ابو وليد البحيرى
26-05-2015, 04:50 AM
هل صح رمي مروان لطلحة بن عبيدالله يوم الجمل؟
عبدالحميد الأزهري
س: هل صح رمي مروان لطلحة بن عبيدالله يوم الجمل؟
الجواب:
نقول: بسمِ الله، والحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبعد:
فقدِ اختَلف العلماءُ في صِحَّة نِسبة رمْي مرْوان لطلحةَ يوم الجمل إلى فريقين:
الفريق الأول: مَن ذهَب إلى أنَّ مَرْوان بنَ الحكَم ليس بقاتلِ طلحة بن عُبَيدالله، منهم: أبو بكر بن العربي[1]، وابن كثير[2]، وظاهِر كلامِ ابنِ حزْم[3].
واستدلوا: بأنَّه لم يصحَّ أثَر في قِصَّة (رمْي مروان لطلحة).
قال أبو بكر بن العربي: وقدْ رُوي أنَّ مروان لما وقعَتْ عينه في الاصطفافِ على طلحة، قال: لا أطلُب أثرًا بعد عَين، ورَماه بسهمٍ فقتَله، ومَن يعلم هذا إلاَّ علاَّمُ الغيوب؟![4] ولم ينقُلْه ثبْتٌ، وقد رُوي أنَّه أصابه سهمٌ بأمر مرْوان، لا أنَّه رماه، وقد خرَج كعبُ بن سور بمصحفٍ منشور بيدِه يُناشد الناسَ ألاَّ يريقوا دِماءَهم، فأصابه سهمٌ غرب فقتَلَه، ولعلَّ طلحةَ مِثله، ومعلومٌ أنَّه عند الفِتنة وفي ملحمة القتال، يتمكَّن أولو الإحَنِ والحقود، مِن حَلِّ العُرَى ونقض العهود، وكانت آجالاً حضرت، ومواعد انتجزَت.
وقال ابنُ كثير: يُقال: إنَّ الذي رماه بهذا السهم مَرْوان بن الحَكم، وقال لأبان بن عثمان: قدْ كفيتُك رجالاً مِن قتَلَةِ عثمان، وقد قيل: إنَّ الذي رماه غيرُه، وهذا عندي أقربُ، وإنْ كان الأوَّل مشهورًا، والله أعلم.
الفريق الثاني: مَن ذهَب إلى أنَّ مرْوان بن الحَكم هو قاتلُ طلحة بن عُبيدالله، منهم: ابن قتيبة[5]، والبلاذري[6]، وأحمد بن إسحاقَ اليعقوبي[7]، وابن حِبَّان[8]، والإسماعيلي[9]، والمطهِّر بن طاهِر[10]، وابن عبدالبر[11]، والذَّهبي[12]، والصَّفدي[13]، وابن حجر العَسقلاني[14]، والعيني[15]، وابن تَغرِي بَرْدي[16]، والسخاوي[17]، وغيرهم، واستدلوا بوفرةِ وشُهرة الأدلَّة التي تناقلها المؤرِّخون.
وهـي:
أولاً: طريق قيس بن أبي حازِم:
أخرجه ابنُ سعد في "الطبقات الكبرى" (3/223)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (3/60 رقم12212)، (7/536 رقم38766) عن أبي أُسَامَةَ حمَّاد بن أُسامة، عن إسْمَاعِيلُ بن أبي خالِد، أَخْبَرَنَا قَيْس بن أبي حازم، قَالَ: "رَمَى مَرْوانُ بنُ الحكم يومَ الجَمل طلحةَ بسهمٍ في ركبته، قال: فجعل الدمُ يغدو يسيلُ، قال: فإذا أمسكوه استمسك، وإذا ترَكوه سال، قال: فقال: دعوه، قال: وجعلوا إذا أمسكوا فم الجرْح انتفختْ رُكبتُه، فقال: دعوه، فإنَّما هو سهمٌ أرسله الله، قال: فمات، قال: فدفناه على شاطِئ الكلاء، فرأى بعضُ أهله أنَّه قال: ألا تُريحونني من الماء، فإني قد غرقتُ - ثلاثَ مِرار يقولها - قال: فنبشوه فإذا هو أخضرُ كالسلق، فنَزفوا عنه الماءَ ثم استخرجوه، فإذَا ما يلي الأرض مِن لحيته ووجهه قد أكلتْه الأرض فاشتروا له دارًا من دور آل أبي بكر بعشرة آلاف فدفنوه فيها.
ومن طريق ابن سعد أخرجه ابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" (25/124).
قلت: وسندُه صحيح إلى قيس بن أبي حازم، ولكنه معلول.
