حمدى حسام
08-05-2015, 08:37 PM
ابو تريكة .. أغبى أخطاء الباشا
http://www.masralarabia.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/251-%D9%85%D9%87%D8%A7-%D8%B9%D9%85%D8%B1/583721-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A9-%D8%A3%D8%BA%D8%A8%D9%89-%D8%A3%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7
الجمعة, 08 مايو 2015 13:04
http://www.masralarabia.com/images/thumbs/250/cat_251.png مها عمر
"اسخطوا " ، فالسخط – هو الثورة الأولى لكن البدائية :و بحسب عالم الأحياء الشهير هنري أتلان إنه الدرجة صفر من الفكرة . أما الفكرة البدائية " البلدي " من وجهة نظري و خاصة في تعاملنا مع حكومة مثل حكومتنا ومع رئيس مثل رئيسنا ومع مؤسسة أمنية مثل تلك التي نتعامل معها – السخط البدائي هو – أن الشتيمة من أخلاق صاحبها – و أن الفاسد – يرى كل الناس فاسدين مثله – و المجرم- يرى كل الناس مجرمين مثله – و الديكتاتور – يريد أن يردد الناس كل ما يقوله بغض النظرعن خلوه من المنطق ، و حتى و إن فعلوا ذلك فإن نهايته السقوط في بئر غباء لا قرار لها يحفره له صلفه و بطشه .
أكتب المقدمة السابقة و أنا أتخيل رد فعل الشباب على قرار غبي مثل التحفظ على أموال أبو تريكة .
أبو تريكة من الأشياء القليلة التي اتفق عليها المصريون . فالمصريون يختلفون على كل شيء إلا جون أبو تريكة في الصفاقسي التونسي في نهائي دوري أبطال أفريقيا ، و حبهم درجة القداسة لأم كلثوم و الشعراوي ، و أكلهم الفول صباح مساء .
الشعب الذي يحب تريكة لا يهمه المذيع أبو كرافتة ستان الذي يبتسم للكاميرا ليطلعنا على تحركات الرئيس ، صوت إذاعة القرآن أحيانا أبرك ، بغض النظر عن بعض فواصل الهري التي يفهم الناس أنها لزوم أكل العيش و استمرار الاذاعة . هذا الشاب الذي يفطر صباحا على عربة الفول ، و القهوجي الذي يناوله كوب الشاي ، و صبي الميكانيكي الذي يجاوره في الشارع ، و الرجال كبار السن مرتادي القهاوي ، و الموظف و العامل و الفقير وميسور الحال ، كل هؤلاء يحبون أن يروا أبو تريكة كما يحبون أكل الفول ،و سماع ام كلثوم ، و الشعراوي .
ليس كل الناس سعداء بخروج مبارك و عودته إلى شاشات التليفزيون ، و لا برؤية جمال يتمشى بحرية في الأهرامات و نظراؤه في السن و منهم أقل منه سنا و أجمل منه روحا و خلقا ، و علما ينتظرون أحكاما بالإعدام أو المؤبد ، ممن يراهم أهلهم أو لا يراهم من خلف القضبان بالحسرة على الشباب الضائع و العمر المهدور بين أروقة المحاكم و القضاة المسيسين ، الذين لم يعودوا يرون غضاضة في التصريح بانحيازاتهم . أخطاء الباشا تزداد ، و أغباها على الإطلاق المساس برجل محبوب و العبث معه .
