مشاهدة النسخة كاملة : المفهوم الإسلامي للحرية وتحديات الواقع


ابو وليد البحيرى
24-05-2015, 10:50 AM
المفهوم الإسلامي للحرية وتحديات الواقع



د. خاطر الشافعي





اتهامات بالجملة تُكال للإسلام نتيجة الجهل به، ومعاتبات جمَّة تُلقيها علينا أمانة المسؤولية أمام الله، وواجب المسؤولية الشرعية والاجتماعية أمام من يُخالفون الدِّين، وطريقة فَهمهم لديننا لا تتجاوز أبدًا طريقة: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ .... ﴾ بدون إكمال الآية، حتي تتضح الصورة ويكتمل المعنى، وتكتمل الجملة ويُشاد المبنى، فمن يخالفوننا الدين والعقيدة، يَروْن في "قائمة الممنوعات" التي حذَّرنا منها دينُنا، تقييدًا للحرية، وحرمانًا للنفس من المتعة؛ نتيجة جهلِهم بالحكمة من ذلك المنع، والغاية من ذلك التقييد.



إن ما يرونه "تقييدًا للحرية" من وجهة نظرهم، ما هو إلا "تقييد لها من كل ما يضر"؛ إذ وراء كل "ممنوع" حكمة لا يفقهها إلا من أنار اللهُ بصيرتَه، وأدرك أن كل الممنوعات تتفق اتفاقًا طبيعيًّا مع الفطرة السوية؛ فالله - سبحانه وتعالى - لا يرتضي لنا إلا الخير والعزة والسعادة؛ فهو العالم بما خلق؛ ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14]، إن العلم يُهدينا على مر الأيام تفسيراتٍ لما نجهل من حكمة منع أمرٍ ما؛ فديننا الحنيف دين الحق، الذي يرشدنا دومًا لما فيه فلاحُنا في الدنيا والآخرة، ويُثبت لغيرِنا من دعاة التحرر والحرية "بلا ضوابطَ أخلاقية" بالدليل القاطع ضيقَ أفقِهم، وافتقارَهم للحكمة عندما ينظرون لتعاليمِ الإسلام على أنها تقييد للحرية!



وسنضرب مثالًا بسيطًا، فقد أكدت دراسة أمريكية جديدة أن الإدمان على مشاهدة الصور ال***ية، والأفلام ال*****ة، يؤدي إلى خلل في نظام عمل الدماغ؛ مما يُفقد الزوجَ إحساسَه بالاستقرار النفسي، ويحرمه من الشعور بالسعادة الزوجية، فتفتُرُ العلاقة الزوجية، وتبدأ المشاكل الزوجية في الظهور.



نشرت مجلة "تايم" مقالًا لاختصاصية العلاج السلوكي "أندريا كوزاوسكي" حول أسباب هذه الظاهرة، فكتبت تقول:

بعد ممارسة ال***، يفرز الدماغ مركب دوبامين أوكسيتوسين المسؤول عن الشعور بالسرور والحب؛ ولذلك تزداد متانةُ العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة، ولكن عندما يشاهد الرجل أفلام ال***** بكثرة، فإن دماغه يعتاد على إفراز هذه المادة دون وجودِ شريك حقيقي، وبالتالي تنحرف نقطة التوجيه في الدماغ من الشريك الحقيقي إلى الوهمي، ويبدأ التعوُّدُ على اللذة المتأتية من هذه الأفلام.



ما أروَعَ دينَنا الذي ما أرشَدنا إلا لما فيه فلاحُنا! فأمرنا بغضِّ البصر، واحترام الخصوصية، واحترام الذات، فلا تنحرف أبدًا عن السلوك القويم، فالباحثة هنا دلَّلت على الحكمة من "غض البصر"، وهي المتخصصة في "العلاج السلوكي"، الذي أرشدنا إليه دينُنا، فليس هناك أعظم منه وسيلةً للعلاج السلوكي، الذي يُباعد بين المرء وبين شتى ألوان الرذيلة؛ فالحمد لله الذي جعَلنا مسلمين.




وصلِّ اللَّهم وسلِّم على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

عبدالرازق العربى
24-05-2015, 06:56 PM
الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة