ابو وليد البحيرى
12-05-2015, 11:43 PM
إخصاب البويضة من معجزات الخالق
د. عبدالرحمن النمر
http://alwaei.com/admin/topics/data/photos_and_files/bwayda.jpg
البويضة تكون محوطة من جميع الجهات بطبقة من الخلايا تسمى >الإكليل المشع<
البويضة المخصبة تحتوي على كرومسومات جسدية يأتي نصفها من الأم (في البويضة) ونصفها من الأب (في الحيوان المنوي)
إخصاب بويضة أنثى الإنسان واحدة من عمليات الحياة التي تتكرر في كل يوم ملايين المرات، إلا أنها تتم في كل مرة وفق نسق بديع ونظام لا يختلف، لتتكون من ذلك حياة جديدة، والناظر المتأمل الى المراحل المختلفة لعملية إخصاب البويضة هو في الحقيقة رحلة ذهنية في أعماق الحياة، يتجلى فيها إحكام الصنعة الإلهية وإبداع الخلق، فأنعم النظر لترى كيف تتكون الحياة·
يبدأ تكون البويضات منذ مراحل العمر الأولى، وبالتحديد أثناء الحياة في الرحم وعندما تولد أنثى يكون في كل واحد من مبيضيها مئات الآلاف من البويضات، إلا أن هذه البويضات غير جاهزة للإخصاب، ولذا تسمى >بويضات بدائية< أو >بويضات أولية< >primitive Ova< و>المبيض< >Ovary<، هو العضو الرئيس في الجهاز التناسلي عند الأنثى، فهو المكان الذي تتكون فيه البويضات، وهو كذلك مركز إنتاج هرمونات الأنوثة، ويوجد في جسم الأنثى مبيضان، يقع كل واحد منهما فوق الرحم على أحد جانبيه·
عندما تصل الأنثى إلى سن البلوغ، تفرز الغدة النخامية هرمونات تحث المبيض على إنتاج هورمونات الأنوثة، وتكون هورمونات الأنوثة سببا في نمو ونضج الأعضاء التناسلية الثانوية، وهي الثديان والرحم وملحقاته، كما تكون هورمونات الغدة النخامية سببا في بداية نضج البويضات وتأهبها للإخصاب·
>الغدة النخامية< pituitary gland هي الغدة الصماء الرئيسة في الجسم، إذ تكون إفرازاتها سببا في تنشيط، أو كبح الغدد الصماء في الجسم·
و>الغدد الصماء< Endocrine glandsغدد تفرز مختلف الهورمونات، وسميت >صماء< لأن إنتاجها من الهورمونات يمر مباشرة من الخلايا المنتجة إلى تيار الدم من دون أن يمر عبر قناة كما هو الحال مع أنواع الغدد الأخرى في الجسم مثل غدد العرق، وتقع الغدد النخامية عند قاعدة المخ داخل تجويف الجمجمة·
وصول الأنثى إلى سن البلوغ يكون إيذانا ببداية فترة الخصوبة في حياتها التي تمتد في المتوسط خمسة وثلاثين >35< عاما، ينتج المبيضان خلالها نحو >400< بويضة جاهزة للإخصاب، وعندما تنتهي فترة الخصوبة وتصل الأنثى إلى سن اليأس، وهو السن الذي ينقطع فيه الطمث >أو الحيض<، تموت البويضات الباقية في المبيضين وتتحلل في مكانها·
< بويضة الأنثى
بويضة الأنثى خلية صغيرة مستديرة الشكل في حجم النهاية المدببة لدبوس إبرة، إذ لا يزيد قطرها عن جزء من عشرة أجزاء ينقسم إليها الملليمتر الواحد (أو·مم) وهذا هو السبب في تسميتها بصيغة التصغير، (كلمة >بويضة< هي تصغير كلمة >بيضة<)·