إذا كان فيكم غيور على المصريين و على أموالهم و حقوقهم المسلوبة ، فلماذا لم تتحفظ الدولة على أموال فطاحل الفساد في البلد الذين نهبوها عيني عينك و لم ترمش عينهم وهم يسرقون أموال الناس ، من اليتامى و الأرامل و المرضى بالمستشفيات ؟ لماذا الآن يتم التحفظ على أموال أبوتريكة ، بعد العجزو الفشل و البلادة التي تدار بها البلاد منذ تولي السيسي رئاستها هو و زمرته من الباحثين عن أموال الرز في الخليج ؟
هل الرسالة المرجوة من حركة بهذا الغباء هو أنه لا أحد فوق البطش ؟ أننا كلنا تحت ضروسكم ؟ هل يريد النظام أن يثبت ألا أحد سيفلت من قبضته الباطشة ؟ نضرب المربوط يخاف السايب ؟ و ماذا بعد خطف الطلبة من لجان الامتحان و حبس أهلهم إذا ارتأى السجان ذلك . ماذا أكثر من سجن العازولي و سجن العقرب ، و لعق التراب ، و سحل الجثث و الموت *****ا في أقسام الشرطة ؟ أتحسبونه هينا و هو عند الناس عظيم ؟ أعرف أنه سيخرج من بين الناس أحدهم متحسرا على سخط المصريين لما حدث مع أبو تريكة، فقد حدث ما هو أعظم مع غيره من الناس ممن لا يعرفهم أحدهم و لا مطلع على مظلمتهم سوى الله ، لكنك يا أخي لا تعرف متى تصيب المصريين تلك" الهبًة" بفتح الهاء و تشديد الباء لا تدري من أين يأتيك سخطهم و جنونهم . لا تدري متى ستصحو الحكومة من النوم لترى سيدات عاديات و ربات بيوت واقفات تحت أنف الحكومة يشتمنها كما تشتم الجارة جارتها في خناقة ساخنة على ديون قديمة في حي شعبي . لا تدري متى سترفع هؤلاء النسوة الشبشب على رأس البطش المستشري . في كل بيت في مصر سيدة من هؤلاء النسوة ، يهابها الكبير قبل الصغير و يحسب لها ألف حساب ، و ربما يكون الاستفزاز في تريكة ، ربما يكون تريكة مربط الغضب .
كنت مع النسوة اللاتي خرجت يوم تعرت ست البنات في الشارع ، رأيت كل أنواع النساء في مصر يهتفن ، المنتقبة ، و المحجبة ، ومن لا ترتدي على رأسها أو وجهها غطاء ، رأيت المسلمة والمسيحية ، رأيت الملتحي ، غير الملتحي ، رأيت العجوز ، والشابة ، رأيت كل المصريين يخرجون ، لأنهم اتفقوا على أن ما حدث هو هتك عرض علني ، كل مصرية شعرت أن الحدث موجه لها ، و أنها وضعت نفسها مكان البنت فلم تحتمل ألا تعبر عن رأيها . كانت المسيرة تقتطع الاسكندرية كلها و لم يهب المصريون وقتها شيئا . أما للباشاوات الذين يتخذون قرارت كهذه فأنا أقول لهممن كل قلبي : برافو .. استمروا وحدونا أرجوكم !
http://www.masralarabia.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/251-%D9%85%D9%87%D8%A7-%D8%B9%D9%85%D8%B1/583721-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A9-%D8%A3%D8%BA%D8%A8%D9%89-%D8%A3%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7
الجمعة, 08 مايو 2015 13:04
http://www.masralarabia.com/images/thumbs/250/cat_251.png مها عمر
"اسخطوا " ، فالسخط – هو الثورة الأولى لكن البدائية :و بحسب عالم الأحياء الشهير هنري أتلان إنه الدرجة صفر من الفكرة . أما الفكرة البدائية " البلدي " من وجهة نظري و خاصة في تعاملنا مع حكومة مثل حكومتنا ومع رئيس مثل رئيسنا ومع مؤسسة أمنية مثل تلك التي نتعامل معها – السخط البدائي هو – أن الشتيمة من أخلاق صاحبها – و أن الفاسد – يرى كل الناس فاسدين مثله – و المجرم- يرى كل الناس مجرمين مثله – و الديكتاتور – يريد أن يردد الناس كل ما يقوله بغض النظرعن خلوه من المنطق ، و حتى و إن فعلوا ذلك فإن نهايته السقوط في بئر غباء لا قرار لها يحفره له صلفه و بطشه .
أكتب المقدمة السابقة و أنا أتخيل رد فعل الشباب على قرار غبي مثل التحفظ على أموال أبو تريكة .
أبو تريكة من الأشياء القليلة التي اتفق عليها المصريون . فالمصريون يختلفون على كل شيء إلا جون أبو تريكة في الصفاقسي التونسي في نهائي دوري أبطال أفريقيا ، و حبهم درجة القداسة لأم كلثوم و الشعراوي ، و أكلهم الفول صباح مساء .
