أحمد بن محمد بن محمد الشامي الأديب والسياسي الكبير، ومع أنه أعلم وأكبر خطراً، فإنه لم يأخذ من المدح ما أخذه أحمد الشامي الخباني رئيس حزب الحق لكونه يعيش في غضب وسعار على أهل السنة.
ـ وانظر ترجمة السياسي الكبير [13]، وترجمة الشامي الخباني [14]. والسبب هو سعة صدر أحمد الشامي المؤرخ والشاعر والسياسي مع مخالفي الزيدية من أهل السنة ورفضه للجارودية، وقد أحسن حيث نبه في مقدمة ديوان الشاعر الحسن بن الهبل على ذم الجارودية، وحذف بعض الأبيات التي سب فيها الصحابة، بينما أحمد الشامي الذي يحذر ليلاً ونهاراً من أهل السنة، ويسميهم (الوهابية) ويراهم أخطر من أمريكا، يكيل لهم المديح كيلاً فأبان عبد السلام الوجيه عن شدة تحامله.
ـ وفي ترجمة لطف الله جحاف [15] قال: "ولازم الشوكاني فترة، وتأثر به دينياً، واختلف مع الشوكاني، فترجمه في البدر الطالع ترجمة يناقض آخرها أولها، ونسي أن المسألة مسألة حديث عن واقع حصل وأدوار مرَّ بها لطف الله فذكرها الإمام الشوكاني كما حصلت".
ـ وفي ترجمة إسماعيل النعمي (ت1220هـ)[16] تكلم على الشوكاني في جل الصفحات بل هي نقول عن أرباب الرافضة ضد الشوكاني، وأهل السنة مع تباكي من الوجيه على من أدبوا من مثيري الفتنة. وفي (ص466 ـ 467) حشر فيها سفيان الثوري ضمن الزيدية، وفي (ص469) جعل سفيان بن عيينة زيدياً، وكذلك سعيد بن جبير (ص 462) وفي ذلك نظر، ولو صح ذلك لباركناه ولكن لا يصح.
ـ وفي (ص455) إشارة إلى الخلاف بين الإمامية والزيدية وأظهر معهم الأدب.. أما أهل السنة فيتعامل معهم بالجرح والشدة فقط.
ـ وفي ترجمة عبد الله بن حمزة (ت578) [17] تكلم على القاضيين محمد وعلي الأكوع، وعلى أحمد الشامي، وعلى بن محمد زيد.. وهي عصبية مقيتة؛ لأن الذين انتقدوا ابن حمزة بسبب ***ه وإبادته للمطرفية الزيدية، لهم أدلتهم التي ذكرها الأستاذ زيد الوزير، في أبحاثه في صحيفة المسار، وإن كان هنا ما يبرر لابن حمزة ***هم، فالحوار مطلوب كما حصل لكن بدون أحكام عبد السلام الجائرة.
ـ ترجم لعقيل بن يحيى الإرياني [18] وهو سني جلد، ولا أدري ما الفائدة!.
ـ ذكر المسعودي [19] ولا أدري كيف عرف أنه زيدي مع تراجم الإمامية له.
ـ ذكر أبا الفرج الأصبهاني على أنه زيدي [20]، وهو شيعي لاشك، لكن التشيع موزع بين الزيدية والرافضة.
ـ وفي ترجمة أحمد حسين شرف الدين (ولد 1347هـ) [21]قال: " وقد أصبح اليوم من المنحرفين عن الفكر الزيدي وتنكر لكل ما كتب أولاً " وهذا غمز له لكونه صار سلفي المعتقد.
ـ وفي ترجمة الحسن بن خالد الحازمي [22] قال: " إنه خرج من المذهب الزيدي، وأشار إلى كلام السماوي صاحب (الغطمطم) الذي اتهم الشوكاني أنه يريد الشهرة كما فعل الحازمي، ولا أدري ما جدوى ذكره في طبقات المؤلفين الزيدية، مع أن المؤلفات التي سردها الوجيه للحازمي تنادي بأعلى صوت أن الرجل سلفي لا يطيقه الأستاذ الوجيه.
ـ وفي ترجمة الحسن بن صالح بن حي (ت169هـ) [23] وهو رأس الصالحية أوالبترية الزيدية، قال الوجيه عن الحسن بن صالح لكونه معتدلاً في تشيعه وقبل المحدثون روايته لاعتداله: " والمبادئ أو الآراء التي تنسب إلى الفرقة الصالحية محل نظر فهي من روايات الخصوم وهي الفرقة البترية"، ولا أدري هل هذا النظر من الوجيه والجارودية؟ أم من المعتدلين من الزيدية؟ وبأي حق لا تقبل آراء الصالحية البترية لقربها من أهل السنة، وتقبل آراء الجارودية مع قربها من الرافضة، وهل بقية الزيدية قديماً وحديثاً مع الأستاذ عبد السلام في هذا الإنكار؟! أم أن هناك مَن يفخر بهذا الاعتدال من الزيدية في التاريخ الماضي والحاضر؟!.
وما هذا إلا تحديد لموقف الوجيه، ووجهة يراها، ويحاسب الزيدية الآخرين المعتدلين على اعتدالهم؟!!.
ـ والأغرب أنه ترجم لأبي الجارود زياد بن المنذر الهمداني الكوفي [24]، وتوسع في ذكر أوصافه ثم شكا من الإمامية التي أفرطت في ذمه والقدح فيه، ولم يتعرض لأي نقد له لطاماته التي قربت أتباعه من المحسوبين على الزيدية من الجناح الجارودي إلى قبضة الرافضة الاثني عشرية.
ـ بل ازداد الأمر وضوحاً في انحيازه للجارودية شتم أهل السنة، ووصفهم بالحشوية، وأنهم تحاملوا على أبي الجارود ونسبوا إلى الجارودية، وجعلوها فرقة من فرق الزيدية، ولا أدري هل سيتحفنا الكاتب كما قال الكاتب الكبير الجسور زيد بن علي بن الوزير: أن الجارودية ليست من فرق الزيدية، فإن فعل ذلك وما أراه فاعلاً؛ لأنه يسلك مسلكهم في العداء لأهل السنة، فقد برأ الزيدية من فرقة شوهت بها، بل الوجيه يقول في ترجمة أبي الجارود: "وإليه تنسب الجارودية"، فإن أتى بالمفاجئات وتبرأ من الجارودية فعلى أهل السنة والإمامية من نسبتها إليهم، وما أظنه فاعلاً وهو ينحو منحاها.