وأخْرَجه ابنُ أبي شيبة في "مصنفه" (6/190 رقم31096)، (7/542 رقم38799)، والبلاذري في "أنساب الأشراف" (1/311 – 312)، والخلاَّل في "السنة" (3 /517 – 518 رقم839)، والطبراني في "المعجم الكبير" (1/113 رقم201)، والحاكم في "المستدرك ط الهنديَّة" (3/370)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/112) مِن طريق إسْمَاعِيلَ بنِ أبي خالِد، به.
وقال الحافظُ ابنُ حجر في "الإصابة" (3/532): أخْرَجه يعقوبُ بن سفيان بسندٍ صحيح عن قيس بن أبي حازم، بِه.
عِلَّة حديث قيس بن أبي حازم:
قيس بن أبي حازم هو تابعيٌّ ثِقة، لكنَّه كان يدلِّس، وقدْ جاوز المائة حتى تغيَّر[18] - كما يذكر إسماعيل راوي الخبر - وقال ابنُ المدينيِّ عن يحيَى بن سعيد: منكر الحديث، ثم ذَكَر له حديثَ كلاب الحَوْأَب[19]، فإنْ كان قد حَدَّث به قَبل خرَفه، فهو دليلٌ قاطِع على أنَّه أرْسَله، ولم يكُن مع جيش عائشة، وقيس هذا مع كثرةِ إرساله، لم يَشهدِ الجملَ، كما نصَّ عليه الإمامُ ابن المديني صراحةً في "العلل"[20]، فمن الصَّعْب أن يشاهد مِن أين جاء السَّهم، إلا إنْ كان بجانب مَرْوان.
كما أنَّه مِن المحتمل أن يكونَ السهم قد أصابَه بالخطأ، فإنَّ طلحة كان يقاتل مع مَرْوانَ طلبًا لإقامةِ الحدِّ على قتَلَة عثمان، فكيف يقتُله مرْوانُ بدمِ عثمان؟!
مع أنَّ أحدًا لم يتَّهمْ طلحةَ بدمِ عثمان، ثم كيف بقِي مرْوان فقيهًا يرجِع الناس إليه ويَروون عنه الحديثَ، ولا نعلم أنَّ بني طلحة ولا غيرهم مِن المسلمين طالبوا قطُّ بدمه؟ وطلحةُ هو مِن العشرة المبشَّرين بالجنةِ، ومِن خيرِ أهلِ الأرض آنذاك، فكيف لا يُطالِب أحدٌ بدمه؟! هذا محال.
ثانيًا: طريق عكراش بن ذؤيب:
أخْرجَه الحاكمُ في "المُستدرَك" (3/ 417) عن محمَّد بن يعقوبَ الحافظِ، أنا محمد بن إسحاق الثقفيُّ، ثنا عَبَّادُ بن الوليد العنزيُّ، ثنا حِبَّانُ بن هلال، ثنا شَريكُ بن الحُباب[21]، حدَّثني عُتبةُ بنُ صَعصعةَ بنِ الأحنف[22]، عن عكراش بن ذؤيب [صحابي]، قال: كنا نُقاتِل عليًّا مع طلحةَ ومعنا مَرْوان، قال: فانهزمْنا، قال: فقال مَرْوانُ: لا أُدرك بثأري بعدَ اليوم مِن طلحة، قال: فرَماه بسهمٍ فقتَلَه.
تعليق الذهبي قي التلخيص: سكَت عنه الذهبيُّ في التلخيص.
وأخْرَجه البخاريُّ في "التاريخ الكبير" (7/89) عن حِبَّان بن هلال، عن شَريك بن الخَطَّاب، به مُعلَّقًا.
قلت: هذا إسنادٌ ضعيف؛ فيه شريك بن الحُباب، وعُتبة بن صَعصعَة، مجهولا الحال.
ثالثًا: طريق يَحيَى بن سعيد الأنصاري عن عمِّه:
أخْرَجَه خليفةُ بنُ خيَّاط في "تاريخه" (1/181، 185)، ومِن طريقِهِ ابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" (18/416)، (25/113)، وعمر بن شبَّة في "تاريخ المدينة" (2/222 رقم 2034، 2035) جميعهم مختصرًا، والحاكِم في "المستدرك" (3/370 ط الهندية) مطولاً مِن طريق جُويريةَ بنِ أسماء، عن يَحيى بن سعيد، عن عمِّه، قال: لما كان يومُ الجمل نادَى عليٌّ في الناس: لا تَرْموا أحدًا بسهمٍ، ولا تطعنوا برمح، ولا تَضرِبوا بسيف، ولا تطلبوا القومَ؛ فإنَّ هذا مقام مَن أفلح يومَ القيامة، قال: فتوافقْنا، ثم إنَّ القوم قالوا بأجمع: يا ثارات عثمان، قال: وابن حنيفة إمامنا بربوةٍ معه اللواءُ، قال: فناداه عليٌّ، قال: فأقبل علينا يَعرِض وجهه، فقال: يا أميرَ المؤمنين، يقولون: يا ثارات عثمان، فمدَّ عليٌّ يدَه، وقال: اللهمَّ أكبَّ قتَلَةَ عثمان اليومَ بوجوههم، ثم إنَّ الزُّبيرَ قال للأساورة كانوا معه، قال: ارموهم برشقٍ، وكأنَّه أراد أن ينشبَ القتال، فلمَّا نظر أصحابُه إلى الانتشاب، لم ينتظروا وحَمَلوا، فهزمهم الله، ورمَى مرْوان بنُ الحَكم طلحة بن عُبيدِ الله بسهمٍ فشَكَّ ساقه بجنب فرسه، فقبض به الفرس حتى لَحِقه فذبَحَه، فالتفتَ مَرْوانُ إلى أبان بن عثمان وهو معه، فقال: لقد كفيتُك أحَدَ قتَلَةِ أبيك"، وهذا لفظ الحاكم.
