ابو وليد البحيرى
24-05-2015, 12:57 AM
الرواسي
صالح بن علي العمري
ذهبَ الزمانُ.. ودينُنا لنْ يذهبا *** وسَنا الرسالةِ لا ادْلّهمَّ ولا خَبَا
ولئنْ نبا سيفٌ، فسيفُ العلمِ ما *** فقَدَ المضاءَ ولا استكانَ ولا نَبـَا
ولئن مضى جيلٌ ففي أعقابِهِ *** جيلٌ يُمسّكُ بالكتابِ المُجْتَبى
والصحوةُ الكبرى يشيدُ كيانَها *** علمٌ يصونُ.. ويستجيلُ الغيهَبا
بعزائمِ العلماءِ.. في وجدانِهم *** نورٌ.. وفي أخلاقِهم سننُ الإبا
بالعلمِ يُخشى الله جلّ جلالُه *** فرضاهُ خيرُ منىً وأشرفُ مطلبا
والعلمُ كالغيثِ المُغيثِ إذا همى *** أحيا الرياضَ الظامئاتِ وأعشبا
والعلمُ بابُ الأمنِ في الدنيا إذا *** عصفَ الجهولُ بنا.. فجارَ وأرهبا
والعلمُ يجبرُ صرحَ وحدتِنا إذا *** صدعَ الخلافُ جدارها فتشعّبا
والعلمُ ساريةُ الجهادِ إذا عثَتْ *** أيدي الأعادي في المدائنِ والرُّبا
وإذا فضاءُ الأرضِ ضاق من الضنى *** فالعلمُ يبسطُها فضاءً أرحبا
والعلم يسمو بالقلوب إلى العُلا *** فالنفسُ تُشرقُ همّةً وتوثّبا
وإذا تقارعت العقولُ رأيتهُ *** أجلى بيانا في النفوسِ وأعذبا
وإذا تضاربت المعارفُ رُمْتهُ *** أعلى دليلا في الخطابِ وأصوبا
والعلمُ جندٌ.. كم جيوشٍ دُمّرتْ *** بالرأي.. كنت تخالها لن تُغلبا
والعلمُ ملكٌ لا حراسةَ حولَه *** يعلو العقولَ ديانةً وتمذْهُبا
هو روضةُ الأروح في حُللِ الرِّضا*** كالشهدِ.. كالزّهرِ المُعطِّرِ.. كالصَّبا
هو نزهةُ الوجدان في غدواتِهِ *** بين العصورِ مُشرِّقا ومُغرِّبا
هو كسوةُ النفسِ الزكيّةِ بالتقى *** إنْ غرَّ شخصا عطفُهُ فتجلبَبا
والعلمُ نورٌ واجتلاءُ بصيرةٍ *** إن أعجمتْ ظُلُمُ المصائبِ أعربا
أرأيتَ إبراهيمَ يبني للورى *** صرحَ العقيدةِ فاشمخرَّ وأطنبا!
أو أنبياءَ الله كيف تألقوا *** وتخيّروا الأخرى فنالوا المطلبا!
أرأيتَ يوسفَ إذ يديرُ خزائنا *** حين اجتباه الله حينا واجتبى!
ما علمُ داوودَ؟ وما فَهْمُ ابنهِ؟ *** سبحان من قَسَمَ العلومَ وأوجبا!
ما سورُ يأجوجَ؟ وما قطرانُهُ؟ *** ما قصّةُ الصرحِ المُمرّدِ في سبا؟
أرأيتَ ميراثَ النبي محمدٍ *** لمعارج الجنّاتِ قاد الموكبا
واذكر أبا بكرٍ ووثبةَ رأيهِ *** في رِدّةِ الأعرابِ حين تغلّبا
وانظر لحبرِ العلمِ في عين الردّى *** يسنقذُ الآلافِ ممن قد صَبا! (1)
وفتى بني شيبان حين تجهّمت *** في فتنة القرآن كان الأصلبا (2)
واذكر صلاحَ الدينِ في صولاتِهِ *** كم حرّضَ الصّيدَ الأُباةَ وألَّبا (3)
فتفجّر البركانُ في وجه العِدا *** وفلولُهم في البيد تبغي المهربا
واذكر فتى حرّان في عزماتِهِ(4) *** وفتى تميم.. معلّما ومؤدِّبا (5)
واذكر فتاوى الباز قيدَ أدّلة ٍ *** وابن العثيمين الجليلَ الأشيبا
وانهل من الجبرين أعذبَ موردٍ *** واسرج إلى عَلَم الحديثِ المركبا (6)
وارفع إلى العلماءِ ألف تحيّة ٍ *** أهلا بمن ركب الصعاب ومرحبا
هذا هو النسبُ المُعلّى في الورى *** أعلمتَ كالإسلامِ أمّا أو أبا؟!
واللهِ لولا العلم لم تسمعْ لهم *** مجدا.. وما بلغوا المقامَ الأصعبا
همْ كالجبالِ الشُّم أوتادِ الدّنا *** عن أن تميدَ الأرضُ أو تتذبذبا
فجزاهم اللهُ الكريمُ بفضلِهِ *** في جنّةِ الفردوسِ عيشا أرحبا..
