مشاهدة النسخة كاملة : شهادات المستشرقين البريطانيين المنصفين


ابو وليد البحيرى
24-05-2015, 11:51 AM
شهادات المستشرقين البريطانيين المنصفين


للنبي صلى الله عليه وسلم (1)


د. أنور محمود زناتي


1- توماس آرنولد Sir Thomas Walker Arnold:
".. إن المعاملة الحسنة التي تعوَّدتْها وفودُ العشائر المختلفة من النبي - صلى الله عليه وسلم - واهتمامه بالنظر في شكاياتهم، والحكمة التي كان يصلح بها ذاتَ بينهم، والسياسة التي أوحتْ إليه بتخصيصِ قطعٍ من الأرض مكافأة لكلِّ مَن بادر إلى الوقوف في جانب الإسلام، وإظهار العطف على المسلمين؛ كل ذلك جعل اسمَه مألوفًا لديهم، كما جعل صِيتَه ذائعًا في كافَّة أنحاء شبه الجزيرة، سيدًا عظيمًا، ورجلاً كريمًا، وكثيرًا ما كان يَفِدُ أحدُ أفراد القبيلة على النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة، ثم يعود إلى قومه داعيًا إلى الإسلام، جادًّا في تحويل إخوانه إليه..".

".. من الخطأ أن نفترض أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - في المدينة قد طرح مهمة الداعي إلى الإسلام والمبلِّغ لتعاليمه، أو أنه عندما سيطر على جيش كبير يأتمر بأمره؛ انقطع عن دعوة المشركين إلى اعتناق الدين.."؛ (الدعوة إلى الإسلام).

2- جون أروكس:
"لَم نعلم أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - تَسَرْبَلَ بأيَّة رذيلة مدة حياته؛ لذلك نراه عظيمًا"؛ (عظماء التاريخ).

3- بودلي Bodly:
"كان الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - صادقًا، نزل عليه الوحي للتبشير والإيحاء والتذكير، ولن يتذوَّق القرآنَ المطالعُ المتصفِّح كما يتذوَّقه السامع المُصغِي"؛ (حياة محمد).

4- لويس توماس:
(لا توجد أسرةٌ في الجزيرة العربية لا تسمِّي أحد أبنائها محمدًا باسم محمد النبي، وفي العالَم ينتشر اسمُ محمَّد أكثر من انتشار بطرس ويوحنا، لقد كان محمد - صلى الله عليه وسلم - أول مَن وحَّد بين قبائلِ الجزيرة وشعوبِها، وجَمَع كلمتَها تحت رايةٍ واحدة، وقد كان ظهورُه حين الحاجة إليه، ولقد جمع كلمةَ العرب لا بالقوة والشدة بل بكلام جذاب، أخذ منهم كل مأخذ، وتبعوه وصدَّقوه، وقد فاق فتى مكة غيرَه من الرسل بصفات لم تكن معروفة لديهم، وكان يجمع بين القلوب المتفرقة، فتشعر كلها بشعور قلب واحد)؛ (الحضارة في الشرق).


5- آرنولد توينبي Arnold Toynbee:
"لقد كرَّس محمد - صلى الله عليه وسلم - حياتَه لتحقيقِ رسالتِه في كفالةِ هذين المظهرين في البيئة الاجتماعية العربية؛ [وهما: الوحدانية في الفكرة الدينية، والقانون والنظام في الحكم]، وتَمَّ ذلك فعلاً بفضلِ نظام الإسلام الشامل الذي ضمَّ بين ظهرانيه الوحدانيةَ والسلطة التنفيذية معًا.. فغَدَتْ للإسلام بفضل ذلك قوَّةٌ دافعة جبَّارة، لَمْ تَقتَصِر على كفالةِ احتياجات العرب ونقلهم من أمة جاهلةٍ إلى أمة متحضِّرة، بل تدفق الإسلام من حدود شبه الجزيرة، واستولى على العالَم السوري بأسره من سواحل الأطلسي إلى شواطئ السهل الأوراسي..".

".. لقد أخذتْ سيرةُ الرسول العربي - صلى الله عليه وسلم - بألبابِ أتباعه، وسَمَتْ شخصيتُه لديهم إلى أعلى علِّيين؛ فآمنوا برسالته إيمانًا جعلهم يتقبَّلون ما أوحي به إليه - وأفعاله كما سجَّلتها السُّنَّة - مصدرًا للقانون، لا يقتصر على تنظيم حياة الجماعة الإسلامية وحدها، بل يرتب كذلك عَلاقات المسلمين الفاتحين برعاياهم غير المسلمين الذين كانوا في بداية الأمر يفوقونهم عددًا"؛ (مختصر دراسة للتاريخ).