وفي روايةِ عُمر بن شبَّة، قال: بينما أنا عندَ عائشة - رضي الله عنها - وعثمان - رضي الله عنه - محصورٌ، والناس مُجهزون للحجِّ، إذ جاءَ مَرْوانُ فقال: يا أم المؤمنين، إنَّ أمير المؤمنين يَقرأ عليكِ السلامَ ورحمة الله، ويقول: رُدِّي عنِّي الناس، فإنِّي فاعِلٌ وفاعِل، فلم تُجبْه، فانصرَف وهو يتمثَّل ببيتِ الربيع بن زِياد العبْسي:
وَحَرَّقَ قَيْسٌ عَلَيَّ البِلاَ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
دَ حَتَّى إِذَا اشْتَعَلَتْ أَجْذَمَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فقالت: ردُّوا عليَّ هذا المتمثِّلَ، فرددناه، فقالت - وفي يدها غرارة لها تعالجها -: واللهِ لوددتُ أنَّ صاحبك الذي جئتَ مِن عنده في غرارتي هذه، فأوكيتُ عليها فألقيتُها في البحر".
إسناده ضعيف:
• قلت (عبدالحميد): لم يُتابع أحدٌ جويريةَ بنَ أسماء على رِواية هذا الحديثِ عن يحيى بن سعيدٍ الأنصاري، وانفِراد جويرية بحديثٍ عن يحيَى، وهو لا يُعرَف بالرِّوايةِ عنه وانفراده به عن باقِي الآخِذين عنه - يُثير في النفس شيئًا، إلاَّ أنَّه صرَّح بأنَّه سَمِعه منه كما في بعضِ طُرقه.
• كما أنَّ عمَّ يَحيَى بنِ سعيدٍ الأنصاري (مجهول).
• كما أنَّ في هذا الحديثِ زِيادة تُنافي جميعَ الرِّوايات، وهو "أنَّ مَرْوانَ بعدما رَماه بسهمٍ فشكَّ ساقه بجنبِ فرسه، فقبَض به الفرس حتى لَحِقه فذبَحَه".
• كما أنَّ روايةَ ابن شبة تَطعَن في أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وتتهمها بالتآمُر لقتْل عُثمان، وهذه فِرية افتراها عليها أتباعُ ابن سبأ اليهودي، وما زال الرافضةُ يُردِّدونها إلى اليوم.
رابعًا: طريق شيخ مِن كلب عن عبدالملك بن مروان:
أخْرَجه ابنُ سعد في "الطبقات الكبرى" (3/223)، ومِن طريقِه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (68/155)، أخبَرني مَن سمع أبا جناب الكَلبي، يقول: حدَّثَني شيخٌ مِن كلب، قال: سمعتُ عبدالملك بن مَرْوان؛ يقول: "لولا أنَّ أميرَ المؤمنين مَرْوان أخبرني أنَّه هو الذي قتَل طلحةَ، ما تركتُ مِن ولد طلحة أحدًا إلاَّ قتَلته بعثمانَ بنِ عفَّان".
قلت: إسناده ضعيف؛ فيه مجهولان، وهما (شيخ ابن سعد، وشيخ من كلب)، وأبو جناب الكلبي: قال عنه ابنُ حجر: ضعَّفوه؛ لكثرةِ تدليسِه[23].
خامسًا: طريق عبدالرحمن بن أبي ليلى:
أخْرَجَه عمرُ بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/306) عن عبدِالله بن عمرٍو، قال، حَدَّثَنا عمرو بن ثابت، عن أبي فَزارة (راشد بن كيسان)، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: "قال لي عبدُالملك بن مَرْوان: أشهدتَ الدار؟ قلتُ: نعم، فلْيَسلْ أمير المؤمنين عمَّا أحبَّ، قال: أينَ كان عليٌّ؟ قلت: في دارِه، قال: فأينَ كان الزُّبَير؟ قلت: عندَ أحجار الزيت، قال: فأين كان طلحةُ؟ قلت: نظرتُ فإذا مِثل الحَرَّة السوداء، فقلت: ما هذا؟ قالوا: طلحةُ واقِفٌ، فإنْ حال حائل دون عثمان قاتَلَه.
