مشاهدة النسخة كاملة : أخلاقيات الأعمال


ابو وليد البحيرى
18-05-2015, 05:50 AM
أخلاقيات الأعمال
يسري أبو الخير

مفهوم أخلاقيات الأعمال مع عرض لبعض التصرفات الغير أخلاقية التي تصدر من بعض العاملين بالشركات والمصالح الحكومية، وكيفية التغلب عليها.
التصرفات غير الأخلاقية في مجال إدارة الأعمال كثيرة جداً، ومن الضروري محاولة التغلب عليها لأنها تؤثر تأثيراً مباشراً على المنظمات والأعمال عموماً؛ بداية من الخلافات التي قد تحدث بين العاملين وبعضهم، أو بين الرؤساء والمرؤوسين، مما يترتب عليه خفض الإنتاجية بالمنظمات سواء كانت تقدم خدمات أو منتجات.
وأيضاً الأخلاقيات التي تتمثل في بعض العاملين بالسلب وليست بالإيجاب مما تؤثر تأثيراً مباشراً على التكلفة الثابتة بالمنظمة كسوء استخدام الآلات والمعدات ووسائل الاتصال، وبرأيي الشخصي فإن هذه التصرفات الغير أخلاقية تنبع من البيئة التي نشأ بها العامل أو الموظف، ومن الصعب التأثير عليه، وتحويله ليكون سوياً، ولكن يمكن التحكم في تلك التصرفات بفكر إداري متطور قائم على الدراسة والبحث، يتم بعده وضع نظام رقابي حيوي ومرن للتغلب على المشكلات الأخلاقية التي تواجه المنظمة.
بالرغم من أن شركتنا (شركة الحديد والصلب المصرية) قطاع أعمال عام؛ إلا أنها تغلبت على المشكلات الأخلاقية من بعض العاملين بقدر الإمكان في عدة مجالات مع استحداث بنود بلائحة الشركة يتم توقيع الجزاء بمقتضاها على المخالف، وسوف أقوم بطرحها وتقديم الحلول التي تمت لمواجهتها.
· حظر التدخين داخل سيارات ركوب العاملين، وأيضاً في الأماكن المغلقة وذلك داخل المكاتب أو الأماكن التي بها مواد قابلة للاشتعال.
وقد أمكن التغلب قدر الإمكان بأن يقوم المتضرر من الزملاء بتقديم شكوى يوقع عليها عدد من الشهود ضمن ركاب السيارة إلى إدارة الشئون القانونية لتطبيق اللائحة عليه.
· سوء استخدام وسائل الاتصال بالعمل (تليفونات / فاكسات)، وإجراء المكالمات الشخصية والعائلية بشكل مبالغ فيه مما يزيد من قيمة فواتير تلك الخدمة وتكلفتها.
وقد أمكن التغلب على ذلك التصرف غير الأخلاقي عن طريق التعاقد مع شركات تليفونات الخدمة العامة (مينا تل / النيل / رينجو) لتوفير خدماتهم بكل الإدارات داخل الشركة، وكذلك أماكن التجمعات، وبجوار بوابات الشركة من الداخل أيضاً لخدمة العملاء، وذلك عن طريق الكروت الممغنطة، والتي يتحمل قيمتها العامل أو الموظف نفسه وكذلك العميل، مع قيام إدارة الشركة بإلغاء خط ما يسمى بالزيرو من جميع الإدارات عدا مكاتب الإدارة العليا، والأماكن التي تتعامل مع العملاء والموردين، وقد حقق ذلك وفراً غير متوقع في تكلفة فواتير التليفونات بشكل أكثر من رائع.
· سوء استخدام أجهزة تصوير المستندات والتجليد والطباعة، واستخدامها فيما لا يخص العمل بشكل كبير جداً ومكلف.
فقد تم وضع ضوابط وحظر تصوير أية ورقة لا تختص بالعمل مطلقاً، في المقابل أعلنت الشركة عن إمكانية تقديم خدماتها التصويرية للعاملين والعملاء عن طريق سداد أجر رمزي لتصوير الورقة يعادل خمسة قروش، وذلك بأمر توريد لخزينة الشركة، مما يضيف إلى الشركة إيراداً حتى ولو بسيطاً بدلاً من تحمل تكلفة، وبالتالي فإن العامل أو العميل يصور مستنداته التي لا تخص العمل وقد يكون في حاجة ضرورية لها.