ابو وليد البحيرى
24-05-2015, 11:52 AM
شهادات المستشرقين البريطانيين المنصفين


للنبي صلى الله عليه وسلم (2)


د. أنور محمود زناتي


6- هاملتون جب Sir Hamilton R. A. Gibb:
".. اقتضى الأمرُ نشوءَ علمٍ جديد، غايتُه جمع الحديث ونقده، وتصنيفه وتنسيقه، والحصول في النهاية - بقدر الإمكان - على مجموعةٍ متَّفَق عليها يتقبلها الجميع، وقد استأثرتْ هذه المهمَّة بالكثيرِ من طاقاتِ الفقهاء والعلماء في القرن الثالث، ولكنَّ القائمين عليها أَحرَزُوا نجاحًا، حتى أصبح حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - يعتبر مرجعًا ثانيًا معتمدًا للفقه والعقيدة".


".. يكاد يكون من المؤكَّد أن الآراء التي تعبِّر عنها الأحاديث [التي تم جمعها في القرن الثالث] تمثِّل تعاليم القرآن ومبادئه الخلقية تمثيلاً صادقًا".

"إن بدايات التاريخ العلمي بالعربية تقترن بدراسة سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ودراسة أعماله، وعليه فإننا نجدُ مصدر هذه الدراسة في جمع الحديث النبوي، وبخاصة الأحاديث المتعلقة بمغازي الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكان موطنُ هذه الدراسة هو المدنيةَ.. ويفسِّر لنا ارتباط المغازي بالحديث - هذا الارتباط الذي ترك طابعًا لا يُمحى في المنهج التاريخي باستخدام هذا المنهج للإسناد - ما طرأ من تغيُّر هائل ظهر منذ هذه اللحظة في طبيعة الأخبار التاريخية عند العرب، ودقتها المؤسسة على النقد، ويمكننا أن نشعر لأوَّل مرة بأننا نستندُ إلى أساسٍ تاريخي قويم".

"ومهما نَقُلْ في قوَّة النزعة الإسلامية نحو محمد - صلى الله عليه وسلم - وفي آثارها؛ فإنا لا نوصف بالغلو؛ فقد كان إجلال الرسول - صلى الله عليه وسلم - شعورًا طبيعيًّا محتومًا في عصره وفيما بعده، غير أن ما نومئ إليه شيء يتجاوز الإجلال؛ فإن العَلاقات الشخصية من الإعجاب والحب اللذينِ بعثهما في نفوس صحابته؛ ظلَّ صداها يتردَّد خلال القرآن، والفضل في ذلك يعود إلى الوسائل التي أقرَّتْها الأمة لتستنير بهما مجددين في كل جيل".

".. لولا الحديث لأصبح لمحمد - صلى الله عليه وسلم - في أقل تقدير صورةٌ معمَّمة - إن لم نقل بعيدة - في أصولها التاريخية والدينية، أما الحديث، فقد صوَّر وجوده الإنساني في مجموعة وفيرة من التفصيلات الحية المحسوسة، وبذلك قدم للمسلمين حين ربط بين المسلمين وبين نبيِّهم بنفسِ الروابط الذاتية الوثيقة التي كانتْ تصلُه بأصحابِه الأولين، وهي روابطُ نَمَتْ على مرِّ القرون، وكانتْ أقوى من أن تصابَ بالضعف، ولَمْ يُصبِح شخصُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - أبدًا ذا صبغةٍ مرسومة مقررة، ولا يكاد يكون من الغلو أن نقولَ: إن حرارة ذلك الشعور الشخصي نحو الرسول - صلى الله عليه وسلم - كانتْ أبدًا أقوى عنصرٍ حيوي في دين الشعوب الإسلامية، أو كانتْ كذلك بين أهل السنة على الأقل".

".. ما تزال الاحتفالاتُ العائلية تُختَم بأدعيةٍ وأناشيد في تمجيدِ الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكل الأمة تراعيها، وتشهدها بحماسة في ذلك اليوم المجيد، يوم مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، هنالك نرى المجدِّدين، والمقلِّدين، والصوفية، والسلفية، والعلماء، وأفراد الجمهور؛ يلتقون جميعًا معًا على بقعة واحدة، وقد يكون بين نزعاتِهم العقلية تنوُّع واسع متباين، ولكنهم جميعًا وحدة متآلفة في إخلاصهم وحبِّهم لمحمد - صلى الله عليه وسلم".