فقال: لولا أنَّ أبي أخبرني يومَ مرج راهط أنَّه قتَل طلحةَ، ما تركتُ على وجهِ الأرْض مِن بني تيم أحدًا إلا قتَلتُه".
قلت: سندُه ضعيف؛ فيه عمرو بن ثابت، قال فيه ابنُ المبارك: لا تُحدِّثوا عن عمرِو بن ثابت؛ فإنَّه كان يسبُّ السَّلَف، وقال أبو حاتم: كان رَديء الرأي، شديدَ التشيُّع، وقال البخاريُّ: ليس بالقويِّ عندَهم، وقال أبو داود: رافِضي خبيث، وقال في موضِعٍ آخَر: رجل سوء، وقال في موضِعٍ آخَر: كان مِن شِرار الناس، وقال النَّسائي: متروك الحديث[24].
أمَّا مَن رَوى تلك القصة غير هؤلاء، فكلُّهم كانوا صِغارًا لم يُدرِكوا المعركة أصلاً، فمرويَّاتهم منقطعة، منهم:
أولاً: طريق محمد بن سيرين:
أخْرَجه ابنُ سعد في "الطبقات الكبرى" (3/223) عن سليمانَ بنِ حَرْبٍ، قال: أخبرَنا حمَّادُ بن زيد عن قُرَّة بن خالد عن محمَّد بن سيرين "أنَّ مَرْوان اعترَض طلحةَ لما جالَ الناس بسهمٍ، فأصابَه فقتَله".
قلت: رُواته كلُّهم ثقات، غير أنِّي لم أَجِدْ حمادَ بن زيد فيمَن روَى عن قُرَّة بنِ خالد.
وأخْرَجه "خليفة بن خيَّاط" في " تاريخه" (1/185)، ومِن طريقه ابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" (25/113)، عن أبي عبدالرحمن القُرَشي، والخلاَّل في "السنة" (3/518 رقم840) مِن طريقِ محمَّد بن أبي بكر بن عليِّ بن مُقدّم، كلاهما (أبو عبدالرحمن القرشي، ومحمد بن أبي بكر) عن حمَّاد بن زيد، به.
قلت: ومحمَّد بنُ سيرين لم يُدرِك الفتنةَ؛ (قال إسماعيل بن عُليَّة: كنَّا نسمع أنَّ ابن سيرين وُلِد في سنتين بقيتَا مِن إمارة عثمان، وقال ابن حبَّان: مولدُه لسنتين بقيتَا مِن خلافة عثمان)؛ أي: سَنة 33 هـ، فلا تقبل هذه الرِّواية كما هو معلوم؛ لأنَّه كان طفلاً رضيعًا لم يدركِ الأحداث، ولم يَذكُر مَن الذي حَدَّثَه بهذا الخبر[25].
ثانيًا: طريق الجارود بن أبي سبرة الهذلي:
أخْرَجه أبو القاسِم البغويُّ في "معجم الصحابة" (3/411) عن عليِّ بن مسلم، نا أبو داود الطيالسيُّ، عن عِمْرَان الْقَطَّان، عن قتادةَ بنِ دِعامة، عن الجارود بن أبي سبرة، لما كان يومُ الجَمَل نظَر مَرْوان إلى طلحَة، فقال: لا أطلُب بثأري بعدَ اليوم، فنزع له سهمًا فقتَله - رضي الله عنه.
قال الحافظُ ابن حجر في "الإصابة" (3/532): أخْرَجَهُ أبو القاسم البغويُّ بسندٍ صحيح عن الجارود بن أبي سبرة.
قلت: رُواته كلُّهم ثِقات، غير أنَّ قتادة بن دعامة مدلِّس ولم يُصرِّح في أحدٍ مِن طرقه بالسماع.
والجارود بن أبي سبرة: هذا قدْ تُوفِّي سنة 120هـ؛ أي: لو كان عمره 84 سنة يومَ مات، لكان رضيعًا، يوم الجَمَل، فلا قِيمةَ لرِوايته.
وأخْرَجه خليفةُ بن خيَّاط في "تاريخه" (1/181، 185)، وابن أبي خَيْثَمة في "تاريخه" (2/76 رقم1800)، والخلاَّل في "السُّنة" (3/517 - 518 رقم839)، وابن عساكِر في "تاريخ دمشق" (25/112) مِن طريقِ قتادة بن دعامة، به.