نضج بويضة في أحد المبيضين ليس عملية عشوائية كما قد يتبادر إلى الذهن، فتحت التأثير المباشر لهورمونات الغدة النخامية، يتناوب المبيضان في وظيفة إنتاج بويضات ناضجة للإخصاب، طوال فترة الخصوبة من حياة الأنثى، بحيث تكون هناك بويضة جاهزة للإخصاب مرة كل شهر، من جهة أخرى، وبتأثير هورمونات الأنوثة التي ينتجها المبيضان، يتهيأ الرحم لاستقبال البويضة في حال إخصابها، ومن جمال الصنعة الإلهية وإحكام الخلقة أن استعداد الرحم لاستقبال البويضة في حال إخصابها يتزامن مع خروج البويضة الناضجة من أحد المبيضين وتأهبها للإخصاب، فيكون الرحم في أوج استعداده في ذلك الوقت! >تأمل كيف يتناغم عمل أعضاء الجسم وتأثير الواحد على الآخر في تناسق منقطع النظير<·
عادة تخرج بويضة ناضجة واحدة من أحد المبيضين حول منتصف الدورة الشهرية، وتكون البويضة جاهزة للإخصاب لفترة زمنية قصيرة نسبيا، تقدر بنحو اثنتي عشرة ساعة من وقت خروجها من المبيض·>تذهب بعض التقديرات الى أن البويضة تكون صالحة للإخصاب لزمن قد يطول إلى أربع وعشرين (24) ساعة، ولكن الأرجح هو الزمن المذكور آنفا<·
إذا لم تخصَّب البويضة في حينها فإنها تموت، ويكون موتها سببا في انخفاض نسبة ما ينتجه المبيضان من هورمونات الأنوثة، ويترتب على انخفاض نسبة هرمونات الأنوثة اضمحلال استعدادات الرحم، وتقوض تلك الاستعدادات حول نهاية الدورة الشهرية، وخروجها من الجسم في صورة الحيض أو الطمث، أما إخصاب البويضة فله شأن آخر·
< إخصاب البويضة
>البويضة الناضجة< >Mature Ovum< تخرج من المبيض في خلق عجيب، إذ تكون محوطة من جميع الجهات بطبقة من الخلايا تسمى >الإكليل المشع< >corona radiata< وسبب التسمية راجع إلى أن تلك الخلايا الواقية تحيط بالبويضة إحاطة هالة الضوء بالشمس· وحول الإكليل المشع توجد طبقة أخرى من الخلايا، تحيط كذلك بالبويضة (أو بالدقة بالإكليل) من جميع الاتجاهات، وتسمى >الطبقة الشفافة< >Zona pellucida<، وسميت كذلك لأنه يمكن أن يخترقها أي عدد من الحيوانات المنوية·
ما أن تخرج البويضة الناضجة من المبيض حتى تلتقفها قناة البيض، أو >قناة فالوب< كما تسمى في علم التشريح، وفي الثلث الخارجي من قناة فالوب، أي في الجزء الأقرب إلى المبيض، يكون إخصاب البويضة، وبينما يمكن لأي عدد من الحيوانات المنوية اختراق الطبقة الشفافة، فإن حيواناً منوياً واحداً هو الذي يخصِّب البويضة، إذا لمجرد أن يخترق حيوان منوي طبقة الإكليل المشع، تصبح تلك الطبقة غير نفوذة لأي حيوان منوي آخر، وهذا شأن في الخلق عجيب، وفي هذه الحال تسمى البويضة الناضجة، وكذلك الحيوان المنوي، خلية ***ية، تحتوي الخلية ال***ية الواحدة على نصف عدد الصبغات الموجودة في أي خلية جسمية· (>الصبغات< أو>الأجسام الملونة< أو>الكروموسومات<) >chromosomes< هي ناقلات الصفات الوراثية· وسميت كذلك لأنها تقبل التلون بالأصباغ في الخلايا الحية مميز لل***، ففي الإنسان يكون عدد الصبغيات في أي خلية في الجسم،باستثناء الخلايا ال***ية، هو >46<، بينما يكون عدد الصبغيات في أي خلية ***ية في جسم الإنسان هو >23<، وعلى ذلك، فعندما يخصب حيوان منوي بويضة ناضجة، يكون عدد الصبغيات في البويضة المخصّبة >46<، هو العدد المميز ل*** الإنسان·
>تأمل آية أخرى من آيات الإبداع في الخلق<
< *** الجنين
الصبغات أو ناقلات الصفات الوراثية الموجودة في الخلايا ال***ية تكون من نوعين: نوع يختص بتحديد *** الجنين، ذكرا أم أنثى، ويوجد من هذا النوع من الكروموسومات (أو الصبغات) كروموسوم واحد في كل خلية ***ية، يسمى كروموسوم ال*** >*** chromosome< النوع الثاني من الصبغات في الخلية ال***ية يختص بتحديد الصفات الخلقية كلها، باستثناء ال*** >أو النوع< ويوجد منه اثنان وعشرون كروموسوما·
كروموسوم ال*** في بويضة الأنثى يكون دائماً من نوع واحد، يرمز له بحرف >X< بالإنكليزية أما كروموسوم ال*** في الحيوان المنوي فيكون من أحد نوعين: إما النوع الذي يرمز له بحرف >X< بالإنكليزية كما في بويضة الأنثى، وإما من نوع مختلف يرمز له بحرف >Y< بالإنكليزية وفي جميع الأحوال، فلا يحتوي الحيوان المنوي إلا على كروموسوم واحد: إما: >X< وإما >Y<·
إذا كان الحيوان المنوي الذي أخصب البويضة محتويا على كرومسوم *** من نوع >X< تصبح البيوضة المخصَّبة محتوية على كرومسوم *** من نوع واحد هو >X< ويعبر عن ذلك طبيا فيقال: إن التكوين ال***ي للبويضة المخصبة >XX<،وهذه البويضة تنشأ عنها أنثى، أما إذا كان الحيوان المنوي الذي أخصب البويضة محتويا على كروموسوم *** من نوع >Y< يكون التكوين ال***ي للبويضة المخصبة هو >XY< وهذه البويضة ينشأ عنها ذكر، وعلى ذلك فإن الحيوان المنوي الذي يخصِّب البويضة هو الذي يحدد *** >أو نوع< الجنين·
ومما يجدر الالتفات إليه أن البويضة المخصبة تحتوي على كرومسومات جسدية يأتي نصفها من الأم >في البويضة< ونصفها من الأب >في الحيوان المنوي< ولذا يرث الجنين الصفات الخلقية من أبويه معا، فأعجب لهذا التصنيف والتنظيم في الخلق·
< حياة جديدة
ما أن يتحد حيوان منوي بالبويضة حتى تتكون النواة لحياة جديدة، إذ سرعان ما تبدأ البويضة المخصَّبة في الانشطار إلى خليتين، ثم تنشطر كل خلية إلى اثنين أخريين، وهكذا دواليك إلى أن تتحول البويضة المخصبة إلى كتلة من خلايا صغيرة تشبه ثمرة التوت، ولذلك تسمى >التوت< >morula<·
والجدير ذكره أن >الانشطار>cleavage< نموذج فريد من نماذج النماء وذيادة العدد في الطبيعة، وبينما يحدث الانشطار، تمضي البويضة في قناة فالوب متجهة نحو الرحم، تدفعها زوائد هدبية (أو>أهداف< >cilia<) موجودة في بطانة القناة، وتؤدي حركة الأهداب في بطانة قناة فالوب إلى دفع البويضة المخصبة في اتجاه واحد فحسب: نحو الرحم!