** سوء استخدام سيارات الركوب وسيارات غير الركوب وفي غير أوقات العمل، واستهلاك الوقود من قبل سائق السيارة أو المعدة.
وتغلبت الشركة على تلك المشكلة والتي تعتبر غير أخلاقية من قبل بعض السائقين وذلك بوضع معايير وقياس للمسافات بين مقر الشركة وجميع الأماكن المفترض الذهاب إليها بسيارات الشركة، وبالتالي أمكن تحديد عدد الكيلومترات لكل رحلة، وكمية الوقود المستخدمة فيها، وفي حالة وجود تأخر في الزمن أو استهلاك زائد في الوقود يتم محاسبة السائق، عدا حالات الأعطال التي تكون خارجة عن إرادة السائق، ويحددها مهندس الصيانة المختص.
· سوء استخدام سيارات نقل العاملين من مقار إقامتهم إلى الشركة، والسماح لركوب من ليس له الحق في ذلك، حيث أنه توجد للشركة مدينه سكنية مجاورة وملاصقة لها لتوفير وقت العاملين، وكذلك توفير نفقات نقلهم، وفي هذه الحالة يكون الجانب غير الأخلاقي أن يتحايل بعض العاملين القاطنين بجوار الشركة على الركوب، ويتم ذلك بمعرفة السائق، مما قد يؤثر على السيارة من حيث عدد الأماكن المخصصة والحمولة الزائدة من ناحية ترخيص السيارة وتحديد عدد ركابها.
وتم حل تلك المشكلة عن طريق تحديد تكلفة نقل الفرد بالشركة منها وإلى جميع المناطق التي تقوم بخدمة العاملين بها، وبالتالي أمكن خصم تكلفة الركوب من مرتب العامل شهرياً الحاصل على وحدة سكنيه بجوار الشركة، وهي ميزة مقدمة له بأجر رمزي، ولا يحق له استخدام سيارات الشركة مطلقاً، ويكون ذلك بإقرار موافقة منه على الخصم من مرتبه مقابل استخدام سيارات الشركة، ويكون ذلك طبقاً للفترة التي قد يحددها.
* سوء استخدام الأدوية التي قد يقوم طبيب الشركة بصرفها للعامل المريض، حيث يقوم بعض العاملين بالتردد على الإدارة الطبية، وصرف العلاج وهو ليس بحاجة إليه، ثم يقوم ببيعه للصيدليات خارج الشركة بمبالغ زهيدة جداً، مما يضيف عبئاً على الإدارة الطبية وأيضاً يزيد من تكلفة الأدوية.
وللتغلب على ذلك الجانب الغير أخلاقي تم التنبيه على الصيدلية بختم الأدوية التي تصرفها بخاتم الشركة، ومدون عليها يحظر بيعها، وأيضاً عدم تكرار وتردد العامل على الإدارة الطبية أكثر من مرتين شهرياً بحد أدنى خمسة عشر يوماً بين المرة والأخرى، وفي حالة مخالفة ذلك يتم تطبيق اللائحة عليه.
· سوء استخدام مصيف العاملين، حيث يتم ذلك عن طريق القرعة العلنية، ثم يقوم من قد يحصل على الحجز بالتنازل لزملاء آخرين أو أقارب له خارج الشركة بهدف الحصول على مبالغ أكبر من الذي قام بسدادها.
وللتغلب على تلك المشكلة فقد قامت الشركة بتكليف مشرفين دائمين بالمصيف مهمتهم الرقابة ومتابعة من يقيم في تلك الشقق، مع توقيع الغرامات المباشرة والفورية التي حددتها اللائحة على المخالف، وحرمانه من المصيف لمدة ثلاث سنوات متتالية.
· سوء استخدام أجهزة الحاسب الآلي في إدارات الشركة، وذلك من خلال استخدام الطابعات فيما لا يخص العمل، وأيضاً استخدام الإنترنت بما لا يفيد في أوقات العمل.