مشاهدة النسخة كاملة : فروق اقتصادية


ابو وليد البحيرى
25-05-2015, 07:45 PM
فروق اقتصادية (1)




د. زيد بن محمد الرماني






الفرق بين الاقتصاد والشح:
يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه ((الروح)): إن الاقتصاد خلق محمود يتولد من خلقين عدل وحكمة، فبالعدل في المنع والبذل وبالحكمة يضع كل واحد منهما موضعه الذي يليق به فيتولد من بينهما الاقتصاد وهو وسط بين طرفين مذمومين كما قال تعالى: ﴿ وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً ﴾ [الإسراء: 29]، وقال عز وجل: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً ﴾ [الفرقان: 67]وقال سبحانه: ﴿ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ ﴾ [الأعراف: 31].

وأما الشح فهو خلق ذميم يتولد من سوء الظن وضعف النفس ويمده وعد الشيطان حتى يصير هلعاً والهلع شدة الحرص على الشيء والشره به فيتولد عنه المنع لبذله والجزع لفقده كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً ﴾ [المعارج: 19].

الفرق بين الاقتصاد والتفريط:
يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه ((الروح)): إن الاقتصاد هو التوسط بين طرفي الإفراط والتفريط وله طرفان هما ضدان له تقصير ومجاوزة، فالمقتصد قد أخذ بالوسط وعدل عن الطرفين.. والدين كله بين هذين الطرفين، بل الإسلام قصد بين الملل والسنة، قصد بين البدع، ودين الله بين الغالي والجافي، وكذلك الاجتهاد هو بذل الجهد في موافقة الأمر والغلو مجاوزته وتعديته وما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان فإما إلى غلو ومجاوزة وإما إلى تفريط وتقصير هما آفتان لا يخلص منهما في الاعتقاد والقصد والعمل، وهذان المرضان الخطيران قد استوليا على أكثر بني آدم، ولهذا حذر السلف منهما أشد التحذير.

الفرق بين الجواد والمسرف:
يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه ((الروح)): أن الجواد حكيم يضع العطاء مواضعه والمسرف مبذر وقد يصادف عطاؤه موضعه وكثيراً لا يصادفه. فالجواد يتوخى بماله أداء حقوق معينة على وجه الكمال طيبة بذلك نفسه راضية مؤملة للخلف في الدنيا والثواب في العقبى فهو يخرج ذلك بسماحة قلب وسخاوة نفس وانشراح صدر، بخلاف المبذر فإنه يبسط يده في ماله بحكم هواه وشهوته جزافاً لا على تقدير ولا مراعاة مصلحة وإن اتفقت له، فالأول بمنزلة من بذر حبة في الأرض وتوخى ببذره مواضع الإنبات، فهذا لا يعد مبذراً ولا سفيهاً.

والثاني بمنزلة من بذر حبه في سباخ من الأرض وإن اتفق بذره في محل النبات بذر بذراً متراكماً بعضه على بعض، فذلك المكان البذر فيه ضائع معطل.

الفرق بين الشح والبخل:
يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه ((الوابل الصيب)): إن الشح هو شدة الحرص على الشيء والإحفاء في طلبه، والاستقصاء في تحصيله وجشع النفس عليه، والبخل منعه إنفاقه بعد حصوله وحبه وإمساكه، فهو شحيح قبل حصوله بخيل بعد حصوله، فالبخل ثمرة الشح، والشح يدعو إلى البخل، والشح كامن في النفس، فمن بخل فقد أطاع شحه، ومن لم يبخل فقد عصى شحه ووقي شره وذلك هو المفلح، قال تعالى: ﴿ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9].


الفرق بين الهدية والرشوة:
يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه ((الروح)) الفرق بين الهدية والرشوة وإن اشتبها في الصورة، اختلفا في القصد، فإن الراشي قصده بالرشوة التوصل إلى إبطال حق أو تحقيق باطل فهذا الراشي الملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن رشا لدفع الظلم عن نفسه، اختص المرتشي وحده باللعنة، أما المهدي فقصده استجلاب المودة والمعرفة والإحسان، فإن قصد المكافأة فهو معاوض وإن قصد الربح فهو مستكثر.

الفرق بين الهبة والهدية:
يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): إن الهدية ما يتقرب به المهدي إلى المهدى إليه، وليس كذلك الهبة، ولهذا لا يجوز أن يقال إن الله يهدي إلى العبد كما يقال إنه يهب له، قال تعالى: ﴿ فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً ﴾ [مريم: 5] وتقول أهدى المرؤوس إلى الرئيس ووهب الرئيس للمرؤوس، وأصل الهدية من قولك هدى الشيء إذا تقدم وسميت الهدية لأنها تقدم أمام الحاجة.

الفرق بين القرض والدين:
يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): إن القرض أكثر ما يستعمل في العين والورق وهو أن تأخذ من مال الرجل درهماً لترد عليه بدله درهما فيبقى ديناً عليك إلى أن ترده فكل قرض دين وليس كل دين قرضاً، وذلك أن أثمان ما يشترى بالنسأ ديون وليست بقروض، فالقرض يكون من *** ما اقترض وليس كذلك الدين، ويجوز أن يفرق بينهما فنقول قولنا يداينه، يفيد أنه يعطيه ذلك ليأخذ منه بدله ولهذا يقال قضيت قرضه وأديت دينه وواجبه، ومن أجل ذلك أيضاً يقال أديت صلاة الوقت وقضيت ما نسيت من الصلاة، لأنه بمنزلة القرض.