ويقول: "كانت التعاليم الاجتماعية التي جاء بها محمد - صلى الله عليه وسلم - في أساسها إعادةً لإحقاق المبادئ الأخلاقية التي تشترك فيها ديانات التوحيد؛ فازداد ترسيخُ معنى الأخوَّة بين جميع أفراد الجماعة الإسلامية، وأنهم سواسية من حيث القيمة الشخصية الفطرية"؛ (دراسات في حضارة الإسلام).

7- إدوارد جورج: E.George:
"إن إيمانَه الذي لا يتزعزع برسالته الإلهية وصدق دعوته، يقيمه مثلاً فريدًا في التاريخ"؛ (الأديان العظمى).

8- إدوارد جيبون Edward Gilbbon:
"ليس انتشارُ الدعوة الإسلامية هو ما يستحقُّ الانبهار، وإنما استمراريتها وثباتها على مر العصور؛ فما زال الانطباع الرائع الذي حفره محمد - صلى الله عليه وسلم - في مكة والمدينة له نفسُ الروعة والقوة في نفوس الهنود والأفارقة والأتراك حديثي العهد بالقرآن، رغم مرور اثني عشر قرنًا من الزمان"؛ (تاريخ إمبراطورية الشرق).
"تحلَّى بشجاعة التفكير والعمل معًا، وقد ازدانت طلاقة لسانه بالتزامه الصمت الحصيف في الوقت الملائم، وعلى الرغم من تسنمه ذروة البلاغة؛ فقد عاش أميًّا فلم يتعلم في شبابه القراءة والكتابة"؛ (اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها).

9- دُرَّاني Dr. M. H. Durrani:
"أستطيع أن أقول بكل قوة: إنه لا يوجد مسلم جديد واحد لا يحمل في نفسه العرفان بالجميل لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - لِمَا غمره به من حبٍّ وعون وهداية وإلهام؛ فهو القدوة الطيبة التي أرسلها اللهُ رحمة لنا، وحبًّا بنا حتى نقتفي أثره"؛ (رجال ونساء أسلموا).

10- بوسورث سمث:
"إن المعجزة الخالدة التي أدَّاها محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - هي القرآن، والحقيقة إنها لكذلك، وإذا قدَّرنا ظروف العمر الذي عاش فيه، واحترام أتباعه إياه احترامًا لا حدَّ له، ووازنَّاه بآباء الكنيسة أو بقدِّيسي القرون الوسطي - تبيَّن لنا أن أعظمَ ما هو معجزٌ في محمد نبي المسلمين أنه لم يَدَّعِ القدرةَ على الإتيان بالمعجزات، وما قال شيئًا إلا فعله وشاهده منه في الحال أتباعُه، ولم ينسب إليه الصحابة معجزاتٍ لم يأتِها، أو أنكروا مبدأ صدورها منه، فأي برهان أقطع من ذلك؟ ولقد كان محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - يذهب في آخر حياته كما ذهب في مبدأ أمره إلى أنه رسولُ الله حقًّا، وإني أعتقد أن الفلسفة المسيحية المادية ستعترف له بذلك يومًا من الأيام"؛ (الأدب في آسيا).

ابو وليد البحيرى
24-05-2015, 11:59 AM
شهادات المستشرقين البريطانيين المنصفين


للنبي صلى الله عليه وسلم (3)


د. أنور محمود زناتي


11- روبرتسون سمث:
"من حسن الحظِّ الوحيد في التاريخ أن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- أتى بكتابٍ هو آية في البلاغة، دستور للشرائع والصلاة والدين في آنٍ واحد"؛ (أنساب العرب وزواج الجاهلية).

12- برنادرشو B.Show:
"إن العالم أحوجُ ما يكون إلى رجلٍ في تفكيرِ محمد -صلى الله عليه وسلم- هذا النبي الذي وضع دينه دائمًا موضعَ الاحترام والإجلال؛ فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالدًا خلود الأبد، وإني أرى كثيرًا من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجالَه الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا)".

ويقول: "لقد درستُ محمدًا -صلى الله عليه وسلم- باعتبارِه رجلاً مدهشًا، فرأيتُه بعيدًا عن مخاصمة المسيح، بل يجب أن يدعى منقذ الإنسانية، وأوروبا بدأتْ في العصر الراهن تفهم عقيدة التوحيد، وربما ذهبتْ إلى أبعد من ذلك؛ فتعترف بقدرة هذه العقيدة على حلِّ مشكلاتِها بطريقة تجلب السلام والسعادة! فبهذه الروح يجب أن تفهموا نبوءتي".

"إن رجال الدين في القرون الوسطى - ونتيجةً للجهل أو التعصُّب - قد رسموا لدين محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنَّني اطَّلعت على أمرِ هذا الرجل؛ فوجدتُه أعجوبةً خارقةً، وتوصَّلت إلى أنه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أن يسمَّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنه لو تولَّى أمر العالم اليوم؛ لوفِّق في حلِّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها"؛ (محمد).

13- توماس كارلايل Th. Carlyle:
"إن الذين يزعمون أن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- نشَر دعوته بالسيف، لا يتصوَّرون ما يقولون؛ فقد كانتْ دعوة محمد -صلى الله عليه وسلم- دعوةَ رجلٍ واحدٍ أمام قومٍ مُجمِعين على تكذيبه، وليس أعجب من صورة رجل واحد يحمل السيف ليقنع به كل منكريه!".

"لقد أصبح من أكبر العارِ على أي فرد متمدين من أبناء هذا العصر أن يُصغِي إلى ما يظن من أن دين الإسلام كذب، وأن محمدًا خدَّاع مزور.

وآن لنا أن نُحَارِب ما يشاع من مثلِ هذه الأقوال السخيفة المخجلة؛ فإن الرسالة التي أدَّاها ذلك الرسول ما زالتِ السراج المنير مدَّة اثني عشر قرنًا لنحوِ مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم الله الذي خلقنا".


ويقول: "أمَّا الرجل الكبير خاصة، فإني أقول عنه يقينًا: إنه من المحال أن يكون كاذبًا، فإني أرى الصدق أساسه وأساس كل ما به من فضل ومَحمدة".

"مثل هذا الرجل هو ما نسمِّيه رجلاً أصيلاً، صافِي الجوهر، كريم العنصر؛ فهو رسول مبعوث من الأبدية الإلهية برسالة إلينا".

"وعلى ذلك فلسنا نعدُّ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - هذا قطُّ رجلاً كاذبًا متصنعًا يتذرع بالحِيَل أو يطمح إلى درجة ملك أو سلطان، وما الرسالة التي أدَّاها إلا حق صراح".

"كلاَّ، ما محمد - صلى الله عليه وسلم - بالكاذب ولا الملفِّق، وإنما هو قطعة من الحياة قد تفطر عنها قلب الطبيعة، فإذا هي شهاب قد أضاء العالَم أجمع".

"وقد رأيناه طول حياته رجلاً راسخَ المبدأ، صارمَ العزم، بعيدَ الهم، كريمًا رؤوفًا، تقيًّا فاضلاً حرًّا، رجلاً شديد الجد مخلصًا".

"وما كان محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - أخا شهواتٍ، برغم ما اتُّهم به ظلمًا وعدوانًا، لقد كان زاهدًا متقشفًا في مسكنه ومأكله ومشربه، وسائر أموره وأحواله".

"وإني لأحب محمدًا - صلى الله عليه وسلم - لبراءة طبعه من الرياء والتصنع"؛ (الأبطال).

ابو وليد البحيرى
24-05-2015, 12:00 PM
شهادات المستشرقين البريطانيين المنصفين


للنبي صلى الله عليه وسلم (4)