تستمر رحلة البويضة المخصبة عبر قناة فالوب إلى الرحم ما بين (3-5) أيام، تكون قد تحولت خلالها إلى الطور المسمى >التوتة<، وما أن تصل التوتة إلى الرحم، الذي يكون قد استعد لاستقبالها كما سبق البيان، حتى تلتصق ببطانة الجزء العلوي من الرحم، وهناك يبدأ طور آخر من أطوار الحياة الجديدة، وهو تكوُّن >المشيمة< >placenta< وهي التركيب الذي سيحمل الغذاء وغاز الأكسجين من الأم إلى الجنين طوال فترة الحمل·
عندما يلتصق طور التوتة ببطانة الرحم، يقال: إن في الرحم جنينا يتكون، ويبقى الجنين في الرحم نحو>260< يوما، يتقلب خلالها في أطوار الخلق، ليخرج بعدها إلى الحياة في نشأة أخرى·
تلك بعض جوانب فصول قصة الخلق يتراءى فيها إبداع الصنعة، وصدق الله العظيم حيث يقول: {هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه} >لقمان - 11<·
د. عبدالرحمن النمر
http://alwaei.com/admin/topics/data/photos_and_files/bwayda.jpg
البويضة تكون محوطة من جميع الجهات بطبقة من الخلايا تسمى >الإكليل المشع<
البويضة المخصبة تحتوي على كرومسومات جسدية يأتي نصفها من الأم (في البويضة) ونصفها من الأب (في الحيوان المنوي)
إخصاب بويضة أنثى الإنسان واحدة من عمليات الحياة التي تتكرر في كل يوم ملايين المرات، إلا أنها تتم في كل مرة وفق نسق بديع ونظام لا يختلف، لتتكون من ذلك حياة جديدة، والناظر المتأمل الى المراحل المختلفة لعملية إخصاب البويضة هو في الحقيقة رحلة ذهنية في أعماق الحياة، يتجلى فيها إحكام الصنعة الإلهية وإبداع الخلق، فأنعم النظر لترى كيف تتكون الحياة·
يبدأ تكون البويضات منذ مراحل العمر الأولى، وبالتحديد أثناء الحياة في الرحم وعندما تولد أنثى يكون في كل واحد من مبيضيها مئات الآلاف من البويضات، إلا أن هذه البويضات غير جاهزة للإخصاب، ولذا تسمى >بويضات بدائية< أو >بويضات أولية< >primitive Ova< و>المبيض< >Ovary<، هو العضو الرئيس في الجهاز التناسلي عند الأنثى، فهو المكان الذي تتكون فيه البويضات، وهو كذلك مركز إنتاج هرمونات الأنوثة، ويوجد في جسم الأنثى مبيضان، يقع كل واحد منهما فوق الرحم على أحد جانبيه·
عندما تصل الأنثى إلى سن البلوغ، تفرز الغدة النخامية هرمونات تحث المبيض على إنتاج هورمونات الأنوثة، وتكون هورمونات الأنوثة سببا في نمو ونضج الأعضاء التناسلية الثانوية، وهي الثديان والرحم وملحقاته، كما تكون هورمونات الغدة النخامية سببا في بداية نضج البويضات وتأهبها للإخصاب·
>الغدة النخامية< pituitary gland هي الغدة الصماء الرئيسة في الجسم، إذ تكون إفرازاتها سببا في تنشيط، أو كبح الغدد الصماء في الجسم·
و>الغدد الصماء< Endocrine glandsغدد تفرز مختلف الهورمونات، وسميت >صماء< لأن إنتاجها من الهورمونات يمر مباشرة من الخلايا المنتجة إلى تيار الدم من دون أن يمر عبر قناة كما هو الحال مع أنواع الغدد الأخرى في الجسم مثل غدد العرق، وتقع الغدد النخامية عند قاعدة المخ داخل تجويف الجمجمة·
وصول الأنثى إلى سن البلوغ يكون إيذانا ببداية فترة الخصوبة في حياتها التي تمتد في المتوسط خمسة وثلاثين >35< عاما، ينتج المبيضان خلالها نحو >400< بويضة جاهزة للإخصاب، وعندما تنتهي فترة الخصوبة وتصل الأنثى إلى سن اليأس، وهو السن الذي ينقطع فيه الطمث >أو الحيض<، تموت البويضات الباقية في المبيضين وتتحلل في مكانها·
< بويضة الأنثى