ـ أما الشوكاني فقد تفنن في شتمه عند ترجمته المطولة التي كان في غنى عنها - رحمه الله - حيث قد ترجم له العشرات من تلامذته والعلماء الكبار، وما أطالها إلا للحط من قدره، وشتمه لا غير.
ـ وترجمة للسماوي الجارودي الذي سماه الشهيد المحقق والمجتهد، وهو الذي سطر تلك المجلدات المسماه "الغطمطم الزخار " المليئة بسب الصحابة وتفسيقهم، فضلاً عن أئمة المسلمين وأهل السنة عموماً، واتهم الشوكاني بالجهل والسرقات للعلم، وأنه مقلد ويدعي الاجتهاد، وزاد عبد السلام الوجيه في تهمة الشوكاني بالمشاركة في ***: السماوي الجارودي، وهي شهادة تورع عنها الكبار من العلماء، وهكذا تحولت ترجمة السماوي والنعمي [25] إلى محاكمة للإمام الشوكاني، وصار الحديث عن كل سباب للصحابة ولأهل السنة حديثاً عن ولي من أولياء آل محمد، ومحب للعترة وحواريهم، وكل مترجم له من أصحاب عفة اللسان عن شتم السلف يعتبر من مبغضي الآل، ومن الحشوية.
واتهمه في ترجمة إسماعيل النعمي الذي وصفه بالعالم المجتهد الشاعر الأديب، بأنه وراء سجنه و*****ه وتشريده.
والأستاذ عبد السلام، كشفت عنه مقالاته "صدى الأمة" ومقدمته لكتابه " أعلام المؤلفين الزيدية " ـ مع الكتاب نفسه ـ، وتعليقاته على كتاب " العقد الثمين" لعبد الله بن حمزة، وغيرها من المؤلفات، أنه بحاجة إلى العودة إلى الإنصاف، وأنه لم يحل المشكلة في دنيا العلم بين السنة والجارودية والرافضة، وإنما زاد رقماً في صف الجارودية، وقد ظهر حنقه وتطاوله على مؤرخ اليمن القاضي إسماعيل الأكوع - حفظه الله -، وخدم الرافضة لا الزيدية، وهذه المؤلفات شهود إثبات، والناظر في كتاب: " أعلام المؤلفين الزيدية"، ومقدمته يجد مع التحامل على أهل السنة والجماعة ممن حشرهم في تراجم المؤلفين الزيدية ملحوظات على الكتاب وعنوانه منها:
1) ترجم لمن ليسوا مؤلفين.
2) ترجم لمن ليسوا زيدية وهم فريقان:
الفريق الأول: منهم أهل سنة ولم يعودوا زيدية كالشوكاني الذي جلد جلداً لأنه سني، وداعية إلى السنة، ولأنه زيدي باعتبار ما كان فكان في غنى عن هذه النسبة التي يعاقب عليها مرتين لكونه كان زيدياً؛ ولأنه خرج عن زيدية الجارودية، بل ترجم لبعض التابعين كسعيد بن جبير، وقتادة ومن بعدهم كالثوري وابن عيينة، أنهم زيدية ولا يخفى أن الأصول الخمسة والمصطلحات الاعتزالية لم تركب عليهم.
الفريق الثاني: رافضة إمامية ليسوا على مذهب الإمام زيد لا في الأصول ولا في الفروع [26]، فإن قلت: إن المذهب الزيدي قد دخلت فيه فرق متعددة، وصارت الفرق مختلفة، فالصالحية البترية، والجارودية، والمطرفية، والمخترعة، والأخ عبد السلام الوجيه أخذ برأي الجارودية في موقفها من أهل السنة تبعاً لموقفها من الصحابة.
قلت: هذا رأي غير سديد، فإن للكاتب الوجيه حلولاً منها:
1) أن يأخذ برأي الإمام زيد بن علي نفسه - رحمه الله ـ في موقفه من الخلفاء، ورده على الرافضة السبَّابين لهم، ويلحق في ذلك الحكم على أهل السنة والجماعة؛ لأنهم وراء الخلفاء سائرون.
فيكون الرجوع إلى زيد بن علي - رضي الله عنه ـ لترجيح الخلاف الحاصل بعده بين هذه المجموعات المختلفة المنتسبة إلى الزيدية، وهذا هو الصواب في كل مذهب إسلامي؛ أن يكون الرجوع إلى الدليل ثم إلى إمام المذهب، لا إلى المتناحرين فيه.
2) أن يفتح الباب على مصراعيه للسلفيين والمعتدلين من: يحيى بن حمزة، ومحمد بن إبراهيم الوزير، يحيى بن الحسين بن القاسم، وعبد القادر بن شرف الدين، والرباعي، والشجني، والأمير، والشوكاني، وزبارة، إلى محمد بن إسماعيل العمراني، وعبد الوهاب الديلمي، وعبد الرحمن العماد، ومحمد المؤيد ـ فك الله أسره ـ وغيرهم من السلفيين والمتسننين.
والجارودية من رئيسهم أبي الجارود زياد بن المنذر الهمداني (ت150هـ) إلى آخر جارودي في عصرنا هذا، وروافض هذا الزمان ممن يتسترون بالزيدية، وممن ادعى التشيع كالقرامطة الباطنية ـ وإن كان من أئمة الزيدية الكبار أخرجوهم من الإسلام ـ، وهكذا فكل من حسب على الزيدية سنياً كان أو شيعيا أو رافضيا أو معتدلا من حقه أن يذكر دون محاكمة وتوبيخ.
3) أن يحذف المتأثرين بمذهب السنة وكتبهم من غير آل البيت في زعمه؛ وهم كثير، ويجعل كتابه هذا للجارودية أمثال: أحمد بن سعد الدين، ويحيى بن الحسين بن المؤيد، وأحمد المخلافي، والحسن بن جابر الهبل، وإمامية عصرنا أمثال: عصام العماد، وأسعد بن إبراهيم الوزير، والعمدي، وكل من غلا وترفض. وغيرهم من جارودية الأمس، وجعفرية اليوم، ويصفي كتابه من كل معتدل مع السنة، منتقد للرافضة، وهم أكثر بكثير، وسوف يبدأ بحذف الإمام زيد - رحمه الله ـ، ويتلوه القاسم بن إبراهيم والهادي، ثم المنصور بالله، والمهدي والمؤيد بالله أحمد بن يحيى، والهادي بن إبراهيم الوزير، وحذف كل من ترضى عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو سكت عن الترضي عنهم، فسيجد عددا جما من العلماء الكبار المجتهدين الزيدية خارج مؤلفه هذا، ولن يبقى له إلا قلة من الجارودية، والسياسيين في زماننا هذا؛ الذين أجسامهم في اليمن وقلوبهم في النجف وقُم.
فحينئذ لن يكون في أعلام المؤلفين الزيدية أربعون ومائتان وألف مؤلف وعالم زيدي، بل لن يبقى فوق الربع منهم، إذا خصصه للغلاة من جارودية وروافض.
أما أن يجمع هذا العدد المتناقض ثم يحكم على قوم، ويحكم لآخرين، فهذا حكم بغير عدل، فها هو يشغل نفسه في طول الكتاب وعرضه في الرد على الشوكاني حتى في المسائل الفقهية التي يسوغ فيها الخلاف فمثلاً: في ترجمة أحمد الخطيب [27] ذكر أن له رسالة في وجوب غسل الفرجين، وأنهما من أعضاء الوضوء، ولم يفت الوجيه أن يقول قال الشوكاني، وقد أجبت عليه برسالة سميتها: الصوارم الهندية المسلولة على الرياض الندية، ثم قال الوجيه: "وقانا الله وإياكم من صوارم الشوكاني"[28].
هكذا حتى هذه المسألة صارت محل نقد، فهل يجب على الشوكاني أن يعتقد بما لم يصح عند جمهور الأمة؟ بل هذه المسألة ليست محل اتفاق بين الزيدية أنفسهم ناهيك عن غيرهم [29].
فكيف يرضى منصف أن يتحامل في مسالة من نوادر آراء بعض فقهاء الزيدية على من خالفها هل هذا هو المذهب الزيدي الذي فتح باب الاجتهاد على مصراعيه أم هذا حنق يطرحه الأستاذ عبد السلام هنا وهناك في كتبه ليوضح لنا أنه قد اختار في عصرنا التأثر بالمواجهة الغالية الرافضية لأهل السنة حتى في المسائل الفقهية التي يتسع فيها الخلاف.
وفي ترجمة العلامة الكبير يحيى بن محمد الإرياني يطعن بالقاضي إسماعيل الأكوع، وكذلك أخوه القاضي محمد بن علي الأكوع مؤرخ اليمن الذي ألف كتاباً عنه مع الشيخ إسماعيل باسلامة بعنوان " حياة عالم وأمير".
وقد زاد عبد السلام بدعة تشويه أهل الحديث والسنة والأثر نقلاً عن الجهمية والمرجئة: بأنهم حشوية، وهي واحدة من ألقاب كان يطلقها أصحاب الانحراف من الجهمية لما عجزوا عن طلب الحديث على أهله فتلقفها الأستاذ عبد السلام ورددها، ويكفيه فخراً أنه يلتقي مع بعض معاصري الإمامية في إنكار وجود عبد الله بن سبأ اليهودي رأس الفتنة مع ذكر جميع معتدلي المذاهب له ابتداءً من عشرات مصادر الإمامية ناهيك عن الزيدية وأهل السنة، ولكن هي المواجهة لأهل السنة.
هذا وليس غرضي تتبع كل ما في كتاب أعلام المؤلفين الزيدية من تحامل على أهل السنة، ومعتدلي الزيدية في موقفهم من السنة وأهلها، وإنما هذه ملحوظات عابرة أثناء قراءتي لصفحات الكتاب.
وهنا أختم هذه الكلمة بكلمة الدكتور/ عبد العزيز المقالح حيث قال: " وهنا تجدر الإشارة إلى أن الهجوم العنيف الذي تعرض له الشوكاني في حياته من المتعصبين والمخالفين له في الرؤية إلى المذهبية قد عادوا مجدداً مرتدين نفس الأثواب، ومرددين نفس المزاعم والتخرصات، ومؤكدين بأقوالهم وأفعالهم أن التعصب هو آفة كل العصور، وخلاصة مواقفهم تقول اليوم ـ كما كانت تقول بالأمس ـ من ليس في مذهبي فهو عدوي، ولا قيمة له ولا لأفكاره حتى وإن انحنت لها البشرية كلها إجلالاً وتقديراً" [30]، وهي كلمات تنطبق على متعصبي هذه المجموعة على الشوكاني وأمثاله سابقاً ولاحقاً، قديماً وحديثاً، ولعلَّ للأستاذ عبد السلام الوجيه نصيباً من ذلك والله المستعان.
ــــــــــــــــــــــ
[1] أعلام المؤلفين الزيدية: ص 958 ـ 968.
[2] المصدر السابق: ص 968.
[3] المصدر السابق: ص905 ـ 912.
[4] المصدر السابق: ص1111.
[5] المصدر السابق: ص491 ـ 492.
[6] المصدر السابق: ص 825 ـ 826.
[7] المصدر السابق: ص 948 ـ 949.
[8] المصدر السابق: ص 863.
[9] المصدر السابق: ص 330.
[10] المصدر السابق: ص 1022 ـ 1023.
[11] المصدر السابق: ص 625 ـ 626.
[12] المصدر السابق: ص 1801.
[13] المصدر السابق: ص 184.
[14] المصدر السابق ص 179 ـ 180.
[15] المصدر السابق ص795 ـ 796.
[16] المصدر السابق ص 238ـ 247.
[17] المصدر السابق ص 250ـ 260.
[18] المصدر السابق ص649ـ 650.
[19] المصدر السابق ص668ـ 671.
[20] المصدر السابق ص 672ـ 675.
[21] المصدر السابق ص 98ـ 99.
[22] المصدر السابق ص 319.
[23] المصدر السابق ص321.
[24] المصدر السابق ص436ـ 437.
[25] هامش ترجمة إسماعيل النعمي: ص238 ـ 247.
[26] انظر: المصدر السابق ص 26 ـ 37.
[27] المصدر السابق: ص 122 ـ 123.
[28] المصدر السابق ص122 ـ 123.
[29] وقد نفى الشوكاني في السيل الجرار (1/ 75 ـ 76) أن يكون قول المهدي في الأزهار في فروض الوضوء، وفروضه غسل الفرجين بعد إزالة النجاسة.. الخ، أن يكون ثبوت ذلك عن المذاهب كلها بما في ذلك أهل البيت، والهادي يحيى بن الحسين - رضي الله عنهم -.
قلت: وعلى افتراض وجود قول لعالم فهي مسألة يؤخذ فيها بالدليل، ويترك اجتهاد العالم بدون تنافر وتهويل، بل هو قول لبعض الموسوسين كما يقول الشوكاني في نفس المصدر والصفحة، ولو أخذ الأستاذ عبد السلام بما يراه صواباً في أي مسألة لكان من حقه، ولكن لا يجوز أن يضيق ذرعاً بمخالفيه. فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[30] تقديمه لكتاب الفكر السياسي والقانوني عند محمد بن علي الشوكاني للدكتور زياد علي: ص 14
محمد بن محمد المهدي
كتاب (أعلام المؤلفين الزيدية) أنموذجاً، المؤلف / الأستاذ عبد السلام الوجيه المتوكل.
تعرض علماء السنة في اليمن لهجمات وتشويهات متعددة من الجارودية في اليمن، من خلال مؤلفاتهم المتنوعة، ومن ذلك ما تعرض له الإمام الشوكاني من نقد شديد في علمه، وتشويه في توليه للقضاء، وذمه للتقليد من الأستاذ عبد السلام الوجيه المتوكل، في عدَّة مؤلفات وتعليقات، ولا سيما في كتابه: " أعلام المؤلفين الزيدية " وسأقتصر على الإشارة إلى بعض المواضع التي حاكم فيها الإمام الشوكاني، ودافع فيها عن الجارودية، وردد في الشوكاني ما سبق أن ذكره فيه من التحامل: أحمد الشامي (أمين عام حزب الحق سابقاً)، ومحمد عزان، في مقدمتهما لكتاب الغطمطم الزخار للسماوي، وزاد على ذلك أن جزم بأن ابن حريوه السماوي ذهب ضحية لتحريض الشوكاني للمهدي عبد الله، وهي التهمة التي تردَّد في الحكم بها السيد أحمد الشامي رغم حَنقه على الشوكاني.
وهكذا الأخ عبد السلام الوجيه في كتابه (أعلام المؤلفين الزيدية) طعن وغمز كثيراً في العلماء والأعلام الذين تحرروا من ربقة التقليد للمذهب الزيدي، فلا هو تركهم وشأنهم ولم يحشرهم بين الزيدية، ولا ترك جرحهم وثلبهم ولمزهم؛ لأنهم لم يعودوا زيدية وعلى سبيل المثال سأتناول بعضهم ومن ذلك:
ـ في ترجمة الشوكاني [1] وكلها غمز ولمز، كان الشوكاني في غنى عن ترجمته له بما رفع الله له ذكره في العالمين، إذ قد ترجم له العشرات، وكتب فيه الباحثون الأبحاث والدراسات في مؤلفاته ومناهجه وجهوده.
أما ترجمته في (أعلام المؤلفين) فما هو إلا طعن حتى ضاق صدر الأستاذ عبد السلام الوجيه بالأبحاث التي كتبت عنه، والباحثين حيث قال بعد سردها: :... وغير ذلك من الكتب التي اهتمت بشخصية المترجم نكاية في المذهب الزيدي الذي خرج عنه" [2].
ـ ترجمة ابن حريوه السماوي الذي سماه شهيداً [3] وحمل الشوكاني ظلماً مسئولية ***ه.
ـ ترجمة يحيى بن الحسين القاسم [4] عرض به وقال: "في كتاباته المرتجلة في التاريخ وغيره المستندة إلى القيل والقال نظر، وإن صفق لها مثل إسماعيل الأكوع من أصحاب الهوى والأحقاد"، هكذا يكون علامة الزيدية واليمن كاتباً مرتجلاً؛ لأنه ينقد الظلم للأصحاب من قبل الجارودية، بينما إسماعيل النعمي الرافضي شهيد، والسماوي شهيد؛ لكونهما سبابين للسلف الصالح، كذلك وذنب الأول أنه مؤرخ منصف للسلف والسنة، وحسنات الإثنين أنهما سبابان للسلف وأهل السنة، فحكم لهما الوجيه بالشهادة.
ـ وفي ترجمة المقبلي [5] تعقب على الشوكاني في قوله عن المقبلي أنه كان يعمل بما تقتضيه الأدلة، و لا يلتفت إلى التقليد حيث قال الوجيه: " قلت: وقول الشوكاني والتصميم على ما تقتضيه الأدلة، وعدم الالتفات إلى التقليد، يفيد غير المطلع أن مخالفته للزيدية هي عن إتباع الدليل، وليس عن التأثر بأهل السنة.
أقول: وهو يعلم أن المقبلي لم يتأثر إلا بالأدلة، وأنه قد يخالف الزيدية أو أهل السنة أو يوافقهم فهو لا يبالي، ولكن يعمل بما يراه صواباً حتى نراه أحياناً في سوق المعتزلة، وأخرى مع السلفية، وكتبه شاهدة بذلك.
ـ ترجمة العلامة محمد بن إبراهيم الوزير [6] ملأها خنقاً وحقداً شديدين، قال فيه: "لقبه الإمام شرف الدين بإمام الحشوية، وقال: إنه أكثر الناس تخليطاً في أمر دينه وعلمه وعمله واعتقاده، وممن أنكر عليه أخوه الهادي بن إبراهيم، وقال السيد علامة العصر مجد الدين المؤيدي في التحف عن كتاب المترجم "العواصم والقواصم " ومختصره الروض: "وأكثر ما اشتمل عليه من الأقوال مما أثار الجدال"، وذنبه هو نفس ذنب الشوكاني وهو حُسن المعتقد.
