ابو وليد البحيرى
22-05-2015, 07:35 PM
مثالب الاستخدام السلبي لأجهزة التواصل الرقمي
نايف عبوش
لا شك أننا أصبحنا اليوم أسرع اتصالاً ببعضنا البعض؛ بفضل تقنيات هواتف الاتصال النقالة؛ حيث ساعدتْنا على تخطِّي صعوبات الابتعاد عن الأهل والأصدقاء، ومكَّنت الناسَ من مشاركتهم تجاربَهم بعضهم البعض، عبر تقنيات الوسائط المتعددة لتبادلِ صورهم بتلك الوسائل والدردشة، بما أتاحته التقنية من قدرة عجيبة، وسرعة اتصال هائلة عابرة للقارات، من فوائد جمة في ثورة الاتصال، ولا شك أن تلك الميزات تحسب إيجابيات لها في هذا العصر.ومع كل الإيجابيات التي أفرزتها، إلا أنها في ذات الوقت وسائلُ ذات تأثير اجتماعي سلبي، بما أفرزته من ظاهرة العزلة بين الجيل، والانغماس الشديد في الواقع الافتراضي، والتفاعل معه كبديل للواقع الحقيقي، فبدأنا نفقد تدريجيًّا دفء العاطفة في المناسبات الاجتماعية، ونخسر التواصل الوجاهي المباشر فيها، والذي كان معززًا بالمعانقة، والمصافحة، والقُبلة؛ ليتم اكتفاؤنا اليوم برسالة بريد إلكتروني، أو رسالة جوال نصية قصيرة، نصوغها بعبارات جامدة مقولبة بنص نمطي، يفتقر لروح المناسبة؛ لنرسلها بضغطة زر لكل مَن هو مسجَّل في قائمة اتصالنا المخزونة في الحاسوب أو الهاتف النقَّال، دون تمييز لذائقة مَن نرسلها لهم، فصرنا نتفاعل مع عالم لا يسعد بوجودنا، ولا يحزن لفراقنا، ولا يتحسس مشاعرنا.أما الرسائل ذات المضامين السلبية المسيئة للآخرين والخادشة للحياء، فقد باتت مصدر إزعاج للناس، وسببًا في التنازع الذي لا طائلة من ورائه سوى المس بدفءِ الألفة التي تعارفوا عليها.ولعل من أخطر السلبيات التي تقبع خلف الوجه الإيجابي لهذه التقنية، وتثير القلق الاجتماعي بشكل جدي، إضافة إلى ما تقدم من سلبيات - انتشار الهواتف المحمولة الذكية، وأجهزة الآي باد، وغيرها من أجهزة التواصل الرقمي على نطاق واسع بين مختلف شرائح المجتمع، الأمر الذي ساعد على إتاحة استخدام الإنترنت بينهم بسهولة، بما تتضمنه تطبيقاتها من إمكانية الدخول إلى مواقع *****ة، وشذوذ ***ي، بما يقود إلى تسميم الأفكار، واستقطاب الشباب والمراهقين لهذه الأنشطة الهابطة، والإدمان على تصفحها، بكل ما يحمله هذا الوضع من تداعيات.ومع أن كثيرًا من هذه المواقع السيئة قد تكون محجوبة في بعض أقطار الوطن العربي؛ كون شبكة الإنترنت تحت رقابة هيئات الاتصالات الوطنية، إلا أن احتمالات اختراق الحجب، ومن ثَم إمكان الإبحار في المواقع ال*****ة يظل قائمًا، ومن ثَم تظل شرائح الشباب والمراهقين والأطفال عرضة للوقوع في براثن مشاهدة هذه المواقع الإفسادية.ولعل مواقع التواصل الاجتماعي بتطبيقاتها على الهواتف المحمولة - التي تيسر الاتصال بتلك المواقع عبر الإنترنت بما تحمله من مقاطع فيديو - تبرز لنا تحديات جديدة مضافة في هذا المجال، خاصة وأن الأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة باتت منتشرة بشكل واسع حتى لدى الأطفال؛ حيث باتوا يقضون أوقاتًا طويلة مع هذه الأجهزة بمفردهم، دون رقيب من أحد في أغلب الأحيان.