د. أنور محمود زناتي

14- إيفلين كوبرلد: "لعمري لقد استطاع محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - القيامَ بالمعجزات والعجائب، لما تمكن من حمل هذه الأمة العربية الشديدة العنيدة على نَبْذ الأصنام، وقَبُول الوحدانية الإلهية، ولقد كان محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - شاكرًا حامدًا؛ إذ وفِّق إلى جَعْلِ العرب خَلقًا جديدًا، ونقلهم من الظلمات إلى النور، ومع ذلك كان محمد - صلى الله عليه وسلم - سيد جزيرة العرب، وزعيم قبائلهم، فإنه لم يفكِّر في هذه، ولا راح يعمل لاستثمارها، بل ظل على حاله، مكتفيًا بأنه رسول الله، وأنه خادم المسلمين، ينظف بيته بنفسه، ويصلح حذاءه بيده، كريمًا بارًّا كأنه الريح السارية، لا يقصده فقير أو بائس إلا تفضل عليه بما لديه، وكان يعمل في سبيل الله والإنسانية"؛ (الأخلاق). 15- وليم موير W.Muir في كتاب حياة النبي: Muir, Sir, William, Life of Mohamet, Vol. I, London, 1858 "إن من صفات محمد - صلى الله عليه وسلم - الجديرة بالتنويه، الرقة والاحترام اللذين كانا يعامل بهما أتباعَه، حتى أقلهم شأنًا، وكان في ممارسته للحكم عادلاً رحيمًا رفيقًا حتى بأعدائه"؛ (حياة النبي). 16- إدوارد لين: (إنا لا نُنكِر أن العرب وإن كانت الأميَّةُ هي الغالبةَ فيهم، إلا أنهم على جانبٍ من الذكاء، وأن أحدَهم يجيد نظم الشعر ونثر الكلام، وهو أميٌّ عاش في البادية، وأن لهم عادات قبل الإسلام يعكفون عليها؛ من عبادة الأصنام، ووأد البنات، والغزو، وغير ذلك، ولكن جاء الإسلام بواسطةِ محمدٍ النبي العربي؛ فمنعهم من ذلك، وما زال يدعوهم إلى دينه وهو عبادة الله حتى أحاطوا به وصدَّقوه، وتركوا ما كان لديهم من عادات تأباها الشرائع السماوية". "إن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - كان يتَّصِف بكثيرٍ من الخصال الحميدة؛ كاللطف، والشجاعة، ومكارم الأخلاق، حتى إن الإنسان لا يستطيع أن يحكمَ عليه دون أن يتأثَّر بما تتركه هذه الصفات في نفسه من أثرٍ، كيف لا، وقد احتمل محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - عداءَ أهله وعشيرته بصبرٍ وجَلَد عظيمينِ، ومع ذلك فقد بلغ مِن نُبْله أنه لم يكنْ يسحبُ يدَه من يدِ مَن يصافحُه حتى ولو كان يصافحُ طفلاً، وأنه لم يَمُرَّ يومًا من الأيام بجماعة - رجالاً كانوا أو أطفالاً - دون أن يقرئهم السلام، وعلى شفتَيه ابتسامة حلوة، وقد كان محمد - صلى الله عليه وسلم - غيورًا ومتحمسًا، وكان لا يتنكر للحق، ويحارب الباطل، وكان رسولاً من السماء، وكان يريد أن يؤدِّي رسالته على أكمل وجه، كما أنه لم ينسَ يومًا من الأيام الغرضَ الذي بُعِث لأجله، ودائمًا كان يعملُ له ويتحمل في سبيله جميع أنواع البلايا، حتى انتهى إلى إتمام ما يريد"؛ (أخلاق وعادات المصرين المعاصرين). 17- رينولد نيكلسون: "لم تَجدِ الحياةُ الدينيةُ الإسلامية مثالاً أعلى في أي إنسانٍ إلا في شخصية النبي محمد - صلى الله عليه وسلم"؛ (النبي محمد).
18- اللورد هدلي Lord Hedly: "إن مدبِّجي وناسجي هذه الافتراءات لم يتعلَّموا حتى أول مبادئ دينهم، وإلا لما استطاعوا أن ينشروا في جميع أنحاء العالَم تقارير معروفة لديهم أنها محض كذب واختلاق"؛ (المثل الأعلى في الأنبياء). 