ـ ترجمة محمد العمراني المتوفي عام 1264هـ [7] نال فيها من الشوكاني كثيراً، قال فيه: "في آخر المدة وقعت بينهما وحشة كما جرت العادة بين الأقران، وجرت على المترجم له محنة، وأودع دار الأدب في صنعاء بسبب تمالؤ الحساد عليه وكاد يعرض على السيف، وبعد ذلك أفرج عنه وأزعج عن وطنه، وفي سنة 1264هـ دخلت قبائل يام مع الشريف الحسن بن محمد بن حيدر؛ لاستخلاص محمد الشريف الحسين بن علي بن حيدر، ودخل بعض أهالي يام على المترجم له في بيته وضربه أحدهم في عنقه بخنجر لبث بعده يومين ومات بداره في زبيد في شهر جمادى الأولى، وقد سرد في كتابه إتحاف النبيه بعض الذي جرى بينه وبين الشوكاني، فأدى إلى مأساته ووصف تعسف الشوكاني وبعض سيرته ومواقفه التي أنكرها"، هكذا يحشر عبد السلام الوجيه كل من اختلفوا مع الشوكاني؛ ليعمل على الحكم عليه بشهادة خصومه.
ـ ترجمة العلامة محمد بن إسماعيل الأمير [8] قال فيه: "خالف في بعض المسائل متأثراً بكتب أهل السنة، وابتعد عن كتب آل البيت، وجرت خصومات بينه وبين أهل عصره، ورد عليه كثير من العلماء في بعض كتاباته التي اهتم بها المخالفون ونشروها وأهملوها ما عداها من مصنفاته الجليلة التي لا توافق أهواءهم"، وهو يعلم أن تهمة مخالفة مذهب آل البيت وكتبهم باطلة قد أجاب عنها الأمير الصنعاني في صدر رسالته: (المسائل الثمان) حيث قد توزع آل البيت على المذاهب الأربعة، والاثني عشرية والزيدية بل والباطنية... فكيف يحكم على من خالف آل البيت من الزيدية مثلاً أنه مخالف لأهل البيت جميعاً، وإذا كان عبد السلام الوجيه من أهل البيت فالأمير الصنعاني كذلك.
ـ ترجمة الحسن بن جابر الهبل الشاعر الجارودي [9] تكلم فيها على القاضي إسماعيل الأكوع؛ لأنه نسبه إلى الجارودية، واتهم الشاعر علي بن علي صبرة بالكذب والتزييف، قال فيه: "كتب عنه الشاعر علي علي صبرة كتاباً ينضح بالزيف والكذب، وتجنى عليه إسماعيل الأكوع وبعض الكتاب الذين ترجموه ونسبوه إلى الجارودية"؛ ولأنه سباب للسلف بالإجماع فهو من أنصار الآل، وأعداء النواصب، وهو من حواري آل محمد.
ـ غمز بالعلامة محمد بن يحيى المطهر ـ رحمه الله - [10] بأنه متأثر بكتب السنة، وأنه في الإصلاح. قال فيه: "وهو من المتأثرين بكتب أهل السنة، وانتخب عضواً في أول برلمان منتخب في دولة الوحدة عن حزب الإصلاح، وما زال عضواً في المجلس، وعضواً في الهيئة العليا للتجمع الليمني للإصلاح"، وهي مفخرة له كونه سنياً، وأنا أعرفه وقد حضرت له دروساً في حوض الأشراف وهو عالم سني منصف من آل البيت - رحمه الله ـ.
ـ ترجمة عبد الله بن هاشم السياني [11] يطعن بالإخوان والسنة، قال فيه: "انخرط في سلك جماعة الإخوان المسلمين في بداية السبعينات، وخرج منها بعد عشر سنوات إذ لم يجد فيها الحركة التي كان ينشدها ويتخيلها، ونشأ الخلاف بينه وبين الجماعة التي سيطر التيار السياسي الوصولي عليها، فعمل هذا التيار على تغليب المنهج الضيق الأفق، القائم على إلغاء الآخرين، وتضييق وتكفير المخالفين في الرأي، وتضليل أتباع المذاهب، وإثارة الأحقاد والنعرات".
هكذا قال الوجيه!! ولماذا لا يكون الصواب: أن الذين خرجوا إلى الجارودية من صف الإخوان مثل: محمد المقالح، والسياني، والذاري... وغيرهم تأثروا بالثورة الخمينية، وخرجوا بسبب تعصبهم المذهبي ضد مذهب السنة، فلما لم يكن الإخوان مسيرين على حسب أهوائهم تركوهم لتعصبهم للتشيع مع ما في الإخوان من التسامح مع الشيعة والصوفية.
ـ يغمز بالعلامة أحمد بن محمد علي الشوكاني بأنه نبذ التقليد ودعا إلى الكتاب والسنة غير كتب آل البيت [12]، والإمام الشوكاني وسادة آل البيت كالوزير، والأمير، والجلال، أولى من المتعصبين بآل البيت.
ـ يغمز المعتدلين من الزيدية الذين لا خلاف على زيديتهم وهاشميتهم لدفاعهم عن الصحابة، وردهم على الغلو كما في ترجمة: أحمد بن محمد بن محمد الشامي الأديب والسياسي الكبير، ومع أنه أعلم وأكبر خطراً، فإنه لم يأخذ من المدح ما أخذه أحمد الشامي الخباني رئيس حزب الحق لكونه يعيش في غضب وسعار على أهل السنة.
ـ وانظر ترجمة السياسي الكبير [13]، وترجمة الشامي الخباني [14]. والسبب هو سعة صدر أحمد الشامي المؤرخ والشاعر والسياسي مع مخالفي الزيدية من أهل السنة ورفضه للجارودية، وقد أحسن حيث نبه في مقدمة ديوان الشاعر الحسن بن الهبل على ذم الجارودية، وحذف بعض الأبيات التي سب فيها الصحابة، بينما أحمد الشامي الذي يحذر ليلاً ونهاراً من أهل السنة، ويسميهم (الوهابية) ويراهم أخطر من أمريكا، يكيل لهم المديح كيلاً فأبان عبد السلام الوجيه عن شدة تحامله.
