حمدى حسام
20-05-2015, 10:05 PM
http://elbadil.com/wp-content/uploads/2015/02/%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD_avatar_142287 0600-80x80.jpg?daf6e1
أسماء عبد الفتاح حسين:
http://elbadil.com/2015/05/16/%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD-%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A7%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%B4-%D9%87/
ابن الجنايني مش هيبقى ظابط يا انجي
السبت, مايو 16, 2015 | أسماء عبد الفتاح (http://elbadil.com/author/asmaafattah/)
بينما كنت في زيارة لمنزل أخي بمحافظة المنيا وقبل أن أغادرهم، وضعت الصن بلوك ثم ارتديت قبعتي وأخذت كل الاحتياطات اللازمة للحماية من الشمس وحرارتها ونزلت أتوارى منها تحت المنازل وظلال الشجر حتى نصل للسيارة، وإذا بي أرى ما غص قلبي فغضضت بصري من خجل نفسي رأيت انسان من وطني كان نائماً على الرصيف حرارة الإسمنت تأكل في جسده النحيف المحترق، يتلوى من الصهد المتصاعد من الأرض التي أنت من أشعة الشمس الحارقة يضع ذراع على عيونه وذراعه الآخر يحاول أن يغطى به جسده بردائه الممزق.
وقفت مكاني وكأن الأرض ابتلعت قدماي، حاولت زوجة أخي أن تحركني من مكاني وهي تعلم جيداً ما يدور ببالي وما أريد فعله، قالت لي “يالا نمشي ده شكله مجنون أوعي تقربي منه ممكن يخبطك بأي حاجة”، ولكني تعلقت في تفاصيله ووقفت أتأمله وأنا احترق وأنُب ضميري فانتبهت لأصابع يده وهو يسبح بها وشفتيه وهي تتمتم بالحمد لله، فسحقاً لواقي الشمس الذي وضعته، وسحقاً لقبعتي، وسحقاً لمجتمعي، وسحقاً لنا جميعاً، كنت أتمنى أن أجلس بجواره وأتأسف له وأقبل رأسه فذنبه في رقابنا جميعاً في رقاب إنسانيتنا التي تدمع متأثرة على القطط المشردة وكلاب الشوارع، بل أصبحت تربية الحيوانات في منازلنا وتدليلهم بأفخر الأطعمة والمنظفات موضة نتفاخر بها أمام بعضنا البعض، وإن كان قضائنا العادل قد قضى على قاتل الكلب بثلاث سنوات، سجن فمن يا ترى سيعدل في القضاء على قاتلي البشر وهم أحياء؟.
نعم ابن الزبال لن يكون حتى إنسان في وطني، ونعم ابن الجنايني مش هيبقى ظابط يا إنجي، نعم.. الفقير له الله وله الأرض سريراً والسماء غطاء، نعم البسيط ليس من حقه أن يحلم وليس من حقه أن يطمح حتى التعليم أصبح للأغنياء فقط، وأصبحت مجانتيه أكذوبة ومن تعلموا اكتشفوا في نهاية المطاف أنهم وقعوا في الفخ وأصبحت الشهادة ما هي إلا أداة حتى يتزوج بها الشباب ليس أكثر، وإن كان سيدنا عمر بن الخطاب قال لو تعثرت بغلة في آخر العراق لسئل عنها عمر، فكيف ينام أي مسؤول في بلادي وهناك مليون شخص لا يتعثرون، بل يموتون ظلماً وقهراً وجوعاً وفقراً، ستعود حزينا يا عمر إن أتيت ولم تعدل، إن حكمت من يجري الظلم في دمائهم مجرى الورد، يا ربي بلغ الظلم حد السماء، وفاض الفساد وطوق أعناقنا فلا شكوى للقضاء تنفع، ولا حق ضائع يعود، وليس لنا سواك يا الله.. ليس لنا سواك يا الله .
أسماء عبد الفتاح حسين:
http://elbadil.com/2015/05/16/%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD-%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A7%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%B4-%D9%87/
ابن الجنايني مش هيبقى ظابط يا انجي
السبت, مايو 16, 2015 | أسماء عبد الفتاح (http://elbadil.com/author/asmaafattah/)
بينما كنت في زيارة لمنزل أخي بمحافظة المنيا وقبل أن أغادرهم، وضعت الصن بلوك ثم ارتديت قبعتي وأخذت كل الاحتياطات اللازمة للحماية من الشمس وحرارتها ونزلت أتوارى منها تحت المنازل وظلال الشجر حتى نصل للسيارة، وإذا بي أرى ما غص قلبي فغضضت بصري من خجل نفسي رأيت انسان من وطني كان نائماً على الرصيف حرارة الإسمنت تأكل في جسده النحيف المحترق، يتلوى من الصهد المتصاعد من الأرض التي أنت من أشعة الشمس الحارقة يضع ذراع على عيونه وذراعه الآخر يحاول أن يغطى به جسده بردائه الممزق.
وقفت مكاني وكأن الأرض ابتلعت قدماي، حاولت زوجة أخي أن تحركني من مكاني وهي تعلم جيداً ما يدور ببالي وما أريد فعله، قالت لي “يالا نمشي ده شكله مجنون أوعي تقربي منه ممكن يخبطك بأي حاجة”، ولكني تعلقت في تفاصيله ووقفت أتأمله وأنا احترق وأنُب ضميري فانتبهت لأصابع يده وهو يسبح بها وشفتيه وهي تتمتم بالحمد لله، فسحقاً لواقي الشمس الذي وضعته، وسحقاً لقبعتي، وسحقاً لمجتمعي، وسحقاً لنا جميعاً، كنت أتمنى أن أجلس بجواره وأتأسف له وأقبل رأسه فذنبه في رقابنا جميعاً في رقاب إنسانيتنا التي تدمع متأثرة على القطط المشردة وكلاب الشوارع، بل أصبحت تربية الحيوانات في منازلنا وتدليلهم بأفخر الأطعمة والمنظفات موضة نتفاخر بها أمام بعضنا البعض، وإن كان قضائنا العادل قد قضى على قاتل الكلب بثلاث سنوات، سجن فمن يا ترى سيعدل في القضاء على قاتلي البشر وهم أحياء؟.
نعم ابن الزبال لن يكون حتى إنسان في وطني، ونعم ابن الجنايني مش هيبقى ظابط يا إنجي، نعم.. الفقير له الله وله الأرض سريراً والسماء غطاء، نعم البسيط ليس من حقه أن يحلم وليس من حقه أن يطمح حتى التعليم أصبح للأغنياء فقط، وأصبحت مجانتيه أكذوبة ومن تعلموا اكتشفوا في نهاية المطاف أنهم وقعوا في الفخ وأصبحت الشهادة ما هي إلا أداة حتى يتزوج بها الشباب ليس أكثر، وإن كان سيدنا عمر بن الخطاب قال لو تعثرت بغلة في آخر العراق لسئل عنها عمر، فكيف ينام أي مسؤول في بلادي وهناك مليون شخص لا يتعثرون، بل يموتون ظلماً وقهراً وجوعاً وفقراً، ستعود حزينا يا عمر إن أتيت ولم تعدل، إن حكمت من يجري الظلم في دمائهم مجرى الورد، يا ربي بلغ الظلم حد السماء، وفاض الفساد وطوق أعناقنا فلا شكوى للقضاء تنفع، ولا حق ضائع يعود، وليس لنا سواك يا الله.. ليس لنا سواك يا الله .