مشاهدة النسخة كاملة : الحافظ المزي رحمه الله (654 - 742هـ)


ابو وليد البحيرى
25-05-2015, 11:18 PM
من العلماء الذين برزوا في عصر المماليك









الحافظ المزي رحمه الله (654 - 742هـ)





د. جمال بن فرحان الريمي



المزي: عالم ومؤلف، محدثُ الشام الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكيعبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك بن يوسف بن علي بن أبي الزهر الحلبي الأصل المزي.






ولد في ربيع الآخر سنة 654هـ، بالمعقلية بظاهر حلب، أخذ عن محيي الدين النووي وغيره وسمع بالشام والحرمين ومصر وحلب والإسكندرية وغيرها، وأتقن اللغة والتصريف وكان كثير الحياء والاحتمال والقناعة والتواضع والتودد إلى الناس، قليل الكلام جدًا حتى يسأل فيجيب ويجيد وكان لا يغتاب أحدًا.






وأول ما حصل لهمن الوظائف الناصرية بعد ابن أبي الفتح ثم دار الحديث الأشرفية بعد ابن الشريشي، وقال ابن تيمية: لما باشرها المزي لم يلها من حين بنيت إلى الآن أحق بشرط الواقف منه لقول الواقف فإن اجتمع من فيه هذه الرواية ومن فيه الدراية قدم من فيه الرواية.






قال الذهبي: ما رأيت أحدًا في هذا الشأن أحفظ منه.


صنَّف رحمه الله "تهذيبَ الكمال" فاشتهر في زمانه وحدث به خمس مرات وحدث بكثير من مسموعاته الكبار والصغار عاليًا ونازلاً، وغالب المحدثين من دمشق وغيرها قد تتلمذوا له واستفادوا منه وسألوه عن المعضلات فاعترفوا بفضيلته وعلوِّ ذكره.






قال الذهبي: كانخاتمة الحفاظ وناقد الأسانيد والألفاظ وهو صاحب معضلاتنا وموضح مشكلاتنا، حفظ القرآنفي صباه وتفقه للشافعي مدة، وعنى باللغة فبرع فيها وأتقن النحو والصرف، وله عمل فيالمعقول ومعرفة بشيء من الأصول، وكتابته حلوة، وفيه حياء وحلم وسكينة واحتمال وقناعة وترك للتجمل، وانجماع عن الناس، وصبر على من يؤذيه وقلة كلامٍ إلا أن يُسأل فيُفيد.






واختفى بسبب إسماعه لتاريخ الخطيب وأوذي أخرى بسبب قراءته كتاب "خلق أفعال العباد".


مرض أيامًا يسيرة ولم ينقطع، وعرض له بعد أن أسمع الحديث إلى قربٍ التوجه إلى الجمعة وقام ليتأهب فوجع في باطنه فظنه قول نجًا وإنما كان طاعونا - قاله صهره ابن كثير - وقال: فاستمر به إلى أن مات بين الظهر والعصر من يوم السبت 12 صفر سنة 742هـ وهو يقرأآية الكرسي.






وصلي عليه من الغد بالجامع ودفن بمقابر الصوفية بالقرب من ابن تيمية، وكان الجمع في جنازته متوفرًا جدًّا.