يتبع
عبدالحميد الأزهري
س: هل صح رمي مروان لطلحة بن عبيدالله يوم الجمل؟
الجواب:
نقول: بسمِ الله، والحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبعد:
فقدِ اختَلف العلماءُ في صِحَّة نِسبة رمْي مرْوان لطلحةَ يوم الجمل إلى فريقين:
الفريق الأول: مَن ذهَب إلى أنَّ مَرْوان بنَ الحكَم ليس بقاتلِ طلحة بن عُبَيدالله، منهم: أبو بكر بن العربي[1]، وابن كثير[2]، وظاهِر كلامِ ابنِ حزْم[3].
واستدلوا: بأنَّه لم يصحَّ أثَر في قِصَّة (رمْي مروان لطلحة).
قال أبو بكر بن العربي: وقدْ رُوي أنَّ مروان لما وقعَتْ عينه في الاصطفافِ على طلحة، قال: لا أطلُب أثرًا بعد عَين، ورَماه بسهمٍ فقتَله، ومَن يعلم هذا إلاَّ علاَّمُ الغيوب؟![4] ولم ينقُلْه ثبْتٌ، وقد رُوي أنَّه أصابه سهمٌ بأمر مرْوان، لا أنَّه رماه، وقد خرَج كعبُ بن سور بمصحفٍ منشور بيدِه يُناشد الناسَ ألاَّ يريقوا دِماءَهم، فأصابه سهمٌ غرب فقتَلَه، ولعلَّ طلحةَ مِثله، ومعلومٌ أنَّه عند الفِتنة وفي ملحمة القتال، يتمكَّن أولو الإحَنِ والحقود، مِن حَلِّ العُرَى ونقض العهود، وكانت آجالاً حضرت، ومواعد انتجزَت.
وقال ابنُ كثير: يُقال: إنَّ الذي رماه بهذا السهم مَرْوان بن الحَكم، وقال لأبان بن عثمان: قدْ كفيتُك رجالاً مِن قتَلَةِ عثمان، وقد قيل: إنَّ الذي رماه غيرُه، وهذا عندي أقربُ، وإنْ كان الأوَّل مشهورًا، والله أعلم.
الفريق الثاني: مَن ذهَب إلى أنَّ مرْوان بن الحَكم هو قاتلُ طلحة بن عُبيدالله، منهم: ابن قتيبة[5]، والبلاذري[6]، وأحمد بن إسحاقَ اليعقوبي[7]، وابن حِبَّان[8]، والإسماعيلي[9]، والمطهِّر بن طاهِر[10]، وابن عبدالبر[11]، والذَّهبي[12]، والصَّفدي[13]، وابن حجر العَسقلاني[14]، والعيني[15]، وابن تَغرِي بَرْدي[16]، والسخاوي[17]، وغيرهم، واستدلوا بوفرةِ وشُهرة الأدلَّة التي تناقلها المؤرِّخون.
وهـي:
أولاً: طريق قيس بن أبي حازِم:
أخرجه ابنُ سعد في "الطبقات الكبرى" (3/223)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (3/60 رقم12212)، (7/536 رقم38766) عن أبي أُسَامَةَ حمَّاد بن أُسامة، عن إسْمَاعِيلُ بن أبي خالِد، أَخْبَرَنَا قَيْس بن أبي حازم، قَالَ: "رَمَى مَرْوانُ بنُ الحكم يومَ الجَمل طلحةَ بسهمٍ في ركبته، قال: فجعل الدمُ يغدو يسيلُ، قال: فإذا أمسكوه استمسك، وإذا ترَكوه سال، قال: فقال: دعوه، قال: وجعلوا إذا أمسكوا فم الجرْح انتفختْ رُكبتُه، فقال: دعوه، فإنَّما هو سهمٌ أرسله الله، قال: فمات، قال: فدفناه على شاطِئ الكلاء، فرأى بعضُ أهله أنَّه قال: ألا تُريحونني من الماء، فإني قد غرقتُ - ثلاثَ مِرار يقولها - قال: فنبشوه فإذا هو أخضرُ كالسلق، فنَزفوا عنه الماءَ ثم استخرجوه، فإذَا ما يلي الأرض مِن لحيته ووجهه قد أكلتْه الأرض فاشتروا له دارًا من دور آل أبي بكر بعشرة آلاف فدفنوه فيها.
ومن طريق ابن سعد أخرجه ابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" (25/124).
قلت: وسندُه صحيح إلى قيس بن أبي حازم، ولكنه معلول.
