مشاهدة النسخة كاملة : من مفاتيح السعادة الغائبة.. الديكور المنزلي


ابو وليد البحيرى
19-05-2015, 05:02 PM
من مفاتيح السعادة الغائبة.. الديكور المنزلي سارة إسماعيل محمد



مازالت نظرة العامة إلى «الديكور المنزلي» نظرة البهرجة والزركشة، وكثرة الأموال المقصورة على طبقة الأغنياء فقط.. بمعنى أن طبقة العامة لا تستطيع محاكاة الأغنياء، ويعتبرون هذا النوع من السلوك من باب الكماليات الذين هم في غنى عنها.
http://www.alwaei.com/site/files/1813/2656/0098/1841_7445_1164841338_opt.jpeg
ولكن بعد أن أصبح الديكور المنزلي علمًا وفنًّا وسلوكًا، صار يناسب كل طبقات المجتمع وشرائحه المختلفة بأقل التكاليف وأبسط الوسائل وأيسرها.
والمنزل يحتاج بين الحين والآخر شيئًا من التغيير والتعديل والتنظيم والتنسيق, مقاومة لرتابة الحياة والسأم والملل، وتلك مسؤولية الزوجين معًا، وحسب ما يتمتعان به من طموح وثقافة التغيير المستمر، وإن كان الأمر في حقيقته يقع على عاتق الزوجة؛ لأنها الأقرب إلى بيتها تعلقًا ودراية بما يحتاج من تنسيق يخضع للمسات جمالية مختلفة.
وأي منزل من حيث الحجم والإمكانات يقبل ويتقبل التغيير والتعديل، على أن الديكور المنزلي يتحقق فيما يلي:
-الأثاث.. ويشمل تغيير بعض قطع الأثاث، أو تغيير أمكنتها، فلا مانع من أن تستبدل إحدى غرف المنزل- كل فترة ليست بقصيرة- بغرفة أخرى تتماشى وحالة الأسرة المادية والعددية، وهذا في حد ذاته تجديد ي*** النظرة المملة إلى منظر دام وقتًا طويلًا، ويوقظ روح الانتعاش الأسري. أو أن تحاول الزوجة تغيير مكان الأثاث- حتى في الغرفة الواحدة- فمثلًا تعديل وضع الأنتريه ومكان التليفزيون كل فترة، والصالون كذلك أماكن مقاعده تستبدل بأمكنة أخرى بمشتملاته ولوازمه، ويمتد الأثاث إلى باب المنزل أو الشقة.. فلا مانع من إعادة طلائه ودهانه وزخرفته وتغيير ألوانه، بما يتماشى وروح العصر.
كل ذلك لا يكلف شيئًا سوى الاستعداد النفسي، وتدبير المال بطريقة سهلة ميسرة، لا تؤثر بأي حال على اقتصاديات الأسرة الأساسية.
-الألوان.. والأساس فيها ألا تكون متنافرة قاتلة للنظر، محيرة للعين، مثيرة للاضطراب، لكنها يجب أن تكون هادئة تبعث على التأمل وعمق التفكير.
والذي لا يعرفه عامة الناس أن الألوان لها دورها في الاستقرار النفسي وشيوع الراحة المعنوية داخل جدران المنزل، فألوان الحوائط يجب ألا تستمر أكثر من بضع سنوات قليلة, حتى لا تشمئز العين بتكرار المنظر، ومن هنا وجب طلاء الحوائط طلاء هادئًا له رونقه وجماله الذي يريح النفس والعين، ما يضفي على أفراد الأسرة رومانسية السلوك والتعامل والتؤدة عند التصرف في الأمور الحياتية. http://www.alwaei.com/site/files/4213/2656/0281/modern-decor-ideas-6_opt.jpeg
- المفروشات.. والمقصود بها ما يختص بأقمشة غرفة النوم والصالون أو المجلس العربي أو الأنتريه والستائر، كل حسب إمكاناته، ولابد أن تخضع تلك المفروشات للتغيير والتنسيق والملائمة بينها وبين الأولوان المحيطة بها وطريقة استخدامها وأسلوب عرضها، ما يجعل استخدامها سبيًا مؤكدًا للراحة النفسية، وفتح الشهية نحو ممارسات سلوكية ناجحة وصائبة.. مثل التفاؤل ونظرة الأمل في لذة الحاضر والرغبة في صناعة المستقبل.