بويضة الأنثى خلية صغيرة مستديرة الشكل في حجم النهاية المدببة لدبوس إبرة، إذ لا يزيد قطرها عن جزء من عشرة أجزاء ينقسم إليها الملليمتر الواحد (أو·مم) وهذا هو السبب في تسميتها بصيغة التصغير، (كلمة >بويضة< هي تصغير كلمة >بيضة<)·
نضج بويضة في أحد المبيضين ليس عملية عشوائية كما قد يتبادر إلى الذهن، فتحت التأثير المباشر لهورمونات الغدة النخامية، يتناوب المبيضان في وظيفة إنتاج بويضات ناضجة للإخصاب، طوال فترة الخصوبة من حياة الأنثى، بحيث تكون هناك بويضة جاهزة للإخصاب مرة كل شهر، من جهة أخرى، وبتأثير هورمونات الأنوثة التي ينتجها المبيضان، يتهيأ الرحم لاستقبال البويضة في حال إخصابها، ومن جمال الصنعة الإلهية وإحكام الخلقة أن استعداد الرحم لاستقبال البويضة في حال إخصابها يتزامن مع خروج البويضة الناضجة من أحد المبيضين وتأهبها للإخصاب، فيكون الرحم في أوج استعداده في ذلك الوقت! >تأمل كيف يتناغم عمل أعضاء الجسم وتأثير الواحد على الآخر في تناسق منقطع النظير<·
عادة تخرج بويضة ناضجة واحدة من أحد المبيضين حول منتصف الدورة الشهرية، وتكون البويضة جاهزة للإخصاب لفترة زمنية قصيرة نسبيا، تقدر بنحو اثنتي عشرة ساعة من وقت خروجها من المبيض·>تذهب بعض التقديرات الى أن البويضة تكون صالحة للإخصاب لزمن قد يطول إلى أربع وعشرين (24) ساعة، ولكن الأرجح هو الزمن المذكور آنفا<·
إذا لم تخصَّب البويضة في حينها فإنها تموت، ويكون موتها سببا في انخفاض نسبة ما ينتجه المبيضان من هورمونات الأنوثة، ويترتب على انخفاض نسبة هرمونات الأنوثة اضمحلال استعدادات الرحم، وتقوض تلك الاستعدادات حول نهاية الدورة الشهرية، وخروجها من الجسم في صورة الحيض أو الطمث، أما إخصاب البويضة فله شأن آخر·
< إخصاب البويضة
>البويضة الناضجة< >Mature Ovum< تخرج من المبيض في خلق عجيب، إذ تكون محوطة من جميع الجهات بطبقة من الخلايا تسمى >الإكليل المشع< >corona radiata< وسبب التسمية راجع إلى أن تلك الخلايا الواقية تحيط بالبويضة إحاطة هالة الضوء بالشمس· وحول الإكليل المشع توجد طبقة أخرى من الخلايا، تحيط كذلك بالبويضة (أو بالدقة بالإكليل) من جميع الاتجاهات، وتسمى >الطبقة الشفافة< >Zona pellucida<، وسميت كذلك لأنه يمكن أن يخترقها أي عدد من الحيوانات المنوية·
ما أن تخرج البويضة الناضجة من المبيض حتى تلتقفها قناة البيض، أو >قناة فالوب< كما تسمى في علم التشريح، وفي الثلث الخارجي من قناة فالوب، أي في الجزء الأقرب إلى المبيض، يكون إخصاب البويضة، وبينما يمكن لأي عدد من الحيوانات المنوية اختراق الطبقة الشفافة، فإن حيواناً منوياً واحداً هو الذي يخصِّب البويضة، إذا لمجرد أن يخترق حيوان منوي طبقة الإكليل المشع، تصبح تلك الطبقة غير نفوذة لأي حيوان منوي آخر، وهذا شأن في الخلق عجيب، وفي هذه الحال تسمى البويضة الناضجة، وكذلك الحيوان المنوي، خلية ***ية، تحتوي الخلية ال***ية الواحدة على نصف عدد الصبغات الموجودة في أي خلية جسمية· (>الصبغات< أو>الأجسام الملونة< أو>الكروموسومات<) >chromosomes< هي ناقلات الصفات الوراثية· وسميت كذلك لأنها تقبل التلون بالأصباغ في الخلايا الحية مميز لل***، ففي الإنسان يكون عدد الصبغيات في أي خلية في الجسم،باستثناء الخلايا ال***ية، هو >46<، بينما يكون عدد الصبغيات في أي خلية ***ية في جسم الإنسان هو >23<، وعلى ذلك، فعندما يخصب حيوان منوي بويضة ناضجة، يكون عدد الصبغيات في البويضة المخصّبة >46<، هو العدد المميز ل*** الإنسان·