وأخْرَجه ابنُ أبي شيبة في "مصنفه" (6/190 رقم31096)، (7/542 رقم38799)، والبلاذري في "أنساب الأشراف" (1/311 – 312)، والخلاَّل في "السنة" (3 /517 – 518 رقم839)، والطبراني في "المعجم الكبير" (1/113 رقم201)، والحاكم في "المستدرك ط الهنديَّة" (3/370)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/112) مِن طريق إسْمَاعِيلَ بنِ أبي خالِد، به.
وقال الحافظُ ابنُ حجر في "الإصابة" (3/532): أخْرَجه يعقوبُ بن سفيان بسندٍ صحيح عن قيس بن أبي حازم، بِه.
عِلَّة حديث قيس بن أبي حازم:
قيس بن أبي حازم هو تابعيٌّ ثِقة، لكنَّه كان يدلِّس، وقدْ جاوز المائة حتى تغيَّر[18] - كما يذكر إسماعيل راوي الخبر - وقال ابنُ المدينيِّ عن يحيَى بن سعيد: منكر الحديث، ثم ذَكَر له حديثَ كلاب الحَوْأَب[19]، فإنْ كان قد حَدَّث به قَبل خرَفه، فهو دليلٌ قاطِع على أنَّه أرْسَله، ولم يكُن مع جيش عائشة، وقيس هذا مع كثرةِ إرساله، لم يَشهدِ الجملَ، كما نصَّ عليه الإمامُ ابن المديني صراحةً في "العلل"[20]، فمن الصَّعْب أن يشاهد مِن أين جاء السَّهم، إلا إنْ كان بجانب مَرْوان.
كما أنَّه مِن المحتمل أن يكونَ السهم قد أصابَه بالخطأ، فإنَّ طلحة كان يقاتل مع مَرْوانَ طلبًا لإقامةِ الحدِّ على قتَلَة عثمان، فكيف يقتُله مرْوانُ بدمِ عثمان؟!
مع أنَّ أحدًا لم يتَّهمْ طلحةَ بدمِ عثمان، ثم كيف بقِي مرْوان فقيهًا يرجِع الناس إليه ويَروون عنه الحديثَ، ولا نعلم أنَّ بني طلحة ولا غيرهم مِن المسلمين طالبوا قطُّ بدمه؟ وطلحةُ هو مِن العشرة المبشَّرين بالجنةِ، ومِن خيرِ أهلِ الأرض آنذاك، فكيف لا يُطالِب أحدٌ بدمه؟! هذا محال.
ثانيًا: طريق عكراش بن ذؤيب:
أخْرجَه الحاكمُ في "المُستدرَك" (3/ 417) عن محمَّد بن يعقوبَ الحافظِ، أنا محمد بن إسحاق الثقفيُّ، ثنا عَبَّادُ بن الوليد العنزيُّ، ثنا حِبَّانُ بن هلال، ثنا شَريكُ بن الحُباب[21]، حدَّثني عُتبةُ بنُ صَعصعةَ بنِ الأحنف[22]، عن عكراش بن ذؤيب [صحابي]، قال: كنا نُقاتِل عليًّا مع طلحةَ ومعنا مَرْوان، قال: فانهزمْنا، قال: فقال مَرْوانُ: لا أُدرك بثأري بعدَ اليوم مِن طلحة، قال: فرَماه بسهمٍ فقتَلَه.
تعليق الذهبي قي التلخيص: سكَت عنه الذهبيُّ في التلخيص.
وأخْرَجه البخاريُّ في "التاريخ الكبير" (7/89) عن حِبَّان بن هلال، عن شَريك بن الخَطَّاب، به مُعلَّقًا.
قلت: هذا إسنادٌ ضعيف؛ فيه شريك بن الحُباب، وعُتبة بن صَعصعَة، مجهولا الحال.
ثالثًا: طريق يَحيَى بن سعيد الأنصاري عن عمِّه:
أخْرَجَه خليفةُ بنُ خيَّاط في "تاريخه" (1/181، 185)، ومِن طريقِهِ ابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" (18/416)، (25/113)، وعمر بن شبَّة في "تاريخ المدينة" (2/222 رقم 2034، 2035) جميعهم مختصرًا، والحاكِم في "المستدرك" (3/370 ط الهندية) مطولاً مِن طريق جُويريةَ بنِ أسماء، عن يَحيى بن سعيد، عن عمِّه، قال: لما كان يومُ الجمل نادَى عليٌّ في الناس: لا تَرْموا أحدًا بسهمٍ، ولا تطعنوا برمح، ولا تَضرِبوا بسيف، ولا تطلبوا القومَ؛ فإنَّ هذا مقام مَن أفلح يومَ القيامة، قال: فتوافقْنا، ثم إنَّ القوم قالوا بأجمع: يا ثارات عثمان، قال: وابن حنيفة إمامنا بربوةٍ معه اللواءُ، قال: فناداه عليٌّ، قال: فأقبل علينا يَعرِض وجهه، فقال: يا أميرَ المؤمنين، يقولون: يا ثارات عثمان، فمدَّ عليٌّ يدَه، وقال: اللهمَّ أكبَّ قتَلَةَ عثمان اليومَ بوجوههم، ثم إنَّ الزُّبيرَ قال للأساورة كانوا معه، قال: ارموهم برشقٍ، وكأنَّه أراد أن ينشبَ القتال، فلمَّا نظر أصحابُه إلى الانتشاب، لم ينتظروا وحَمَلوا، فهزمهم الله، ورمَى مرْوان بنُ الحَكم طلحة بن عُبيدِ الله بسهمٍ فشَكَّ ساقه بجنب فرسه، فقبض به الفرس حتى لَحِقه فذبَحَه، فالتفتَ مَرْوانُ إلى أبان بن عثمان وهو معه، فقال: لقد كفيتُك أحَدَ قتَلَةِ أبيك"، وهذا لفظ الحاكم.