ابو وليد البحيرى
25-05-2015, 07:46 PM
فروق اقتصادية (2)




د. زيد بن محمد الرماني










الفرق بين المال والنشب:


يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): أن المال إذا لم يقيد فإنما يراد به الصامت والماشية، والنشب ما نشب من العقارات، قال الشاعر:




أمرتك الخير فافعل ما أمرت به http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


فقد تركتك ذا مال وذا نشب http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif










والمال أيضاً يقع على كل ما يملكه الإنسان من الذهب والورق والإبل والغنم والرقيق والعروض وغير ذلك، والفقهاء يقولون البيع مبادلة مال بمال وكذلك هو في اللغة فيجعلون الثمن والمثمن من أي *** كانا مالاً، إلا أن الأشهر عند العرب في المال المواشي، وإذا أرادوا الذهب والفضة قالوا النقد.





الفرق بين الفقر والمسكنة:


يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((فروق في اللغة)): إن الفقر فيما قال الزهري في تأويل قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ ﴾ [التوبة: 60] الفقير الذي لا يسأل والمسكين الذي يسأل، وهذا يدل على أنه رأى المسكين أضعف حالاً وأبلغ في جهة الفقر، ويدل عليه قوله تعالى: ﴿ لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ﴾ [البقرة: 273]، إلى قوله تعالى: ﴿ يحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ ﴾ [البقرة: 273] قيل لأعرابي أفقير أنت؟ فقال: بل مسكين، وأنشد:




أما الفقير الذي كانت حلوبته http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وفق العيال فلم يترك له سبد http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif










فجعل للفقير حلوبة، والمسكين الذي لا شيء له وقال جماعة من العلماء والفقهاء أن الفقراء والمساكين صنف واحد، لدقة الفروق بينهما، وأوجه التشابه الكبيرة بينهما.





الفرق بين القيمة والثمن:


يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): إن القيمة هي المساوية كمقدار المثمن من غير نقصان ولا زيادة. والثمن قد يكون بخساً وقد يكون وفقاً وزائداً، والملك لا يدل على الثمن، فكل ماله ثمن مملوك وليس كل مملوك له ثمن.





الفرق بين الشراء والاستبدال:


يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): إن كل شراء استبدال وليس كل استبدال شراء، لأنه قد يستبدل الإنسان غلاماً بغلام وأجيراً بأجير ولم يشتره.





الفرق بين القناعة والقصد:


يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): إن القصد هو ترك الإسراف والتقتير جميعاً، والقناعة الاقتصار على القليل والتقتير ألا ترى أنه لا يقال هو قنوع إلا إذا استعمل دون ما يحتاج إليه ومقتصد لمن لا يتجاوز الحاجة ولا يقتصر دونها، وترك الاقتصاد مع الغنى ذم وترك القناعة معه ليس بذم، وذلك أن نقيض الاقتصاد الإسراف، وقيل: الاقتصاد من أعمال الجوارح، لأنه نقيض الإسراف وهو من أعمال الجوارح والقناعة من أعمال القلوب.





الفرق بين التوكل والعجز:



يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه ((الروح)): إن التوكل عمل القلب وعبوديته اعتماداً على الله وثقة به والتجاء إليه وتفويضاً إليه ورضا بما يقضيه له بعلمه بكفايته سبحانه وحسن اختياره لعبده إذا فوض إليه مع قيامه بالأسباب المأمور بها، وقد كان رسول الله أعظم المتوكلين، أما العجز فهو تعطيل الأمرين أو أحدهما، فإما أن يعطل السبب عجزاً منه، وإما أن يقوم بالسبب ناظراً إليه معتمداً عليه غافلاً عن المسبب معرضاً عنه، فهذا توكله عجز وعجزه توكل.





الفرق بين الغنيمة والفيء:


يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): إن الغنيمة اسم لما يؤخذ من أموال المشركين بقتال، والفيء ما أخذ من أموالهم بقتال وغير قتال، إذا كان سبب أخذه الكفر، ولهذا قيل: إن الجزية والخراج من الفيء.





الفرق بين العمري والرقبي:


يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): أن العمري هي أن يقول الرجل للرجل هذه الدار لك عمرك أو عمري والرقبي أن يقول إن مت قبلي رجعت إليّ وإن مت قبلك فهي لك، وذلك أن كل واحد منهما وقت موت صاحبه.





الفرق بين الرفق والكسل:


يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه ((الروح)): الرفق شيء والكسل شيء، فإن المتواني يتثاقل عن مصلحته بعد إمكانها فيتقاعد عنها، والرفيق يتلطف في تحصيلها بحسب الإمكان مع المطاوعة.





الفرق بين المهر والصداق:


يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): أن الصداق اسم لما يبذله الرجل للمرأة طوعاً من غير إلزام، والمهر اسم لذلك ولما يلزمه، بيد أنه يتداخل في حقيقة الأمر والواقع - المهر والصداق، لقرب معناهما.