ولئن كان حجب المواقع السيئة وغير المرغوب فيها ضمن نطاق مكاني محدد، يبدو متعذرًا تقنيًّا نسبيًّا حتى الآن، فإنه ليس أمامنا من خيار في هذه الحالة، سوى العمل على توعية الجيل أولاً، وتوضيح خطورة الأمر لهم، ورفع حسهم الأخلاقي؛ ليتقبَّلوا فكرة خطورة إنشاء حساب لهم في مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يبلغوا سنًّا رشيدًا مناسبًا، يمكِّنهم من أن يميزوا الخبيث من الطيب، وألا يتذمَّروا من مراقبة ذويهم لهم، ولا يتحرجوا من أن يوجد الوالدان أو مَن يحل محلهما معهم على الموقع أيضًا؛ للاطمئنان على سلامة الاستخدام، وتفادي حالات الجنوح.على أنه حتى مع علمنا باحتمال كون المستخدمين الشباب على دراية بطريقة مسح آثار الزيارة؛ مما يجعل الاستفادة مما توفره معظم الأجهزة الرقمية المحمولة من ميزات مساعدة بسيطة للتحكم بالخصوصية عديمة الجدوى، فإنه لا بد من أن يتعرف الأهل بدقة - في إطار مسؤوليتهم التربوية - على حقيقة ما يبحث عنه الطفل أو المراهق، من خلال مراجعة تاريخ ما يبحثون عنه في المتصفحات، وفي تطبيقات المواقع التي يزورونها، بأي طريقة ممكنة، بشرط ألا تثير حفيظتهم، وتجعلهم ينفرون من توجيهات أولياء أمورهم بهذا الخصوص؛ حيث يشعرون أن مراقبتهم تستهدف منْعَهم، أو الحد من حريتهم في الاستخدام، وإلا فإن ترك الحبل على الغارب من قِبَل أولياء الأمور، وعدم اكتراثهم بعبثية استخدام الأبناء لوسائل الاتصال الرقمية، بما فيها الهواتف النقالة، والآي باد وغيرها - سيعني تخريب بناء الناشئة، وبالتالي خسارة الجيل الذي هو عماد نهضة الأمة.
نايف عبوش
لا شك أننا أصبحنا اليوم أسرع اتصالاً ببعضنا البعض؛ بفضل تقنيات هواتف الاتصال النقالة؛ حيث ساعدتْنا على تخطِّي صعوبات الابتعاد عن الأهل والأصدقاء، ومكَّنت الناسَ من مشاركتهم تجاربَهم بعضهم البعض، عبر تقنيات الوسائط المتعددة لتبادلِ صورهم بتلك الوسائل والدردشة، بما أتاحته التقنية من قدرة عجيبة، وسرعة اتصال هائلة عابرة للقارات، من فوائد جمة في ثورة الاتصال، ولا شك أن تلك الميزات تحسب إيجابيات لها في هذا العصر.ومع كل الإيجابيات التي أفرزتها، إلا أنها في ذات الوقت وسائلُ ذات تأثير اجتماعي سلبي، بما أفرزته من ظاهرة العزلة بين الجيل، والانغماس الشديد في الواقع الافتراضي، والتفاعل معه كبديل للواقع الحقيقي، فبدأنا نفقد تدريجيًّا دفء العاطفة في المناسبات الاجتماعية، ونخسر التواصل الوجاهي المباشر فيها، والذي كان معززًا بالمعانقة، والمصافحة، والقُبلة؛ ليتم اكتفاؤنا اليوم برسالة بريد إلكتروني، أو رسالة جوال نصية قصيرة، نصوغها بعبارات جامدة مقولبة بنص نمطي، يفتقر لروح المناسبة؛ لنرسلها بضغطة زر لكل مَن هو مسجَّل في قائمة اتصالنا المخزونة في الحاسوب أو الهاتف النقَّال، دون تمييز لذائقة مَن نرسلها لهم، فصرنا نتفاعل مع عالم لا يسعد بوجودنا، ولا يحزن لفراقنا، ولا يتحسس مشاعرنا.أما الرسائل ذات المضامين السلبية المسيئة للآخرين والخادشة للحياء، فقد باتت مصدر إزعاج للناس، وسببًا في التنازع الذي لا طائلة من ورائه سوى المس بدفءِ الألفة التي تعارفوا عليها.