وفي روايةِ عُمر بن شبَّة، قال: بينما أنا عندَ عائشة - رضي الله عنها - وعثمان - رضي الله عنه - محصورٌ، والناس مُجهزون للحجِّ، إذ جاءَ مَرْوانُ فقال: يا أم المؤمنين، إنَّ أمير المؤمنين يَقرأ عليكِ السلامَ ورحمة الله، ويقول: رُدِّي عنِّي الناس، فإنِّي فاعِلٌ وفاعِل، فلم تُجبْه، فانصرَف وهو يتمثَّل ببيتِ الربيع بن زِياد العبْسي:
وَحَرَّقَ قَيْسٌ عَلَيَّ البِلاَ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
دَ حَتَّى إِذَا اشْتَعَلَتْ أَجْذَمَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فقالت: ردُّوا عليَّ هذا المتمثِّلَ، فرددناه، فقالت - وفي يدها غرارة لها تعالجها -: واللهِ لوددتُ أنَّ صاحبك الذي جئتَ مِن عنده في غرارتي هذه، فأوكيتُ عليها فألقيتُها في البحر".
إسناده ضعيف:
• قلت (عبدالحميد): لم يُتابع أحدٌ جويريةَ بنَ أسماء على رِواية هذا الحديثِ عن يحيى بن سعيدٍ الأنصاري، وانفِراد جويرية بحديثٍ عن يحيَى، وهو لا يُعرَف بالرِّوايةِ عنه وانفراده به عن باقِي الآخِذين عنه - يُثير في النفس شيئًا، إلاَّ أنَّه صرَّح بأنَّه سَمِعه منه كما في بعضِ طُرقه.
• كما أنَّ عمَّ يَحيَى بنِ سعيدٍ الأنصاري (مجهول).
• كما أنَّ في هذا الحديثِ زِيادة تُنافي جميعَ الرِّوايات، وهو "أنَّ مَرْوانَ بعدما رَماه بسهمٍ فشكَّ ساقه بجنبِ فرسه، فقبَض به الفرس حتى لَحِقه فذبَحَه".
• كما أنَّ روايةَ ابن شبة تَطعَن في أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وتتهمها بالتآمُر لقتْل عُثمان، وهذه فِرية افتراها عليها أتباعُ ابن سبأ اليهودي، وما زال الرافضةُ يُردِّدونها إلى اليوم.
رابعًا: طريق شيخ مِن كلب عن عبدالملك بن مروان:
أخْرَجه ابنُ سعد في "الطبقات الكبرى" (3/223)، ومِن طريقِه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (68/155)، أخبَرني مَن سمع أبا جناب الكَلبي، يقول: حدَّثَني شيخٌ مِن كلب، قال: سمعتُ عبدالملك بن مَرْوان؛ يقول: "لولا أنَّ أميرَ المؤمنين مَرْوان أخبرني أنَّه هو الذي قتَل طلحةَ، ما تركتُ مِن ولد طلحة أحدًا إلاَّ قتَلته بعثمانَ بنِ عفَّان".
قلت: إسناده ضعيف؛ فيه مجهولان، وهما (شيخ ابن سعد، وشيخ من كلب)، وأبو جناب الكلبي: قال عنه ابنُ حجر: ضعَّفوه؛ لكثرةِ تدليسِه[23].
خامسًا: طريق عبدالرحمن بن أبي ليلى:
أخْرَجَه عمرُ بن شبة في "تاريخ المدينة" (2/306) عن عبدِالله بن عمرٍو، قال، حَدَّثَنا عمرو بن ثابت، عن أبي فَزارة (راشد بن كيسان)، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: "قال لي عبدُالملك بن مَرْوان: أشهدتَ الدار؟ قلتُ: نعم، فلْيَسلْ أمير المؤمنين عمَّا أحبَّ، قال: أينَ كان عليٌّ؟ قلت: في دارِه، قال: فأينَ كان الزُّبَير؟ قلت: عندَ أحجار الزيت، قال: فأين كان طلحةُ؟ قلت: نظرتُ فإذا مِثل الحَرَّة السوداء، فقلت: ما هذا؟ قالوا: طلحةُ واقِفٌ، فإنْ حال حائل دون عثمان قاتَلَه.