الشعب الذي يحب تريكة لا يهمه المذيع أبو كرافتة ستان الذي يبتسم للكاميرا ليطلعنا على تحركات الرئيس ، صوت إذاعة القرآن أحيانا أبرك ، بغض النظر عن بعض فواصل الهري التي يفهم الناس أنها لزوم أكل العيش و استمرار الاذاعة . هذا الشاب الذي يفطر صباحا على عربة الفول ، و القهوجي الذي يناوله كوب الشاي ، و صبي الميكانيكي الذي يجاوره في الشارع ، و الرجال كبار السن مرتادي القهاوي ، و الموظف و العامل و الفقير وميسور الحال ، كل هؤلاء يحبون أن يروا أبو تريكة كما يحبون أكل الفول ،و سماع ام كلثوم ، و الشعراوي .
ليس كل الناس سعداء بخروج مبارك و عودته إلى شاشات التليفزيون ، و لا برؤية جمال يتمشى بحرية في الأهرامات و نظراؤه في السن و منهم أقل منه سنا و أجمل منه روحا و خلقا ، و علما ينتظرون أحكاما بالإعدام أو المؤبد ، ممن يراهم أهلهم أو لا يراهم من خلف القضبان بالحسرة على الشباب الضائع و العمر المهدور بين أروقة المحاكم و القضاة المسيسين ، الذين لم يعودوا يرون غضاضة في التصريح بانحيازاتهم . أخطاء الباشا تزداد ، و أغباها على الإطلاق المساس برجل محبوب و العبث معه .
إذا كان فيكم غيور على المصريين و على أموالهم و حقوقهم المسلوبة ، فلماذا لم تتحفظ الدولة على أموال فطاحل الفساد في البلد الذين نهبوها عيني عينك و لم ترمش عينهم وهم يسرقون أموال الناس ، من اليتامى و الأرامل و المرضى بالمستشفيات ؟ لماذا الآن يتم التحفظ على أموال أبوتريكة ، بعد العجزو الفشل و البلادة التي تدار بها البلاد منذ تولي السيسي رئاستها هو و زمرته من الباحثين عن أموال الرز في الخليج ؟
هل الرسالة المرجوة من حركة بهذا الغباء هو أنه لا أحد فوق البطش ؟ أننا كلنا تحت ضروسكم ؟ هل يريد النظام أن يثبت ألا أحد سيفلت من قبضته الباطشة ؟ نضرب المربوط يخاف السايب ؟ و ماذا بعد خطف الطلبة من لجان الامتحان و حبس أهلهم إذا ارتأى السجان ذلك . ماذا أكثر من سجن العازولي و سجن العقرب ، و لعق التراب ، و سحل الجثث و الموت *****ا في أقسام الشرطة ؟ أتحسبونه هينا و هو عند الناس عظيم ؟ أعرف أنه سيخرج من بين الناس أحدهم متحسرا على سخط المصريين لما حدث مع أبو تريكة، فقد حدث ما هو أعظم مع غيره من الناس ممن لا يعرفهم أحدهم و لا مطلع على مظلمتهم سوى الله ، لكنك يا أخي لا تعرف متى تصيب المصريين تلك" الهبًة" بفتح الهاء و تشديد الباء لا تدري من أين يأتيك سخطهم و جنونهم . لا تدري متى ستصحو الحكومة من النوم لترى سيدات عاديات و ربات بيوت واقفات تحت أنف الحكومة يشتمنها كما تشتم الجارة جارتها في خناقة ساخنة على ديون قديمة في حي شعبي . لا تدري متى سترفع هؤلاء النسوة الشبشب على رأس البطش المستشري . في كل بيت في مصر سيدة من هؤلاء النسوة ، يهابها الكبير قبل الصغير و يحسب لها ألف حساب ، و ربما يكون الاستفزاز في تريكة ، ربما يكون تريكة مربط الغضب .
كنت مع النسوة اللاتي خرجت يوم تعرت ست البنات في الشارع ، رأيت كل أنواع النساء في مصر يهتفن ، المنتقبة ، و المحجبة ، ومن لا ترتدي على رأسها أو وجهها غطاء ، رأيت المسلمة والمسيحية ، رأيت الملتحي ، غير الملتحي ، رأيت العجوز ، والشابة ، رأيت كل المصريين يخرجون ، لأنهم اتفقوا على أن ما حدث هو هتك عرض علني ، كل مصرية شعرت أن الحدث موجه لها ، و أنها وضعت نفسها مكان البنت فلم تحتمل ألا تعبر عن رأيها . كانت المسيرة تقتطع الاسكندرية كلها و لم يهب المصريون وقتها شيئا . أما للباشاوات الذين يتخذون قرارت كهذه فأنا أقول لهممن كل قلبي : برافو .. استمروا وحدونا أرجوكم !