ولعل من أخطر السلبيات التي تقبع خلف الوجه الإيجابي لهذه التقنية، وتثير القلق الاجتماعي بشكل جدي، إضافة إلى ما تقدم من سلبيات - انتشار الهواتف المحمولة الذكية، وأجهزة الآي باد، وغيرها من أجهزة التواصل الرقمي على نطاق واسع بين مختلف شرائح المجتمع، الأمر الذي ساعد على إتاحة استخدام الإنترنت بينهم بسهولة، بما تتضمنه تطبيقاتها من إمكانية الدخول إلى مواقع *****ة، وشذوذ ***ي، بما يقود إلى تسميم الأفكار، واستقطاب الشباب والمراهقين لهذه الأنشطة الهابطة، والإدمان على تصفحها، بكل ما يحمله هذا الوضع من تداعيات.ومع أن كثيرًا من هذه المواقع السيئة قد تكون محجوبة في بعض أقطار الوطن العربي؛ كون شبكة الإنترنت تحت رقابة هيئات الاتصالات الوطنية، إلا أن احتمالات اختراق الحجب، ومن ثَم إمكان الإبحار في المواقع ال*****ة يظل قائمًا، ومن ثَم تظل شرائح الشباب والمراهقين والأطفال عرضة للوقوع في براثن مشاهدة هذه المواقع الإفسادية.ولعل مواقع التواصل الاجتماعي بتطبيقاتها على الهواتف المحمولة - التي تيسر الاتصال بتلك المواقع عبر الإنترنت بما تحمله من مقاطع فيديو - تبرز لنا تحديات جديدة مضافة في هذا المجال، خاصة وأن الأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة باتت منتشرة بشكل واسع حتى لدى الأطفال؛ حيث باتوا يقضون أوقاتًا طويلة مع هذه الأجهزة بمفردهم، دون رقيب من أحد في أغلب الأحيان.ولئن كان حجب المواقع السيئة وغير المرغوب فيها ضمن نطاق مكاني محدد، يبدو متعذرًا تقنيًّا نسبيًّا حتى الآن، فإنه ليس أمامنا من خيار في هذه الحالة، سوى العمل على توعية الجيل أولاً، وتوضيح خطورة الأمر لهم، ورفع حسهم الأخلاقي؛ ليتقبَّلوا فكرة خطورة إنشاء حساب لهم في مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يبلغوا سنًّا رشيدًا مناسبًا، يمكِّنهم من أن يميزوا الخبيث من الطيب، وألا يتذمَّروا من مراقبة ذويهم لهم، ولا يتحرجوا من أن يوجد الوالدان أو مَن يحل محلهما معهم على الموقع أيضًا؛ للاطمئنان على سلامة الاستخدام، وتفادي حالات الجنوح.على أنه حتى مع علمنا باحتمال كون المستخدمين الشباب على دراية بطريقة مسح آثار الزيارة؛ مما يجعل الاستفادة مما توفره معظم الأجهزة الرقمية المحمولة من ميزات مساعدة بسيطة للتحكم بالخصوصية عديمة الجدوى، فإنه لا بد من أن يتعرف الأهل بدقة - في إطار مسؤوليتهم التربوية - على حقيقة ما يبحث عنه الطفل أو المراهق، من خلال مراجعة تاريخ ما يبحثون عنه في المتصفحات، وفي تطبيقات المواقع التي يزورونها، بأي طريقة ممكنة، بشرط ألا تثير حفيظتهم، وتجعلهم ينفرون من توجيهات أولياء أمورهم بهذا الخصوص؛ حيث يشعرون أن مراقبتهم تستهدف منْعَهم، أو الحد من حريتهم في الاستخدام، وإلا فإن ترك الحبل على الغارب من قِبَل أولياء الأمور، وعدم اكتراثهم بعبثية استخدام الأبناء لوسائل الاتصال الرقمية، بما فيها الهواتف النقالة، والآي باد وغيرها - سيعني تخريب بناء الناشئة، وبالتالي خسارة الجيل الذي هو عماد نهضة الأمة.