فقال: لولا أنَّ أبي أخبرني يومَ مرج راهط أنَّه قتَل طلحةَ، ما تركتُ على وجهِ الأرْض مِن بني تيم أحدًا إلا قتَلتُه".
قلت: سندُه ضعيف؛ فيه عمرو بن ثابت، قال فيه ابنُ المبارك: لا تُحدِّثوا عن عمرِو بن ثابت؛ فإنَّه كان يسبُّ السَّلَف، وقال أبو حاتم: كان رَديء الرأي، شديدَ التشيُّع، وقال البخاريُّ: ليس بالقويِّ عندَهم، وقال أبو داود: رافِضي خبيث، وقال في موضِعٍ آخَر: رجل سوء، وقال في موضِعٍ آخَر: كان مِن شِرار الناس، وقال النَّسائي: متروك الحديث[24].
أمَّا مَن رَوى تلك القصة غير هؤلاء، فكلُّهم كانوا صِغارًا لم يُدرِكوا المعركة أصلاً، فمرويَّاتهم منقطعة، منهم:
أولاً: طريق محمد بن سيرين:
أخْرَجه ابنُ سعد في "الطبقات الكبرى" (3/223) عن سليمانَ بنِ حَرْبٍ، قال: أخبرَنا حمَّادُ بن زيد عن قُرَّة بن خالد عن محمَّد بن سيرين "أنَّ مَرْوان اعترَض طلحةَ لما جالَ الناس بسهمٍ، فأصابَه فقتَله".
قلت: رُواته كلُّهم ثقات، غير أنِّي لم أَجِدْ حمادَ بن زيد فيمَن روَى عن قُرَّة بنِ خالد.
وأخْرَجه "خليفة بن خيَّاط" في " تاريخه" (1/185)، ومِن طريقه ابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" (25/113)، عن أبي عبدالرحمن القُرَشي، والخلاَّل في "السنة" (3/518 رقم840) مِن طريقِ محمَّد بن أبي بكر بن عليِّ بن مُقدّم، كلاهما (أبو عبدالرحمن القرشي، ومحمد بن أبي بكر) عن حمَّاد بن زيد، به.
قلت: ومحمَّد بنُ سيرين لم يُدرِك الفتنةَ؛ (قال إسماعيل بن عُليَّة: كنَّا نسمع أنَّ ابن سيرين وُلِد في سنتين بقيتَا مِن إمارة عثمان، وقال ابن حبَّان: مولدُه لسنتين بقيتَا مِن خلافة عثمان)؛ أي: سَنة 33 هـ، فلا تقبل هذه الرِّواية كما هو معلوم؛ لأنَّه كان طفلاً رضيعًا لم يدركِ الأحداث، ولم يَذكُر مَن الذي حَدَّثَه بهذا الخبر[25].
ثانيًا: طريق الجارود بن أبي سبرة الهذلي:
أخْرَجه أبو القاسِم البغويُّ في "معجم الصحابة" (3/411) عن عليِّ بن مسلم، نا أبو داود الطيالسيُّ، عن عِمْرَان الْقَطَّان، عن قتادةَ بنِ دِعامة، عن الجارود بن أبي سبرة، لما كان يومُ الجَمَل نظَر مَرْوان إلى طلحَة، فقال: لا أطلُب بثأري بعدَ اليوم، فنزع له سهمًا فقتَله - رضي الله عنه.
قال الحافظُ ابن حجر في "الإصابة" (3/532): أخْرَجَهُ أبو القاسم البغويُّ بسندٍ صحيح عن الجارود بن أبي سبرة.
قلت: رُواته كلُّهم ثِقات، غير أنَّ قتادة بن دعامة مدلِّس ولم يُصرِّح في أحدٍ مِن طرقه بالسماع.
والجارود بن أبي سبرة: هذا قدْ تُوفِّي سنة 120هـ؛ أي: لو كان عمره 84 سنة يومَ مات، لكان رضيعًا، يوم الجَمَل، فلا قِيمةَ لرِوايته.
وأخْرَجه خليفةُ بن خيَّاط في "تاريخه" (1/181، 185)، وابن أبي خَيْثَمة في "تاريخه" (2/76 رقم1800)، والخلاَّل في "السُّنة" (3/517 - 518 رقم839)، وابن عساكِر في "تاريخ دمشق" (25/112) مِن طريقِ قتادة بن دعامة، به.
يتبع