يا طالب العلمِ ارتقيتَ منازلا *** وكفى بعلمِكَ طاعةً وتقرُّبا
تدعو لك الحيتانُ في أعماقها *** حُبّا.. وإن كنّ الخراس الغُيّبا
وعلى طريقِكَ للملائكِ مشهدٌ *** يُزجي لمركبكَ الثناءَ الأطيبا
لا تُبدِ في درب العلوم قناعةً *** واحذرْ من المُنبّت كيف تنكّبا!!
مهرُ المعالي عزمةٌ ومرارة ٌ *** لا مجد إلا أن تجدَّ وتتعبا
واستصحب الإخلاصَ خبرَ مطيّةٍ *** لا يُفسدُ الشيطانُ داخلةَ الخِبا!
في صدركَ النبأُ العظيمُ مسطّرٌ *** فأجب سؤال الحائرينَ عن النبا
واصدعْ بأمر اللهِ واخرس حاقدا *** فتلكؤُ الآسادِ يُغري الثعلبا!
وتجلَّ إن جنّ الظلامُ بأرِضنا *** نجما يؤم السائرينَ وكوكبا
أنت الطبيبُ بشرعِ من برأ الملا *** تهدي الحيارى.. أو تكفُّ المُذنبا
واسموا بوحدتكم على خُلْفِ الأنا *** ردّوا ظنونّ أولي الضلالةِ خُيّبا
لأبي رُغال غوايةٌ ووشايةٌ *** فارعوا بربّكم الإخاء الأقربا
هي أمّةٌ تشكو الجوى في ذلّةٍ.. *** عارٌ علينا أن تذلَّ وتُنكبا
والأرضُ من دون الشريعةِ غابةٌ *** والجيلُ من دون المباديء للهبا!!
أشباب أمتنا تحيّة مشفقٍ.. *** قوما إلى العليا سراعا وثّبا
العلمُ يُؤتى في شريعةِ من مضى *** واليوم شأنُ العلم أن يتغربا
ها قد أتانا العلمُ بين ظهورنا *** فلأنتمُ العلماءُ إلا من أبى..
_____________
(1) حبر العلم: ابن عباس في فتنة الخوارج.
(2) فتى بني شيبان: الإمام أحمد بن حنبل في فتنة القرآن.
(3) صلاح الدين: كان فقيها ومؤلفا في فقه الجهاد.
(4) فتى حرّان: الإمام ابن تيميّة.
(5) فتى تميم: الإمام محمد بن عبدالوهاب.
(6) عَلَم الحديث: الإمام الألباني
صالح بن علي العمري
ذهبَ الزمانُ.. ودينُنا لنْ يذهبا *** وسَنا الرسالةِ لا ادْلّهمَّ ولا خَبَا
ولئنْ نبا سيفٌ، فسيفُ العلمِ ما *** فقَدَ المضاءَ ولا استكانَ ولا نَبـَا
ولئن مضى جيلٌ ففي أعقابِهِ *** جيلٌ يُمسّكُ بالكتابِ المُجْتَبى
والصحوةُ الكبرى يشيدُ كيانَها *** علمٌ يصونُ.. ويستجيلُ الغيهَبا
بعزائمِ العلماءِ.. في وجدانِهم *** نورٌ.. وفي أخلاقِهم سننُ الإبا
بالعلمِ يُخشى الله جلّ جلالُه *** فرضاهُ خيرُ منىً وأشرفُ مطلبا
والعلمُ كالغيثِ المُغيثِ إذا همى *** أحيا الرياضَ الظامئاتِ وأعشبا
والعلمُ بابُ الأمنِ في الدنيا إذا *** عصفَ الجهولُ بنا.. فجارَ وأرهبا
والعلمُ يجبرُ صرحَ وحدتِنا إذا *** صدعَ الخلافُ جدارها فتشعّبا
والعلمُ ساريةُ الجهادِ إذا عثَتْ *** أيدي الأعادي في المدائنِ والرُّبا
وإذا فضاءُ الأرضِ ضاق من الضنى *** فالعلمُ يبسطُها فضاءً أرحبا
والعلم يسمو بالقلوب إلى العُلا *** فالنفسُ تُشرقُ همّةً وتوثّبا
وإذا تقارعت العقولُ رأيتهُ *** أجلى بيانا في النفوسِ وأعذبا
وإذا تضاربت المعارفُ رُمْتهُ *** أعلى دليلا في الخطابِ وأصوبا
والعلمُ جندٌ.. كم جيوشٍ دُمّرتْ *** بالرأي.. كنت تخالها لن تُغلبا
والعلمُ ملكٌ لا حراسةَ حولَه *** يعلو العقولَ ديانةً وتمذْهُبا
هو روضةُ الأروح في حُللِ الرِّضا*** كالشهدِ.. كالزّهرِ المُعطِّرِ.. كالصَّبا
هو نزهةُ الوجدان في غدواتِهِ *** بين العصورِ مُشرِّقا ومُغرِّبا
هو كسوةُ النفسِ الزكيّةِ بالتقى *** إنْ غرَّ شخصا عطفُهُ فتجلبَبا
والعلمُ نورٌ واجتلاءُ بصيرةٍ *** إن أعجمتْ ظُلُمُ المصائبِ أعربا
أرأيتَ إبراهيمَ يبني للورى *** صرحَ العقيدةِ فاشمخرَّ وأطنبا!