>تأمل آية أخرى من آيات الإبداع في الخلق<
< *** الجنين
الصبغات أو ناقلات الصفات الوراثية الموجودة في الخلايا ال***ية تكون من نوعين: نوع يختص بتحديد *** الجنين، ذكرا أم أنثى، ويوجد من هذا النوع من الكروموسومات (أو الصبغات) كروموسوم واحد في كل خلية ***ية، يسمى كروموسوم ال*** >*** chromosome< النوع الثاني من الصبغات في الخلية ال***ية يختص بتحديد الصفات الخلقية كلها، باستثناء ال*** >أو النوع< ويوجد منه اثنان وعشرون كروموسوما·
كروموسوم ال*** في بويضة الأنثى يكون دائماً من نوع واحد، يرمز له بحرف >X< بالإنكليزية أما كروموسوم ال*** في الحيوان المنوي فيكون من أحد نوعين: إما النوع الذي يرمز له بحرف >X< بالإنكليزية كما في بويضة الأنثى، وإما من نوع مختلف يرمز له بحرف >Y< بالإنكليزية وفي جميع الأحوال، فلا يحتوي الحيوان المنوي إلا على كروموسوم واحد: إما: >X< وإما >Y<·
إذا كان الحيوان المنوي الذي أخصب البويضة محتويا على كرومسوم *** من نوع >X< تصبح البيوضة المخصَّبة محتوية على كرومسوم *** من نوع واحد هو >X< ويعبر عن ذلك طبيا فيقال: إن التكوين ال***ي للبويضة المخصبة >XX<،وهذه البويضة تنشأ عنها أنثى، أما إذا كان الحيوان المنوي الذي أخصب البويضة محتويا على كروموسوم *** من نوع >Y< يكون التكوين ال***ي للبويضة المخصبة هو >XY< وهذه البويضة ينشأ عنها ذكر، وعلى ذلك فإن الحيوان المنوي الذي يخصِّب البويضة هو الذي يحدد *** >أو نوع< الجنين·
ومما يجدر الالتفات إليه أن البويضة المخصبة تحتوي على كرومسومات جسدية يأتي نصفها من الأم >في البويضة< ونصفها من الأب >في الحيوان المنوي< ولذا يرث الجنين الصفات الخلقية من أبويه معا، فأعجب لهذا التصنيف والتنظيم في الخلق·
< حياة جديدة
ما أن يتحد حيوان منوي بالبويضة حتى تتكون النواة لحياة جديدة، إذ سرعان ما تبدأ البويضة المخصَّبة في الانشطار إلى خليتين، ثم تنشطر كل خلية إلى اثنين أخريين، وهكذا دواليك إلى أن تتحول البويضة المخصبة إلى كتلة من خلايا صغيرة تشبه ثمرة التوت، ولذلك تسمى >التوت< >morula<·
والجدير ذكره أن >الانشطار>cleavage< نموذج فريد من نماذج النماء وذيادة العدد في الطبيعة، وبينما يحدث الانشطار، تمضي البويضة في قناة فالوب متجهة نحو الرحم، تدفعها زوائد هدبية (أو>أهداف< >cilia<) موجودة في بطانة القناة، وتؤدي حركة الأهداب في بطانة قناة فالوب إلى دفع البويضة المخصبة في اتجاه واحد فحسب: نحو الرحم!
تستمر رحلة البويضة المخصبة عبر قناة فالوب إلى الرحم ما بين (3-5) أيام، تكون قد تحولت خلالها إلى الطور المسمى >التوتة<، وما أن تصل التوتة إلى الرحم، الذي يكون قد استعد لاستقبالها كما سبق البيان، حتى تلتصق ببطانة الجزء العلوي من الرحم، وهناك يبدأ طور آخر من أطوار الحياة الجديدة، وهو تكوُّن >المشيمة< >placenta< وهي التركيب الذي سيحمل الغذاء وغاز الأكسجين من الأم إلى الجنين طوال فترة الحمل·
عندما يلتصق طور التوتة ببطانة الرحم، يقال: إن في الرحم جنينا يتكون، ويبقى الجنين في الرحم نحو>260< يوما، يتقلب خلالها في أطوار الخلق، ليخرج بعدها إلى الحياة في نشأة أخرى·
تلك بعض جوانب فصول قصة الخلق يتراءى فيها إبداع الصنعة، وصدق الله العظيم حيث يقول: {هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه} >لقمان - 11<·