ـ وفي ترجمة لطف الله جحاف [15] قال: "ولازم الشوكاني فترة، وتأثر به دينياً، واختلف مع الشوكاني، فترجمه في البدر الطالع ترجمة يناقض آخرها أولها، ونسي أن المسألة مسألة حديث عن واقع حصل وأدوار مرَّ بها لطف الله فذكرها الإمام الشوكاني كما حصلت".
ـ وفي ترجمة إسماعيل النعمي (ت1220هـ)[16] تكلم على الشوكاني في جل الصفحات بل هي نقول عن أرباب الرافضة ضد الشوكاني، وأهل السنة مع تباكي من الوجيه على من أدبوا من مثيري الفتنة. وفي (ص466 ـ 467) حشر فيها سفيان الثوري ضمن الزيدية، وفي (ص469) جعل سفيان بن عيينة زيدياً، وكذلك سعيد بن جبير (ص 462) وفي ذلك نظر، ولو صح ذلك لباركناه ولكن لا يصح.
ـ وفي (ص455) إشارة إلى الخلاف بين الإمامية والزيدية وأظهر معهم الأدب.. أما أهل السنة فيتعامل معهم بالجرح والشدة فقط.
ـ وفي ترجمة عبد الله بن حمزة (ت578) [17] تكلم على القاضيين محمد وعلي الأكوع، وعلى أحمد الشامي، وعلى بن محمد زيد.. وهي عصبية مقيتة؛ لأن الذين انتقدوا ابن حمزة بسبب ***ه وإبادته للمطرفية الزيدية، لهم أدلتهم التي ذكرها الأستاذ زيد الوزير، في أبحاثه في صحيفة المسار، وإن كان هنا ما يبرر لابن حمزة ***هم، فالحوار مطلوب كما حصل لكن بدون أحكام عبد السلام الجائرة.
ـ ترجم لعقيل بن يحيى الإرياني [18] وهو سني جلد، ولا أدري ما الفائدة!.
ـ ذكر المسعودي [19] ولا أدري كيف عرف أنه زيدي مع تراجم الإمامية له.
ـ ذكر أبا الفرج الأصبهاني على أنه زيدي [20]، وهو شيعي لاشك، لكن التشيع موزع بين الزيدية والرافضة.
ـ وفي ترجمة أحمد حسين شرف الدين (ولد 1347هـ) [21]قال: " وقد أصبح اليوم من المنحرفين عن الفكر الزيدي وتنكر لكل ما كتب أولاً " وهذا غمز له لكونه صار سلفي المعتقد.
ـ وفي ترجمة الحسن بن خالد الحازمي [22] قال: " إنه خرج من المذهب الزيدي، وأشار إلى كلام السماوي صاحب (الغطمطم) الذي اتهم الشوكاني أنه يريد الشهرة كما فعل الحازمي، ولا أدري ما جدوى ذكره في طبقات المؤلفين الزيدية، مع أن المؤلفات التي سردها الوجيه للحازمي تنادي بأعلى صوت أن الرجل سلفي لا يطيقه الأستاذ الوجيه.
ـ وفي ترجمة الحسن بن صالح بن حي (ت169هـ) [23] وهو رأس الصالحية أوالبترية الزيدية، قال الوجيه عن الحسن بن صالح لكونه معتدلاً في تشيعه وقبل المحدثون روايته لاعتداله: " والمبادئ أو الآراء التي تنسب إلى الفرقة الصالحية محل نظر فهي من روايات الخصوم وهي الفرقة البترية"، ولا أدري هل هذا النظر من الوجيه والجارودية؟ أم من المعتدلين من الزيدية؟ وبأي حق لا تقبل آراء الصالحية البترية لقربها من أهل السنة، وتقبل آراء الجارودية مع قربها من الرافضة، وهل بقية الزيدية قديماً وحديثاً مع الأستاذ عبد السلام في هذا الإنكار؟! أم أن هناك مَن يفخر بهذا الاعتدال من الزيدية في التاريخ الماضي والحاضر؟!.
وما هذا إلا تحديد لموقف الوجيه، ووجهة يراها، ويحاسب الزيدية الآخرين المعتدلين على اعتدالهم؟!!.
ـ والأغرب أنه ترجم لأبي الجارود زياد بن المنذر الهمداني الكوفي [24]، وتوسع في ذكر أوصافه ثم شكا من الإمامية التي أفرطت في ذمه والقدح فيه، ولم يتعرض لأي نقد له لطاماته التي قربت أتباعه من المحسوبين على الزيدية من الجناح الجارودي إلى قبضة الرافضة الاثني عشرية.
ـ بل ازداد الأمر وضوحاً في انحيازه للجارودية شتم أهل السنة، ووصفهم بالحشوية، وأنهم تحاملوا على أبي الجارود ونسبوا إلى الجارودية، وجعلوها فرقة من فرق الزيدية، ولا أدري هل سيتحفنا الكاتب كما قال الكاتب الكبير الجسور زيد بن علي بن الوزير: أن الجارودية ليست من فرق الزيدية، فإن فعل ذلك وما أراه فاعلاً؛ لأنه يسلك مسلكهم في العداء لأهل السنة، فقد برأ الزيدية من فرقة شوهت بها، بل الوجيه يقول في ترجمة أبي الجارود: "وإليه تنسب الجارودية"، فإن أتى بالمفاجئات وتبرأ من الجارودية فعلى أهل السنة والإمامية من نسبتها إليهم، وما أظنه فاعلاً وهو ينحو منحاها.
ـ أما الشوكاني فقد تفنن في شتمه عند ترجمته المطولة التي كان في غنى عنها - رحمه الله - حيث قد ترجم له العشرات من تلامذته والعلماء الكبار، وما أطالها إلا للحط من قدره، وشتمه لا غير.
ـ وترجمة للسماوي الجارودي الذي سماه الشهيد المحقق والمجتهد، وهو الذي سطر تلك المجلدات المسماه "الغطمطم الزخار " المليئة بسب الصحابة وتفسيقهم، فضلاً عن أئمة المسلمين وأهل السنة عموماً، واتهم الشوكاني بالجهل والسرقات للعلم، وأنه مقلد ويدعي الاجتهاد، وزاد عبد السلام الوجيه في تهمة الشوكاني بالمشاركة في ***: السماوي الجارودي، وهي شهادة تورع عنها الكبار من العلماء، وهكذا تحولت ترجمة السماوي والنعمي [25] إلى محاكمة للإمام الشوكاني، وصار الحديث عن كل سباب للصحابة ولأهل السنة حديثاً عن ولي من أولياء آل محمد، ومحب للعترة وحواريهم، وكل مترجم له من أصحاب عفة اللسان عن شتم السلف يعتبر من مبغضي الآل، ومن الحشوية.