على أن تنسيق المفروشات وحسن استخدامها يخضع لثقافة خاصة، أساسها حسن التصرف واستغلال الامكانات على حسب قدرها وقيمتها، والتطلع نحو مناخ أسري معنوي محبب إلى كل أفراد الأسرة.
-التحف والتابلوهات.. وهي ما تزين بها الحوائط والأركان، وهذا يخضع لأرقى درجات الذوق وحسن الانتقاء والاختيار، والغالب تفضيل الآيات القرآنية والحديث الشريف التي لها دلالتها وأثرها في حياتنا، أو الحكم المأثورة على لوحات بسيطة تحمل روعة الفن والإتقان في ابداعها.
على أن الفن والتذوق يتدخلان في كيفية وطريقة وضعها وتعليقها في أماكنها المختلفة، مما يعكس آثارها على المشاهد والمتأمل لها.
-مائدة الطعام .. وهذه مهمة الزوجة الذكية والمرأة التي تحمل الفطنة في حب التغيير، بأن تكون لماحة في رغبتها المستمرة التي تميل إلى التجديد في عالم «سفرة الطعام»، من حيث أدواتها وأساليب تقديم الطعام كلما سنحت الفرصة وظهرت الدواعي، فاختيار مفرش السفرة ولونه ولون الأطباق الهادئ وأوضاعها وطريقة تقديمها.. له أثره الواضح في تناول الطعام والتلذذ به، وفتح الشهية أمام الطعام مهما كانت نوعيته ومقداره.
-الإضاءة .. والمقصود بديكور الإضاءة حسن اختيار نوع الإضاءة حسب المكان المراد إضاءته، والأهم هو إضاءة المكان المراد استخدامه فقط؛ حتى لا تختلط صنوف الأنوار ببعضها ما يسبب التوتر والقلق والإزعاج، على أن كل مكان له إضاءته الخاصة به.. فغرفة المعيشة إضاءتها تختلف عن غرف النوم، عن المجلس عن المكتب عن الأنتربه عن الطرقات، إن اتباع الوسائل السليمة في الإضاءة ينعكس أثره في الهدوء النفسي وراحة الأعصاب ما يتيح للإنسان التروي والتمهل في التفكير واتخاذ القرار.
إن تطبيق وسائل وأساليب التنسيق والتنظيم والتعديل (الديكور المنزلي) أكبر دليل على طموحات أفراده ونضجهم الثقافي، ورقيهم السلوكي، وتطلعهم إلى آثار التغيير والتجديد للمسة الجمالية وتطورها، والتي قد لا تكلف كثيرًا، كما يتخوف البعض من هذا الأمر، فالزوجة صاحبة الفراسة والفطنة تستغل أبسط الإمكانات وأيسر القدرات في تنفيذ ما تريد, مما يجلب للنفس الراحة بعد العناء، والبشر بعد الكآبة، والهدوء والرزانة بعد صراعات العقل وتزاحم الأفكار.
لقد أصبح دور الزوجة يتخطى ويتعدى ما هي مكلفة به من أمور منزلية تقليدية، بل راح يتعداها لما هو أهم وما يفوق دورها اليومي، فلابد أن تدرك أنه إذا كان الطعام يملأ المعدة إشباعًا لغريزة الجوع فإن اللمسات الجمالية داخل المنزل طعام روحي معنوي تتوق إليه النفس حتمًا عندما تأمل في مناخ غير المناخ، وأن تعلم أن مفاتيح السعادة المنزلية ليست جاهًا أو سلطانًا، ولكن الديكور المنزلي من مفاتيح السعادة الغائبة التي يجب أن نبحث عنها.
ألوان الحوائط لها دور في الاستقرار النفسي وعلينا تغييرها كل بضع سنوات
استشارية أسرية