19- مونتجمري وات Montgomery Watt: "منذ أن قام (كارلايل) بدراسته عن محمد - صلى الله عليه وسلم - في كتابه: (الأبطال) أدرك الغرب أن هناك أسبابًا وجيهة للاقتناع بصدق محمد - صلى الله عليه وسلم - إذ إن عزيمتَه في تحمل الاضطهاد من أجل عقيدته، والخلق السامي للرجال الذين آمنوا به، وكان لهم بمثابة القائد، وأخيرًا عظمة عمله في منجزاته الأخيرة؛ كل ذلك يشهد باستقامته التي لا تتزعزع؛ فاتهام محمد - صلى الله عليه وسلم - بأنه دجَّال (Imposteur) يُثِير من المشاكل أكثر مما يحلُّ، ورغم ذلك فإنه لا يوجد شخصيةٌ كبيرة في التاريخ حُطَّ من قدرها في الغرب كمحمد - صلى الله عليه وسلم - فقد أظهر الكُتَّاب الغربيون ميلَهم لتصديق أسوأ الأمور عن محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا يكفي في ذكر فضائل محمد - صلى الله عليه وسلم - أن نكتفيَ بأمانته وعزيمته إذا أَرَدْنَا أن نفهمَ كلَّ شيءٍ عنه، وإذا أردنا أن نصحِّح الأغلاط المكتسبة من الماضي بصددِه؛ فيجب علينا في كلِّ حالةٍ من الحالات - لا يقوم الدليل القاطع على ضدها - أن نتمسَّك بصلابةٍ بصدقه، ويجب علينا ألاَّ ننسى عندئذٍ أيضًا أن الدليل القاطع يتطلَّب لقَبُولِه أكثر من كونه ممكنًا، وأنه في مثلِ هذا الموضوع يصعب الحصول عليه". "إن استعدادَ هذا الرجل لتحمُّل الاضطهاد من أجل معتقداته، والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه، واعتبروه سيدًا وقائدًا لهم، إلى جانب عظمةِ إنجازاته المطلقة، كلُّ ذلك يدل على العدالةِ والنزاهة المتأصلة في شخصه؛ فافتراض أن محمدًا مُدَّعٍ افتراضٌ يُثِير مشاكلَ أكثر ولا يحلها، بل إنه لا توجدُ شخصية من عظماء التاريخ الغربيين لم تَنَلِ التقديرَ اللائق بها مثل ما فُعِل بمحمد - صلى الله عليه وسلم". "كلما فكَّرنا في تاريخ محمد - صلى الله عليه وسلم - وتاريخ أوائل الإسلام؛ تملَّكنا الذهول أمام عظمة مثل هذا العمل، ولا شك أن الظروف كانتْ مواتيةً لمحمد - صلى الله عليه وسلم - فأتاحتْ له فرصًا للنجاح لم تُتِحْها إلا لقليلٍ من الرجال، غير أن الرجلَ كان على مستوى الظروف تمامًا، فلو لم يكن نبيًّا ورجل دولة وإدارة، ولو لم يضعْ ثقته بالله، ويقتنعْ بشكل ثابت أن الله أرسله؛ لما كتب فصلاً مهمًّا في تاريخ الإنسانية، ولي أمل أن هذه الدراسة عن حياة محمد - صلى الله عليه وسلم - يمكنها أن تساعد على إثارة الاهتمام من جديد برجل هو أعظم رجال أبناء آدم"؛ (محمد في مكة). 20- تساريس وادي: T. Waddy: "فقد أدركت إنسانيات محمد - صلى الله عليه وسلم - ليس في حجم الكلمات التي كان يتصرَّف بها فقط، بل في تعبيره عن الحق وسعيه لأن يساويَ بين البشرية، واحترامه للأديان الأخرى"؛ (العقل المسلم). 21- إتش جي ويلز H. G. Wells: "إن من أدفع الأدلة على صدق محمد - صلى الله عليه وسلم - كون أهله وأقرب الناس إليه يؤمنون به، ولو شكُّوا في صدقِه لَمَا آمنوا به". "الإسلام مملوء بروح الرفق والسماحة والأخوَّة، وعقيدته سهلة يسيرة الفهم، أوصلَها محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى القلوب دون أي فِرْيَة مبهمة". ".. هل تراك علمتَ قط أن رجلاً على غير كريم السجايا مستطيعٌ أن يتخذَك صديقًا؟ ذلك أن مَن عَرَفوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - أكثر من غيرهم، كانوا أشدَّ الناس إيمانًا به، وقد آمنتْ به خديجة - رضي الله عنها - كل حياته على أنها ربما كانتْ زوجة محبة؛ فأبو بكر - رضي الله عنه - شاهد أفضل وهو لم يتردَّد قط في إخلاصه، كان يؤمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ومن العسير على أي إنسان يقرأ تلك الأيام إلا ويؤمن بأبي بكر - رضي الله عنه - وكذلك علي - رضي الله عنه - فإنه خاطَر بحياتِه من أجل النبي - صلى الله عليه وسلم - في أحلِك أيامه سوادًا". "ويلوح أنه رجل ركِّبتْ فيه طباعٌ كثيرة؛ منها: شدة الشعور الديني القوي، والإخلاص، وأُوحِي إليه من الله كتاب هو القرآن، ويحوي كثيرًا من التعاليم والشرائع والسنن"؛ (موجز تاريخ العالم).