واتهمه في ترجمة إسماعيل النعمي الذي وصفه بالعالم المجتهد الشاعر الأديب، بأنه وراء سجنه و*****ه وتشريده.
والأستاذ عبد السلام، كشفت عنه مقالاته "صدى الأمة" ومقدمته لكتابه " أعلام المؤلفين الزيدية " ـ مع الكتاب نفسه ـ، وتعليقاته على كتاب " العقد الثمين" لعبد الله بن حمزة، وغيرها من المؤلفات، أنه بحاجة إلى العودة إلى الإنصاف، وأنه لم يحل المشكلة في دنيا العلم بين السنة والجارودية والرافضة، وإنما زاد رقماً في صف الجارودية، وقد ظهر حنقه وتطاوله على مؤرخ اليمن القاضي إسماعيل الأكوع - حفظه الله -، وخدم الرافضة لا الزيدية، وهذه المؤلفات شهود إثبات، والناظر في كتاب: " أعلام المؤلفين الزيدية"، ومقدمته يجد مع التحامل على أهل السنة والجماعة ممن حشرهم في تراجم المؤلفين الزيدية ملحوظات على الكتاب وعنوانه منها:
1) ترجم لمن ليسوا مؤلفين.
2) ترجم لمن ليسوا زيدية وهم فريقان:
الفريق الأول: منهم أهل سنة ولم يعودوا زيدية كالشوكاني الذي جلد جلداً لأنه سني، وداعية إلى السنة، ولأنه زيدي باعتبار ما كان فكان في غنى عن هذه النسبة التي يعاقب عليها مرتين لكونه كان زيدياً؛ ولأنه خرج عن زيدية الجارودية، بل ترجم لبعض التابعين كسعيد بن جبير، وقتادة ومن بعدهم كالثوري وابن عيينة، أنهم زيدية ولا يخفى أن الأصول الخمسة والمصطلحات الاعتزالية لم تركب عليهم.
الفريق الثاني: رافضة إمامية ليسوا على مذهب الإمام زيد لا في الأصول ولا في الفروع [26]، فإن قلت: إن المذهب الزيدي قد دخلت فيه فرق متعددة، وصارت الفرق مختلفة، فالصالحية البترية، والجارودية، والمطرفية، والمخترعة، والأخ عبد السلام الوجيه أخذ برأي الجارودية في موقفها من أهل السنة تبعاً لموقفها من الصحابة.
قلت: هذا رأي غير سديد، فإن للكاتب الوجيه حلولاً منها:
1) أن يأخذ برأي الإمام زيد بن علي نفسه - رحمه الله ـ في موقفه من الخلفاء، ورده على الرافضة السبَّابين لهم، ويلحق في ذلك الحكم على أهل السنة والجماعة؛ لأنهم وراء الخلفاء سائرون.
فيكون الرجوع إلى زيد بن علي - رضي الله عنه ـ لترجيح الخلاف الحاصل بعده بين هذه المجموعات المختلفة المنتسبة إلى الزيدية، وهذا هو الصواب في كل مذهب إسلامي؛ أن يكون الرجوع إلى الدليل ثم إلى إمام المذهب، لا إلى المتناحرين فيه.
2) أن يفتح الباب على مصراعيه للسلفيين والمعتدلين من: يحيى بن حمزة، ومحمد بن إبراهيم الوزير، يحيى بن الحسين بن القاسم، وعبد القادر بن شرف الدين، والرباعي، والشجني، والأمير، والشوكاني، وزبارة، إلى محمد بن إسماعيل العمراني، وعبد الوهاب الديلمي، وعبد الرحمن العماد، ومحمد المؤيد ـ فك الله أسره ـ وغيرهم من السلفيين والمتسننين.
والجارودية من رئيسهم أبي الجارود زياد بن المنذر الهمداني (ت150هـ) إلى آخر جارودي في عصرنا هذا، وروافض هذا الزمان ممن يتسترون بالزيدية، وممن ادعى التشيع كالقرامطة الباطنية ـ وإن كان من أئمة الزيدية الكبار أخرجوهم من الإسلام ـ، وهكذا فكل من حسب على الزيدية سنياً كان أو شيعيا أو رافضيا أو معتدلا من حقه أن يذكر دون محاكمة وتوبيخ.
3) أن يحذف المتأثرين بمذهب السنة وكتبهم من غير آل البيت في زعمه؛ وهم كثير، ويجعل كتابه هذا للجارودية أمثال: أحمد بن سعد الدين، ويحيى بن الحسين بن المؤيد، وأحمد المخلافي، والحسن بن جابر الهبل، وإمامية عصرنا أمثال: عصام العماد، وأسعد بن إبراهيم الوزير، والعمدي، وكل من غلا وترفض. وغيرهم من جارودية الأمس، وجعفرية اليوم، ويصفي كتابه من كل معتدل مع السنة، منتقد للرافضة، وهم أكثر بكثير، وسوف يبدأ بحذف الإمام زيد - رحمه الله ـ، ويتلوه القاسم بن إبراهيم والهادي، ثم المنصور بالله، والمهدي والمؤيد بالله أحمد بن يحيى، والهادي بن إبراهيم الوزير، وحذف كل من ترضى عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو سكت عن الترضي عنهم، فسيجد عددا جما من العلماء الكبار المجتهدين الزيدية خارج مؤلفه هذا، ولن يبقى له إلا قلة من الجارودية، والسياسيين في زماننا هذا؛ الذين أجسامهم في اليمن وقلوبهم في النجف وقُم.
فحينئذ لن يكون في أعلام المؤلفين الزيدية أربعون ومائتان وألف مؤلف وعالم زيدي، بل لن يبقى فوق الربع منهم، إذا خصصه للغلاة من جارودية وروافض.
أما أن يجمع هذا العدد المتناقض ثم يحكم على قوم، ويحكم لآخرين، فهذا حكم بغير عدل، فها هو يشغل نفسه في طول الكتاب وعرضه في الرد على الشوكاني حتى في المسائل الفقهية التي يسوغ فيها الخلاف فمثلاً: في ترجمة أحمد الخطيب [27] ذكر أن له رسالة في وجوب غسل الفرجين، وأنهما من أعضاء الوضوء، ولم يفت الوجيه أن يقول قال الشوكاني، وقد أجبت عليه برسالة سميتها: الصوارم الهندية المسلولة على الرياض الندية، ثم قال الوجيه: "وقانا الله وإياكم من صوارم الشوكاني"[28].
هكذا حتى هذه المسألة صارت محل نقد، فهل يجب على الشوكاني أن يعتقد بما لم يصح عند جمهور الأمة؟ بل هذه المسألة ليست محل اتفاق بين الزيدية أنفسهم ناهيك عن غيرهم [29].
فكيف يرضى منصف أن يتحامل في مسالة من نوادر آراء بعض فقهاء الزيدية على من خالفها هل هذا هو المذهب الزيدي الذي فتح باب الاجتهاد على مصراعيه أم هذا حنق يطرحه الأستاذ عبد السلام هنا وهناك في كتبه ليوضح لنا أنه قد اختار في عصرنا التأثر بالمواجهة الغالية الرافضية لأهل السنة حتى في المسائل الفقهية التي يتسع فيها الخلاف.
وفي ترجمة العلامة الكبير يحيى بن محمد الإرياني يطعن بالقاضي إسماعيل الأكوع، وكذلك أخوه القاضي محمد بن علي الأكوع مؤرخ اليمن الذي ألف كتاباً عنه مع الشيخ إسماعيل باسلامة بعنوان " حياة عالم وأمير".
وقد زاد عبد السلام بدعة تشويه أهل الحديث والسنة والأثر نقلاً عن الجهمية والمرجئة: بأنهم حشوية، وهي واحدة من ألقاب كان يطلقها أصحاب الانحراف من الجهمية لما عجزوا عن طلب الحديث على أهله فتلقفها الأستاذ عبد السلام ورددها، ويكفيه فخراً أنه يلتقي مع بعض معاصري الإمامية في إنكار وجود عبد الله بن سبأ اليهودي رأس الفتنة مع ذكر جميع معتدلي المذاهب له ابتداءً من عشرات مصادر الإمامية ناهيك عن الزيدية وأهل السنة، ولكن هي المواجهة لأهل السنة.
هذا وليس غرضي تتبع كل ما في كتاب أعلام المؤلفين الزيدية من تحامل على أهل السنة، ومعتدلي الزيدية في موقفهم من السنة وأهلها، وإنما هذه ملحوظات عابرة أثناء قراءتي لصفحات الكتاب.
وهنا أختم هذه الكلمة بكلمة الدكتور/ عبد العزيز المقالح حيث قال: " وهنا تجدر الإشارة إلى أن الهجوم العنيف الذي تعرض له الشوكاني في حياته من المتعصبين والمخالفين له في الرؤية إلى المذهبية قد عادوا مجدداً مرتدين نفس الأثواب، ومرددين نفس المزاعم والتخرصات، ومؤكدين بأقوالهم وأفعالهم أن التعصب هو آفة كل العصور، وخلاصة مواقفهم تقول اليوم ـ كما كانت تقول بالأمس ـ من ليس في مذهبي فهو عدوي، ولا قيمة له ولا لأفكاره حتى وإن انحنت لها البشرية كلها إجلالاً وتقديراً" [30]، وهي كلمات تنطبق على متعصبي هذه المجموعة على الشوكاني وأمثاله سابقاً ولاحقاً، قديماً وحديثاً، ولعلَّ للأستاذ عبد السلام الوجيه نصيباً من ذلك والله المستعان.
ــــــــــــــــــــــ
[1] أعلام المؤلفين الزيدية: ص 958 ـ 968.
[2] المصدر السابق: ص 968.
[3] المصدر السابق: ص905 ـ 912.
[4] المصدر السابق: ص1111.
[5] المصدر السابق: ص491 ـ 492.
[6] المصدر السابق: ص 825 ـ 826.
[7] المصدر السابق: ص 948 ـ 949.
[8] المصدر السابق: ص 863.
[9] المصدر السابق: ص 330.
[10] المصدر السابق: ص 1022 ـ 1023.
[11] المصدر السابق: ص 625 ـ 626.
[12] المصدر السابق: ص 1801.
[13] المصدر السابق: ص 184.
[14] المصدر السابق ص 179 ـ 180.
[15] المصدر السابق ص795 ـ 796.
[16] المصدر السابق ص 238ـ 247.
[17] المصدر السابق ص 250ـ 260.
[18] المصدر السابق ص649ـ 650.
[19] المصدر السابق ص668ـ 671.
[20] المصدر السابق ص 672ـ 675.
[21] المصدر السابق ص 98ـ 99.
[22] المصدر السابق ص 319.
[23] المصدر السابق ص321.
[24] المصدر السابق ص436ـ 437.
[25] هامش ترجمة إسماعيل النعمي: ص238 ـ 247.
[26] انظر: المصدر السابق ص 26 ـ 37.
[27] المصدر السابق: ص 122 ـ 123.
[28] المصدر السابق ص122 ـ 123.
[29] وقد نفى الشوكاني في السيل الجرار (1/ 75 ـ 76) أن يكون قول المهدي في الأزهار في فروض الوضوء، وفروضه غسل الفرجين بعد إزالة النجاسة.. الخ، أن يكون ثبوت ذلك عن المذاهب كلها بما في ذلك أهل البيت، والهادي يحيى بن الحسين - رضي الله عنهم -.
قلت: وعلى افتراض وجود قول لعالم فهي مسألة يؤخذ فيها بالدليل، ويترك اجتهاد العالم بدون تنافر وتهويل، بل هو قول لبعض الموسوسين كما يقول الشوكاني في نفس المصدر والصفحة، ولو أخذ الأستاذ عبد السلام بما يراه صواباً في أي مسألة لكان من حقه، ولكن لا يجوز أن يضيق ذرعاً بمخالفيه. فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[30] تقديمه لكتاب الفكر السياسي والقانوني عند محمد بن علي الشوكاني للدكتور زياد علي: ص 14