أو أنبياءَ الله كيف تألقوا *** وتخيّروا الأخرى فنالوا المطلبا!
أرأيتَ يوسفَ إذ يديرُ خزائنا *** حين اجتباه الله حينا واجتبى!
ما علمُ داوودَ؟ وما فَهْمُ ابنهِ؟ *** سبحان من قَسَمَ العلومَ وأوجبا!
ما سورُ يأجوجَ؟ وما قطرانُهُ؟ *** ما قصّةُ الصرحِ المُمرّدِ في سبا؟
أرأيتَ ميراثَ النبي محمدٍ *** لمعارج الجنّاتِ قاد الموكبا
واذكر أبا بكرٍ ووثبةَ رأيهِ *** في رِدّةِ الأعرابِ حين تغلّبا
وانظر لحبرِ العلمِ في عين الردّى *** يسنقذُ الآلافِ ممن قد صَبا! (1)
وفتى بني شيبان حين تجهّمت *** في فتنة القرآن كان الأصلبا (2)
واذكر صلاحَ الدينِ في صولاتِهِ *** كم حرّضَ الصّيدَ الأُباةَ وألَّبا (3)
فتفجّر البركانُ في وجه العِدا *** وفلولُهم في البيد تبغي المهربا
واذكر فتى حرّان في عزماتِهِ(4) *** وفتى تميم.. معلّما ومؤدِّبا (5)
واذكر فتاوى الباز قيدَ أدّلة ٍ *** وابن العثيمين الجليلَ الأشيبا
وانهل من الجبرين أعذبَ موردٍ *** واسرج إلى عَلَم الحديثِ المركبا (6)
وارفع إلى العلماءِ ألف تحيّة ٍ *** أهلا بمن ركب الصعاب ومرحبا
هذا هو النسبُ المُعلّى في الورى *** أعلمتَ كالإسلامِ أمّا أو أبا؟!
واللهِ لولا العلم لم تسمعْ لهم *** مجدا.. وما بلغوا المقامَ الأصعبا
همْ كالجبالِ الشُّم أوتادِ الدّنا *** عن أن تميدَ الأرضُ أو تتذبذبا
فجزاهم اللهُ الكريمُ بفضلِهِ *** في جنّةِ الفردوسِ عيشا أرحبا..
يا طالب العلمِ ارتقيتَ منازلا *** وكفى بعلمِكَ طاعةً وتقرُّبا
تدعو لك الحيتانُ في أعماقها *** حُبّا.. وإن كنّ الخراس الغُيّبا
وعلى طريقِكَ للملائكِ مشهدٌ *** يُزجي لمركبكَ الثناءَ الأطيبا
لا تُبدِ في درب العلوم قناعةً *** واحذرْ من المُنبّت كيف تنكّبا!!
مهرُ المعالي عزمةٌ ومرارة ٌ *** لا مجد إلا أن تجدَّ وتتعبا
واستصحب الإخلاصَ خبرَ مطيّةٍ *** لا يُفسدُ الشيطانُ داخلةَ الخِبا!
في صدركَ النبأُ العظيمُ مسطّرٌ *** فأجب سؤال الحائرينَ عن النبا
واصدعْ بأمر اللهِ واخرس حاقدا *** فتلكؤُ الآسادِ يُغري الثعلبا!
وتجلَّ إن جنّ الظلامُ بأرِضنا *** نجما يؤم السائرينَ وكوكبا
أنت الطبيبُ بشرعِ من برأ الملا *** تهدي الحيارى.. أو تكفُّ المُذنبا
واسموا بوحدتكم على خُلْفِ الأنا *** ردّوا ظنونّ أولي الضلالةِ خُيّبا
لأبي رُغال غوايةٌ ووشايةٌ *** فارعوا بربّكم الإخاء الأقربا
هي أمّةٌ تشكو الجوى في ذلّةٍ.. *** عارٌ علينا أن تذلَّ وتُنكبا
والأرضُ من دون الشريعةِ غابةٌ *** والجيلُ من دون المباديء للهبا!!
أشباب أمتنا تحيّة مشفقٍ.. *** قوما إلى العليا سراعا وثّبا
العلمُ يُؤتى في شريعةِ من مضى *** واليوم شأنُ العلم أن يتغربا
ها قد أتانا العلمُ بين ظهورنا *** فلأنتمُ العلماءُ إلا من أبى..
_____________
(1) حبر العلم: ابن عباس في فتنة الخوارج.
(2) فتى بني شيبان: الإمام أحمد بن حنبل في فتنة القرآن.
(3) صلاح الدين: كان فقيها ومؤلفا في فقه الجهاد.
(4) فتى حرّان: الإمام ابن تيميّة.
(5) فتى تميم: الإمام محمد بن عبدالوهاب.
(6) عَلَم الحديث: الإمام الألباني